هَذِهِ رَوْضَةُ الفِرْدَوْسِ ارْتَفَعَتْ فِيهَا نَغْمَةُ اللّٰهِ المُهَيمِنِ الْقَيُّومِ، وَفِيهَا اسْتَقَرَّتْ حُورِيَاتُ الخُلْدِ مَا مَسَّهُنَّ أَحَدٌ إِلَّا اللّٰهُ الْعَزِيزُ الْقُدُّوسُ، وَفِيهَا تَغَرَّدَ عَنْدَلِيبُ الْبَقآءِ عَلَى أَفْنَانِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى بِالنَّغْمَةِ الَّتِي تَتَحَيَّرُ مِنْهَا الْعُقُولُ، وَفِيهَا مَا يُقَرِّبُ الْفُقَرآءَ إِلى شَاطِئِ الْغَنآءِ وَيَهْدِي النَّاسَ إِلى كَلِمَةِ اللّٰهِ وَإِنَّ هَذَا لَحَقٌّ مَعْلُومٌ، بِسْمِكَ الْهُوْ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْهُوْ يَا هُوْ
يَا رَاهِبَ الْأَحَدِيَّةِ اضْرِبْ عَلَى النَّاقُوسِ بِمَا ظَهَرَ يَوْمُ اللّٰهِ وَاسْتَوَى جَمَالُ الْعِزِّ عَلَى عَرْشِ قُدسٍ مُنِيرٍ، سُبْحَانَك يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا هُوْدَ الْحُكْمِ اضْرِبْ عَلَى النَّاقُورِ بِاسْمِ اللّٰهِ الْعَزِيزِ الْكرِيمِ بِمَا اسْتَقَرَّ هَيْكَلُ الْقُدْسِ عَلَى كُرْسِيِّ عِزٍّ مَنِيعٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا طَلْعَةَ الْبَقَآءِ اضْرِبْ بِأَنَامِلِ الرُّوحِ عَلَى رَبَابِ قُدْسٍ بَدِيعٍ بِمَا ظَهَرَ جَمَالُ الْهُوِيَّةِ فِي رِدَاءِ حَرِيرٍ لَمِيعٍ، سُبْحَانَك يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا مَلَكَ النُّورِ انْفُخْ فِي الصُّورِ فِي هَذَا الظُّهُورِ بِمَا رَكِبَ حَرْفُ الْهَآءِ بِحَرْفِ عِزٍّ قَدِيمٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا عَنْدَلِيبَ السَّنَاءِ غَنِّ عَلَى الْأَغْصَانِ فِي هَذَا الرِّضْوَانِ عَلَى اْسْمِ الْحَبِيبِ بِمَا ظَهَرَ جَمَالُ الْوَرْدِ عَنْ خَلْفِ حِجَابٍ غَلِيظٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا بُلْبُلَ الْفِرْدوْسِ رِنِّ عَلَى الْأَفْنَانِ فِي هَذَا الزَّمَنِ الْبَدِيعِ بِمَا تَجَلَّى اللّٰهُ عَلَى كُلِّ مَنْ في الْمُلْكِ أَجْمَعِينَ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ
يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ، يَا طِيْرَ الْبَقَآءِ طِرْ فِي هَذَا الْهَوَآءِ بِمَا طَارَ طَيرُ الوَفَآءِ فِي فَضَآءِ قُرْبٍ كرِيمٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا أَهْلَ الْفِرْدوْسِ غَنُّوا وَتَغَنُّوا بِأَحْسَنِ صَوْتٍ مَلِيحٍ بِمَا ارْتَفَعَتْ نَغْمَةُ اللّٰهِ خَلْفَ سُرَادقِ قُدسٍ رَفِيعٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا أَهْلَ الْمَلَكوتِ تَرَنَّمُوا عَلَى إِسْمِ الْمَحْبُوبِ بِمَا لَاحَ جَمَالُ الْأَمْرِ عَنْ خَلْفِ الْحُجُبَاتِ بِطِرَازِ رُوحٍ مُنِيرٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا أَهْلَ مَلَكوتِ الْأَسْمَآءِ زَيِّنُوا الرَّفَارِفَ الْأَقْصَى بِمَا رَكِبَ الْإِسْمُ الْأَعْظَمُ عَلَى سَحَابِ قُدْسٍ عَظِيمٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا أَهْلَ جَبَرُوتِ الصِّفَاتِ فِي أُفُقِ الْأَبْهَى اسْتَعِدًّوا لِلِقَاءِ اللّٰهِ بِمَا هَبَّتْ نَسَمَاتُ الْقُدْسِ عَنْ مَكمَنِ الذَّاتِ وَإِنَّ هَذَا لَفَضْلٌ مُبِينٌ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا رِضْوَانَ الْأَحَدِيَّةِ تَبَهَّجْ فِي نَفْسِكَ بِمَا ظَهَرَ رِضْوَانُ اللّٰهِ الْعَلِيِّ الْمُقْتَدرِ الْعَلِيمِ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا سَمَآءَ الْعِزِّ اشْكُرِي اللّٰهَ فِي ذَاتِكِ بِمَا ارْتَفَعَتْ سَمَآءُ الْقُدْسِ فِي هَوَاء قَلْبٍ لَطۭيفٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا شَمْسَ الْمُلْكِ اكْسِفِي وَجْهَكِ بِمَا أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْبَقَآءِ عَنْ أُفُقِ فَجْرٍ لَمِيعٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا أَرْضَ الْمَعْرِفَةِ ابْلَعِي مَعَارِفَكِ بِمَا انْبَسَطَتْ أَرْضُ الْمَعْرِفَةِ فِي نَفْسِ اللّٰهِ الْمُتَعالِي الْعَزِيزِ الْكَرِيمِ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا سِرَاجَ الْمُلْكِ اطْفَئْ فِي نَفْسِكَ بِمَا أَضَآءَ سِرَاجُ اللّٰهِ فِي مِشْكَاةِ الْبَقَآءِ وَاَسْتَضَاءَ مِنْهُ أَهْلُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا بُحُورَ الْاَرْضِ اسْكُنُوا عَنِ الْأَمْوَاجِ فِي أَنْفُسِكُمْ بِمَا تَمَوَّجَ الْبَحْرُ الْأَحْمَرُ بِأَمْرٍ بَدِيعٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا طَاوُوسَ الْأَحَدِيَّةِ تَشَهَّقْ فِي أَجَمَةِ اللَّاهُوتِ بِمَا ظَهَرَتْ نَغْمَةُ اللّٰهِ عَنْ كُلِّ طَرَفٍ قَرِيبٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا دِيْكَ الصَّمَدِيَّةِ تَدَلَّعْ فِي أَجَمَةِ الْجَبَرُوتِ بِمَا نَادَى مُنَادِي اللّٰهِ عَنْ كُلِّ شَطْرٍ مَنِيعٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا مَلَأَ الْعُشَّاقِ ابْشِرُوا بِأَرْوَاحِكُمْ بِمَا تَمَّ الْفِرَاقُ وَجَاءَ الْمِيثَاقُ وَظَهَرَ الْمَعْشُوقُ بِجَمَالِ عِزٍّ مَنِيعٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
يَا مَلَأَ الْعِرْفَانِ سُرُّوا بِذَوَاتِكُمْ بِمَا ذَهَبَ الْهِجْرَانُ وَجَاءَ الإِيَقَانُ وَلَاحَ جَمَالُ الْغُلَامِ بِطِرَازِ الْقُدْسِ فِي فِرْدوْسِ اِسْمٍ مَكِينٍ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَد إِلَّا هُوْ
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يَا إِلَهِي أَسْئَلُكَ بِيَوْمِكَ الَّذيۭ فِيهِ بَعَثْتَ كُلَّ الْأَيَّامِ وَبِآنٍ مِنْهُ أَحْصِيْتَ زَمَنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
وَبِإِسْمِكَ الَّذِيۭ جَعَلْتَهُ سُلْطَانًا فِي جَبَرُوتِ الْأَسْمَآءِ وَحَاكِمًا عَلَى مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
أَنْ تَجْعَلَ هَؤُلَآءِ أَغْنِيَاءَ عَنْ دُونِكَ وَمُقْبِلِينَ إِلَيْكَ وَمُنْقَطِعِينَ عَمَّنْ سِوَاكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدرُ الْعَزِيزُ الرَّحۭيمُ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
ثُمَّ اجْعَلْهُمْ يَا إِلَهِي مُقِرِّينَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ وَمُذْعِنِينَ بِفَرْدَانِيَّتِكَ بِحَيثُ لَا يُشَاهِدُونَ دُونَكَ وَلَا يَنْظُرُونَ غَيْرَكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ عَلَى ذَلِكَ لَمُقْتَدرٌ قَدِيرٌ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
ثُمَّ اَحْدِثْ يَا مَحْبُوبِي فِي قُلُوبِهِمْ حَرَارَةَ حُبِّكَ عَلَى قَدْرٍ يَحْتَرِقُ بِهَا ذِكُرُ غَيْرِكَ لِيَشْهَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ بِأَنَّك لَمْ تَزَلْ كُنْتَ فِي عُلُوِّ الْبَقَآءِ وَلَمْ يَكُنْ مَعَكَ مِنْ شَيءٍ وَتَكُونُ بِمِثْلِ مَا قَد كُنْتَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
لِأَنَّ عِبَادَكَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَرْتَقُوا إِلَى مَعَارِجِ تَوْحِيدِكَ لَوْ تَسْتَقِرُّ أَنْفُسُهُمْ عَلَى ذِكْرِ دُونِكَ لَنْ يَصْدُقَ عَلَيهِمْ حُكْمُ التَّوْحِيدِ وَلَنْ يَثْبُتَ فِي شَأْنِهِمْ سِمَةُ التَّفرِيدِ، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ
فَسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يَا إِلَهِي لَمَّا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ أَنْزِلْ مِنْ سَحَابِ رَحْمَتِكَ مَا يُطَّهَرُ بِهِ أَفْئِدَةُ مُحِبِّيكَ وَيُقَدَّسُ بِهِ قُلُوبُ عَاشِقِيكَ ثُمَّ ارْفَعْهُمْ بِرَفْعَتِكَ ثُمَّ غَلِّبْهُمْ عَلَى مَنْ عَلَى الْأَرْضِ، وَهَذَا مَا وَعَدْتَ بِهِ أَحِبَّائَكَ بِقَوْلِك الْحَقِّ: ﴿نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُم الْوَارِثِينَ﴾، سُبْحَانَكَ يَا هُوْ يَا مَنْ هُوَ هُوْ يَا مَنْ لَيسَ أَحَدٌ إِلَّا هُوْ.
-حضرة بهاء الله