كِتَابٌ مِنْ لَدنّا إِلى الَّتِي إِذْ سَمِعَتِ النِّدَاءَ عَنْ جِهَةِ العَرْشِ أَقبَلَتْ وَقَالَتْ ثُمَّ نَادَتْ بَلَى يا مَحْبُوبَ العَارِفِينَ. يا أَمَتِي لَوْ تَسْمَعِينَ النِّدَاءَ الَّذِي ارْتَفَعَ فِي هذِهِ الأَيَّامِ مِنْ حَوْلِ عَرْشِي لَيَجْعَلَكِ طَائِرَةً فِي هَوَاءِ قُرْبِي، ويُدْخِلَكِ فِي مَلَكُوتِي ويُنْطِقُكِ بِثَنَاءِ نَفْسِي بَيْنِ إِمَائِي. كَذلِكَ نَزَّلْنَا لَكِ ما يَفرَحُ بِهِ قَلْبُكِ إِنَّ رَبَّكِ لَهُوَ الفَضَّالُ القَدِيمُ. اطْمَئِنِّي بِفَضْلِ مَولاكِ ثُمَّ اذْكِرِيهِ في اللَّيالِي وَالأَيَّامِ إِنَّهُ هُو خَيْرُ الذَّاكِرِينَ. يا إِلهي ومَحْبُوبِي أَسْمَعُ نِدَاءَكَ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ, المَقَرِّ الّذي فِيهِ اسْتَقَرَّ عَرْشُ عَظَمَتِكَ وَاقْتِدَارِكَ. أَيْ رَبِّ وَفِّقْنِي عَلَى ذِكْرِكَ في أَيَّامِكَ وَثَنَائِكَ بَيْنِ إِمَائِكَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ نُصِبَتْ رَاياتُ أَمْرِكَ بَيْنَ عِبَادِكَ ورُفِعَتْ أَعْلامُ سَلْطَنَتِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ بِأَنْ لا تَطْرُدَنِي عَنْ بَابِ فَضْلِكَ ولا تَمْنَعَنِي عَمَّا قَدَّرْتَهُ لإِمَائِكَ اللائِي أَقْبَلْنَ إِلى شَطْرِ فَضْلِكَ ومَطْلِعِ وَحْيكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُعْطِي البَاذِلُ العَزِيزُ الحَكِيمُ.
-حضرة بهاء اللههذَا كِتَابٌ مِنْ لَدُنَّا إِلَى الَّتِي آمَنَتْ بِاللهِ المُهَيْمِنِ القَيُّومِ وَأَرَادَتْ مَوْلاهَا إِذْ أَتَى بِسُلْطَانٍ مَشْهُودٍ. لَوْ تَنْظُرِينَ إِلَى المَنْظَرِ الأَكْبَرِ لَتَرَيْنَ مالِكَ القَدَرِ بَينَ أَيادِي الَّذينَ هُمْ كَفَرُوا بِاللهِ العَزِيزِ المَحْبُوبِ. إِنَّهُ مَعَ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ يَنْطِقُ لِسَانُهُ بِذِكْرِ اللهِ وَيَمْشِي رِجْلُهُ إِلَى المَقْصُودِ وَيَتَحَرَّكُ قَلْبُهُ عَلى ذِكْرِ المَحْبُوبِ وَبِإِصْبَعِهِ يَتَحَرَّكُ خَيْطُ الوُجُودِ. اذْكُرِي رَبَّكِ يا أَمَتِي بِهذا الذِّكْرِ المَذْكُورِ. يا إِلهي ومَحْبُوبِي أَنا أَمَةٌ مِنْ إِمَائِكَ أَقبَلْتُ إِلَيكَ وآمَنْتُ بِكَ بَعْدَما أَعْرَضَ عَنْكَ العِبَادُ. أَيْ رَبِّ اكْتُبْنِي مِنْ أَهْلِ سُرَادِقِ عِزَّتِكَ وَخِيامِ عَظَمَتِكَ ثُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ اللاَّئِي كُنَّ طائِفاتٍ حَوْلَ عَرْشِ عَظَمَتِكَ وَأَقبَلْنَ بِقُلُوبِهِنَّ إِلَى شَطْرِ رِضَائِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الغَنِيُّ فِي كُلِّ الأَحْوَالِ ارْحَمْ عِبَادَكَ وَإِمَاءَكَ ثُمَّ احْفَظْهُم فِي كَنَفِ حِفْظِكَ وَحِمَايَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُقتَدِرُ المُتَعالِي العَلِيُّ العَظِيمُ.
-حضرة بهاء الله