اَلْثَّناءُ الَّذِيْ ظَهَرَ مِنْ نَفْسِكَ الأَعْلى وَالبَهاءُ الَّذِي طَلَعَ مِنْ جَمالِكَ الأَبْهی، عَلَيْكَ يا مَظْهَرَ الْكِبْرِياءِ وَسُلْطانَ الْبَقآءِ وَمَلِيْكَ مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّماءِ، اَشْهَدُ اَنَّ بِكَ ظَهَرَتْ سَلْطَنَةُ اللَّهِ وَاقْتِدارُهُ وَعَظَمَةُ اللَّهِ وَكِبْرِياؤُهُ، وَبِكَ اَشْرَقَتْ شُمُوسُ الْقِدَمِ فِي سَماءِ الْقَضاءِ وَطَلَعَ جَمالُ الْغَيْبِ عَنْ أُفُقِ الْبَداءِ، وَ اَشْهَدُ اَنَّ بِحَرَكَةٍ مِنْ قَلَمِكَ ظَهَرَ حُكْمُ الْكافِ وَالنُّونِ وَبَرَزَ سِرُّ اللَّهِ الْمَكْنُونُ، وَبُدِئَتِ المُمْكِناتُ وَبُعِثَتِ الظُّهُوْراتُ، وَ اَشْهَدُ اَنَّ بِجَمالِكَ ظَهَرَ جَمالُ الْمَعْبُودِ وَ بِوَجْهِكَ لاحَ وَجْهُ الْمَقْصُودِ وَ بِكَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِكَ فُصِّلَ بَيْنَ الْمُمْكِناتِ وَ صَعَدَ المُخْلِصُونَ اِلَى الذِّرْوَةِ الْعُلْيا وَالْمُشْرِكوْنَ اِلَى الدَّركاتِ السُّفْلی، وَ اَشْهَدُ بِاَنَّ مَنْ عَرَفَكَ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ، وَ مَنْ فازَ بِلِقائِكَ فَقَدْ فازَ بِلِقاءِاللَّهِ، فَطُوْبى لِمَنْ آمَنَ بِكَ وَ بِآياتِكَ وَ خَضَعَ بِسُلْطانِكَ وَ شُرِّفَ بِلِقائِكَ وَ بَلَغَ بِرِضائِكَ وَ طافَ فِي حَوْلِكَ وَ حَضَرَ تِلْقاءَ عَرْشِكَ، فَوَيْلٌ لِمَنْ ظَلَمَكَ وَأَنْكَرَكَ وَ كَفَرَ بِآياتِكَ وَ جاحَدَ بِسُلْطانِكَ وَ حارَبَ بِنَفْسِكَ وَ اسْتَكْبَرَ لَدى وَجْهِكَ وَ جادَلَ بِبُرْهانِكَ وَ فَرَّ مِنْ حُكُومَتِكَ وَ اقْتِدارِكَ وَ كانَ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ فِي اَلْواحِ الْقُدْسِ مِنْ اِصْبَعِ الأَمْرِ مَكْتُوبًا.
فَيا اِلهِي وَ مَحْبُوْبِيْ فَأَرْسِلْ اِلَيَّ عَنْ يَمِيْنِ رَحْمَتِكَ وَ عِنايَتِكَ نَفَحاتِ قُدْسِ أَلْطافِكَ لِتَجْذِبَنِيْ عَنْ نَفْسِيْ وَ عَنِ الدُّنْيا اِلى شَطْرِ قُرْبِكَ وَ لِقائِكَ وَ اِنَّكَ اَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ وَ اِنَّكَ كُنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُحِيْطاً.
عَلَيْكَ يا جَمالَ اللَّهِ ثَناءُ اللَّهِ وَ ذِكْرُهُ وَ بَهاءُاللَّهِ وَ نُورُهُ اَشْهَدُ بِاَنَّ ما رَأَتْ عَيْنُ الإِبْداعِ مَظْلُوماً شِبْهَكَ كُنْتَ فِي اَيَّامِكَ فِي غَمَراتِ الْبَلايا مَرّةً كُنْتَ تَحْتَ السَّلاسِلِ وَ الأَغْلالِ و مَرَّةً كُنْتَ تَحْتَ سُيُوفِ الأَعْداءِ وَ مَعَ كُلِّ ذلِكَ أَمَرْتَ النَّاسَ بِما أُمِرْتَ مِنْ لَدُنْ عَلِيْمٍ حَكِيْمٍ. رُوْحِيْ لِضُرِّكَ الْفِداءُ وَ نَفْسِيْ لِبَلائِكَ الْفِداءُ اَسْأَلُ اللَّه بِكَ وَبِالَّذِيْنَ اسْتَضائَتْ وُجُوهُهُمْ مِنْ اَنْوارِ وَجْهِكَ وَ اتَّبَعُوْا ما أُمِرُوا بِهِ حُبّاً لِنَفْسِكَ أَنْ يَكْشِفَ السُّبُحاتِ الَّتِيْ حالَتْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ خَلْقِكَ وَ يَرْزُقَنِيْ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ اِنَّكَ اَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْمُتَعالِ الْعَزِيْزُ الْغَفُورُ الرَّحِيْمُ، صَلِّ اللَّهُمَّ يا اِلهِي عَلَى السِّدْرَةِ وَ اَوْراقِها وَ اَغْصانِها وَ اَفْنانِها وَ أُصُولِها وَ فُرُوْعِها بِدَوامِ اَسْمائِكَ الْحُسْنى وَ صِفاتِكَ الْعُلْيا ثُمَّ احْفَظْها مِنْ شَرِّ المُعْتَدِيْنَ وَ جُنُودِ الظَّالِمِيْنَ اِنَّكَ اَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، صَلِّ اللَّهُمَّ يا اِلهِي عَلَى عِبادِكَ الْفائِزِيْنَ وَ اِمائِكَ الْفائِزاتِ اِنَّكَ اَنْتَ الْكَرِيْمُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظِيْمِ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ.
-حضرت بهاء اللههذِهِ وَرقَةُ الفِردَوسِ تُغَنّی علی اَفنانِ سِدرَةِ البَقاءِ بِاَلحانِ قُدسٍ مَليحٍ* وَ تُبَشّرُ المُخلِصينَ اِلی جِوارِ اَللّهِ وَ المُوَحّدينَ اِلی ساحَةِ قُربٍ كَريمٍ وَ تُخبِرُ المُنقَطِعينَ بِهذّا اَلنّبَأِ اَلّذی فُصّلَ مِن نَبَأِ اَللّهِ المَلِكِ العَزيزِ الفَريدِ* وَ تَهدِی المُحبّينَ اِلی مَقعَدِ القُدسِ ثَمَّ اِلی هذَا المَنظَرِ المُنيرِ* قُل اِنَّ هذا لَمَنظَرُ الاكبَرِ اَلّذیِ سُطِرَ في اَلواحِ المُرسَلينَ* وَ بِهِ يُفصَلُ الحَقُّ عَنِ الباطِلِ وَ يُفَرقُ كُلُّ اَمرٍ حَكيمٍ* قُل اِنَّهُ لَشَجَرُ اَلرّوحِ اَلّذی اَثمَرَ بِفَواكِهِ اَللّهِ العَلِيّ المُقتَدِرِ العَظيمِ* اَن يا اَحمَدُ فَاشهَد بِاَنَّهُ هُوَ اَللّهَ لا اِلهَ اِلا هُوَ السُّلطانُ المُهَيمِنُ العَزيزَ القَديرُ* وَ اَلّذی اَرسَلَهُ بِاَسمٍ عَلِيّ هُوَ حَقُّ مِن عِندِاَللّهِ وَ اِنّا كُلُّ بِاَمرِهِ لَمِنَ العامِلينَ* قُل يا قُومِ فَاَتّبِعُوا حُدودَ اَللّهِ اَلّتی فُرِضَت فِی البيانِ مِن لَدُن عَزيزٍ حَكيمٍ* قُل اِنَّهُ لَسُلطانُ الرُّسُلِ وَ كِتابَهُ لأمُّ الكِتابِ اِن اَنتُم مِنَ العارفينَ* كَذلِكَ يُذَكّرُكُمُ الوَرقاءُ فی هَذَا اَلسّجنِ وَ ما عَلَيهِ اِلّا البَلاغُ المُبينُ* فَمَن شاءَ فَليُعرِض عَن هَذَا النُّصحِ وَ مَن شاءَ فَليَتّخِذ اِلی رَبّهِ سَبيلاً* قُل يا قُومِ اِن تَكفُرُوا بِهذِهِ الآياتِ فَبِاَيّ حُجّةٍ آمَنتُم بِاللّهِ مِن قَبلُ هاتُوا بِها يا مَلأ الكاذِبينَ* لا فَوَاَلّذي نَفسی بِيَدهِ لَن يَقدِرُوا وَ لَن يَستَطيعُوا وَ لَو يَكُونُ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيراً*
اَن يا اَحمَدُ لا تَنسَ فَضلی في غَيبَتي ثُمّ ذكَّر اَيّامی في اَيّامِكَ ثُمَّ كُربَتی وَ غُربَتي في هذَا اَلسّجنِ البَعيدِ* وَ كَن مُستَقيماً في حُبّي بِحَيثُ لَن يُحَوَّلَ قَلبُكَ وَ لَو تُضرَبُ بِسُيُوفِ الأعداءِ وَ يَمنَعُكَ كُلُّ مَن فِي السَّمواتِ وَالارَضينَ* وَ كَن كَشُعلَةِ اَلنّار لاَعدائی وَ كَوثَرِ البَقاءِ لاحِبّائي وَ لا تَكُنُ مِنَ المُمتَرينَ* وَ اِن يَمَسّكَ الحُزنُ فی سَبيلی اَوِ الذّلّةُ لأَجلِ اَسمی لا تَضطَرِب فَتَوَكَّل عَلَی اَللّهِ رَبّكَ وَ رَبّ آبائِكَ الأَوَّلينَ* لأنَّ اَلنّاسَ يَمشُونَ فی سُبُلِ الوَهمِ وَ لَيسَ لَهُم مِن بَصَرٍ لِيَعرفُوا اَللّهَ بِعُيُونِهِم اَويَسمَعُوا نَغَماتِهِ بِآذانِهِم وَكَذلِك اَشهَدناهُم اِن اَنتَ مِنَ اَلشّاهِدينَ* كَذلِكَ حالَتِ الظُّنُونُ بَينَهُم وَ قُلُوبِهِم وَ تَمنَعَهُم عَن سُبُلِ اَللّهِ العَلِيّ العَظيمِ* وَ اِنَّكَ اَنتَ اَيقِن في ذاتِكَ بِاَنّ اَلَّذي اَعرَضَ عَن هذَا الجَمالِ فَقَد اَعرَضَ عَنِ الرُّسُلِ مِن قَبلُ ثّمَّ اَستَكبَرَ عَلَی اَللّهِ في اَزَلِ الآزالِ اِلی اَبّدِ الآبِدينَ*
فَاحفَظ يا اَحمَدُ هذَا اَللَّوحَ ثُمَّ اَقرَاَهُ في اَيّامِكَ وَ لا تَكُن مِنَ اَلصّابِرينَ* فَاِنَّ اَللّهَ قَد قَدَّرَ لِقارِئِه اَجرَ مِاَئَةِ شَهيدٍ ثُمَّ عِبادَةِ اَلثّقَلَينِ* كَذلِكَ مَنَنّا عَلَيكَ بِفَضلٍ مِن عِندِنا وَ رَحمَةٍ مِن لَدُنّا لِتَكُونَ مِنَ اَلشّاكِرينَ* فَوَ اَللّهِ مَن كانَ فی شِدَّةٍ اَو حُزنٍ وَ يَقرَوُ هَذا اَللّوحَ بِصِدقٍ مُبينٍ يَرفَعُ اَللّهُ حُزنَهُ وَ يَكشِفُ ضُرَّهُ وَ يُفَرَّجُ كَربَهُ وَ اِنَّهُ لَهُوَ اَلرَّحمنُ اَلرّحيمُ* وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمينَ* ثُمَّ ذكّر مِن لَدُنّا كُلَّ مَن سَكَنَ في مَدينَةِ اَللّهِ المَلِكِ الجَميلِ مِنَ اَلّذينَ هُم آمَنُوا بِاللّهِ وَ بِالّذي يَبعَثُهُ اَللّهُ في يَومِ القِيمَةِ وَ كانُوا عَلی مَناهِجِ الحَقَّ لَمِنَ اَلسّالِكينَ*
-حضرت بهاء اللهقَدِ اَحتَرَقَ المُخلِصُونَ مِن نارِ الفِراقِ، اَينَ تَشَعشُعُ اَنوارِ لِقائِكَ يا مَحبُوبَ العالَمينَ * قَد تُرِكَ المُقَرَّبُونَ فی ظَلماءِ الهِجرانِ، اَينَ اِشراقُ صُبحِ وِصالِكَ يا مَقصُودَ العالمينَ * قَد تَبَلبَلَ اَجسادُ الاَصفِياءِ عَلی اَرضِ البُعدِ، اَينَ بَحرُ قُربِكَ يا جَذّابَ العالَمينَ * قَدِ اَرتَفَعَت اَيادِی اَلرَّجاءِ اِلی سَماءِ الفَضلِ وَ العَطاءِ، اَينَ اَمطارُ كَرَمِكَ يا مُجيبَ العالَمينَ * قَد قامَ المُشرِكُونَ بِالاعتِسافِ فی كُلّ الاطرافِ، اَينَ تَسخيرُ قَلَمِ تَقديرِكَ يا مُسَخّرالعالَمينَ* قَدِ اَرتَفَعَ نُباحُ الكِلابِ مِن كُلّ الجِهاتِ، اَينَ غَضَنفَرُ غِياضِ سَطوَتِكَ يا قَهّارَالعالَمينَ* قَد اَخَذَتِ البُرُودَةُ كُلّ البَرِيّةِ* اَينَ حَرارَةُ مَحَبَّتِكَ يا نارَالعالَمينَ* قَد بَلَغَتِ البَليّةُ اِلَی الغايةِ، اَينَ ظُهُوراتُ فَرَجِكَ يا فَرَجَالعالَمينَ*قَد اَحاطَتِ الظُّلمَةُ اَكثَرَ الخَليقَةِ* اَينَ اَنوارُ ضِيائِكَ يا ضياءَ العالَمينَ* قَد طالَتِ الاَعناقُ بِالنّفاقِ، اَينَ اَسيافُ انتِقامِكَ يا مُهلِكَ العالَمينَ* قَد بَلَغَتِ اَلذّلّةُ اِلیاَلنّهايةِ، اَينَ آياتُ عِزَّتِكَ يا عِزّالعالَمينَ* قَد اَخَذَتِ الاَحزانُ مَطلَعَ اسمِكَ الرّحمنِ* اَينَ سُرُورُ مَظهَرِ ظُهُورِكَ يا فَرَحَ العالَمينَ* قَد اَخَذَ الَهُمّ كُلَّ الاُمَمِ* اَينَ اَعلامُ ابتِهاجِكَ يا بَهجَةَ العالَمينَ* تَری مَشرِقَ الآياتِ فی سُبُحاتِ الاِشاراتِ* اَينَ اِصبَعُ قُدرَتِكَ يا اقتِدارَ العالَمينَ* قَد اَخَذَت رَعدَة الظَّمَأ مَن فِی الاِنشاءِ* اَينَ فُراتُ عِنايتِكَ يا رَحَمَةَ الَعالمينَ* قَد اَخَذَ الحِرصُ مَن فِی الاِبداعِ* اَينَ مَطالِعَ الاِنقِطاعِ يا مَولَی العالَمينَ* تَرَی المَظلُومَ فَريداً فِیالغُربِةِ* اَينَ جُندُ سَماءِ اَمرِكَ يا سُلطانَ الَعالمينَ* قَد تُرِكتُ وَحدَةً فی دِيارِالغُربَة، اَينَ مَشارِقُ وَفائِكَ يا وَفاءَالعالَمينَ* قَد اَخَذَت سَكَراتُ المُوتِ كُلّ الآفاقِ* اَينَ رَشَحاتُ بَحرِ حَيَوانِكَ يا حَياةَ العالَمينَ* قَد اَحاطَت وَساوِسُ اَلشّيطانِ مَن فِی الاِمكانِ، اَينَ شِهابُ نارِكَ يا نُورَ العالَمينَ* قَد تَغَيّرَ اَكثَرُ الوَری مِن سُكرِ الهَوی* اَينَ مَطالِعُ التَّقوی يا مَقصُودَ العالَمينَ* تَرَی المَظلُومَ فی حِجابِ الظَّلامِ بَينَ اَهلِ الشّامِ* اَينَ اِشراقُ اَنوارِ صَباحِكَ يا مِصباحَ العالَمينَ* تَراني مَمنُوعاً عَنِ البَيانِ* مِن اَينَ تَظهَرُ نَغَماتُكَ يا وَرقاءَ العالَمينَ* قَد غَشَّتِ الظُّنُونُ وَ الاَوهامُ اَكثَرَ الاَنامِ* اَينَ مَطالعُ ايقانِكَ يا سَكينَةَ العالَمينَ* قَد غُرِقَ البَهاءُ فی بَحرِ البَلاءِ* اَينَ فُلكُ نَجاتِكَ يا مُنجِیَ العالَمينَ* تَری مَطلَعَ آياتِكَ فی ظُلُماتِ الاِمكانِ* اَينَ شَمسُ اُفُقِ عِنايَتِكَ يا نَوّارَ العالَمينَ* قَد خَبَت مَصابيحُ الصّدقِ وَ اَلصّفاءِ وَ الغَيرَةِ وَ الوَفاءِ* اَينَ شُؤُوناتُ غَيرَتِكَ يا مُحَرّكَ العالَمينَ* هَل تُری مَن يَنصُرُ نَفسَكَ اَو يَتَفَكّرُ فيما وَرَدَ عَلَيها فی حُبَّكَ* اِذاً تَوَقّفَ القَلَمُ يا مَحبُوبَ العالَمينَ* قَد كُسِرَت اَغصانُ سِدرَةِ المُنتَهی مِن هُبُوبِ اَرياحِ القَضاءِ* اَينَ راياتُ نُصرَتِكَ يا مَنصُورَ العالَمينَ* قَد بَقِيَ الوَجهُ فی غُبارِالاَفتِراءِ* اَينَ اَرياحُ رَحمَتِكَ يا رَحمنَ العالَمينَ* قَد تَكَدَّرَ ذَيلُ التَّقديسِ مِن اُولِی اَلتَّدليسِ* اَينَ طِرازُ تَنزيهِكَ يا مُزَيَّنَ العالَمينَ* قَد رَكَدَ بَحرُ العِنايِةِ بِما اُكتَسَبَت اَيدِی البَرِيّةِ* اَينَ اَمواجُ فَضلِكَ يا مُرادَ العالَمينَ* قَد غُلّقِ بابُ اَللّقاءِ مِن ظُلمِ الاَعداءِ* اَينَ مِفتاحُ جُودِكَ يا فَتّاحَ العالَمينَ* قَدِ اصفَرّتِ الاَوراقُ مِن سَمِومِ اَرياحِ اَلنّفاقِ* اَينَ جَودُ سَحابِ جُودِكَ يا جَوّادَ العالَمينَ* قَد تَغَبّرَ الاَكوانُ مِن غُبارِ العِصيانِ* اَينَ نَفَحاتُ غُفرانِكَ يا غَفّارَ العالَمينَ* قَد بَقِیَ الغُلامُ فی اَرضِ جَدباءَ* اَينَ غَيثُ سَماءِ فَضلِكَ يا غِياثَ العالَمينَ* اَن يا قَلَمَ الاَعلی قَد سَمِعنا نِداءَكَ الاَحلی مِن جَبَرُوتِ البَقاءِ اَنِ اَستَمِع ما يَنطِقُ بِهِ لِسانُ الكِبرِياءِ يا مَظلُومَ العالَمينَ* لَو لا البُرُودَةُ كَيفَ تَظهَرُ حَرارَة بَيانِكَ يا مُبَيّنَ العالَمينَ* وَ لَو لا البَليَّةُ كَيفَ اَشرَقَت شَمسُ اصطِبارِكَ يا شُعاعَ العالَمينَ* لا تَجزَع مِنَ الاَشرارِ قَد خُلِقتَ لِلاَصطِبارِ يا صَبرَ العالَمينَ* ما اَحلی اِشراقَكَ مِن اُفُقِ الميثاقِ بَينَ اَهلِ اَلنَّفاقِ وَ اَشتِياقَكَ بِاللّهِ يا عِشقَ العالَمينَ* بِكَ اَرتَفَعَ عَلَمُ الاِستِقلالِ عَلی اَعلَی الجِبالِ وَ تَمَوَّجَ بَحرُ الاِفضالِ يا وَلَهَ العالَمينَ* بِوَحدَتِكَ اَشرَقَت شَمسُ اُلتَّوحيدِ وَ بِغُربَتِكَ زُيّنَ وَطَنُ اَلتَّجريدِ اَنِ اصطَبِر يا غَريبَ العالَمينَ* قَد جَعَلنَا اَلذّلّةَ قَميصَ العِزّة وَ البَليّةَ طِرازَ هَيكَلِكَ يا فَخرَ العالَمينَ* تَرَی القُلُوبَ مُلِئَت مِنَ البَغضاءِ وَ لَكَ الاِغضاءُ يا سَتّارَ العالَمينَ* اِذا رَأَيتَ سَيفاً اَن اَقبِل اِذا طارَ سَهمً اَنِ استَقبِل يا فِداءَ العالَمينَ* اَتنُوحُ اُو اَنُوحُ بَل اَصيحُ مِن قِلَّةِ ناصِريكَ يا مَن بِكَ اَرتَفَعَ نَوحُ العالَمينَ* قَد سَمِعتُ نِداءَكَ يا مَحبُوبَ الابهی، اِذاً اَنارَ وَجهُ البَهاءِ مِن حَرارَةِ البَلاءِ وَ اَنوارِ كَلِمَتِكَ اَلنّوراءِ وَ قامَ بِالوَفاءِ فی مَشهَدِ الفِداءِ ناظِراً رِضاءَكَ يا مُقَدَّرَ العالَمينَ* اَن يا عَلِيُّ قَبلَ اَكبَرَ اَنِ اَشكُرِ اَللّهَ بِهذَا اَللّوحِ الَّذی تَجِدُ مِنهُ رائِحَةَ مَظلُومِيَّتي وَ ما اَنّا فيهِ في سَبيلِ اَللّهِ مَعبُودِ العالَمينَ* لَو يَقرَؤُهُ العِبادُ طُرّاً وَ يَتَفَكّرُونَ فيهِ لَيُضرِمُ فی كُلّ عِرقٍ مِن عُرُوقِهم ناراً يَشتَعِلُ مِنهَا العالَمينَ*
-حضرت بهاء اللهمریما، عیسی جان بلا مکان عُروج نمود قفس وجود از طیرِ محمود خالی ماند و بلبلِ قِدَم بهصحرای عَدم رو نمود و عَندَلیبِ اِلهی بَر سِدرۀ رَبانی بهخُروش آمد، سُرادقِ عِزت بَر دَرید و هُمای رَفعَت از شاخسارِ بِهجت بَر پَرید، افلاکهای بلند بر خاکِ تیره بنشست و نَعرهها از دلِ پُر درد بَرخاست، آبِ گُوارا بهخون تبدیل شد و صَحنِ فِردوسِ بَرین بهخون آمیخته، بلی تیرِ قَضای اِلهی را سینۀ مُنیر دوستان لایق و کَمَندِ بلای نا متناهی را گَرَدنِ عاشقان شائق، هرکجا خَدنگی است بَر صَدرِ احباب وارد آید و هر جا غمی است بَر دلِ اَصحاب نازل گردد، عاشِقان را چَشم تَر باید و معشوقان را ناز وکِرِشمه شاید، حَبیب اگر صد ناله سراید محبوب بر جفا بیافزاید. اگر شربتِ وصال خواهی تَن بهزوال دَر دِه و اگر خَمرِ جمال طلبی در وادی حِرمان پا نه. مَریما، حُزن را به سُرور بخش و غم را از جامِ فَرَح دَر کش، اگر خواهی قَدَم درکویِ طَلب گُذاری صابر باش و رُخ را مَخَراش و آب از دیده مَپاش و از بیصبران مَباش، پیراهنِ تسلیم پوش و از بادۀ رضا بنوش و عالَمی را به دِرهَمی بِفروش، دل به قَضا دربند و به حُکمِ قَدَر پیوند، چشمِ عِبرت برگُشا و از غیر دوست دَرپوش که عَنقَریب در مَحضرِ قُدس حلقه زنیم و به حضرتِ اُنس رو آریم و از بَربَطَ عَراق نغمه حِجازی بشنویم و با دوست مُلحَق شویم، ناگفتنی بگوئیم و نادیدنی ببینیم و ناشنیدنی بشنویم و به آهنگِ نـور هیکلِ روح را به رقص آوریم و در حَریمِ جان بـزمِ خوشی بیارائیم و از ساقیِ جلال ساغَرِ جَمال برگیریم و بهیـادِ رُخِ ذوالجلال خَمرِ بیمثال درنـوشیم، چشم را ازآب پـاک کن و دل را از حُزن بِـروب و قلب را از غم فـارغ نما و به آهنگ ملیح بـرخوان:
گر تیغ بارد در کوی آن ماهاين مناجات را هر نفسی به کمالِ تَضَرّع و ابتهال بخواند سببِ روح و ريحانِ قلبِ اين عبد گردد و حُکمِ ملاقات دارد.
هُوالابهیاِلهی اِلهی انّی اَبْسُطُ اِليکَ اَکُفَّ التَّضَرُّعِ وَ التَّبَتُّلِ و الابتهال وَ اَعَفِّرُ وَجْهی بتُرابِ عَتَبَة تَقَدَّسَتْ عَنْ اِدْراکِ اَهْلِ الحَقايِقِ و النُّعوتِ مِنْ اَوْلِی الأَلْبابِ اَنْ تَنْظُرَ الی عبدِکَ اَلْخاضِعِ الْخاشِعِ بِبابِ اَحديّتک بِلَحَظاتِ اَعْيُنِ رَحْمانِيَّتِکَ وَ تُغَمِّرَهُ فی بِحارِ رَحْمَةِ صَمَدانيّتکَ اَيْ رَبِّ اِنَّهُ عَبدُکَ البائِسُ الفَقِيْرُ وَ رَقِيْقُکَ السّائِلُ المُتَضَرِّعُ الأَسِيْرُ مُبْتَهِلٌ اِلَيْکَ مُتَوَکِّلٌ عَليکَ مُتَضَرِّعٌ بَيْنَ يَديْکَ يُنادِيْکَ و يُناجِيْکَ وَ يَقُول: رَبِّ اَيِّدْنِی علی خِدمةِ اَحِبّائِکَ و قَوِّنی عَلی عُبُوْدِيَّةِ حَضْرَةِ اَحَدِيَّتِکَ و نَوِّر جَبِيْنِی بِاَنْوارِ التَّعَبُّدِ فِی ساحَة قُدسِکَ و التَّبَتُّلِ اِلی مَلَکُوتِ عَظَمَتِکَ وَ حَقِّقْنِی بالفَناءِ فی فِناءِ بابِ أُلُوهِيَّتِکَ و اَعِنِّی عَلَی المُواظَبَة عَلَی الإِنْعِدام فی رَحْبَةِ رُبُوْبِيَّتِکَ. اَی رَبِّ اسْقِنِی کَأْسَ الفَناءِ و اَلْبِسْنِی ثَوْبَ الفَناءِ و اَغْرِقْنِی فِی بَحْرِ الفَناءِ وَ اْجْعَلْنِی غُباراً فِی مَمَرِّ الْأَحِبّاءِ وَ اجْعَلْنِی فِداءً لِلأَرْضِ الَّتی وَطِئَتْها اَقْدامُ الْأَصْفِياء فی سَبِيْلِکَ يا رَبَّ الْعِزَّةِ وَ العُلی اِنَّکَ اَنْتَ الکَريمُ الرَّحيمُ المُتَعال.
هذا ما يُناديکَ بِه ذلِکَ العَبْدُ فی البُکُوْرِ و الآصالِ اَی رَبِّ حَقِّقْ آمالَهُ وَ نَوِّرْ اَسْرارَهُ وَ اشْرَحْ صَدْرَهُ و أَوْقِدْ مِصْباحَهُ فی خِدْمَةِ أَمْرِکَ و عِبادِکَ. اِنَّکَ اَنْتَ الکَريمُ الرَّحيمُ الوهّابُ و اِنَّکَ اَنْتَ العَزِيْزُ الرَّؤُفُ الرَّحمنُ.
-حضرت عبدالبهاء