Announcing: BahaiPrayers.net


كتب أكثر من قبل حضرة عبدالبهاء

ألواح الخطة الإلهية
الرسالة المدنية
تذكرة الوفاء
خطب عبدالبهاء في أوروبا وأمريكا
مكاتيب حضرة عبدالبهاء - المجلد الثاني
مكاتيب حضرة عبدالبهاء المجلد الأول
من مفاوضات عبدالبهاء
Free Interfaith Software

Web - Windows - iPhone








حضرة عبدالبهاء : مكاتيب حضرة عبدالبهاء المجلد الأول
ص ١
مکاتيب عبدالبهاء - جلد اوّل
ص ٢
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
حمداً لمن تقدّس بذاته عن مشابهة مخلوقاته

و تنزّه بصفاته عن مماثلة مکوّناته و تعزّز بأسمائه عن

شؤون مبدعاته و تجلّل بأفعاله عن الحدود و القيود

و الهندسة فی جميع مخترعاته، المتجلّی علی الاکوان فی

هذا الکور الجديد بأنّه فعّال لما يريد، الظاهر فی عوالم

الانشاء بحقيقة يفعل مايشاء و هذا صريح الکتاب
المبين تنزيلا من ربّ العالمين لأنّ الحصر و الحدّ
و القيود أمور تعتری علی الحقائق المتناهية بشهادة
ص ٣
انّ کلّ متناه محدود و کلّ محدود محصور و کلّ محصور
مجبور و کلّ مجبور محتار. فسبحان ربّک المختار عن
هذه القيود و الآثار. بل جلّت مشيئته و تعالت
و تسامت قدرته و عزّت و تفاخمت سلطنته و علت
و تشامخت عزّته و عظمت و تباذخت حقيقة آياته ان
يحکم عليها سلطان الهندسيات و قوّة الاشارات و نفوذ
حدود الموجودات، المتکوّنة بکلمته العليا و آيته
الکبری بل آية ملکه الظاهرة فی نقطة التراب
لا تکاد تتقيّد بالقيود و تنحصر تحت سلطان الحدود

و لو لا هذه العزّة المقدّسة لکان عزّه و سلطانه و قدرته

و برهانه ظلّاً غير ظليل أو أوهام معترية علی العليل

و لا يبرد منه غليل و النفحة المسکية الالهيّة الساطعة

من رياض التحيّة تهدی الی الحقيقة النورانيّة و الجذبة

الصمدانيّة و الکينونة الرحمانيّة و الجوهرة اللاهوتيّة

و القوّة الملکوتيّة الّتی خرقت کلّ حجاب و فتقت
کلّ سحاب و کسرت کلّ سلاسل و عتقت کلّ رقاب
و آله الّذين سطعت أنوار علومهم فی زجاجات قلوب
ص ٤
القوم بحسب استعدادهم و مدارکهم و مقتضی الامکنة

و الازمنة و قوابلهم کما قيل لا کلّ ما يعلم يقال و لا کلّ

ما يقال حان وقته و لا کلّ ما حان وقته حضر اهله.

ايّها السّيّد الجليل و الشهم النبيل، الموجّه الوجه للّذی

فطر السموات و الأرض. قد وصلت عريضتک الناطقة

بخلوصک للّه الحقّ و اشتعالک بنار محبّة اللّه و انجذابک

من آيات اللّه و تعرّضک لنفحات اللّه. بشری لک ثمّ
بشری من هذا الفضل الّذی أحاط الآفاق أنواره
و شاع فی السبع الطباق آثاره و تشرّف الوجود

بالسجود له و تباهی الملأ الأعلی بالوفود عليه و اطّلعت

بمضامين تلک القصيدة الغرّآء بل الخريدة الفريدة
النورآء و استنشقت رائحة الرحمن من رياض معانيها

و ارتشفت سائغاً شراباً من حياض مبانيها. لانّها کلمات

دالّة علی بصيرتک و ناطقة بسريرتک. نحمد اللّه علی
ما کشف الغطاء و جزل العطاء و هدی المقبلين الی
مناهل التوحيد و أورد المخلصين الی شوارع التفريد

و ايّد الموحّدين علی هدم کلّ سدّ مانع و هتک کلّ ستر

ص ٥
حاجز دون الوصول الی حقيقة الأمر و سرّه المکنون
و جوهره المخزون. فللّه درّهم ما منعتهم سبحات اهل
الاشارات و لا زخرف قول المحتجبين باظلم الحجبات
بل اهتدوا الی العذب الصافی من ماء معين و شربوا
من عين اليقين و لم يکترثوا بما لفقوّه اهل الحجبات
و حرّروا أعناقهم من اغلال اهل الاشارات و أيقنوا

بانّ اللّه مقتدر علی ما يشاء و من حدّه عدّه و أشرک

بسلطانه فی ملکوت الانشاء. هيهات کيف تتّسع بحورا
زاخرة حوصلة قطرة خاسرة و کيف تدرک ذرّة هاوية
حقيقة شمس سامية و أنی لها ان تجعل لها قوانين

تحصرها مع عظيم سلطانها و قويم برهانها کفاها سقوطها فی هاوية هبوطها.

و انّک أنت يا ايّها الطير المتغنّی علی سدرة العرفان

فی رياض رحمة ربّک الرحمن. دع المحتجبين بسبحات
المتشابهات من البيان و تمسّک بمحکمات الآيات من

المسائل الالهيّة فی عالم التبيان لأنّ الناس همج رعاع

اتباع کلّ ناعق يميلون بکلّ ريح و اذا جاء هم الحقّ بالحجّة

ص ٦
و البرهان يضعون أصابعهم فی الآذان و يقولون

انّا وجدنا آباءنا علی أمّة و انّا علی آثارهم لمقتدون. هذا

شأنهم ذرهم فی خوضهم يلعبون ان يروا سبيل الرشد

لا يتّخذوه سبيلاً و ان يروا سبيل الغيّ يتّخذوه سبيلاً

و انّی لمّا اطّلعت علی مضمون کتاب جناب الشيخ

غدوت متفکّراً متحيّراً و ما أظنّ لمثله رجل متتبّع فی کلمات

اللّه يخفی عليه ألامر بشأن يتمسّک بقواعد و قوانين أوهن

من بيوت العنکبوت شاغلة له عن العروة الوثقی الّتی

لا انفصام لها فی عالم الملکوت و لا شکّ انّ جنابه لا يرکن

الی تلک الشبهات و لا يتقيّد بهذه الاشارات بل ناقل
علی مذاق القوم و القوم فی سکرات و نوم بل مقصده
الشريف البحث و الحثّ فی تشريح المسائل الّتی حجبت
الأبصار و البصائر عن مشاهدة البدر الطالع الباهر.

فانّنا اذ انظرنا الی النصوص الظاهرة و الآيات الواضحة

من کتاب اللّه نری النصّ الصريح بانّ اللّه خاطب بوضوح

نبی اللّه نوح "انّه ليس من اهلک انّه عمل غير صالح"

و قال بلفظ صريح من غير تلويح انّ ابراهيم قال لأبيه

ص ٧

آزر "ما هذه التماثيل الّتی أنتم لها عاکفون" و کذلک

لما قال "و من ذرّيتی قال لا ينال عهدی الظالمين"
ای الظالمين منهم و کذلک "فخلف من بعدهم خلف
أضاعوا الصلاة و اتّبعوا الشهوات" و عند ما أشرقت
الأرض بنور ربّها و تنسّمت نسائم الفضل و فاضت
سحاب العدل و انحدرت سيول الجود و تجدّد قميص
کلّ موجود و تزينّت البطحاء بظهور خير الوری،
المؤيّد بشديد القوی اعترض اليهود و النصاری بانّ

سلسلة النبوّة مسلسلة کعقود الجمان أو قلائد العقيان

فی ذرّية اسحق و تلک برکة ممنوحة مخصوصة لتلک

الذرّية الطاهرة و السلالة الباهرة بنصوص من التوراة

و لا خلاف و لا شقاق و هذه الذرّية تلألأت بانوار
التوحيد کالکواکب الدرّية فکيف انتقلت النبوّه
العظمی و المنحة الکبری من تلک الاصلاب

الطاهرة الزکيّة الی صلب عبد مناف و بحسب زعمهم اسمه

دالّ علی ما کان عليه من الخلاف فأنزل اللّه ردّاً

لقولهم و تبکيتاً لهم و لمن يحومون حولهم "اللّه أعلم حيث

ص ٨

يجعل رسالته" لانّ العناصر الجسمانيّة و الطبائع الترابيّة

لا عبرة فيها و لا معوّل عليها انّما العبرة فی الاخلاق

ليس فی الاعراق اذا وافق حسن الاخلاق شرف

الاعراق فالنسبة حقيقيّة "اَلْولدُ سرّ أبيه" و اذا خالف

فالنسبة مجازية "انّه ليس من اهلک انّه عمل غير صالح"

هذا اذا نظرنا الی صريح التنزيل و أمّا اذا عولنا علی

جوامع التأويل فقال الربّ الجليل "يخرج الحيّ من

الميّت و يخرج الميّت من الحيّ" و من جعل للّه حداً فی

فيوضاته الجليلة فهو علی ضلالة و غيّ و ايضاً فانظر

الی آثار رحمة اللّه کيف يحيی الأرض بعد موتها و کيف

يحشر الخلائق النورانيّة فی الحقيقة الانسانيّة بعد
فوتها و أيضاً "و تری الأرض هامدة فاذا أنزلنا

عليها الماء اهتزّت و ربّت و انبتت من کلّ زوج بهيج"

و هذه آية ظاهرة و حجّة باهرة قاطعة لکلّ
صريخ و ضجيج. فالشمس نيّر لامع من أيّ مشرق
أضائت و بزغت و البدور کواکب ساطعة من أيّ
مطلع لاحت و سطعت و أوعية اللآلی أصداف
ص ٩
و قد تباينت الاوصاف و معدن الجوهرة اليتيمة صخور
و أحجار و رمال الاکناف و ليس مظاهر الوحی و مطالع

الالهام و مواقع النجوم و منابع فيض ربّ العباد مشابهين

و مقيسين بالأصائل من الصافنات الجياد و بما أنّ العوام

کالهوام يغفلون عن جوهر البرهان يتعرّضون

لأمور ما أنزل اللّه بها من سلطان. فتبّاً لهم و لأوهامهم

و سحقاً لصناديدهم و أصنامهم و انّ للّه خرقاً فی العادات

و اظهار الآيات باهرات فی ظهور کلماته الجامعات
فلا يجوز لمن بصره حديد أو ألقی السمع و هو شهيد

ان يجعل العادة المستمرّة ميزاناً لأمر اللّه فی آياته

المستودعة و المستقرّة حيث جرت عادة الملک العلّام ان

تندفق نطفة الانسان من الاصلاب و تنعقد فی الارحام

و خلق المسيح روح اللّه بنفخة من روحه خارقاً للعادة

المستمرّة المسلّمة بين الانام و هل يجوز بعد وضوح هذه

الشروح ان يتوقّف أحد فی أمر اللّه أو يحتجب بأوهام
المرتابين فی ظهور آثار اللّه لا و ربّک.

يا ايّها المشتعل بنار محبّة اللّه دع القوم و أهوائهم

ص ١٠
ورائک "ادع الی سبيل ربّک بالحکمة و الموعظة الحسنه
و جادلهم بالّتی هی أحسن" و اذا حضر أحد لديک

و اعترض عليک لا تسأم و لا تبتئس توجّه الی مولاک فی

أخراک و أولاک و انطق بلسان فصيح و جواب واضح
صحيح. فروح القدس يؤيّدک و روح الامين يوفّقک

و يشرق عليک جواهر العلوم بالهام ربّک العزيز القيّوم

فابذله للطالبين و أودعه آذان المستمعين.
هذا و انّ صاحب هذا النبأ العظيم و النور القديم
و الصراط المستقيم حائز لنسب شامخ منيع و شرف
باذخ رفيع (أضائت لهم أحسابهم و جدودهم دجی الليل

حتّی نظّم الجزع ثاقبه). و لم تزل هذه السلالة انتقلت من

الأصلاب الطاهرة الی الأرحام الطاهرة و کم من

خبايا فی الزوايا و کم من أبهی جوهرة مکنونة و فريدة

يتيمة مخزونة. و مع ذلک أمره أعظم من ان يثبت
بالانتساب الی غيره و أشرف من ان يعرف بدونه . خضعت
أعناق کلّ نسب رفيع لعزّة سلطانه و ذلّت رقاب کلّ
حسب منيع لقوّة برهانه کلّ معروف به و هو معروف
ص ١١
بنفسه لکلّ بصير و شهيد کالشمس الطالعة الباهرة
الساطعة فی ألافق المجيد ولکن بما أن أوّل من تصدّی
للاعتراض علی الاصل و النسب من غير تعمّق و اغماض
قال خلقتنی من نار و خلقته من طين و احتجب عن

الاسرار المودعة فی صفوة اللّه و لو کان اصله من تراب

مهين هو المشهور بعدم الاقرار بل الاحتجاب عن
الحقّ الواضح کالشمس فی رابعة النهار أحببت ايقاظ

القوم و کشف غطاء أبصارهم فی هذا اليوم "و لعبد مؤمن

خير من مشرک و لو أعجبکم" هذه سبحات هائلة حائلة
لاهل الاشارات و الّذين شربوا کأس العناية من أيادی

رحمة اللّه و اختصّوا بموهبة "يختصّ برحمته من يشاء"

لا ينظرون الّا الی حقيقة البرهان و آثار موهبة الرحمن

يستضيئون بمصباح الفيوضات فی أيّ مشکاة أوقد
و أضاء و فی أيّ شجرة ‌مبارکة سطع و لاح . شرقيّة

کانت أم غربيّة لانّها لا شرقيّة و لا غربيّة و لا جنوبيّة

و لا شماليّة کلّ الجهات جهاتها و اذا اطّلعت بحقيقة

المعانی الکلّيّة المشروحة فی بواطن هذه الکلمات
ص ١٢
و هتکت بقوّة من اللّه الاستار الحاجبة لأنظار أهل
الاشارات ابسط يديک مبتهلاً الی ربّ الآيات و قل

لک الحمد يا الهی بما هديتنی الی معين رحمانيّتک و دعوتنی الی

مشرق صمدانيّتک و أيّدتنی بالاقرار بکلمة وحدانيّتک
و سقيتنی من سلاف محبّتک بأيادی رحمتک و نجّيتنی من
شبهات الّذين احتجبوا بحجبات ظنونهم و اخذتهم نخوة

علومهم و فنونهم و تمسّکوا بأوهامهم و نکسوا أعلامهم

و شاهت وجوههم و انطمست نجومهم أی ربّ أيّدنی
بقوّتک القاهرة علی الموجودات و قدرتک الباهرة فی
حقائق الممکنات علی اعلاء کلمتک و انتشار حکمتک
و هداية خلقک و نجاة بريّتک لأسقيهم من خمرک الطهور

فی هذا الظهور الّذی أشرقت أنواره علی الاقطار الشاسعة

فی يوم النشور ثمّ اشدد أزری و قوّ ظهری و ثبّت قدمی

فی أمرک لأکون آية ذکرک بين بريّتک و المنادی
بين خلقک باسمک انّک أنت العزيز الغفور.

قد کتب هذا الجواب علی الکتاب الّذی حضر من قدوة أولی

الالباب بحسب الامر الصادر من الحظيرة المقدّسة ع
ص ١٣
هو اللّه
الحمد للّه الّذی جعل أسمائه و صفاته لم يزل نافذة
أحکامها فی مراتب الوجود و باهرة آثارها و ثابتة
آياتها فی عوالم الغيب و الشهود و بها جعل الحقائق
المقدّسة المستفيضة المستنبئة مستأثرة لظهور شؤونه
و سائرة فی فلک الکمال قوسی النزول و الصعود

و قدّرها مبدأ الايجاد فی عالم الانشاء و مصدر الحقائق

المتدرّجة فی مراتب الوجود بالوجه الأعلی المعهود

فلمّا أشرقت شمسها بقوّتها الناشرة الجاذبة علی الحقائق

الکامنة فی هويّة الغيب فانبعثت و انتشرت و انتثرت
و انتظمت و استفاضت و استنبأت و استأثرت لظهور
الشؤون الرحمانيّة و الآثار الصمدانيّة فظهرت بحلل
الانوار بعد خرق الاستار و سارت فی أفلاک
التوحيد و دوائر التقديس و مدارات التهليل
فکانت شموس التسبيح للّه الحقّ دائرة مشرقة فی
فضاء رحب واسع غير متناه لا تحدّده الجهات و لا
ص ١٤
تحصره الاشارات. فسبحان بادعه و منشئه و باسطه

و ناظمه و مزيّنه بمصابيح لا عداد لها و قناديل لا نفاد

لها و لا يعلم جنود ربّک الّا هو و جعل دوائر هذه

الکواکب النورانيّة الرحمانيّة أفلاکها العلويّة و جعل

أجسام هذه الافلاک الروحانيّة لطيفة ليّنة سيّالة مائعة

موّاجة رجراجة بحيث تسبح تلک الدراری الدرّية فی

دائرة محيطها و تسيح فی فضاء رحيبها بعون صانعها و خالقها

و مقدّرها و مصوّرها و بما اقتضت الحکمة البالغة
الکلّية الالهيّة ان تکون الحرکة ملازمة للوجود
جوهريّاً و عرضيّاً روحيّاً و جسميّاً و ان تکون
لهذه الحرکة زمام و معدّل و ماسک و سائق لئلّا يبطل
نظامها و يتغيّر قوامها فتتساقط الاجسام و تتهابط
الاجرام قد خلق قوّة جاذبة عامّة بينها غالبة حاکمة

عليها منبعثة من الروابط القويمة و الموافقة و المطابقة

العظيمة الموجودة بين حقائق هذه العوالم الغير المتناهية

فجذبت و انجذبت و حرکت و تحرّکت و دارت
و أدارت و لاحت و ألاحت تلک الشموس القدسيّة
ص ١٥

الباهرة بعوالمها النورانيّة و توابعها و سيّاراتها فی

مداراتها و سمواتها و دوائرها فبذلک تمّ نظامها و حسن

انتظامها و اتقن صنعها و ظهر جمالها و ثبت بنيانها و تحقّق

برهانها فسبحان جاذبها و قابضها و فائضها و مدبرها

و محرّکها عمّا يصفه الواصفون (١) و ينعت به الناعتون.

يا ايّها المستفيض من فيضان البحر ألاعظم المتموّج

المفوّج المتهيّج المتهاجم الامواج علی شواطئ الأمم طوبی

لک بما آويت الی الرکن الشديد و الکهف المنيع مقام

التبتّل الی ربّک العزيز الحميد و تبرّئت من ظنون الفنون

و تقدّست من اوهام الافهام سارعاً الی موارد الحقائق

و الاسرار و متعطّشاً الی معين فرات العلم مجمع البحار و مرجع الانهار

فاعلم بانّ کلّ غير متناه صنعه غير متناه و انّ الحدود

صفة المحدود و انّ الحصر فی الموجود ليس فی حقيقة
الوجود و مع ذلک کيف يتصوّر الحصر للأکوان من
دون بيّنة و برهان. فانظر ببصر حديد فی هذا الکور
-------------------------
(١) و فی نسخة العارفون
ص ١٦
الجديد. هل رأيت لشأن من شؤون ربّک حدّاً يقف عنده
بالتحديد. لا و حضرة عزّه بل أحاطت شؤونه کلّ
الاشياء و تنزّهت و تقدّست عن حدّ الاحصاء فی عالم
الانشاء هذه شؤون رحمانيّة فی العوالم الروحانيّة _

و کذلک فاستدلل بها فی العوالم الجسمانيّة لانّ الجسمانيّات

آيات و انطباعات للروحانيّات و انّ کلّ سافل صورة

و مثال للعالی بل انّ العلويّات و السفليّات و الروحانيّات

و الجسمانيّات و الجوهريّات و العرضيبات و الکلّيّات

و الجزئيّات و المبادی و المبانی و الصور و المعانی و حقائق

کلّ شیء و ظواهرها و بواطنها کلّها مرتبط بعضها
مع بعض و متوافق و متطابق علی شأن تجد القطرات
علی نظام البحور و الذرّات علی نمط الشموس بحسب

قابليّاتها و استعداداتها لانّ الجزئيّات بالنسبة لما

دونها کلّيّات و انّ الکلّيّات المتعظّمة فی أعين
المحجوبين جزئيّات بالنسبة الی الحقائق و المکوّنات

الّتی هی أعظم منها فالکلّيّة و الجزئيّة فی الحقيقة امر

إضافی و شأن نسبی و الّا رحمة ربّک وسعت کلّ شیء
ص ١٧
اذاً فاعلم بانّ الهيئة الجامعة لنظام الوجود شاملة

لکلّ موجود کلّی أو جزئی امّا ظهوراً أو بطوناً سراً

أو علانية ً فکما انّ الجزئيّات غير متناهية من حيث
الاعداد کذلک الکلّيّات الجسميّة و الحقائق العظيمة
الکونيّة خارجة عن حدّ العداد و الاحصاء و انّ
مشارق التوحيد و مطالع التفريد و شموس التقديس
تعالت و تقدّست عن القيود العدديّة و انّ العوالم
الروحانيّة النورانيّة تنزّهت عن الحدود الحصريّة
و کذلک عوالم الوجود الجسمانيّة لا تحصيها العقول
و الافهام و لا تحيط بها مدارک اولی العلم الاعلام.

فانظر الی الحديث المأثور و دقّق النظر فی معانيه الدالّة

علی سعة الکون و اتّساعه الخارج عن العقول و الحدود
و هذا نصّه انّ اللّه تعالی خلق مائة الف الف

قنديل و علّق العرش و الأرض و السماء و ما بينهما حتّی

الجنّة و النار کلّها فی قنديل واحد و لا يعلم ما فی باقی

القناديل الّا اللّه و کلّ ما ذکر العارفون لها حدّاً

و عبّروا لها حصراً انّما کان لضيق دائرة العقول
ص ١٨
و الادراکات و احتجاب أهل الاشارات الّذين قرائحهم
جامدة و فطنهم خامدة . من فرط الحجبات و انّ فی
کلّ کور و دور رزقاً مقسوماً و شأناً معلوماًو انّ

الحقائق لها ظهور و بروز بالنسبة الی المراتب و الدرجات

و الاستعداد و القابليّات مثلاً فانظر فی الحقيقة

الانسانيّة و الکمالات النفسانيّة و الفضائل الروحانيّة

و الشؤون الوجدانيّة . انّها لها اشتهار و ظهور و انبعاث

و سنوح . بتتابع التدرّج فی معارج النشأة الاولی من

مقام النطفة الادنی الی أعلی مدارج البلوغ الأعلی . فبمثل

ذلک شأن کلّيّة الوجود من الغيب و الشهود اذاً تفرّس

فی هذا الکور البديع و الدور العظيم المنيع و قل تعالی اللّه

ربّ العرش الرفيع بما أظهر الشمس الوحدانيّة و الحقيقة

الصمدانيّة من هذا المطلع الشامخ الباذخ القويّ القديم

بحيث لمّا سطعت أشعّتها النافذة الحامية علی الاکوان

الخاوية و الاراضی الخالية انبعثت حقائق کلّ شیء

و المعانی الکلّيّة . بقوّتها النامية و اشتهرت مکنونات

العلوم الکاشفة لحقائق المعلوم و ظهر السرّ المصون
ص ١٩
المخزون و الرمز المکنون. لانّ فی هذا الکور الکريم

و الطلوع العظيم دور الحقائق و الاسرار و حشر الشؤون

الرحمانيّة فی مرکز الانوار و ظهور الکنوز المستترة
فی هويّة عوالم ربّک العزيز المختار بحيث فی حقيقة

القطرات تتموّج بحور الآيات و فی هويّة الذرّات تتجلّی

شموس الاسماء و الصفات و يکتشف المعاصرون
فی صفائح الاحجار أسراراً لم يکتشفوا السابقون
فی لوائح مرايا الانوار. لانّ فی هذا الظهور الاعظم
دون النظر و الاستدلال . قد فتح أبواب المکاشفة
و الشهود و تخلّصت ذوات الاجنحة من الافکار من
شبکة الاوهام و انکشفت السبحات و انشقّت الحجبات
و هتکت الاستار من سطوة الاسرار و لمّا کان الامکان
شأنه الضعف و الاضمحلال لم يستطع و لم يتحمّل
(١) ظهور آثار هذا الظهور المشرق علی أعلی الطور
الّا تدريجاً فلاجل ذلک ستنظرون باعين الفر ح

و الابتهاج آثار هذا النيّر الاعظم الوهّاج و تجتلون

-----------------------
(١) و فی نسخة يحتمل
ص ٢٠
أنوار الحکمة مشرقة علی کلّ الارجاء من الآفاق

و تلتقطون دراری النوراء الّتی يقذفها هذا الطمطام المتلاطم

المتهيّج الموّاج و تشربون من الينابيع الصافية العذبة

النابعة من فيضان هذا الغمام المدرار بالمآء الثجّاج. فطوبی

لمن لم يحتجب بسبحات علوم کالاوهام عن مشاهدة

حقائق العلم و ادراک جواهرها فی ايّام اللّه. و بشری لمن

کشف عنه الغطاء و بعث ببصر حديد بين ملأ الانشاء
بعد ما شاخصت الابصار من تجلّی المختار. و ويل لمن

حشر يوم القيامة أعمی و غفل عن ذکر ربّه الأعلی و فی

آذانه وَقر عن استماع النداء المرتفع فی هذا الفردوس الأعلی.

و قل يا الهی لو خلقت فی کلّ جزء من اعضائی

ألسناً ناطقة بافصح اللغات و معانی رائقة فائقة عن حدود

الاشارات و حمدتک و شکرتک فی الدهور و الاحقاب
لعجزت عن اداء فرائض شکری لفضلک و احسانک بما

وفّقتنی علی الايمان بمظهر رحمانيّتک و مطلع فردانيّتک

و مشرق آياتک الکبری و مهبط اسرار قيّوميّتک فی

قطب الانشاء و أيّاً ما تدعوا فله الاسماء الحسنی. و کشفت

ص ٢١
عن بصری الغشاوة الحاجبة للابصار و أسمعتنی نغمات
طيور القدس علی أفنان (١) دوحة البقاء و اسقيتنی من
کأس الکافور و الماء الطهور عن يد ساقی عنايتک فی
هذا الظهور الاعظم الامنع الاقدس المبارک الکريم .
يا ايّها المرفرف فی جوّ فضاء محبّة اللّه فاعلم
بانّ المعارف و العلوم و الحکم و الفنون الّتی ظهرت

و سبقت فی الادوار الأوّليّة بالنسبة للحقائق و المسائل

الالهيّة و الاسرار الکونيّة الّتی انقشع سحابها
و کشف نقابها و سطع شعاعها فی هذا الظهور اللامع فی
الاوج الأعلی انّما هی مباد و کنايات. بل أکثرها

أوهام و شبهات. لانّ الحقيقة الجامعة الکونيّة مثلها عند

ربّک کمثل الحقيقة الجامعة الانسانيّة فانّها فی مراتبها

الأوّليّة من الطفوليّة و الصباوة و المراهقة و لو کانت

مصدراً لظهور الصفات و المحامد البشريّه و لکن أين

هذه الشؤون من الکمالات العقليّة و الحقائق الملکوتيّة

و الاسرار الربّانيّة السائحة الفائضة فی مرتبة بلوغها و أعظم

--------------------------
(١) و فی نسخة أغصان
ص ٢٢

سطوعها و شروقها. فلاجل ذلک ينبغی أن تتّخذ هذا الامر

ميزاناً لکلّ الامور و لا تعبأ بالحکايات و الاقاويل

الّتی تتناقل علی أفواه أهل الوهم و الاشارات. لانّها مبالغات

و قصص و أساطير لا يعتبرها أولو الابصار بل الشأن فی

تحقيق المسائل و اکتشاف الحقائق المستورة و الاسرار

المکنونة فی هويّة الحقائق الکونيّة بالبراهين الواضحة

و الدلائل الباهرة و الحجج القاطعة بموازين تامّة

کاملة. فامثال هذه الامور لا يجوز الاعتماد و الرکون

عليها عند الّذين فتح اللّه بصيرتهم و طابت سريرتهم .

و تنورّت بواطنهم و لطفت ظواهرهم و انجلت قلوبهم .
و انشرحت صدورهم فی هذا الکور المجيد العظيم و الاّ

الحکم و المعانی الّتی مؤسّسة علی الاوهام و لا يقتنع بها

الفطن الذکی الخبير العلّام أصبحت عند أولی العلم اليوم

کاضغاث أحلام. فسبحان المتجلّی علی العقول بانوار

الحقيقة الساطعة من مشرق الظهور و تعالی الربّ المجيد

بما خرق الحجبات و هتک السبحات و کشف الظلمات
و قطع سلاسل الاشارات و کسر أغلال الظنّيات .
ص ٢٣
و حرّر العقول عن قيود الظنون و أطلق طيور الافکار
فی أوج الاسرار حتّی يطيرنّ باجنحة السرور فی عوالم
الوجود و تشقّ حدّة الابصار الاستار الّتی نسجتها

عناکب الاوهام فی هذا الايوان الرفيع و السرادق المنيع

اذاً فاعلم بانّ العلوم الرياضيّة انکشف مسائلها و انحلّت

معضلاتها و انتظمت قوانينها و اثمرت أفانينها فی هذا

العصر الکريم و القرن المجيد و انّ الانکشافات (١) الّتی

سبقت للمتقدّمين من الفلاسفة و آرائهم لم تکن مؤسّسة

علی اصل متين و اساس رصين لأنّهم أرادوا ان يحصروا

عوالم اللّه فی أضيق دائرة و أصغر ساهرة و تحيّروا فيما ورائها

الی ان قالوا لا خلاء و لا ملاء بل عدم و هذا الرأی مناف

و مبائن لجميع المسائل الالهيّة و الاسرار الربّانيّة بل عند

تطبيق عوالم المعانی بالصور و الروحانيّات بالجسمانيّات

تجد هذا الرأی أضعف من بيت العنکبوت لانّ العوالم

الروحانيّة النورانيّة منزّهة عن الحدود الحصريّة و العدديّة و کذلک العوالم الجسمانيّة

-------------------------------
(١) و فی نسخة الاکتشافات
ص ٢٤

فی هذا الفضاء الاعظم الاوسع الرحيبب. و هذا سرّ کشفه

اللّه لعباده بفضله و رحمته حتّی يظهر أوهام الّذين هم منکرون

و يفضح براهين الّذين‌هم فی غفلتهم يعمهون و ينهدم بنيان

ظنونهم و تسودّ وجوه فنونهم بحيث عميت أعينهم عن
مشاهدة عوالم اللّه و قصرت عقولهم عن ادراک اسرار

الملکوت فی هذا المشهد العظيم و اعتقدوا بانّ العوالم

محصورة فی هذه الدائرة الصغيرة الّتی بالنسبة الی العوالم

کسواد عين نملة فی فضاء لا نهاية لها کما قال و قوله الحقّ

"و لا يعلم جنود ربّک الّا هو" و أمّا ما ذکر من طبقات

السبع و السموات السبع المذکورة فی الآثار الّتی سبقت من

مشارق الانوار و مهابط الاسرار هذا لم يکن الّا بحسب

اصطلاح القوم فی تلک الاعصار و کلّ کور له خصائص
بحسب القابليّات و استعداد ظهور الحقائق من خلف

الاستار. اذ کلّ شیء عند ربّک بمقدار و ما قصدوا بذکر

الافلاک الّا المدارات للسيّارات الشمسية الّتی فی هذا

العالم الجامع لنظام هذه الشمس و توابعها. لانّ سيّارات

هذه الشمس علی اقدار السبعة من حيث الجرم و الجسامة
ص ٢٥

و الرؤية و النور و مدار القدر الأوّل منها فلک من أفلاک

هذا العالم الشمسی و سماء من سموات هذه الدائرة المحيطة

المحدّدة (١) الجهات الواقعة ضمن محيطها و کذلک کلّ

الدراری الدرهرهة الساطعة فی وجه السماء الّتی کلّ واحدة

منها شمس و لها عالم مخصوص بتوابعها و سيّاراتها.

اذا نظرت اليها تجدها بالنظر الی ظهورها الی الابصار من

دون واسطة المرايا المجسّمة يظهر انّها علی اقدار سبعة .

و مدار کلّ قدر منها أو دائرته سماء مرفوع و فلک محيط فی الوجود.

ثمّ اعلم بانّ هذه المدارات و الدوائر العظيمة واقعة

ضمن أجسام لطيفة مائعة رائقة سيّالة موّاجة رجراجة
کما هی مأثورة فی الروايات و مصرّحة فی الکلمات بأن

السماء موج مکفوف لانّ الخلاء ممتنع محال فغاية ما يقال

انّ الاجسام الفلکيّة و الاجرام الاثيريّة مختلفة فی بعض

الموادّ و الاجزاء و الترکيب و العناصر و الطبائع المسبّبة

لاختلاف التأثيرات الظاهرة و الکيفيّات الفائضة منها

------------------------------
(١) و فی نسخة المحدودة
ص ٢٦

و انّ الاجسام الفلکيّة المحيطة بالاجرام يختلف ايضاً

بعضها مع بعض من حيث اللطافة و السيلان و الاوزان

و الّا الخلاء محال . فالظرف لابدّ له من مظروف و لا

يکاد يکون المظروف الّا جسما و لکن أجسام الافلاک

فی غاية الدرجة من اللطافة و الخفّة و السيلان . لأنّ

الاجسام تنقسم الی الجامدة کالاحجار و المتطرّقة

کالمعادن و الفلزّات و السائلة کالمياه و الهواء و اخفّ

منها ما يتصاعدون به اليوم فی السفن الهوائية الی جوّ السماء

و اخفّ منها الاجسام الناريّة و الاجسام الکهربائيّة

البرقيّة. فهذه کلّها أجسام فی الحقيقة و لکن بعضها غير

موزونة و کذلک خلق ربّک فی هذا الفضاء الواسع

العظيم أجساماً متنوّعة من غير حدّ و عدّ تزهل العقول

عن احاطتها و تتحيّر النفوس فی معرفتها و مشاهدتها.
و أمّا الّذين زعموا بانّ الافلاک أجسام مصمتة صلبة
مماس بعضها مع بعض. زجاجيّة شفّافة لا تمنع نفوذ
ضوء الاجرام و لا تقبل الخرق و الالتيام و لا يعرضه

التخلّل و التذبّل فی کرور الايّام. فهذه آراء أولی الظنون

ص ٢٧
من أهل الفنون و لم ينتبهوا لمعنی الآية الباهرة
بصريح الاشارة "و کلّ فی فلک يسبحون" و هذا

واضح بأنّ السباحة لا تتصوّر الّا فی أجسام ليّنة مائعة

سائلة و ممتنع محال فی أجسام صلبة جامدة اذاً فانظر

ببصر حديد فی هذا البيان الشافی الکافی الواضح المبين

ثمّ انظر الی أوهام الحکماء و کيف تاهوا و هاموا فی فلوات

اللازم و الملزوم و تصوّرات ما نزل بها سلطان الملک العزيز القيّوم

و أمّا قضية انّ الأرض دائرة حول الشمس و انّها أی الأرض

سيّارة من هذه الدراری التابعة للشمس و انّ الحرکة اليوميّة المسبّبة

للطلوع و الغروب حاصلة من حرکة الأرض علی محورها

فهذه ليست من الاراء المستجدة (١) و الکشفيّات الحاصلة

فی الازمنة الاخيرة بل أوّل من قال بحرکة الأرض
حول الشمس هو فيثاغورث الحکيم. أحد أساطين
الحکمة الخمس و حامی زمارها و کاشف أسرارها. و أشار

الی هذا الامر قبل التاريخ الميلادی بخمسمائة عام و استدلّ

------------------------------
(١) و فی نسخة المستحدثة
ص ٢٨

بانّ الشمس مرکز العالم بسبب ناريّتها و اتبعه فی هذا

الرأی أفلاطون الحکيم فی أواخر أيّامه و ألّف

اريستورخ الحکيم کتاباً قبل الميلاد بمأتين و ثمانية سنة

و صرح فيه انّ الأرض دائرة علی الشمس و علی محورها

و لکن ما کان مستنداً علی براهين قاطعة و ادّلة واضحة

و حجج بالغة من قوانين الهندسة و القواعد الرياضيّة
بل هی سنوح فکريّ و تصوّر عقليّ. و أمّا أکثر

الحکماء السابقة من حيث مشاهدتهم الحسّيّة و مطالعتهم

النظريّة فی العالم المرئی و رصدهم فی الکواکب
و النجوم حکموا بحرکة الشمس و سکون الأرض. و منهم

البطليموس الرومانی الاسکندرانی الشهير فی علم النجوم

و التاريخ و کان معلّما فی مدرسة الاسکندريّة فی المائة

الثانية من الميلاد فاختار قاعدة من القواعد القديمة وأسّس

عليها رصده و رتب زيجاً مؤسّساً علی حرکة الشمس
و سکون الأرض و قد اشتهرت قاعدته و شاع و ذاع

رصده و زيجه بين العالم للسلطة القويّة الّتی کانت للامّة

الرومانيّة و حکومتها علی سائر الأمم و هو ألّف کتاباً

ص ٢٩

فی فنّ النجوم و الرياضيات و سماه بمجسطی و فی القرون

الأوّلية من الاسلام ترجمه الفارابی الی العربی و اشتهر بين

علماء الاسلام هذا الرأی و اتّبعوه و قلّدوه من دون امعان

نظر و تحقيق و انتباه. الی بعض الايات و معانيها. کما قال

و قوله الحقّ "و کلّ فی فلک يسبحون" و بهذه الآية

المبارکة ثبت بانّ کافّة هذه الدراری اللامعة فی جوّ هذا

السماء الرفيع و الفضاء الفسيح الوسيع و هذه الأرض

أيضاً متحرّکة سائرة فی مداراتها و سابحة فی أفلاکها

و دوائرها و أعظم من ذلک ذهولهم فی تفسير الآية المبارکة

الاخری الدالّة علی حرکة الشمس علی مرکزها و محورها
قال و قوله الحقّ "و الشمس تجری لمستقرّ لها" تاهت
عقولهم و تحيّرت نفوسهم و عجزت مشاعرهم عن ادراک

معانيها. لانّهم أرادوا ان يطبقوها علی قواعد بطليموس

الرومانی المذکور و يوفقوها علی الزيج الّذی رتبه. فلم

يتمکّنوا علی هذا التطبيق . فاحتاجوا الی تأويلات رکيکة

کقول بعضهم لمستقرّ لها . کان فی الاصل لا مستقرّ لها

فحذفت الالف منه و قول الاخرين انّ المستقرّ يوم
ص ٣٠
القيامة عند ذلک تقف الشمس عن سيرها و حرکتها مع

انّ فی الآية صراحة واضحة بانّ الشمس لها حرکة علی محورها و مرکزها.

اذاً فاعلم بانّ المسائل الرياضيّة الّتی تحقّقت دلائلها

و لاحت براهينها مصدّقة بالدلائل القطعيّة من الاصول

الحکميّة و قواعد هندسيّة فی علم الهيئة و مؤسّسة

علی التحقيقات النجوميّة و التدقيقات الرصديّة و ايضاً

مطابقة لاصول المسائل الکلّيّة فی العلوم الالهيّة لانّ

عند تطبيق العالم الظاهر بالباطن و العالی بالسافل و الصغير

بالکبير و الاجمال بالتفصيل يظهر باجلی بيان (١) بانّ

القواعد الجديدة فی علم الهيئة أعظم تطبيقاً من سائر

الاقوال کما بيّنّا و أوضحنا. و انّ رصد لکو فرينکو

و زيجه اتقن فی الاعمال و التدقيق و التحقيق من سائر

الزيجات لانّه کان فی سنة خمسمائة بعد الالف من الميلاد

و رصد (٢) مدّة ستّة و ثلاثين سنة حتّی أخرج القاعدة

المشهورة بحسب اکتشافه فی حيّز العرض علی الافکار

----------------------------------------------------------

(١) و فی نسخة باجلی البيان (٢) و فی نسخة و رصده
ص ٣١
و لو لا حبّ الايجاز و الاختصار لشرحت لک تفاصيلها

و لخّصت محاصيلها و لکن بهذه کفاية لاولی الابصار و هداية لذوی الانظار.

قل تعالی الملک القيّوم الّذی بظهوره انشقّ حجاب

الموهوم و استغنی المخلصون بحبّ جماله المعلوم الکاشف

لحقائق الحکم و الشؤون من نتائج الظنون و وهميّات

العلوم و اطّلعوا المشتاقون علی السرّ المکنون و الرمز

المصون المخزون و طاروا بأجنحة الشهود ألی أوج اللقاء

معدن السرور و مقام الفرح و الحبور و سمعوا نغمات
الطيور علی افنان ايکة الظهور و اغتسلوا من العين

الطهور و شربوا بحور الحيوان فی عالم النور و انتشؤا

من الکأس الّذی کان (١) مزاجها کافور فی يوم مشهود

مشهور و يناجون ربّهم بالحان لم تسمع الآذان بمثلها فی

جنّات و عيون و يقولون اناجيک يا الهی و محبوبی
بلسان هويّتی مقبلاً الی مشرق أحديتّک و مطلع شمس

عزّ فردانيّتک و مرطباً لسانی بالشکر و الثناء علی مرکز

--------------------------------------------
(١) و فی نسختين کلمة کان غير موجودة
ص ٣٢
رحمانيّتک بما خلقتنی من غير استحقاق بفضلک فی هذا

الکور المجيد و الظهور الفريد فی ايّام اختصصتها بين

الازمان بطلوع شمس حقيقتک الساطعة أشعّتها علی کلّ
الآفاق و اسبغت فيها نعمتک و اکملت حجّتک و أتممت

آلائک و نعمک علی المخلصين من بريّتک. لانّک شرّفتهم

بايّام کانوا الاصفياء فدوا الارواح فی مفاوز الفراق

اشتياقاً لاستنشاق نفحة من النفحات المرسلة فيها و انتظاراً

لمشاهدة آثار من الانوار المشرقة فی سمائها و انّک بفضلک

أحسانک توّجتنی بهذا الاکليل اللامع فی قطب الامکان

و أجلستنی علی سرير محبّتک بين ملأ الاکوان و أيّدتنی

علی الاستقامة علی أمرک بعد ما تزعزع منه أعظم القوی

بين ملاء الانشاء و ارتعد الفرائص و تسعسع أرکان الوجود

فی عوالم الابداع و الاختراع. أسئلک بجمالک القديم و نور

وجهک الکريم و سرّک العظيم. ان تحفظنا عن أوهام

الاشارات و تؤيّدنا علی الاستقامة و الثبوت و الرکوز

و الرسوخ فی أمرک يا مالک الغيب و الشهود. انّک أنت المعطی الکريم الرحيم ع‌ع

ص ٣٣
هو اللّه
الحمد للّه الّذی بفيض ظهوره الأعلی کشف الغطاء
عن وجه الهدی و أشرقت الأرض و السماء فارتفع
ضجيج الملأ الأعلی. سبحان ربّی الأبهی قد انقضت

الليالی الدهماء و انشقّت الحجبات الظلماء و انفلق صبح

البقاء و لاحت شمس الحقيقة فی أفق العلی فهتفت

ملائکة البشری. تعالی تعالی من هذا الجمال الاسنی قد

هاج رياح الوفاء و ماج قلزم الکبريا و خاض نفوس

الاصفياء و التقطوا لآلی نوراء و نثروا فی ذيل الاذکياء

فهلّل الاولياء. سبّوح قدّوس ربّ هذه الايادی البيضاء

لاحت لوائح العطاء و فاحت فوائح الندی و هبّت
لواقح الصبا و ارتفعت سحائب الجود فوق الغبراء

و حيّ الحيا تلک الحزون و الربی و تزينّت الحدائق الغلباء

و اخضرّت الرياض الغنّاء فغرّدت حمائم الذکری فی الجنّة.

العليا تبارک اللّه ربّ الآخرة و الاولی قد نفخ فی الصور

النفخة الاولی و انصعق من فی الأرض و السموات العلی
فتبعتها نفخة أخری نفخة الحيا و قامت الاموات من
ص ٣٤
مراقد الفناء و امتدّ الصراط السوی بين الوری و نصب
الميزان الأوفی و أزلفت الجنّة المأوی و تسعّرت نار
اللظی فضجّت النفوس بالنداء قد قامت القيامة
الکبری و ظهرت الطامّة العظمی و حشر من فی
الانشاء و جاء ربّک و الملک صفّاً صفّاً فنطق ألسن

أهل الولاء و قالت لبيّک اللّهمّ لبيّک يا ربّنا الأعلی الحيّ

القيّوم فی ملکوت الأبهی. نحمدک و نشکرک فی جنّة

اللقاء علی هذه الموهبة و العطاء و الموائد الّتی لا تحصی

و معاملتک الحسنی و مشاهدة جمالک الطالع اللامع

بالافق الأعلی يا قيّوم الأرض و السماء. و البهاء الساطع

اللائح من الفيض الرحمانی و التجلّی الالهی. يفيض علی

الکلمة الجامعة العليا و الحقيقة اللامعة النوراء و الکينونة

الباهرة الاولی و الذاتيّة الکاملة المثلی المؤيّدة بشديد

القوی عند سدرة ‌المنتهی و المسجد الاقصی الّذی
بارک اللّه حوله. المبشّرة بطلوع شمس الضحی و بدر
الدجی شارق البهاء. الشجرة المبارکة الثابتة الاصل

و فرعها فی السماء و علی فروعها و أصولها و أفنانها و أوراقها

ص ٣٥

و أزهارها و أثمارها فی جميع المراتب و الشؤون من ظاهرها

و باطنها دائماً أبداً سرمداً ببقاء اللّه الملک الأعلی

يا ايّها السائل المتدندن حول الحمی، المتساقط فی

وهدة الحيرة فی أمر ربّک الأبهی. الی متی تستغرق نوماً

فی مضاجع الحسرة و الهوی و مراقد الشبهات و الامتراء

فانتبه و اخرق الحجبات و مزّق السبحات بقوّة القوی

و انظر ببصر ما زاغ فيما شاهد و رأی من آيات ربّک الکبری.

ثمّ اعلم بانّ وفد فی فناء ساحة الکبرياء، معهد اللقاء

رجال فازوا بلقاء ربّهم الأبهی و شملتهم العناية و اشرق

عليهم أنوار الوجه و فاض عليهم غمام الجود ماء مبارکاً

من العطاء و طهّر أفئدتهم عن شائبة المرية و الغوی
و أدرکتهم لحظات أعين الرحمانيّة حتّی فازوا بمقام
المکاشفة و الشهود و ذلک فضل يختصّ به من يشاء
و نادوا ربّهم بصوتهم الاخفی. ربّ اکشف الغطاء عن
أبصار ذوی القربی و اهدهم سبل الرشاد انّهم عبادک
الضعفاء، الاذلّاء الفقراء عاملهم برحمتک الکبری
ص ٣٦
و اشف سمعهم و أبصارهم و ارفع الغشاوة عن قلوبهم
فی ايّامک و أوردهم علی شريعة هدايتک و منهل

عنايتک. فانّهم هلکی من شدّة الظمأ. أی ربّ انّهم وقعوا

فی البلاد الاقصی و جمالک الاعظم فی معاهد الانبياء
البقعة البيضاء و لايفقهون معنی الکتاب و ما تمرنوا

فی فهم فصل الخطاب بين الارّقاء و وقعوا فی تيه الحيرة

صرعی من وساوس أهل الشقاء و أراجيف أولی الوهم
و الهوی الّذين نقضوا ميثاقک و غفلوا عن اشراقک

و ترکوا العروة الوثقی و تبرّؤا من مظهر نفسک العليّ الأعلی

علی المنابر فی محضر الجهلاء و تفوّهوا بما تزلزل به أرکان

الوجود و سالت العبرات و اشتدّت الزفرات فی قلوب
أهل التقی. أی ربّ لو لا فيضک الشامل الاوفی و فضلک

الکامل علی ذوی النهی انّی للضعفاء ولو کانوا من أولی

الحجی مع الاجنحة المنکسرة العروج الی الذروة الاسمی

و الصعود الی الرفرف الأعلی و تختصّ برحمتک من تشآء
و تهدی من تشاء و تضلّ من تشاء و ما يشاؤن الّا ان
تشاء . انّک أنت المؤيّد الموفّق المحيی المميت.
ص ٣٧
ثمّ حضروا هؤلاء عند عبد آواه اللّه فی جوار
رحمته الکبری و أفاض عليه سحائب عنايته العظمی

و التمسوا منه ان يتصدّی بطلب بيان معانی سورة الفاتحة

الناطقة باسرار الملک الأعلی ليکون ذلک التفسير و التأويل

من معالم التنزيل عبرة للّذين يريدون البصيرة و الهدی

فصدر الامر من مطلع ارادة ربّک لهذا العبد البائس

العاجز المنکسر الجناح ان احرّر ما يجريه علی قلمی بنفثات

روح تأييده و انفاس قوّة توفيقه ليکون ذلک عبرة لاولی

النهی و يثبت ان الصعوة بفضل من اللّه. تستنسر فی ايّام اللّه

بسم اللّه الرحمن الرحيم

اعلم انّ البسملة عنوانها الباء و انّ الباء التدوينی هی

الحقيقة المجملة الجامعة الشاملة للمعانی الالهيّة و الحقائق

الربّانيّة و الدقائق الصمدانيّة و الاسرار الکونيّة. و هی

فی مبدء البيان و جوهر التبيان عنوان الکتاب المجيد

و فاتحة منشور التجريد بظهور لا اله الّا اللّه کلمة التوحيد

و آية التفريد و التقديس. من حيث الاجمال و التفصيل و انّ

الباء التکوينی هی الکلمة العليا و الفيض الجامع اللامع

ص ٣٨

الشامل المجمل الحائز للمعانی و العوالم الالهيّة و الحقائق

الجامعة الکونيّة. بالوجه الأعلی. لانّ التدوين طبق

التکوين و عنوانه و ظهوره و مثاله و مجلاّه و تجلّيه و شعاعه

عند تطبيق المراتب الکونيّة بالعالم الأعلی فانظر فی

منشور هذا الکون الالهی تلقاه لوحاً محفوظاً و کتاباً

مسطوراً و سفراً جامعاً و انجيلاً ناطقاً و قرآناً فارقاً

و بيانا" واضحاً. بل أمّ الکتاب الّذی منه انتشر کلّ

الصحائف و الزبر و الالواح و انّ الموجودات و الممکنات

و الحقائق و الاعيان کلّها حروف و کلمات و أرقام

و اشارات تنطق بافصح لسان و ابدع بيان بمحامد موجدها

و نعوت منشئها و تسبيح بارئها و تقديس صانعها. بل
کلّ واحدة منها قصيدة فريدة غرّا ء و خريدة بديعة

نوراء "قل لو کان البحر مداداً لکلمات ربّی لنفد البحر

قبل أن تنفد کلمات ربّی ولو جئنا بمثله مدداً" و لا
يحيطون بشیء من علمه و هذا الرق المنشور و حقيقة

الزبور المحتوی علی کلمات الوجود منظوماً و منثور . تلاه

علينا الربّ الغفور تلاوة آيات الکينونة بسرّ البينونة اجمالاً

ص ٣٩
و تفصيلا من حيث الايجاد من الغيب الی الشهود. و لا
زالت هذه الکلمات صادرة و الآيات نازلة و البيّنات
واضحة و المعانی ظاهرة و الحقائق بارزة و الاسرار
کاشفة و الرموز سافرة و الالسن ناطقة. سرمداً أبداً

فی هذه النشأة الکبری و مجالی القدرة العظمی، فسبحان

ربّی الأعلی طوبی لاذن واعية و أسماع صاغية و أفئدة
صافية و ادراکات کافية تنتبه لاستماع هذه الآيات
الجليلة و ادراک المعانی الکلّيّه الالهيّة.
و لنرجع الی بيان الباء و نقول انّها متضمنّة معنی

الالف المطلقة الالهيّة بشؤونها و أطوارها اللينية و القائمة

و المتحرّکة و المبسوطة و نحوها فی البسملة الّتی هی عنوان

کتاب القدم بالطراز الأوّل، المشتملة علی جميع المعانی الالهيّة

و الحقائق الربّانيّة و الاسرار الکونيّة المبتدء فيها

بالحرف الأوّل، من الاسم الاعظم . بالوجه الاتمّ الاقوم

کما قال امام الهدی جعفر بن محمّد الصادق عليه

السلام فی تفسير البسملة "الباء بهاء اللّه" و القوم انّما

اعتبروا الحذف و التقدير للالف بين الباء و السين جهلاً

ص ٤٠

و سفهاً. حيث لم ينتبهوا لمعرفة الآيات الباهرة و البيّنات

الظاهرة و الجامعية الکاملة الشاملة الزاهرة السافرة

فی هذا الحرف المجيد و السرّ الفريد. لانّها متضمنّة بالوجه

الأعلی جميع المعانی الکلّية المندمجة المندرجة فی هويّة

الحروفات العاليات و الکلمات التامّات. أما تری انّ

الالف ظهرت فی سبح اسم ربّک الأعلی و اقرأ باسم ربّک

و باسم اللّه مجريها و مرسيها. لا سيّما انّها أی الباء الف

مطلقة الهية فی غيبها و ألف مبسوطة فی شهادتها و عينها

فاجتمعت الشهادة و الغيب و العلم و العين و الباطن

و الظاهر و الحقيقة و الشؤون فی هذا الحرف الساطع البارع

الصادع العظيم. و انّ سائر الحروف و الکلمات شؤونها

و أطوارها و آثارها و أسرارها. فانّها مبدء الوجود .

و مصدر الشهود فی عالمی التکوين و التدوين و انّها عنوان

الکتب الالهيّة و الصحف الربّانيّة و الزبر الصمدانيّة. فی

البسملة الّتی هی فاتحة الالواح و الاسفار و الصحائف

و القرآن العظيم. و هذه الکتب باجمعها و اتمّها و أکملها

و جميع معانيها الالهيّة المندرجة المندمجة فی حقيقة کلماتها

ص ٤١
سارية جارية فی هويّة هذا الحرف الکريم و العنوان
المجيد کما هو مسلّم عند أولی العلم. و مروی

عن علی عليه السلام انّ کلّ ما فی التوراة و الانجيل

و الزبور فی القرآن و کلّ ما فی القرآن فی الفاتحة و کلّ

ما فی الفاتحة فی البسملة و کلّ ما فی البسملة فی

الباء و کلّ ما فی الباء فی النقطة. و المراد من النقطة الالف

اللينية الّتی هی باطن الباء و عينها فی غيبها و تعينّها و

تشخصّها و تميزها فی شهادتها.
و قد صرح به من شاع و ذاع فی الآفاق علمه

و فضله السّيّد الأجلّ الرشتی فی ديباجة کتابه و فصل

خطابه شرحاً علی القصيدة اللاميّة.
"فقال الحمد للّه الّذی طرّز ديباج الکينونة

بسرّ البينونة بطراز النقطة البارز عنها الهاء بالالف بلا

اشباع و لا انشقاق" فهذه النقطة هی الالف اللينية الّتی

هی غيب الباء و طرازها و عينها و جمالها و حقيقتها و سرّها

و کينونتها کما بيّنّاه آنفاً و هذه العبارة الجامعة اللامعة

الواضحة الصريحة ما أبدعها و أفصحها و أبلغها و أنطقها. للّه

ص ٤٢

درّ قائلها و ناطقها و منشئها الّذی اطّلع باسرار القدم و کشف

اللّه الغطاء عن بصره و بصيرته و أيّده شديد القوی فی

ادراکه و استنباطه و جعل اللّه قلبه مهبط الهامه و مشرق

أنواره و مطلع أسراره و معدن لآلی حکمه. حتّی صرّح

بالاسم الاعظم و السرّ المنمنم و الرمز المکرّم و مفتاح

کنوز الحکم. بصريح عبارته و بديه اشارته و وضوح
کلامه و رموز خطابه فانّک اذا جمعت النقطة الّتی هی

عين الباء و غيبها و الهاء و الالف بلا اشباع و لا انشقاق

استنطق منهنّ الاسم الاعظم الاعظم و الرسم المشرق

اللائح فی أعلی أفق العالم، الجامع لجوامع الکلم، المشتهر اليوم

بين الأمم. ثمّ انظر الی المتلبسين بالعلم المنتسبين الی ذلک

المنادی فی أعلی النادی. کم من ليال تلوا هذه الخطبة الغرّاء .

و کم من ايّام رتلّوا هذه الديباجة النوراء و لم يلتفتوا الی هذه

الصراحة الکبری و هذه البشارة العظمی و الحال انّ

هذه العبارة صريحة اللفظ واضحة المعنی، معلومة منطوقة

من معالم التنزيل، و لا تحتاج الی تفسير و تأويل و ايضاح

و تفصيل . ليثبت انّهم مصداق الآية المبارکة "انّک لا تهدی

ص ٤٣

العمی عن ضلالتهم و لا تسمع الصمّ الدعاء انّک لا تهدی من

أحببت و لکن اللّه يهدی من يشاء" و هذا الراسخ فی العلم

الشهير الشريف. قد بيّن فی جميع المواضع من شرحه المنيف

بعبارات شتّی و اشارات غير معمّی و بشارات أظهر من

الصبح اذا بدا. سرّ هذا الظهور. الناطق فی شجرة الطور

و السرّ المکنون و الرمز المصون و القوم يدرسون
و يدرسون و لا يفهمون و لايفقهون بل فی طغيانهم

يعمهون. ذرهم فی خوضهم يلعبون. و لو لا يطول بنا الحديث

و نخرج عن صدد ما نحن به حثيث لبينّت بيانه و شرحت
عباراته و أتيت بصريحه و کناياته و لکن فلنضرب

صفحاً الآن عن هذا البيان و تترکه لزمان قدّره العزيز المنّان.

و نعود الی ما کنّا فيه من انّ القرآن عبارة عن
کلّ الصحف و الالواح و الفاتحة جامعة القرآن.

و البسملة مجملة الفاتحة و الباء هی الحقيقة الجامعة للکلّ

بالکلّ فی الکلّ. و انّ الحمد فاتحة القرآن و البسملة فاتحة

الفاتحة و انّ الباء فاتحة فاتحة الفاتحة. و انّها لعنوان البسملة

ص ٤٤
فی الصحف الاولی، صحف ابراهيم و موسی و الاناجيل
الاربعة الفصحی و القرآن الّذی علمه شديد القوی

و البيان النازل من الملکوت الأعلی و صحائف آيات ربّک

الّتی انتشرت فی مشارق الأرض و مغاربها و لمّا نزلت

سورة البراءة فی الفرقان. مجرّدة عن البسملة فابتدء فيها بالباء

دون غيرها من الحروف لجامعيّتها و کامليّتها و عظيم برهانها

و کثرة معانيها و قوّة مبانيها و انّها أی الباء أوّل حرف

نطقت به ألسن الموحّدين و انشقّت به شفة المخلصين
فی کور الظهور و الاختراع. بل أوّل حرف خرج من فم
الموجودات و فاهت به أفواه الممکنات فی مبدأ

التکوين و الابداع عند ما خاطب الحقّ سبحانه و تعالی خلقه

فی ذرّ البقاء و نادی ألست بربّکم قالوا بلی. فابتدؤا بهذا

الحرف الشفوی التامّ دون غيره من سائر الاحرف

و بهذا ثبت له خصوصيّة ليس عليها کلام. و فی الباء الواقعة

المتّصلة بخبر ليس فی الخطاب اشارة لطيفة بديعة يعرفها

العارف الخبير و الناقد البصير فافهم
و بالجملة انّ الباء حرف لاهوتی جامع لمعانی جميع
ص ٤٥
الحروف و الکلمات و شامل لکلّ الحقائق و الاشارات

و مقامه مقام جمع الجمع فی عالم التدوين و التکوين و الادلّة

واضحة و البراهين قاطعة و الحجج بالغة فی ذلک. و انّها

سبقت الاحرف الملکوتيّة و الارقام الجبروتيّة فی جميع

الشؤون و المراتب و المقامات و التعينّات الخاصّة بالحروفات

العاليات. فهو فی أعلی مقامات الوحدة و الاجمال فی الحقيقة الأولی علی الوجه الأعلی.

و قد قال العالم البصير ما رأيت شيأ الّا و رأيت الباء

مکتوبة عليه. فالباء المصاحبة للموجودات من حضرة

الحقّ فی مقام الجمع و الوجود أی بی قام کلّ شیء و ظهر.

و قال محيی الدين بالباء ظهر الوجود و بالنقطة

تميّز العابد من المعبود و النقطة للتمييز و هو وجود العبد بما تقتضيه حقيقة العبودية انتهی

و النقطة فی هذا المقام آية الباء و رايتها و من علائمها

و معالمها و تعيّن من تعيّناتها و بها تمييزها و تعريفها و تشخيصها.

يا ايّها السائل المبتهل اذا اطّلعت علی بعض المعانی

ص ٤٦

و الحقائق و العلوم من المنقول و المعقول، المودوع فی هذا

الحرف الکريم، القديم الساطع الجامع المبين الّذی هو

عنوان الاسم الاعظم العظيم قل فتبارک اللّه أحسن

الناطقين و تعالی اللّه خير المقدّرين و نعم المنشئين.

و قال السيّد السند فی شرح القصيدة و قد قال
سبحانه و تعالی "اللّه نور السموات و الأرض" فاطلق

النور علی الاسم الّذی هو العلّة لانّ الظاهر بالالوهيّة

هو الاسم الاعظم الاعظم الی ان قال لقول مولانا

و سيّدنا أبو عبد اللّه جعفربن محمّد الصادق عليهما آلاف

التحيّة و الثناء من الملک الخالق فی تفسير البسملة انّ الباء بهاء اللّه.

يا أيّهاالسائل فاکرع خمر المعانی من هذه الکأس

الّتی ملئت من فيض عنايه الباری و تمعّن فی هذا التصريح

الّذی قدّسه اللّه عن التفسير و التأويل حتّی تعرف أسرار

اللّه المودعة فی هذا الحرف المجيد و الرکن الشديد.

فثبت بالبرهان الواضح المبين و الدليل اللائح العظيم انّ

الاسم الاعظم و الطلسم الاکرم و السرّ الاقدم هو
ص ٤٧
عنوان جميع الکتب السماوية و الصحف و الالواح

النازلة الالهيّة و مبتدء به فی اللوح المحفوظ و الرقّ

المنشور و مستعان به فی أمّ الکتاب الّذی انتشر منه التوراة

و الانجيل و الفرقان و الزبور. بل کان ملجأ منيعاً للانبياء

و کهفاً رفيعاً و ملاذاً آمناً للاصفياء فی کلّ کور و دور من الاکوار و الادوار.

و ايضاً قال فی شرح القصيدة و هو باء بسم اللّه

الرحمن الرحيم الّتی ظهرت الموجودات فيها و هی الالف

المبسوطة و شجرة طوبی و اللوح الأعلی. فاذا اطّلعت
بهذه الاسرار و أشرق عليک الانوار و هتکت الاستار
و خرقت الحجبات المانعة عن مشاهدة العزيز الجبّار
و شربت الرحيق فی الکأس الانيق من يد الرحمن فی
رياض العرفان و لاحظتک عين العناية بجود و احسان

و عرفت حقائق المعانی و الرموز و الاسرار الفائضة من

حرف الاسم الاعظم فی عالم الانوار قل تعالی من هذا السرّ

العجيب و تبارک اللّه من هذا الکنز الغريب و القدرة

و القوّة و العزّة و الکبرياء للناطق بالحقّ و الهدی من هذا

ص ٤٨

الحرف الّذی جمع الحقائق و المعانی کلّها و دقائق الکلمات

باسرها حتّی الزبر و الصحف الأولی و ألواح ملکوت

ربّک الأبهی و هذا بيان فی منتهی الاجمال و تبيان فی غاية

الاختصار فی معانی هذا الحرف الکريم من النبأ العظيم

فانّ أطلق زمام جواد المداد فی مضمار المعانی الکلّيّة

و الحقائق الجليلة الّتی تتموّج کالبحار و تتلاطم کالمحيط الزخّار

فی حقيقة سرّ الاسرار، الساری فی بواطن هذا الحرف

المبين و النور القديم لضاقت صفحات الآفاق و تتابع هذا

الاشراق. مستمرّاً فی مطالع الاوراق و لکن أين المجال

فی مثل هذه الاحوال و انّی لهذا الطير المنکسر الجناح

الطيران فی أوج العرفان بعد ما حجبت الابصار عن
مشاهده الانوار و صمت الآذان عن استماع نداء
الرحمن و القوم فی حجاب عظيم و ضلالهم القديم لعلّ

اللّه بيد القدرة العظمی يشقّ الحجبات الظلماء عن أعين

الرمداء و البصائر المبتلية بالعمی عند ذلک تسمع نغمات

عندليب الوفاء علی أفنان دوحة الذکری. و أمّا الآن

نمسک العنان فی ميدان التبيان و نبتدء ببيان معنی الاسم

ص ٤٩
و نقول انّ الاسماء الالهيّة مشتقّة من الصفات

الّتی هی کمالات لحقيقة الذات و هی أی الاسماء فی مقام

أحديّة الذات ليس لها ظهور و تعيّن و لا سمة و لا اشارة

و لا دلالة بل هی شؤون للذات بنحو البساطة و الوحدة

الاصليّة ثمّ فی مقام الواحديّة لها ظهور و تعيّن و تحقّق

و ثبوت و وجود فائض منبعث من الحقيقة الرحمانيّة
علی الحقائق الروحانيّة و الکينونات الملکوتيّة فی

حضرة الاعيان الثابتة. فمن ثمّ انّ الذات من حيث الربوبيّة

لها تجلّيات و اشراقات علی الحقائق الکونيّة و الموجودات

الامکانيّة. يستغرق بها تلک الحقائق فی مقتضياتها و آثارها

و شؤونها و کمالاتها و أسرارها فی الحقيقة الاولی بالوجه

الأعلی فبذلک الاعتبار أی أحديّه الذات الاسم عين

المسمّی و حقيقته و هويّته و ليس له وجود زائد ممتاز عن

الذات فانّ الوجود امّا عين الماهيّة أو غيرها. فاذا کان

غيرها هل هو ملازم لها و من مقتضاها من غير تعطيل
و أنفکاک أو جاز التعطيل و الانفکاک فالأوّل
حقيقة الذات من حيث أحديتّه وجوده عين ماهيّته
ص ٥٠
و ماهيّته عين وجوده و الثانی مقام الوجوب

فالوجود ممتاز عن الماهيّة و ملازم لها بوجه لا يتصوّر

الانفکاک و لا يتخطّر الانفصال لانّه من مقتضاها
و الثالث مقام الامکان أی الوجود المستفاد من

الغير المکتسب عمّن سواه. فوجوده غير ماهيّته و ماهيّته

غير وجوده مع جواز الانفکاک و الانفصال و مثله

فی المضيئات. فانظر فی جرم القمر حال کونه ساطعاً منيراً

لامعاً. انّما اکتسب و استفاد النور من الشمس و غير
ملازم له و يجوز انفکاکه منه و هذا مقام الوجود

الامکانی و شأنه الحدوث فی عالم الکيان. لانّ الماهيّة

غير الوجود و الوجود غير الماهيّة و يجوز الانفکاک
بينهما. و أمّا الشمس مع وجود الجرم و الضياء أی

الماهيّة و الوجود بالاستقلال و الامتياز بينهما الالتزام

و الاقتضاء أی الضياء ملازم لجسمها و جسمها مقتضی له

بوجه لا انفکاک و لا انفصال و لا انقطاع. لانّها شمس

بوجوب الضياء و اذ وقع أدنی توهّم التعطيل سقطت عن
الوجوب الذاتی و الضياء الاستقلالی و ثبت الاستفادة
ص ٥١
و الاستفاضة من الغير و هذا شأن الامکان ليس شأن

الوجوب. و امّا حقيقة النور بذاته فی ذاته فشعاعه عين

جسمه و جسمه عين شعاعه أی ماهيّته عين وجوده
و وجوده عين ماهيّته لا تتصوّر الکثرة و الامتياز

و لا تتوهّم الغيريّة و الاختلاف. و هذا مقام الوجود

البحت و واحديّة الذات. مع بساطة و وحدة الاسماء

و الصفات. فاذا کان الوجود المفهوم المحاط الواقع تحت

التصوّر و الادراک من حيث حقيقته المجرّدة عن النسب
و الاضافات هويّة مقدّسة عن الکثرات فی أحديّة

الذات فما ظنّک بالحقيقة البسيطة الکلّيّة الّتی هی محيطة

بالحقائق و الادراکات و منزّهة عن الاوهام و الاشارات

بل عن کلّ وصف و نعت من جوهر الأحديّة و ساذج

الواحديّة. لانّها حقيقة صمدانيّة مجرّدة عن کلّ سمة

و اشارة و دلالة فهل يتصوّر فيها التکثّر و التعدّد و الامتياز

من حيث کمالات الذات و وجه تعلّقه بالصفات و جامعيّة

للاسماء الالهيّة و الربوبيّة المقتضية لوجود الممکنات.

أستغفر اللّه عن ذلک تبارک اسم ربّک ذو الجلال و الاکرام.

ص ٥٢

فبهذا الدليل و البرهان و المکاشفة و العيان ثبت انّ

الاسم فی الحقيقة الاولی عين المسمّی و کنهه و هويّته و ذاته

و حقيقته لانّ الاسماء و الصفات فی الحقيقة تعبيرات کماليّة

و عنوانات حقيقة واحدة. کان اللّه و لم يکن معه شیء
و هذا بيان شاف کاف ظاهر باهر لا رموز و لا غموض
يزيل کلّ حجاب و يکشف کلّ نقاب عن وجه الحقيقة

عند من بلغ مقام المکاشفة و الشهود. بتأييد من الربّ

الودود. و المقصود من الاسماء معانيها المقدّسة و حقائقها

المنزّهة. عن کلّ دلالة و اشارة فانّ الاسماء المنطوقة

الملفوظة باعانة الهواء فی عالم الشهادة لا شکّ انّها غير

المسمّی لانّها اعراض تعتری الهواء و اشارات للمعانی

الموجودة المعقولة فی الافئدة المقدّسة و العقول المجرّدة

بل المراد المعنی القائم بالذات بوجه البساطة و الوحدة دون

شائبة الامتياز فلنختصر فی بيان الاسم و نذکر معانی
الاسم الجليل و الذکر الحکيم و العنوان الالهی فی

لسان القاصی و الدانی. أی اسم الجلالة المتصرّف فی عالم

الغيب و الشهادة و نقول انّ المفسرّين و المأوّلين من

ص ٥٣

أهل الظاهر و الباطن و اللبّ و القشور بمثل ما تحيرّت

عقولهم و ذهل شعورهم. فی ادراک کنه ذات الأحديّة

و حقيقة صفاته الکماليّة. قد تکثّرت بياناتهم و تعددّت

تعريفاتهم و اختلفت معانيهم و احتارت عقولهم و عجزت

نفوسهم فی بيان حقيقة مفهوم هذا الاسم الکريم و العلم

العظيم و اشتقاقه قوم ذهبوا انّ اللام للتعريف و الاله اسم

مصدر بمعنی المألوه کالکتاب بمعنی المکتوب و قالوا
معناه المعبود بالاستحقاق و المنعوت بکلّ کمال جامع

عند ملأ الآفاق و قوم اعتقدوا انّ معناه و فحواه المحتار

فی ادراک کنهه کلّ العقول و النفوس علی الاطلاق
و أمثال ذلک کما هو المذکور فی الکتب و الاوراق.

و أصحّ الاقوال عند المحقّقين منهم انّه علم للذات المستجمع

لجميع الصفات الکماليّة الفائض بالوجود و الشؤون
الالهيّة علی الموجودات الکونيّة و اختصروا علی ذلک
و نحن لسنا بصدد ذلک و لا نسلک فی أضيق المسالک
بل نقول انّ هذه الکلمة الجامعة و الحقيقة الکاملة

من حيث دلالتها علی کنه الذات البحت البات لا يتصوّر

ص ٥٤

عنها الاشارة و لا تدخل فی العبارة. أمّا من حيث ظهور

الحقّ سبحانه و تعالی بمظهر نفسه و استقراره و استوائه علی

العرش الرحمانی. هذه الکلمة الجامعة بجميع معانيها و مبانيها

و اشاراتها و بشاراتها و شؤونها و حقائقها و آثارها و أنوارها

و باطنها و ظاهرها و غيبها و شهودها و سرّها و علانيتها

و أطوارها و أسرارها ظاهرة باهرة ساطعة لامعة فی
الحقيقة الکلّيّة الفردانيّة و السدرة اللاهوتيّة

و الکينونة الربّانيّة و الذاتيّة السبحانيّة، الهويّة المطلقة

المجلّيّة بصفتها الرحمانيّة و شؤونها الصمدانيّة، الناطقة فی

غيب الامکان قطب الاکوان، المشرقة فی سيناء
الظهور طور النور فاران الرحمن المتکلّمة فی سدرة

الانسان. انّی أنا اللّه الظاهر الباهر المتجلّی علی آفاق

الامکان بحجّة و برهان و قدرة و قوّة أحاطت ملکوت
الاکوان خضعت الاعناق لآياتی و خشعت الاصوات
لسلطانی و شاخصت الابصار من أنواری و ملئت
الآفاق من أسراری و قامت الاموات بنفحاتی

و استيقظت الرقود من نسماتی و حارت العقول فی تجلّياتی

ص ٥٥
و اهتزّت النفوس من فوحاتی و قرّت العيون بکشف
جمالی و تنورّت القلوب بظهور آثاری و انشرحت
الصدور فی جنّة لقائی و فردوس عطائی. فآه آه

يا ايّها السائل الناظر الی الحقّ بعين الخلق، المستوضح

الدليل من ابناء السبيل لو استمعت باذن الخليل لسمعت

الصريخ و العويل و الانين و الحنين من حقائق

الموجودات و الالسنة الملکوتيّة من الممکنات بما غفل

العباد و ضلّوا عن الرشاد فی يوم الميعاد عن الصراط الممتدّ

بين ملکوت الأرض و السموات. مع انّ کلّ الأمم مبشّرة

و موعودة فی صحائف اللّه و کتبه و صحفه و زبره بصريح

العبارة، المستغنية عن الاشارة، بهذا الظهور الاعظم
و النور الاقدم و الصراط الاقوم و الجمال المکرّم
و النيّر الافخم. فاذا راجعت تلک الصحائف و الرّقاع

تجدها ناطقة بانّ هذا القطر العظيم و الاقليم الکريم

منعوت بلسان الانبياء و المرسلين، موصوف و موسوم
بانّه أرض مقدّسة و خطّة طيّبة طاهرة و انّها مشرق

ظهور الرّبّ بمجده العظيم و سلطانه القويم و انّها مطلع

ص ٥٦

آياته و مرکز راياته و مواقع تجلّياته و سيظهر فيها بجنود

حياته و کتائب أسراره و انّها البقعة البيضاء و انّ فيها

الجرعاء بوادی طوی و فيها طور سيناء و مواضع

تجلّی ربّک الأعلی. علی أولی العزم من الانبياء. و فيها

الوادی الايمن البقعة المبارکة و الوادی المقدّس و فيها

سمع موسی بن عمران نداء الرحمن من الشجرة

المبارکة الّتی أصلها ثابت و فرعها فی السماء. و فيها نادی

يحيی بن زکريّا يا قوم توبوا قد اقترب ملکوت اللّه.
و فيها انتشرت نفحات روح اللّه و رفع منه النداء .

ربّی ربّی الهی الهی ايّدنی بروحک علی أمرک الّذی تزلزل

منه أرکان الأرض و قواة السماء. و فيها المسجد الاقصی .

الّذی بارک اللّه حوله و اليها أسری بالجمال المحمّدی

فی ليلة الاسراء. ليری من آيات ربّه الکبری و وروده
عليها هو العروج الی الملکوت الأعلی و الافق

الأبهی. فتشرّف بلقاء ربّه و سمع النداء و اطّلع باسرار

الکلمة العليا و بلغ سدرة المنتهی و دنی فتدلّی فکان

قاب قوسين أو أدنی و دخل الجنّة المأوی و الفردوس
ص ٥٧
الأعلی و أراه اللّه ملکوت الأرض و السماء. کلّ ذلک

بوفوده علی ربّه فی هذه البقعة المبارکة النوراء و هذه

الحظيرة المقدّسة البيضاء و هذا کلّه صريح الآية من
غير تفسير و تأويل و اشارة لا ينکره الّا کلّ معاند
جحود جهول و لا يتوقّف فی الاذعان به الّا کلّ من
انکر صحف اللّه و زبره و نعوذ باللّه من کلّ لجوج

و عنود. و اذا عاند معاند و قال تلک الاوصاف و النعوت

و المحامد الّتی شاعت و ذاعت فی صحائف الملکوت انّما

حازها هذا الاقليم الکريم و القطر العظيم حيث کان
منشأ الانبياء و موطن الاصفياء و ملجأ الاتقياء
و ملاذ الاولياء. فی زمن الأوّلين فالجواب القاطع
و البرهان الساطع انّ اللّه شرّف و بارک و قدّس هذه

البقعة النوراء. بتجلّياته و ظهور آياته و نشر راياته

و بعث رسله و انزال کتبه. و ما نبيّ و لا رسول الّا و هو

بعث منها. أو هاجر اليها. أو تشرّف بطوافها أو کان
معراجه فيها. فالخليل آوی الی کهف الربّ الجليل
فيها و موسی بن عمران سمع نداء الربّ المنّان. من
ص ٥٨

الشجرة المبارکة المرتفعة فی طور سيناء فيها و الی الآن

لم يلتفتوا الناس ما معنی هذه الواقعة العظيمة المذکورة فی

کلّ الصحف و الزبر و ما هذه الشجرة المبارکة زيتونة

لا شرقيّة و لا غربيّة يکاد زيتها يضیء و لو لم تمسسه نار

نور علی. نور فالشجرة هذه الحقيقة الظاهرة الباهرة
اليوم . الناطق من فی نارها بورک من فی النار فموسی
ابن عمران کان يسمع هذا النداء منها و ذلک الاستماع

و الاصغاء مستمرّ الی الآن. لانّ حدود الزمان ليس لها

حکم فی عالم الرحمن و مقامات الالوهيّة و الربوبيّة المقدّسة

عن الوقت و الأوان. جميع الازمنة فيها زمن واحد
و الاوقات وقت واحد و فيها يتعانق الماضی و الحال

و الاستقبال لأنّه عالم أبد سرمد دهر ليس له أوّل و لا آخر

فلذرجع الی بيان ما کنّا فيه و نقول و انّ المسيح نادی

ربّه لبيّک اللّهمّ لبيّک فی جبالها و سهولها و انتشرت روائح

قدسه فيها و الحبيب أسری به اليها و تشرّف بلقاء ربّه

و رأی آياته العظمی فی مشارقها و مغاربها بوفوده عليها

و قس علی ذلک سائر الانبياء و المرسلين. الی ان ظهر هذا

ص ٥٩
الامر المبين الکريم و النبأ العظيم و السرّ القديم

و دار فی الاقطار الشاسعة و الاقاليم الواسعة الی ان

تلألأ هذا الاشراق فی هذه الآفاق و استقرّ العرش

الاعظم فی هذا القطر المکرّم. فلو کان شرفها و عزّها

و سموّها و تقديسها وتنزيهها لبعث الانبياء فيها و هجرتهم

اليها و وفودهم عليها لما خوطب موسی بن عمران "فاخلع

نعليک انّک بالوادی المقدّس طوی" لو کانت البقعة

المبارکة شرفها بقدومه لما امر بخلع نعله بخضوع و خشوع

الّذی من لوازم آداب الوفود علی ملک کريم و سلطان
عظيم و قال "بورک من فی النار" و بهذه کفاية لمن

ألقی السمع و هو شهيد و الّا ولو يأتيهم بکلّ آية لن يؤمنوا

بها و "ما تغنّی الآيات و النذر" صدق اللّه العظيم .

و فی کتاب محيی الدين انّ هذه الأرض المقدّسة
أرض ميعاد أی تقوم فيها القيامة الکبری و هی

البقعة البيضاء. و انّ الملحمة الکبری بمرج عکّا و تصبح

أرضها کلّ شبر منها بدينار و فی جفر ابن مجله انّ

مرج عکّا مأدبة اللّه و اذا أردنا بيان الاحاديث و الاخبار

ص ٦٠
و الروايات الواردة فی مناقب هذه الأرض المقدّسة
ليطول بنا الکلام و نقع فی الملام. فاختصرنا بما هو
صريح القرآن و اشرنا مجملاً لما هو فی الصحف الاولی

و السلام علی من اتّبع الهدی. و لنعد الی معنی البسملة

و نقول فی بيان الرحمن و الرحيم اعلم انّ

الرحمة عبارة عن الفيض الالهی الشامل لجميع الموجودات

و سعت رحمته کلّ شیء و انّها مصدر لجميع الممکنات
من جميع الشؤون و الاطوار و الظواهر و الاسرار

و الحقيقة و الوجود و الآثار و التعيّنات و القابليّات

و التشخصّات من الغيب و الشهادة فی عالم الانوار. و انّها

تنقسم قسمين بالرحمة الذاتيّة الالهيّة و هی عبارة عن

افاضة الوجود بالفيض الاقدس الأعلی فی جميع المراتب

و المقامات الّتی لا نهاية لها للحقائق و الاعيان الثابتة

فی حضرة العلم الذاتی الأعلی و بالرحمة الصفاتيّة

الفائضة من الحضرة الرحمانيّة بالفيض المقدّس الأوّل

بحسب الاستعداد و القابليات المستفيضة من التجلّيات
الظاهرة الباهرة فی أعيان الموجودات. و کلّ واحدة
ص ٦١

منهما تنحلّ الی رحمة عامّة . الّتی تساوت فيها الحقائق

الموجودة من حيث الوجود العلمی و العينی و رحمة
خاصّة ظهر برهانها و انکشفت أسرارها و اشتهرت
آياتها و خفقت راياتها و تلألأت أنوارها و تموّجت
بحارها و طلعت شموسها و اکفهرّت نجومها
و رقّ نسيمها و فاح شميمها و أضاء أفق مبينها فی

الحقائق النورانيّة الّتی استضائت و استفاضت و استنارت

من الاشعّة الساطعة من شمس الحقيقة فی جميع الشؤون

و الاطوار و الاحوال و الآثار. و بمثل هذا فانظر فی عالم

التشريع و الظهور و الاشراق تری انّ الفيض الاقدس
الخاصّ الّذی به وجود الهياکل القدسيّة و الکينونات

المنزّهة اللطيفة الروحانيّة هو افاضة الهداية الکبری

و ايقاد نار المحبّة الالهيّة الموقدة فی القلوب الصافية المشتعلة

من النفس الرحمانی و المدد السبحانی و الفيض الالهی

و الجود الصمدانی و تجد انّ الفيض المقدّس الربّانی هو

افاضة الکمالات و الفيض الوجدانی و الصفات

و الملکات و العطاء الروحانی و الخصائل و الفضائل الّتی

ص ٦٢

بها حيات العالم و نورانيّة سائر الأمم فهاتان الرحمتان

الذاتيتان أی الخاصّة و العامّة. الصادرتان من الفيض

الاقدس الالهی الذاتی مذکورتان فی البسملة الّتی فاتحة

الايجاد و افاضة الوجود للموجودات المجرّدة و المادّية

و أمّا الرحمتان الصفاتيتان الخاصّة و العامّة. الصادرتان

من الفيض المقدّس الصفاتی فهما مذکورتان فی الفاتحة

الّتی هی بيان المحامد و النعوت الالهيّة. و بهذه کفاية لمن

أراد ان يطّلع باسرار البسملة و الّا ليس لمعانيها بداية و نهاية

و الروح و البهاء علی أهل الهداية و السلام
هوالأبهی

سبحانک اللّهمّ يا الهی قد نزلت من سماء عزّ أحديّتک مياه

الوجود بجودک و رحمانيّتک و أمطرت من سحاب سماء
عزّ فردانيّتک أمطار فيوضات صمدانيّتک حتّی سالت
بهذه الموهبة العظمی انهار فيضک الاعظم فی أراضی

الحقائق الممکنة المکونّة بانشائک و سقيت بهذه الانهار

الجارية الملکوتيّة کلّ الاراضی و البلاد و أرويت بهذه

الغيوث الهاطلة اللاهوتيّة کلّ التلال و الديار و أشرقت

ص ٦٣
عليهم بشمس رحمانيّتک من أفق قدس کبريائيّتک و زرعت

يا الهی فی أراضی القابليّات حبوب کلماتک العليا و آياتک

العظمی بلطفک و رأفتک الکبری. و لکن بما کانت

تلک الحقائق الموجودة المتقابلة المتجلّيّة بشمس اسمک

الاعظم مختلفة متفاوتة بعضها يا الهی کما أحصيت بعلمک

المکنون أفئدة صافية لطيفة انطبعت فيها آياتها و ظهرت

منها شؤون آثار مجلّيها و اهتزّت و ربّت أرضها و نبتت منها

رياحين حبّک و معرفتک و تزينّت بازهار قدس جذبک

و شوقک کارض طيّبة مبارکة. و بعضها يا الهی لمّا کانت

أفئدة متکدّرة محجوبة بصدأ الاوهام و محتجبة عن ربّها

بحجب الظلام لم يظهر فيها آثار مجلّيها و آيات بارئها

و مقدّرها و فسدت فی أرضها حبوب ذکر ربّها کارض
خبيثة جرزة. و لکن يا محبوبی ما فرّطت عند تجلّيک
علی الممکنات و ظهور آثارک فی حقائق الموجودات
کما قلت و قولک الحقّ "ما تری فی خلق الرحمن من

تفاوت و ما خلقکم و لا بعثکم الّا کنفس واحدة" حينئذ

أسألک باسمک الّذی لو ألقی علی الجبال لاندکّت و سيرّت

ص ٦٤
و لو ألقی علی البحور لسجّرت و لو ألقی علی الاغصان
اليابسة لاخضرت و اثمرت و علی العمی لأبصرت
و علی البکم لنطقت و علی الصمّ لسمعت و علی الاموات
لقامت بان ترفع الحجاب الّذی حال بينک و بين خلقک
و منعهم عن الورود علی معين رحمانيّتک و عن السلوک
فی سبيل عزّ توحيدک و عن الاستماع من ألحان طيور
عرشک و الشرب من کأوس حبّک و عرفانک لأنّهم
اذلّاء ببابک و فقراء عند ظهور غنائک لا يملکون

لانفسهم نفعاً و لا ضراً و لا حيوة و لا نشوراً ثمّ ارفع

يا الهی تلک الافئدة الصافية اليک و عرّجهم بجناح التوحيد

فی هواء بهاء عماء تفريدک و تجلّ عليهم فی کلّ آن بما

تتلطّف هذه الحقائق الموحّده و هذه القلوب المقدّسة لأنّه

لم يکن لآياتک من بداية و لا نهاية و لا لشؤونک من أوّل

و لا آخر. لو تتجلّی علی المخلصين من بريّتک فی کلّ آن

بکلّ الشؤون الّتی لم يحصها أحد الّا أنت لا ينقص شیء

من خزائنک القديمة و لا يقلّ شیء من کنوزک المکنونة

فارحم يا الهی عبادک المفتقرين ثمّ اسکنهم فی ظلال شجرة

ص ٦٥

رحمانيّتک و ارزقهم من المائدة الّتی نزلت من سماء عزّ

فردانيّتک لانّک أنت المعطی بالحقّ و انّک أنت الغفور

الرحيم و أنت تعلم يا الهی بانّ هذا العبد أفقر عبادک فی

ملکک و أذلّ بريّتک فی بلادک فکيف بهذا الفقر

الاعظم أقتدر ان أتفوّه بالمعانی المندرجة المندمجة فی

حقائق کلماتک و الاسرار الّتی حجّبتها عن أعين العارفين

خلف سرادق آياتک. و لکن لمّا أمرتنی بهذا لذا
أخذت القلم متوکّلاً عليک و متّکأ بفضلک و رحمتک
فانّک يا الهی ان أردت لاجريت من القلم الفانی بحور
معرفتک و طمطام أسرارک و ان لم تشأ يخرس لسان

القلم الأعلی بين ملأ الانشاء و ينقطع منه فيضان آثار

القدم بين الأمم. الامر بيدک تفعل ما تشاء و تحکم

ما تريد وحدک لا اله الّا أنت المقتدر العزيز الکريم

يا ايّها السائل البارع الصادع فاعلم بانّ فی کلّ کلمة من

کلمات اللّه تتموّج بحور أسرار لا نهاية لها و انّ کلّ

حرف من آيات ربّک لمشرق شموس رموز و آثار

و حقائق لا يحصيها أحد الّا اللّه ربّک و ربّ أبائک الأوّلين

ص ٦٦
مع ذلک کيف يستطيع المداد أن يجری بهذه الاسرار ولو
کان بحوراً و کيف يکفيها الاوراق ولو کانت صفحات
الآفاق. ليس لهذه الموهبة الکبری من نهاية و لهذه

الرحمة العظمی من بداية حتّی تنفد کما قال و قوله الحقّ

"لو کان البحر مدادا ً لکلمات ربّی لنفد البحر قبل ان تنفد

کلمات ربّی ولوجئنا بمثله مددا" و لکن ما لا يذکر کلّه

لا يترک کلّه لذا اذکر بعض المعانی الغيبيّة السارية الجارية

فی مجاری کلمات ربّک العلی العظيم فاعلم بانّ لهذه الآية

القدسيّة و الرنّة اللاهوتيّة لمعان فی الظاهر و الباطن

و باطن الباطن الی ما لا نهاية له لانّ کلمات اللّه مرايا

محيطة علی صور کلّ شیء لذا قال "و لا رطب و لا
يابس الّا فی کتاب مبين" فامّا الظاهر أخبر اللّه
بزهاق کلمة الفرس و غلبها و نصرة الروم و ظفرها بعد
ما غلبت الروم و اضمحلت تحت أيادی الفرس و شتّت
شملهم و فرق جمعهم. و تفصيل هذا انّ فی ايّام أشرقت

شمس الأحديّة من النقطة المحمّدية و رفعت أعلام الهدی

علی أعلام يثرب و البطحاء و غنّت الورقاء علی أفنان سدرة

ص ٦٧
المنتهی و تشهق الطاوس فی جنّة المأوی قال المشرکون
انّ کسری ملک الفرس الّذی لم يکن من أهل الکتاب
غلب و ظفر علی عظيم الروم الّذی هو من أهل الکتاب
فبمثل هذا نحن نزهق کلمة محمّد رسول اللّه لکونه من
أهل الکتاب کعظيم الروم و نحن من غير أهل الکتاب

کملک الفرس. فانزل اللّه هذه الاية اللاهوتيّة و أخبر

بانّ الروم سيغلبون اعدائهم الفرس فی بضع سنين و البضع

من الثلاثة الی التسعة. فبعد سبع من السنين أظهر اللّه

سرّ ما أخبر به حبيبه الاعظم و انتصر الروم علی الفرس

و علّت کلمتهم فبذلک أيقن المخلصون بانّ علم ربّک سبق

کلّ شیء و أحاط من فی الوجود من الغيب و الشهود

هذا ما غنّت به طيور أفئدة المفسّرين فی حدائق القرآن

العظيم و من غير هذا لم يبلغوا الی الاسرار المودعة فيه

و الرموز المکنونة المخزونة السارية الجارية فی مجاری کلمات

ربّک العليم الحکيم .و بهذا لم يقنع الظامئ العطشان الی

کوثر الروح من أيادی الفضل و الاحسان و لم يکن بشیء

عند الّذين جعل اللّه بصرهم حديدا و عرّفهم معانی کلماته

ص ٦٨

و علّمهم تأويل آياته. لذا ينبغی ان أذکر بعض ما أراد اللّه

فی هذه الآية الغيبيّة و الرنّة الملکوتيّة و النغمة

اللاهوتيّة و أقول انّ الروم هو الشؤون الّتی ترجع
و تنتسب الی الحقائق الکونيّة و صرف الانية و الحجب
الساترة و الظلمات الصادرة عن تعينّات الوجود
و تشخصّات الموجود. و هذه تغلب و تضمحل عند شروق

الاشعّة الساطعة عن شمس الحقّ فلمّا انتهی کور الروح

خبت مصابيح الهدی و رکدت نسائم التقی و انقطعت
أرياح الوفاء و کلّت ألسن بلابل الأحديّة فی حديقة
الولاء و تبدّلت الجنّة الغنّاء و الروضة الغلباء
بالفلاة الجدباء و صاح البوم فی أغصان شجرة الزقّوم
اذاً هبّت نسائم ربيع ربّک الرحمن من الوادی الايمن
البقعة المبارکة و طلعت شمس الأحديّة عن مطلع ارادة
ربّک الرحمن الرحيم و ارتفعت سحاب الفضل و فاضت
علی الافئدة و القلوب و الحقائق و النفوس و اخضرّت
أراضی القابليات و الانّيّات و أنبتت أرض المعرفة
و نبتت الشجرة المبارکة الّتی منها سمع النداء بان
ص ٦٩
"يا موسی انّک بالوادی المقدّس طوی" و ظهرت نار

الحقيقة فی تلک الزيتونة الّتی لا شرقيّة و لا غربيّة يکاد

زيتها يضیء ولو لم تمسسه نار نور علی نور يهدی اللّه لنوره من

يشاء اذاً غنّ عندليب المعانی علی الافنان بفنون الالحان

و قال "غلبت الروم فی أدنی الأرض" فأی أرض أدنی
من حقائق الاشياء و تعينّاتهم. ثمّ أخبر لسان القدم

و الکلمة الاعظم بانّ الملک الحيّ القيّوم قدرّ لکلّ أمر

أجلاً محتوماً. فسوف فی انتهاء هذا الدور يأتی ايّام تغرب

هذه الشمس الساطعة فی خلف سحاب متراکمة

و ينتهی هذا الربيع الروحانی الی الخريف الظلمانی و تتبدّل

هذه الجنّة العالية و تنقعر أشجارها و تتناثر أوراقها

و تسکن أرياحها و تنقطع أنهارها و يبيد صفاؤها

و هذه من سنّة اللّه و لن تجد لسنّته تبديلاً و لا تحويلا.ً

اذاً يا ايّها السائل فانظر بالبصر الّذی خلق اللّه خلف

بصرک الظاهر هل يقتدر المنصف ان يقول انّ معانی

کلمات اللّه التامّات موجودة عند هؤلاء الّذين لا يميزون

يمينهم عن شمالهم. لا فو الّذی انطق الورقاء بذکره بين

ص ٧٠

الأرض و السماء بل يتيقّن بانّ المعانی ملهمة فی أفئدة

صافية ملکوتيّة. لو أراد اللّه يقيم أحداً من احبّائه الواقفين

علی مرکز الهدی بين ملأ الانشاء و يفسرّ بعونه

و قوّته حقائق آياته بمعان ما اطّلع به الّا اللّه و الراسخون

فی علمه. اذاً فاقبل الی ربّک بوجه ناضر و بصر ناظر
و قل ای ربّ ثبّت قدمی علی أمرک و علّمنی من
علمک المکنون و سرّک المخزون و عرّجنی الی
ملکوتک الأعلی و رفيقک الأبهی و عرّفنی معانی
آياتک لأظهر عن أفق مشيّتک ککوکب الصبح بانوار
علمک و معرفتک و اظهر للناس سبيلک القويم و صرا طک
المستقيم الّذی من سلک فيه لوصل الی مشرق الآثار
و مطلع الانوار لانّ هذا ما يبيض وجهی عند مشاهدة

آياتک الکبری و ملاحظة آثار تجلّياتک العليا. أی ربّ

وفّقنی علی هذه الموهبة الکبری و الرحمة العظمی

لانّ هذا أملی منک و مقصدی و رجائی يا مالکی و منائی

فی کلّ أحوالی و فرح قلبی و سلوة فؤادی فی ليالی و أيّامی

انّک أنت المعطی الباذل الرؤف الرحيم و فی مقام
ص ٧١

الانفس تری لهذه الآية الربّانيّة . معانی قدسيّة لاهوتيّة

منها أراد اللّه بکلمة الروم جنود النفس و الهوی
و شعوب الجهل و العمی بما ايّد عند ظهور حبيبه جنود

العقل و النهی بشديد القوی حتّی رأی من آيات ربّه الکبری

و سمع النداء الاحلی عن الافق الأعلی و شرب

الرحيق المختوم من يد ساقی الوفاء و أخذه سکر خمر ذکر

ربّه الأعلی. علی شأن استغرق فی بحور محبّة اللّه اذاً فنی

حقيقة النفس و الهوی مع الشؤون و القوی عند ظهور آثار

الحقيقة المطلقة الالهيّة و غلبت و اضمحلت من سطوات

آيات بارئها و لکن کانت مغلوبيّتها مبدأ لقدرتها و قوّتها

و علوّها و عزّتها لانّها زکت و اطمئنّت فی ذکر ربّها

و بذلک غلبت علی کلّ شیء و أحاطت بقدرة موجدها

و مبدعها حقائق الملکوت علی ما هی عليها و أدرکت أسرار

بارئها و مصوّرها. فايّ غلبة أعظم من هذا لو کان الناس

ببصر الحقّ ينظرون. و انّهم لو يطيرون بجناح الروح فی سماء

العرفان ليشهدون بانّ هذا هو القدرة القاهرة و القوّة

الباهرة و السطوة البالغة و السلطنة الغالبة و لکن
ص ٧٢
لما تواروا خلف حجب الغفلة و نسوا ما ذکروا به ضرب

اللّه علی أعينهم غشاوة و علی آذانهم وقراً اذاً يا ايّها السائل

الجليل قم بقوّة علی ذکر ربّک بين ملأ الأرض و قل الی

متی تقنعون بقطرة منتنة آسنة عن البحر الاعظم الأبهی

الّذی تموّج لذاته بذاته و جعل اللّه برشح منه کلّ الوجود

حيّاً باقياً کما قال و قوله الحقّ "و جعلنا من الماء کلّ شیء

حيّ" و فی مقام أراد اللّه بکلمة الروم النفوس الّتی

استضائت وجوههم عند شروق شمس القدم عن مشرق

اسمه الاعظم و صفت مرايا أفئدتهم و قابلت أشعّة نيّر

الاکرم لانّ اسم الروم فی عرف اللغی وضعت لطائفة

بيضاء و امّة حميراء و النفوس الصافية الّتی ناظرة الی ربّها

بوجوه ناضرة مبيضّة مستبشرة فبهذا يحصل المشابهة

و المناسبة و أمّا المراد بقوله عزّ اسمه "غلبت الروم"

أی غلبت فی عوالم الجسمانی تلک النفوس الزکيّة الّتی فنت

عن صفاتها و حدودها عند ظهور مجلّيها حتّی اتّصفت

بصفات رحمانيّة و ظهرت بآثار ملکوتيّة. أرسل اللّه عليهم

أرياح الامتحان و الافتتان و القاهم تحت مخالب المنکرين

ص ٧٣

الّذين ما استنشقوا رائحة الحياء و ترکوا النهی و تمسّکوا

بالهوی. و لکن لما کانوا غالبين من حيث الروح کذلک

سيغلبون من حيث الجسد علی أعدائهم بقدرة بارئهم لأنّ

اللّه جعل کلّ الخير لأحبّائه فی کلّ عالم من العوالم حتّی فی عالم

الجسم و الذکر. اما تشهد بذکرهم ملئت الآفاق و باسمهم

رفعت رايات الوفاق و بهم اشتعل العالم و استضائت

الممکنات بنور الوجود من العدم و بهم انشقّت الاحجار

و تفجّرت الانهار و تموّجت البحار و شرعت الشوارع
و صفت الموارد و نزلت الموائد و رفعت الامراض
و حيّت الاموات و زلزلت الأرض و انفطرت السماء
و نسفت الجبال و أزلفت الجنان و اثمرت الاشجار
و ظهرت الاسرار و هتکت الاستار و لاحت الانوار
و شاعت الآثار اذاً قل فسبحان اللّه موجد هذه الشهب

الثاقبة و النجوم الساطعة و الکلمات التامّة و النفوس

العالية و العقول المجرّدة و الارواح الهائمة فی اللّه ربّها

و قل أی ربّ ادخلنی فی ظلّ شجرة رحمانيّتک و اغمسنی

فی لجج عزّ فردانيّتک و قدّسنی عمّا سواک و خلّصنی من

ص ٧٤

غمرات النفس و الهوی حتّی أقوم کما أقمتهم علی خدمتک

و أستقيم علی أمرک بحولک و قوّتک انّک أنت المعطی
لمن تشاء بيدک الخير و انّک لعلی کلّ شیء قدير.
و فی مقام أراد اللّه بهذه الکلمة الفرقانيّة شرائع

اللّه و سننه و حدود اللّه و حکمه لانّ الناس فی ايّام الفترة

ترکوا أوامر اللّه وراء ظهورهم و نسوا حکم اللّه نسياً

منسياً بحيث وضعوا و أسّسوا أساس سياسة جهلية و قنّنوا

أصولا و قوانين رسومية و رفعوا أعلام أحکام ظلميّة

ظنّيّة بحيث ترکوا العلم و الهدی و تمسّکوا باذيال الوهم

و الهوی هبطوا من سماء العقل و النهی و سکنوا فی

درکات الضلالة و العمی اتّخذوا سبيل المفسدين و ظنّوا

انّه صراط مستقيم، اعتکفوا علی أصنام مترفيهم و جهلوا

مفسديهم من مصلحيهم. و بذلک خبت مصابيح العدل
و الانصاف و اشتدّت قواصف الاعتساف، استولت
آية الظلم و محت آثار الانوار و ابتلی الناس بطوارق
الليل و جوارح النهار بما ترکوا أوامر اللّه و سننه
و حرّفوا أحکام اللّه و حدوده و بذلک غلبت الشرائع
ص ٧٥

المقدّسة الربّانيّة بين الناس و لکن بقدرة اللّه و قوّته عند

طلوع صبح الهدی من أفق البقاء فتقت سحاب الظنّ

و الغوی و ارتقت سماء العلم و التّقی، لاحت آية النور ومحت

ظلمات الديجور ظهر الصراط القويم و نصب القسطاس

المستقيم، امتدّت العروة الوثقی الّتی لا انفصام لها و هبّت

لواقح ربيع العدل و الحکمة من مهبّ عناية الربّ القديم

و ألبست أشجار الهياکل الانسانيّة بأوراق العلم و الحکم

الربّانيّة. غرست الشجرة الطيّبة الّتی أصلها ثابت فی

الأرض و فرعها فی السماء و تؤتی أ کلها فی کلّ حين
و امتدّت أغصانها و أفنانها فی الآفاق و آوت و وکرت
عليها طيور الوفاق و غنّ عليها عندليب الاريب بذکر

الحبيب و رنّت فی أفنانها حمامة الودود بمزامير آل داود

علی شأن اهتزّت الارواح و انشرح الصدور و قرّت
الاعين و طابت النفوس و صار الامکان حديقة الرضوان

أما تری بأنّه ظهر بين أمّة متوحّشة ذليلة و طائفة جاهلة

ممقوتة بين کلّ الأمم و کان جهلهم علی درجة ما کانوا يميّزون

اليمين عن اليسار و يکتبون علی صفحات الماء و يأتون کلّ

ص ٧٦
فاحشة و يعملون ما يتنفّر منه الحيوان فکيف الانسان
ولکن لمّا ظهر بينهم الحبيب الاعظم و النور الافخم
و آية القدم و الصبح الابسم و آووا فی کهف تربيته

ما مضی ايّام معدودة و سنين محدودة الّا و ترقّت هذه

الطائفة الجاهلة من حضيض الجهل الی أوج العلم و الحکمة

و برعت فی الفنون و المعارف و فرعت علی أعلام العلوم

و العوارف و اشتهرت بين الخلائق بخصائص الانسانيّة
و صفات الرحمانيّة حتّی صارت معدن الکمال و العرفان
و محور دائرة المفاخر و الاحسان. و بذا انتصرت علی

الآفاق و تسلّطت علی کلّ القبائل و الشعوب من البرايا

فصارت الناس يأتون من کلّ فجّ عميق الی بلادهم حتّی

يتعلّموا العلوم و الحکم و يتزينّوا بحلل الفضل و الکمال

و کلّ ذلک ما کان الّا بفضل اللّه و رحمته بما بعث فيهم

خير البريّة بقوّة عجزت عنها الخلائق أجمعون.
و فی مقام أراد اللّه بکلمة الروم الحقائق الممکنة

المتجلّيّة بأسماء اللّه و صفاته المصطلية من نار الأحديّة الموقدة

فی البقعة المبارکة فی بحبوحة الجنّة الظاهرة المشهودة علی

ص ٧٧

أربعة أرکان قدميّة المؤسّسة بزبر الالوهيّة و الربوبيّة القائمة

بجوهر الفردانيّة. فيا ليت فتح الرحمن عن فم هذا الغلام

ختام الحفظ و الکتمان حتّی أبيّن لک يا حبيب مقامات

نار الأحديّة و الشجرة المبارکة و أغصانها و أوراقها

و شؤون بقعة الفردوس الّتی سترها اللّه عن أعين الکلّ

الّا الّذين طاروا بجناح النجاح فی هواء يظهر فيه
الافراح للأرواح و استنشقوا رائحة الوفاء عن قميص

البهاء، المرشوش بالدّم الحمراء بما فعل المشرکون بجماله

المشرق المنير بعد ما أخذ اللّه العهد منهم فی کلّ کتب

و صحف و زبر عند اشراق کلّ نور من أنواره و طلوع

کلّ نيّر فی آفاقه بأن يعترفوا بقدرته و سلطانه و يسجدوا

له يوم يأتيهم فی ظلل من غمامه و يفدوا أنفسهم حين

ظهوره فداء للقائه. فوا حسرتا عليهم و أسفاً لهم بما

فرّطوا فی جنب اللّه فسوف يأتيهم نبأ ما کانوا عنه غافلين

اذاً اقشعرّت جلودهم و استدمت أکبادهم و ذابت

قلوبهم و ناحت أرواحهم و تأوّه سرّهم وعضّوا أناملهم

حسرة و ندامة علی ما فعلوا و حرّموا علی أنفسهم مائدة

ص ٧٨
الحياة النازلة من سماء رحمة ربّهم العزيز الغفور.
فلنرجع الی ذکر ما کنّا فيه من بيان کلمة الروم

فقلنا بانّ المراد منها حقائق الاشياء و ماهياتها و سعة

المکنات و قابلياتها. و المراد من غلبت أی عمّت الفيوضات

الرحمانيّة و التجلّيات الصمدانيّة حقائق الممکنة المستفيضة

من النور القديم و شملتهم و غلبت عليهم و احاطتهم من

کلّ الجهات ظاهراً و باطناً اليوم الّذی أشرقت شمس القدم

من شطر الآفاق. لانّ فی مثل ذلک اليوم المبارک الموعود

لا ينظر الحقّ الی سعة الحقائق الموجودة و استعدادهم

بل يفيض عليهم من بحور فضله و احسانه ولو لم يکن لهم

سعة قطرة من انهاره بحيث تری يلبس الفقير ثوب

غنائه ويتردّی المسکين الذليل رداء عزّه و علائه. کما قال

و قوله الحقّ "و نريد أن نمنّ علی الّذين استضعفوا

فی الأرض و نجعلهم أئمّة و نجعلهم الوارثين". ان يا أيّها

الطائر فی هواء محبّة اللّه و السائح فی بحار الفضل قم

عن رقد الاوهام و افتح بصرک لتشهد بانّ جمال القدم
کيف مشرق عليک و علی الممکنات من أفق الفضل
ص ٧٩
و يلوح وجهه بين السماء و الأرض و تری شمول فضل

مولاک و عميم احسانه علی المقبلين و تبصر کيف يتموّج

طمطام رأفته الکبری عن يمين ارادته و تهبّ روائح

الرحمة العظمی من مهبّ عنايته لتعلم بانّ هذا يوم لو أراد

الذباب ان يستنسر و القطرة ان يستبحر فی ظلّ هذا

الجمال ليقدر بعون اللّه و قوّته کما قال و قوله الحقّ

"لو أرادت نملة ان تتصرّف فی القرآن و باطنه و باطن باطنه

فی حکم سواد عينها لتقدر لانّ سرّ الصمدانيّة قد تلجلج فی

حقائق الممکنات" اذاً قل تبارک الّذی أظهر قدرته و سلطانه

و رحمته و احسانه فی هذه الايّام علی الخلائق أجمعين

و أمّا قوله تعالی "و هم من بعد غلبهم سيغلبون" أی

يأتی ايّام فيها تغرب شمس الأحديّة فی مغرب البقاء و ترکد

نسمات الروح عن شطر الوفاء و تخبو سراج المحبّة فی

صدور ذوی الحجی و تخمد نار الشوق فی قلوب أولی النهی

و تنقطع مائدة العرفان من سماء الايقان و يمنع سحاب
القدس عن بذل الامطار و بحر الأحديّة عن قذف درر
الاسرار و ينتهی هذا النعيم الاوفر و الحظّ الاکبر
ص ٨٠
و ينقلب هذا اليوم الانور بالليل الاليل. فاذا وجدت
الامکان علی هذه الاحوال فاعلم و أيقن بأن قرب صباح
الايقان و دنی طلوع فجر الرحمن من مشرق الامکان

و مجی ربّک فی ظلل من الغمام اذاً فارفع يديک مقبلاً الی

مولاک و قل لک الحمد و الشکر يا ربّی الأبهی بما خلقتنی

و بعثتنی فی اليوم الّذی لاح وجهک و ظهر جمالک
و اشرقت طلعتک و سبقت رحمتک و سبغت نعمتک
و أحاطت قدرتک و ظهرت آياتک و علت کلمتک
و ثبت برهانک. فوعزّتک لو أثنی عليک بدوام سلطنتک

لن أستطيع اداء کلمة من شکرک و لکن لمّا رأيت من عميم

فضلک و عظيم جودک و احسانک تقبل القطرة من عبادک

مقام البحر و تحسب الذرّة مقام الشمس لذا قدّمت بين يديک

بضاعة شکری الّتی لم تکن الّا کرنّة بعوضة فی الواد

أو کدبيب نملة علی الاصفاد و انّک أنت الغفور الرحيم.

و منها أراد اللّه بهذه الکلمة القرآنيّة مقام النظر

و الاستدلال و اقامة الادلّة القاطعة و البراهين الناطقة

علی وحدانيّة الحقّ و فردانيّته و عزّته و قدرته و سلطانه

ص ٨١
کما شهدت و رأيت فی ايّام الّتی مضت قبل ظهور نيّر
الاعظم عن مشرق اسمه المکرّم. بحيث ما کان لأحد

سبيل اليه و لا دليل عليه الّا ما دلّت العقول و الانظار

من ظهور آياته و بروز آثاره و کان الناس يستدلّون بها

علی وجوده و تنزّهه عمّا سواه. و لکن لمّا طلعت شمس
الآفاق عن مطلع القدم فی الهيکل المکرّم و استضاء
الوجود بالاشعّة الساطعة علی کلّ موجود خرقت حجبات
النظر و الاستدلال و سقطت رايات الدلائل و الاشارات
و رفعت أعلام المکاشفة و الشهود علی اعلام القلوب

و الابصار و فاز الاحرار بلقاء ربّهم يوم زلزلت الأرض

و نسفت الجبال اذاً قل فتبارک اللّه الملک العزيز الجبّار

الّذی أتی فی ظلل من الانوار بسلطان عظيم غلبت الروم

أی اضمحلت قطرات مياه النظر و الاستدلال عند تموّج

ابحر المکاشفة و الشهود بعد الّذی کان برد لوعة الطالبين

و رواء غلّتهم و شفاء علّتهم و انعدمت و اضمحلت کان

لم تکن الّا أوهام و ظنون و قياس و تصوّرات لانّ مثل

الادّلة عند ربّک کمثل الظلّ عند طلوع الشمس. و لو کان

ص ٨٢

دليلاً عليها لم يکن لها وجود عند ظهورها و لا له بقاء

تلقاء سطوع شعاعها. بل هو محجوب عنها و لو دلّ عليها

و عند الّذين شربوا سلسال الرحيق المختوم من يد عناية

اسمه القيّوم أعظم حجبات العباد ان يعتمدوا علی الظلّ

الفانی لمعرفة شمس القدم أو يتّکئوا علی الآثار و يستدلّوا

به علی وجود موجد الانوار. و مع ذلک يحسبون انّهم
وصلوا الی مرکز الهدی و ساروا فی افلاک النهی کلّا
انّهم فی غمرات الظنون يخوضون و فی بيداء الاوهام

يتيهون اذاً قم بقدرة من اللّه و قوّة من سلطانه و خاطب

الغافلين و قل الی متی ترکضون فی برّيّة الجهل قد سطع

برق المعانی فی سماء الروح و اشتعل الآفاق بنار اللّه الموقدة

الّتی ظهرت عن سدرة سيناء فی طور البقاء. ألا يا معشر

المشتاقين تقربوا اليها حتّی تصطلوا منها و تهتدوا بها و تتوقدّوا

من جذواتها و تسمعوا زفيرها. و قل قد قرّت عيون

الاشياء بلقاء ربّها و أنتم لا تبصرون، قد انتبهت الممکنات

و أنتم غافلون، قد قامت الموجودات و أنتم فی فراش

الغفلة ترقدون، نطقت ألسن کلّ شیء بذکر مليک الاسماء

ص ٨٣

و أنتم تصمتون. ان لم تتوجّهوا الی ذلک الجمال فبأيّ جمال

تنظرون و ان لم تنتبهوا من هذا النداء فبايّ نداء تنتبهون

و ان لم تهتزّوا من هذا الروح فبايّ روح تتحرّکون. هل

تحسبون أنفسکم أحياء کلّا انّکم من أصحاب القبور

أتزعمون بأنّکم تبصرون أو تسمعون بل صمّ بکم عمی فلا

تفقهون. هل الرحمة ما سبقت أم النعمة ما سبغت أو الحجّة

ما کملت و البراهين ما ظهرت و الآيات ما نزلت و الکلمة

ما تمّت و حمامات الفردوس ما غنّت و الجنّة ما أزلفت

و الشجرة المبارکة ما أثمرت و بحور الاسرار ما تموّجت. بل

وقعت الواقعة العظمی و ظهرت الطامّة الکبری و حشر

کلّ شیء فی محضر اللّه المهيمن القيّوم ولو کان المشرکون فی

سکرتهم يعمهون و منها أراد اللّه بهذه الکلمة التامّة

الشؤون الجسمانيّة و الحقائق الناسوتيّة و عوارضها و خصائصها

فی عالمها و حيّزها و المراد من قوله عزّ شأنه "غلبت

الروم" أی فنت الشؤون الجسمانيّة عند ظهور الآيات

الروحانيّة و فاضت انهار الحقيقة علی أراضی الافئدة الصافية

عند استواء الرحمن علی العرش الاعظم بين الاکوان. لأنّ

ص ٨٤
الجنود الروحانيّة تبطش و تصول علی الاحزاب يوم

الاياب بقوّة ربّ الارباب لذا تغلب الجسمانيّات و يکون

الحکم للروحانيّات و فی ذلک لآيات للمتبصّرين.

و منها أراد اللّه بهذه الکلمة المحکمة الثابتة مقام

الظنون و الاوهام فی أفئدة العوام. لانّ فی ايّام أفول شمس

العلم و الحکم تشهد الوهم و الظنّ هو السلطان الاعظم بين ملأ

الاکوان. فتری انّما يعتمد الکلّ فی المسائل و المعارف

علی الظنّ حتّی الشرائع و السنن فلا يقتدرون ان يسبحوا

فی بحور العلم ويخوضوا فی طمطام الحکمة و لکن عند

شروق شارق اليقين من أفق مبين تزهق أشعّة جمال المعلوم

ظلمات الوهم و الظنون اذاً ينطق لسان الابداع بأن جاء

الحقّ و زهق الباطل انّ الباطل کان زهوقا. أن يا حبيب

قل بلسان بديع لک الفضل و المنّ و الرحمة و الاحسان

علی هذا الرقيق الّذی لا يليق بشیء فی ملکک بما نجّيتنی من

تيه الظنون و آويتنی فی افنان سدرة العلوم بل أغنيتنی

عن العلوم بما وفّقتنی علی معرفة جمالک المعلوم. أی ربّ ثبّتنی

علی حبّک و أقمنی علی اظهار أمرک و اثبات حکمک و اجعلنی

ص ٨٥

علماً علی اعلامک بين عبادک لاکون مهبط الهامک و مؤيّداً

بآثارک انّک أنت المقتدر علی کلّ شیء بقدرتک و سلطانک

يا محبوب العالمين و منها أراد اللّه بهذه الکلمة الجامعة

مقامات النفس و مراتبها و درجاتها و علوّها و اضمحلالها

و صعودها و سقوطها من فضل بارئها و نعمة موجدها (١)
و بطش مبدعها فاعلم بانّ النفس لها مراتب شتّی
و درجات لا تحصی. لکن کلّيّاتها فی مراتب الوجود

معدودة و محدودة بنفس جماديّة معدنيّة و نفس نامية نباتيّة

و نفس حيوانيّة حسّاسيّة و نفس ناسوتيّة انسانيّة و نفس

امّارة و نفس لوّامة و نفس ملهمة و نفس مطمئنّة و نفس

راضية و نفس مرضيّة و نفس کاملة و نفس ملکوتيّة و نفس

جبروتيّة و نفس لاهوتبّة قدسيّة فامّا النفس المعدنيّة

عبارة عن مادّة جوهربّة فی المعادن و هی کمالها و صفاؤها

و التأثيرات الظاهرة منها فانظر الی الاحجار الثمينة

المعدنيّة کيف تنطبخ فی معدنها حتّی تصل الی کمالها و جمالها

بظهور نفسها فيها و بروز جوهريّتها بها و أمّا النفس

-------------------------------------------------
(١) و فی بعض النسخ و نقمة موجدها
ص ٨٦

النامية النباتيّة فهی عبارة عن الجوهر الّذی تقوم به القوّة

النباتيّة الّتی بها تنبت و تنمو الحبوب و الاوراق و الاغصان

و الاشجار بحيث تأخذ من الموادّ و الاسطقسّات و تعطی

الاشجار و النباتات حتّی آناً فآناً تترقّی و تمتدّ أغصانها و تعطی

ثمارها و أزهارها و أوراقها و أمّا النفس الحيوانيّة هی

عبارة عن الجوهر الّذی قائم به القوی الحسّاسة

للمحسوسات الجسمانيّة و أمّا النفس الانسانيّة عبارة

عن النفس الناطقة أی الجوهر الّذی به تقوم قوی الانسان

و الحواسّ الظاهرة و الباطنة و الکمالات و المعارف الربّانيّة

و العلوم الالهيّة و الفنون الصمدانيّة و الحکم الغيبيّة

و کذلک معرض لشؤون الشهوات الظلمانيّة و النقائص

الناسوتيّة فسبحان اللّه من هذه الآية العجيبة و النقطة

العظيمة و الکلمة الجامعة فی صحيفة الامکان بحيث تری لها

شؤوناً مختلفة و مراتب متنوّعة متضادّة و درجات متعدّده ممّا

لا نهاية. لها و لها استعداد أن تکون مرآة لظهور حقائق

لاهوتيّة و مجلّی لبروز صفات کاملة ربّانيّة. و لها تنزّلات

فی ظلمات کونيّة و احتجابات بحجب کثيفة ناشئة من
ص ٨٧

حدودها و تعيّنها مانعة لوصولها الی مبدئها و مرجعها

و ساترة عنها آيات موجدها المودعة فيها بفضل بارئها

و لأجل ترقّياتها الی مراتب القرب و الوصال و تنزّلاتها

فی مهالک البعد و الضلال تتقمّص فی کلّ مرتبة و مقام

بثياب أخری غير الأولی. لذا تعبّر فی کلّ مرتبة بعبارة

مثلاً فی مقام تنزّلاتها فی أسفل مراتب الشهوات الحيوانيّة

و اشتغالها بزخارف الدنيا الدنيّة و شغفها فی مشتهياتها الخبيثة

الفانية و انجمادها من برودة الامکان و انخمادها عن
حرارة حبّ ربّها العزيز الوهّاب و سقوطها و هبوطها

فی ورطة الضلال و غلوّها و انهماکها فی المنکر و الطغيان

فاعتبرت بنفس أمّارة کما قال و قوله الحقّ "انّ النفس

لامّارة بالسوء الّا ما رحم ربّی" ثمّ تترقّی من هذا المقام

الهائل و الدرک السافل الی مقام يأتيها أحيانا نبأ خوضها

فی ورطة المهالک و انغماسها فی لجج الغفلة و سلوکها فی

تلک المسالک و انحجابها عن اللّه ربّها و غفلتها عن بارئها

و حيرتها فی تيه الضلالة و الهوی و نسيانها ذکر اللّه

الملک العزيز الأعلی. تارة تمرّ عليها نسيم التبصّر فی أمرها

ص ٨٨

و تتيقّظ اقلّ من الشیء فتلوم ذاتها بما تراها خائضة فی

غمرات الغفلة و الغيّ و تشمتها بما تشهدها (١) هائمة فی بيداء

المنکر و البغی. تتأسّف لدنوّها وسقوطها و هبوطها فی

أسفل درجات الذلّ و الشهوات المهلکة و انحجابها خلف
حجبات متراکمة الّتی تمنعها عن الصعود الی الدرجات

العالية الروحانيّة و تشغلها عن ذکر اللّه بهذه الوساوس

الباطلة االشيطانيّة. فلاسفها و ندمها فی هذا المقام و لومها

ذاتها تعتبر بنفس لوّامة کما قال جلّ اسمه "و لا

أقسم بالنفس اللوّامة" و لمّا ارتقت من هذا المقام الادنی

الأذلّ الأوحش و صعدت الی مکمن الاعزّ الاقرب

الاوفر و أيّدت بتأييد اللّه و ألهمت مضمون کتابها کما

قال "اقرأ کتابک کفی بنفسک اليوم عليک حسيبا"

و أتتها آيات الالهام و ظهرت لها حقيقة الليل من النهار

و دعيت الی شاطئ بحر العرفان و رزقت بموائد القدس
من جنّة الرضوان و جنّت من أثمار شجرة الاحسان

و سقيت من أنهر الفضل و الاکرام و تنعّمت بنعم البقاء

-------------------------------------
(١) فی نسخة تراها
ص ٨٩

و ذاقت حلاوة الآلاء و عرفت علوّها و دنوّها و صعودها

و هبوطها و طلوعها و أفولها کما هو حقّه و تبصّرت فی

أمرها و تيسر لها عسرها و صارت تميل من الفانيات الی

الباقيات و تغمض النظر عن الموجودات و تقلبه الی

ساحة العزيز الجبّار و ترتقب النداء من الملأ الأعلی

و تلتفت الی الشؤون الّتی ترقّيها حتّی توصلها الی عرش

الاطمئنان و کرسی الامتنان. فتصير مهبطاً لموارد الالهام

بين الانام و تجد من سعيها و مجاهدتها الفوائد الّتی توصلها

الی مقصدها و مطلبها اذاً تعتبر بنفس ملهمة لانّها

ألهمت بفجورها و تقواها کما قال تبارک و تعالی "و نفس

و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها" و فی مقام تنبّهها

بذکر ربّها و تيقّظها بنداء بارئها عن رقد الاوهام و تذکّرها

بذکر اللّه العزيز العلّام و صعودها و عروجها الی مقامات

الحبّ و الاطمينان و انغماسها فی طمطام الايقان

و مشاهدتها آيات اللّه من مشارق الامکان و آفاق الاکوان

و أنفس الرحمن و ظهور آية التوحيد من مطلع الجنان
و دخولها و خلودها فی بحبوحة الجنان و فورانها من
ص ٩٠

حرارة حبّ ربّه العزيز المنّان و سيرها و سلوکها الی اللّه

المقتدر الملک الحنّان و جلوسها علی عرش السکينة
و الاستقرار و شربها من کأوس الاستقامة و الثبوت

فی کلّ الاحيان تعتبر بنفس مطمئنّة لانّها اطمئنّت فی

الايمان و سکن اضطرابها و قلقها و رويت غلّتها و بردت

لوعتها و رقّت و انکشفت حجباتها و تبدّلت بالنور ظلمتها

و زالت بطالتها و کمل نقصانها و خرقت أستارها و هتکت

أسبالها و ظهرت أسرارها و زلزلت أرضها و أخرجت

أثقالها و حدثت أخبارها بانّ ربّک أوحی لها. فسبحان اللّه

هاديها و ناجيها و منوّرها و مصوّرها عن کلّ ما يقول

الجاهلون. و اذا وصلت الی هذا المقام الاعزّ الاوفی و المورد

الاعذب الاصفی الاحلی و شربت من هذا المنهل الارقّ
من الصبا تفوز بمقام التسليم و الرضی و ترک الطلب

و الاقتضاء و تفوض الامور الی اللّه الملک العزيز القيّوم

و تتوکّل عليه و تتّکأ علی وسادة فضله و احسانه و لا تری

فی هذا المقام ما يخالف رضاها و لا تختار الراحة الکبری

علی المصيبة العظمی بل انّها راضية بکلّ ما قضی اللّه لها

ص ٩١

فتراها فرحة مسرورة عند نزول البليّات و شاکرة ممنونة

لدی تموّج أبحر المصيبات و الرزيّات ولو يأتيها من سحاب

القضاء سهام الشدائد و البأساء و تنزل عليه أمطار البثّ

و الضرّاء لتراها رطب اللسان بشکر ربّها المستعان و فصيح

البيان فی ذکر الملک المنّان. و هذا مقام لو فزت به لتصل

الی سرور لا يتبعه الاحزان و فرح لا يتلوه الاکدار

و فرج و سعة لا ينتهی الی الضنک و الشدّة و يسر لا يعاقبه

عسر و محنة لانّ أزمّة الامور فی قبضة قدرة ربّک و الأرض

جميعاً قبضته يوم القيامة و السموات مطويّات بيمينه

سبحانه و تعالی عمّا يشرکون بحيث لا تتحرّک ورقة علی

شجرة و لا تسقط ثمرة الّا بارادة ربّک الرحمن الرحيم

و السالک فی ذلک المقام الأعلی لا يبقی له ارادة و سکون

و حرکة و قدر و قضاء الّا باللّه بل تفنی ذاته و صفاته و کينونته

و أنيّته کلّها بسطوات آيات التوحيد کما تزول الاظلال عند

شروق شارق القديم فمتی فنت و اضمحلّت ارادته فی ارادة

الحقّ فصارت ارادته عين ارادته و رضائه عين رضائه و ارتفع

الحجاب و زال النقاب و اضمحلّ الشرک فی حقيقة الفؤاد

ص ٩٢

ظهرت فی النفس آية الرضاء اذاً لرضائها بقضاء بارئها

و تسليمها لامر خالقها اعتبرت بنفس راضية فبما

أدرکها سوابق الفضل و الرحمة و احاطتها الآلاء و النعمة

و شملتها ثياب الجود و الاحسان و أقمصها اللّه قميص الانقياد

و الرضوان يخاطب من الملأ الأعلی طوبی لک بما قطعت

السبيل و طويت الطريق حتّی وردت شريعة الوفاء و شربت

زلال التسليم و الرضاء و ترکت هواک و رضيت بقضاء
مولاک و انفقت ما لک و عليک و فديت روحک و قلبک
و فؤادک فی سبيل مولاک و هذا قرّة عينک و بذلک

تنال الی المقام الأعلی و الرفيق الأبهی و تصير مرضيّة

مقبولة عند اللّه ربّک و مستظلّا فی ظلّ فضل مولاک

مستبشرة مسرورة مهتزّة بمنّه و احسانه انّ فضله بعباده

المخلصين عظيم فلأجل صعودها بوسائط الرضا الی المعارج

المرضيّة عند اللّه ربّها و مقبوليّتها فی فناء موجدها اعتبرت

بنفس مرضيّة و لمّا طارت بأجنحة القدس فی فضاء
هذا الفردوس و ذاقت حلاوة مقامات الانس فی حديقة

الافريدوس و اجتمع فيها هذه المقامات العلّية النورانيّة

ص ٩٣

و تصاعدت الی هذه المراتب الرفيعة الروحانيّة و تفجرّت

من شواهق حقيقتها ينابيع حکم الصمدانيّة و صارت مهبطاً

لموارد الالهام و مطلعاً لسطوع أنوار هذا الاشراق
و اطمأنّت بذکر اللّه المهيمن المنّان و صارت راضية
بقضائه و مرضيّة فی فناء بابه لذا عبرّت بنفس کاملة

لاتّصافها بهذه الکمالات الروحيّة الرحمانيّة و اشتمالها

لهذه الصفات الجوهريّة الربّانيّة اذاً استحقّت و استعدّت

للدخول فی حديقة ملکوت اللّه الّتی کانت جنّة الابرار

و مأوی الاحرار الّذين استنارت وجوههم ببشارات اللّه

و ظهرت فيها نضرة الرحمن و آية المنّان و الی هذه المقامات

أشار بقوله عزّ کبريائه "يا أيّتها النفس المطمئنّة ارجعی

الی ربّک راضية مرضيّة فادخلی فی عبادی و ادخلی جنّتی"

لانّ جنّة المأوی و حديقة الکبريا و الروضة العليا
و الفردوس الأعلی هی رياض ملکوت اللّه الّتی فتحت

اليوم أبوابها و انبسطت أرضها و أشرقت أنوارها و أثمرّت

أشجارها و تفتحت أزهارها و جرت أنهارها و تموّجت

بحارها و تفجّرت ينابيعها و رقّ نسيمها و دقّ أديمها و غنّت

ص ٩٤
ورقائها و تبسّمت ثغورها و تبلّج سحورها و سطع

بروقها و أنار شروقها و سجعت طيورها و تزينّت قصورها

و آن حبورها اذاً قم بقوّة من اللّه و قل باعلی النداء

فاسرعوا يا ايّها المشتاقون الی مطلع هذا النيّر الساطع اللامع

القديم و أقصدوا هذا الملاذ الشامخ المنيع. و النفس

اذا دخلت هذه الجنّة العالية و الحديقة الباقية و استهدت

الی فجر هذا اليوم الانور و وردت هذا المورد الاعذب
الاصفی الاطهر و اکتسبت الکمالات و اقتبست أنوار
جواهر الاسماء و الصفات و شربت من هذه الکأس
الّتی کانت مزاجها کافورا و ساحت خلال هذه الديار
و خاضت عمق هذه البحار و اهتدت الی هذه النار

الموقدة المشتعلة فی فاران الحبّ تثبت فی حقّها کلمة التوحيد

و تستقرّ فی ذاتها آية التجريد و تفوز بحياة أبديّة و عيشة

سرمديّة و تتلذّذ من النعماء الّتی لم تر عين مثلها و ما سمعت اذن

شبهها و تشرب من الينابيع الصافية الّتی تجری عن يمين

عرش الحقيقة و تذوق من اثمار الشجرة المنبتّة فی بحبوحة

الفردوس المهتزّة من نفحات الّتی تأتی من شطر الجمال

ص ٩٥

و يحيی بها قلوب الموحّدين و تهتزّ منها أوراق أفنان أفئدة

المخلصين و تفوز و تصل الی مرکز البقاء فی ظلّ وجه ربّها

الأعلی بحيث لا تواريها شائبة الفناء و لا يطرق عليها طوارق

الانعدام و الاضمحلال کما قال و قوله الحقّ "کلّ من عليها

فان و يبقی وجه ربّک ذو الجلال و الاکرام" و النفس
اذا نشرت أجنحة الروح و انجذبت من جذبات اللّه
و طارت الی الافق الأعلی و قصدت رفيق الأبهی ترتقی

الی مقام الجبروتيّة الرحمانيّة و تؤيّد بالقوّة القاهرة و القدرة

الباهرة و السرّ المنمنم القديم و الرمز المکرّم العظيم و تطّلع

علی خفيات الحقائق المکنونة المستورة الغيبيّة الّتی احترقت

فی حسرتها قلوب العارفين و تنطبع من الاشعّة الساطعة

من شمس الحقّ و آثارها و تحکی عن ظهورها و أنوارها

فی کلّ الشؤون و الاطوار و تتعارج الی مقام جعله اللّه

منزّهاً عن ادراک المدرکين لانّ هذا المقام خلق من أرکان

القدرة و القوّة و العزّة و السطوة و السلطنة و الاقتدار

و الهيمنة و الاستقلال لا يشوبه شیء من الحدود و الکثرات

بل هو جوهر التوحيد و ساذج التفريد و التجريد و نور
ص ٩٦

الانوار و سرّ الاسرار و سدرة المنتهی و الدرجة العليا

و المرکز الأعلی و المسجد الاقصی و غاية القصوی فی عالم

الخلق ولو انّ الکمالات لا بداية لها و لا نهاية و لن تحدّ

بحدّ فهنيئا لمن دخل هذا المقرّ المقدّس المکرّم العظيم.

فامّا النفس الالهيّة هی عبارة عن الحقيقة الکلّيّة

الجامعة للحقائق اللاهوتيّة الربّانيّة و الدقائق الصمدانيّة

الظاهرة بالنور القديم و الباطنة بالسرّ الاعظم العظيم

النقطة الأحديّة الّتی منها ظهرت الاشياء و اليها أعيدت

و منها بدئت و اليها رجعت فکانت أحديّة الذات

و واحديّة الصفات ثمّ تکثّرت بالظهور و الآثار و تشعّبت

و تفصّلت و تفنّنت و تلألأت فامتلأت و تنورّت منها
الانفس و الآفاق فی يوم الميثاق و اهتزّت بها هياکل
التوحيد و تحرّکت و نشئت منها أفنان سدرة التفريد
و تقمّصت بالطراز الأوّل و النور الاکمل و ظهرت من

آية منها کلّ الاسماء المدرکة للحقائق الانسانيّة و نشئت

من سمة منها کلّ الصفات الحقيقة الغيبيّة فهی مرکز دائرة

الوجود بظهور لا اله الّا اللّه و قطب فلک البقاء الّذی يدور

ص ٩٧
عليه کوکب التفريد و التوحيد بحيث يدور کلّ الحقائق

الغيبيّة حول هذه النقطة الأحديّة اللاهوتيّة و تقتبس کلّ

الکينونات اللطيفة النورانيّة من هذه النار المشتعلة الملتهبة

الناطقة فی سدرة الانسانيّة بانّه لا اله الّا هو العزيز المقتدر

القيّوم و هذه النفس عبارة عن حقيقة الهياکل المقدّسة

و الاعراش الحقيقيّة لا تقدر ان تجول فوارس عقول

البشرية فی هذا المضمار و لا تطرق طيور ادراکات البريّة

هذه الديار انّما للمخلصين منهم الحظّ الاوفر من أشعّة هذا

النور الانور عند مسارعتهم و وفودهم الی فناء باب مليک

مقتدر. تبّا و سحقاً لقوم يظنّون انّهم ادرکوا علاهم مع انّهم

لم يحوموا حول حماهم کيف يقتدر ذباب الفناء ان يزاحم عنقاء

مشرق البقاء و انّی للقطرة المنتنة الملح الاجاج ان تقتحم بحر

العذب الصافی الموّاج. کلّما يتعارج المتعارجون الی أعلی

مقامات العرفان أو يتصاعد الموحّدون الی اسمی مشاعر
مراتب الايقان انّما يقرءون أحرف کتاب انفسهم

و يصلون الی الآية المتجلّية المودعة المندمجة المکنونة فی

حقائق کينوناتهم و يدورون حول مراکز دوائر ذاتيّاتهم

ص ٩٨

و أمّا مراتب الّتی فوق عوالمهم و مدارکهم لن يقتدروا

ان يستنبؤا منها و لا يستطيعوا ان يدرکوها. فانظر بعين

الحقيقة الی المکوّنات الخارجيّة تشهد کلّ مادون لن

يقدر ان يدرک ما فوقه ولو يترقّی فی مقامه الی أعلی ذروة

الايجاد کما تشهد انّ الجماد کلّما يرتقی و يتعارج الی سموّ

الکمال لن يقتدر أن يعرف و يدرک مقام النبات و کذلک

کلّ ما يزداد النبات بهجة و نموّاً لا يستطيع ان يطّلع علی

حقيقة الحيوان و بمثل ذلک الحيوان کلّما يستکثر الحسن

و الزهو و الاعتدال لن يتمکّن له معرفة هويّة الانسان

و حقائقه و شؤونه و صفاته اذاً فاعلم بانّ النفوس علی

اختلا ف مراتبهم و شئونهم و درجاتهم يجری عليهم هذا

الحکم بحيث لن يستطيع أحد ان يتجاوز حدّه و شأنه و لا

الطير يقتدر ان يطير فوق منتهی أوج طيرانه. فاذا کان

الحال علی هذا المنوال بين الاشياء المکوّنة الممکنة الخارجة

الّتی تشتمل علی المناسبات و المشابهات فکيف اذاً بين

مقامات الامکان و مقامات الحقائق اللاهوتيّة الّتی
ذهلت العقول عن ادراکها و تحيّرت النفوس فی عرفانها
ص ٩٩
و عجزت الالسن عن بيانها و کلّت أجنحة طيور القلوب

و الافکار عن الطيران فی سماء تبيانها فلنرجع الی ما کنّا

فيه من مقامات النفس و مراتبها و شؤونها و علوّها و دنوّها

و سموّها فقلنا هذه الآية الکبری فی مقام تدلّ

علی النفس و مراتبها و تقلّبها من مرتبة الی مرتبة و من

مقام الی مقام لانّها فی کلّ مرتبة تترک حدودها و شئونها

و تغلب من سطوات آيات مرتبة الّتی فوقها و تضمحلّ

من صدمات شؤون الّتی تزکيها و تلطّفها و تطهّرها و تنزّهها

عمّا لا يليق بها فی سبيل بارئها و اذا خلصت و نجت من

کلّ مرتبة دانية و صعدت باعانة موجدها و مصوّرها الی

مرتبة عالية تنتصر علی قوی المراتب السافلة و تغلب جنود

حقائق الشؤون الدانية اذاً فاعرف ما قال جلّ ذکره "غلبت

الروم" أی غلبت و اضمحلّت و فنت نفس الامّارة بالسوء

من الصواعق النازلة عليها من عوالم الملک و الملکوت

و الشهب الثاقبة الواردة عليها من مکامن العزّ و الجبروت

اذا ايّدت بجنود النصر و الهدی و نصرت بملائکة

الروح و التقی و انتبهت من نومها و غفلتها و انتهت من

ص ١٠٠
خوضها و هبوطها و سقوطها و شهدت نزولها و دنوّها
ثمّ تذکّرت فی أمرها و دقّت بصرها و صفت نظرها

حتّی عرفت ما هی عليها و الّذی حجّبها و منعها و صار سببا

لبعدها و نکرها و غفلتها و سکرها. اذاً تمسّکت باذيال

الفضل و الرحمة و ابتهلت الی اللّه و لاذت بحضرته حتّی

صعدت و نجت من ذلک المقام و المرتبة و دخلت المقام الأعلی

و کذلک تتقلّب فی المقامات و المراتب و تغلب و تغلب حتّی

تعود الی مبدئها و ترجع الی مرکزها و تتردّی برداء کمالها

و تدخل فی ظلّ ربّها مقعد صدق عند مليک مقتدر.

ان يا ايّها المشتعل الملتهب من نار محبّة اللّه فاعلم بأنّ هذا

العبد لو يريد ان يفسّر هذه الآية اللاهوتيّة بکلّ المقامات

الغيبيّة و الحقائق الالهيّة و المراتب الجبروتيّة و الملکوتيّة

و الحقائق الکونيّة و العوالم الغيبيّة و الشهوديّة و الظهورات

الأحديّة و الشّئونات الواحديّة و الکينونات الروحيّة

و الارکان القلبيّة و المشاعر الحقيقيّة و النفسيّة و توابعها

و لواحقها بأتمّ بيان و أکمل تبيان لأقدر بعون اللّه و قوّته

و فضله و تأييده ولکنّ النفوس لن يقتدروا و لن يستطيعوا

ص ١٠١

ان يسمعوها و يدرکوها لذا أمسکنا القلم عن البيان و الجريان

و اعطيتک مفاتيح التبيان فافتح بقوّة مولاک کلّ الابواب

المسدودة علی الوجوه لتطّلع علی اسرار اللّه الغيبيّة المستورة

المکنونة المخفيّة و تشهد و تجتلی مواقع السرّ المستسرّ المصون

و تسيح و تسير فی هذا الملکوت الواسع العظيم و تخوض

فی هذا البحر الزاخر الموّاج و هذا الطمطام العظيم الثجّاج

و تلتقط من دراری النور بفضل مالک الظهور. فو ربّ
غفور و جمال مشکور مشهور لو أحد من المخلصين يتوجّه

الی اللّه فی هذا اليوم الاکبر و ينظر بالبصر الاطهر ليعرف

کلّ الحقائق و المعانی من کلّ کلمة من آيات اللّه المهيمن القيّوم

بل فی کلّ حرف و فی کلّ نقطة لانّ الحقائق و المعانی بتمامها

سارية جارية فی باطنها و تتفجر منها أنهارها و تتموّج فيها

بحورها فهنيئا للواصلين. و هذه المعانی الّتی أوردناها تظهر

و تنجلی من هذه الآية المبارکة اذا قرئنا "غلبت الروم"

أی بصيغة المجهول و لکن اذا قرأناها بصيغة المعلوم يظهر

منها معان اخر لا يسعنا اليوم بيانها و اظهارها و کشف

رموزها و اسرارها و ترکناها لوقت معلوم و علی اللّه نتوکلّ

ص ١٠٢

فی کلّ الامور و بحبل رحمته و فضله نتوسّل انّه معطی السائلين و مغنی المفتقرين .

هو الأبهی

الحمد للّه الّذی تجلّی فی البقعة المبارکة الأرض المقدّسة طور

الايمن وادی طوی جبل سيناء علی موسی الکليم و اشرق

فی برّيّة القدس وادی المقدّس جبل ساعير البقعة البيضاء

و العدوة النوراء علی عيسی المسيح و ظهر فی فاران الحبّ

مطلع الانوار مشرق الآثار بطحاء الروح يثرب الاسرار

ظهور الضياء فی رابعة النهار علی محمّد الحبيب و لاح و اضاء

فی کينونة العلی و ذاتيّة الثناء مصباح الملأ الأعلی النقطة

الاولی أفق التوحيد ثمّ هتک ستر الغيوب و زال الظلام

الديجور و انکشفت السبحات المجلّلة علی شمس الظهور

و ارتفع النقاب و انشقّ السحاب و زال الحجاب و کان يوم

الاياب الموعود فی کلّ صحف و زبر و کتاب أنزله العزيز

الوهّاب فی سالف القرون و الدهور و الاحقاب. فاشرق

و سطع و لمع و بزغ نور الجمال فی هيکل الجلال و استقرّ

الرحمن علی عرش الأکوان و تشعشع و تلألأ شمس
ص ١٠٣

الحقيقة علی آفاق الامکان و کانت بهاء السموات و الأرض

فی عالم الغيب و العيان. و البهاء و الثناء و التحيّة و السلام

علی حقائق مقدّسة استفاضت من فيض القدم و استشرقت
من أنوار سطعت من اسمه الاعظم و علی نفوس مقدّسة

انجذبت بنفحات اللّه و استمعت لنغمات الورقاء المغرّدة

فی أيک الثناء و اشتعلت بالنار الموقدة فی سدرة السيناء

و فازت بيوم اللقاء و شکرت للّه بما أنعم عليها بهذه الفيوضات

المختصّة بالنقباء النجباء الّذين لم تأخذهم لومة لائم فی ثبوتهم

علی ميثاق اللّه و تمسّکهم بعهد رقم من القلم الأعلی الا انّهم

من أولياء اللّه و الا انّهم هم الفائزون أمّا بعد أيّها

السائل الجليل المتوجّه الی الملکوت العظيم اعلم انّ

الرؤية فی يوم اللّه مذکور فی جميع الصحائف و الزبر

و الالواح النازلة من السماء علی الانبياء فی غابر الازمان

العصور الخالية و القرون الأوّليّة و کلّ نبيّ من الانبياء

بشّر قومه بيوم اللقاء فارجع الی النصوص الموجودة فی

الانجيل و الزبور و التوراة و القرآن قال اللّه تعالی فی الفرقان

"اعلموا انّکم ملاقوه يوم القيامة" و ايضاً "قد خسر
ص ١٠٤

الّذين کذّبوا بلقاء ربّهم" و أيضاً "لعلّکم بلقاء ربّکم

توقنون" و فی حديث مروی من أحد و عشرين

من الصحابة انّ رسول اللّه صلّی اللّه عليه و آله قال

"سترون ربّکم کما ترون البدر فی ليلة أربعة عشر" و قال

علی عليه السلام "رأيت اللّه و الافريدوس برأی العين"

و أيضاً قال "و رأيته و عرفته فعبدته لا أعبد ربّا لم أره"

مع هذه العبارات المصرّحة و النصوص الصريحة و الروايات

المأثورة اختلف الاقوام فی هذه المسئلة منهم من قال

ان الرؤية ممتنعة و استدلّ بالآية المبارکة و هی "لا تدرکه

الابصار و هو يدرک الابصار و هو اللطيف الخبير"

و منهم من قال اذا أنکرنا الرؤية بالکلّيّة يقتضی انکار

نصوص القرآن و يثبت عدم العصمة للانبياء فانّ السؤال عن

الممتنع المحال لا يجوز قطعيا من نبيّ معصوم و سئل موسی

الکليم عليه السلام الرؤية و قال "ربّ أرنی أنظر اليک"

و العصمة مانعة عن سؤال شیء ممتنع و حيث صدر منه هذا

السؤال فهو برهان قاطع و دليل لائح علی امکان الرؤية

و حصول هذه البغية و ما عدا هذا الدليل الجليل عندک
ص ١٠٥

دليل واضح مبين و هو اذا فرضنا امتناع الرؤية حقيقة فی

عالم الشهود و العيان فما النعمة الالهيّة الّتی اختصّ اللّه بها فی

جنّة اللقاء عباده المکرمين من الاصفياء بل امتناع الرؤية

انّما هو فی الدنيا و امّا فی الآخرة متيسّرة حاصلة لکلّ

عبد أوّاب. فانّ الکليم عليه السلام لمّا شرب مدام

محبّة اللّه و اهتزّ من استماع کلام اللّه و ثمل من سورة

صهباء الخطاب نسی انّه فی الدنيا و انکشفت له الجنّة

المأوی و حيث انّ الجنّة مقام المشاهدة و اللقاء قال "ربّ

أرنی أنظر اليک" فأتاه الخطاب من ربّ الارباب انّ هذه

المنحة المختصّة بالاصفياء و يختصّ برحمته من يشاء انّما تتيسّر

فی اليوم الّذی ترتعش فيه أرکان الأرض و السمآء و تقوم

القيامة الکبری و تنکشف الواقعة عن الطامّة العظمی.

هذا ماورد فی جميع التفاسير و التأويل من أعلم علماء الاسرار

فی کلّ الاعصار من جميع الاقطار. و امّا جوهر المسئلة

و حقيقة الامر انّ اللقاء أمر مسلّم محتوم منصوص فی

الصحف و الواح الحيّ القيّوم و هذا هو الرحيق المختوم

ختامه مسک و فی ذلک فليتنافس المتنافسون. فانّ للحقيقة

ص ١٠٦

الکلّيّة و الهويّة اللاهوتيّة الظهور فی جميع المراتب

و المقامات و الشّؤون لانّها واجدة المراتب ساطعة البرهان

لامعة الحجّة فی کلّ کيان و هو بکلّ شیء محيط کما قال عليه

السلام "أيکون لغيرک من الظهور ما ليس لک حتّی يکون

هو المظهر لک عميت عين لا تراک" و قال "يا من دلّ علی

ذاته بذاته و تنزّه عن مجانسة مخلوقاته" لانّ المراتب

و المقامات مجال و مرايا لظهور الاسماء و الصفات فظهور

الحقّ محقّق فی جميع الشؤون حتّی يکون الوصول اليه فی

جميع المراتب ممّا کان و يکون و الممکنات ممتلئة من اسرار

الاسماء و الصفات و الادراک لا يتحقّق الّا من حيث الصفة

و امّا الذات من حيث هو هو مستور عن الانظار و محجوب

عن الابصار غيب منيع لا يدرک ذات بحت لا يوصف
"السبيل مسدود و الطلب مردود" فانّ الحقّ من حيث

الاسماء و الصفات له ظهور فی جميع المراتب المترتّبة فی

الوجود علی النظم الطبيعی و الترتيب الفطری و له تجلّيات

علی رؤوس الاشهاد فی جنّة اللقاء الفردوس الأعلی

و الملکوت الأبهی اذاً فاعلم بانّ الرؤية و اللقاء من

ص ١٠٧

حيث الحقيقة الغيبيّة الّتی تعبّر عنها بالغيب الوجدانی

لا تدرکه الابصار و هو يدرک الابصار. و امّا من حيث

الظهور و البروز و التجلّی و کشف الحجاب و ازالة السحاب

و رفع النقاب فی يوم الاياب فالرؤية أمر مشروع موعود

فی اليوم المشهود يختصّ اللّه بها من يشاء من أهل

السجود الّذين لهم نصيب مفروض من هذا المقام المحمود

و البرهان واضح منصوص مثبوت و يشهد به العقول

المستوية الربّانيّة الالهيّة. فانّ الفيض لا ينقطع من مرتبة

من المراتب و الفضل و الجود لا يحرم منه مقام من المقامات

و بما ان حضرتک الآن مصمّم علی السفر فلم يتيسّر أکثر

من هذا الاثر و ان شاء اللّه من بعد هذا عند سنوح

الفرصة نشرح لک شرحاً بليغاً تامّاً مستوفياً تنشرح به

الصدور و تقرّ به الاعين فی يوم النشور و الآن اکتف

بهذا المقدار و توجّه الی الديار وناد باسم ربّک المختار و أحيی

الناس بالماء النازل من سحاب الاسرار و کن فی کلّ صقع

قدوة للاحرار و أسوة للابرار للقيام فی خدمة أمر اللّه

العزيز الجبّار. فيا زائر الروضة المقدّسة الغنّاء خذ نفحة

ص ١٠٨
من جنّة الأبهی و اعرضها علی مشام أهل الآفاق حتّی

يتعطّر برائحة زکيّة محيية للقلوب المنجذبة الی الاشراق

و ادع الناس الی اللّه و طهّرهم بماء المزن الهامی المنسجم المنهمر

من السمآء و نوّر الوجوه بنور معرفة اللّه و ألبس الهياکل

خلع المواهب الّتی ظهرت أنوارها فی ميثاق اللّه. تاللّه الحقّ

انّ الغبراء تهتزّ بنفحات القميص و الخضراء تتنوّر بنور

أبدی الاشراق و ينزع الوجود عن هيکله الثوب الرّثيت
و يظهر فی أحسن حلل من الجمال علی الهيکل المکرّم

العزيز. حينئذ تمتدّ مائدة السماء و تنزل الرحمة علی الکبراء

و الصغراء و تنکشف جنّة الأبهی بأحسن جلوة نورانيّة

ساطعة الارجاء لامعة الانحاء متدفّقة الحياض مؤنّقة الرياض

غضّة الغياض و تنطلق الالسنة بثناء البهاء و الشکر للعليّ

الأعلی سبّوح قدّوس ربّ الملائکة و الروح. الهی الهی

هذا عبدک المستجير بباب رحمتک اللائذ بکهف رحمانيّتک

قدّر له کلّ خير بسلطان أحديّتک و نوّر وجهه بانوار

ربوبيّتک انّک انت الکريم الرحيم البرّ الرؤف القديم ع ع

ص ١٠٩
هو الأبهی

الحمد للّه الّذی أشرق علی الفؤاد بنور الرشاد و نوّر القلوب

بسطوع آيات القدس بکلّ روح و سداد و هدی المخلصين
الی معين العرفان ببّينات ظهرت فی حقيقة الآيات

و الکلمات و أخرج الطالبين الی عالم النور من بحبوحة

الظلمات (١) و الصلاة و التحيّة و الثناء الساطع من زجاجة

القلب المقدّس الطافح بالبشارات و نزل الروح الامين علی

فؤاده بالآيات المحکمات و آله الطيّبين الطاهرين أولی

البراهين و الحجج البالغة بين الممکنات و وسائط فيض
الحقّ بين الموجودات فاعلم ايّها الواقف فی صراط

اللّه المتوجّه الی اللّه و المقتبس من أنوار معرفة اللّه بانّ الآية

المبارکة الّتی نزلت فی الفرقان بصحيح القرآن قوله تعالی

"ما کذب الفؤاد ما رأی" لها سرّ مکنون و رمز مصون
و حقيقة لامعة و شؤون جامعة و بيّنات واضحة و حجّة
بالغة علی من فی الوجود من الرکع السجود و نحتاج فی

بيان حقيقتها لبثّ تفاصيل من موازين الادراک عند القوم

----------------------------------------------------------------

(١) قوله و الصلاة الی آخره فی هذه العبارة سقطة فليراجع الاصل

ص ١١٠

و شرحها و دحضها حتّی يظهر و يتحقّق بالعيان انّ الميزان

الالهی هو الفؤاد و منبع الرشاد فاعلم بانّ عند القوم

من جميع الطوائف أربعة موازين يزنون بها الحقائق و المعانی

و المسائل الالهيّة و کلّها ناقصة لا تروی الغليل و لا تشفی

العليل. و لنذکر کلّ واحدة منها و نبيّن نقصه و عدم صدقه

فأوّل الموازين ميزان الحسّ و هذا ميزان جمهور

فلاسفة الافرنج فی هذا العصر و يقولون بأنّه ميزان تامّ

کامل فاذا حکم به بشیء فليس فيه شبهة و ارتياب. و الحال

انّ دليل نقص هذا الميزان واضح کالشمس فی رابعة النهار

فانّک اذا نظرت الی السراب تراه ماء عذباً و شراب و اذا

نظرت الی المرايا تری فيها صوراً تتيقّن بانّها محققّة الوجود

و الحال انّها معدومة الحقيقة بل هی انعکاسات فی الزجاجات

و اذا نظرت الی النقطة الجوّالة فی الظلمات ظننتها دائرة أو

خطّاً ممتدّاً و الحال انّها ليس لها وجود بل يتراءی للابصار

و اذا نظرت الی السماء و نجومها الزاهرة رأيت انّها اجرام

صغيرة و الحال انّ کلّ واحد منها توازی أمثال و اضعاف

کرة الأرض بآلاف و تری الظلّ ساکناً و الحال انّه
ص ١١١

متحرّک و الشعاع مستمرّاً و الحال انّه منقطع و الأرض

بسيطة مستوية و الحال انّها کرويّة. فاذا ثبت بانّ الحسّ

الّذی هو القوّة الباصرة حال کونها أقوی القوی الحسّيّة

ناقصة الميزان مختلّة البرهان فکيف يعتمد عليها فی عرفان

الحقائق الالهيّة و الآثار الرحمانيّة و الشؤون الکونيّة

و امّا الميزان الثانی الّذی اعتمد عليه أهل الاشراق

و الحکماء المشّاؤن هو الميزان العقلی و هکذا سائر طوائف

الفلاسفة الاولی فی القرون الأوّليّة و الوسطی و اعتمدوا

عليه و قالوا ما حکم به العقل فهو الثابت الواضح المبرهن

الّذی لا ريب فيه و لا شکّ و لا شبهة أصلاً و قطعاً. فهؤلاء

الطوائف کلّهم اجمعون حال کونهم اعتمدوا علی الميزان

العقلی قد اختلفوا فی جميع المسائل و تشتّت آرائهم فی کلّ

الحقائق. فلو کان الميزان العقلی هو الميزان العادل

الصادق المتين لما اختلفوا فی الحقائق و المسائل و ما تشتّتت

آراء الأوائل و الأواخر. فبسبب اختلافهم و تباينهم

ثبت انّ الميزان العقلی ليس بکامل فانّنا اذا تصوّرنا ميزاناً

تامّاً لو وزنت مائة ألف نسمة ثقلاً لاتّفقوا فی الکميّة فعدم

ص ١١٢
اتّفاقهم برهان کاف واف علی اختلال الميزان العقلی
ثالثة الميزان النقلی و هذا أيضاً مختلّ فلا يقدر
الانسان ان يعتمد عليه لانّ العقل هو المدرک للنقل
و موزن ميزانه. فاذا کان الاصل ميزان العقل مختلّاً

فکيف يمکن ان موزونه النقلی يوافق الحقيقة و يفيد اليقين

و انّ هذا أمر واضح مبين و أمّا الميزان الرابع فهو
ميزان الالهام فالالهام هو عبارة عن خطورات قلبيّة

و الوساوس الشيطانيّة هی أيضاً خطورات تتابع علی القلب

من واردات نفسيّة. فاذا خطر بقلب أحد معنی من المعانی

أو مسئلة من المسائل فمن أين يعلم انّها الهامات رحمانيّة

فلعلّها وساوس شيطانيّة. فاذا ثبت بأنّ الموازين الموجودة

بين القوم کلّها مختلّة يعتمد عليها فی الادراکات بل

اضغاث أحلام و ظنون و أوهام لا يروی الظمآن و لا يغنی

الطالب للعرفان و أمّا الميزان الحقيقی الالهی الّذی

لا يختلّ أبداً و لا ينفکّ يدرک الحقائق الکلّيّة و المعانی

العظيمة فهو ميزان الفؤاد الّذی ذکره اللّه فی الآية المبارکة

لأنّه من تجلّيات سطوع أنوار الفيض الالهی و السرّ الرحمانی

ص ١١٣

و الظهور الوجدانی و الرمز الربّانی و انّه لفيض قديم و نور

مبين و جود عظيم. فاذا أنعم اللّه به علی أحد من أصفيائه

و أفاض علی الموقنين من احبّائه عند ذلک يصل الی المقام

الّذی قال علی عليه السلام "لو کشف الغطاء ما ازددت

يقيناً" لانّ النظر و الاستدلال فی غاية الدرجة من الضعف

و الادراک فانّ النتيجة منوطة بمقتضيات الصغری

و الکبری فمهما جعلت الصغری و الکبری ينتجّ منهما نتيجة

لا يمکن الاعتماد عليها حيث اختلفت آراء الحکماء. فاذاً

يا ايّها المتوجّه الی اللّه طهّر الفؤاد عن کلّ شؤون مانعة

عن السداد فی حقيقة الرشاد و زن کلّ المسائل الالهيّة

بهذا الميزان العادل الصادق العظيم الّذی بينّه اللّه فی القرآن

الحکيم و النبأ العظيم لتشرب من عين اليقين و تتمتّع بحقّ

اليقين و تهتدی الی الصراط المستقيم و تسلک فی المنهج

القويم و الحمد للّه ربّ العالمين ع ع

قد کتب هذا الجواب علی الکتاب الّذی حضر من قدوة أولی

الالباب بحسب الامر الصادر من الحظيرة المقدّسة ع
ص ١١٤
هو اللّه

الحمد للّه الّذی أنطق الورقاء بأحسن اللغی فی حديقة الرحمن

علی الاغصان بأبدع الالحان. فاهتزّت و ابتهجت و انتعشت

و انجذبت من نفحاتها الحقائق القدسيّة المجرّدة الصافيّة

الّتی انطبعت من أشعّة ساطعة عن شمس الحقيقة و اشتعلت

بالنار الموقدة من السدرة الربّانيّة فی الحقيقة الانسانيّة. عند

ذلک هتفت بالتهليل و التکبير فی ذکر ربّها العزيز القدير

و أطلقت اللسان و قالت سبحان من أنطقها بثنائه فی حديقة

الوجود بمزامير آل داود و علّمها حکمه و اسراره و جعلها

مهبط الهامه و مشرق أنواره و مطلع آثاره و ذلّ کلّ رقبة

بقوّة بيانه و خضع کلّ عنق بظهور برهانه. و أصلّی و أسلّم

علی الحقيقة الکلّيّة الفائقة فی بدء الوجود الفائضة علی کلّ

موجود المبعوث فی المقام المحمود المنعوت بالظلّ الممدود

فی اليوم المشهود الوسيلة العظمی و الواسطة الکبری

صلوات اللّه عليه و آله فی الآخرة و الأولی ايّها الفاضل

الجليل ذو المجد الأثيل ان شئت الصعود الی الأوج

الأعلی من دائرة الوجود فعليک ببصر حديد فی هذا العصر

ص ١١٥
المجيد. حتّی تری نور الهدی ساطعاً من الافق الأعلی

و أشرقت الأرض بنور ربّها و تعرض لنفحات اللّه فانّها

من رياض القدس جنّة الفردوس و اقصد وادی طوی
بقلب منجذب الی العلی تجد الهداية الکبری علی النار

الموقدة فی الشجرة المبارکة الناطقة فی طور سيناء و أخرج

يدا بيضآء تتلألأ بالانوار بين ملأ الاخيار. لعمرک أيّها

النحرير لمثلک الناقد البصير يليق العروج الی أعلی فلک

البروج. فاخلع هذا الثوب البالی الرثيث و البس حلل
التقديس و انشر اجنحة العرفان و اقصد ملکوت الرحمن

و اسمع الحان طيور القدس فی أعلی فروع السدرة المنتهی

لعمرک تحيی العظم الرميم و تشفی صدوراً انشرحت لمحبّة

اللّه و لها حظّ عظيم. دع الحياة ‌الدنيا وشؤونها الّتی تؤل

الی الفناء و ربّک الأعلی انّها أحلام بل أوهام عند اولی

النهی انّما الحياة حياة الروح متحلّيا بالفضائل الّتی توقد

و تضیء مصباحها فی ملکوت الانشاء و للّه المثل الأعلی

فان شئت حياة طيبّة فانثر بذر الحکمة فی أرض طيبّة
طاهرة تنبت لک فی کلّ حبّة سبع سنابل خضر مبارکة
ص ١١٦

و ان قصدت البنيان فی صقع الامکان فانشأ صرحاً مجيداً

مشيد الارکان أصله ثابت فی النقطة الجاذبة الوسطی

فی الحضيض الأدنی و أعلی غرفاتها فی أوج الاثير الأسمی

و اشرب رحيق المعانی من الکأس الانيق فی الرفيق
الأعلی مرکز دائرة الموهبة العظمی و قطب فلک المنحة

الکبری و مشرق الهدی و مطلع أنوار ربّک الأعلی قسماً

بشوقی اليک ما دعانی لبثّ هذا الحديث الّا جذبة حبّک

و شدّة ولائک و شغف ودادک و اختر لنفسک أعظم آمالی

الّتی قصرت يدی عن نوالها و لا توءاخذنی فی کشف الغطاء

عن وجه عطاء ربّک و ما کان عطاء ربّک محظورا

و انظر نظرة ممعن فی القرون الاولی و شؤونها و آثارها

و أطوارها و أعيانها و ما طرأت فيها من عجائب أحوالها

و غرائب أسرارها و اختلاف مشارب رجالها و تفاوت
أذواق اعلامها فانّ أخبار الاسلاف تذکرة و عبرة
للاخلاف. ثمّ اختر لنفسک ما شئت فعليک بثبات أمتن

بنياناً و أجلی تبياناً و أعظم برهاناً و أقوی سلطاناً و أظهر

نوراً و أکمل و أتمّ حبوراً و أحلی رزقاً و أشدّ شوقاً و أسرع

ص ١١٧

علاجاً و أقوم منهاجاً و أنور سراجاً و أعظم موهبة و أکمل

منحة بل أقوی قوّة حياة و روح نجاة لجسد الامکان
لعمرک کلّ من عليها فان و يبقی وجه ربّک ذو الجلال
و الاکرام ان استطعت ان تظلّ فی ظلّ الوجه

أمنت الفناء و حظيت بالبقاء و تلألأت فی الافق المبين

بنور أضاء منه ملکوت السموات و الأرضين و ينطوی
بساط القبول و يمتدّ فراش الخمول و لا تذر السيول
الّا الطلول و يهوی المترفون من القصور الی القبور
و تأخذهم السکرات و تشتدّ بهم الحسرات و لات

حين مناص و لا تسمع لهم صوتاً و لا رکزا فامّا الزبد

فيذهب جفاء و امّا ما ينفع الناس فيمکث فی الأرض

"فی الذاهبين الاوّلين من القرون لنا بصائر "و ان کنت

أيّدک اللّه فی الرأی السديد و الحذق الشديد تفکّر

فيما تعود به هذه الملّة‌ البيضآء الی نشئتها الاولی و منزلتها

السامية. العليا. قسماً بعاقد لوائها و شمس ضحاها و نور

هداها و مؤسس بنيانها ليس لها الّا قوّة ملکوتيّة

الهيّة تجدّد قميصها الرثيث و تنبت عرقها الاثيث و تنقذها

ص ١١٨
من حضيض سقوطها و هاء هبوطها الی ميم مرکزها

و أوج معراجها. الا هی لها الا هی لها هی لها و السلام علی من اتّبع الهدی

هو اللّه

يا من جاهد فی اللّه و اهتدی الی نور الهدی اعلم انّ شمس

الحقيقة دليل علی ذاتها بذاتها و برهانها نورها و شعاعها

و حجّتها حرارتها و اشراقها لا تحتاج الی دليل يدّل عليها

انّما يحتاج الی الدليل و قرائن السبيل الّا عمی ليستدلّ بذلک

علی المدلول و يستهدی الی العلّة من المعلول و هذا شأن

الّذين فی حجاب عن النظر الی الجمال المعلوم. و انّک أنت

نزّه نفسک عن هذه الدلائل و الآثار و الاقوال ثمّ

انظر الی شمس الحقيقة ببصيرتک الخارقة للاستار الکاشفة

للانوار و هذا أمر يغنيک و يوصلک الی مبتغاک و ماعدا

هذا لا يروی الظمآن و لا يقنع العطشان. دع الاوهام
و اترک المعقول و المنقول و اسرع و توجّه الی ملکوت

ربّک الغفور. تاللّه الحقّ تتتابع عليک ملائکة الالهام

بالوية خافقة من الملأ الأعلی عند ذلک تکون ممّن ألقی

ص ١١٩

سمعه و هو شهيد. أسأل اللّه ان يجعلک مستفيضاً من النور

المبين. ثمّ امدد يديک و افتح عينيک و حوّل اذنيک تسمع

الجواب بلا سؤال و خطاب الشجرة مرتفعة و الفروع

ممتدّة و الازهار مؤنّقة و الاوراق مخضرّة و الاثمار جنيّة

و القطوف دانية العين طافحة و السيول دافقة و البيت
معمور و البيوت الّتی أوهن من بيت العنکبوت مطمور

و عليک البهاء من الربّ الغفور. و أمّا ما سألت عن الاقمار

بقولک هل للاقمار التابعة للشموس المرکزية الطائفة حولها

بقوّة الانجذاب مواليد کمواليد أرضيّة. اعلم انّ فی صريح

القرآن انّ اللّه بيّن بياناً شافياً کافياً تلتذّ منه الآذان و قال

"انّ فی خلق السموات و الأرض و ما بثّ فيهما من دابة"

فصرح بانّ فی السماء و الأرض کليهما موجودات متحرّکة

بالارادة و لا شکّ و لا شبهة انّ کلّ موجود متحرّک

بالارادة امّا يکون من ذوی الحياة الحيوانيّة أم من ذوی

الحقائق الانسانيّة. و جمهور العلماء الّذين جهلوا معنی القرآن

و أرادوا ان يوفّقوا بين صريح الآية و القواعد البطليموسيّة

الّتی کانت أوهاما أو کسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء
ص ١٢٠

قالوا انّ الموجود المتحرّک بالارادة فی السماء عبارة عن

الملائکة من الملأ الأعلی. و امّا نوعيّة تلک الموجودات

هل هو مشابه بنوعيّة الموجودات الأرضيّة نعم فقط انّما

اختلافه کاختلاف نوعيّة الموجودات البحريّة و الموجودات

الأرضيّة و الموجودات الهوائية و الموجودات الناريّة

باختلاف طبائعها و تباين موازين عناصرها تختلف تلک
الموجودات بحسب الاجزاء المرکّبة منها ذواتها.

و أمّا سؤالک هل بالقواعد العلميّة و البراهين العقليّة يمکن

الاهتداء الی هذه المسألة أم الاهتداء موقوف الی التلقّيات

الالهيّة و الالهامات الربّانيّة. فاعلم بانّ هذه الحقائق العلميّة

ادراکها منوط بالفيض الربّانی و الکشف الصمدانی

و للعقول و القواعد الفنيّة سيطرة نوعاًما علی ادراک هذه

الحقائق اجمالاً بواسطة تدقيقات عقليّة و أدوات فلکيّة

و العقول تدندن حول هذا الحمی و لا تقدر ان تدخل فيه

و البرهان علی هذا (١) التّدندن المنثور الضيائی الکاشف

بواسطة الضياء علی العناصر المرکّبة منها السيّارات فيظهر انّ

----------------------------------------------------

(١) و فی نسخة علی ذلک التّدندن
ص ١٢١

الموجودات الحيّة فی تلک السيّارات لابدّ (١) تکون بحسب

تلک العناصر هذا هو الحقّ و ما بعد الحقّ الّا الضلال و البهاء

عليک يا رفيع الرفيع الصادع البارع البديع انّی تلوت

نميقتک الغرّاء و ورقتک النورآء و أجبت عن المسائل الّتی

سأل عنها ذلک النحرير الشهير و اتل عليه الکتاب

و الخطاب الّذی له و قل له قد تمّت الحجّة الغرّاء و ظهرت

المحجّة البيضآء و سطع أنوار البرهان و تحقّق وجود العيان

و اسأل اللّه ان يجعلک غريقاً فی بحر الاطمينان و نفساً

راضية مرضيّة قدسيّة مستقرّة فی أعلی الجنان ع‌ع
هو اللّه

حمداً لمن أنار الافق الأعلی بنور الهدی و أزال ظلام

الضلال بتبلّج نور الصباح و هدی المخلصين الی منهاج

الفلاح و دلّ الموحّدين الی سبيل النجاح و مهّد الصراط

المستقيم بنفوس منجذبة الی ملکوت النور المبين. و التحيّة

و الثناء علی الکلمة التامّة العليا و الفريدة الوحيدة الغرّاء

---------------------------------------------------------------

(١) هکذا فی النسخة الموجودة عندنا فليراجع الاصل الصحيح

ص ١٢٢

الدّالة علی المنهج البيضاء الساطع من الملکوت الأعلی و علی

من تعطّر مشامه بأنفاس طيب عبقت من رياض الأحديّة
و تنوّر بصره بمشاهدة آيات توحيد ظهرت من ملکوت
الوحدانيّة الی أبد الآباد و مرور العصور و القرون
و الادهار ايّها الحبيب النورانی قد اطّلعت بمضمون
الکتاب و السؤال عن سواء الصراط و الرأی الصواب
لعمری الهمک بذلک السؤال ربّ الارباب لانّ الآراء

اختلفت و العقول ذهلت و العقائد تشتّتت فی تلک المسألة

الغامضة المعضلة بين الاصحاب. و انّی مع عدم المجال و تشتّت

البال و تتابع البلبال أبادر الی الجواب مقرّاً بضعفی و قلّة

بضاعتی و فقری فی العلوم و فاقتی و ليس لی أمل الّا تأييد

ربّی فأقول و علی اللّه التکلان. انّ عصيان آدم عليه

السلام فی الذکر الحکيم أتی و قال اللّه سبحانه و تعالی

" و عصی آدم ربّه فغوی و لم نجد له عزماً" و قال بحقّ

ذی النون عليه السلام و "ذا النون اذ ذهب مغاضباً فظنّ أن لن

نقدر عليه فنادی فی الظلمات" و خاطب الرسول الکريم

"انّا فتحنا لک فتحاً مبيناً ليغفر لک اللّه ما تقدّم من ذنبک و ما

ص ١٢٣

تأخّر" فهذه الآيات صريحة ناطقة بحقّ الانبياء و يخالف

العصمة الکبری. و الحال أنّ المظاهر المقدّسة الالهيّة نور

علی نور لا يعتريهم ظلام الذنوب الديجور و لا يشوب

حقيقتهم الرحمانيّة شوائب العصيان. لانّهم شموس الهدی

و بدور الدجی و نجوم السماء فکيف يجوز أن يعتری
الشمس ظلام أو يسترّ البدر عوارض و حجاب نعم

انّ الغيوم المتکاثفة فربّما تمنع الاعين الناظرة عن مشاهدة

الکواکب الساطعة و لکن تلک العوارض تعتری و تحول
دون کرة الأرض و تحجبها عن الشمس. و أمّا تلک

الکواکب النورانيّة و السيّارات الشعشعانيّة منزّهة عن

کلّ غيم و محفوظة عن کلّ ضيم. بناء علی ذلک نقول أنّ

تلک الآيات الدالّة علی عصيان آدم عليه السلام أو خطأ بعض

الانبياء انّما هی آيات متشابهات ليست من المحکمات و لها

تآويل فی قلوب ملهمة و معانی خفيّة عند النفوس المطمئنّة

أمّا قضيّة آدم عليه السلام ليس المراد ظواهرها بل ضمائرها

و ليس المقصد من ظواهرها الاّ سرائرها فالشجرة هی

شجرة الحياة الثابتة الاصل الممتدّة الفرع الی کبد السماء

ص ١٢٤

المثمرّة بأکل دائم و المفطرة لکلّ مرتاض صائم. فمنع آدم

عليه السلام ليس منع تشريعی تحريمی انّما هو منع وجودی

کمنع الجنين عن شؤون البالغ الرشيد. فالشجرة مقام اختصّ

به سيّد الوجود الحائز علی المقام المحمود. حبيب ربّ الودود

محمّد المصطفی عليه التحيّة و الثناء. و المقصد من حوّاء نفس

آدم عليه السلام فآدم أحبّ و تمنّی ظهور الکمالات

الالهيّة و الشؤون الرحمانيّة الّتی ظهورها منوطة بظهور سيّد

الوجود. فخوطب بخطاب وجودی أنّ هذا الامر ممتنع
الحصول مستحيل الوقوع کامتناع ظهور العقل و الرشد

للاجنّة فی بطون الارحام و النطفة فی الاصلاب فبما کان

يتمنّی ظهور هذه الکمالات الرحمانيّة و الشؤون الربّانيّة فی

دور الجنين و ذلک ممتنع مستحيل. فالدور وقع فی أمر

عسير و ما کانت النتيجة الّا شیء يسير و هذا عبارة عن

الخروج من الجنّة. و أمّا صدور هذا المنی عن الآية
الکبری فليس بأمر مستغرب عند أولی النهی. و سليمان
عليه السلام قال هب لی ملکا لا ينبغی لأحد من بعدی
و هذا أمر ممدوح و مقصد مرغوب و ما عدا ذلک اذا
ص ١٢٥

نسب شأن من الشّئون الی مظاهر الحيّ القيّوم لا يقاس

بشئون غيرهم. فاذا قلنا آمن الرسول بما أنزل اليه ليس

ايمانه کايمان السائرين و اذا قلنا أنّ موسی عليه السلام

و صاحبه نسيا حوتهما ليس نسيانهما کنسيان غيرهما بل
هذا مقام يقال "حسنات الابرار سيّئات المقرّبين"
فلربّما تعتری أحداً من المقرّبين زلّة لحکمة و لکن

المظاهر المقدّسة منزّهة عنها أيضاً انّما هذا فی شأن

المؤمنين الموحّدين و ما عدا ذلک فلربّما خوطب و عوتب

الرسول بما يراد به فی نفوس المؤمنين لئلّا يثقل علی

السمع العتاب الشديد کما قال و لو لا أن ثبّتناک لقد کدت

ترکن اليهم شيئا قليلا و فاستقم کما أمرت و لا تکن

للخائنين خصيما. و عبس و تولّی أن جاءه الاعمی و وجدک

ضالّاً فهدی انّما هذا الخطاب موجّه لسائر الاصحاب

فتهويناً و تخفيفاً وجه العتاب الی ذلک الجناب کما انّ حبيب

النجّار قال مخاطباً للقوم "و ما لی لا أعبد الّذی فطرنی و اليه

ترجعون" و الحال مراده ما لکم لا تعبدون الّذی فطرکم

انّما أسند الی نفسه لئلّا يثقل الخطاب علی سمع غيره.

ص ١٢٦

فبالاجمال انّ الرسل الکرام و الانبياء العظام المظاهر

النورانيّة و الحقائق الرحمانيّة و الکلمات التامّة و الحجج

البالغة و الشموس الساطعة و البدور اللامعة و النجوم

البازغة کلّهم تقدّست سرائرهم النورانيّة عن اعتراء

الظلام و تنزّهت ضمائرهم الرحمانيّة عن شوائب الأوهام

و انّما لحکمة ما يخاطبهم اللّه بهذا الخطاب حتّی يخضع

و يخشع أولوالالباب و يتذلّلوا ألی العزيز الوهّاب و لا

يستکبروا ولو رقوا الی أعلی القباب بل ينتبهوا أنّ الحيّ

القيّوم خاطب الحبيب المعظّم و النور المکرّم هادی

الأمم و الناطق بالاسم الاعظم بهذا الخطاب المبرم و العتاب

الواضح المحکم فما ذا شأن مقاماتنا السافلة و حقائقنا

الخامدة و نفوسنا الهامدة و عقولنا الجاهلة فتخشع أصواتهم

و تخضع نفوسهم و يبتهلون الی اللّه و يتضرّعون اليه

و يقولون اللّهمّ يا حيّ يا قيّوم و يا مؤيّد کلّ خاضع و حافظ

کلّ خاشع و دالّ کلّ سليم و هادی کلّ ذليل الی المقامات

العالية و المراتب السامية نسئلک الصون و الحماية فی حصنک

الحصين و الحرس و الرعاية بلحظات أعين کلائتک فی ظلّک

ص ١٢٧

الظليل. اللّهمّ ربّنا لا تدعنا بأنفسنا فاحفظنا بقوّتک المحيطة

علی الاشياء و احرسنا عن کلّ زلّة و خطيئة و اسلک بنا فی

المنهج البيضآء و المحجّة السويّة النورآء لانّنا خطاة و أنت

الغفور الکريم و نحن عصاة و أنت الرحمن الرحيم و لو لا

فضلک و عفوک لوقعنا فی سواء الجحيم و لو لا جودک

و غفرانک لخضنا فی غمار بحار الطغيان العميق محرومين عن

فضلک العظيم ربّنا أيّدنا علی السلوک علی الصراط
المستقيم و المنهج القويم انّک أنت الکريم . انّک
أنت العظيم. انّک أنت الرحمن الرحيم ع ع
هو اللّه

ايّها الزائر لمطاف الارواح المخلص فی دين اللّه طوبی لامّ

ولدتک و طوبی لثدی رضعت لبنه و طوبی لحضن تربّيت
فيه لانّک أدرکت يوم الربّ و استعدّت للدخول فی
ملکوته و أخلصت وجهک لوجهه الکريم و آمنت بالنور

المبين و انشرحت بالفيض العظيم و لبّيت لنداء ربّک بقلب

خافق سليم و حضرت فی البقعة السامية من تلک الاقاليم

ص ١٢٨

و مرّغت جبينک بالتربّة الطاهرة الزکية الطيّبة الّتی

انتشرت نفحات قدسها علی الارجاء انتشار المسک الزکی

الی القطر السحيق. اذاً أشکر ربّک الرحمن الرحيم علی هذا

الفوز العظيم و الفيض الجليل و أمّا ما سألت عن الروح

و رجوعه الی هذا العالم الناسوتی و الحيّز العنصری اعلم

انّ الروح کلّيّاته تنقسم الی الاقسام الخمسة روح نباتی روح

حيوانی روح انسانی روح ايمانی روح قدسی الهی

أمّا الروح النباتی فهو القوّة النامية الّتی تنبعث من

امتزاج العناصر المنفردة و معاونة الماء و الهواء و الحرارة

و أمّا الروح الحيوانی فهو القوّة حسّاسة منبعثة من
امتزاج و امتصاص عناصر حيّة متولّدة فی الاحشاء
مدرکة للمحسوسات و أمّا الروح الانسانی عبارة عن

القوّة الناطقة المدرکة للکلّيّات و المعقولات و المحسوسات

فهذه الارواح فی اصطلاح کتب الوحی و عرف أهل

الحقيقة لا تعدّ روحا لانّ حکمها حکم سائر الکائنات من

حيث الکون و الفساد و الحدوث و التغيير و الانقلاب کما

هو مصرّح فی الانجيل. حيث يقول "دع الموتی ليدفنوها
ص ١٢٩

الموتی" المولود من الجسد جسد هو و المولود من الروح

فهو الروح. و الحال انّ الّذی کان يدفن ذلک الميّت کان حيّاً

بحياة نباتيّة و روح حيوانی و روح ناطق انسانی. امّا المسيح

له المجد حکم بموته و عدم حياته حيث انّ ذلک الشخص کان

محروماً من الروح الايمانی الملکوتی. و بالجملة هذه

الارواح الثلاثة لا عود لها و لا رجوع لها بل انّها تحت

الانقلابات و الحدوث و الفساد أمّا الروح الايمانی
الملکوتی عبارة عن الفيض الشامل و الفوز الکامل

و القوّة القدسيّة و التجلّی الرحمانی من شمس الحقيقة علی

الحقائق النورانيّة المستفيضة من حضرة الفردانيّة. و هذا

الروح به حيوة الروح الانسانی اذا ايّد به کما قال المسيح له

المجد "المولود من الروح فهو الروح" و هذا الروح له

عود و رجوع لأنّه عبارة عن نور الحقّ و الفيض المطلق

و نظراً لهذا الشأن و المقام المسيح له المجد حکم بانّ يوحنّا

المعمدان هو ايليا الموعود ان يأتی قبل المسيح. و مثل

هذا المقام مثل السرج الموقدة انّها من حيث الزجاجات

و المشاکی تختلف و أمّا من حيث النور واحد و من
ص ١٣٠
حيث الاشراق واحد بل کلّ واحد عبارة عن الآخر

لا تعدّد و لا اختلاف و لاتکثّر و لا افتراق. هذا هو

الحقّ و ما بعد الحقّ الّا الضّلال. و أمّا قضيّة الثالوث اعلم

ايّها المقبل الی اللّه انّ فی کلّ دور من الادوار الّتی أشرقت

الانوار علی الآفاق و ظهر الظهور و تجلّی الربّ الغفور فی

الفاران أو السينا أو الساعير لابدّ من ثلاثة الفائض

و الفيض و المستفيض، المجلّی و التجلّی و المتجلّی عليه،

المضیء و الضّياء و المستضیء. أنظر فی الدور الموسوی

الربّ و موسی و الواسطة النار و فی کور المسيح
الاب و الابن و الواسطة روح القدس و فی الدور
المحمّد ی الربّ و الرسول و الواسطة جبرئيل. أنظر
الی الشمس و شعاعها و الحرارة الّتی تحدث من شعاعها

الشعاع و الحرارة أثران من آثار الشمس و لکن ملازمان

لها و منبعثان منها و أمّا الشمس واحدة فی ذاتها منفردة

فی حقيقتها متوحّدة فی صفاتها فلا يمکن أن يشابهها شیء

من الاشياء. هذا جوهر التوحيد و حقيقة التفريد
و ساذج التّقديس و أمّا مسئلة الفداء من الفادی
ص ١٣١

المقدّس فقد بينّت لک شفاهاً ستارها مفصّلاً واضحاً خالياً

عن الاوهام و أوضحت لک وضوح الشمس فی رابعة

النهار و اسئل اللّه ان يفتح عليک الابواب حتّی تدرک

بنفسک حقائق الاسرار انّه هو المؤيّد الکريم الرحيم ع‌ع

هو اللّه

الهی الهی أناجيک و أنت المناجی للناجی و أتوسّل اليک

بتجلّيات أحديّتک و آيات رحمانيّتک و شؤون فردانيّتک

ان تؤيّد هذا العبد علی التبتّل و التضرّع اليک فی جميع الشؤون

و الاحوال. أی ربّ اکشف الغطاء و أجزل العطاء

و ايّد علی الوفاء انّک أنت ربّ الآخرة و الاولی و انّک

أنت الرحمن الرحيم ايّها النحرير المحترم انّ النشأة

الاخری نسبتها الی النشأة الاولی کنسبة النشأة الاولی

الی نشأة الارحام. أما کان عالم الارحام. بالنسبة الی هذا

العالم أوهام و أحلام. و کذلک النشأة الدنيويّة أوهام

بالنسبة الی النشأة الاخرويّة و لمّا انتقل الانسان من

عالم الارحام الی عالم الاحساس کشف عنه الغطاء و زال

ص ١٣٢

الحجاب و ادرک ما لم يدرکه و يتصوّره فی الحياة الدنيا. انّما

الفرق انّ الانسان لا يتذکّر ما طرأ عليه فی عوالم

الارحام. و أمّا فی النشأة الاخری يتذکّر کلّما مرّ عليه

فی النشأة الاولی فکيفية النشأة الاخری أمر معقول
دون محسوس و نسبتها و قياسها قياس النشأة الاولی

بالنسبة الی عالم الارحام فهل کان من الممکنات تصوّر

السمع و البصر و العلم و الادراک فی الارحام و لو کان من

قبيل الاوهام. لا واللّه بل انّ النشأة الاخری تظهر لمن

کشف عنه الغطاء و اذا أراد بيانها يضطرّ ان يضع الامر

المعقول فی قالب محسوس و يذکره حتّی السامع يتأکّد

وجود العذب و العذاب بصورة نعيم و جحيم و أمّا قضيّة

اظهار الاشتياق من بعض الاشخاص الی معرفة الميثاق

فلا يجوز تفوّه کلمة ولو کانت رمزاً بهذا القطر و تلک

الاقطار لحکمة بالغة من العزيز الغفّار. و سوف تطّلع عليها

عليکم بالصمت و السکوت و المناجاة الی حضرة الجبروت

حتّی تمرّ عليکم نفحات الملکوت و عليک التحيّة و الثناء ع ع

ص ١٣٣
هو اللّه

الحمد للّه الّذی تنزّه ذاته و تقدّست کينونته عن ادراک

حقائق مشرقة عن أفق العرفان و کيف أهل النسيان
و علت و ارتفعت ان ترف أجنحة طيور الافکار فی أوج

عرفانه فکيف الذباب و البغاث فانّ الحقيقة الربّانيّة

و الکينونة الصمدانيّة غيب فی ذاته و کنز مخزون فی کنه

صفاته و الحقائق الّتی تذوّتت بکلمته و شيئت بقدرته کيف

تحيط بعظمة جلاله و تدرک حقيقة ذاته لانّ المحيط أعظم

من المحاط و المدرک له السلطة علی المدرک تنزّهت ذاته

ان تحاط و تقدّست کينونته ان تدرک "لا تدرکه الابصار

و هو يدرک الابصار و هو اللطيف الخبير" و التحيّة و الثناء

علی الجوهر الرحمانی و المظهر الصمدانی و الهيکل النورانی

الّذی قدر و هدی و أظهر و أعطی و جمع و نادی. و قال

"ما عرفناک حقّ معرفتک" فانّه النور الوحيد الّذی أضاء

الفضاء الوسيع بشعاع اليقين فی بيان کنه ربّ العالمين

و اقرّ بالعجز و التقصير و اعترف بالمنع و التحذير. فانّ

الامکان حدّه العجز عن العرفان و الّا من اشتداد عريّ

ص ١٣٤

الطغيان يدّعی أولو النسيان معرفة کنه الرحمن و الحال

کلّ ما ميّزوه بالاوهام فی أدقّ معانی البيان تصوّر ذهنی أو

تخطّر قلبی لا يکاد يروی الظمآن أو يشفی العيّان. و الصلاة

و السلام و البهاء علی کلّ من اتّبع هذا الطريق و اهتدی الی

الصراط المستقيم و الحمد للّه ربّ العالمين ايّها النحرير

البصير و البحر الخضّم الخبير اعلم انّ الکينونة

الاحمديّة و الحقيقة المحمّديّة لمّا نظرت الی حقيقة الوجوب

و عزّتها و ذاتيّة الامکان و ذلّتها و القدرة الالهيّة

و صولتها و العجز الخلقی فی ساحة العزّة و عظمتها . بيّن

بلسان فصيح و بيان بليغ بأنّ حقيقة الذات القديمة من

حيث هی هی مقدّسة عن کلّ نعت و ثناء و منزّهة ‌عن

کلّ مدح و بيان و وصف و تبيان و انّ الحقيقة المتذوّتة

بآية من آياتها کيف تستطيع انّ تدرک کنهها و انّ آية

من آيات قدرتها کيف تقدر ان تحيط بحقيقتها فانّ
الذات البحت عين الجمع غيب منيع لا يدرک و کينونة
خفيّة لا تنعت. انّما العرفان من حيث آثار الاسماء
و الصفات الّتی کانت آيات باهرات للذات و مشاهدة
ص ١٣٥

شؤون الحقّ فی حقائق الکائنات فانّ الحقيقة الانسانيّة

من حيث هی هی آية معروفة ناطقة بثناء بارئها و مبيّنة

لاسرار موجدها و شارحة لمتون الحکمة البالغة المودعة

فيها. فتعالی الّذی خلقها و أبدعها و أنشأها و فی أنفسکم

أفلا تبصرون. فبناء علی ذلک قال من هو غنّی علی فروع

سدرة المنتهی بأبدع نغم و ايقاع "لو کشف الغطاء

ما ازددت يقينا" فهذا العرفان هو معرفة آيات الملکوت

المودعة فی حقيقة الانفس و الآفاق "سنريهم آياتنا فی

الآفاق و فی أنفسهم حتّی يتبيّن لهم أنّه الحقّ" فانظر بالعين

الحقيقی و البصر الروحی انّ حقائق الکائنات الموجودة

فی مراتب مختلفة و مقامات متفاوتة فلا يقدر الموجود

فی رتبة الدانية ان يدرک بل يستخبر عن الموجود الّذی

فی رتبة أعلی من رتبته. فانظر فی مراتب الجماد و النبات

و الحيوان و الانسان فانّ الجماد مهما يترقّی الی ذروة الکمال

لا يکاد يدرک حقيقة النبات و لا صفاته و لا کمالاته بل

صعوده و ترقّيه فی الصقع الّذی وجد فيه بحسب ذلک

الرتبة و المقام و انّ النبات مهما تدرّج فی رتبة الکمال

ص ١٣٦

لا يکاد يصل الی حقيقة الحيوان و يدرک القوّة الحسّاسة

و الکمالات الموجودة فی العالم الحيوانی فانّ کمالاته

بالنسبة اليه أمر وجدانی. فالفاقد کيف يدرک الحقائق

و انّ الحيوان مهما ترقّی و تصاعد الی أوج الکمال و تدرّج

الی أعلی درجة الاحساس و الادراک بالسمع و العيان

لا يکاد يدرک الحقيقة الانسانيّة و کمالاتها و ذاتيّة البشريّة

و صفاتها و احاطتها و قدرتها و اتّساع فکرها و اتّقاد نار

ذکرها. فانّه محروم عن ذلک و ممتنع محال له عرفان ذلک

فاذا کان کلّ حقيقة امکانيّة لا تقدر ادراک حقيقة امکانيّة

فوقها فکيف الامکان و الوجوب سبحان اللّه عمّا يصفون

فلاجل ذلک قال مخاطب لولاک "ما عرفناک حقّ

معرفتک" ثمّ ان مطلع الهدی عليّا عليه السلام لمّا نظر الی

الآثار و الآيات و الاسرار المودعة فی حقيقة الکائنات

و ارجع البصر و ما رأی من فتور قال "لو کشف الغطاء

ما ازددت يقيناً و کلا البيانين واقعان فی محلّهما و مطابقان

لاسّ أساس المسائل المعضلة الالهيّة الّتی عجزت النفوس

عن ادراکها و قصرت العقول عن عرفانّها و انّک أنت
ص ١٣٧

فاشکر اللّه ربّک بما أغناک و بيّن لک فی الکتاب أسرار

کلّ شیء بأبدع تبيان و أظهر افصاح خارج عن الخفاء و کن

فی أمر ربّک ثابتاً ناطقاً و منادياً و هادياً حتّی يجعل لک

فی جميع الشؤون مخرجاً و يؤيّدک بجنود من الملأ الأعلی

و ينصرک بقبيل من الملائکة من الملکوت الأبهی انّه
هو ناصرک و مؤيّدک و موفّقک علی ما يحبّ و يرضی
و السلام علی من اتّبع الهدی ع‌ع
هواللّه
سبحان من أنشأ الوجود و أبدع کلّ موجود و بعث
المخلصين مقاماً محمود و أظهر الغيب فی حيّز الشهود
و لکن الکلّ فی سکرتهم يعمهون. و أسّس بنيان القصر
المشيد و الکور المجيد و خلق الخلق الجديد فی حشر
مبين و القوم فی سکراتهم لغافلون. و نفخ فی الصور
و نقر فی الناقور و ارتفع صوت السافور و صعق من
فی صقع الوجود و الاموات فی قبور الاجساد لراقدون.
ص ١٣٨
ثمّ نفخ النفخة ألاخری و أتت الرادفة بعد الراجفة
و ظهرت الفاجعة و ذهلت کلّ مرضعة عن راضعها
و الناس فی ذهولهم لا يشعرون. و قامت القيامة و أتت
الساعة و امتدّ الصراط و نصب الميزان و حشر من فی

الامکان و القوم فی عمه مبتلون. و اشرق النور و أضاء

الطور و تنّسم نسيم رياض الربّ الغفور و فاحت نفحات
الروح و قام من فی القبور و الغافلون فی الاجداث
لراقدون. و سعّرت النيران و أزلفت الجنان و ازدهت

الرياض و تدفّقت الحياض و تأنّق الفردوس و الجاهلون فی

أوهامهم لخائضون. و کشف النقاب و زال الحجاب

و انشقّ السحاب و تجلّی ربّ الارباب و المجرمون لخاسرون

و هو الّذی أنشأ لکم النشأة الاخری و أقام الطامّة
الکبری و حشر النفوس المقدّسة فی الملکوت الأعلی

انّ فی ذلک لآيات لقوم يبصرون. و من آياته ظهور الدلائل

و الاشارات و بروز العلائم و البشارات و انتشار آثار

الاخبار و انتظار الابرار و الاخيار و أولئک هم الفائزون.

و من آياته أنواره المشرقة من أفق التوحيد و أشعّته الساطعة

ص ١٣٩

من المطلع المجيد و ظهور البشارة الکبری من مبشّره الفريد

انّ فی ذلک لدليل لائح لقوم يعقلون و من آياته ظهوره

و شهوده و ثبوته و وجوده بين ملأ الاشهاد فی کلّ البلاد

بين الاحزاب الهاجمة کالذئاب و هم من کلّ جهة يهجمون

و من آياته مقاومة الملل الفاخمة و الدول القاهرة و فريق

من الاعداء السافکة للدماء الساعية فی هدم البنيان فی

کلّ زمان و مکان انّ فی ذلک لتبصرة للّذين فی آيات اللّه

يتفکّرون. و من آياته بديع بيانه و بليغ تبيانه و سرعة نزول

کلماته و حکمه و آياته و خطبه و مناجاته و تفسير المحکمات

و تأويل المتشابهات لعمرک انّ الامر واضح مشهود للّذين

ببصر الانصاف ينظرون. و من آياته اشراق شمس علومه

و بزوغ بدر فنونه و ثبوت کمالات شؤونه و ذلک ما أقرّ به

علماء الملل الراسخون. و من آياته صون جماله و حفظ
هيکل انسانه مع شروق أنواره و هجوم أعدائه بالسنان

و السيوف و السهام الراشقة من الالوف و انّ فی ذلک لعبرة

لقوم ينصفون. و من آياته صبره و بلاؤه و مصائبه و آلامه

تحت السلاسل و الاغلال و هو ينادی "اليَّ اليَّ" يا ملأ

ص ١٤٠

الابرار "اليَّ اليَّ" يا حزب الاخيار "اليَّ اليَّ" يا مطالع

الانوار قد فتح باب الاسرار و الاشرار فی خوضهم يلعبون.

و من آياته صدور کتابه و فصل خطابه عتاباً للملوک و انذاراً

لمن هو أحاط الأرض بقوّة نافذة و قدرة ضابطة و انثلّ

عرشه العظيم بايّام عديدة و انّ هذا الأمر مشهود

مشهور عند العموم. و من آياته علوّ کبريائه و سموّ مقامه

و عظمة جلاله و سطوع جماله فی أفق السجن فذّلت له
الاعناق و خشعت له الاصوات و عنت له الوجوه و هذا
برهان لم يسمع به القرون الاوّلون. و من آياته

ظهور معجزاته و بروز خوارق العادات متتابعاً مترادفاً

کفيض سحابه و اقرار الغافلين بنفوذ شهابه لعمره انّ هذا

الامر ثابت واضح عند العموم من کلّ الطوائف الّذين
حضروا بين يدی الحيّ القيّوم. و من آياته سطوع شمس

عصره و شروق بدر قرنه فی سماء الاعصار و الاوج الأعلی

من القرون بشؤون و علوم و فنون بهرت فی الآفاق و ذهلت

بها العقول و شاعت و زاعت و انّ هذا لأمر محتوم. ع‌ع

ص ١٤١
هواللّه

أيا نفحات اللّه هبّی معطّرة و أيا نسمة اللّه مرّی مطيّبة

و اقصدی وادی الرحمان نادی العرفان. بادية خراسان

و اعبقی امام احبّاء اللّه و أمنائه و طيّبی مشام أولياءاللّه

و أصفيائه الّذين أضاءت وجوههم و اکفهرّت نجومهم
و رسخت أقدامهم و نشرت أعلامهم و ثبتت قلوبهم
و نبتت أصولهم و فروعهم و انتعشت نفوسهم و انشرحت

صدورهم فی يوم اللقاء. و وفوا بعهد اللّه و ميثاقه فی ذرّ البقاء

ثمّ بلّغی نزلاء تلک المعاهد و الربّی تحيّة ربّک الأعلی و بشّريهم

بايّام اللّه لعمر ربّی هذه موهبة ابتغاها مطالع النور و مواقع

النجوم و مهابط وحی ربّک العزيز القيّوم فی القرون
الاولی و فاضت جفونهم و ذرفت عيونهم و علت زفراتهم

و سالت عبراتهم شوقاً و توقاً اليها. فهنيئاً و مريئاً لکم من

هذه المائدة النازلة من سماء فضل ربّکم الرحمن الرحيم.

و يا ريح الصبا و شميم عرار الوفا امتثلی بساحة أحبّة اهتزّت

رياض قلوبهم بفيض سحائب محبّة اللّه و أشرقت وجوههم

بنور معرفة اللّه و بلّغی شوقی اليهم و تشوّفی لهم و ولعی بهم

ص ١٤٢

و صرحی و بثّی بولهی و شغفی و هيامی بذکرهم. و قولی عليکم

بهاءاللّه و سلامه و تحيّته و ثنائه و فی وجوهکم نوره و ضيائه

و فی قلوبکم روحه و وفائه و فی صدورکم حبّه و شفائه. أيا

أولياء الرحمن رطبوا ألسنتکم بشکره و ثنائه بما أيّدکم بأمر

يهتف بذکره الملأ الأعلی و نادی به مبشّر الفلاح فی
الزبر و الالواح طوبی لکم من هذه الموهبة العظمی
بشری لکم من هذه المنحة الکبری الّتی هی فيض اللّه

الطافح و نور اللّه اللائح جعلکم اللّه مشاعل ذکره و مواقع

أسراره و مشارق أنواره و مطالع آثاره. عميت أعين لم

تشاهد أنوار بهائه و ما قرّت بمشاهدة آياته الکبری يوم

ظهوره و سنائه و صمت آذان لم تسمع ندائه و لم تتمتّع بلذيذ

خطابه و خرست السن لم تنطلق بذکره و ثنائه و خسرت

أفئدة لم يکن لها نصيب من حبّه و ولائه و خابت نفس لم

تسلک فی سبيل رضائه و لم ترتو من سلسبيل عرفانه. و يا حمامة

الوفاء خاطبی الضعفاء انّه اذا وجدتم الضرّاء اشتدّت

و البأساء امتدّت و الأرض ارتجفت و الجبال ارتعدت
و زوابع الشدائد أحاطت و بحور البلايا ماجت و ارياح
ص ١٤٣
الرزايا هاجت و طوفان الامتحان أحاط الامکان عليکم

بالصبر الجميل فی سبيل ربّکم الجليل. و ايّاکم يا عباد الرحمن ان

يعلو منکم الضجيج اذا اشتدّ أجيج نيران الافتتان و ارتفع

زفيرها و ايّاکم الصريخ و العويل فی سبيل ربّکم الجليل. عند

ما يتلاطم بحر البلاء و يتفاقم أمره من ظلم أهل الطغيان

و لا تحسبوهم بمفازة من العذاب و لا تخشوا بأسهم و جمعهم

و قد مضت قبلهم المثلات و قصّ عليهم الکتاب "جند

ما هنالک مهزوم من الاحزاب" و لقد کانوا القرون الاولی

أشدّ قوّة من هؤلاء و أعظم أثاثاً و أقوی جنداً و لو أنّکم

يا أغنام اللّه بين براثن الضواری من السباع و مخالب

جوارح البقاع لا تيأسوا من روح اللّه سينکشف القناع
باذن اللّه عن وجه الامر و يسطع هذا الشعاع فی آفاق

البلاد و تعلو معالم التوحيد و تخفق أعلام آيات ربّکم المجيد

علی الصرح المشيد و يتزلزل بنيان الشبهات و ينشقّ حجاب

الظلمات و ينفلق صبح البيّنات و يشرق بأنوار الآيات
ملکوت الأرض و السموات و ترون أعلام الاحزاب
منکوسة و راياتهم معکوسة و الوجوه ممسوحة
ص ١٤٤
ممسوخة و الاعين شاخصة غائرة و القلوب خافقة
خاسرة و البيوت خالية خاوية و الجسوم واهية بالية

و الارواح هاوية فی الهاوية. لعمر اللّه انّ فی قوم نوح

و هود و قوم لوط و ثمود و أصحاب الحجر و اليهود و تبابعة

سبا و جبابرة البطحاء و قياصرة الفيحاء و أکاسرة الزوراء

و المؤتفکاة فی القرون الاولی لعبرة لأولی النهی و ذوی

البصيرة الکاشفة لخواتم الامور بفواتح الآثار. قد.
انتثرت کواکبهم و انعدمت مواکبهم و اغبرّت وجوههم
و انطمست نجومهم و استأصل أرومهم و اقتلع جرثومهم
و انثلّت عروشهم و انهزمت جيوشهم و تزلزلت أرکانهم
و انهدم بنيانهم و اقفرت قصورهم و انکسرت ظهورهم
و خسفت قبورهم و شاهت وجوههم و اقشعرّت جلودهم
و اندرست دثارهم و انمحت آثارهم. فانظر الی مدائنهم

و قراهم بالبادية . لمّا أتی بأس ربّک جعلها خامدة هامدة

مؤتفکة بائدة لا تسمع لها صوتاً و لا همساً. و أمّا الّذين

اتّخذوا جوار رحمة ربّک الأبهی ملجأ و ملاذاً و مأوی

و معاذاً. هم طيور اتّخذوا أفنان سدرة المنتهی مطاراً و أوکارا

ص ١٤٥

فمکّنهم اللّه فی الأرض و جعلهم أئمّة أخياراً و أشهر لهم

آثاراً و أضاء لهم مناراً و أتی بهم من أفق التوحيد يلوح وجوههم أنوارا ع‌ع

هواللّه

الهی الهی لک الحمد بما أيّدتنا علی الايمان بک و بآياتک

و الاستماع لندائک و التلبية لدعائک و التوجّه اليک

و التوکّل عليک. و وفّقتنا علی عرفان مظهر نفسک و مشرق

أنوارک و شمس ظهورک من أفق أحديتّک و اقتباس

أنوارها و مشاهدة آثارها و ملاحظة آياتها. و لک. الشکر

علی هذا الفضل العظيم و الفوز المبين و نحمدک علی ما بعثتنا

من موطننا و وفّقتنا علی قطع السبل و طيّ الطرق محفوظين

مصونين تحت لحاظ عين رعايتک حتّی وصلنا الی هذه

البقعة الشاسعة الارجاء زائرين لاحبّائک و شوقاً الی

أصفيائک و طلباً لمشاهدة وجوه ارقّائک حتّی ننشرح
صدراً بمشاهدة وجوههم النوراء و نقرّ عيناً بملاحظة

البشارات الطافحة من شمائلهم الغرّاء و نلتذّ سمعاً باستماع

کلماتهم الفصحی و نهتزّ طرباً و فرحاً بمؤانستهم الّتی

ص ١٤٦
کانت لنا أعظم المنی و نشکرک علی هذه النعمة العظمی
و المنحة الکبری. أی ربّ أيّدنا علی رضائک و السلوک

فی سبيل الوفاء بعهدک و ميثاقک و وفّقنا علی خدمة أمرک

و نشر نفحاتک و التخلّق بصفاتک و الاستفاضة من

أسمائک حتّی نکون مثالاً لفيضک الشامل و فضلک الکامل

فننبعث بين خلقک آيات الهدی و نتجسّم بشاراتک بين

الملأ. انّک أنت الکريم الرحيم المتعال. يا احبّاء اللّه انّ

عالم الملک مطابق للملکوت و النشأة الجسمانيّة منطبقة علی

النشأة الروحانيّة و الناسوت انّما هو آيات منطبعة
متطابقة دالّة علی الشؤون و کمالات اللاهوت من حيث

الاسماء و الصفات و الاحکام. بناء علی ذلک کما انّ شمس

فلک الاثير لها طلوع و غروب و باشراقها و حرارتها تتنوّر

الآفاق و تتربّی سائر الموجودات کذلک شمس الحقيقة

الرحمانيّة لها طلوع و أفول و ظهور و بطون. و بظهورها

و طلوعها عن مطلع الامکان تتنوّر مطالع الاکوان بفيض

الرحمن و تتربّی الحقائق المجرّدة الصافية المبارکة بفيضها

العظيم و شعاعها الساطع علی کلّ الاقاليم. هذا بالنسبة الی عالم

ص ١٤٧

الخلق لا بالنسبة الی عالم الحقّ لانّ شمس الاثير لا زالت

مستقرّة فی مرکزها العظيم و لا طلوع لها و لا أفول لها

من حيث مرکزها. فبدوران العالم الأرضی يظهران لها

طلوع و لها غروب کذلک شمس الحقيقة لم تزل فی علوّ ذاتها

و حقيقة تقديسها طالعة لائحة مشرقة فائضة ليس لها صعود

و نزول و أوج و حضيض و طلوع و غروب بل مستقرّة
أبداً سرمداً فی نقطة الاحتراق و طلوعها و غروبها

بالنسبة لدوران الامکان و الاکوان. و کما انّ شمس الاثير

لها مطالع و مشارق متعدّده متفرّقة کذلک شمس الحقيقة

لها مطالع عديدة و مشارق سامية و تنتقل فی تلک المطالع

النورانيّة و المشارق الرحمانيّة. فالّذی له بصر حديد

و متعلّق قلبه بالشمس و منجذب اليها ينتقل نظره بانتقالها

فی المطالع و المشارق. و الّذی لا يدرک الشمس بل يتعلّق

قلبه بمطلع من المطالع أو أفق من الآفاق يحتجب عن
الشمس عند انتقالها الی مطلع ثان و الّذی عشق الشمس

لا يحتجب بالمطالع و لا يتقيّد بالمشارق و يعشق الشمس

من أيّ مطلع أشرقت و لاحت و من أيّ نقطة سطعت
ص ١٤٨
و أضائت. أمّا امم الافاق و ملل الأرض انّما يعشقون

المطالع و المشارق و ينجذبون اليها و يحتجبون عن الشمس

و أنوارها عند انتقالاتها و لمّا کانت شمس الحقيقة مشرقة

من الافق الموسوی تعلّق القلوب بذلک المطلع و ارتبطت

به فلمّا انتقلت الشمس من مطلع الکليم الی المشرق الباهر

العظيم الافق المسيحی فالامّة السالفة المتقيّدة بالنقطة

الموسوية احتجبت عن الشمس و أنوارها حيث ما انتقلت
انظارها و لأجل ذلک تجدونهم فی خسران مبين. هذا
سبب احتجاب اليهود عن ذلک الموعود و النور المحمود

امّا نحن نشکر اللّه و نحمده بما جعلنا منجذبين الی الشمس

و أنوارها و غير محتجبين بالمطالع و أطوارها و انتقلت انظارنا

مع الشمس عند انتقالها بين المطالع و الآفاق. و هذه

بصيرة منحها لنا ربّنا بفضله و جوده و احسانه. و له الفضل

علی ذلک و له الشکر بما وفّقنا و ايّدنا بالوجود فی يوم

اشراقه من الافق العظيم و المطلع الجليل الّذی لم يقارنه

مطلع من المطالع و لا يشابهة مشرق من المشارق لانّ
شمس الحقيقة أشرقت من أفق القدس بقوّة و شعاع لم
ص ١٤٩

يسبق له مثال و انّ اللّه کشف الغطاء و جزل فی العطاء

و أنعم بکلّ النعم و الآلاء و حشرنا فی ظلّ شجرة الميثاق

و تحت راية العهد مقرّين بوحدانيّته و فردانيّته و عظمته

و قدرته و قوّته الّتی شاعت و لاحت فی الآفاق کلّها حتّی

شهد الاعداء بعظمته و علوّ کلمته و نفوذ آثاره و قوّة تعاليمه

و سرعة انتشارها حتّی فی يومه شاع و زاع ذکره فی کلّ

الآفاق و طبّق الأرض بأسرها و لم يسبق فی ايّام سائر المطالع

هذا النفوذ الباهر و القوّة القاهرة و نتضرّع الی اللّه ان

يجعلنا موفّقين برضائه و سالکين بحسب تعاليمه و حافظين

لشريعته و مخلصين فی دينه و متخلّقين بأخلاقه الملکوتيّة

و مستفيضين بفيوضاته اللاهوتيّة. و نحمده و نشکره علی

فضله و جوده و احسانه و علی ما أوضح لنا صراطه المستقيم

و وسع لنا المنهج القويم و جعل لنا نوراً نهتدی به فی

الليل البهيم و شرع لنا الميثاق العظيم و بيّن و أوضح بأثر

من قلمه الأعلی المرکز المنصوص کالبنيان المرصوص

و المبيّن لآياته و الشارح لکلماته و المحلّل لمعضلات المسائل

و المزيل لشبهات الأواخر و الأوائل رافع للاختلاف
ص ١٥٠

من جميع الجهات . لانّ بيانه هو البيان الواقع و الحقيقة

الثابتة بنصّ صريح فی کتاب العهد و الکتاب الاقدس

و قال و قوله الحقّ "فارجعوا ما لاعرفتموه من الکتاب

الی الفرع المنشعب من هذا الاصل القديم" و قال فی
کتاب العهد بنصّ صريح انّ المراد من هذا الفرع
المنشعب المرکز المنصوص المعروف المشهور الموصوف

بين جميع الملل و الأمم و الاقاليم و البلاد حتّی لا يزلّ

الاقدام عند أفول شمس الحقيقة و لا يلقی الشبهات أهل

الفساد بغية للمشتهيات النّفسانيّة. يا للعجب مع انّ هذه

النصوص الالهيّة مسلّمة للعموم و ليس فيها أدنی شبهة

لنفس من النفوس حتّی عند سائر الملل فی الآفاق مع
ذلک بعض من أهل النّفاق بغية لالقاء الشّقاق فی دين

اللّه و طلباً لحياة الدنيا بعد ما آمنوا أنکروا و بعد

ما خضعوا استکبروا و بعد ما أقرّوا جحدوا و بعد
ما شکروا شکوا فهاموا فی هيماء الخسران و ضلّوا فی

بيداء الهوان. فيا حسرة لهم فی مستقبل من الزمان آمين

أقول لکم انّ خسرانهم خسران الفريسيين و هوانهم
ص ١٥١
هوان کهنة البعل فی زمن ايليا من الاسرائيليّين ع‌ع
هو اللّه

الحمد للّه الّذی أنشأ حقيقة نورانيّة و کينونة رحمانيّة و هويّة

ربّانيّة و کلمة جامعة و آية کاملة و نقطة کلّيّة و تجلّی عليها

بجماله و جلاله و کماله و أسمائه و صفاته و شؤونه و أفعاله

فتفصّلت و تشعّبت و تفرّقت و تکثّرت و أحاطت بشؤونها

و ظهورها و شهودها و وجودها و مثلها و آثارها و أطوارها

حقائق الکائنات و هويّات الموجودات. و الصلاة

و السلام علی أشرف نقطة فی دائرة الوجود و أعلی مصدر

فی قوس النزول و الصعود الکلمة الوحدانيّة و الآية

الفردانيّة و الحقيقة الوجدانيّة و الواسطة الرحمانيّة. و علی

آله و صحبه و نصرائه و تابعيه و تابع تابعيه الی يوم الدين

و الحمد للّه ربّ العالمين و بعد يا ايّها النحرير قد

انبعث فی قلبی فرط الاشواق اليک و اهتزّ فؤادی

لودادی معک و أحببت المخاطبة بواسطة المکاتبة لعلّی أحوز

علی ما يتّصل به روابط المحبّة و تشتدّ به أزمّة الالفة الغيبيّة

ص ١٥٢

القديمة الفائضة من عالم الارواح الی عالم الاجسام و ابتهل

الی الحيّ القيّوم ان يرفع الحجاب و ينزع النقاب عن وجه

الامر و تظهر الحقيقة عند حضرتک ظهور الشمس فی

رابعة النهار. و انّک لتعلم انّ الامر عظيم عظيم و لا يطّلع

بأسرار اللّه الاّ کلّ ذی قلب سليم و ألقی السمع و هو

شهيد. و حضرتکم واقفون بأنّ الآيات الّتی تتعلّق بالساعة

و اشراطها کلّها متشابهة و لا يعلم تأويلها الاّ اللّه و الراسخون

فی العلم و اتضرّع الی اللّه ان يجعلکم من الراسخين فی

العلم الثابتين بالحلم. الواقفين باسرار اللّه و الکاشفين

لآثار اللّه. و لا يخفی علی ذلک الالمعی انّ النظر

و الاستدلال ما لم يکن مؤيّداً بالمکاشفة و الشهود لا يغنی

من الحقّ شيئا و انّ أهل الاستدلال اختلفوا من حيث

العقائد و الاقوال و الآراء فلو کان ميزانهم قسطاساً

مستقيماً لما اختلف الاشراقيّون و المشّائيّون و الرواقيّون

و المتکلّمون حتّی اشتدّ الاختلاف بين کلّ زمرة من

هؤلاء و کلّهم من أهل النظر و الاستدلال. فنعم ما قال

"پای استدلاليان چوبين بود پای چوبين سخت بی تمکين بود"

ص ١٥٣

و انّک يا ايّها الفاضل الجليل لتعلم بانّ موازين الادراک عند

القوم أربّعة أنواع ميزان حسّی و ميزان عقلی و ميزان

نقلی و ميزان الهامی. فامّا الميزان الحسّی أعظم وسائطه

البصر و خطئه واضح مشهود بالبداهة عند أهل النظر
فانّ البصر يری السراب ماء و الظلّ ساکنا و النقطة

الجوالة دائرة و الاجسام العظيمة صغيرة و أمّا الميزان

العقلی الّذی يعوّل عليه أهل النظر و الاستدلال فخطأه

واضح البرهان و انّ أصحابه اختلفوا فی أکثر المسائل

و الآراء فلو کان ميزاناً مستقيماً لما اختلفوا فی مسألةما

و الميزان النقلی أيضاً ليس مدار الايقان و الاطمئنان

لانّ النقل لا يستنبط معانيه الّا العقل فاذا کان العقل

ضعيف الادراک کليل البرهان بديهی الخطاء کثير
الزلّات فکيف استنباطه و ادراکاته و أمّا الميزان

الالهامی ايضاً لا يخلو من الزلّة و السهو حيث انّ الالهام

کما عرف القوم عبارة عن الواردات القلبيّة و الخطورات

عن وساوس شيطانيّة. فاذا حصل هذه الحال فی قلب من

القلوب انّی يعلم انّها الهامات ربّانيّة أو وساوس شيطانيّة

ص ١٥٤

اذاً ما بقی الّا المکاشفة و الشهود فعليک بها و عليک بها

و أنت لها و أنت لها .دققّ النظر فيما رواه مسلم فی صحيحه

و البخاری "انّ اللّه تعالی يتجلّی فينکر و يتعوذ منه

فيتحوّل لهم فی الصورة الّتی عرفوه فيها فيقرّون بعد

الانکار" اذاً ظهر انّ الحقيقة خلاف ما هو مسلّم عند

العموم و انّ العموم غافلون عنها منکرون لقائلها و ناقلها

و الظاهر بها و انّ الحقائق الالهيّة مخالفة لما هو مسلّم عند

القوم. و أما سمعت انّ النحرير الشهير فخر الرازی بکی

يوماً و سأله أحد من أصدقائه عن سبب بکائه فقال مسألة

اعتقدت بها منذ ثلاثين سنة تبين لی الساعة بدليل لائح

لی انّ الامر علی خلاف ما کان عندی فبکيت و قلت لعلّ

الّذی لاح لی أيضاً يکون مثل الأوّل. اذاً يا ايّها المتعارج

الی أوج الفنون دع ما کان و ما يکون من العلوم و توجّه

بقلبک و روحک الی الجمال المعلوم. الی متی تعتکف فی
زاوية الخمول فاصعد الی أوج القبول و الی متی تسکن
فی وهدة الحيرة و الذهول فاعرج الی فلک العرفان
بجناح موهبة ربّک الغفور و دع أوهام العوام و ظنون
ص ١٥٥

الّذين جعلهم اللّه شرّ الانعام و انظر بالبصر الحديد فی هذا

الکور المجيد و الدور الجديد لتری انّ الآيات ظاهرة
کالرايات و انّ بيّنات فيض ربّک أحاطت الأرضين
و السموات و انّ المواهب کشف نقابها و فاض سحابها
و أشرقت نجومها و لاحت شموسها و انّ الحدائق تأنّقت

و انّ بحور المعانی تموّجت و تدفّقت و انّ رياض الاسرار

صدحت طيورها و انّ حياض العرفان خاضت و سبحت

حيتانها و انّ غياض الايقان زأرت ليوثها. تاللّه الحق

لو تصل الی هذا المقام لتری کلّ الوجود فی ظلّک و لن

تذهل عن هذه النعمة العظمی و لو هجمت عليک الجنود

بالسهام و السنان و التحيّة و الثناء عليک فی أولاک و أخراک ع‌ع

هواللّه

حمداً لمن نشر راياته و أظهر آياته و أعلن کلماته و أوضح

بيّناته قد شرح الصدور بالنور الساطع من أفق الظهور

و هيّج البحر المسجور بالنار الموقدة فی أعلی قلل الطور

ص ١٥٦

و بيّن کلّ أمر محتوم فی اللوح المحفوظ و أظهر الحقائق

و المعانی فی الرقّ المنشور و له الشکر علی هذا الاحسان

و له المنّ علی هذا الفضل و الجود من ملکوت البيان.

و البهاء و الثناء و التحيّة الطيّبة النوراء علی نفوس ترکت

هواها و تشبّثت بهداها و استشرقت من نور ضحاها
و توجّهت الی ملکوت ربّها فی هذا القرن الکريم

و العصر المجيد. انّی اتضرّع الی اللّه ان يفتح أبواب الهدی

علی وجوه من فی الأرض و السماء و ينوّر الجباه بأنوار

ساطعة من ملکوت الأبهی و يحيی النفوس بانفاس
طيب تعبق من رياض الملأ الأعلی حتّی يهتدی العقول
الی مرکز الانوار فی جبروت الاسرار مکمن الغيب
لاهوت الاخفی فلک شمس البهاء الساطعة علی الخضراء

و الغبراء. لعلّ الناس ينتبهون من رقدهم و يتذکّرون بما

أنزله اللّه فی الصحف الاولی بوحی يوحی و لا يتشبّثون بما

أشاعه أولو الفرقان و الانجيل و التوراة و أهل البيان

و يحرمون علی أنفسهم المائدة النازلة من السماء. لعمرکم

انّهم سلکوا فی وادی الظلمات و غفلوا عن النور الساطع

ص ١٥٧

الفجر علی آفاق الکائنات و تمسّکوا بما قال المرجفون

أصحاب الظنون. فبعض النفوس فتح اللّه بصيرتها و نظرت

بعينها و جاهدت فی أمر اللّه فهداها الی سبيل
النجات و منهم من استمع لما يروی من المرجفين فی
وادی القری و غفل عن ذکر ربّه الأعلی و ظنّ انّه
ممّن انتبه و هدی و أدرک الغاية القصوی و استظلّ فی

ظلّ سدرة المنتهی و کان يقول واويلا واشريعتا وادينا

وامذهبا علی نسخ الشريعة الغرّاء و تشتيت شمل العلماء

و هدم بنيان رفعه يد العليّ الأعلی. حتّی انّ أهل نجران

لمّا حضروا عند رسول اللّه عليه التحيّة و الثناء قالوا له

أتقول أنت أعظم من عيسی و انّه روح اللّه. فقال انّ
الکلّ مستفيض من بحر رحمة ربّک و لا نفرّق بين أحد

من رسله أبدا. فقالوا کلّا انّ عيسی لا يقاس بغيره من

الانبياء لأنّه من روح اللّه. ثمّ قال الرسول فبأيّ برهان

تنطقون فی هذا. فقالوا له و يحک هل رأيت بشراً من دون

أب بين الوری. فنزلت الآية الکبری انّ مثل عيسی
عنداللّه کمثل آدم. انظروا کيف حاججوا تلک الطلعة
ص ١٥٨
النوراء بسخيف من الاقوال و ما هذا الّا لغفلتهم عن

ذکر اللّه. أسئل اللّه بأن يفتح أبواب البصيرة علی قلوب

الوری من شرق الأرض و غربها حتّی يرتفع ضجيج

العموم الی الملأِ الأعلی . فسبحان ربّی الأبهی. الهی الهی

نحن عبادک العجزاء قوّنا بقوّتک النافذة فی حقائق
الاشياء و ايّدنا علی ما تحبّ و ترضی و نحن الضعفاء
أمددنا بقدرتک العظمی و نحن فقراء أغننا من کنوز
احسانک يا ذا الاسماء الحسنی و نحن مرضاء أشفنا
بدرياقک الاعظم من هذه العلل المستولية علی القلوب
و الارواح ربّ ربّ اشرح صدورنا بالطافک النازلة

من ملکوتک الرفيع و نوّر قلوبنا بالنور المبين الساطع

من الافق الکريم و اسقنا کأساً دهاقاً طافحة بصهباء
موهبتک و اجعلنا سکاری من مدام معرفتک لنسرح
فی رياض العرفان و نسبح فی حياض الايقان و نتضلّع

نسيم عنايتک من غياض الفضل و الاحسان انّک أنت الکريم المعطی المنّان ع‌ع

ص ١٥٩
هو اللّه

ايّها المنجذب بنفحات اللّه قد وصلنی تحريرک الاخير الدالّ

علی فرط محبّتک لعبدالبهاء و توکّلک علی اللّه و حسن

نيّتک الصادقة فی خدمة أمر اللّه. و نعم البيان ما کتبت

فی ذلک التحرير الکريم بأنّکم تحتاجون فی تلک الديار الی

المحبّة و الالفة بين القلوب و الارواح. هذا هو الحقّ و ما

بعد الحقّ الّا الضلال. اعلم حقّ اليقين انّ المحبّة سرّ البعث

الآلهی و المحبّة هی التجلّی الرحمانی المحبّة هی الفيض

الروحانی، المحبّة هی النور الملکوتی، المحبّة هی نفثات

روح القدس فی الروح الانسانی المحبّة هی سبب ظهور

الحقّ فی العالم الامکانی، المحبّة هی الروابط الضروريّة

المنبعثة من حقائق الاشياء بايجاد الهی، المحبّة هی وسيلة

السعادة الکبری فی العالم الروحانی و الجسمانی، المحبّة هی

نور يهتدی به فی الغياهب الظلمانی، المحبّة هی الرابطة

بين الحقّ و الخلق فی العالم الوجدانی، المحبّة هی سبب

الترقّی لکلّ انسان نورانی المحبّة هی الناموس الاعظم

فی هذا الکور العظيم الالهی، المحبّة هی النظام الوحيد

ص ١٦٠

بين الجواهر الفرديّة بالترکيب و التدبير فی التحقّق المادّی

المحبّة هی القوّة الکلّيّة المغناطيسيّة بين هذه السيارات

و النجوم الساطعة فی الاوج العالی، المحبّة هی سبب
انکشافات الاسرار المودعة فی الکون بفکر ثاقب غير
متناهی المحبّة هی روح الحيات لجسم الکون المتباهی

المحبّة هی سبب تمدّن الأمم فی هذا الحياة الفانی، المحبّة

هی الشرف الأعلی لکلّ شعب متعالی. و اذا وفّق اللّه

قوماً بها يصلّين عليهم أهل ملأ الأعلی و ملائکة السماء

و اهل ملکوت الأبهی و اذا خلت قلوب قوم من

هذه السنوحات الرحمانيّة المحبّة الآلهيّة سقطوا فی أسفل

درک من الهلاک و تاهوا فی بيداء الضلال و وقعوا
فی وهدة الخيبة و ليس لهم خلال أولئک کالحشرات

العائشة فی أسفل الطبقات. يا احبّاء اللّه کونوا مظاهر محبّة

اللّه و مصابيح الهدی فی الآفاق مشرقين بنور المحبّة و الوفاق

و نعم الاشراق هذا الاشراق. يا عزيزی عليک بأن تطبع
هذا الکتاب و تنشره بين الاحباب فی أمريکا حتّی

يتّحدوا و يتّفقوا و يحبّوا بعضهم بعضاً بل يحبّوا جميع البشر

ص ١٦١

و يفادوا أرواحهم بعضهم بعضاً. هذا سبيل البهاء، هذا

دين البهاء و هذا شريعة البهاء. و من ليس له هذا فليس

له نصيب من البهاء و عليکم التحيّة و الثناء ع‌ع
١٣ رجب سنة ١٣٢٠
هو اللّه
يا من يدعوا اللّه ان يجيره فی جوار رحمته الکبری
اعلم انّ الاحزاب فی القرون الاولی کانوا بکلّ لهف
يترصّدون سطوع نور الهدی و بزوغ کوکب العلی و ظهور
الموعود من جابلقا و جابرصا. اليهود کانوا ينتظرون
ظهور الموعود من مدينة السبت المخفيّة عن الانظار

و هذا هو جابلقا و أمة عيسی ينتظرون ظهور الموعود من

کبد السماء علی سحاب نازل من الاوج الأعلی فهذا هو
جابرصا و الکيسانيّة ينتظرون ظهور الموعود من بطن

جبل رضوی القريب الی المدينة النوراء فهذا هو الجابلقا

و أمّة الفرس القديمة ينتظرون ظهور موعودهم من محلّ

مجهول فهذا هو الجابرصا و کلّ أمّة تنتظر موعودها من

ص ١٦٢
مدينة أو جزيرة أو حظيرة مخفيّة عن الانظار و بهذا

اعترضوا عليه يوم ظهوره بل قاموا بظلم و بغضاء علی تلک

الهياکل المقدّسة النوراء و هذا سبيل الخطاءِ و الظلم علی

مظاهر الاسماءِ الحسنی. و الّا لو وجدت کلّ أمّة
موعودها بحسب العلائم و شروطها لما سقطت فی مهاد

هبوطها و درکات قنوطها. و انّی حباً بک و بنجلک المجيد

ادعوک الی الهدی و أقول لک جاهد فی أمر ربّک حتّی

يهديک الی النور الساطع من الافق الأعلی و تمعّن فی الانبياء

و المرسلين السابقين و فيما اعترضوا به عليهم و ما ذا فعلوا

بهم و بما ذا احتجبوا عن الحقّ و غفلوا عن ذکر ِربّهم عند

ذلک يلوح لک أنوار الحقّ و يتميّز عن الباطل و تصل
الی مقام علم اليقين و تهتدی الی عين اليقين

و تتحقّق بحقّ اليقين بفضل من النور المبين و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع

هواللّه

يا احبّاء اللّه و أوّدائه انّی بقلب مشتعل بنار محبّتکم و صدر

ص ١٦٣

منشرح بذکرکم و عين ناظرة اليکم و أذن سامعة لندائکم

و عبرات سائلة طلباً لنجاحکم و أدعية وافية لفلاحکم

أخاطبکم من هذه البقعة المبارکة النوراء و أقول طوبی

لکم ايّها المقبلون بشری لکم ايّها المخلصون طوبی لکم

ايّها الثابتون بشری لکم ايّها القانتون طوبی لکم أيها

المستيقظون من نسمة اللّه بشری لکم ايّها المنتعشون من

روح اللّه طوبی لکم ايّها الداخلون فی ملکوت اللّه

بشری لکم ايّها المنجذبون الی نفحات اللّه. و انّی أتضرّع

الی اللّه ان يؤيّدکم بقوّة نافذة لاهوتيّة من الملأ الأعلی

و ينجدکم بجنود الالهام و جيوش السلام بهذا الاثناء حتّی

تستنشقوا رائحة الحياة من قميص يوسف الميثاق و تتنوّروا

فی کلّ حين بالانوار الساطعة من نيّر الاشراق و تقوموا

بکلّ اتّحاد و اتّفاق علی اعلاء کلمة اللّه و نشر آيات اللّه و نصب

رايات اللّه علی أعلی الأتلال و اذا جمعتم الکلمة و اتّفقتم

علی المقصد الاصلی و المحبّة المتّحده و حقّ من فلق الحبّة

و برء النسمة تتلألأ الانوار من وجوهکم الی عنان الاوج

الرفيع الأعلی و يشيع صيت علوّکم و يذيع آثار سموّکم فی

ص ١٦٤

جميع الارجاء و تنفذ قوّتکم فی حقائق الاشياء و تؤثّر

نواياکم فی الأمم العظيمة الکبری و تحيط أرواحکم

بالکائنات کلّها و ترون أنفسکم ملوکاً فی أقاليم الملکوت

و متوّجّاً بأکاليل جليلة من عالم اللاهوت و تصبحون قوّاداً

لجيوش السلام و امراء لجنود الحياة و نجوماً فی أفق الکمال

و سرجاً موقدة ساطعة الانوار بين الانام البدار البدار

يا احبّاء الرحمن. البدار البدار يا محبّی السلام البدار البدار

يا مخلصی النيّات. البدار البدار يا ناظری ملکوت اللّه

البدار البدار يا ناطقون بذکر اللّه البدار البدار يا متنوّرون

بأنوار اللّه الی الالفة و الاتّحاد و المحبّة و الائتلاف

و الاجتماع علی کلمة اللّه و الخدمة لامر اللّه و التوجّه الی

ملکوت اللّه و الثبوت علی ميثاق اللّه و النصرة لدين

اللّه و النشر لآثار اللّه و الاستقامة لامر اللّه. و انّی أدعو اللّه

ان ينزل عليکم کلّ برکة من السماء انّه هو القوّی القدير. و قد

أرسلنا حضرة الحاج عبدالکريم المحترم الی تلک الجهات

لبثّ روح الاتّحاد و الاتّفاق و أأمّل من اللّه له النجاح فی

هذا فانّ روح دين اللّه هو الاتّحاد و الاتّفاق ع‌ع
ص ١٦٥
هواللّه

ترانی يا الهی معترفاً بروحی و ذاتی و حقيقتی و کينونتی

بعجزی و فقری و فنائی و اضمحلالی و مقرّاً بذهولی

و فتوری و قصوری عن ادراک أدنی آية من آيات فردانيّتک

فکيف أحصی ثناء عليک. کلّت أجنحة أفکاری عن
الصعود الی ذروة الوجود فکيف الوصول الی غيب بهاء
سماء أحديّتک و انّی لعناکب أوهامی ان تنسج بلعابها

علی القمّة الشاهقة من حقيقة الامکان فکيف أعلی قباب

قدس رحمانيّتک. تنزّهت يا الهی عن کلّ ذکر و ثناء
فکيف ذکر هذه الذرّة الفانية و تقدّست عن کلّ فکر
و شعور و بيان فکيف نعوت هذه القطرة المتلاشية. کلّ
البحور متعطّش لفيوض رحمانيّتک و کلّ الشموس محتاجة
لاشراق نور فردانيّتک فکيف هذه الحقيقة البالية

و العظام الخالية. ربّ ربّ کمل عجزی و ظهر فقری و ثبت ذلّی

و بان احتياجی فی بيان نعت من نعوت أحبّائک فکيف

عتبة قدسک، اذاً يا الهی أعِنّی بقوّتک و قدرتک و امددنی

بالهامات غيب أحديّتک علی الثناء علی أحبّتک الّذين طابت

ص ١٦٦
ضمائرهم بنفحات قدسک و ارتاحت سرائرهم بفيوضات
انسک و صفت حقائقهم بآيات توحيدک و أشرقت
بواطنهم بفيوضات شمس تفريدک و اقبلوا بقلوبهم الی

مطلع رحمانيّتک و قرّت أعينهم بمشاهدة أنوار ربّانيّتک

و علت فطرتهم بسطوع أشعّة نيّر الوهيّتک و ارتفعت
أعلامهم فی بلادک و شاع و ذاع صيتهم فی مملکتک
و دخلوا فی ظلّ وجهک و استفاضوا من فيض أحديّتک

و منهم عبدک الجليل و رقيقک النبيل الحقيقة النورانيّة

و الشعلة الرحمانيّة و الآية الفردانيّة الّذی تحمّل کلّ بلاء

فی سبيلک و احتمل کلّ مصيبة فی محبّتک و ابتلی بکلّ رزيّة

فی صراطک و قاسی کلّ عذاب أليم فی أمرک. فآمن

بمبشّرک العظيم فی مبدأ الاشراق و استضاء بصبحک المبين

الساطع علی الآفاق و انجذب انجذاباً سرع الی مشهد الفداء

فی موطن جمالک الأبهی فی تلک القلعة العصماء و تعذّب

عذاباً لا يحصی و تحمّل الجوع و العطش و البلاء تحت رشق

النبال و رشّ الرصاص مع ذلک هو يذکرک بلسانه و فی خفيّ

جَنانه مبتهلاً اليک منقطعاً عن دونک مناجياً الی ملکوت

ص ١٦٧
قدسک و يقول ربّ لک الشکر علی هذه الموهبة الّتی
قدّرتها لخيرة خلقک و خصّصت بها بررة عبادک حيث
جعلتنی أنيسا لحضرة قدّوسک و نديماً لمظهر سبّوحک

الّذی قام عليه طغاة خلقک و ظلمة عبادک و طعنوه بألسنتهم

الحداد و أسنّتهم النافذة فی القلب و الفؤاد ثمّ أخرجوه مع

عبادک عن تلک الملجأ الحصين بقسم لو يعلمون عظيم و الاّ

قائدهم انّه الصادق الامين ثمّ خانوا و طغوا و بغوا الی ان

قطعوا أجساد أحبّائک ارباً اربا و سالت الدماء و تقطّعت

الاعضاء و تفرّقت الاجزاء و أصبحت اللحوم طعوماً

للطيور و العظام تحت الرَغام. و انقذت يا الهی هذا العبد

من يد العدوان بقدرتک الغالبة علی الامکان تمهيداً لما

بقی له من الازمان حتّی يتهيّأ الاستشراق من ظهور نيّرک

الاعظم الساطع الفجر علی الآفاق و يستفيض من السحاب

المدرار و يغترف من بحر الاسرار و يشرب من عين التسنيم

و يترنّح من نسيم فضلک العظيم. فعاش يا الهی تحت نصال

البغضاء و نبال العداوة و الملامة الکبری يشمته الاعداء

بما أقبل الی جمال فردانيّتک و يشتمه العُذّال بما توجّه الی

ص ١٦٨
ملکوت رحمانيّتک. و هو يا الهی معتکف فی زوايا

النسيان مختفی عن أهل العصيان . يتجرّع کلّ يوم کأس البلاء

و يذوق کلّ آن مرّ القضاء الی ان ارتفع النداء من حظيرة

البقاء فی الزوراء. فلبّی لندائک و استضاء من بهائک

و تهلّل وجهه بمشاهدة ضيائک و قرّت عينه بالنظر اليک

و التوکّل عليک فقام يدعو النفوس الزکيّة الی مرکز

رحمانيّتک و يدلّ الارواح المقدّسة الی مطلع فردانيّتک

و يتلو آياتک و ينشد کلماتک و يجذب قلوب أحبّائک و ييشّر

بظهورک فی تلک الانحاء و يشيع طلوع نورک فی تلک

الاصقاع فوفّقته يا الهی علی خدمة أمرک و اعلاء کلمتک

و نشر دينک و ترويج آثارک. لک الحمد يا الهی علی ما وفّقته

و أيّدته و خصّصته بالواح مقدّسة من عندک و خاطبته
بکلمة الرضاء من عندک حتّی تمکّن من هداية النفوس

الی معينک و دلالة الاعين الی نور مبينک و لم يزل تتوالی

عليه آثار فضلک و تتابع عليه اشراقات شمس جودک الی
ان تزلزل أرکان الوجود و انکسر ظهور أهل السجود
و قامت الرزيّة الکبری و اشتدّت المصيبة العظمی
ص ١٦٩

و اضطربت قلوب الاحبّاء فکان ناصحاً أميناً للاتقياء و سلوة

لقلوب محترقة بنار الجوی و معزّياً للاصفياء و مشوّقاً

للکلّ علی الاستقامة العظمی بعد صعود جمالک الأبهی

و اشتدّت عليه الاحزان و اثقلت عليه وطئها (١) الآلام

حتّی سمع نداء الميثاق و تلی کتاب العهد المنشور فی الآفاق

فانشرح صدره و قرّت عينه و طابت نفسه و انکشف

ظلامه و خفّ آلامه فشدّ رحاله الی عتبتک المقدّسة المعطّرة

الارجاء و ورد فی بقعتک النوراء و مرّغ جبينه بتراب
فنائک و عطّر مشامه بنفحات قدسک و استفاض من
فيوضات روضتک النوراء. و رجع الی تلک الاقاليم

الشاسعة الارجاء منادياً باسمک مستبشراً بذکرک. معلناً

لعهدک مرّوجاً لميثاقک و ما وجد يا الهی من أذن واعية

الّا أسمعها و نفساً مستعدّة الّا أحياها و روحاً منتظرة الّا

بشرّها و حقيقة زکيّة الّا أنعشها و ما مضت عليه مدّة

الّا انبعث فی قلبه الاشواق و زاد روحه يوماً فيوماً اشتياقاً

الی مشاهدة الأرض المقدّسة و زيارة التربة المطهّرة الی ان

-----------------------------------------------------

(١) هکذا فی هذه النسخة فليراجع الاصل الصحيح
ص ١٧٠

أخذ زمام الصبر من يده فتوجّه الی البقعة النورانيّة و التربة

المطهّرة الرحمانيّة مرّة ثانية مع وهن القوی و ضعف الاعضاء

و تسلّط الداء و عدم الاقتدار علی حرکة ما. فکان يا الهی

سائقه شوقه و حامله حبّه و قائده عشقه و جاذبه مرقد الجمال

الانور و التراب المطهّر المعطّر و دليله (١) فی سبيل آيات

توحيدک الساطعة من هذه البقعة المبارکة المقدّسة العلياء

فتشرّف بالعتبة المقدّسة النوراء و عفّر وجهه و شعره

بتراب هذه الأرض الّتی لم يزل جعلتها مرکز آياتک الکبری

و مطلع أنوارک الّتی أشرقت به الأرض و السماء و مکث
مدّة من الزمان بفضلک و جودک فی هذا المکان و هو

طريح الفراش عليل المزاج نحيف الاعضاء مرتجف الارکان

و لکن يا الهی کلّما شمّ رائحة الروضة الغنّاء و الحديقة

الغلباء انتعش منه الروح و تجدّد له الحياة فرجع الی وطن

جمالک الأبهی و تزود برکة من حديقتک الغنّاء مستبشراً

ببشارةٍ کبری معتمداً علی نشر آياتک فی الجزيرة الخضراء

موطن جمالک الأبهی. فاستبشر الاحبّاء يا محبوبی برجوعه

----------------------------------------------------------

(١) هکذا فی هذه النسخة فليراجع الاصل الصحيح
ص ١٧١

الی تلک الانحاء و زادوا انجذاباً الی ملکوتک الأبهی

و اشتعالاً بالنار الموقدة فی سدرة سيناء فتواردت عليه

أوراق الشبهات من أهل الارتياب و سکت لعلّهم ينتهوا

فی العداوة و البغضاء ثمّ لم ير فائدة من السکوت و عدم

الاعتناء فکتب جواباً قاطعاً و أرسل سيفاً صارماً لأحد

المرتابين و بکّته علی الذنب العظيم و دعاه الی الصراط

المستقيم و هداه الی النور المبين لعلّ يتذکّر بالذکر الحکيم

ثمّ جذب القلوب الی العهد القديم و قاد النفوس فی المنهج

القويم و ساق الطيور الی الماء المعين و لم يأل جهداً يا الهی فی

خدمة امرک و اعلاء کلمتک و نشر دينک الی ان انتهت
انفاسه و طابت نفسه بالصعود الی ملکوت رحمانيّتک

و اشتاق روحه يا محبوبی الی الطيران الی ذروة ربّانيّتک

فعرج اليک مستبشراً ببشاراتک منجذباً بنفحاتک منشرحاً

بتجلّياتک منجذباً للوفود عليک و النظر اليک و الحضور

بين يديک الهی الهی بارک وروده و أحسن وفوده فی
نزلک الأعلی و حديقة قدسک العليا و أجره فی جوار
رحمتک الکبری و اسقه کأس العطاء و اکشف له الغطاء
ص ١٧٢

حتّی يتشرّف بمشاهدة اللقاء و يتفيّأ فی ظلال السدرة

المنتهی و يترنّم علی شجرة طوبی بأبدع الالحان و فنون

الانغام يا ربّی الرحمن و ايّد کلّ من ينتسب اليه يا الهی بما

أيدّته به فی غابر الزمان و اجعلهم شرکائه فی الاخلاق کما

جعلتهم منشعبين منه فی الاعراق حتّی يسقوا زرعه

و يخرجوا شطأه و يوقدوا سراجه و يحيوا معالمه العظيمة

و يعظموا شعائره القديمة انّک أنت الکريم . انّک أنت العظيم و انّک أنت الرحمن الرحيم

هو الربّ الرحيم
يا أبناء الملکوت انّ سلطان الملکوت قد استقرّ علی
سرير الناسوت و انّ شمس عوالم اللاهوت قد سطعت

و لاحت من أفق الجبروت العزّة لها و السلطنة لها و العظمة

لها و لمن استضاء بنورها و استفاض من فيض جودها

و انّ ربّ الجنود الموعود فی التوراة و بلسان داود قد

ساق أجواق ملائکته و أفواج کتائبه و برکته الی
مشارق الأرض و مغارب البسيطة و نزلوا فی ميادين
الکفاح و معترک النزال و هجموا علی أحزاب الظلمات
ص ١٧٣
و جنود الضلالة بلمعات ساطعات فخرقوا منهم الصفوف
و کسروا منهم الألوف و استضائت الأرجاء و أضاء وجه
السماء و تلئلأت الانوار و انکشف الظلام بسطوع نور

انتشر من نار الشجرة المبارکة فی فردوس الربّ الجليل

و تهلّل وجه المخلصين و تهلهل السن الربّانيّين و اغبرّ وجوه

الفريسيين و الحمد للّه ربّ العالمين. و أنتم يا أبناء الملکوت

مثلکم ما نطق به روح القدس فی الانجيل الجليل انّ أميراً

کريماً مدّد مائدة رعناء مزيّنة بجميع النعماء و الآلاء

و فيها ما تشتهی الانفس و تلذّ به أعين الأصدقاء و تحلو به

ذائقة الوجهاء و تفرح به قلوب الاتقياء و دعا اليها الکبراء

و الامراء و العلماء. فلمّا أتی الميقات و أعدّت الاقوات

من الذّ نعماء متنوّعات أحجم المدعوّون عن الحضور

و أظهروا العذر الموفور و تأخّروا عن الرفد المرفود و الورد

المورود عند ذلک نادی الامير کلّ کبير و صغير و قريب

و غريب و أجلسهم علی المائدة و أطعمهم من ألذّ الطعام

بأوفر انعام و أعظم اکرام حيث انّ الوجهاء ما کان

لهم نصيب من تلک النعماء و أمّا الطائفة الاخری کانوا

ص ١٧٤
أهلاً لتلک الآلاء. و أنتم يا أبناء الملکوت فی تلک

الارجاء الشاسعة و الانحاء الواسعة بما کنتم أهلاً لهذه

المنح الرحمانيّة و النعم الربّانيّة بعث اللّه اليکم نفساً زکيّة

تهديکم الی هذه المائدة القدسيّة السمائيّة و تدلّکم الی

هذه الانوار الساطعة من ملکوت ربّکم و الفيوضات
النازلة من سماء جبروت بارئکم فيا فرحاً لکم من هذه

المواهب و يا سروراً لکم من هذه الرغائب و يا طرباً لکم

من هذه الموائد و يا طوبی لکم من هذه الالطاف الّتی هی

نسمة اللّه تيقظ کلّ نائم و روح اللّه تحيی کلّ عظم رميم هالک

استبشروا استبشروا استيقظوا استيقظوا فسوف تنتشر

هذه الروائح المحيية للارواح و تبهر هذه الانوار الکاشفة

للظلام هنيئاً لمشام تعطّر من تلک الروائح و بشارة لکلّ

بصيرة تنورّت من هذه الانوار فی الخواتم و الفواتح ع ع

هواللّه

يا من توجّه الی اللّه أشکر ربّک الرحمن بما مرّت عليک

نسمة الاسحار من رياض الاسرار و عبقت عليک نفحة
الازهار من حدائق الآثار ايّاک أن تمتحن سيّدک
ص ١٧٥
و مولاک بل لمحبوبک ان يمحص عباده المقبلين. أما

سمعت بأنّ عليّاً عليه السلام کان فی شفا جبل شاهق رفيع

فقال له أحد من المتزلزلين أ تعتمد يا علی علی اللّه و حفظه

و صونه و عونه العظيم قال و کيف لا و هو الحافظ اللطيف

قال اذاً فارم نفسک من ذروة هذا الجبل الشاهق ان
کنت واثق قال عليه السلام ليس للعبد ان يمتحن
مولاه بل للربّ ان يمتحن العبد هذا هو فصل الخطاب
و اقنع جواب. و أمّا ما سألت من السفر فعليک بالسفر
الی جهة الاشرار (١) و هذا سفر مريم اذ انتبذت من

أهلها مکاناً شرقيّا و توجّه الی اليمين و ما أدراک ما أصحاب

اليمين لعمر اللّه تجد عون الحقّ مقبلاً اليک و بشائر الفلاح

تدرکک من کلّ الجهات انّ هذا هو الذکر الحکيم
و الحمد للّه ربّ العالمين و هو الحقّ المبين ع‌ع
هواللّه

ربّ و رجائی انّی أتوسّل اليک بنقطة فردانيّتک و حجاب

وحيک و کلمة ربوبيّتک ان تؤيّد عبدک هذا بنغمات

-------------------------------------------------------

(١) هکذا فی هذه النسخة فليراجع الاصل الصحيح
ص ١٧٦
قدسک و روح مناجاتک و التذلّل و الانکسار فی
حضرة أحديّتک و الاکتشاف لاسرار کتاب ربوبيّتک
انّک أنت الکريم انّک أنت الرحيم و انّک أنت البرّ

الرؤف الحليم. فيا حضرة الاستاذ انّی لی المجال مع تبلبل

البال و عدم الاقبال التمکّن من تفاسير آيات الکتاب
و تأويل فصل الخطاب أسأل اللّه ان يجعل قلبک فجر
الانوار و مطلع صبح الاسرار حتّی تطّلع برموز کتاب

اللّه و تأويل آياته و ادراک بيّناته بالهام من عنده و ما يعلم تأويله

الّا اللّه و الراسخون فی العلم و أؤمّل من اللّه ان يجعل لک

قدماً راسخاً فی العلوم و يکشف عن الاعين غطاء الظنون

الناشئة عن أوهام أهل الفنون و يعلّمک حقيقة سرّه
المکنون و رمزه المصون حتّی تستفيض من أنوار فجر

الآيات البيّنات و هو الحقيقة المحمّديّة الساطعة الانوار

علی الاکوان و الليالی العشر هی ليالی حبالی قضاهن عليه

السلام فی بدء الوحی فی الغار و ولدن الاسرار و أشرقن

بالانوار و أتين بآيات خضعت لها الاعناق و ذلّت لها
الرقاب و خشعت لها الاصوات و کذلک تذکر قوله
ص ١٧٧

تعالی "و واعدنا موسی ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتمّ

ميقات ربّه" أربعين ليلة" تلک عشرة ليال تمّت به الميقات

و تجلّی الذات بجميع الاسماء و الصفات للکليم و تخصّص

بالتکليم انّ فی ذلک لآيات لکلّ عارف خبير. و أمّا

المفسّرون ذهبوا بانّ الليالی المذکورة هی الليالی العشر

الاخير من ذی الحجّة و بعضهم ذهب انّها الليالی العشر

الاخير من رمضان و السلام.. و المعنی الآخر الفجر جبينه

المنير و الصبح المبين و ليال عشر العزّة الغرّاء و الطرّة

السوداء و الحاجبان الاثنان و الاهداب الاربعة و الشاربان

و اللحی تلک ليال عشر مدهشة للعقول منعشة للنفوس
شارحة للصدور و لو أردت ان أفسّر هذه الآية کما هی
لا يسعنی فی هذه الاوقات و لعدم راحة البال و کثرة
الاشغال و عدم الاقبال اکتفيت بهذا المختصر لانّ
الآذان محدودة لتسمع کلمة من هذا البيان و يعترضوا

بها من دون بيّنة و برهان و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع

ص ١٧٨
هواللّه
ايّها الفرع الکريم من السدرة الرحمانيّة قد قضت
سنون و شهور بل مضت أحقاب و دهور و ما أرسلت

اليک قميصاً مع البشير بريد عناية ربّک الغفور تاللّه الحقّ

انّ القلب لفی شجن و أنّ الجسد لفی محن و انّ الاحشاء

لفی زفرات و انّ الأعين لفی عبرات و انّ الافئدة لفی

حسرات من ظلم أورث الظلام من ذئاب ضارية و کلاب

عقورة ساطية علی احبّاء اللّه و أمنائه و أودّاء اللّه و حلفاء

حبّه قد هجموا هجوم اليهود و صالوا کما يصول الدبّ

الحقود و لدغوا لدغة الحيّة الرقطاء و عبثوا بأحبّاء اللّه

کالذئب الکاسر فی جبال شمال الغبراء. تاللّه انّ أعين

حوريّات القدس فاضت بالدموع فی غرفات الفردوس

و ارتفعت منهنّ أصوات الرثاء و نحيب البکاء کالامرأة

الثکلاء و ضجّت قلوب الملأ الأعلی و ناح و صاح ثمّ ندبهم

أهل ملکوت الأبهی يا أسفا علی احبّاء اللّه و يا حسرة

علی الاشقياء بما هتکوا حرمة اللّه و فتکوا بأمناء اللّه

و افترسوا أغنام اللّه و سجنوهم فی أمکنة مظلمة دهماء

ص ١٧٩
و مسوهم بعذاب أليم من سياط و مقامع من حديد لمساء

ثمّ أخرجوهم و قطعوهم ارباً اربا و هجموا عليهم بسيوف

و سهام و رماح و سنان و سواطير و ظبات و جعلوهم مقطّعة

المفاصل و الجوارح و الأعضاء و حرقوهم بنار البغضاء
و أضرموا عليهم نيران العداوة الکبری و أعدموهم فی
لهيب نار تلظی أی ربّ ما سمع منهم النحيب فی السجن

الأليم و لا صعد منهم الحنين تحت مقامع من حديد و لا

روی منهم الأنين تحت سيوف کلّ جبّار عنيد و لا ارتفع

منهم الضجيج فی أجيج النار الشديد رضاء بقضائک

و تسليماً لأرادتک و انجذاباً الی ملکوتک و اشتعالاً

بنار محبّتک و شوقاً للقائک أی ربّ لمّا أخرجوهم من
السجون تحت السلاسل و الأغلال فی الأعناق و فی
أرجلهم الکبول و شاهدوا الجموع عصابة الشرور

صائلة ساطية بسهام و سنان و نصال و ظبات و سيف مسلول

طفحت قلوبهم بالسرور و امتلئت روحاً و ريحاناً و حبور

و ناجوا بلسانهم و جنانهم أی ربّ لک الحمد بما أنعمت

علينا بهذه الموهبة الکبری و أکملت علينا عطيّتک العظمی

ص ١٨٠

و شرّفتنا بهذا الفوز العظيم و أهرقت دمائنا فی سبيل

محبّتک يا ربّنا الکريم. أی ربّ انّ الأرواح مستبشرة

بالصعود اليک و القلوب طافحة بالسرور للوفود عليک
و الصدور منشرحة للحضور بين يديک فاقبل منّا الدّم
المهراق فی فراقک و الثار المسفوک للسلوک فی مناهجک
و الأجسام المطروحة علی التراب فی محبّتک و الأکباد

المستهدفة للسهام فی سبيلک و القلوب المشبّکة بالسنان

فی طاعتک و الرّؤوس المقطوعة بالحسام فی عبوديّتک

و الأجساد المحروقة بالنيران فی غيبتک. هذا ما ناجوک

به يا الهی عند صعود أرواحهم الی ملکوت تقديسک
و عروج نفوسهم الی جبروت تنزيهک. أی ربّ أفض
علی قلبی من فيوضات انقطاعهم عن دونک و اشرح
صدری بنفحات عبقت من حدائق قلوبهم و نوّر وجهی
بأنوار سطعت من وجوههم طريحاً علی التّراب شهيداً

بين الوری قتيلاً مجندلاً علی الثّری متقطّع الاعضاء ارباً

اربا لأفوز بما فازوا و ألوذ بما لاذوا و أشرب الکأس

الطافحة بالالطاف کما شربوا و أنال ما نالوا. ما أحلی يا الهی

ص ١٨١

سم الردی فی حبّک و ما الذّ مرّ الفناء فی سبيلک کانّها مرّ

الشمول من يد بديع الشمائل بين حياض و رياض و خمائل

اللّهمّ بارک عليّ ببرکتهم و ارزقنی تحيّتهم و احشرنی

معهم تحت لوائک و ادخلنی فی زمرتهم فی جنّة لقائک

و آنسنی بجمالهم فی حديقة عطائک. انّک أنت الموفّق المعطی الکريم الرحيم المنّان ع‌ع

هواللّه
يا من سمّی بفضل الحقّ أفاض اللّه عليک سجال الفضل

و العطاء و کشف بک عن أعين المحتجبين الغطاء و أيّدک

بجنود من الملأ الأعلی. سبحان من کشف القناع و تجلّی

سبحان من أشرقت الأرض بنوره و أضائت السماء
سبحان من أنشأ الخلق الجديد و أحی الموتی سبحان من
حشر الخلق و نشر الوری. سبحان من مدّد الصراط و وضع
الميزان و حاسب من فی الوجود فی يوم الطامّة الکبری
سبحان من أجار المخلصين فی جوار موهبته العظمی
سبحان من أدخل الموحّدين فی الجنّة المأوی سبحان من

نکل المحتجبين فی نار تلظی سبحان من أورد الموقنين علی

ص ١٨٢
مناهل الهنا سبحان من أذاق المرتابين صديد الغواية

و الضلالة و العمی سبحان من أخلد المشتاقين فی الحديقة

النوراء سبحان من عذب المبغضين فی جحيم البغضاء
سبحان من أنطق الصّادقين بالثناء سبحان من أبلی
الکاذبين بالخرس فی محافل الهدی سبحان من سطع
و لمع و أشرق من المرکز الأعلی سبحان من أفاض غمام

رحمته علی الثری سبحان من ربّی الوجود بتربية الروحانيّين

أهل العليّين من ملکوت أو أدنی سبحان من أحی
الوجود بنفحات أهل السجود فی النشأة الاولی سبحان

من نوّر الارجاء و أضاء الانحاء و عطرّ الآفاق و عمّم

الاشراق و حيّر الاحداق و نفخ روح الحياة فی هيکل

الامکان بحبّ و وفاق و ربّی الوجود بفيض الجود و انّ اليه

المساق و ايّد القلوب و شيّد البنيان المرصوص بزبر حديد

من قوّة الميثاق و جعل الثابتين فرحين بما آتاهم و مطمئنّين

بفضل مولاهم و أقام علی المتزلزلين قيامة الآماق سبحان

من غاب فی نقاب الجلال و تحجب بحلل الغياب فی هويّة
ملکوته الغائبة عن الاحداق سبحان من أدام فيض
ص ١٨٣
جبروته و استمرّ جود ملکوته و دام اشراقه و استدام
سطوع أنواره من أفق الغيب علی أهل الوفاق ع‌ع
هواللّه

اللّهمّ يا الهی لک الحمد و لک الشکر بما بعثت من بين عبادک

صفوة طابت سرائر هم و حسنت مناظرهم و زهت
ظواهرهم و صفت بواطنهم و أضائت وجوههم و اکفهرّت
نجومهم و استبشرت قلوبهم و کشفت کروبهم و انشرحت

صدورهم لمّا سمعوا نداء الميثاق و شاهدوا آيات الوفاق

و رأوا نور الاشراق و لبّوا لنيّر الآفاق و تهلّلت وجوههم

بنور المواهب و تهلّلت ألسنتهم بذکر ربّ الرغائب و نطقوا

بالثناء و استضاؤا بنور الهدی و اشتعلوا بالنار الموقدة فی

سدرة السيناء و ثبتوا علی العهد القديم و سلکوا فی الصراط

المستقيم و تمسّکوا بالحبل المتين و توجّهوا الی الافق المبين

و تأسّوا بذی خلق عظيم و اجتمعوا فی محفل الثناء باسمک

الرحمن الرحيم و تذکّروا فی الميثاق الغليظ و اتّفقوا علی

الرأی السديد و تأيّدوا بروح جديد و انشرحوا صدراً
ص ١٨٤
بقراءة العهد الوثيق و نمقوا الکتاب المبين الناطق

بالثبوت و الدالّ علی الرسوخ و التمسّک بالعروة الوثقی الّتی

لا انفصام لها و التشبّث بذيل رداء الکبرياء. أی ربّ نوّر

وجوههم فی الملکوت الأبهی و أسمعهم نداء التحسين

من الملأ الأعلی و اجعلهم من آياتک الکبری و قدّر لهم

خير الآخرة و الاولی و ارفع لهم مقاماً فی الرفرف الاسمی

و اجعل لهم لسان صدق بين ملأ الانشاء و ادخلهم فی جنّة

اللقاء بعد الصعود الی الرفيق الأعلی انّک أنت المقتدر علی

ما تشآء و انّک أنت البرّ القدير ع‌ع
هواللّه

ايّها المشتاقون المهتزّون من سريان نسيم محبّة اللّه من

رياض ملکوت الأبهی تاللّه الحقّ انّ ملأ التقديس
و جواهر التوحيد من هياکل التفريد يشتاقون اليکم
و بالاخصّ هذا العبد البائس الآبق الخاضع المنکسر

المسکين و ادعو اللّه ان يهيّأ لی من أمری رشداً و يرزقنی

مشاهدة وجوه الاحبّاء و مؤانسة المطالع النورانيّة فی

محفل الوفاء. ربّ يسّر لی هذا العطاء و اسکرنی بهذا
ص ١٨٥
الصهباء و نوّر بصری بمشاهدة الانوار الساطعة من
وجوه الاوّداء الاتقياء انّک أنت الکريم المعطی

الرحمن الحمد للّه المعطی الالآء، رازق النعماء مفصّل

النقطة البارزة عنها الهاء مکوّر شمس البازغة فی أوج

السماء و ناشر نجوم الخنّس فی کنائس الهوی و موقد
السراج الساطعة فی زجاج الوفاء و جعلهم کواکب

ملکوت الأبهی. و الصلاة و البهاء و الثناء علی النفوس

القدسيّة الّتی خضعت و خشعت و خنعت و سجدت لکلّ

تراب موطأ لاقدام احبّاء اللّه. ثمّ يا أصفياء اللّه عليکم

بالاتّحاد و الاتّفاق و الاحتراز عن الشقاق و الابتعاد من

أهل النفاق کونوا أزمّة واحدة ملکوتيّة و جنوداً مجنّدة

لاهوتيّة و هيئة متّحدة اجتماعيّة يظهرکم اللّه علی کلّ الأمم

و الملل و يعلی کلمتکم بين الشعوب و القبائل و طوائف العالم

و ينصرکم بجنود و فوز من جبروت الأبهی و جحافل
و کتائب هاجمة من الملأ الأعلی و اذا اختلفتم يذهب

فيضکم و ينقطع سيلکم و يغضب حبيبکم و يقلّ نصيبکم و يفرّ

طبيبکم و يغلب أعدائکم و يستولی عليکم شانئکم و يتشتّت

ص ١٨٦
شملکم و يتفرّق جمعکم و يظلم أنوارکم و يغرب شهابکم
و يأفل کوکبکم و تفرّق موکبکم و يغور مائکم و يسور
نيران عذابکم و تصبحون أجساماً لا روح لها و کؤساً

لا صهباء فيها و زجاجاً لا سراج و لا منهاج و لا معراج

و انّی أبتهل الی اللّه ان يفتح عليکم أبواب التوحيد فی جميع

الشؤون منزّهاً عن التحديد و التقليد و متوسّلاً بذيل

التفريد و التجريد لعمر اللّه انّ قلب عبدالبهاء لا يفرح

الّا بوحدة احبّاء اللّه و احبّاء أصفياء اللّه و اسأل

اللّه ان يمنّ عليّ بهذا الفضل العظيم ع‌ع
١٥محرّم سنة ١٣١٧
هواللّه
يا من انجذب بنفحات اللّه قد وردنی کتاب کريم

يتضمنّ معنی بديع ممّن له فی العلم حظّ عظيم و لسان فصيح

و بيان بليغ و أخذنی السکر من صهباء معانيها و رنّحنی بما

أدرکنی نسائم محبّة اللّه الهابّة من رياض مبانيها و للّه درّک

ايّها الفاضل البليغ و المترسّل الفصيح بما أوجزت و أعجزت

و أطنبت و أعجبت و أسهبت و أطربت و ما هذا الّا من
ص ١٨٧

فضل ربّک الجليل فی هذا العصر الجديد فاستبشر ببشارات

اللّه بما کشف الغطاء و أجزل العطاء و أنقذ من الخطاء

و تجلّی علی الفؤاد فوضع سبيل الرشاد و اتّسع باب الفتوح

حتّی جاهدت بقلب مشروح و آنست الابرار و اطّلعت
بالاسرار و دخلت محفل أولی الارواح و تجرّعت اقداح
الراح من يد مصباح الهدی و يوقد و يضیء فی زجاج

الملأ الأعلی و يشرق علی العوالم کلّها من مرکز ملکوته

الأبهی و انّی لاناجی فی جنح الليل الداجی لمن يسمع
النجوی ان يؤيّدک بالهام من شديد القوی حتّی تدرکک
هواتف العلی ببشارات تسمع من کلّ الاشياء التهليل

و التکبير فی ذکر ربّک الأعلی و تطّلع بأسرار محبوبک

الأبهی و تنکشف لک غوامض المسائل الّتی سئلتنی عنها

و طلبت حلّها و بيانها و انّی لی ان يجول قلمی فی ميادين

الاوراق بشروح ضافية الذيل وافية السيل عن حقيقة

الاشراق و لکن لحبّی ايّاک و تعلّق قلبی بالفاضل الجليل

رفيع الرفيع أتعرّض بکلام موجز اللفظ فی بيان أوّل مسئلة

من غوامض المسائل الّتی سئلت عنها مع تفاقم الامر
ص ١٨٨

و تلاطم البحر و عدم المجال و شدّة الاعتلال فی هذه الايّام

الّتی ارتعدت من شدائدها فرائص رجال کراسيات الجبال

و هو منحة فی هذه الايّام. فاعرف قدر هذه المنحة الّتی

اختصصت بها مع تزاحم الشواغل و تشابک الاشغال

و ارتباک الخواطر و تشتّت الافکار فی الليل و النهار فيا أيّها

العالم الفاضل و السريّ الکامل اعلم ان حقيقة الالوهيّة

الذات البحت و المجهول النعت لا تدرکه العقول و الابصار

و لا تحيط بها الافهام و الافکار کلّ بصيرة قاصرة عن

ادراکها و کلّ صفقة خاسرة فی عرفانها انّی لعناکب

الاوهام ان تنسج بلعابها فی زوايا ذلک القصر المشيد و تطّلع

بخبايا لم يطّلع عليها کلّ ذی بصر حديد و من أشار اليه

أثار الغبار و زاد الخفاء خلف الاستار بل هی تبرهن
عن جهل عظيم و تدلّ علی الحجاب الغليظ. فليس لنا
السبيل و لا الدليل الی ادراک ذلک الامر الجليل حيث
السبيل مسدود و الطلب مردود و ليس له عنوان علی
الاطلاق و لا نعت عند أهل الاشراق. فاضطررنا علی
الرجوع الی مطلع نوره و مرکز ظهوره و مشرق آياته
ص ١٨٩

و مصدر کلماته. و مهما تذکر من المحامد و النعوت و الاسماء

الحسنی و الصفات العليا کلّها ترجع الی هذا المنعوت و ليس

لنا الّا التوجّه فی جميع الشئون الی ذلک المرکز المعهود

و المظهر الموعود و المطلع المشهود و الّا نعبد حقيقة موهومة

مقصورة فی الاذهان مخلوقة مردودة ضربأ من الاوهام
دون الوجدان فی عالم الانسان و هذا أعظم من عبادة

الاوثان فالاصنام لها وجود فی عالم الکيان. و أمّا الحقيقة

الألوهيّة المتصوّرة فی العقول و الاذهان ليست الّا وهم

و بهتان لانّ الحقيقة الکلّيّة الالهيّة المقدّسة عن کلّ

نعت و أوصاف لا تدخل فی حيّز العقول و الأفکار حتّی
يتصوّرها الانسان و هذا أمر بديهی البرهان مشهود فی

عالم العيان و لا يحتاج الی البيان. اذاً مهما شئت و افتکرت

من العنوان العالی و الاوصاف المتعالی کلّها راجعة الی

مظهر الظهور و مطلع النور المتجلّی علی الطور. قل ادعوا

اللّه أو ادعوا الرحمن فايّا ما تدعوا فله الاسماء الحسنی

فاشکر اللّه بما أحببتک بکلّ قلبی و أجبتک بقلمی و بيّنت

لک البيان الواضح الجليّ فی هذه المسئلة الّتی عظمت عند

ص ١٩٠

أولی العلم و الحجی و ما هذا الّا بفضل محبوبک الأبهی

و أما المسائل الأخری کلّها مشروحة فی الزبر و الألواح

فارجع اليها تراها مشروحة العلل هيّنة الاسباب فی کلّ

محلّ ثمّ استدرک الامر بالتفکّر و التعمّق و التوجّه الی

اللّه و التفکّر فی کلمات اللّه و مذاکرة الفاضل الرشيد

الفريد الوحيد فی ذلک القطر السحيق رفيع الرفيع زاده

اللّه بسطة فی العلم و الفضل و سقاه رحيقا من عصير هذا

العصر انّ ربّی ليؤيّده بالطاف يزيد عن الحصر و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع

هواللّه

يا بهائی الأبهی أصبحت فی هذا اليوم النيروز و أنوار

تقديسک متلئلئة من کلّ الارجاء و آيات توحيدک متلوة

فی السن کلّ الاشياء و بيّنات تفريدک موضحة فی منشور

کتاب الانشاء. فطوبی لمن رتّلها ترتيلاً يرنّح أهل الملأ

الأعلی و يسمعه أهل ملکوت الأبهی فسبحان ربّی

الأعلی و لمّا يا الهی استقربی المقام مقبلًا الی مطاف

المقرّبين و اذاً أمامی کتاب مسطور و لوح محفوظ و رقّ

ص ١٩١
منشور يحتوی علی حجج بالغة و براهين واضحة و دلائل

لائحة ردّاً علی من ردّ عليک و شهاباً ثاقباً علی من استرق

السمع و هو معترض عليک. أی ربّ ايّد منشئها بتأييدات

ملکوتک الأبهی و أشدد أزره بشديد القوی و انطقه
بثنائک فی المجامع العظمی و اجعله آيتک الکبری

و الحجّة البالغة فی أثبات أمرک بين الوری و الآية الباهرة

فی عالم الانشاء و الراية المرتفعة علی صروح المجد الأعلی

و الدرّة اليتيمة و الجوهرة الفريدة المتلئلئة فی اکليل العلی

أی ربّ نوّر وجهه بانوار ساطعة من ملکوت الأبهی
و أشعة بازغه من الأفق الأعلی بما خدم أمرک و أشهر
برهانک و أظهر دليلک و بيّن سبيلک و زيّن صحائف

التبيان بآيات توحيدک . انّک أنت الکريم الرحيم. ع‌ع

هو اللّه

قد خلقت يا الهی کوناً جامعاً و کياناً واسعاً بفضاء غير متناه

قصرت عن حدوده العقول و الافکار و زيّنت و أنقت

يا ربّی الکريم هذا الکون العظيم باجسام نورانيّة و شموس

بازغة و بدور لامعة و نجوم ساطعة و آفاق مشرقة و مطالع

ص ١٩٢
ظاهرة و آيات باهرة و بيّنات شافية کافية حتّی تدلّ

عليک و تشهد بفردانيّتک و وحدانيّتک الثابتة الظاهرة

الواضحة الآثار. هذه يا الهی آياتک الکبری فی حيّز الآفاق

و أدلّتک الواضحة فی عالم الاجسام عند أهل الاشراق

و هذا الکون الجسمانی مهما عظم و کبر و اتّسع ليس الّا

شعاع من العوالم الروحانی أو قطرة من البحور المتموجّة

فی حقائق الانفس و العالم الروحانی و قد علمت انّ رقّها

المنشور يا ربّی الغفور آية من اللوح المحفوظ الرحمانی

و بحره المسجور قطرة من ذلک المحيط الصمدانی. فاشغل
هذه الصور و النقوش الآفاقی عبادک الّذين غفلوا عن
ملکوت قدسک السبحانی سبحانک ما أعظم شأنک

فی ذلک العالم الخفيّ الجليّ المستور المشهور الغائب المشهود

النورانی و قد عرّفتنی يا الهی انّ الاکوان من حيث

الناسوت انّما انعکاس يا محبوبی من تلک العوالم الغيبيّة

اللّاهوتيّة الّتی لا يدرکها الّا کلّ بصير و شهيد و سميع تجرّد

عن الشئون الامکانی. سبحانک سبحانک جلّت عظمتک
کم خلقت فی ذلک الکون الجليل العظيم الوجدانی من
ص ١٩٣
شموس أشرقت علی الارواح و أقمار سطعت فی ذلک
الفضاء و نجوم لاحت و تلئلئت فی ذلک الأفق النورانی
و بحور هاجت و ماجت بارياح تتنسم من مهبّ فيضک
الابدی السرمدی الوجدانی و کم من غيوم فاضت بغيوث

هاطلة من الحقائق و المعانی و انهر جارية بماء معين فی

خلال الفردوس الرضوانی و أشجار بسقت بقطوف

دانية و اثمار يانعة و أزهار معطّرة ينتشر منها نفح الطيب

فی الآفاق الانسانی. و تلک النجوم الساطعة عبادک الّذين

نسوا شئونهم و دعوا شجونهم و طابت نفوسهم و صفت

قلوبهم و أشرقت ضمائرهم و تنورّت سرائرهم و انقطعوا عن

دونک و اخلصوا وجوههم لوجهک الکريم و استخلصتهم

لخدمة جمالک المنير و انتخبتهم لنشر دينک المبين و اعلاء

کلمتک بين العالمين. لک الحمد يا الهی علی ما وهبت و لک

الشکر يا محبوبی علی ما بعثتهم من مراقد هم و جعلتهم جنوداً

باسلة و جيوشاً صائلة روحانيّة نورانيّة يزئرون زئير الضرغام

فی الآجام و يصدحون بهدير ورقاء القدس فی ذلک
الرياض و يسبحون حيتاناً للملکوت فی تلک الحياض
ص ١٩٤

أی ربّ أيّدهم بنفحات القدس تمرّ علی المشام و نسائم الطافک

فی العشيّ و الاسحار و رطّب حدائق قلوبهم بفيض محيّ

للأرواح و انصرهم بتجلّيات تقديسک فی کلّ حين و آن أی

ربّ اجعلهم آيات الهدی تتنوّر بوجوههم الأرض و السماء

و اعل بهم کلمتک العليا و ارفع بهم لواء توحيدک فی الاوج

الأعلی و اجعلهم آيات التقوی و مظاهر الانقطاع بين

الوری و ينابيع حکمتک فی عالم الانشاء و مطالع تقديسک

و تنزيهک فی أفق العلی حتّی يربّوا عبادک بفنون تعاليمک

الّتی هی أسّ الفضائل و الکمالات الّتی لا تعدّ و لا تحصی

و تصبح هذه الغبراء غبطة للخضراء و تمتدّ فی عالم الوجود

بساط جنّتک الأبهی و ينطبق هذا الکون الادنی بالملأ

الأعلی و يصبح مرآة صافية مرتسمة منطبعة بصور و نقوش

من ملکوت قدسک فی النشأة الأخری. و منهم يا الهی

هذا العبد الّذی قد تجرّد عن کلّ رداء و ارتدی برداء

الانقطاع و نسی الدنيا و ما فيها و ترک الراحة و الرخا و انفق

وجوده و شئونه فی سبيل الهدی و ترک الموطن و المأوی

و اغترف فی بلاد شاسعة الارجاء. و کم يا الهی ناجاک تحت

ص ١٩٥

السلاسل و الاغلال فی ظلام السجون و البلاء و کم يا محبوبی

تضرّع اليک و تبسّم ضاحکاً من شدّة المحن و الآلام و کم

يا سيّدی تحمّل مشقّات لا يحتملها الّا کلّ عبد أواب

و انتقل يا محبوبی من بلاد الی بلاد و قطع التلول و الصخور

و السهول و البحار ليهدی النفوس الی معين رحمانيّتک فی

العدوة القصوی البعيدة الانحاء المتّسعة الارجاء ربّ

ربّ انظر اليه بلحظات عين رحمانيّتک الّتی لا تنام و احفظه

فی کهف حمايتک الرفيع البناء و احرسه فی ظلّ جناح
کلائتک بعونک و صونک يا ربّی الأعلی انّک أنت معين

الاحبّاء و نصير المنقطعين من الاصفياء لا اله الّا أنت العزيز المتعال ع‌ع

هو اللّه

أيّتها المقبلة الی اللّه انّی أخذت تحريرک المورّخ بثالث

می (١) سنة ألف و تسعمائة و ثلاث واطّلعت بمضمونه البديع

الدليل علی توجّهک الی ملکوت السموات و تعلّق قلبک

بنفثات روح القدس فی هذه الاوقات. يا أمة اللّه انّ عنوانی

هو عبدالبهاء فخاطبينی بهذا العنوان الجليل المعنی طوبی لک بما

-------------------------
(١) ای شهر مايو
ص ١٩٦

انجذب قلبک بنفحات اللّه واطّلعت باسرار اللّه و تقرّبت

الی اللّه و کشف اللّه عن بصرک الغطاء فرأيت عبدالبهاء

مرّة بعد أخری. ثمّ اعلمی انّ تعاليمی هو الحبّ الخالص

لعموم الخلق و الرحمة الواسعة لکلّ انسان. يا أمة اللّه

سترين بعين السرور انّ طير محبّة اللّه منتشر الجناح علی

الآفاق و ذلک سبب تعاليم بهاء اللّه لانّها روح الوجود

فی جسد الامکان و ايّها النور الساطع علی آفاق الامکان.

و أمّا ما سئلت بأيّ وسيلة يمکن الحصول علی التعاليم رأساً

من عبدالبهاء اعلمی انّ الوسيلة العظمی هی محبّة اللّه

لانّها قوّة کاشفة للغطاء مدرکة لحقائق الاشياء نافذة فی

قلوب الانسان جامعة لأغنام اللّه من کلّ ملل فی الآفاق

و هی الرابطة العظمی بين القلوب و الارواح. و أما اتّحاد

النفس و الروح فالنفس اذا أخذته نفثات روح القدس

تتّحد مع الروح اتّحاد المرآت مع الشمس فتتجلّی بأنوارها

الساطعة فی هذه المرآت الصافية. و أمّا مسئلة الرجوع

الی هذه الدنيا الفانية فهذه الدنيا دار العذاب و دار البلاء

و دار الشقاء فالرجوع اليها عقاب أيضاً لکلّ انسان من

ص ١٩٧

الملوک و المملوک يا أمة اللّه هل أبصرت فی هذه الدنيا

انساناً سعيداً من جميع الجهات و محفوظاً من کلّ بلاء

لا و اللّه فلا بدّ لکلّ بشر من غمّ فکيف الانسان يحبّ

الرجوع اليها و الی هذه العيشة الضنکة المحاطة بأنواع

البلاء. بل الروح کطير محصور فی قفس الجسد متی تکسّر

هذا القفس طارت الطير الی رياض الملکوت بکلّ سرور
و حبور و أمّا ما سئلت انّ بعض النفوس سعيدة فی هذه

الدنيا و بعضها فی أشدّ بلاء فما السبب لهذا اعلمی ان

حکمة اللّه اقتضت التنوّع و الأختلاف فی المعيشة و لو لا

التنوّع ما انتظمت الامور و ما تکمل الوجود و لو کانت

الاشجار کلّها نوعاً واحداً و کلّها رشيقة بديعة لمّا کان

لها صفاء و بهاء و نضارة و کمال فبتنوّع الاشجار حصل

الانتظام و اللطافة و الصفاء و ترتّبت الآفاق. فلکلّ انسان

مصاب بالبلاء لمکافات فی ملکوت اللّه لانّ حياة

الدنيا کلّها کرب و بلاء فتختلف بحسب الدرجات فالملوک

لهم تعب و بلاء و المملوک له محنة و شقاء فبالنسبة الملوک

فی النعيم و المملوک فی الجحيم و لکن فی نفس الامر
ص ١٩٨

الملوک أيضاً فی بلاء عظيم و لا يستريح فی الدنيا انسان

و لا يطمئنّ قلب و لا يستبشر روح بل کلّهم محفوفون

بنوع من البلاء و المکافات علی تحمّل البلاء فی ملکوت

اللّه و انّی أسأل اللّه ان يجعلک آية الهدی و الناطقة

بالثناء علی جمال الأبهی و يهدی اللّه بک نفوساً کثيرة

تنجذب بنفحات اللّه. و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع
فی ٦ جون سنة ١٩٠٣
هو اللّه
الهی و موئلی عند لهفی و ملجأی و مهربی عند اضطرابی
و ملاذی و معاذی عند اضطراری و أنيسی فی وحشتی
و سلوتی فی کربتی و جليسی فی غربتی و کاشف غمّتی

و غافر حوبتی انّی أتوجّه اليک بکلّيّتی و اتضرّع اليک

بحقيقتی و کينونتی و هويّتی و جنانی و لسانی ان تحفظنی

عن کلّ شأن يخالف رضاک فی دور فردانيّتک و تطهرنی

من کلّ وضر يمنعنی عن التنزيه و التقديس فی ظلّ شجرة

رحمانيّتک ربّ ارحم الضعيف و اشف العليل و ارو الغليل

و اشرح صدوراً اشتعلت فيها نار محبّتک و اضطرم فيها
ص ١٩٩
لهيب عشقک و شوقک و البس هياکل التوحيد حلل
التقديس و توّجنی باکليل مواهبک و نوّر وجهی بضياء
شمس مراحمک و وفّقنی علی خدمة عتبة قدسک و املأ
قلبی بمحبّة خلقک و اجعلنی آية رحمتک و سمة عنايتک

و موفّقنا علی التأليف بين أحبّتک و خالصاً لوجهک و ناطقاً

بذکرک و ناسياً لشئونی و متذکّراً لشئونک ربّ ربّ

لا تقطع عنّی نفحات عفوک و فضلک و لا تحرمنی عن معين

عونک و جودک و احفظنی فی ظلّ جناح حمايتک و ارعنی
بعين حمايتک و انطقنی بثنائک بين بريّتک حتّی يرتفع

ضجيجی فی المحافل العلياء و ينحدر من فمی ذکرک انحدار

السيول من الاتلال انّک أنت الکريم المتعال و انّک انت العزيز القدير ع‌ع

هو اللّه

الحمد للّه الّذی أشرق نوره و تجلّی ظهوره و تنسّم نسائم

التقديس من رياض قدسه و استبشر القلوب بنفحات
رياض أنسه قد اهتزّت الارواح من هذه الکأس

الطافحة براح الحبّ و الوفاء و فازت النفوس بأعظم فلاح

ص ٢٠٠
و نجاح و استبشر المقدّسون و فرح المخلصون و انجذبت
الحقائق الرحمانيّة من هذا الفيض الموفور فسجدت
و رکعت و ثبتت و نطقت و صاحت و قالت سبحان من
أحاط الآفاق ندائه الاحلی سبحان من أضاء الامکان
بنوره الأعلی سبحان من انجذب القلوب بآياته النازلة
من ملکوته الأبهی سبحان من قدّر لأحبّائه الموهبة
العظمی سبحان من رفع راية الهدی فی ساحة الغبراء

و جعلها غبطة للخضراء. و التحيّة و الثناء علی الحقيقة النوراء

و الکلمة الجامعة العلياء و الآية الکبری و الهويّة

الساطعة اللئّلاء النقطة الاولی و الجمال الأعلی روحی له

الفداء و علی الّذين اقتبسوا من أنواره و اطّلعوا بأسراره

و اکتشفوا آثاره الی يوم ينادی المناد من الأفق الأعلی.

أمّا بعد ايّها الحبيب استمع للنداء الأعلی الّذی يأتی

من الملکوت الأبهی و يدعوک الی الهدی و يأمرک
بالتقوی و يعطيک السبب الاقوی حتّی تتمسّک بذيل

الکبرياء و تسقی من کأس الوفاء الطافحة بصهباء البقاء

و تترنّح من نشوة لاهوتيّة و تحيی بنفحة مسکيّة روحانيّة

ص ٢٠١
الشذا و تسرع الی مشهد الفداء منجذباً الی الملکوت

الأبهی ناطقاً بالثناء علی ربّک الأعلی مخلّداً فی الجنّة

العليا مطمئنّاً بالفضل الاوفی مشتعلاً بحرارة نار توقدّت

فی طور سيناء و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع
هو اللّه
الهی تسمع زفير ناری و صريخ فؤادی و حنين روحی

و أنين قلبی و تأوّهی و تلهّفی و ضجيج أحشائی و تری أجيج

نيرانی من شدّة حرمانی و توجّعی و تفجّعی و احزانی
و شدّة بلائی و عظيم أشجانی و تعلم ذلّی و مسکنتی
و افتقاری و اضطرابی و اضطراری و قلّة نصرتی
و کثرة کربتی و شدّة غمّتی و حرقة لوعتی و حرارة

غلّتی و هل لی من مجير الّا أنت و هل لی من ظهير الّا

أنت و هل لی من نصير الّا أنت و هل لی من سمير الّا
أنت لا و حضرة عزّک أنت سلوتی و عزائی و راحتی
فی شقائی و برئی و شفائی و عزّتی و غنای و مونسی
فی وحدتی و أنيسی فی وحشتی و مناجی للناجی فی جنح
الظلام فی الليالی حين تهجّدی فی أسحاری و تضرّعی
ص ٢٠٢
فی أسراری و تبتّلی فی عشواتی و ابتهالی فی غدواتی
الهی الهی قد انصرم صبری و اضطرم قلبی و تفتّت کبدی
و احترقت أحشائی و اندقّ عظمی و ذاب لحمی فی
مصيبتک الکبری و رزيّتک العظمی فتلاشت أعضائی

وتفصّلت أرکانی من أحزانی و أشجانی الّتی أعجزتنی فی

هذه النازلة القاصمة و الفاجعة القاصفة و ما مرّت ايّام الّا

سمعت صوت الناعی ينعی النجم الدرّی الابهر بنبيلک
الأکبر فسالت بمصيبته العبرات و صعدت الزفرات
و ازداد الشجن و اشتدّ الحزن و ارتفع نحيب البکاء
و ضجيج الاصفياء فانّک يا الهی خلقته من جوهر حبّک
و انشأته من عنصرالوله فی جمالک و الشغف فی ولائک

و ربّيته بأيادی رحمتک و شملته بلحظات أعين رحمانيّتک

حتّی نال رشده و بلغ أشدّه فاوردته علی مناهل العلوم

و شرائع الفنون العالية و الآليّة الذائعة الشائعة فی آفاق

مملکتک بين عبادک حتّی أقرّ له کلّ عالم بقدم راسخ فی

کلّ فنّ بجودک و منّک و اعترف له کلّ فاضل ببراعة

فائقة فی کلّ علم الهی و رياضی نظراً و استدلالاً و اشراقاً

ص ٢٠٣

بفضلک و عطائک. و لکن تلک المنابع و المصانع ما کانت

تقنعه يا الهی و تروی ظمأ قلبه و غليل فؤاده بل کان

ملتاحاً لفرات معرفتک و ظمآناً لبحر عرفانک و عطشاناً

لسلسبيل علمک حتّی وفّقته علی الحضور بين يديک
و الوفود بساحة قدسک و التشرّف بلقائک و جذّبته
نفحات وحيک و أخذه رحيق بيانک و انعشه نسائم
رياض أحديّتک فاهتزّت کينونته من نسيم عطائک

و تعطّر مشامه من شميم عرار نجدک و قام علی نشر آياتک

و اقامة برهانک و اشهار سلطانک و اعلاء کلمتک و اثبات

حجّتک بين عبادک فتضوّع من رياض قلبه طيب حبّک

و عرفانک و انتشر انفاس حبّه و هيامه بين أشرار خلقک

و طغات عبادک و قاموا عليه بظلم مبين و جور عظيم

الی ان أخرجوه من موطنه مهاناً فی سبيلک و ذليلاً فی

محبّتک و أسيراً فی مملکتک مکشوف الرأس حافی

الاقدام حقيراً فقيراً مظلوماً مبغوضاً بين جهلاء خلقک

و مضت أيّامه کلّها ليالی لکربته و غربته و شدّة بلائه

و عظيم ابتلائه فی سبيل حبّک و هو مع کلّ ذلک مستبشر

ص ٢٠٤
بنفحاتک و مسرور بعناياتک و فرح فی ايّامک و منشرح
بفضلک و عنايتک و احتمل کلّ مصيبة فی أمرک حتّی
وقعت الواقعة العظمی و الفاجعة الراجفة الکبری
و زلزلت الأرض زلزالها و وضع کلّ ذات حمل حملها

و صعد النيّر الأعظم الی الأفق الأعلی و الأوج الاسمی

نادی بلسانه الاخفی أدرکنی يا ربّی الأبهی و الحقنی
بجوار رحمتک الکبری و أجاب النداء منجذباً راجعاً
الی مقعد الصدق فی ظلّ سدرة رحمانيّتک الممدود علی
الاصفياء من أحبّائک الاتقياء. ای ربّ اسکنه فی کهف
عنايتک و ادخله فی جنّة أحديّتک و ارزقه نعمة لقائک
ببقاء وحدانيّتک و دوام صمدانيّتک انّک أنت الفضّال

الرحمن الرحيم. و اذا اردت ان تزور تلک الروضة الغنّآء

الطيّبة الارجاء المتضمنّة جسداً احتمل الشدائد فی سبيل

اللّه اقبل عليها و قل عليک بهاء اللّه و أنواره و ألقی عليک

ذيل ردائه و طيّب رمسک بصيب رحمته و اسراره و أراح
روحک فی ظلّ سدرة فردانيّته و أفاض عليک غمام

صمدانيّته و أدرّ عليک ثدی رحمانيّته. أيّتها الکينونة

٢٠٥

المنجذبة الی جوار رحمته و الحقيقة المستفيضة من فيوضات

شمس حقيقته أشهد انّک آمنت باللّه و آياته و أقررت
بوحدانيّته و شربت کأس العرفان من يد ساقی عنايته
و سلکت فی صراطه المستقيم و ناديت باسمه الکريم

و هديت أهل الوفاق بظهور نيّر الآفاق من مطلع الاشراق

و ثبت علی حبّه ثبوتاً يتزعزع منه رواسخ الجبال و خدمت

مولاک فی أولاک و أخراک و احتملت المصائب و ابتليت

بأشدّ النوائب فی سبيل ربّک و ربّ آبائک الاوّلين. لا ضير

ان تواری جسدک تحت الثری فروحک بالأفق الأعلی
و الملکوت الأبهی. طوبی لک فی هذه المنحة الکبری
و الموهبة العظمی فانّک أوّل من أجاب داعی الصواب
بعد غروب شمس الهدی ربّ السموات العلی من
الأفق الأدنی و يلوح و يضیء جماله من الأفق الأعلی
ملکوته الرفيع و جبروته المنيع. بشری لک فی اللقاء

و هنيئاً لک کأس العطاء من يد ساقی البقاء يا من استغرق

فی بحر الغنی و سکن فی جوار رحمة ربّه الکبری الرفيق

الأسمی. أسأل اللّه ان يؤيّد احبّائه علی هذه المقامات

ص ٢٠٦

السامية العليا الّتی تتلئلأ الوجود فيها بأنوار اللّه فی ملکوت

الاسماء و انّه مجيب الدعاء و سميع لمن ناجاه متوسّلا

بکرامة احبّائه و برکة أصفيائه الّذين احتملوا الشدائد

العظمی فی سبيل اللّه ربّ الآخرة و الاولی ع‌ع
هو اللّه
و انّک أنت يا الهی سبقت رحمتک و کملت موهبتک
و أحاطت قدرتک کلّ الاشياء فخلقت الخلق بفيض محيط
بحقائق الموجودات و انشئت النشأة الأولی باشراق

أنوار الهدی و تجلّيت بها علی الحقائق اللطيفة المستعدّة

للفيوضات حتّی استفاضت و استضائت و صفت و لطفت
بآيات وحدانيّتک الظاهرة الباهرة الآثار و بذلک
خضعت و خشعت هياکل تلک الحقائق النورانيّة للکلمة
الوحدانيّة و خشعت أصواتهم عند استماع ندائها و عنت

وجوههم لقيّوميّتک يا ذا الاسماء الحسنی. الهی الهی ارحم

ذلّی و مسکنتی و تعطف علی فقری و فاقتی ترانی هدفاً
لکلّ سهام و غرضاً لکلّ نصال و خائضاً فی غمار

البلاء و غريقاً فی بحار المصائب و الارزاء ارحمنی بفضلک

ص ٢٠٧
و جودک يا ذا الامثال العليا و ريّحنی عن کلّ کربة
و بلاء و ارحنی بنداء الرجوع الی جوار رحمتک الکبری
و ارفعنی اليک لأنّ الأرض ضاقت عليّ و الحياة مريرة
لديّ و الآلام تتموّج کالبحور و الاحزان تهجم هجوم
الطيور علی الحبّ المنثور فنهاری من آلامی ليل بهيم
و صباحی مساء مظلم بهموم عظيم و عذبی عذاب و شرابی
سراب و غذائی علقم و فراشی أشواک و حياتی حسرات
و مياهی عبرات و أوقاتی سکرات و بعزّتک لقد ذهلت

عن کلّ شیء و لا أکاد أفرّق بين ليلی و نهاری و غداتی

و عشائی و سهری و رقادی بما اشتدّت الارزاء و عظم
لی البلاء و عرض داء ليس له دواء الکبد مقروحة
يا الهی و الاحشاء مجروحة يا محبوبی و الدمّ مسفوک
يا مولای فکيف تکون الحياة مع هذه الآفات فو عزّتک
مريرة من جميع الجهات أدرکنی يا الهی و ارفعنی اليک
بفضلک و رحمتک يا غاية المنی و ادخلنی فی مقعد
صدق ظلّ شجرة رحمانيّتک و أجرنی فی حظيرة الألطاف

تحت ظلال سدرة فردانيّتک و انّی اتضرّع اليک بکلّيّتی

ص ٢٠٨

ان ترزقنی کأس الّتی أتمنّاها منذ نعومة اظفاری و أشتهيها

اشتهاء الرضيع الی ثدی العناية و الظمآن الی عين صافية

عذبة و عزّتک لا أقتدر علی المناجات و لا أستطيع ان
أذکرک فی هذه البليّات. لانّ الضعف غلبنی و لا يکاد
يخرج النفس من غرغرة نفسی و حشرجة صدری و أنت

تعلم بما فی قلبی و تطّلع بحزنی و المی نجنّی يا الهی من هذه

الحالة الّتی کلّ دقيقة منها سمّ هالک و ظلام حالک و أغثنی

يا الهی و انقذنی يا محبوبی برحمتک الکبری انّک أنت القويّ المقتدر الرؤف الرحيم ع‌ع

هو اللّه

الحمد للّه الّذی جعل مرکز اشراقه و مطلع أنواره و أفق

آثاره و مرکز أسراره الأفق الأعلی و ملکوته الأبهی

و جنّته المأوی و جزيرته الخضراء و معمورته الجابلقا و مدينته

الجابرصا فأشرقت شمس الحقيقة من ذلک الأفق

المنير و طلع و لاح و باح أنواره علی آفاق العالمين هذا هو

الکنز الاخفی و هذا هو السماء الّذی صعد اليها عيسی

و هذا طور سيناء الّذی وجد موسی علی ناره الهدی و هذا

ص ٢٠٩

هو المدينة الّتی استقرّ فيها آل موسی و هذا هو العرش

الّذی عرج اليه رسول اللّه و هذا هو العالم الغيب الّذی

ظهرت منه هذه الآثار و أشرقت منه هذه الانوار
و طلعت منه هذه الشموس و سطعت منه هذه البدور
و لاحت منه هذه النجوم فطوبی لمن عرفه و أدرکه

و اطّلع بسرّه و رمزه و حقيقته و کان من المطّلعين بأسرار

الزبر و الالواح بفضل ربّه الرحمن الرحيم و التحيّة

و الثنآء علی الهيکل النورانی و المظهر الرحمانی و الغائب

الجسمانی الّذی ظهر من الجزيرة الخضراء و رجع الی
حظيرة القدس فی غيب الامکان عند الظهور و الخفاء

و علی أدلّائه الّذين اقتبسوا الانوار و أکلوا من أثمار

تلک الجزيرة المبارکة الشجرة المقدّسة النوراء و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع

هو اللّه

الحمد للّه الّذی خلق حقائق مزدوجة من تقابل الاسماء

و الصفات و مرکبّة من الوجود و الماهيّات و مستفيضة
من شئون متقابلة متوافقة و مرايا متعاکسة متشاکلة
ص ٢١٠

فی جميع الکائنات. سبحان الّذی خلق الازواج کلّها ممّا

تنبت الأرض و من أنفسهم و ممّا لا يعقلون و جعل
الانسان معدن البرکة و منبع التکثّر فی عالم الکيان
فبتقابل الاسماء الحسنی و تسابق الصفات العليا ظهرت
حقائق الاشياء فازدوجت و اجتمعت و اقتربت و اتّفقت

و اتّحدت و تجمّلت و تکمّلت فظهرت أنوار الوحدة الاصليّة

فی کينونات الحقائق الفرعيّة و لهذه الاسرار حکمة خفيّة

و وردت بها أوامر و تشويقات الهيّة فی النصوص الشرعيّة

و للّه الحکم البالغة و الحجّة القاطعة و السلطنة النافذة و القوّة

الکاملة و الانجذابات الجامعة. و الصلاة و الثناء علی الحقيقة

الجامعة للحقائق الرحمانيّة و الدقائق الکونيّة البرزخ العظيم

و الرابط الکريم مجمع البحرين و مُلتقی النّهرين و نيّر

المشرقين و نور المغربين الشجرة المبارکة و علی فروعها

و أوراقها و أزهارها و أثمارها و علی الّذين استظلّوا فی ظلّها

و التجأوا الی دوحتها. قد تجلّی الرحمن فی سيناء الاکوان

بنور سطع و ابرق و لاح علی مطالع الانفس و الآفاق
فائتلفت و استأنست و اقتربت و اجتمعت و انجذبت
ص ٢١١

القابليات و المقبولات و الموجودات و الماهيّات ائتلافاً به

ظهرت آية التوحيد و ارتفعت راية التفريد و زالت الکثرات

و فنت الانيّات و اضمحلت الحدودات و اعلاماً لهذه

الوحدة الاصليّة و اعلانا لهذه الالفة الروحيّة بحکمته البالغة

و رحمته السابقة قدّر النکاح و جعله سببا للفلاح و علّة للنجاح

ليکون رمزاً عن تلک الرابطة الرحمانيّة و اشارة عن تلک

الالفة الروحانيّة و النعمة الملکوتيّة و الموهبة اللاهوتيّة

فاستبشروا يا أهل البهاء بالالفة الّتی قدّر لکم ربّکم فی عالم

العماء و الوحدة المؤسّسة علی دعائم الهدی منها هذه الالفة

الّتی وقعت بين الورقة المبارکة و الفرع الرفيع و الوحدة

الّتی ظهرت بين تلک الثمرة الجليلة و الفنّ البديع فاسئلوا

اللّه ان يجعل هذا الاقتران مبارکاً متيمّناً مأنوساً مسعوداً

و يشرح به صدريهما و ينعش به قلبيهما و يبثّ بهما نفوساً

تستقيم علی أمر ربّها و تنشر نفحات القدس فی مشارق

الأرض و مغاربها و تنوّر الآفاق بنور عرفانها و تعطّر

الارجاء بفوائح أسرارها و تزيّن الوجود باسرار السجود

لبارئها و مقدّرها و الحمد للّه فی مبتدی هذه الالفة و منتهاها

ص ٢١٢

الهی تری وحدتی و کربتی و غربتی و حزنی و بلائی و وحشتی

و ابتلائی و بالوحش أنسی و فی العراء سکونی و مثوائی

فريداً وحيداً غريباً مريضاً ضعيفاً مناجياً منادياً ربّ ربّ

انّی مسّنی الضرّ فی فراقک و أحاطتنی النوائب فی حرمانی

من لقائک و هجرانی بقعتک النوراء و روضتک الغنّاء
و حديقتک الرعناء و جزيرتک الخضراء أی ربّ قد ارتفع

منّی الضجيج و تصاعد منّی العويل و يمنعنی نحيب البکاء عن

النعت و الثناء علی طلعتک الباهرة المتصاعدة الی ملکوتک

الأبهی فلا تؤاخذنی بما جری من صمتی و سکوتی
و هبوطی و قنوطی و سقوطی بعزّتک ليس بارادتی هذا

بل لفرط غمومی و شدّة همومی و کثرة حزنی و محنی و المی

قد صعدت يا الهی الی قدس ملکوتک و أنس لاهوتک
و عزّة جبروتک و ترکتنی من دون ناصر و معين و من

غير ظهير و أنيس و مجير فثاروا عليّ أعدائک فی کلّ الانحاء

و هجموا عليّ مبغضيک فی کلّ الارجاء من مشارق الأرض

و مغاربها و صوبت الی صدری سهام البغضاء و تتابعت علی

قلبی نبال الاشقياء و تواصلت نصال الطعن فی السرّ و الخفی

ص ٢١٣

و الجهر علی رؤوس الملأ و اثقلت البلايا حملها و الرزايا عبئها

و اشتدّت الازمة عليّ حتّی کادت تنحلب منّی کلّ القوی

فقابلت أعدائک يا محبوبی بقوّة ملکوتک و قاومت أشرّاء

شناتک بسلطان جبروتک و فرّق جمعهم بتأييداتک و شتّت
شملهم بجنود نصرک و نزل جنود ملئک الأعلی و قبيل

الملائکة المقرّبين و ارتفع علمک المبين و نکس اعلام

المبغضين و انتشرت نفحاتک فی کلّ العالمين حتّی نطقت

السن الاعداء بالنعت و الثناء و نطقت أفواه أولی البغضاء

بالمدح و المحامد علی خدمة أمرک من هذا العبد الاوّاه

و الفضل ما شهد به الاعداء و ما کان کلّ هذا الّا بعونک

و حولک و قوّتک و صونک يا محبوبی الأبهی فهذا النصر

المبين و الظفر العظيم و النشر الوسيع قد زادنی بلاء و أورثنی

ابتلاء يا الهی و شدّد البليّة و عظم الرزيّة الّتی تزعزعت بها

أرکانی و تزلزلت بها أعضائی يا محبوبی حتّی انحنی ظهری

و ابيضّ شعری و ذاب لحمی و بلی عظمی و تقطّعت کبدی

و احترق قلبی و اتّقدت نار الأسی بين أضالعی و أحشائی

حتّی ترکت جوار روضتک الغنّاء و حديقتک العلياء
ص ٢١٤

و توجّهت الی العراء و دخلت هذه المدينة الظالمة أهلها

أی ربّ أنت تعلم حرقة حرمانی عن تمريغ جبينی بتلک

العتبة السامية العلياء و صعوبة هجرانی عن تلک العدوة

المقدّسة الارجاء ای ربّ شمّمنی نفحات قدسها و نوّر عينی

بسطوع أنوار أنسها و احی قلبی بشميم نسيمها و ارحنی

باستماع التسبيح و التهليل من ملائکة القدس فی ربوات

حولها و اسمعنی نغمات طيور حدائق الملأ الأعلی من

رياضها و اجعلنی من عبادک الّذين لا يمنعهم بعد العدوة و لا

تحرمهم المسافة الشاسعة عن الفوز باستنشاق روائحها أی

ربّ انّی وحيد فانصرنی. فريد کن ظهيری. ذليل ظلّل عليّ

شجرة عنايتک غريب آنسنی فی وحشتی و ادرکنی فی بلائی
و احفظنی فی کهف حفظک و حمايتک و ايّدنی بعونک
و رعايتک و شيّدنی بقدرتک و قوّتک و اشدد أزری

بسلطانک و حولک انّک أنت المقتدر المتعالی العزيز الغفور

الرحيم أی ربّ اجعل هذا الاقتران مبارکاً متيمّناً مسعوداً

و ألّف بينهما و قرّ أعين الکلّ بآثار تترتّب علی هذا الامر

الکريم و احفظهما فی کهف حفظک و حراستک
ص ٢١٥
و احرسهما بعين عنايتک و اجعلهما آيتی ذکرک بين
خلقک و سراجی عرفانک فی زجاجة احسانک أی

ربّ انّهما ضعيفان قوّهما بقدرتک و ذليلان عزّزهما بقوّتک

و متضرّعان بباب أحديّتک و مبتهلان فی عتبة رحمانيّتک

انّک أنت المقتدر العزيز الکريم الرحيم الرحمن ع‌ع
هو اللّه

يا من استمع للذکر الحکيم قد فار نار السينا فی فاران

الثناء و تسعّر سعير الحبّ فی ساعير البقاء و تجلّی الجبّار فی

لهيب من النار المضطرمة فی الشجرة المبارکة و نادی الرحمن

من غيب الاکوان أعلی ذروة الملکوت يا أهل الناسوت
ابشروا بفيوضات مترادفة و غيوث هاطلة و مياه منهمرة

من سحاب الرحمة و غمام الرأفة يا سماء امطری و يا سحاب

افيضی و يا غيوم ابرقی و ارعدی و يا ثغور الآفاق تبسّمی

و يا نسمة اللّه هبّی و يا روح اللّه تبهّجی طوبی للمستفيضين

و يا سروراً للمتوسّلين و يا فرحاً للثابتين و يا شوقاً

للمنجذبين و انّک أنت يا ايّها المشتعل من نار الولاء

ص ٢١٦
و المقتبس من نيران المحبّة و الوفاء دع الخراصين

المؤفّکين و استمع لقول الحقّ و الصريح الصدق المنصوص

فی کتاب اللّه مرکز الميثاق و مبيّن الکتاب العالم بتأويله

الراسخ فی العلم بنصّ صريح لا يقبل التفسير و التأويل دع

أهل الظنون فی خوضهم يلعبون قد تبيّن الرشد من الغيّ

و القوم فی سکرتهم يعمهون و البهاء عليک ع‌ع
هو اللّه

ايّتها المحترمة المخلصة للّه کم من رجال و کم من نساء

انتظروا تجلّی وجه المسيح بعد موسی فلمّا أشرق جماله و لاح

وجهه احتجبوا عنه و اشتغلوا بشبهات الفريسيين حيث

کانوا يقولون أين سلطنة المسيح و أين سرير داود الجليل

و أين عصاه الحديد و أين جنوده الجرّاره و أين جيوشه

الکرّاره أين ملائکة السماء أين عدالة الاحکام الجارية

بين الانام حتّی الوحوش و الهوام اين عزّته الکبری
و أين قدرته الّتی تتزعزع منها الأرض و السماء أليس
هذا ذليل حيران هائم بين الاودية و التلال أليس هذا
راکب علی الاتان و علی رأسه تاج من الشوک و مهان
ص ٢١٧

هذا من جملة الشبهات الّتی کان الفريسيون يلقونها علی

کلّ انسان أمّا من کان منهم سميعاً و بصيراً ما کان

يستمع لهذه الشبهات بل کان يری المسيح کالشمس المشرقة

بوجهه الصبيح و انّ أشعّة أنواره ساطعة علی کلّ أقليم

من القريب و البعيد و يری الاتان الّتی کان راکباً عليها

سريراً عظيما و الشوک الّذی علی رأسه أکليلا جليلا

و انّک أنت توجّه الی ملکوته لتری أنّ آثاره و سلطنته

باقية دائمة لا نفاد لها و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع

هو اللّه

ايّتها المحترمة قد وصل تحريرک البديع المعانی اللطيف المبانی

دالّاً علی فرط محبّتک للّه و انجذابک الی ملکوت اللّه

و اهتزازک بنسيم هابّ من رياض معرفة اللّه و غدوت

منشرح الصدر عند تلاوتی لتلک العبارات الرائقة الّتی

تحتوی علی معان فائقة و تسئلين عن الروح و مراتبه

المتعددة و انّ القوم ذهبوا انّه حقيقة واحدة انّما يتعدّد باعتبار

المراتب و المقامات فانّ له الترقّيات من الحيّز الادنی الی

الحيّز الأعلی کترقّی الجماد من حيّز الجمود الی حيّز النموّ

ص ٢١٨

و ترقّی النبات من حيّز النمو الی حيّز الاحساس و لمّا

يصل الی عالم الانسان يتعيّن و يتشخّص بتعيّنات کاملة و انّه

عند ما يتعمّد بروح القدس يفوز بالحياة الابديّة فهذه المسئلة

صحيحة لکن المقصد من الروح الوجود و الحيات لانّ

الوجود مفهوم واحد ليس بمفهوم متعدّد و انّ الوجود له

مراتب و فی کلّ مرتبة من المراتب له تعيّن و تشخّص

و قابليّة خاصّة مثلاً عالم الجماد و النبات و الحيوان و الانسان

کلّه فی حيّز الوجود و ليست احدی تلک الحقائق محرومة

عن ذلک المفهوم ولکن الوجود له ظهور و بروز و شئون

فی کلّ رتبة من تلک المراتب ففی رتبة الجماد له تعيّن خاصّ

يمتاز به عن سائر التعيّنات و التشخّصات ثمّ فی عالم النبات

له شئون و ظهور يختصّ بالعالم النباتی و تعيّن و تشخّص خاصّ

به ثمّ فی رتبة الحيوان له شئون و کمالات و تعيّن و تشخّص

خاصّ به دون غيره و فی رتبة الانسان الوجود له تجلّی

و اشراق و ظهور بأعظم قوّة يتصوّر فی عالم الافکار فبالجملة

انّ الوجود له مفهوم واحد ولکن له ظهور و بروز و شئون

فی جميع المراتب و المقامات و أمّا الارواح فهی حقائق ثابتة

ص ٢١٩

لها تشخّص و تعيّن و کمال و شئون خاصّة ممتاز بعضها عن

البعض و تختلف من حيث ذواتها و من حيث مفاهيمها

فانّ الروح الجمادی لا يقاس بالروح النباتی لأنّه قوّة نامية

ثمّ الروح الحيوانی أيضاً حقيقة مشخّصة تمتاز عن غيرها

بجميع شئونها و مفهومها لانّها قوّة حسّاسة متحرّکة بالارادة

و أمّا الروح الانسانی هو النفس الناطقة أی المدرکة لحقائق

الاشياء و کاشفة لها و محيطة بها و لها آثار باهرة و أنوار

ساطعة و قوّة نافذة و قدرة کاملة تمتاز بجميع شئونها

و مفهومها عن سائر الارواح و انّها تتعمّد بالماء و الروح

و أمّا الروح الملکوتی هو اشراق من أنوار شمس الحقيقة

و تجلّی من تجلّيات اللاهوت فی عالم الناسوت و فيض من

الفيوضات الابديّة و الحيات السرمديّة و انّه آية من الآيات

الباهرة و سنوح من السنوحات الرحمانيّة و أمّا روح

القدس هو مظهر الاسرار الربّانيّة و الحقيقة المقدّسة

النورانيّة الفائضة بالکمالات الالهيّة علی الارواح

الانسانيّة و هو نور ساطع لامع علی الآفاق. کاشف لکلّ

ظلام حادث فی حقيقة الامکان محی للارواح مقدّس عن
ص ٢٢٠
الاشباح قديم من حيث الهويّة. أبدی من حيث الصفات

و انّی لضيق المجال و اشتغال البال التزمت الاختصار فعليک

بالتعمّق فی معانيها و الاقتباس من أنوار مضامينها و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع

هو اللّه
ربّنا انّا نتوجّه اليک و نتضرّع بين يديک و نذکرک

بالتهليل و التکبير و نثنی عليک بالتسبيح و التقديس يا من

تنزّه عن التشبيه و التنزيه فتعاليت عن کلّ ذکر و ثناء فی

عالم الابداع و تقدّست عن کلّ نعت و علاء فی حيّز
الاختراع أنشئت النشأة الاولی بآية من آيات قدرتک
فی عالم الامکان و خلقت هذا الکون الأعظم بسلطان
نافذ فی حقيقة الانسان فکلّ تسبيح و تقديس و تنزيه

و تمثيل و تشبيه ذکر من حيّز العجز و النسيان و انّک متعال

متقدّس عنها و عمّا أحاطت به عقول أهل العرفان و کلّ

ما فی الکون يا الهی راجع الی حيّز الحدود و القيود حتّی

الاطلاق و انّک متعال عن ذلک و لو کانت من أعظم
ما يتصوّر فی عالم الکيان لانّ التنزيه شأن من شؤون
ص ٢٢١
عبادک و التقديس سمة من خصائص ارقّائک و التشبيه

حقيقة منبعثة من أفکار خلقک و انّک أنت مبرّأ عن کلّ

ذلک و معرّاً عن جميع ما يصل اليه لطائف الادراک

فالعزّة و الکمال و العظمة و الجلال من خصائص أصفيائک

ولکن النفوس يتصوّرون شؤونًا عالية و صفات سامية
و ينعتون بها کينونتک الصمدانيّة و الحال انّ تلک

المراتب العليا و الحقائق المثلی و الشؤون المتعالية النوراء

ترجع الی الحقيقة الرحمانيّة الساطعة اللامعة فی الجانب

الأيمن من البقعة المبارکة وادی طوی و دون ذلک أوهام

يتصوّرها الأفکار فی عالم الانشاء و أنت متعال متقدّس

عن حيّز الادراک و لا تتميّز بادقّ المعانی فی أوج الأوهام

السبيل مسدود و الطلب مردود لا اتّصال و لا انفصال و لا

الوجدان و لا الفقدان فابدعت کينونة لامعة و حقيقة
ساطعة و ارجعت الوجود اليها و دعوت السجود لديها

و أمرت بالوفود فی ساحتها و الورود فی فنائها و مادون ذلک

أوهام واهيه و صور خاليه و لک الحمد يا الهی بما هديت

المخلصين الی ذلک المرکز الأعلی و دعوت المقرّبين الی

ص ٢٢٢
الملکوت الأبهی و دليت المنجذبين الی مرکز يطوفه

الملأ الأعلی و أوردت الظمأ العطاش علی الماء المعين و نوّرت

الأعين بمشاهدة نور المبين و فتحت الأبواب علی وجوه

المشتاقين و أنزلت من سحاب رحمتک غيثاً هاطلًا وابلاً

علی هذه الأرض الهامدة الخامدة البائرة و انبتّ منها

الرياحين و زيّنتها بکلّ زوج بهيج الهی الهی تری عبادک

المخلصين منتشراً فی الأقاليم و تشاهد ارقّائک الموقنين

متشتّتين فی کلّ الجهات بين الغافلين يدعون الناس الی عين

اليقين و يهدونهم الی الصراط المستقيم و يسقونهم من عين

التسنيم و لکن المعاندين يرمونهم بسهام نافذة و يهجمون

عليهم کالذئاب الکاسرة و السباع الخاسرة و يذيقونهم
العذاب الأليم ربّ انصرهم بجنود من ملکوتک الکريم

و أيّدهم بفضلک البديع و انجدهم بسلطانک المبين و مهّد لهم

السبيل يا ربّی الجليل انّک أنت ذو فضل عظيم علی عبادک

المخلصين لا اله الّا أنت الربّ الرحمن الرحيم ع‌ع
ص ٢٢٣
هو اللّه

اللّهمّ يا الهی و محبوبی هؤلاء عبادک الّذين سمعوا ندائک

و لبّوا لخطابک و أجابوا دعائک و آمنوا بک و أيقنوا بآياتک

و أقرّوا بحجّتک و أذعنوا لبرهانک و سلکوا فی سبيلک

و اتّبعوا دليلک و اطّلعوا بأسرارک و أدرکوا رموز کتابک

و اشارات صحائفک و بشائر زبرک و ألواحک و تمسّکوا
بذيل ردائک و تشبّثوا بأهداب أنوار کبريائک و ثبتت
أقدامهم علی عهدک و رسخت قلوبهم علی ميثاقک أی
ربّ أضرم فی قلوبهم نار الانجذاب و طيّر فی حدائق

صدورهم طيور العرفان و غرّد فی رياض نفوسهم درق المحبّة

بأبدع الايقاع و الألحان و اجعلهم آيات محکمات و رايات

مشتهرات و کلمات تامّات و أعل بهم أمرک و ارفع بهم
اعلامک و أشهر بهم آثارک و انصر بهم کلمتک و اشدد

بهم أزر أحبّتک و أنطقهم بثنائک و ألهمهم القيام علی

مرضاتک و نوّر وجوههم فی ملکوت قدسک و تممّ
سرورهم بتأييدهم علی نصرة أمرک أی ربّ نحن ضعفاء
ص ٢٢٤
قوّنا علی نشر نفحات تقديسک و فقراء أغننا من خزائن
توحيدک عراة ألبسنا من خلع تکريمک خطاة اغفر لنا

ذنوبنا بفضلک و جودک و غفرانک انّک أنت المؤيّد الموفّق

العزيز القويّ القدير و البهاء علی الثابتين الراسخين ع ع

ای دوستان الهی و ياران معنوی صلای الهيست که از
ملکوت غيب أبهی بر خاموشان وادی اغماء ميرسد
که ای خفتگان بيدار گرديد و ای مخموران هشيار شويد
ای مردگان زنده شويد و ای پژمردگان تر و تازه گرديد
و ای ساکتان ناطق شويد ای صامتان نعره زنيد

بانگ بانگ ميثاقست و اشراق فيض الطاف نيّر آفاق نسيم

رياض احديّت است که در مرور است شميم نفحات حدائق
موهبت است که در سطوع است شمع عنايت جمال قدم
است که روشن در هر انجمن است و فيض سحاب
رحمت است که طراوت بخش هر گلزار و چمن است
آيت توحيد است که منطوق کتاب مجيد است و صحائف
ملکوت ربّ فريد است که ناطق باسرار بل هم فی
لبس من خلق جديد است گوش بگشائيد تا بانگ
ص ٢٢٥
سروش بشنويد و چشم باز کنيد تا مشاهده انوار نمائيد
لطف حقّ عميم است و فيض قديمش مستديم کورش همه
انوار دورش همه آثار مأيوس نگرديد نوميد نشويد
روز اميد است و قرن خداوند مجيد نشأه اولی است
و قرن جمال ابهی روحی لعتبته المقدّسة فداء در هر
فلکی نورش باهر و در هر افقی فيضش ظاهر صيت
بزرگواريش شرق و غرب گرفته و آوازه خداونديش

جنوب و شمال احاطه نموده و ولوله در ارکان عالم انداخته

و زلزله در اعضاء آدم افکنده عالم از اين تجلّی در گفتگو

و جميع ملل در جستجو شعله نار موقده در کلّ جهات

بعنان آسمان رسيده و ندای قد ظهر النور المشهود از ارض

بگوش سکّان جبروت رسيده همه در جوش و خروش
و سرمست باده هوش شما که از منبت سدره مبارکه‌ايد
و موطن حضرت مقدّسه چرا بايد خاموش نشينيد و گوشه

بگيريد بايد چنان بر افروزيد که حرارت نار شما ولايات

مجاوره را مشتعل نمايد و نفحات حدائق قلوب شما مشام

ملأ اعلی را معطّر نمايد سيل فيض از آن دشت و کوهسار

ص ٢٢٦
بر آفاق جاری گردد و انهار عرفان از آن مدينه ساری
بر اوديه و صحرا شود حيّ علی النجاح حيّ علی الفلاح
حيّ علی الفضل العظيم حيّ علی النور المبين حيّ علی

الفوز الجليل حيّ علی النصيب الوفير و البهاء عليکم أجمعين ع‌ع

هو اللّه

ربّنا ترانا ننشر أجنحة الذلّ و الانکسار و نبتهل الی

ملکوت الانوار و نخضع خضوع الاسير العانی الی

الملک المقتدر المتعالی و ندعوا الناس الی الحبّ و الالفة

و الوفاق و نتبرأ من اللدود و الشقاق و نسعی فی خير

أهل الافاق و نجتهد فی الصلح و الوداد و الالفة و الاتّحاد

و نتحمّل من أهل الشقاق کلّ مکر و نفاق و نقابل الذلّ

و الهوان بالودّ و الاحسان و نستهدف السنان و السهام

من کلّ الأمم و الاقوام مع ذلک يزداد کلّ يوم منهم

البغضاء و الشحناء و يهجمون علينا کالسباع الضارية فی

الآکام يقتلون الرجال و يفتکون بالاطفال و يهتکون
حرمة ربّات الحجال و يسلبون الحطام و يهدمون الديار
ص ٢٢٧

و يحرقون الاجسام و يرجمون فی الليل و النهار و يخرجون

الاموات من الاجداث و يقطعون الاعضاء و يلقونهم فی

نار شديدة اللهيب و اللظی فی واسع الفضاء حتّی يصبحوا

کالرماد و ينسفونهم نسف الارياح مع ذلک لا نعاملهم

الّا بالحبّ و الوفاق و الانس و الوداد و ندعو لهم بالفضل

و الاحسان و نرجو لهم العفو و الغفران فيما فعلوا بأهل

العرفان ربّ ربّ هؤلاء جهلاء قد غلب عليهم هواهم

لا يعرفون و لا يدرکون و لو عرفوا ما فعلوا و ما فتکوا

و ماهتکوا بل کانوا يستبرکون بتراب أقدام أحبّائک
و يخشعون لکلّ عبد من عبادک و يستنشقون منهم
رائحة قميص رحمانيّتک و يرون فی وجوههم نضرة

روحانيّتک و يطوفون حولهم بتأييدات فردانيّتک و يلبّون

لندائک و يعترفون بظهور آياتک و يتلون کتابک

و يحشرون فی ظلّ راياتک و لکن جهلهم منعههم و غفلتهم

أشغلتهم ربّ لا تنظر الی أفعالهم و لا تعاملهم بأعمالهم

فاهدهم الی سبيل الرشاد و نوّر أبصارهم بنور العرفان

و طهّر قلوبهم من وضر العصيان و نزّه نفوسهم من الکبر

ص ٢٢٨

و الطغيان حتّی ينيبوا اليک و يتوکّلوا عليک و يستغفروا

بين يديک انّک أنت الغفّار الکريم و أنّک أنت التوّاب

الرحيم. و أنّک أنت المنّان العظيم يا من ادّخره اللّه

لاعلاء کلمة اللّه تحارير متعدّده آنحضرت واصل و در
وقت تلاوت دموع مانند غيث هاطل جاری گشت

در بيان مصائب و بلاياء شهداء لسان قاصر است و قلم عاجز

قوّه کاشفه بايد تا بتمامه کشف تواند و يا الهام غيبی شايد

تا آنوقايع را در مرآت دل تصوير نمايد در سلف و خلف
وقوع نيافته و گوشها نشنيده با وجود اين اهل سجود

تضرّع و زاری نمايند و از برای ستمکاران عفو و غفران

طلبند و لطف و احسان رجا نمايند ملاحظه فرماييد که

اساس امر چه قدر متين است و تعاليم الهيّه نور مبين چنين

انوار را مقاومت اشرار منع ننمايد و چنين بحر الطاف را

سدّ اعتساف حصر نکند جمال مبارک ابهی چنين تعليم

ميفرمايد که ما ستمکارانرا کامرانی جوئيم و جفا کارانرا

شادمانی خواهيم و دعا کنيم که از اين اغلال که بر

اعناقست رهائی يابند و از قيود نفس و هوی نجات جويند

ص ٢٢٩

و جعلنا علی أعناقهم الاغلال و هی الی الاذقان مقمحون

امّا در خصوص آنجناب حال بايد بخدمت مشرق الاذکار
مشغول باشيد و حضرت افنان سدره مبارکه را معاونت
نماييد اين امر مشرق الاذکار بجهت وقوع تعدّيات

اشرار و سفک دماء احرار در سائر اقطار بسيار اهمّيّت

حاصل نموده هر قسم هست بايد اتمام شود و فتور
وهن است بر امر اللّه و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع
هواللّه

اللّهمّ يا من تجلّی علی الحقائق النوراء بتجلّی العلم و الهدی

و ميّزها عن سائر الکائنات بهذه الموهبة العظمی و جعلها

محيطة علی کلّ الاشياء تدرک حقائق الموجودات و تخرج

الأسرار المکنونة من حيّز الغيب الی عالم الآثار و يختصّ

برحمته من يشاء ربّ ايّد أحبّائک علی تحصيل العلوم

و الفنون الشتّی و الاطّلاع علی الاسرار المخزونة فی حقيقة

الکائنات و اطّلعهم علی الرموز المندمجة المندرجة فی هويّة

الموجودات و اجعلهم آيات الهدی بين الوری و أنوار

النهی المتلئلئة فی هذه النشأة الأولی و اجعلهم أدلّاء

ص ٢٣٠
عليک هداة الی سبيلک سعاة الی ملکوتک انّک أنت

المقتدر المهيمن العزيز القويّ الکريم العظيم. ايّها الحزب

الالهی قدرت قديمه هر يک از کائنات و انواع موجوداترا

بمزيّتی و منقبتی و کمالی مخصّص فرمود تا در رتبه خود آيات

دالّه بر علوّ و سموّ مربّی حقيقی گردند و هر يک بمنزله

مرآتی صافيه از فيض و تجلّی شمس حقيقت حکايت

نمايند انسانرا از بين کائنات بموهبت کبری مخصص فرمود

و بفيض ملأ اعلی فائز کرد و آن موهبت کبری هدايت
عظمی است که حقيقت انسانيّه مشکاة اين مصباح گردد
و اشعّهء ساطعه اين سراج چون بر زجاج قلب زند از
لطافت قلب سطوع انوار اشتداد يابد و برعقول و نفوس

تجلّی نمايد. و هدايت کبری مشروط و منوط بعلم و دانائی

و اطّلاع بر اسرار کلمات ربّانيست لهذا بايد ياران الهی

صغيراً و کبيراً رجالاً و نساءً بقدر امکان در تحصيل علوم

و معارف و تزييد اطّلاع بر اسرار کتب مقدّسه و ملکه در

اقامه دلائل و براهين الهی نمايند. حضرت صدر الصدور

الفائز بالمقام الأعلی فی عالم السرور روح المقرّبين له الفداء

ص ٢٣١
تأسيس محفل تعليم نمودند و ايشان اوّل شخص مبارکی

هستند که اساس اين امر عظيم نهادند الحمد للّه در ايّام

خويش نفوسی را تربيت نمودند که اليوم در نهايت

فصاحت و بلاغت مقتدر بر اقامه أدلّه و براهين الهی هستند

و فی الحقيقه اين تلامذه سلاله طاهره روحانيّه آن مقرّب

درگاه کبريا هستند و بعد از صعود ايشان بعضی از نفوس

مبارکه اقدام در ابقاء تعليم و تعلّم فرمودند و اين مسجون

از اين خبر بينهايت مسرور شد حال نيز در نهايت تأکيد

رجا از احبّای الهی مينمايم که بقدر امکان بکوشند و در

توسيع دائره تعليم آنچه بيشتر کوشند خوشتر و شيرين‌تر

گردد حتّی احبّای الهی چه صغير و چه کبير و چه ذکور
و چه اناث هر يک بقدر امکان در تحصيل علوم و معارف
و فنون متعارف چه روحانی چه امکانی بکوشند و در
اوقات اجتماع مذاکره کلّ در مسائل علميّه و اطّلاع

بر علوم و معارف عصريّه باشد اگر چنين گردد بنور مبين

آفاق روشن شود و صفحه غبرا گلشن ملکوت ابهی گردد و عليکم البهاء الأبهی ع‌ع

ص ٢٣٢
هو القيّوم
يا من انجذب من نفحات القدس الّتی انتشرت من رياض
الملکوت الأبهی قد مرّت نسمة الروح و الريحان لمّا

تلوت عنوان الکتاب و رتلّت آيات الشکران لربّی الرحمن

و حمدته علی الفضل و الاحسان بما بعث نفحات فی القلوب

و أظهر انجذابات فی الافئدة و الصدور تجعل النفوس

مهتزّة بذکر اللّه و الارواح مستبشرة ببشارات اللّه و انّک

يا ايّها المشتعل بالنار الموقدة فی سدرة السيناء أخرج من

زاوية الخمول و أعرج الی أوج القبول و تمسّک بوسائل
تنشر بها نفحات البشارات فی تلک الجهات و تشعشع بها

أنوار الآيات فی هاتيک الاقطار فليوث الحقّ لتزئر فی

تلک الغياض و غيوث العرفان لتهطل فی تلک الرياض و اجعل

نفسک أوّل مناد باسم اللّه فی الآفاق و أوّل زجاجة أوقد

فيها مصباح النجاح و سراج الفلاح لعمری لو علمت ما قدّر

لهذ االمقام فی ملکوت الأبهی لشققت الجيوب و نزعت
الثياب و خضت فی هذه البحار و وصلت لقعرها الّذی
يضیء کالنهار الهی الهی هذا عبدک الّذی لبّی
ص ٢٣٣
لندائک و صدق بکلماتک و آمن باياتک و اطّلع بحججک
و بيّناتک و استوقد من نارک و استهدی من نورک

و خرّ مغشيّا منصعقاً من تجلّيک فی يوم ظهورک و ابتلی

فی سبيلک و اشتدّت عليه أزمة البلاء من ظهور جبينک
و ذاق کلّ علقم حبّاً لجمالک و شرب کلّ کأس مزاجها
حنظل شوقا للقائک و احتمل کلّ ذلّة طلباً لرضائک
و خاض فی کلّ بحر من الضرّاء و البأساء شغفاً بحبّک
أی ربّ وفّقه علی ما تحبّ و ترضی و أشدد أزره بفضلک
يا ربّی الأعلی و قوّه علی طاعتک يا مالک الآخرة

و الأولی و أنزل عليه رحمتک يا بهاء اللّه الأبهی و اسبغ

عليه نعمتک يا مليک الأرض و السماء و اجعله قائماً بين

عبادک علی اعلاء کلمتک يا مؤيّد من تشاء انّک أنت
الموفّق المقدّر المقتدر العزيز الوهّاب ع‌ع

الحمد للّه الّذی تجلّی أنواره و أظهر أسراره و أبان رمز

کتابه و أعلن حجّته و برهانه و رفع اعلامه و برز آياته

و أشهر بيّناته و هتک سبحات جماله و کشف حجبات جلاله

حمد من اعترف بنعمائه و شکر موائده و آلائه و الصلاة

ص ٢٣٤

و التحيّة و الثناء علی مصباح الهدی و مشکاة سراج الملأ

الأعلی و مطلع نيّر الاوج العلی و مشرق نور الملکوت
الأبهی و مظهر آياته الکبری و مطلع الاشراق فی آفاق
الملأ الأعلی النقطة الأولی من ربّه البهيّ الأبهی

ثمّ البهاء المشرق اللائح اللامع المتلئلأ من شمس البهاء

و النور الساطع البازغ المتشعشع من أوج نيّر الملأ

الأبهی علی المرقد الطيّب الطاهر الباهر الزاهر الّذی

جوهر الوجود (١) و ساذج الشهود نور الانوار و سرّ

الاسرار سبّوح الاخيار روح الارواح حيات الاشباح فی کلّ صباح و مساء ع‌ع

هو اللّه

البلد الطيّب يخرج نباته باذن ربّه. يا ايّها المستشرق من

أنوار سطعت و ابرقت و لاحت من أفق التوحيد اعلم انّ
الحقائق الممکنة المستنبأة المستفيضة من فيض القدم
المستشرقة من أنوار الاسم الاعظم حکمها حکم الأرض

الطيّبة الطاهرة و البقعة المبارکة فاذا فاض عليها سحائب

الجود و نزل ماء الوجود من غمام فيّاض الغيب و الشهود

--------------------------------------------------------

١ هکذا فی هذه النسخة و لعلّ الاصل هو جوهر الوجود
ص ٢٣٥

عند ذلک تراها اهتزّت و ربّت و انبتت من کلّ زوج بهيج

فهذا العصف و الريحان و الوردة الّتی کالدهان و الجادی

و الضيمران و الشيح و الرند و القيصوم و الخزاما کلّها

المعانی الکلّيّة الالهيّة الّتی لها سريان و ما ألطف سريانها

فی الحقائق الکلّيّة الجامعة الفائقة المستفيضة الفائضة

فاذاً أشرق عليها نور الوجود باشعّته الساطعة من أفق

الشهود تراها اهتزّت رباها و انتعشت قواها و تفتحت
أزهارها و تبسّمت رياضها و تدفّقت حياضها و نضرت
غياضها و صدحت طيورها و ظهر حشرها و نشورها يومئذ
تحدث أخبارها بأنّ ربّک أوحی لها ع‌ع
هو اللّه

فی الحقيقة آنجناب در سبيل الهی منتهای زحمت را کشيده‌اند

و نهايت مشقّات را تحمّل نموده‌اند و اين سعی مشکور
در ساحت أقدس مذکور بود و حال نيز در ملکوت
ابهی مشهود و معروف حال بايد بشکرانه اين عواطف

جليله و عنايت بديعه جميله سر بسجود نهيد و طلب تأييد

کنيد که در اين ايّام بخدمتی جديد موفّق گرديد که

نفحات جان پرورش تا أبد الدهور مشام روحانيان را معطّر

ص ٢٣٦

نمايد و آثار باقيه‌أش در جهان الهی تا ابد الدهر در أفق

توحيد بدرخشد. ای بنده جمال قديم جهدی بفرما که روح
جديدی در جسم آن ديار دميده شود آن خطّه و اقليم
موطن اصلی جمال قدم بود بايد نار الهی در آن ديار
چنان بر افروزد که اقاليم سائره مجاوره مشتعل گردد
وقت ميگذرد و ايّام منتهی ميشود و نتيجه بايد حاصل
گردد و البهاء عليک و علی کلّ من ثبت علی العهد

و الميثاق الّذی أخذه اللّه فی ذرّ البقاء و سعی فی نشر نفحات اللّه ع‌ع

هو اللّه

الحمد للّه الّذی تجلّی بجماله و ظهر بعظمة جلاله و أشرق

بنور وجهه و لاح بضياء طلعته و نوّر الکائنات بطلوع
صبح صفاته فانصعق الطوريون فی سيناء الامر و تحيّرت

الربّيون فی بقعة القدس و خرّوا مغشيّاً و انصعق الراسخون

ثمّ أفاقوا و قالوا سبحانک انّنا تبنا اليک و انّک أنت التوّاب

الرحيم أی ربّ کشفت الغطاء و القيت القناع و تجلّيت

علی کلّ الاقطاع و نوّرت الارجاء و فتحت منّا البصائر

ص ٢٣٧
و الأبصار و رزقتنا مشاهدة تلک الانوار و شققت منّا

الآذان و اسمعتنا ندائک بالسرّ و الاجهار و شرحت منّا

الصدور و هتکت لنا عن سرّ أمرک الستور و أوقدت
فی زجاجات القلوب مصابيح النور و رفعت المستضعفين
من حضيض الذلّ و الهوان الی أوج العرفان و جعلتهم

أئمّة و جعلتهم الوارثين. و البهاء الساطع اللامع الباهر من

ملکوت الأبهی تغشی و تجلّل السدرة المنتهی و المسجد
الأقصی و الهيکل المکرّم الّذی خضع بسلطانه السلطنة

الکبری و ذلّت الرقاب لعظمته و عنت الوجوه لقدرته الّتی أحاطت الأرض و السماء ع‌ع

يا سمندر الملتهب فی النار الموقدة فی الشجرة المبارکة فی

أعلی الطور قد رتّلت آيات شکرک للربّ الغفور و تلوت
کتابک بالحان ينشرح منها الصدور و استنشقت من
رياض معانيها نفحة الزهور و ارتشفت من حياض

مضامينها عذباً فراتاً نابعاً من امواج تأييد البحور. عند

ذلک أطلقت اللسان بالثناء و لو لا أحصی ثناء علی ربّی

الغفور و شکرت مولای علی ما ايّد عباده المخلصين علی

ص ٢٣٨

الاشتغال بذکره و الاشتعال بنار محبّته و الانجذاب بنفحات

الازهار و نسمات الاسحار المنبعثة من حدائق قدسه و انّی

لأرجو بوطيد الامل و شديد المنی ان يبعث عباداً من

بلاده کالأطواد الباذخة و الأجبال الشامخة و الاعلام

المتدفّقة الخافقة و الکواکب البازغة اللامعة من أفق

الوجود بنور الشهود و تعلوا و تسموا علی ممرّ الايّام مآثرهم

و تذيع و تشيع فی الخافقين مفاخرهم و يحسن منادی

الملکوت الأبهی مساعيهم و مشاريعهم طوباهم طوباهم ع‌ع

ربّی و ملاذی و ملجئی و مهربی و مناصی

قد مدّت اليک أيادی التضرّع و التذلّل و التبتّل معتمداً

علی حضرة رحمانيّتک متوسّلاً بذيل رداء فردانيّتک
طالباً آملاً عونک و صونک و نصرة جنودک و نجدة
جيوشک من أفواج ملائکة ملکوتک و کتائب سکّان
جبروتک لعبادک الّذين أخلصوا وجوههم لوجهک
الکريم و هدوا الی صراطک المستقيم و سلکوا فی

منهجک القويم و اشتعلوا بالنار المتسعرّة فی البقعة المبارکة

بنورک المنير أی ربّ هؤلاء عباد آووا الی کهف رحمانيّتک

ص ٢٣٩
و وفدوا علی نزل حضرة فردانيّتک و وردوا علی موارد
العذب الفرات من معين عنايتک و استظلّوا فی ظلال

سدرة موهبتک و التجئوا الی الکهف المنيع و الملاذ الرفيع

أی ربّ اجعلهم آياتک الباهرة فی بلادک و راياتک
الخافقة علی رؤوس عبادک و سهامک النافذة فی صدور
أعدائک و سيوفک الشاهرة اللامعة فی معامع الاحتجاج
مع شناتک و اطلق لسانهم بذکرک و ثنائک و أنطقهم
بحجّتک و برهانک و اجعلهم دلائل يوم ظهورک و وسائل
ملکوتک و اجعل لهم لسان صدق فی الآخرين ع‌ع
هو اللّه

هذا مغتسل بارد و شراب الفيض الالهی و التجلّی الرحمانی و الروح

الربّانی فی العالم الوجدانی عبارة عن غيث الهاطل و الصيّب

النازل و الصوب المنهمر و السيل المنحدر من سحاب الجود

و غمائم الفضل المحمود المنبعثة من البحور المرتفعة فی سماء

الرفد المرفود فاذا نزلت الامطار و فاضت الغمائم بالفيض

المدرار علی المعاهد و الربّی و الديار فتنفجر ينابيع الانهار

و تنبع الاعين الصافية العذبة السائغة من تسنيم و تفور

ص ٢٤٠
أيضاً أعين من الملح الاجاج و من ماء حميم و تختلف

هذه المياه النابعة و الينابيع الدافقة من حيث الطعم و اللون

و الذوق فهذه الاختلافات انّما تصدر من المنابع و الاعين

و الينابيع و الموارد و الماء الفائض عذب طهور و الکأس

مزاجها کافور و الأعين الرحمانيّة تسنيم و سلسبيل

و الينابيع الاجاجيّة ماء حميم اذاً المغتسل البارد و الشراب

هو تجلّيات رحمانيّة و فيوضات ربّانيّة و انبعاثات وجدانيّة

من الحقائق الانسانيّة الّتی من استفاض منها برء من کلّ

مرض شديد و استراح من کلّ غرض عظيم و الحمد للّه ربّ العالمين ع‌ع

هو اللّه نغمه شرربار نار موقده ربّانيّه مفرّح قلوب بود و

منعش روح چه که از انجذابات بنفحات حکايت
می نمود و از جمرات موقده در احشا خبر ميداد
و ذلک تأييد من اللّه و توفيق من عنده حمد خدا
را که آنجناب در جميع اوقات بنشر نفحات اللّه مشغول
بوده و هستيد و در خدمت امر اللّه بجان و دل ساعی
و جاهد و اين عبد در شب و روز در آستان مبارک

بکمال تضرّع و ابتهال مستدعی که آن جناب را يوماً فيوماً

ص ٢٤١

بتأييدی جديد مؤيّد فرمايد که نار محبّت اللّه در آن اطراف

و اکناف شعله جديدی زند علی الخصوص در قبائل

و ايليات حوالی و نواحی اين قصبه بسيار مهم است بايد

بهمّت آنجناب ميّسر گردد بلکه نفوسی از سادگان
بشريعه بقا داخل شوند و بنفحات قدس منجذب. اينعبد

در هر ساعتی آرزو دارد که با احبّای الهی نامه نگارد

ولی مشاغل نه بدرجه که بتوان وصف نمود "دستی از دور

بر آتش داريد" امّا بتأييدات جمال قدم از ملکوت ابهی

مطمئن و مستريحيم لهذا شما از احبّای الهی معذرت

بخواهيد که در آستان مقدّس در طلب تأييد بجهة راستان

تقصير نميشود. اميدوارم که آثار باهره‌اش ظاهر شود

و البهاء عليک و علی کلّ ثابت علی العهد و الميثاق ع‌ع

هو اللّه
حمداً لمن أشرق و لاح من أفق التوحيد بسطوع شديد
و ظهور مجيد و تجلّی انکشف به الظلمات و انشقّت به
الحجبات و زالت به الشبهات فی الکور الجديد و الدور
الحميد و استقرّ علی عرش الجلال بنور الجمال و بهاء
ص ٢٤٢
الکمال بهاء استضاء به ملکوت الأرض و السموات
فی اليوم السعيد مرّة يتجلّی علی هيئة الشمس ساطعة
الفجر لامعة الشرق فائضة النور واضحة الظهور خالعة
العذار هاتکة الاستار کاشفة الغيوم مبدّدة لظلام
الهموم و مرّة تراه علی هيکل السراج الوهّاج يوقد

و يضیء فی زجاج الافق الأعلی کأنّه کوکب درّی لا شرقی

و لاغربی بل کلّ الجهات جهاته يکاد يحترق ستر الجلال

من شعلة ناره ذات الوقود فی اليوم المشهود و مرّة تراه

علی شکل سحاب مرکوم فائض علی التلال و الجبال و الوهاد

و البطاح و الحزون بالماء المسکوب. فاهتزّت و انتعشت

و اخضرّت من هذا الفيض المدرار المحمود و تارّة تراه

علی سعة قلزم غير متناه و محيط ليس له قعر و قرار يعلو

موجه الی الاوج الأعلی و تقذف الامواج العليا الفرائد

الغرّاء و الخرائد النوراء بل اليتيمة العصماء علی سواحل

القلوب و الارواح و انّ هذا لفضل واضح مستغنی عن

الشهود و لطف و احسان علی کلّ موجود و البهاء و الثناء

علی نقطة الوجود الظاهر فی صفة الجود ع‌ع
ص ٢٤٣

هو اللّه قال اللّه تعالی ربّ المشرقين و ربّ المغربين

الی آخر الآية يا ايّها الناظر الی الجمال الانور و المتمسّک

بالذيل الاطهر و المتشبّث بالعروة الوثقی تشبّث المبتهل

المتبتّل المتضرّع الی الجليل الاکبر اعلم انّ النيّر الاعظم

و النور الاقدم عند طلوعه و سطوعه عن مشرق العالم

علی سائر الأمم له مطلعان و مشرقان و أفقان و مغربان أفق

آفاقی امکانی عينی فی الخارج و أفق أنفسی قلبی روحانی

علمی وجدانی فی الذهن فهذا النيّر النورانی و الکوکب

الرحمانی و البدر الربّانی و الشمس الّتی ليس لها ثان له

طلوع و سطوع من أفق الآفاق و شروق و ظهور من أفق

الانفس کما قال اللّه تعالی سنريهم آياتنا فی الآفاق و فی أنفسهم

حتّی يتبيّن لهم انّه الحقّ فانظر بعين البصيرة و بصر الحقيقة فی

الادوار العظيمة و الاکوار القديمة لتری حقيقة معانی هذه

الآيات المبارکة مشخّصة مجسّمة کاشفة لکلّ حجاب رافعة

لکلّ نقاب واضحة البرهان لائحة التبيان فاذا نظرت الی هذا

الکون العظيم تری آثارهم ناشرة و أنوارهم منتشرة و شعائرهم

باهرة و شريعتهم شائعة و طريقتهم ذائعة و دينهم المبين

ص ٢٤٤

محيطاً علی العالمين و نورهم العظيم منيراً من آفاق السموات

و الأرضين طريقتهم هی المثلی و الويتهم هی الخافقة فوق

الصروح العليا فهذا اشراقهم و تجلّيهم و ظهورهم من
مشرق الآفاق ثمّ انظر الی عالم الانفس و الارواح

و القلوب لتری انّ النفوس ملهمة بذکرهم و مطمئنّة بفکرهم

راضية بقضائهم مرضيّة بولائهم قدسيّة بضيائهم مستبشرة

بعطائهم مستضيئة بأنوارهم مستفيضة من سطوع شعاعهم

و انّ الارواح مهتزّة من نسائم حدائقهم و ملتذّة من نعماء

حقائقهم و مستبهجة بنضرة رياضهم منشرحة بنفحة غياضهم

و مسرورة بفيض من حياضهم و القلوب خافقة بحبّهم

و الالسن ناطقة بذکرهم و انّ الوجدان ذو روح و ريحان

بنفحاتهم و متيقّظ الليالی و الايّام بنسماتهم و الکينونات

مستفيضة من فيوضاتهم و الحقائق صافية من تجلّياتهم

و الذاتيّات مقتبسة الانوار من نارهم الموقدة و الهويّات مکتسبة

الاسرار من فيوضاتهم المنهمرة و الوجوه متهلّلة و الالسن

متهلهلة و الآذان ملتذّة و الابصار منوّرة و الصدور
منشرحة و کلّ ذلک من فيوضاتهم الکاملة و کمالاتهم
ص ٢٤٥

الشاملة فعليهم التحيّة و الثناء من ربّ الآخرة و الاولی الحمد للّه ربّ العالمين ع‌ع

هو اللّه

الهی الهی ترانی مبتهلاً الی سماء بهاء رحمانيّتک و متضرّعاً

الی علاء مقام ربوبيّتک و ملتمساً بعتبة قدس الوهيّتک

و راجياً لحضرة عز أحديّتک ان تؤيّد عبدک الّذی ناجاک

بمجامع قلبه فی خفيّ سرّه و جليّ جهره طالباً مرضاتک

متمنّياً رضائک متأجّجاً بنار محبّتک متبلّجاً بنور معرفتک

متلجّجاً کالبحار بذکرک و متموّجاً کالطمطام الزخّار بنعتک

عند ما مرّغ جبينه بتراب حضرة قدسک و عفّر وجهه

بفناء عتبة أنسک و تنوّر بصره بمشاهدة آياتک و تعطّر

مشامه بنفحات عبقت من البقعة المبارکة و انعش روحه
بنسمات تنفّست من الروضة المقدّسة و رجع منک اليک
و توکّل عليک و تضرّع لديک ان تؤيّده حين الرجوع

علی اعلاء لواء الوهيّتک علی أعلی الاتلال و نشر شراع

أمرک فی سفن النجاة و السعی البليغ و الجهد العظيم
فی سطوع أنوارک عن مطلع الکائنات و اشتهار کلمتک

العليا بين الوری أی ربّ هيئ له من أمره رشداً و يسرّ له

ص ٣٤٦

ما يرضی و يتمنّی و انطق لسانه بالثناء و الهم قلبه بأسرارک

المودعة فی حقائق الاشياء و اجعله راية من راياتک

و آية من آياتک و معنی من معانی کتابک المسطور و سرّاً

من أسرارک فی الرقّ المنشور و اللوح المحفوظ ع‌ع
هو اللّه يا من استضاء بأنوار مصباح الهدی فی
زجاجة ملکوت الأبهی أنسيت العهود و ذهلت عن
الوعود الّتی وعدتنا بها أما عهدت انّک عند ما رجعت
الی البلاد و اقتفيت أثر الرشاد تشمر ذيل الجهد
و الاجتهاد و تکشف عن ساعد الجدّ العظيم بين العباد

و تدخل فی خلال ديار القبائل و تحلّ بخيام الاحبّاء بين

العشائر و تکشف الغيوم المتکاثفة علی آفاق تلک الاقوام

و الارهاط و تشتعل کالنيران و توقد و تضئ کالمصباح

الساطع اللامع المنير بين تلک القبائل بأنوار الفضائل

فيا حبيبی ستقضی ايّام الحياة و تنزل من معاقل العزّ

و الغناء و قصور الراحة و الرخاء الی قبور الهلاک و الدمار

و تنقضی أيّامنا سدی و تنطوی بساط النعمة الّتی کسراب

بقيعة يحسبه الظمآن ماء دع ما يشغلک الی الوری و تمسّک

ص ٢٤٧

بالعروة الّتی لا انفصام لها و امتط غارب الصافنات من

جياد الملکوت العلی و اطلق العنان و أدم الجولان فی

ميدان اعلاء کلمة ربّک الرحمن تاللّه الحقّ تؤيّد بجنود

لم ترها و هجوم أفواج من الملأ الأبهی ع‌ع
هواللّه
ای منجذب بنفحات حقّ صبح است
و هر نفسی در هوسی و اين عبد بياد روی و خلق و خوی
تو مشغول و در کمال وجد و اشتياق بتحرير مألوف
چندی است که بهيچ وجه خبری از آنجناب نه و اثری

از خامه عنبر بار ظاهر نشد اگر چه ميدانم که در هر جائی

که هستی و بهر جامی که مستی در پای خم معانی آرميدی

و از صهباء محبّت الهی مخمور افتادی ولی اشتياق از جهتی

و انتظار ورود اخبار از جهتی مشکل است. البتّه اخبار شما

دائماً بايد برسد خواه جواب ارسال شود و خواه بعهده
تعويق ماند چه که فرصت تحرير و تقرير بجهة اين عبد
اکسير اعظم شده است با وجود اين ملاحظه نما که چه

قدر تحارير و مکاتيب از اين قلم نگاشته ميگردد از جمله

با وجود عدم آنی فرصت مکتوبی مفصّل از شدّت محبّت
ص ٢٤٨
بآنجناب مرقوم گرديد که فی الحقيقة حکم صد مکتوب

دارد باری آنچه وعده نموديد بايد وفا نمائيد و در آن خطّه

و ديار و در اطراف و اکناف از قبائل و ايليات انوار الهی

ساطع و روشن گردد و نفوسی تربيت شوند و ليظهره علی
الدين کلّه محقّق شود ايدوست حقيقی وقت وقت
جوشش چون درياست و کوشش در همه جا الحمد للّه

حکومت و مروّت سلطنت واضح و مبرهن است و کلّ رعيت در حمايت اعلی حضرت ع‌ع

هو اللّه

ای بنده درگاه الهی آنچه از خامه محبّت اللّه جاری قرائت

گرديد و از مضامينش معانی دلنشين ادراک گرديد
اميد از موهبت ربّ مجيد چنان است که در کلّ احيان
بنفحات رحمن زنده و تر و تازه باشيد. در خصوص مسئله

تناسخ مرقوم نموده بوديد اين اعتقاد تناسخ از عقائد قديمه

اکثر امم و ملل است حتّی فلاسفه يونان و حکمای
رومان و مصريان قديم و آثوريان عظيم. و لکن در نزد
حقّ جميع اين اقوال و اوهام مزخرف و برهان اعظم
ص ٢٤٩
تناسخيان اين بود که مقتضای عدل الهی اين است که
اعطای کلّ ذی حقّ حقّه شود حال هر انسان ببلائی
مبتلا شود گوئيم که کوتاهی نموده است و لکن طفلی
که هنوز در رحم مادر است و نطفه‌اش تازه انعقاد
گرديده است و کور و کر و شل و ناقص الخلقه است

آيا چه گناهی نموده است که بچنين جزائی گرفتار شده است

پس اين طفل اگر چه بظاهر در رحم مادر خطائی ننموده
و لکن پيش از اين در قالب اوّل جرمی کرده که مستوجب
چنين جزائی شده ولی اين نفوس در اين نکته غافل
گشته‌اند که اگر خلقت بر يک منوال بود قدرت محيطه
چگونه نمودار ميشد و حقّ چگونه يفعل مايشاء و يحکم
ما يريد ميگشت. باری ذکر رجعت در کتب الهی
مذکور و اين مقصد رجوع شئون و آثار و کمالات
و حقائق انواريست که در هر کور عود مينمايد نه مقصد
اشخاص و ارواح مخصوصه است مثلاً گفته ميشود که
اين سراج ديشب عود نموده است و يا آنکه گل پاری
امسال باز در گلستان رجوع کرده است در اينمقام
ص ٢٥٠
مقصود حقيقت شخصيّه و عين ثابته و کينونت مخصوصه
آن نيست بلکه مراد آن شئون و مراتبی است که در آن
سراج و در آن گل موجود بود حال در اين سراج و گل
مشهود يعنی آن کمالات و فضائل و مواهب ربيع سابق

در بهار لاحق عود نموده است مثلاً اين ثمر همان ثمر سال

گذشته است در اينمقام نظر بلطافت و طراوت و نضارت
و حلاوت آن ثمره است و الّا البتّه آن حقيقت منيعه

و عين مخصوصه رجوع ننموده آيا از يکمرتبه وجود در اين

عرصهء شهود اوليای الهی چه نعمتی و راحتی ديدند که
متّصلاً عود و رجوع و تکرّر خواهند آيا يکمرتبه اين
مصائب و بلايا و رزايا و صدمات و مشکلات کفايت

نميکند که مکرّر اين وجود را در اينعالم خواهند اين کأس

چندان حلاوتی نداشته که آرزوی تتابع و تکرّر شود.
پس دوستان جمال ابهی ثوابی و اجری جز مقام مشاهده

و لقا در ملکوت ابهی نجويند و جز باديهء تمنّای وصول

برفرف اعلی نپويند نعمت باقيه خواهند و موهبت
سرمديه که مقدّس از ادراک امکانيّه است چه که چون
ص ٢٥١

ببصر حديد نظر فرمائی جميع بشر در اينعالم ترابی معذّبند

مستريحی نه تا ثواب اعمال سيّآت مکرّر سابق بيند
و خوشحالی نيست که ثمره ای مشقّات ماضيه چيند
و اگر حيات انسانی بوجود روحانی محصور در زندگانی
دنيوی بود ايجاد چه ثمره داشت بلکه الوهيّت چه
آثار و نتيجه ميبخشيد بلکه موجودات و ممکنات و عالم
مکونّات کلّ مهمل بود استغفر اللّه عن هذا التصوّر

و الخطاء العظيم همچنانکه ثمرات و نتائج حيات رحمی در آن

عالم تنگ و تاريک مفقود و چون انتقال باين عالم وسيع نمايد

فوائد نشو و نمای آن عالم واضح و مشهود ميگردد بهمچنين

ثواب و عقاب و نعيم و جحيم و مکافات و مجازات اعمال

و افعال انسان در اين نشاه حاضره در نشاه اخرای عالم بعد

از اين مشهود و معلوم ميگردد و همچنانکه اگر نشاه

و حيات رحمی محصور در همان عالم رحم بود حيات و وجود

عالم رحمی مهمل و نا‌مربوط ميگشت. بهمچنين اگر حيات

اين عالم و اعمال و افعال و ثمراتش در عالم ديگر نشود بکلّی

مهمل و غير معقول است. پس بدان که حقّ را عوالم
ص ٢٥٢
غيبی هست که افکار انسانی از ادراکش عاجز است
و عقول بشری از تصوّرش قاصر چون مشام روحانی را
از هر رطوبت امکانی پاک و مطهّر فرمائی نفحات قدس

حدائق رحمانيّه آن عوالم بمشام رسد. و البهاء عليک و علی

کلّ ناظر و متوجّه الی الملکوت الأبهی الّذی قدّسه اللّه

عن ادراک الغافلين و أبصار المتکبّرين عبدالبهاء عباس

هو الأبهی
يا من فديت روحک و جسمک و نفسک و ذاتک فی سبيل

اللّه عليک بهاء اللّه و ثنائه بما قمت علی نصرة أمره و اعلاء

کلمته بين العالمين قد انتشرت فی الآفاق نبأ غروب

شمس الحقيقة من بعد الاشراق و ارتفع ضجيج أهل الوفاق

و تفتّت أکبادهم من هذا الفراق و زاد أجيج نيران

النفاق من أهل الشقاق و ظنّوا بأنّ نار محبّة اللّه قد

خمدت و سرج الهداية قد اطفئت و أمواج البحر

الاعظم قد سکنت و نسائم روح اللّه قد انقطعت و نفحات

اللّه قد انعدمت و سدرة المنتهی قد انقعرت و الشجرة
المبارکة قد استأصلت و اثمارها قد سقطت و کواکب
ص ٢٥٣

الهدی من أفق العلی قد انتثرت و أنوار ظهور جمال اللّه

الأبهی قد غابت و رآيات آيات التوحيد قد انطوت
و الظلمة أحاطت و الابصار عمت و ظهور أهل اللّه قد
انقصمت و عروة اللّه قد انفصمت و اعلام الشرک قد
ارتفعت و معالم الحقّ قد غابت و آثار اللّه اندرست
و الظلمات الثلاث أقبلت و طيور الليل طارت و النعيب
و النعيق و الخوار ارتفعت و نغمات طيور القدس قد

انقطعت. کلّا انّ شمس البهاء مشرقة من ملکوته الأبهی

و يری احبّائه من أفقه الأعلی و ينصر الموحّدين و المخلصين

کما قال و قوله الحقّ "و نراکم من أفقی الأبهی و ننصر من

قام علی نصرة أمری بجنود من الملأ الأعلی و قبيل من

الملائکة المقربّين" و بئس ما يظنّون و ليس کما يخرصون

ذرهم فی خوضهم يلعبون. و نبتهل و نتضرّع الی العزّة

الالهيّة ان يؤيّد الکينونات الصافية المتجلّية من الاشعّة

الساطعة من شمس الحقيقة علی استقامة يتلئلأ الآفاق
من أنوارها و يقيمهم علی أمر يتزلزل ارکان الأرضين

و قوّات السموات من سلطنته و هيمنته و يجعل المقربّين

ص ٢٥٤
من أصفيائه مشاعل ذکره و مطالع ثنائه و مشارق نجوم

الهدی و مهابط الهامه بين الوری و معادن انجذابه و حبّه

و مؤيّدين بجنود الملأ الأعلی و يظهرهم بين القبائل و الأمم

بشئون و آثار و مناقب تشخص الابصار من أنوارها

و يجعلهم اعلام الهدی و يشرق بأنوار وجوههم هذه الغبراء

بحيث يؤيّدوا علی نشر رايات الحقّ بين الخلق و أحاطة

أنوار اللّه آفاق الأرض و السماء و لا تيأسوا من روح اللّه

تاللّه الحقّ ان القطرة المستمدّة من قلزم الکبرياء تتموّج

بأمواج البحور و الذرّة المستفيضة من النيّر الأعظم لها

أنوار تلوح علی مشارق الأرض و مغاربها
هو اللّه

ای حبيب روحانی تا بحال از تقادير الهی وسائل مکاتبه

بدست نيامد که تحريراً بذکر آن مخمور صهبای محبّت
اللّه مشغول شوم يک دفعه تلافی مافات شد مقصود
اين است که اليوم قوای رؤوسای اديان بأجمعهم متوجّه
تشتيت انجمن رحمان و تفريق و تخريب بنيان حضرت
يزدان است و جنود مادّی و ادبی و سياسی جهان از هر
جهة مهاجم چه که امر عظيم است عظيم و عظمت امر
ص ٢٥٥

در انظار واضح و لائح لهذا بايد بفضل و عون الهی چنان

استقامت و ثبوتی از مستظلّين در ظلّ جناح عنايت
حضرت احديّت ظاهر و لائح گردد که جميع انظار
و عقول حيران شود. بعد از حضرت روح معدودی
بودند که بشريعه روح اللّه وارد شدند با وجود آنکه
در بدايت عروج آنحضرت از کمال وحشت و دهشتی
که حاصل شده بود تزلزل و اضطراب مستولی شد لکن

بعد از چند روز زنی مسمّاة بمريم مجدليّه باستقامت و ثبوتی

ظاهر شد که آن رجال را بر امر ثابت و مستقيم نمود

و بر اعلاء کلمة اللّه قيام نمودند. با وجود آنکه بظاهر

صيّاد ماهی و صبّاغ بودند بيمن و مبارکی امر الهی

بنفحات اللّه مشام اهل آفاق را معطّر و قلوب اهل وفاق را

زنده نمودند. فاعتبروا يا احبّاء اللّه و أمنائه من ظهور هذه

القدرة العظيمة و السلطنة الّتی کانت کالروح نافذة فی

شريان جسم العالم و نابضة فيه و ارتعدت و تزعزعت منها أرکان الشرک عبده عباس

ص ٢٥٦
هو اللّه

ترانی يا الهی مکبّاً بوجهی علی التّراب صعقاً من تجلّی

الانوار مندهشاً من مشاهدة الآثار مُغمیً عليه من
اشتداد الفتن المتراکمة من کلّ الاشطار متذلّلاً
منکسراً الی ملکوت الأسرار متأجّج الضلوع
و الاحشاء من النار الموقدة فی بقعة الأنوار مع ذلک

انسانی نفسی و روحی و شؤونی بما شغفونی حبّاً للأبرار

و امتلأ قلبی و سرّی فی عروقی حبّ الأخيار سريان
الروح فی العروق و الشريان و أناجيک فی جنح الليالی
و خلال النهار و بحبوحة الغدوّ و الآصال و ارجوک ان

تمدّهم بامداداتک الفائقة و عنايتک السابقة و موهبتک

اللاحقة و تنبت الأباهر و القوادم فی أجنحتهم النسيله

حتّی يطيروا الی أوج عظمتک السامية و فضاء عزّتک

العالية و ينشرحوا بالطافک الباقية و يستنيروا بأنوارک

الساطعة ربّ أنلهم کأساً کان مزاجها کافوراً و اجعل

لهم من عين التسنيم نصيباً موفوراً و اخرج لهم کتاباً

يلقوه منشوراً و اعقد لهم لواءً منصوراً و ابن لهم عند

ص ٢٥٧
عرشک العظيم بيتاً معموراً و اجعل کلّ واحد منهم
سيّداً و حصورا حتّی ينشروا آثارک فی الآفاق
و يظهروا أنوارک فی أمّ العراق و يعلوا کلمتک الی
ملکوت الاشراق و تتوقدّ نار محبّتک فی قلوب
اهل الاشتياق و ينحدر الدموع علی الخدود کالسيول
من الآماق. ربّ انعم صباحهم و أنر مصباحهم و املأ
اقداحهم و رنّح أرواحهم انّک أنت المقتدر العزيز

الوهّاب و انّک أنت الکريم اللطيف البرّ الرؤف المنّان

ای ياران عبدالبهاء قوّه اشراق از نيّر آفاق شرق و غرب را

بحرکت آورده عالم آفرينش آرايش يافته و خلق جديد
گرديده ندای سبحان ربّی الأبهی از خاور بلند شده

و آهنک يا بهاء الأبهی از باختر گوش زد هر هوشمند گشته

السن جميع ملل بذکر اسم اعظم ناطق و بظهور جمال قدم
مخبر قومی در نهايت سرور مستبشر و حزبی در موارد

آثار متحيّر و جمعی غافل و منکر در هر انجمن ذکر اسم

اعظم متداول و اين بشارات از ملکوت آيات در عروق

و شريان امکان متواصل. پس ياران الهی و احبّای حقيقی

ص ٢٥٨
و دوستان معنوی بايد شب و روز گلبانگ يا بشری
و يا طوبی باوج اثير رسانند زيرا آن نفوس مستشرق

از مجلّی طور گشتند و لمعه نور مشاهده نمودند و نصيب

موفور بردند و بشکرانه اين الطاف بايد دمبدم آهنگ

جديد بلند کنند و مانند نهنگ دريای محبّت اللّه بجوش

و خروش آيند تا بقوّه کلمة اللّه المطاعه خطّه غبرا جنّت ابهی

گردد و روی زمين بهشت برين شود و طاوس عليين
شهپر تقديس گشايد و در کمال تزيين جلوه فرمايد
ظهور اين موهبت بخلوص يارانست و انجذاب دوستان
و فرح و مسرّت وجدان. چنديست که نغمات ورقا از آن

ايکه بقا بساير بلدان نرسيده بلبل گلشن توحيد را گلبانگ

ربّانی لازم و ستاره فجر تقديس را سطوع نور آسمانی
واجب . شمع افروخته روشن است و پروانه سوخته
شاهد هر انجمن ياران را جذب و وله لازم و دوستان را
وجد و طرب واجب سمع عبدالبها دائماً مترصّد

تا از چه اقليمی الحان بديع رسد و از چه کشوری نغمات

جانپرور مسموع آيد اگر سرور اين دل و جان را خواهيد
ص ٢٥٩

چنان نغمه و آوازی بلند کنيد که اهل ملأ اعلی باهتزاز آيند

و سکّان ملکوت ابهی همدم و همراز گردند و عليکم التحيّة و الثناء ع‌ع

هو اللّه

الهی الهی انّک لتعلم انّ قلبی ممتلأ بحبّ أحبّائک و روحی

متعلّق بروح أصفيائک و صدری ينشرح بذکر امنائک
و حقيقتی منجذبة بذکر ارقّائک و أخذتنی سکرة

حبّهم فاجبرتنی ان أرطب لسانی بثنائهم و أناجيک بقلبی

و روحی و لسانی و اتضرّع اليک ان تنزل عليهم موائدک

السماويّة و آلائک الرحمانيّة و تلقی عليهم ذيل ردائک

و تملأ لهم کأس عطائک و تشملهم بلحاظ رحمانيّتک
و تغرقهم فی بحار رحمتک و تخصّصهم بجليل موهبتک

و تختارهم لأعلاء کلمتک و تتمّم عليهم نعمتک حتّی تتجلّی

فی قلوبهم انوار توحيدک و يمرّ علی رياض افئدتهم نسيم

الحياة بفضلک و جودک و تنطبع فی مرايا قلوبهم آيات
معرفتک و تقرّ أعينهم بمشاهدة مظاهر موهبتک و تنطق
ألسنهم ببديع اسرارک و تطمئنّ نفوسهم بادراک آثارک
ص ٢٦٠
و تفيض عليهم فيوضات اسمائک و صفاتک ربّ ربّ
أيّدهم علی خدمتک و وفّقهم علی عبوديّتک و اجعلهم
آيات توحيدک و رايات تمجيدک و أشجار رياض محبّتک
و کلمات کتاب معرفتک و سرج هدايتک و نجوم أفق
موهبتک و أمواج بحر أحديّتک و شهب أوج عظمتک
و أشعّة شمس ظهورک و رياحين حدائق رحمانيّتک
و ينابيع أسرارک و مصابيح هدايتک انّک أنت المقتدر

المعطی المؤيّد القويّ الکريم ای ياران الهی و ياوران

عبدالبهاء شمس حقيقت چون در پس سحاب جلال

مختفی شد و نيّر آفاق از مطلع شهود افول نمود و در جهان

پنهان اشراق کرد و از غيب اکوان بر عالم امکان فيض
مستمرّ مبذول داشت خفّاشان بحرکت آمدند و پر و بالی
گشودند و جولانی دادند و چنان گمان نمودند که فيض
جليل آنوجه جميل را منقطع نمايند و اشعه ساطعه شمس

حقيقت را خاموش کنند نار موقده را مفقود نمايند و نور

محمود را معدوم سازند زيرا چنين پنداشتند که بصعود

حضرت مقصود بنيان الهی بر افتد و شجره مبارکه از ريشه

ص ٢٦١

کنده شود بئس ما ظنّوا و زعموا و تراهم اليوم فی خسران

مبين چنانچه از قرار مسموع در بعض از جهات اعدا
بمجرّد استماع خبر مصيبت کبری جشن گرفتند و فرح

و شادمانی نمودند مجلس بزم آراستند و عود بمجمر انداختند

و نقل و شکوفه نهادند و شمعها افروختند و شهد
و شراب آميختند و چنگ و چغانه بنواختند و آنشب را
تا بصباح فرح و شادمانی نمودند و مسرّت و کامرانی

جستند ولی غافل از اينکه فيض آن آفتاب را انتهائی نه و سيل

آن بيابان را انقطاعی نيست پرتو آن کوکب مبارک
مستمرّ است و سرير سلطنت "الرحمن علی العرش استوی"
مستقرّ بلکه هيکل بشری مانند سحاب مانع از مشاهده
شعاع آفتاب است. اينست که در انجيل ميفرمايد حضرت
موعود وقتيکه آيد بر ابر سوار است و چون سحاب
مکرم مختفی گردد قرص شمس ظاهر شود و شعاع
شديد منتشر فرمايد لهذا چندی نگذشت ولوله در آفاق

افتاد و زلزله در ارکان عالم افکند شرق پرهلهله شد غرب

پر غلغله گشت آفتاب انور جمال حقيقت از منطقة البروج

ص ٢٦٢

غيب در نقطه احتراق اشراق بر آفاق نمود پرده ستر و خفا

بر افتاد و نار محبّة اللّه در قلوب و احشا بر افروخت

احبّای الهی مانند شمع روشن گشتند و بمثابه شاهدان
عشق رسوای انجمن شدند از هر کرانه نغمه و ترانه

بلند شد و ندای "ربّنا انّا سمعنا ندائک من کلّ الأقاليم"

بلند شد اعلاء کلمة اللّه گشت و نشر نفحات اللّه صيت

حقّ جهان گير شد و صوت ألست بآذان قريب و بعيد رسيد

امر اللّه عظيمتر شد و بنيان شريعة اللّه رفيعتر گشت

جميع ملل متأثّر شدند و دشمنان جمال مبارک خائب و خاسر

گشتند و چون ملاحظه نمودند که صعود حضرت
مقصود روحی لأحبّائه الفداء سبب اعلاء امر مبارکش
گشت و شعله نار موقده بيشتر شد و هر مؤمن مطمئنّی
قدم پيشتر نهاد لهذا سطوع نور منير ملل معارضه را
خسران مبين شد و همچنين فضل حضرت يزدان سرير

تاجداری ايران را بجلوس پادشاه عادلی تزيين داد و بقوّه

رحمان آن تاجدار کامل بر حزب مظلوم مهربان گرديد
اين نيز تأييدی از حضرت ربّ قدير شد و همچنين نفوس
ص ٢٦٣

مقدّسی از ياران الهی بوفا قيام نمودند و در سبيل جمال

ابهی جان فشانی کردند راحت و آسايش خويش را
بگذاشتند و ديده بافق احديّت گماشتند منادی

پيمان گشتند و پيمانه پيمان بدست گرفتند و جهانی سرمست

نمودند نشر نفحات اللّه کردند و تبليغ امر اللّه نمودند

و نفوس کثيره را هدايت کبری مبذول داشتند. الحمد للّه

که تأييدات جمال ابهی پی در پی رسيد و نصرت ملأ
أعلی پرتوش مانند بارقه صبح دميد افواج جنود ملأ
أعلی مانند امواج مترادفاً نازل و جيوش پر جوش
و خروش ملکوت ابهی بکمال قوّت و قدرت ممالک

قلوبرا گشود و مسخّر نمود اين جنود الهامات الهيّه بود

و اين افواج امواج بحور رحمانيّه نفوس ميّته را حيات

ابديّه بخشيد و بر ممالک قلوب هجوم نمود و جان و روح

مبذول داشت زيرا لشکر حياتند و جنود نجات زادهم

اللّه شوکة و جلالًا و دولة و رجالاً پس ای احبّای الهی

حال وقت آن است که بشکرانه اين موهبت بآنچه مکلّفيد
بآن قيام نمائيد و احکام شريعة اللّه را مجری داريد
ص ٢٦٤
در مشرق الاذکار بدرگاه احديّت نماز آريد و عجز

و نياز کنيد و بستايش و نيايش پردازيد و در شهر صيام

صائم گرديد و در لياليش قائم ولی بکمال حکمت نه بنوعيکه

سبب جزع و فزع جهّال گردد و يک خواهش از جميع
ياران الهی دارم و آن آرزوی جان من است که مرا بصرف
عبوديّت آستان مقدّس من دون تأويل بستايند و بجز

بکلمات و تعبيراتيکه از نفس خامه اين عبد صادر عبدالبها را

نستايند ابداً تجاوز از آن نکنند بهمانقدر کفايت کنند

انّ نعتی و صفتی و سمتی و اسمی و لقبی و کينونتی و ذاتی

و حقيقتی و علانيتی عبدالبهاء و ليس لی شأن غير هذا

البتّه ياران الهی استدعای اين عبد را که بکمال عجز و نياز

نموده قبول خواهند فرمود و اين قلب حزين را شادمان
خواهند کرد و اين جسم عليل را حياتی جديد مبذول
خواهند داشت تا عبدالبهاء باستماع اين بشارت کبری

و حصول اين موهبت عظمی شادمانی کند و سرور و فرح رحمانی يابد ع‌ع

ص ٢٦٥
هو اللّه
الهی و ملاذی و کهف صونی و عونی فی شدائدی و بلائی
انّی أبسط اليک اکفّ الضراعة و امدّد اليک ايدی

الابتهال يا ربّی المتعال و يا ذا الجلال و الجمال ان تنزّل کلّ

برکتک و موهبتک و سابقة رحمتک و سابغة نعمتک علی

أحبّتک الّذين هم شملتهم لحظات أعين رحمانيّتک و جذبتهم

نسمات حديقة فردانيّتک و ثملت قلوبهم من اقداح راح
محبّتک و انتشت أرواحهم من رحيق دنان موهبتک
و انشرحت صدورهم بنور معرفتک و قرّت أعينهم
بمشاهدة آياتک الکبری المشرقة من أفق ملکوتک.

أی ربّ هؤلاء جمع شمّلهم بفضلک و لُمّ شعثهم بجودک و شدّد

أزرهم باحسانک و قوّی ظهرهم بالطافک و آووا الی کهف
الالفة و الاتّحاد و جانبوا جنب الکلفة و الاختلاف
و سکروا من اقداح الانصاف و انتبهوا من سکر
الاعتساف و ابتهلوا بقلوبهم الی ملکوتک الأبهی

و تضرّعوا الی جبروتک الأعلی و جزعوا و فزعوا و شکوا

بثّهم و حزنهم اليک و اتّکأوا عليک و طلبوا رضائک و تمنّوا

ص ٢٦٦

مرضاتک الی ان أيّدتهم علی هذه الموهبة الکبری و شرّفتهم

بهذه الخلعة الّتی نسجتها ايدی رحمتک العظمی و جمعتهم فی

ظلّ خيام وحدة کلمتک العليا و شدّدت بعضهم ببعض
کالبنيان المرصوص بعنايتک الّتی سبقت ملکوت
الاشياء أی ربّ اجعل کأسهم طافحاً و کوکبهم لائحاً

و صبحهم مشرقاً و أفقهم لامعاً و بحرهم موّاجاً و سراجهم

وهّاجاً أی ربّ أيّدهم بجنود لم يروها و انصرهم بملائکة

ملکوتک الأبهی و اجعلهم آيات کتابک المبين و ارفعهم
رايات جنودک العظيم أی ربّ خض بهم فی بحار رحمتک

و نوّر بوجوههم افلاک معرفتک و اجعلهم أعيناً صافية نابعة

جارية و انطقهم بثناء نفسک فی الاندية الجامعة الزاهية و افتح

عليهم أبواب برکتک من سائر الجهات و افض عليهم
سحاب موهبتک بامطار الفيوضات و فرّح قلبی باستماع

اخبارهم المسرّة فی کلّ الاوقات و عطّر مشامی بنفحات

حدائق قلوبهم يا مالک الأرضين و السموات. انّک
أنت المقتدر المعطی العزيز الوهّاب ع ع
حضرت علی قبل أکبر عليه بهاء اللّه الأنور وارد
ص ٢٦٧

و در ستايش احبّای مصر لسانی ناطق و نطقی دافق دارند

که الحمد للّه کلّ در امر اللّه قدمی ثابت و رجلی راسخ داشته

و شب و روز در نشر نفحات قدس ساعی هستند طوبی
لهم و حسن مآب. باری از اين خبر فرح بيحصر روی داد

و کمال روح و ريحان حاصل گرديد که الحمد للّه آن نفوس

بر سرير وحدت استقرار يافتند و در ظلّ خيام يگانگی مأوی

جستند از يک کأس مست و مدهوش هستند و از يک

نفحات مهتز و مدهوش اميدواريم که اين اتّحاد و اتّفاق

چون بنيان متين باقی و استوار ماند و البهاء عليکم ع‌ع

هو اللّه
يا الهی الحنون ترانی من ملکوت تقديسک و جبروت
توحيدک بين يدی عصبة ذآب کاسرة و ثلّة سباع مفترسة

الّذين نکسوا علی أعقابهم و کسروا ميثاقهم و نقضوا عهدک

وجاحدوا بآياتک و استکبروا علی مرکز ميثاقک
و ولّوا وجوههم عن جمالک و زعموا بانّک أخطئت
فی أمرک بما دللت الکلّ الی مرجع بيان آياتک و دعوت
الکلّ الی التوجّه الی مطلع فيضک و مشرق مواهبک
ص ٢٦٨

أی ربّ قطعوا قلبی إرباً إربا و حرقوا فؤادی بنار تلتهب

فی الاحشاء و قاموا علی الافتراء و ما رحموا تدفّق سيل

دموعی بالبکاء و ما اکتفوا بما ورد علی أحشائی سهام
البغضاء من الاعداء أی ربّ ضاقت عليّ الأرض برحبها

و اشتدّت عليّ الازمة بأسرها فلم يبق لی من موطن امن

يکون لی الکهف الاوقی فارفعنی اليک يا ربّی الأبهی و ادخلنی

فی جوار رحمتک الکبری انّک أنت أرحم الراحمين ع‌ع
فيا طوبی لنفس تزکّت و علمت فجورها و تقواها طوبی
لروح اهتزّت من نفس الرحمن طوبی لمشام تعطّر من
نفحات اللّه طوبی لقلب انشرح من نسمات اللّه طوبی
لعين نظرت الی جمال اللّه طوبی لسمع أصغی الی کلمات

اللّه طوبی لهيکل قام علی خدمة أمر اللّه طوبی لاحشاء

احترقت بنار محبّة اللّه طوبی لکبد ذابت بلظی الهيام

فی سبيل اللّه طوبی لنفس وفت بميثاق اللّه و لم تأخذه

لومة لائم فی أمر اللّه و لا أثرت فيها سهام الشبهات من

النفوس المؤتفکة و الأرواح المحتجبة و العقول السقيمة

الغافلة عن ذکر اللّه طوبی لنفس ظاهرها عين باطنها
ص ٢٦٩
و باطنها عين ظاهرها و هداها ربّها و خرق حجباتها
و أکرم مثواها و سقاها ربّها کأساً مزاجها کافورا

لعمر اللّه انّها يضیء وجهها فی الملکوت الأبهی بنور

أشرقت منه الأرض و السماء و ثبتت أقدامها علی هذا
الصراط الممدود فی قطب الابداع ع‌ع سليل
آنجنابرا نظر عنايت شامل بود و خير کلّی در حقّشان

مقدّر ولی حائل عظيم پيدا شد و حاجز شديد نمودار و اللّه

يتولّی السرائر آنجناب الحمد للّه در يوم ظهور بشرف لقا فائز

و بشرف اصغاء خطاب نائل عاقبت قدر اين دُرّ گرانبهاء

ميثاق الهی را خواهيد دانست چه که اين گوهر يگانه
در آغوش صدف ملکوت ابهی پرورش يافته و در سلک

قلم اعلی در آمده و از اوّل ابداع نظير و مثيل نداشته ولی

اطفالی چند گرد هم آمده و بسودائی افتاده که يوسف

ميثاقرا در چاه نسيان اندازند و خود شهره شهر و بازار

گردند و اين درّ ثمين را بدراهم معدوده فروشند و در
ترويج خزف بکوشند و غافل از اينکه عزيز مصر الهی

برغم هر حسود عنود "ز قعر چاه برآيد" بعنايت جمال ابهی

ص ٢٧٠

" باوج ماه رسد" عنقريب ملاحظه خواهيد فرمود که بتأييد

ملکوت ابهی علم ميثاق در قطب آفاق بموج آيد و شمع
پيمان در زجاج امکان چنان ساطع شود که ظلمات نقض

بکلّی زائل گردد و فرياد "تاللّه لقد آثره اللّه علی الوری"

استماع شود قدری در وقائع ماضيه تأمّل و تدبّر شود
حقيقت حال واضح و مبرهن گردد. بگو ای شيخ

اين ميثاق نيّر آفاقست و اين پيمان حضرت يزدان نه ملعبه

صبيان بگو "فسوف ترون أنفسکم فی خسران مبين" و زيان
حاصل و واضح و عنقريب خسران بنيان بکلّی بر اندازد
بگو ضرر اوّل انشاء اللّه سبب انتباه گردد و سبب

اين ضرر چه و علّت زيان که باری آنجناب ببصر حديد جديد

ملاحظه نمائيد تا بحقيقت مقاصد اهل تدبير و تدمير پی

بريد "و يقولون بألسنتهم ما ليس فی قلوبهم" را ملاحظه

فرمائيد در فرقان در حقّ چه گروهيست و "اذا رأوا الّذين

آمنوا قالوا آمنّا و اذا خلوا الی شياطينهم قالوا انّا معکم انّما

نحن مستهزؤن" را برای ايشان تفسير بفرمائيد "و اللّه

يستهزئ بهم و يمدّهم فی طغيانهم يعمهون" را توضيح کنيد

ص ٢٧١

به يحيائی سابق و يموتی لاحقّ بگوئيد سامری و عجل را

بنی اسرائيل بجهت خويش مثل ناقضين تراشيدند
نه حضرت يوشع ابن نون منصوص الهی تو خطا کردی و سهو
فرمودی که مرکز منصوصرا باين درجه توهين نمودی
و تحقير کردی اگر جمال قدم تو را خطاب فرمايد که
مرکز ميثاق مرا و فرع منشعب از اصل قديم مرا
و منصوص کتاب مبين مرا و مبيّن کتابرا چگونه عجل
خواندی ای يحيی حيائی چه جواب خواهی داد اعانت
ننمودی اهانت چرا مرهم نبودی زخم چرا آيا کتاب
اقدس سی سال پيش نازل نشد آيا کلّ را دعوت باطاعت
فرع منشعب ننمودم و جميع را دلالت بر انقياد نکردم

و مبيّن کتاب مبين نگفتم و اکثر از احبابرا بيدار ننمودم

و او را نزد کلّ مستثنا از مادون نکردم و باثر قلم أعلی عهد

و ميثاق او را نگرفتم و جميع اغصان و افنان و منتسبين را

بتوجّه و ناظر بودن باو بصريح عبارت امر نکردم ديگر

چکنم چگونه امر را محکم نمايم ای يحيی حيائی چگونه اين

نور مبين را انکار نمودی و اين منصوص عظيم را چنين
ص ٢٧٢

بهتان شديد روا داشتی چه اذيّتی از او ديدی که چنين ذلّتی

برای او خواستی و چه مشقّتی از او يافتی که چنين بغضاء

عظيم آشکار کردی آيا چه جواب خواهی گفت باری

تا زود است پشيمانی پيش گير و توبه و انابه کن و سر برهنه

در کوه و صحرا فرياد لا مساس برآور و چون جيحون
اشک و خون از چشم روان کن و با حنين و ندم همدم گرد

شايد نسيم غفران بوزد و کثافت عصيان زائل گردد و بحر

رحمت بجوش آيد و سحاب عفو ببارد و اين اوساخ نقض
زائل گردد و الّا منتظر نقمت الهيّه باش و مترصّد

روسياهی دارين لعمر اللّه انّ الذّلة ستهرب منک لکثرتها

و انّ الخسران يلتجئ الی الرحمن منک و تری نفسک فی

اسفل درکات الجحيم و الذّلة و الحسرة و الخذلان للّذين

نقضوا ميثاق اللّه العليّ العظيم ع‌ع
هو اللّه

و أنت يا الهی أبدعت هذا العصر الجديد النورانی ابداعاً

ذهلت منه العقول و أنشأت هذه النشأة الرحمانيّة انشاء

تحيّرت فيه النفوس قد أرسلت الرياح لواقح الهبوب
ص ٢٧٣
أحييت بها الحدائق و الأودية و التلول و حييت بحيا

الرحمة هذه المعاهد و الربوع فتألّفّت الرياض و تدفّقت

الحياض و تزينّت الغياض بفيض مدرار من سحائب الفضل
و الجود و مرّ من مهبّ عنايتک نسيم رخيم محيی
للأرواح و القلوب فاخضرّت الديار و تورّقت الاشجار
و تألفت الأزهار و أينعت الأثمار و تفتّحت شقائق
الحقائق و صدحت الاطيار و جلت الأنظار بمشاهدة
تلک الآثار و ترتّلت آيات تسبيحک و تقديسک فی جنّة
الأنوار و ارتفع ضجيج التهليل و التکبير الی ملکوت
الأسرار فاهتزّت أرض الحقائق و ربّت و أنبتت من
کلّ زوج بهيج و غدت جنّة تزينّت بأبدع الألوان
و تعطّرت بأنفاس طيب تنتعش بها النفوس ثمّ سرائر
الابرار و امتدّت الموائد فی بحبوحة الجنان لعبادک
الأخيار ربّ لک الحمد بما هتکت الاستار و خرقت
الحجاب و کشفت النقاب و تجلّيت علی البصائر
و الأبصار بأشعّة ساطعة الفجر علی الأقطار فسرع

کلّ مستهام الی مرکز الجمال و هرع کلّ ظمآن الی معين

ص ٢٧٤
الحيوان و أدرک المشتاقون لقائک و شاهد المنجذبون
انوار جمالک و خشعت الاصوات عند ندائک و ذلّت
الرقاب لسلطانک و خضعت الأعناق لبرهانک و عنت
الوجوه لعزّتک و جلالک فلک الحمد علی ما أعطيت و لک

الشکر علی ما أوليت و لک المنّ علی هذا الفضل العظيم

و لک العناية علی هذا الفوز المبين انّک أنت الکريم
انّک أنت العظيم انّک أنت الرحمن الرحيم. ای ياران
مهربان عبدالبهاء چندی بود که سبيل مسدود
و طريق مقطوع و قاصدان ممنوع و عوانان محظوظ
و ستمکاران مسرور دست تطاول دراز و جاسوس
و مراقب همدم و دمساز مسجونرا در زندان زندانی ديگر
و مظلوم را هر دم اذيّت و جفای بدتر تهديدات متتابع
و تضييقات مترادف هر مأموری فرعونی و هر واليی
نمرودی تلغراف از مرکز ولايت مخابره سرّی مينمود
و تعرّض جهری ميگشت قلوب محزون بود نفوس دلخون

و مغموم ياران در اطراف مضطرب دوستان در اقاليم منتظر

بسياری مأيوس جمعی بدرد و غم مأنوس. چون
ص ٢٧٥
جميع ابواب بسته شد و دلها خسته گشت بغتة سروش
غيب صيحه شديد زد جنود ملکوت ابهی هجوم نمود
جيوش ملأ اعلی نزول فرمود ارکان استبداد بزلزله آمد
بنيان ظلم و جور هبوط نمود ابواب مفتوح شد
مراقب مرفوع گشت قاصدان ببقعه نورا شتافتند
محرومان بشرف زيارت عتبه رحمان فائز شدند سحاب
ظلمانی متلاشی گشت و کوکب ظلم نامتناهی متواری شد
بزم سرور برپا گشت جشن حبور مهيّا شد رايت حقّ
سر برافراخت آيت نصرت دلها بنواخت حال ياران
در گلشن رحمان همدم عود و رود و سرودند و بنغمه
مزامير آل داود مشغول از هر طرف بشارتی و هر دم
از ملکوت ابهی اشارتی عبدالبهاء بتراب تربت مقدّسه
مشرّف و مسجونرا در بقعه مبارکه مشام معطّر. پس ای
ياران اين موهبت حضرت يزدان غنيمت است و وقت
يوم فرصت ملاحظه نمائيد که در مدّتی قليله در ايران

و ممالک ترکان چه موج و هيجان عيان و در دو اقليم چگونه

آثار قدرت نمايان اين وقائع در قرون اولی سبقت نيافته

ص ٢٧٦
اميدوارم که سبب انتباه نفوس گردد و علّت تيّقظ
قلوب شود خفتگان بيدار شوند عاقلان هوشيار گردند
آهنگ ملأ اعلی بلند شود و گلبانگ طيور گلشن ابهی

مسموع گردد ياران بتبليغ پردازند نادانان يرليغ بليغ

خوانند بيخردان دانش آموزند آزردگان آسايش يابند
کوران بينش جويند تا بسيط غبرا جنّت ابهی گردد
و گلخن ترابی گلشن رحمانی شود کشور ممات حيات يابد
اقاليم غير ذی زرع انبات شود بقعه افسرده افروخته
گردد کنز ملکوت ابهی اندوخته شود جهان جهانی
ديگر شود امکان قميص جديد پوشد طيور شکور بنغمه
آيند و نفوس مشکور ترتيل آيات توحيد کنند و هذا من
فضل ربّی الأعلی و هذا من مواهب جمال مولای الأبهی
و عليکم التحيّة و الثناء فی الأولی و الأخری ع‌ع
هو الأبهی
يا أبا الفضائل و أمّه و أخيه چندی است که بوی خوش
معانی از رياض قلب آن معين عرفان بمشام مشتاقان
نرسيده و حرارت حرکت شوقيّه شعله‌اش بخرمن
ص ٢٧٧
دلهای دوستان حقيقی نرسيده و حال آنکه مکتوب
مفصّلی در بدايت حرقت از فرقت محبوب آفاق ارسال شد
دليل وصول ظهور ننمود و اشاره قبول مشهود نگشت
معلوم است که اين افسردگی و پژمردگی از شدّت
احتراق از فراق محبوب آفاق است و اين خمودت
از کثرت تأثّرات در مصيبت کبری و لکن انوار شمس

حقيقت را افولی نه و امواج بحر اعظم را سکون و کمونی

نيست فيوضات ملکوت ابهی مستمرّ است و تجلّيات
جبروت اعلی مترادف ابر نيسان عنايت فائض است

و شريان محبّت اللّه در جسد امکان نابض تأييد از رفيق

ابهی متتابع است و توفيق از حضرت کبريا متواتر
اگر آن افتاب انور از افق أدنی که افق امکان است
غاربست از افق اعلی طالع و لائح اگر تا بحال ابصار
بشر بسبب سبحات جسمانی از مشاهده آفتاب حقيقت
نورانی محروم و ممنوع و محتجب بود حال آن حجاب که
در هر عهد و عصر وسيله انکار بود کشف الغطاء گرديد
چه که در جميع احيان ظهور که مظاهر احديّتش از مطلع
ص ٢٧٨
امکان طالع شدند بهانه اعظمشان اين بود که ميگفتند

"انّما أنت بشر مثلنا" و ما هذا الّا بشر مثلکم خلاصه

ظهور آن مظاهر احديّت را از مطالع بشريّت علّت بطلان

ميشمردند و سبب انکار ميکردند و بعد از صعود مؤمن
و موقن ميشدند زيرا بظاهر شخص بشری ملاحظه

نميکردند لهذا منتبه قوّت و برهان و حجج الهی ميشدند

و مظهر "و بصرک اليوم حديد" ميگشتند چنانچه
اگر ملاحظه بفرمائيد مشهود ميگردد که در جميع اعصار

اعلاء کلمة اللّه بعد از صعود مشارق انوار بافق اعلی گرديد

چه که ناس فطرةً ايمان بغيب را خوشتر دارند و دلکشتر

شمرند در جميع احيان در يوم ظهور انکار نمودند

و استکبار ورزيدند و بهانه جستند و در لانه اوهام آشيانه

کردند و چون ملاحظه مينمودند که شخصی بهيکل
بشری ظاهر و مشابهت جسمانی دارند از موهبت ربّانی
محتجب ميماندند چون بصر شيطان که نظر در جسم

خاکی و طلسم ترابی حضرت آدم کرد و از آن کنز بی‌پايان

که اعظم موهبت الهيّه و أشرف منقبت انسانيّه است
ص ٢٧٩
کور و نابينا شد و "خلقتنی من نار و خلقته من طين"
گفت. باری مقصود اين است که در رساله ايقان هيکل
بشريرا بمنزله سحاب شمرده‌اند و حقيقت نورانيّه را

بمنزله آفتاب و "حينئذ تشهدون ابن الانسان آتياً علی سحاب

السماء بقوّات و مجد عظيم" عبارت انجيل را باينگونه
تفسير و تأويل فرموده‌اند پس حال وقت شعله
و اشتعال است و هنگام ندا و انجذاب وقت آنست چون
بحر در جوش آئيد و چون سحاب در برق و خروش

و چون حمامه حديقه وفا در نغمه و ترانه بکوشيد و چون

طيور سماء بقاء در تغرّد و نوا آئيد ای بلبلان گلزار

هدايت و ای هدهدان سبای عنايت وقت جوش
و خروش است و هنگام نغمه و آهنگ است دلتنگ

منشينيد و محزون و دلخون مخسبيد پرواز باوج علا نمائيد

و آغاز آواز در گلشن هدی نمائيد قصد سبای رحمن
کنيد و آهنگ رياض حضرت منّان اگر در اين بهار

الهی نغمه نسرائيد در چه موسمی آغاز ساز نمائيد و بگلهای

معانی همدم و همراز گرديد. يا أبا الفضل اين اشتعال نار

ص ٢٨٠
سدرتک و اين اشراق أنوار محبّتک و اين أمواج بحر

عرفانک و اين نسائم رياض ايقانک و اين نغماتک السارة

للآذان و اين نفحاتک المعطّرة لمشام أهل الامکان اين

جذبة قلبک و اين سعة صدرک و اين بشارة روحک
و اين اشتعال جذوتک و اين شعلة قبستک دع السکون

و لو کان فی هذه الايّام الخمودة من شدّة الهموم ممدوحة

محمودة فاخرج من زاوية الخمول و اقصد اوج القبول
و طر فی هذا الفضاء الأبهی و ادخل حديقة أمر اللّه

بقيامک علی نشر روائح قدسه و اعلاء کلمته قياماً يتزلزل

به ارکان الشرک و يرتعد به فرائص الاحتجاب عن ربّ

الارباب و تعلو معالم العرفان و تنتشر اعلام الايقان و تخفق

رايات التبيان و يرتفع شراع الحياة فی سفينة النجاة علی

بحر الامکان جناب آقا سيّدمحمّد در خصوص حرکت
آنحضرت بصفحات بمبئی تفصيلی مرقوم نموده‌اند
جناب آقا ميرزا عزيز اللّه تفصيلاً عرض خواهند نمود
اگر چنانچه موافق رأی واقع شد بنظر چنين ميآيد که
وجود آنحضرت مثمر ثمری جديد خواهد شد.
ص ٢٨١
در صورت تصمّم بر عزيمت بنظر چنان ميآيد که اوّل
بزيارت تربت طاهره مشرّف شويد بعد عازم آن سمت
گرديد و الروح و البهاء و الثناء عليک بنهايت
استعجال مرقوم شد عفو فرمائيد عبده عباس
رساله استدلاليّه که اثر خامه آن جان پاک بود قرائت
و تلاوت شد بشکرانيّت الطاف حضرت احديّت لسان
گشوديم که بتأييدات ملکوت ابهايش نفوسی مبعوث

فرموده که بهدايت جميع فرق عالم قيام نمايند و نطق و بيان

و قوّت برهانشانرا در جميع ملل عالم مماثل و مقاومی نباشد.

نشکره علی ما أنطقک بثنائه و اقامک علی بيان برهانه
و اثبات حججه و دلائله و اظهار أمره بين ملکوت خلقه

و لو کان للناس آذان واعية و عقول زکيّة و نفوس مطمئنّة

و قلوب صافية لکفتهم هذه الرسالة و انّی لاتضرّع

الی اللّه ان يجعلک آية الهدی و راية التقی و منار العرفان

و مطلع الايقان و ممهّد الطريق و الدالّ علی سواء السبيل بين

ملأ الوجود و قائد جنود الحياة فی ملکوت الشهود انّه

مؤيّد من يشاء و انّه لعلی کلّ شیء قدير و البهاء عليک ع‌ع

ص ٢٨٢
هو اللّه
ای بنده الهی آنچه مرقوم نموده بودی واضح و معلوم

شد نامه نبود ناله بود بيان نبود آه و فغان بود حقّ با شما است

زيرا درّندگان يزد و گرگان اصفهان گوی سبقت و پيشی را

از ميدان کلاب و ذآب ربودند و دست تطاول گشودند
و بخون مظلومان آلودند هر گز چنين واقعه ئی
شنيده نگشت و ديده نشد حزب مظلومان مانند
غزالان برّ وحدت بودند و ظالمان مانند کلاب مزابل
شقاوت ديگر محتاج بيان نه که چه کردند و چه
روا داشتند واقعه کربلا را و مظلوميّت حضرت سيّد

الشهداء روحی له الفداء را فراموش نمودند رجال را قطعه

قطعه کردند و بآتش و نفت بسوختند سينه‌ها را دريدند
و جگرها را مکيدند و سرها را بريدند و اطفال را

گزيدند و بعضی از نساء را نيز شهيد نمودند و بعضی را

بعقوبت شديد انداختند اموال را تالان و تاراج
کردند و خانه‌ها را سوختند در چه عصری چنين ظلمی

وارد و در چه عهدی چنين ستمی حاصل ألا لعنة اللّه علی

ص ٢٨٣

القوم الظالمين. قل اللّهمّ أنت المهيمن علی الاشياء و أنت

الشاهد علی ما ارتکبها الزنماء ربّ تری اجساد الشهداء

فی ميدان الفداء ارباً اربا و تنظر دماء السعداء مرشوشة

علی الثری و أموال الاصفياء منهوبة بيد الأعداء و بيوت

الاحبّاء محترقة بنار البغضاء و ربّات الحجال اسراء بيد الجهّال

و الصبيان مضطهدين فی يد الاشقياء. الهی الهی انظر الی

شقاوة هؤلاء و شهادة هؤلاء و قساوة هؤلاء و بشارة
هؤلاء و ظلم هؤلاء و مظلوميّة هؤلاء ربّ احفظهم
بسلطانک الغالب علی الاشياء و احرسهم بعين کلائتک

و حمايتک بين الوری ربّ امنع عنهم أيادی طالت و سهاماً

صوّبت و أسنّة أشرعت و انياباً کشرت و براثناً اشتدّت

انّک أنت الحافظ الحارس المقتدر العزيز المختار ع‌ع
هو اللّه
النور الساطع من النيّر الأعظم يغشی مرقدک المنوّر

و جدثک المطهّر يا من تمنّی کأس الفداء حبّاً بالجمال

الأبهی و شرب رحيق الوفاء من کأس العطاء و صعد
روحه الی حديقة البقاء المرکز الأعلی و أدرک المثول
ص ٢٨٤

بين يدی ربّه الغفور و تشرّف بمشاهدة الجمال بعد کشف

سبحات الجلال أشهد انّک آمنت بربّک الکريم و أقبلت

الی النبأ العظيم و سمعت نداء مولاک الجليل و أجبت الدعوة

و أدرکت النعمة و سابقت الی الرحمة و أقمت الحجّة النوراء

و سلکت المحجَّه البيضاء و حزت القدح المعلّی و ناديت

باسم اللّه و هديت الی اللّه و نسيت ماسوی اللّه حتّی اشتهرت

بين الخلق باسم الحقّ و استهدفت السهام المصوبة من اللئآم

فی سبيل ربّک العزيز العلّام و تمنّيت کأس الفناء فی

محبّة محبوبک الأبهی طوبی لرأسک المذبوح و دمک
المرشوش و جسدک المقطوع روحی لک الفداء أيّها

المنجذب الی الملأ الأعلی و الراية الخافقة فی ميدان الفداء

و السراج الساطع بانوار الوفاء و النجم البازغ فی مطلع

العلی و الطير المتطاير فی رياض البقاء و الحمامة المتغرّدة فی

غياض السناء و النار الموقدة فی شجرة الوفاء طوبی لنفس

تبرّکت بترابک الطاهر و استضائت من نورک الباهر
و قبلت مرقدک الزاهر و تعطّر مشامها بطيب رمسک

العاطر روحی لک الفداء يا من استشهد فی سبيل اللّه و توجّه

ص ٢٨٥
الی ملکوت الأبهی و شرب الرحيق الاصفی فی

محضر تجلّی ربّه الأعلی و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع

هو اللّه
ای دو ثابت بر پيمان مکتوب شما رسيد و تفصيل شهادت
سراج الشهداء آقا ميرزا اسماعيل خيّاط ملاحظه گرديد
و از پيش زيارتی مختصّ آن شخص بزرگوار مرقوم شده
بود يک نسخه از آن ارسال می شود تا آنکه تلاوت
نمائيد هر چند در مصيبت ياران احزان بدرجه رسيده

که قلم از تحرير و لسان از تقرير باز مانده معذلک مالا

يدرک کلّه لا يترک کلّه اگر قلم ابد الدهر رقم کند
و مصيبت شهداء را بيان نمايد بپايان نرسد قد ارتفع
الضجيج و وصل الصريخ الی الملکوت الأعلی فی هذه

المصائب الّتی کلّت عن بيانها الالسن الناطقة بأفصح اللغی

و ليس لنا الّا الرضاء بالقضاء فسبحان ربّی الأعلی ع‌ع

هو اللّه

ترانی يا الهی قد استغرقت فی بحار الحيرة و خضت فی غمار

الذهول و لم أدر کيف اذکرک بنعوت تليق فی عتبتک
ص ٢٨٦

العلياء و تنبغی لسدّة ملکک الّذی لا يفنی لانّی أری عجزی

و فقری و ذلّی و مسکنتی فاين الغبراء من عنان السماء و اين

حضيض الأدنی من الأوج الأعلی اين البغاث من النسر
الطائر فی الأوج الاسمی و مع ذلک يحبّ قلبی ان أقوم

بثنائک بين خلقک و ادعوک بلسانی بين بريّتک و قد کلّ

لسانی عن الکلام و انکسر جناحی عن الطيران و ذهل
عقلی عن الادراک و صغر جدّی عن العرفان و اذکرک
مع اعترافی بخطائی عند ثنائک و قصوری و فتوری عند
تقديم المحامد و النعوت لساحة قدسک ربّ ربّ

لا توءاخذنی بزلتی و امح حوبتی و اکشف کربتی و آنسنی

فی وحشتی و رافقنی فی غربتی و اجعلنی منجذباً بذکر
أحبّائک و متسعرّاً بلظی نار محبّة أصفيائک و منشرح

الصدر بالثناء علی أودّائک و قرير العين بمشاهدة وجوه

ارقّائک و أنت تعلم يا الهی بانّهم شغفونی حبّاً و أحبّونی قلباً

و شدّد لهم بقدرتک ازراً و قوّی بقوّتک لهم ظهراً و أرسلت

اليهم نسائم قدسک و عطّرت مشامهم برائحة رياض أنسک

ربّ فجرّ فی قلوبهم ينابيع المعانی و اکشف علی عقولهم

ص ٢٨٧

اسرار کلماتک فی السبع المثانی و دلّهم علی من يدّل عليک فی

المشهد الرحمانی ربّ أنر أبصارهم بنور العرفان و نوّر

ضمائرهم بالفيض و الاحسان و انطقهم بالحجّة و البرهان

و الهمهم کلمة الفضل و الالطاف و اجعلهم هداة بريّتک و ثقاة

حديثک و حماة حماک انّک أنت الکريم الرحيم العزيز

الوهّاب و انّک أنت القويّ المقتدر المختار لا إله الّا أنت

الرحيم الرؤف المنّان. ای ياران الهی و ياوران عبدالبهاء چه

نگارم و چه گويم آنچه در دل و جانست بتعبير و تحرير

نيايد و آنچه بعبارت آيد احساسات جان و وجدانرا بيان

ننمايد لهذا گويم که ای ياران حقيقی آينه دل را مقابل

نمائيد البتّه اسرار اين قلوب (١) در آن دلها جلوه نمايد و آثار اين

مشتاق در آن آفاق واضح و آشکار گردد جهان ظلمانيست

و فيض الهی نورانی اين ظلمات را بايد نورانی نمود و اين

جهان تنگ و تار را بايد وسيع و پر انوار کرد هيکل عالم جسم

مرده است بايد زنده نمود پژمرده است بايد تر و تازه
کرد افسرده است بايد افروخته نمود مرکز بغضاست

----------------------------------------------------------------

(١) کذا بهذه النسخة فليراجع النسخة الأصلية و لعلّها قلب

ص ٢٨٨

بايد مطلع حبّ و ولا کرد مصدر بيگانگی است بايد محور

يگانگی نمود معرض خذلان ابديست بايد مطلع انوار
عزّت سرمدی کرد بيگانگان را آشنائی نمود و غافلانرا
هشياری داد دشمنانرا محبّت کرد و مبغضانرا موّدت

نمود شعله افروخته شد و نار اللّه الموقده گشت جهانرا

بحرکت آورد و آفاقرا روشن نمود تا همّت ياران چه نمايد

و جانفشانی دوستان چه کند عبدالبهاء فرياد بر آرد و ناله

و فغان نمايد و از قصور خويش سر در پيش است و از فتور

مکدّر و محزون شما دعا نمائيد و تضرّع و زاری کنيد که

بخدمت آستان موفّق گرديد و بعبوديّت در گاه احديّت

مؤيّد شويد من در شام و بام عجز و نياز نمايم و تضرّع و ابتهال

کنم و طلب تأييد نمايم تا ربّ جليل ياران را دليل سبيل

ملکوت فرمايد ان ربّی لعلی کلّ شیء قدير ع ع
هو اللّه

سبحانک اللّهمّ يا الهی لک الحمد و لک الشکر علی ما أنعمت

و آتيت و واليت و أعطيت فاخترت عباداً مخلصين لک

الدين بين العالمين و اختصصتهم بالأقتباس من نورک المبين

ص ٢٨٩
و الانجذاب الی جمالک المنير و السلوک علی صراطک
المستقيم ربّ انّ النفوس غافلة عن ذکرک و القلوب
محرومة عن حبّک و الأبصار محجوبة من ملکوت الجمال

و العقول ذاهلة عن مرکز الجلال الاّ هؤلاء الّذين ثبتوا

علی الميثاق و ترکوا النفاق و اقتبسوا نور الاشراق و صمّوا

عن النعاق و قاموا علی خدمة أمرک فی الآفاق و ترنّحوا

من کأس دهاق و لهم الحظّ الأوفر و خير خلاق من
فيضک المنهمر و صيّب سحابک المدرار و ينبوع الفضل
و الجود النابع باشدّ انبثاق ربّ اجعلهم آيات الهدی
و رايات العلی و کلمات التقوی و جيوش الملأ الأعلی
و ملائکة السماء حتّی يتنوّر بهم شرق الأرض و غربها

وينتشر بهم ذکرک فی جنوبها و شمالها و يتربّی کلّ الوری

فی هذه النشأة الدنيا بالاسماء الحسنی و المثل الأعلی ربّ

ارفع بهم لواء الوحدة بين البشر و راية المحبّة بين الوری

حتّی ترجع الکثرات الی مرکز الوحدة و الآيات و تنشقّ

حجبات البغضاء و تضمحلّ معالم الشحناء و تزول الضغينة

و العدوان فی عالم الانسان و يرجعوا الی الوفاق بعد النفاق

ص ٢٩٠

و يبدّلوا البغضاء بالولاء و ينتهوا فی الخيبة و الشقی و يرجوا

الفوز و الفلاح و يستغيثوا بک فی الجهر و الخفاء و يتبادروا

الی الباقيات الصالحات فی عالم الفلاح. ربّ اشدد ظهورهم

علی خدمتک و قوّ أزورهم علی عبادتک و اشرح صدورهم
بنور معرفتک و نوّر أبصارهم بمشاهدة طلعتک و ارح
أرواحهم بمعانی موهبتک و طيّب نفوسهم بمظاهر رأفتک

انّک أنت الکريم الرحيم العزيزالمعطی الوهّاب لا اله

الّا أنت الغفور العفو الحفيّ الخفيّ الألطاف. ای ياران

الهی سرور و شادمانی اهل وفا بخدمت عتبه علياست
و توجّه بملکوت ابهی آرزوی عاشقان جانفشانی

و تمنّای مشتاقان نثار جان و قربانی زيرا عشق خونريز است

و شرر انگيز و آينه محبّت اللّه شهادت کبری لهذا
نفوس مقدّسه و مظاهر الهيّه آرزوی فنا و وصول بمشهد
فدا داشتند جانفشانی نمودند و نفی و آوار‌گی ديدند
صدمات شديده کشيدند اسير سلاسل و زنجير بودند
هدف تير شدند معرض شمشير گرديدند ملال نياوردند
کلال نجستند جام فدا از دست ساقی عنايت نوشيدند
ص ٢٩١
و شهد فنا با نهايت مسرّت کبری چشيدند آنی راحت
نيافتند دمی نياسودند معرض شماتت اعدا گشتند مورد
ملامت اهل بغضا شدند خانمان خويش بباد دادند

بيسر و سامان شدند دقيقه امان نيافتند و ساعتی کام دل

و راحت جان نجستند. اينست برهان عاشق صادق
و اينست دليل حبيب موافق اگر چنين نبود هر بيگانه
آشنا بود و هر محروم محرم راز و هر بعيد قريب و هر
محجوب. محبوب. لهذا حکمت کبری اقتضا نمود که آتش

امتحان شعله زند و سيل افتتان طغيان نمايد تا صادق از کاذب

ممتاز گردد و موافق از منافق افتراق يابد خود پرست

از خدا پرست جدا شود و ثمره طيّبه از ثمره خبيثه ممتاز

گردد آيات نور باهر گردد و ظلام ديجور زائل شود
بلبل وفاء بسرايد و غراب جفا سيرت خويش بنمايد ارض
طيّبه انبات شود و ارض جرزه خائب و خاسر ماند
منجذب جمال ابهی ثابت گردد و تابع نفس و هوی ناقض
شود اينست حکمت بلايا اينست سبب رزايا.
ای ياران الهی در اين ايّام نيريز خونريز گشت نفوسی
ص ٢٩٢

مقدّسه از ياران الهی جان بازی نمودند و در سبيل نور مبين

بقربانگاه عشق شتافتند از اينجهت چشم گريان است

و دل بريان آه و انين باوج علّيّين رسد و حزن شديد مأتم

جديد بنمايد عبدالبها را نهايت آرزو چنان که جرعه از اين

جام وفا نوشد و از باده فدا سرمست گردد و خاتمه حيات

فاتحة الألطاف شود. ربّ أنلنی تلک الکأس الطافحة
بالفيض العظيم و رنّحنی بتلک الصهباء الفيض الجليل

و أطعمنی من تلک المائدة الّتی لا يذوقها الّا کلّ عبد

منيب و توّجنی بذلک الأکليل الجليل و اجعل دمی
مسفوحاً علی الثری و جسمی مصلوباً فی السماء و جسدی

متلاشياً علی الغبراء و عظامی مفتّتة من سهام القضاء انّک

أنت الکريم انّک أنت العظيم انّک أنت الرحمن الرحيم

ای ياران عبدالبهاء در اين ايّام بحسن القضاء و تأييد ربّ

السموات العلی و توفيق ملکوت لا يری هيکل مقدّس
حضرت اعلی در جبل کرمل حيفا در مقام معلوم استقرار

يافت لهذا قربانی لازم و جان فشانی واجب احبّای نيريز

از اين جام لبريز سرمست شدند و بچوگان همّت گوی
ص ٢٩٣

سبقت از اين ميدان ربودند هنيئاً لهم ثمّ مريئاً هذا

القدح الممتلأ الطافح بصهباء محبّة اللّه و عليهم بهاء اللّه

الأبهی شايد من بعد از اهل نقض و نفاق افترائی زنند

و کذب و بهتانی بر زبان رانند و گويند که هيکل مکرّم را

مقامی ديگر يا جزئی از اجزاء در موقعی ديگر ياران الهی

بدانند که حرف بهتان است و کفر و نعاق و نفاق.

آن جسد مبارک مصلوب در کوه کرمل بتمامه استقرار يافت

ولی اشرار آرام نگيرند يقين است بهتان زنند و ادّعا

نمايند که ما آنجسد مبارک را در برديم يا نقل کرديم يا جزئی

از اعضاء بدست آمد يا أجنّه از دست ثابتين ربودند جميع

اين اقوال کذب و بهتانست و آنچه حقيقت است بيان گرديد و عليکم البهاء الأبهی ع‌ع

هو اللّه

اللّهمّ يا هادی الضالين الی المنهج القويم و يا دالّ الطالبين الی

الصراط المستقيم و يا مؤيّد المخلصين علی نشر نفحات

قدسک بين العالمين و يا محيی العظم الرميم من نفثات روح

القدس فی قلوب المقرّبين، انّی أتوسّل بذکرک الحکيم
ص ٢٩٤

متشبّثاً بذيل رداء الکبرياء منقطعاً عمّا فی الأرض و السماء

متضرّعاً الی ملکوتک الأعلی مبتهلاً الی عتبة أحديّتک

العليا خاضعاً خاشعاً متصدّعاً لامرک بين الوری ان تکشف

الغطاء عن بصائر أهل الهوی و تدعوهم الی مشاهدة آياتک

الکبری الساطعة الفجر علی کلّ الارجاء الباهرة البرهان

فی کلّ الانحاء ربّ ربّ انّ الليلة الليلاء و الظلمة الدهماء

تمنع أهل الغبراء عن مشاهدة أنوار الجمال و ملاحظة آيات

الجلال. ربّ اکشف هذا الظلام الحالک ليلوح أفق

التوحيد علی کلّ المسالک و يجد کلّ الوری سبيل الهدی

و يلبّوا للنداء و ينجذبوا الی أفق التقديس بقلب خافق

بالولآء و دمع دافق بحرارة محبّتک المضطرمة فی القلوب

و الاحشاء ربّ انّ سمَّی عبدک المعترف بالعجز و الفناء

قد توجّه الی عتبة قدسک المعطّرة الارجاء و يدعوک بکلّ

ضراعة و الحاح و يطلب لاحبّائک الأصفيآء عونک
و صونک و عنايتک و فضلک الاوفی ربّ أجب له الدعاء

و اسمع له النداء و قدّر لصفوة خلقک التدرّج فی أعلی

مراتب العلی و الوصول الی الغاية القصوی و الورود علی

ص ٢٩٥

الورد المورود الاحلی و الوفود علی فناء باب أحديّتک

الأعلی. ربّ سهّل لهم الامور و بدّل کلّ معسور بميسور

و ادخلهم فی حديقة السرور و اذقهم حلاوة کأسک الطهور

و انعم عليهم بالطافک الخفيّ من أعين أهل الغرور من
أصحاب القبور. ربّ قد تزعزع متاجرهم و خفّت مکاسبهم

و تشتّت شمل أمورهم فاجمع الشتاة بفضلک يا معطی يا رزّاق

و بدّل ضرّاء هم بالسرّاء و شدّتهم بالرخاء و انعم عليهم بسعة

العيش و الهناء و نجّهم من الاضطراب و الطيش و العنآء

و قدّر لهم فی ملکوتک کلّ خير و ادفع عنهم بقوّة جبروتک

کلّ ضير حتّی يداوموا السير فی الطريقة المثلی و يستغنوا

عن الغير فی الحياة الدنيا و ينشروا انفاث طيب عبقت من

جنّة الأبهی انّک أنت المقتدر العزيز القويّ القدير
ای ياران الهی جناب سميّ اينعبد چون ببقعه

مبارکه وارد و بآستان مقدّس فائز و با اين اسير فنا مؤانس

گرديد خواهش اين نامه عمومی باحبّای قطر مصر
فرمود چون نهايت محبّت بآنشخص جليل دارم و خاطرش

عزيز لهذا در کمال مهر و وفا بنگارش اين نامه پرداختم

ص ٢٩٦
و بآستان الهی جزع و زاری نمودم و طلب عون و عنايت

حضرت باری کردم تا در دو جهان در امان و کامران باشيد

و در ظلّ کلمة اللّه مسرور و شادمان انّ ربّی الرحمن

لکريم منّان و انّه لعلی کلّ شیء قدير ع‌ع
هو اللّه

اللّهمّ يا جاذب القلوب بمغناطيس المحبّة الفائضة علی الوجود

و محيی العظم الرميم بروح منعشة للأفئدة و النفوس

و المشرق بنور القديم علی آفاق الاکوان و المعطی لکلّ

شیء نصيباً من رحمته الواسعة المحيطة بالامکان انّی
أدعوک و أرجوک ان تنظر الی عبدک ولی بلحاظ عين

رحمانيّتک الخفيّ و تشمله بالطاف فيضک الجليّ و تجعله

کوکباً متلألأ فی تلک الحوالی العدوة القصوی

و الأقاليم الشاسعة الارجاء. انّک أنت الکريم الرحيم

الوهّاب لا اله الا أنت المقتدر العفوّ التوّاب ای بنده

در گاه الهی از ياران قديمی و از آشنايان خلد آشيان جمال

افندی مقبول درگاه الهی هستی و مقرّب بارگاه حضرت
نامتناهی لهذا شاه اقليم وفائی و پادشاه کشور موهبت
ص ٢٩٧
کبری تاجت هدايت اللّه تختت استقامت بر امر اللّه
طوقت سلسله زلف يار ياره‌ات طرّه مشکبار خيلت ياران
مهربان حشمت گروه عارفان چترت سايه عنايت
پروردگار علمت رايت آيت کردگار شاهی چنين
نامتناهی خوش و سلطنت مانند اين ابد مدّت مقبول
و محبوب و عليک البهاء الأبهی ع‌ع
الهی الهی هؤلاء عباد قرّت أعينهم بمشاهدة الجمال
و التذّت آذانهم باستماع النداء من ملکوت الجلال و
طابت نفوسهم بحصول الآمال و انتعشت أرواحهم
من اقداح راح دارت فی محفل الاجلال قد خضعت
لکلمتک منهم الاعناق و ذلّت لأمرک منهم الرقاب
و خشعت لعظمتک منهم الاصوات و عنت منهم الوجوه

لسلطانک يا حيّ يا قيّوم و اعترفوا بوحدانيّتک و اغترفوا

من بحر رحمانيّتک و اقتربوا الی ملکوت أحديّتک
و انجذبوا بنفحات قدسک و اشتعلوا بنار محبّتک.
ربّ أيّدهم علی ما تحبّ و ترضی و انشر علی رؤوسهم
لواء الحمد فی سائر الارجاء و اکتبهم فی کتاب
السعداء و توّجهم باکاليل باهرة ساطعة علی
ص ٢٩٨

القرون و الاعصار و اغرقهم فی بحار الانوار و اسمعهم من

انغام الاسرار و ادخلهم فی زمرة الابرار و اجعلهم من

جنود الملأ الأعلی مجنّدة فی ملکوت الأبهی حتّی يفتحوا

مدائن القلوب و أقاليم الارواح بقوّة ذکرک يا فالق
الاصباح انّک أنت الکريم العزيز الوهّاب و انّک أنت
التوّاب الرحيم لا اله الّا أنت الغفور الکريم ع‌ع
هو اللّه
ای ياران الهی خطّه شيراز منسوب بحضرت بی نياز
و موطن کاشف اسرار بر اهل راز از آن کشور ماه منوّر

طلوع نمود و از آن اقليم صبح منير سطوع يافت . مبشّر

جمال مبارک ندای الهی را از ان ارض نورانی بلند فرمود

و مژده موعود بيانرا در أحسن القصص بابدع تبيان
گوشزد شرق و غرب کرد اوّل ندا در آن خطّه و ديار

اوج گرفت و نفوس مبارکه نعره "ربّنا انّا سمعنا منادياً

ينادی للايمان ان آمنوا بربّکم فامنّا" بر آوردند حال الحمد للّه

آن کشور بنور عرفان منوّر است و آن خاک بپرتو عنايت
حقّ تابناک نفوسی در آن ولايت مبعوث شده‌اند
ص ٢٩٩
که منعوت مخلصينند و مغبوط جميع روی زمين حال نهايت
آمال عبدالبهاء چنان که در جميع شؤون مظاهرموهبت
حضرت بيچون گردند علمی برافرازند که موج بر آفاق

زند پری باز کنند که باوج اعلی رساند نطقی بگشايند که

بعظام رميمه جان بخشد روحی بدمند که نفوس ميّته را
حيات جاودان مبذول دارد شجره ئی غرس نمايند که

سايه بر امکان افکند خبائی بلند نمايند که آفاق را در ظلّ

آرد موجی بزنند که دُرّ مکنون و لؤلؤ مخزون نثار کند

گلشنی بيارايند که بنافه اسرار مشام مشتاقان را
مشکبار کند شمعی بر افروزند که روشنی ابدی بخشد

جيشی بر انگيزند که مدائن قلوب فتح نمايد عيشی مهيّا

سازند که فرح و سرور ابدی مبذول دارد. پس بايد که
هر يک از احبّای الهی عود و رودی در دست گيرد
و بآهنگ بديع در اين گلشن الهی نغمه و سرودی زند
و وله و شوری انگيزد ناطق باشد و منادی ناظر باشد
در کمال فرح و شادی ترتيل آيات هدی کند و تفسير

کلمات منزله از سماء تهليل و تکبير بملکوت ابهی رساند

ص ٣٠٠

و تسبيح و تقديس بعالم بالا ابلاغ دارد و عليکم البهاء

الأبهی. الهی الهی انّ احبّائک الاصفياء و أوليائک

الاتقياء مشتّتی الشّمل فی البلاد و مفرّقی الجمع بين العباد

يضطهدهم أهل الجفاء و يفرّط فيهم أهل الضغينة و البغضاء

لم يزل يا الهی يکمنون لهم بالمرصاد و يرمونهم بسهام حداد

و يرشقون عليهم النبال و يسلّون عليهم السيوف بکلّ عناد

ربّ احفظهم بملائکة کلائتک و احرسهم تحت رعاية عين
عنايتک و اشملهم بلحظات طرف رحمانيّتک و أيّدهم علی
هداية خلقک و وفّقهم علی خدمة عتبة قدسک و انصرهم
بجنود الغيب و اکفهم شرور أهل الريب و طيّبهم بصيّب
سحاب عنايتک انّک أنت الکريم انّک أنت الرحيم
و انّک أنت اللّه ذو الفضل العظيم ع‌ع
هو اللّه

ای ياران رحمانی اين زندانی جناب آقا محمّد صادق عليه

بهاء اللّه الأبهی بارض مقدّس وارد و بآستان مقدّس

ساجد گرديدند فی‌الحقيقه شمعی بارق و بنور محبّت اللّه

رخی شارق دارند. در اوقات أنس و الفت روحانی ذکر
ص ٣٠١

احبّای رحمانی نمودند که الحمد للّه ياران فارس فارس ميدان

عرفانند و حارس حصن حصين رحمان توجّه بملکوت

ابهی کنند و تضرّع بآستانه حضرت کبريا نمايند منجذبند

و ناطق مشتعلند و بارق و مؤانسند و موافق محفل توحيد

بيارايند و شمع تجريد برافروزند و آيات تقديس ترتيل
نمايند و بذکر بديع مشغول شوند هر يکی گلشن الهی را

گلی معطّر و بوستان رحمانی را شکوفه‌ئی معنبر و حدائق

قدس را بلبلی گويا و سفر يوحنا را تعبير رؤيا شب و روز

بهدايت خلق کوشند و بيان حجج و براهين الهی نمايند
و بگفتار و رفتار سبب تنبّه خلق گردند آيات توحيدند
و رايات تجريد. از اين اوصاف و نعوت نهايت فرح
و سرور حاصل گرديد ما را نيز اميد چنين است و آرزو
اعظم از اين و يقين است که موطن آن نور مبين بهمّت
دوستان الهی عنقريب تزيين يابد و غبطه بهشت برين
گردد ياران الهی هر يک بقوّه روحانی مؤيّد و بپرتو
شمس حقيقت فائز آئينه چون صفا يابد اشعّه ساطعه

جلوه نمايد لهذا از الطاف دلبر آفاق منتظريم که آن خطّه

ص ٣٠٢

و ديار را مشکبار فرمايد و آن اقليم را روضه نعيم نمايد

شيراز پر آواز گردد و ندای الهی بلند شود و ياران الهی

بساز و آوازی دمساز شوند که جميع اصوات خاشع گردد
و هر ضوضائی ساکت و صامت شود تا مصداق
شعر اديب شيراز شود "ولوله در شهر نيست جز شکن
زلف يار فتنه در آفاق نيست جز خم ابروی دوست" باری

عبدالبهاء بياد ياران در نهايت روح و ريحان و بدل و جان

جويای روی دوستان دمی نگذرد مگر آنکه تضرّع

و زاری نمايم و عجز و بيقراری کنم و بکمال تبتّل طلب

تأييد نامتناهی نمايم البتّه ياران نيز با اين زندانی در عجز

و زاری همدم و قرينند و جان فشان در سبيل نور مبين
و عليکم البهاء الأبهی. يا الهی و محبوبی و مقصودی

و مطلوبی ترانی مناجياً فی الايّام و الليالی و متضرّعا اليک

بقلبی و لسانی و مبتهلاً الی ملکوتک بروح منجذب الی

ملکوتک الربّانی ان تؤيّد الّذين سمعوا النداء و لبّوا

الدعاء و انجذبوا الی ملکوتک الأعلی و اشتعلوا بالنار

الموقدة فی سدرة سينا و وجَّهوا وجوههم اليک بين الوری

ص ٣٠٣

و رتلّوا آيات الهدی بين ملأ الانشاء و نطقوا بالثناء

و رفعوا راية التقوی و سرعوا الی مشهد الفداء بقلوب

خافقة بالحبّ و الولاء و أقاموا الحجج و البرهان بين خلقک

علی اثبات أمرک بقوّة ارتعدت به فرائص أولی النهی
ربّ اجعل هؤلاء مصابيح الدجی و مفاتيح أبواب السماء
و رايات الکلمة العليا و آيات الکتاب المبين فی زبر

الأوّلين و صحف الآخرين حتّی يتوکّلوا عليک و يسرعوا

اليک و يتمنّوا الشهادة بين يديک انّک أنت الکريم
انّک أنت العظيم و انّک أنت الرحمن الرحيم ع‌ع
هو اللّه
ای ياران روحانی عبدالبهاء پيک امين رسيد و پيام

ياران الهی را در عالم روحانی رساند اين پيک مبارک پی

نفحات انجذاب است و نسيم جان پرور محبّت اللّه قلوب را

باهتزاز آرد و جانها را پر وجد و طرب نمايد تجلّی
وحدانيّت الهی چنان در قلوب و ارواح تأثير نموده که

کلّ را بر روابط روحانيّه ارتباط داده و حکم يک جان و دل

يافته لهذا انعکاسات روحانيّه و انطباعات رحمانيّه در قلوب

ص ٣٠٤
در نهايت جلوه و ظهور است از حقّ ميطلبم که روز
بروز اين رابطه روحانيّه را قوّت بخشد و اين وحدت

رحمانيّه را بيشتر جلوه دهد تا کلّ در ظلّ کلمة اللّه در تحت

راية ميثاق چون جنود مجنّده محشور شوند و بجان و دل

بکوشند تا الفت کلّيّه و محبّت صميمه و ارتباط روحانيّه

در بين قلوب عالم حاصل گردد و جميع بشر از فيض جديد
انور در يک صقع جمع و محشور گردند نزاع و جدال
از جهان برخيزد و محبّت جمال ذوالجلال کلّ را احاطه
کند نفاق بوفاق تبديل شود و اختلاف بائتلاف مبدّل
گردد بنيان بغضاء بر افتد و اساس عداوت منهدم شود
نورانيّت توحيد ظلمات تحديد را زائل فرمايد و تجلّی
رحمانی قلوب انسانی را معدن محبّت ربّانی کند. ای
ياران الهی وقت آنست که با جميع ملل بنهايت مهربانی
الفت نمائيد و مظهر رحمت حضرت احديّت شويد جان
عالم گرديد و روح حيات در هيکل بنی آدم. در اين دور
بديع که جمال قدم و اسم اعظم از افق عالم بفيوضات

نامنتاهيه تجلّی فرموده کلمة اللّه چنان قوّتی و قدرتی

ص ٣٠٥

در حقائق انسانيّه نموده که شؤون بشريّه را تأثير و نفوذی

نگذاشته بقوّه قاهره کلّ را در بحر احديّت مجتمع
فرموده و ميفرمايد. حال وقت آنست که احبّای الهی
رايت وحدت را بلند نمايند و آيت الفت را در مجامع
وجود تلاوت کنند و کلّ را بر احديّت فيض الهی

دلالت نمايند تا اينکه خباء تقديس در قطب امکان بلند

گردد و جميع امم را در ظلّ کلمهء توحيد در آرد. اين موهبت

وقتی در قطب اکوان جلوه نمايد که احبّای الهی

بموجب تعليمات رحمانيّه قيام کنند و بنشر رائحه طيّبه

محبّت عموميّه پردازند. در هر دوری امر بالفت بود
و حکم بمحبّت ولی محصور در دائره ياران موافق بود

نه با دشمنان مخالف امّا الحمد للّه که در اين دور بديع اوامر

الهيّه محدود بحدی نه و محصور در طائفه ئی نيست جميع

ياران را بالفت و محبّت و رعايت و عنايت و مهربانی بجميع

امم امر ميفرمايد. حال احبّای الهی بموجب اين تعاليم

ربّانی قيام کنند اطفال بشر را پدر مهربان باشند

و جوانان انسان را برادر غمخوار گردند و سالخوردگان را

ص ٣٠٦
اولاد جان فشان شوند. مقصود اين است که بايد

با کلّ حتّی دشمنان بنهايت روح و ريحان محبّ و مهربان

بود در مقابل اذيّت و جفا نهايت وفا مجری داريد و در

موارد ظهور بغضاء بنهايت صفا معامله کنيد سهم

و سنان را سينه ئی مانند آينه هدف نمائيد و طعن و شتم

و لعن را بکمال محبّت مقابلی کنيد تا جميع امم مشاهده

قوّت اسم اعظم نمايند و کلّ ملل معترف بقدرت جمال
قدم گردند که چگونه بنيان بيگانگی بر انداخت و امم

عالم را بوحدانيّت و يگانگی هدايت فرمود و عالم انسانی را

نورانی کرد و جهان خاک را تابناک فرمود. اين خلق مانند

اطفالند و بی باک و بی پروا بايد بکمال محبّت اين اطفال را

تربيت کرد و در آغوش رحمت بمحبّت پرورش داد
تا شهد روحانی محبّت رحمانی بچشند و مانند شمع

در اينعالم ظلمانی بدرخشند و واضح و مشهود ببينند که

اسم اعظم و جمال قدم روحی له الفدا چه اکليل جليلی

و تاج وهَّاجی بر سر احبّای خويش نهاده و چه فيوضاتی

بقلوب ياران خود فرموده و چه محبّتی در قلوب بشر
ص ٣٠٧
انداخته و چه الفتی در بين عالم انسان ظاهر فرموده.

ربّ ربّ أيّد عبادک الاصفياء علی الحبّ و الولاء بين

الوری و وفّقهم علی نشر الهدی من الملأ ألاعلی بين أهل

الأرض کلّها انّک أنت المقتدر العزيز القويّ القدير الوهّاب

و انّک أنت الکريم اللطيف الرؤف المنّان ع‌ع
هو اللّه
ای اهل ملکوت ابهی دو ندای فلاح و نجاح از اوج
سعادت عالم انسانی بلند است خفتگان بيدار کند کوران

بينا نمايد غافلان هوشيار فرمايد کران شنوا نمايد گنگان

گويا کند مردگان زنده نمايد يکی ندای مدنيّت

و ترقّيات عالم طبيعت است که تعلّق بجهان ناسوت دارد

و مروّج اساس ترقّيات جسمانيّه و مربّی کمالات صوری
نوع انسان است و آن قوانين و نظامات و علوم و معارف

ما به الترقّی عالم بشر است که منبعث از افکار عاليه و نتائج

عقول سليمه است که بهمّت حکما و فضلای سلف و خلف
در عرصه وجود جلوه نموده است و مرّوج و قوّه
ص ٣٠٨
نافذه آن حکومت عادله است و ندای ديگر ندای

جانفزای الهيست و تعاليم مقدّسه روحانی که کافل عزّت

ابدی و سعادت سرمدی و نورانيّت عالم انسانی و ظهور
سنوحات رحمانيّه در عالم بشری و حيات جاودانيست

و اسّ اساس آن تعاليم و وصايای ربّانی و نصايح و انجذابات

وجدانيست که تعلّق بعالم اخلاق دارد و مانند سراج

مشکاة و زجاج حقائق انسانيّه را روشن و منوّر فرمايد

و قوّه نافذه‌اش کلمة اللّه است ولی ترقّيات مدنی
و کمالات جسمانی و فضائل بشری تا منضمّ بکمالات

روحانی و صفات نورانی و اخلاق رحمانی نشود ثمر و نتيجه

نبخشد و سعادت عالم انسانی که مقصود اصلی است

حاصل نگردد زيرا از ترقّيات مدنيّه و تزيين عالم جسمانی

هر چند از جهتی سعادت حاصل و شاهد آمال در نهايت
جمال دلبری نمايد ولی از جهات ديگر خطرهای عظيم
و مصائب شديده و بلايای مبرمه نيز حاصل گردد لهذا
چون نظر در انتظام ممالک و مدن و قری و زينت دلربا
و لطافت آلاء و نظافت ادوات و سهولت سير و سفر
ص ٣٠٩
و توسيع معلومات عالم طبيعت و مخترعات عظيمه
و مشروعات جسيمه و اکتشافات علميّه و فنّيّه نمائی
گوئی که مدنيّت سبب سعادت و ترقّی عالم بشری است
و چون نظر در اختراعات آلات هلاک جهنّمی و ايجاد
قوای هادمه و اکتشاف ادوات ناريّه که قاطع ريشه
حياتست نمائی واضح و مشهود گردد که مدنيّت با توحّش
تو
م و همعنانست مگر آنکه مدنيّت جسمانيّه مؤيّد

بهدايت ربّانيّه و سنوحات رحمانيّه و اخلاق الهيّه گردد

و منضمّ بشؤونات روحانی و کمالات ملکوتی و فيوضات

لاهوتی شود. حال ملاحظه ميکنيد که متمدّن و معمورترين

ممالک عالم مخازن موادّ جهنّمی گرديده و اقاليم جهان

لشگرگاه حرب شديد شده و امم عالم ملل مسلّحه
گرديده و دول سالار ميدان جنگ و جدال شده
و عالم انسانی در عذاب شديد افتاده پس بايد اين

مدنيّت و ترقّی جسمانی را منضمّ بهدايت کبری کرد و عالم

ناسوت را جلوه گاه فيوضات ملکوت نمود و ترقّيات

جسمانی را توأم بتجلّيات رحمانی کرد تا عالم انسانی در نهايت

ص ٣١٠
جمال و کمال در عرصه وجود و معرض شهود شاهد انجمن
گردد و در غايت ملاحت و صباحت جلوه نمايد
و سعادت و عزّت ابديّه چهره گشايد الحمد للّه قرون

و اعصار متواليه است که ندای مدنيّت بلند است و عالم

بشری روز بروز تقدّم و ترقّی يافت و معموريّت جهان
بيفزود و کمالات صوری ازدياد جست تا آنکه عالم وجود

انسانی استعداد کلّی برای تعاليم روحانی و ندای الهی

يافت مثلاً طفل رضيع تدرّج در مراتب جسمانی نمود
و نشو و نما کرد تا آنکه جسم بدرجه بلوغ رسيد چون
بدرجه بلوغ رسيد استعداد ظهور کمالات معنويّه
و فضائل عقليّه حاصل نمود و آثار مواهب ادراک و هوش
و دانش ظاهر شد و قوای روحانی جلوه کرد بهمچنين

در عالم امکان نوع انسان ترقّيات جسمانيّه نمود و تدرّج

در مدارج مدنيّت کرد و بدائع و فضائل و مواهب
بشری را در اکمل صورت حاصل نمود تا آنکه استعداد

ظهور جلوه و کمالات روحانيّه الهيّه حاصل کرد و قابليّت

استماع ندای الهی يافت پس ندای ملکوت بلند شد
ص ٣١١
و فضائل و کمالات روحانيّه جلوه نمود شمس حقيقت
اشراق کرد انوار صلح اعظم و وحدت عالم انسانی
و عموميّت عالم بشريّت ساطع گشت اميدواريم که
اشراق اين انوار روز بروز شديدتر گردد و اين کمالات

معنويّه جلوه بيشتر کند تا نتيجه کلّيّه عالم انسانی ظهور

و بروز کند و دلبر محبّت اللّه در نهايت ملاحت
و صباحت شاهد انجمن گردد. ای احبّای الهی بدانيد که
سعادت عالم انسانی در وحدت و يگانگی نوع بشر است

و ترقّيات جسمانی و روحانی هر دو مشروط و منوط بالفت

و محبّت عمومی بين افراد انسانی ملاحظه در کائنات ذی

روح نمائيد يعنی حيوان جنبنده و چرنده و پرنده و درنده

که هر نوع درنده ئی از ابناء و افراد جنس و نوع خويش

جدا و بتنهائی زندگانی نمايد و با هم در نهايت ضديّت

و کلفتند و چون بيکديگر رسند فوراً بجنگ و جدال

پردازند و بدرندگی چنگ باز و دندان تيز کنند مانند سباع

ضاريه و گرگان خونخوار که حيوانات مفترسه‌اند که جميع

بتنهائی زندگانی نمايند و تحرّی معيشت خويش کنند
ص ٣١٢
امّا حيوانات خوش سيرت نيک طينت صافی فطرت

از پرنده و چرنده در نهايت محبّت با يکديگر الفت نمايند

و جوق جوق و مجتمعاً زندگانی کنند و با کمال مسرّت

و خوشی و شادمانی و کامرانی وقت بگذرانند مانند طيور

شکور که بدانه ئی چند قناعت کنند و با يکديگر با نهايت

سرور الفت نمايند و در دشت و چمن و کوهسار و دمن
بانواع الحان و آواز پردازند و همچنين حيوان چرنده

مانند اغنام و آهو و نخجير در غايت الفت و همدمی در چمن

و مرغزار بسرور و شادمانی و يگانگی زندگانی نمايند
ولی کلاب و ذئاب و پلنگ و کفتار خونخوار و سائر

حيوانات درنده از يکديگر بيزار و بتنهائی سير و شکار

کنند. حتّی پرنده و چرنده چون بآشيان و مغاره يکديگر

آيند تعرّض و اجتنابی نه بلکه نهايت الفت و مؤانست
مجری دارند بعکس درندگان که هر يک بمغاره و مأوای
ديگری اگر تقرّب جويد بدريدن همديگر پردازند حتّی
اگر يکی از کوی ديگری بگذرد فوراً هجوم نمايد
و اگر ممکن شود معدوم نمايد پس واضح و معلوم شد
ص ٣١٣

که الفت و محبّت در عالم حيوان نيز از نتائج سيرت خوش

و طينت پاک و صافی فطرت است و اختلاف و اجتناب
از خصائص درندگان بيابان است. حضرت کبريا
در انسان چنگ و دندان سباع درنده خلق ننموده بلکه
وجود انسانی باحسن التقويم و بنهايت کمالات وجودی
ترکيب و ترتيب شده لهذا سزاوار کرامت اين خلقت
و برازندگی اين خلعت اين است که بالفت و محبّت نوع
خويش پردازد بلکه بکافّه حيوانات ذی روح بعدل
و انصاف معامله نمايد و همچنين ملاحظه نمائيد که
اسباب رفاهيّت و شادمانی و راحت و کامرانی نوع
انسان الفت و يگانگی است و نزاع و جدال اعظم اسباب
عسرت و ذلّت و اضطراب و ناکامی ولی هزار افسوس
که بشر غافل و ذاهل از اين امور و هر روز بصفت
حيوان وحشی مبعوث و ممسوخ ميشود دمی پلنگ
درنده گردد و وقتی مار و ثعبان جنبنده ولی علوّيّت
انسان در خصائل و فضائل ايست که از خصائص ملائکه
ملأ اعلی است پس چون صفات حسنه و اخلاق فاضله
ص ٣١٤
از انسان صادر شود شخصی است آسمانی و فرشتهايست
ملکوتی و حقيقتی ربّانی و جلوه‌ئی رحمانی و چون
نزاع و جدال و خونخواری نمايد مشابه بارذل حيوان
درنده گردد تا بدرجه‌ئی رسد که اگر گرگ خونخوار
در شبی گوسفندی بدرد او در يک شب صد هزار

اغنام را در ميدان حرب افتاده خاک و آلوده خون نمايد

امّا انسان دو جنبه دارد يکی علوّيّت فطريّه و کمالات عقليّه

و ديگری سفليّت حيوانيّه و نقائص شهوانيّه اگر

در ممالک و قاليم آفاق سير نمائيد از جهتی آثار خراب و دمار

مشاهده کنيد و از جهتی مآثر مدنيّت و عمار ملاحظه
فرمائيد امّا خراب و ويرانی آثار جدال و نزاع

و قتال است ولی عمار و آبادی نتائج انوار فضائل و الفت

و وفاق اگر کسی در صحرای اواسط آسيا سياحت نمايد
ملاحظه کند که چه بسيار مدائن عظيمه معموره مانند
پاريس و لندن مطمور گرديده و از بحر خزر تا نهر
جيحون دشت و صحرا و برّ و بيابان خاليه خاويه تشکيل
نموده مدن مطموره و قرای مخروبه آن صحرا را راه آهن
ص ٣١٥
روسيّه دو روز و دو شب قطع نمايد وقتی آن صحرا

در نهايت مدنيّت و معموريّت و آبادی بود و علوم و معارف

منتشر و فنون و صنايع مشتهر و تجارت و فلاحت
در نهايت کمال و حکومت و سياست محکم و استوار بود

حال اغلب آن ملجأ و پناه طوايف ترکمان و بکلّی جولانگاه

حيوانات وحشی گرديده مدن آن صحرا از قبيل جرجان

و نساء و ابيورد و شهرستان که در سابق بعلوم و معارف

و صنايع و بدايع و ثروت و عظمت و سعادت و فضائل
معروف آفاق شد حال در آن صحرا صدائی و ندائی
جز نعره حيوانات وحشيّه نشنوی و بغير از جولان
گرگان درنده نه‌بينی و اين خرابی و مطموری بسبب
نزاع و جدال و حرب و قتال در ميان ايران و ترکان شد
که در مذهب و مشرب مختلف شدند و از تعصّب مذهبی
رؤوسای بيدين فتوای بر حِلّيّت خون و مال و عرض
يکديگر دادند اين يک نمونه ايست که بيان ميشود پس
چون در جميع عالم سير و سياحت نمائی آنچه معمور است

از آثار الفت و محبّت است و آنچه مطمور است از نتائج

ص ٣١٦
بغض و عداوت با وجود اين عالم بشر متنبّه نشود
و از اين خواب غفلت بيدار نگردد. باز در فکر اختلاف
و نزاع و جدال افتد که صف جنگ بيارايد و در ميدان
جدال و قتال جولان کند و همچنين ملاحظه در کون

و فساد و وجود و عدم نمائيد که هر کائنی از کائنات مرکّب

از اجزاء متنوّعه متعدّده است و وجود هر شیء فرع
ترکيب است يعنی چون بايجاد الهی در بين عناصر بسيطه
ترکيبی واقع گردد از هر ترکيبی کائنی تشکيل شود
جميع موجودات بر اين منوالست و چون در آن ترکيب
اختلال حاصل گردد و تحليل شود و تفريق اجزاء گردد
آن کائن معدوم شود يعنی انعدام هر شیء عبارت
از تحليل و تفريق اجزاست پس هر الفت و ترکيب در بين
عناصر سبب حياتست و اختلاف و تحليل و تفريق سبب
ممات بالجمله تجاذب و توافق اشياء سبب حصول ثمره

و نتائج مستفيده است و تنافر و تخالف اشياء سبب انقلاب

و اضمحلال است از تآلف و تجاذب جميع کائنات ذی حيات
مثل نبات و حيوان و انسان تحقّق يابد و از تخالف
ص ٣١٧
و تنافر انحلال حاصل گردد و اضمحلال رخ بگشايد لهذا
آنچه سبب ائتلاف و تجاذب و اتّحاد بين عموم بشر است
حيات عالم انسانی است و آنچه سبب اختلاف و تنافر
و تباعد است علّت ممات نوع بشر است و چون
بکشت زاری مرور نمائی ملاحظه کنی که زرع و نبات

و گل و رياحين پيوسته است و جمعيّتی تشکيل نموده دليل

بر آنست که آن کشت زار و گلستان بتربيت دهقان کاملی
انبات شده است و چون پريشان و بی‌ترتيب مشاهده
نمائی دليل بر آنست که از تربيت دهقان ماهر محروم
و گياه تباه و خود روئيست پس واضح شد که الفت
و التيام دليل بر تربيت مربّی حقيقی است و تفرّق
و تشتّت برهان وحشت و محروميّت از تربيت الهی
اگر معترضی اعتراض نمايد که طوائف و امم و شعوب
و ملل عالم را آداب و رسوم و اذواق و طبايع و اخلاق

مختلف و افکار و عقول و آراء متباين با وجود اين چه گونه

وحدت حقيقی جلوه نمايد و اتّحاد تام بين بشر حاصل
گردد. گوئيم اختلاف بدو قسم است يک اختلاف سبب
ص ٣١٨
انعدام است و آن نظير اختلاف ملل متنازعه و شعوب

متبارزه که يکديگر را محو نمايند و خانمانرا براندازند

و راحت و آسايش سلب کنند و خونخواری و درندگی

آغاز نمايند و اختلاف ديگر که عبارت از تنوّع است آن

عين کمال و سبب ظهور موهبت حضرت ذو الجلال
ملاحظه نمائيد گلهای حدائق هر چند مختلف النوع
و متفاوت اللون و مختلف الصور و الاشکالند ولی چون

از يک آب نوشند و از يک باد نشو و نما نمايند و از حرارت

و ضياء يک شمس پرورش نمايند آن. تنوّع و اختلاف سبب
ازدياد جلوه و رونق يکديگر گردد چون جهت
جامعه که نفوذ کلمة اللّه است حاصل گردد اين اختلاف
آداب و رسوم وعادات و افکار و آراء و طبايع سبب
زينت عالم انسانی گردد و همچنين اين تنوّع و اختلاف
چون تفاوت و تنوّع فطری خلقی اعضاء و اجزای
انسان است که سبب ظهور جمال و کمال است و چون اين
اعضاء و اجزای متنوّعه در تحت نفوذ سلطان روح است
و روح در جميع اعضاء و اجزا سريان دارد و در عروق
ص ٣١٩
و شريان حکمران است اين اختلاف و تنوّع مؤيّد
ائتلاف و محبّت است و اين کثرت اعظم قوّه وحدت

اگر حديقه‌ئی را گلها و رياحين و شکوفه و ثمار و اوراق

و اغصان و اشجار از يکنوع و يک لون و يک ترکيب و يک
ترتيب باشد بهيچوجه لطافتی و حلاوتی ندارد و لکن

چون از حيثيّت الوان و اوراق و ازهار و اثمار گوناگون

باشد هر يکی سبب تزيين و جلوه سائر الوان گردد
و حديقه انيقه شود و در نهايت لطافت و طراوت
و حلاوت جلوه نمايد و همچنين تفاوت و تنوّع افکار

و اشکال و آراء و طبايع و اخلاق عالم انسانی چون در ظلّ

قوّه واحده و نفوذ کلمه وحدانيّت باشد در نهايت عظمت

و جمال و علوّيّت و کمال ظاهر و آشکار شود اليوم جز

قوّه کلّيّه کلمة اللّه که محيط بر حقائق اشيا است عقول

و افکار و قلوب و ارواح عالم انسانی را در ظلّ شجره
واحده جمع نتواند اوست نافذ در کلّ اشياء و اوست
محرّک نفوس و اوست ضابط و رابط در عالم انسانی

الحمد للّه اليوم نورانيّت کلمة اللّه بر جميع آفاق اشراق نموده

ص ٣٢٠

و از هر فرق و طوائف و ملل و شعوب و قبائل در ظلّ کلمه

وارد و در نهايت ائتلاف مجتمع و متّحد و متّفقند چه بسيار

محافل تشکيل گردد و بملل و طوائف و قبائل مختلفه
تزيين يابد اگر نفسی وارد محفل گردد حيران ماند
گمان کند که اين نفوس از وطن واحد و از ملّت واحده
و طائفه واحده و افکار واحد و اذکار واحد و آراء
واحدند و حال آنکه يکی اهل امريک است و ديگری
از اهالی افريک يکی از آسياست ديگری از اروپا يکی
از هندوستانست و ديگری از ترکستان يکی عرب است

و ديگر تاجيک يکی ايرانی است و ديگری يونانی با وجود

اين در نهايت الفت و يگانگی و محبّت وآزادگی و وحدت

و فرزانگی با هم دمساز و هم آواز و همداستانند و اين

از نفوذ کلمة اللّه است اگر جميع قوای عالم جمع شوند

مقتدر بر تأسيس محفلی از اين محافل نگردند که باين

محبّت و موّدت و انجذاب و اشتعال اقوام مختلفه انجمن

واحد شود و آهنگی در قطب عالم بلند کنند که سبب
دفع نزاع و جدال و ترک جنگ و قتال و صلح عمومی
ص ٣٢١
و الفت و يگانگی عالم انسانی باشد آيا هيچ قدرتی

مقاومت نفوذ کلمة اللّه تواند لا و اللّه برهان واضح

و حجّت بالغ اگر نفسی ديده انصاف باز کند مدهوش
و حيران گردد و انصاف دهد که جميع اقوام و ملل عالم

و طوائف و دول جهان بايد از تعاليم و وصايای بهآءاللّه

مسرور و ممنون و خشنود باشند زيرا اين تعاليم الهيّه

هر درنده ئی را چرنده کند و هر جنبنده ئی را پرنده

نمايد نفوس بشر را ملائکه آسمان نمايد عالم انسانی را

مرکز سنوح رحمانی فرمايد جميع را باطاعت و سکون
و امانت بحکومت مجبور نمايد و اليوم در جميع عالم

دولتی از دول مطمئن و مستريح نه زيرا امنيّت و اعتماد

از بين بشر برخاسته ملوک و مملوک کلّ در معرض
خطرند حزبی که امروز بکمال ديانت و امانت تمکين

از حکومت دارند و با ملّت بصداقت تامّه رفتار ميکنند

اين حزب مظلومند و برهان بر اين آنکه جميع طوائف
در ايران و ترکستان بفکر کم و بيش خويشند و اگر
از حکومتی اطاعتی نمايند يا باميد عطائی و يا خوف
ص ٣٢٢

از عقابی است مگر بهائيان که خير خواه و مطيع دول و محبّ

و مهربان بجميع مللند و اين اطاعت و انقياد بنصّ صريح

جمال ابهی فرض و واجب بر کلّ لهذا احبّاء اطاعة
لأمر الحقّ بجميع دول بی‌نهايت صادق و خير‌خواهند
و اگر نفسی بحکومت خلافی نمايد خويش را عند الحقّ

مؤاخذ و مسئول و مستحقّ عقاب داند و مردود و خطا کار

شمرد با وجود اين عجب در اين است که بعضی

از اولياء امور سائر طوائف را خير‌خواه شمرند و بهائيان را

بدخواه سبحان اللّه در اين ايّام اخيره که حرکت
و هيجان عمومی در طهران و جميع بلدان ايران واقع شد
مثبوت و محقّق گرديد که يک نفر بهائی مداخله در اين
امور ننمود و نزديک عموم نرفت و بدين سبب مورد
ملامت بيخردان گرديدند زيرا اطاعت جمال مبارک

نمودند و در امور سياسيّه ابدا مداخله ننمودند و بهيچ

حزبی تقرّب نجستند بحال و صنعت و وظائف خود
مشغول بودند و جميع احبّای الهی شاهد و گواهند

که عبدالبهاء از جميع جهات صادق و خير‌خواه دول و ملل

ص ٣٢٣
عالم است علی الخصوص دو دولت عليّه شرقيّه زيرا اين
دو اقليم موطن و محلّ هجرت حضرة بهاءاللّه است و در

جميع رسائل و محررّات ستايش و نعت از دولتين علّيّتين نموده

و از درگاه احديّت طلب تأييد کرده و جمال ابهی روحی

لأحبّائه الفداء در حقّ اعلی حضرت شهرياران دعا فرموده

سبحان اللّه با اين براهين قاطعه هر روز واقعه حاصل شود

و مشکلاتی آشکار گردد ولی ما و احبّای الهی نبايد
در نيّت خالصه و صدق و خير خواهی خويش ادنی فتوری
نمائيم بلکه بايد در نهايت صداقت و امانت بر خلوص
خويش باقی باشيم و بادعيه خيريّه پردازيم ای احبّای
الهی اين ايّام وقت استقامت است و هنگام ثبوت
و رسوخ بر امر الهی شما نبايد نظر بشخص عبدالبهاء
داشته باشيد زيرا عاقبت شما را وداع خواهد نمود
بلکه بايد نظر بکلمة اللّه باشد اگر کلمة اللّه در
ارتفاع است مسرور و مشعوف و ممنون باشيد و لو

عبد البهاء در زير شمشير و يا در تحت اغلال و زنجير افتد زيرا

اهميّت در هيکل مقدّس امر اللّه است نه در قالب
ص ٣٢٤

جسمانی عبدالبهاء ياران الهی بايد بچنان ثبوتی مبعوث

گردند که در هر آنی اگر صد امثال عبدالبهاء هدف

تير بلاء شود ابدا تغيّر و تبدّلی در عزم و نيّت و اشتعال

و انجذاب و اشتغال بخدمت امر اللّه حاصل نگردد

عبدالبهاء بنده آستان جمال مبارک است و مظهر عبوديّت

صرفه محضه درگاه کبرياء ديگر نه شأنی دارد و نه مقامی

و نه رتبه‌ئی و نه اقتداری. و هذه غايتی القصوی و جنّتی

المأوی و مسجدی الاقصی و سدرتی المنتهی ظهور کلّی
مستقلّ بجمال مبارک ابهی و حضرت اعلی مبشّر جمال
مبارک روحی لهما الفداء منتهی شد و تا هزار سال کلّ
من فيض أنواره يقتبسون و من بحر الطافه يغترفون

يا احبّاء اللّه هذا وصيّتی لکم و نصحی عليکم فهنيئاً لمن

وفّقه اللّه علی ما رقم فی هذا الورق الممرّد عن سائر النقوش و عليکم البهاء الأبهی ع‌ع

هو اللّه
ای ياران پاک يزدان تنزيه و تقديس در جميع شؤون
از خصائص پاکانست و از لوازم آزادگان اوّل کمال
ص ٣٢٥
تنزيه و تقديس است و پاکی از نقائص چون
انسان در جميع مراتب پاک و طاهر گردد مظهر تجلّی
نور باهر شود در سير و سلوک اوّل پاکی و بعد تازگی
و آزادگی جوی را بايد پاک نمود بعد آب عذب فرات

جاری نمود و ديده پاک ادراک مشاهده و لقا نمايد و مشام

پاک استشمام رائحه گلشن عنايت فرمايد و قلب پاک آينه

جمال حقيقت گردد اينست که در کتب سماويّه وصايا

و نصائح الهيّه تشبيه بآب گشته چنانچه در قرآن ميفرمايد

"و أنزلنا من السماء ماء طهوراً" و در انجيل ميفرمايد

تا نفسی تعميد بآب و روح نيابد در ملکوت الهی داخل
نشود. پس واضح شد که تعاليم الهيّه فيض آسمانيست
و باران رحمت الهی و سبب طهارت قلوب انسانی. مقصود

اين است که در جميع مراتب تنزيه و تقديس و پاکی و لطافت

سبب علويّت عالم انسانی و ترقّی حقائق امکانيست حتّی در

عالم جسمانی نيز لطافت سبب حصول روحانيّت است چنانکه

صريح کتب الهی است و نظافت ظاهره هر چند
امريست جسمانی و لکن تأثير شديد در روحانيّات دارد
ص ٣٢٦
مانند الحان بديع و آهنگ خوش هر چند اصوات
عبارت از تموّجات هوائيّه است که در عصب صماخ گوش
تأثير نمايد و تموّجات هوا عرضی از اعراض است که
قائم بهواست با وجود اين ملاحظه مينمائيد که چگونه
تأثير در ارواح دارد آهنگ بديع روح را طيران دهد
و قلب را باهتزاز آرد مراد اين است که پاکی و طهارت

جسمانی نيز تأثير در ارواح انسانی کند ملاحظه نمائيد

که پاکی چه قدر مقبول در گاه کبريا و منصوص کتب
مقدّسه انبياست زيرا کتب مقدّسه منع از تناول
هر شیء کثيف و استعمال هر چيز ناپاک مينمايد ولی
بعضی منهيّ قطعی بود و ممنوع بکلّی و مرتکب آن
مبغوض حضرت کبريا و مردود نزد اوليا مانند اشياء
محرّمه تحريم قطعی که ارتکاب آن از کباير معاصی
شمرده ميشود و از شدّت کثافت ذکرش مستهجن است
امّا منهيّات ديگر که ضرر فوری ندارد ولی تأثيرات

مضرّه بتدريج حاصل گردد آن منهيّات نيز عند اللّه مکروه

و مذموم و مدحور ولی حرمت قطعی منصوص نه
ص ٣٢٧
بلکه تنزيه و تقديس و طهارت و پاکی و حفظ صحّت
و آزادگی مقتضی آن از آنجمله شرب دخان است که
کثيف است و بد بو و کريهست و مذموم و بتدريج مضرّتش

مسلّم عموم و جميع اطباء حاذقه حکم نموده‌اند و تجربه نيز

گرديده که جزئی از اجزاء مرکّبه دخان سمّ قاتل است
و شارب معرض علل و امراض متنوّع اين است
که در شربش کراهت تنزيهی بتصريح وارد حضرت
اعلی روحی له الفداء در بدايت امر بصراحت منع
فرمودند و جميع احبّاء ترک شرب دخان نمودند ولی
چون زمان تقيّه بود هر نفس که از شرب دخان امتناع
مينمود مورد اذيّت و جفا ميشد بلکه در معرض قتل
ميآمد لهذا احبّاء بجهة تقيّه بشرب دخان پرداختند
بعد کتاب اقدس نازل شد چون تحريم دخان صريح
کتاب اقدس نبود احبّاء ترک ننمودند امّا جمال مبارک
هميشه از شرب دخان اظهار کراهت ميفرمودند حتّی
در بدايت بملاحظه ئی قدری استعمال ميفرمودند بعد
بکلّی ترک فرمودند و نفوس مقدّسی که در جميع امور
ص ٣٢٨
متابعت جمال مبارک مينمودند آنان نيز بکلّی ترک شرب
دخان کردند. مقصود اين است که شرب دخان عند الحقّ
مذموم و مکروه و در نهايت کثافت و در غايت مضرّت
و لو تدريجاً و از اين گذشته باعث خسارت اموال

و تضييع اوقات و ابتلای بعادة مضرّه است لهذا در نزد

ثابتان بر ميثاق عقلاً و نقلاً مذموم و ترک سبب راحت

و آسايش عموم و اسباب طهارت و نظافت دست
و دهان و مو از تعفّن کثيف بدبو است البتّه احبّای

الهی بوصول اين مقاله بهر وسيله باشد ولو بتدريج ترک

اين عادت مضرّه خواهند فرمود چنين اميدوارم

امّا مسئله افيون کثيف ملعون نعوذ باللّه من عذاب اللّه

بصريح کتاب اقدس محرّم و مذموم و شربش عقلاً

ضربی از جنون و بتجربه مرتکب آن بکلّی از عالم انسانی

محروم پناه بخدا ميبرم از ارتکاب چنين امر فظيعی
که هادم بنيان انسانيست و سبب خسران ابدی جان
انسانرا بگيرد وجدان بميرد شعور زائل شود ادراک

بکاهد زنده را مرده نمايد حرارت طبيعت را افسرده کند

ص ٣٢٩

ديگر نتوان مضرّتی اعظم از اين تصوّر نمود خوشا بحال

نفوسيکه نام ترياک بر زبان نرانند تا چه رسد باستعمال آن

ای ياران الهی جبر و عنف و زجر و قهر در اين دوره

الهی مذموم ولی در منع از شرب افيون بايد بهر تدبيری

تشبّث نمود بلکه از اين آفت عظمی نوع انسان خلاصی

و نجات يابد و الّا واويلا علی کلّ من يفرط فی جنب اللّه

ای پروردگار اهل بها را در هر موردی تنزيه و تقديس
بخش و از هر آلودگی پاکی و آزادگی عطا کن از ارتکاب

هر مکروه نجات ده و از قيود هر عادت رهائی بخش تا پاک

و آزاد باشند و طيّب و طاهر گردند سزاوار بندگی
آستان مقدّس شوند و لايق انتساب بحضرت احديّت
از مسکرات و دخان رهائی بخش و از افيون مورث جنون
نجات و رهائی ده و بنفحات قدس مأنوس کن تا نشأه

از باده محبّت اللّه يابند و فرح و سرور از انجذابات

بملکوت ابهی جويند چنانچه فرمودی "آنچه در خمخانه
داری نشکند صفرای عشق زان شراب معنوی ساقی همی
بحری بيار". ای ياران الهی ترک دخان و خمر و افيون
ص ٣٣٠
بتجربه رسيده که چگونه سبب صحّت و قوّت و وسعت

ادراک و شدّت ذکاء و قوّت اجسام است. طائفه‌ئی اليوم

موجود که آنان از دخان و مسکرات و افيون محترز
و مجتنبند آن طائفه بر طوائف سائره در قوّت و شجاعت
و صحّت و ملاحت و صباحت منتهای تفوّق دارند يکی

از آنان ده نفر از طوائف سائره را مقاومت نمايد و اين

تجربه در عموم است يعنی عموم افراد آن طائفه بر عموم

افراد سائر طوائف از هر جهت متفوّقند. پس همّتی نمائيد

تا تنزيه و تقديس کبری که نهايت آرزوی عبدالبها ست

در ميان اهل بهاء جلوه نمايد و حزب اللّه در جميع شؤون

و کمالات فائق بر سائر نوع انسان گردند و در ظاهر
و باطن ممتاز از ديگران و در طهارت و نظافت و لطافت
و حفظ صحّت سر خيل عاقلان و در آزادگی و فرزانگی

و حکم بر نفس و هوی سرور پاکان و آزادگان و عاقلان و عليکم البهاء الأبهی ع‌ع

هو اللّه

ای احبّای الهی و اماء رحمانی جمهور عقلاء بر آنند که

ص ٣٣١
تفاوت عقول و آراء از تفاوت تربيت و تعليم آداب است
يعنی عقول در اصل متساوی است و لی تربيت و تعليم
آداب سبب گردد که عقول متفاوت شود و ادراکات
متباين و اين تفاوت در فطرت نيست بلکه در تربيت
و تعليم است و امتياز ذاتی از برای نفسی نيست لهذا
نوع بشر عموماً استعداد وصول باعلی المقامات دارند

و برهان بر اين اقامه نمايند که اهالی مملکتی نظير افريقا

جميع مانند وحوش ضاريه و حيوانات برّيّه بی‌عقل و دانشند

و کلّ متوحّش يک نفس دانا و متمدّن در ما بين آنان

موجود نه و بعکس آن ملاحظه مينمايند که ممالک متمدّنه

جميع اهالی در نهايت آداب و حسن اطوار و تعاون
و تعاضد و حدّت ادراک و عقل سليم هستند الّا معدودی
قليل پس معلوم و محقّق شد که علوّ و دنوّ عقول
و ادراکات از تربيت و تعليم و عدم آنست شاخ کج
بتربيت راست شود و ميوه برّی جنگلی ثمر بستانی شود

و شخص نادان بتعليم دانا گردد و عالم توحّش بفيض مربّی

دانا جهان تمدّن گردد عليل بطبابت شفا يابد و فقير
ص ٣٣٢
بتعلّم فنّ تجارت غنی شود و تابع بسبب کسب کمالات
متبوع عظيم گردد و شخص ذليل بتربيت مربّی
از حضيض خمول باوج رفيع رسد. اين است برهان آنان

انبيا نيز تصديق اين رای را ميفرمايند که تربيت نهايت

تأثير در بشر دارد ولی ميفرمايند عقول و ادراکات
در اصل فطرت نيز متفاوت است و اين امر
بديهی است قابل انکار نه چنانکه ملاحظه مينمائيم
اطفالی هم سن و هم وطن و هم جنس بلکه از يک خاندان
در تحت تربيت يک شخص پرورش يابند با وجود اين
عقول و ادراکاتشان متفاوت يکی ترقّی سريع نمايد

و يکی پرتو تعليم بطیء گيرد و يکی در نهايت درجه تدنّی ماند

خزف هر چه تربيت شود لؤلؤ لالا نگردد و سنگ
سياه گوهر جهان تاب نشود و حنظل و زقّوم بتعليم
و تربيت شجره مبارکه نگردد يعنی تربيت گوهر

انسانی را تبديل نکند ولکن تأثير کلّی نمايد و بقوّه

نافذه آنچه در حقيقت انسان از کمالات و استعداد مندمج

و مندرج بعرصه ظهور آرد تربيت دهقان حبّه را
ص ٣٣٣
خرمن کند و همّت باغبان دانه را درخت کهن نمايد لطف

اديب اطفال دبستان را باوج رفيع رساند و عنايت مربّی

کودک حقير را بر سرير اثير نشاند پس واضح و مبرهن
گرديد که عقول در اصل فطرت متفاوت است و تربيت را
نيز حکمی عظيم و تأثيری شديد اگر مربّی نباشد جميع
نفوس وحوش مانند و اگر معلّم نباشد اطفال کلّ مانند
حشرات گردند اين است که در کتاب الهی در اين دور
بديع تعليم و تربيت امر اجباريست نه اختياری يعنی
بر پدر و مادر فرض عين است که دختر و پسر را بنهايت

همّت تعليم و تربيت نمايند و از پستان عرفان شير دهند

و در آغوش علوم و معارف پرورش بخشند و اگر در اين
خصوص قصور کنند در نزد ربّ غيور مأخوذ و مذموم
و مدحورند و اين گناهی است غير مغفور زيرا آن
طفل بيچاره را آواره صحرای جهالت کنند و بدبخت

و گرفتار و معذّب نمايند مادام الحيات طفل مظلوم اسير

جهل و غرور و نادان و بی‌شعور ماند و البتّه اگر در سنّ

کودکی از اين جهان رحلت نمايد بهتر و خوش‌تر است
ص ٣٣٤

در اينمقام موت بهتر از حيات و هلاکت بهتر از نجات و عدم

خوشتر از وجود و قبر بهتر از قصر و تنگنای گور

مطمور بهتر از بيت معمور زيرا در نزد خلق خوار و ذليل

و در نزد حقّ سقيم و عليل و در محافل خجل و شرمسار
و در ميدان امتحان مغلوب و مذموم صغار و کبار
اين چه بدبختی است و اين چه ذلّت ابدی است پس بايد

احبّای الهی و اماء رحمانی بجان و دل اطفال را تربيت نمايند

و در دبستان فضل و کمال تعليم فرمايند در اينخصوص
ابداً فتور نکنند و قصور نخواهند البتّه طفل را اگر
بکشند بهتر از اين است که جاهل بگذارند زيرا طفل
معصوم گرفتار نقائص گوناگون گردد و در نزد حقّ
مؤاخذ و مسئول و در نزد خلق مذموم و مردود. اين چه

گناهست و اين چه اشتباه اوّل تکليف ياران الهی و اماء

رحمانی آن است که بايّ وجه کان در تربيت و تعليم اطفال

از ذکور و اناث کوشند و دختران مانند پسرانند ابداً
فرقی نيست جهل هر دو مذموم و نادانی هر دو نوع

مبغوض و "هل يستوی الّذين يعلمون و الّذين لا يعلمون"

ص ٣٣٥
در حقّ هر دو قسم امر محتوم اگر بديده حقيقت نظر
گردد تربيت و تعليم دختران لازم‌تر از پسران است

زيرا اين بنات وقتی آيد که مادر گردند و اولاد پرور شوند

و اوّل مربّی طفل مادر است زيرا طفل مانند شاخه سبز
و تر هر طور تربيت شود نشو و نما نمايد اگر تربيت
راست گردد راست شود و اگر کج کج شود

و تا نهايت عمر بر آن منهج سلوک نمايد. پس ثابت و مبرهن

شد که دختر بی تعليم و تربيت چون مادر گردد سبب
محرومی و جهل و نادانی و عدم تربيت اطفالی کثير شود

ای ياران الهی و اماء رحمان تعليم و تعلّم بنصّ قاطع جمال

مبارک فرض است هر کس قصور نمايد از موهبت کبری

محروم ماند زنهار زنهار اگر فتور نمائيد البتّه بجان

بکوشيد که اطفال خويش را علی الخصوص دخترانرا

تعليم و تربيت نمائيد و هيچ عذری در اينمقام مقبول نه

تا عزّت ابديّه و علوّيّت سرمديّه در انجمن اهل بها مانند

شمس ضحی جلوه و طلوع نمايد و قلب عبدالبهاء مسرور
و ممنون شود و عليکم بهاء الأبهی ع‌ع
ص ٣٣٦
هو اللّه
ای ياران صادق نابت الهی در اين جهان اساس راحت
و سعادت ابدی و انجذابات وجدانی انسانی بنفحات
قدس الهيست محبّة اللّه بمثابه روح است و هيکل آفاق
مانند جسم ناتوان چون آن روح در اين جسد سريان
نمايد زنده و برازنده و تر و تازه گردد و اساس متين

دين اللّه را ارکان مبين مقرّر و مسلّم است رکن اعظم علم

و دانائی است و عقل و هوشياری و اطّلاع بر حقائق کونيّه

و اسرار الهی لهذا ترويج علم و عرفان فرض و واجب
بر هر يک از ياران است پس بايد آن انجمن رحمانی
و آن محفل روحانی بتمام قوّت در تربيت اطفال کوشند
تا بآداب الهی و روش و سلوک بهائی از خوردسالی
تربيت شوند و مانند نهال بماء سلسال وصايا و نصايح
جمال مبارک نشو و نما کنند پس بجان بکوشيد
و بلسان تشويق نمائيد و اموال انفاق کنيد تا مکتب

عشق آباد در نهايت آرايش و انتظام ترقّی نمايد از قرار

معلوم مفتّش معارف دولت بآنصفحات مرور نموده
ص ٣٣٧
ترتيب و انتظام مکتب بهائيان را چنانکه بايد و شايد
نه پسنديده و در جرايد تفليس مقاله ئی نگاشته اگر
چنين است عبدالبهاء را حزنی عظيم است زيرا مرا

آرزو چنان که مکتب عشق آباد در جميع اقطار عالم بحسن

انتظام و ترقّی اطفال و حسن آداب مشهور آفاق گردد
جناب عالم دانا و واقف بر علوم شتّی حضرت شيخ

محمّد علی عليه بهاء اللّه فی الحقيقه سزاوار معلّمی است بايد

احبّای حقيقی همواره نوازش کامل و رعايت تامّه از ايشان

بنمايند تا در نهايت راحت و سکون قلب و سرور
و خشنودی بتعليم اطفال و نورسيدگان گلشن جمال
بپردازند و سبب سرور اين مسجون گردند زيرا فرح
و شادمانی اين آواره محصور در اين گونه امورات و آن
حصول ترقّيات و فيوضات و ملکه اطفال در علوم
و فنون است و عليکم التحيّة و الثناء ع‌ع
هو اللّه
ای بنده حقّ نامه مفصّل رسيد و از روايات مذکوره
نهايت استغراب حاصل گرديد و معلوم شد که بعضی
ص ٣٣٨
ملتفت بيانات الهی نشده‌اند لهذا گمان چنان گشته که

نفوس موقنه را جز در عالم اسما مقامی نه و مکافات و فوز

و فلاحی نيست سبحان اللّه اين چه تصوّر است و چه
تفکّر اگر چنين باشد جميع در خسران مبينيم و ذلّ

و هوان عظيم آيا جميع اين بلايا و محن و رزايا بجهت مقامی

در عالم اسما است استغفر اللّه عن ذلک بلکه در نزد اهل

حقيقت عالم اسماء را مقامی نه و شأنی نيست سائرين از عدم

تفکّر و تبصّر مقام اسما را اهمّيّت دهند امّا در نزد اهل

حقيقت از قبيل اوهام شمرده شود بلی در بيانات الهيّه

اين ذکر موجود که جنّت عرفان حقّ است و نار
احتجاب از ربّ الارباب از اين بيان مقصود اين نيست
که ديگر عالم الهی نه و فيض نامتناهی نيست استغفر
اللّه عن ذلک بلکه مقصد چنين است که عرفان

و احتجاب بمنزله شجر است و نعيم و جحيم در جميع عوالم

الهيّه بمنزله ثمر در هر رتبه ئی از مراتب نعمت و نقمت

موجود در عالم فؤاد عرفان نعمت و احتجاب نقمت است

زيرا اساس هر نعمت و نقمت در عوالم الهيّه اين دو است

ص ٣٣٩
ولی در جهان حقّ نفوس مقبله را ما لا رأت عين و لا
سمعت أذن و لا خطر بقلب بشر موجود زيرا اين عالم

فانی مانند عالم رحم است که کمالات و نقائص جسمانيّه

انسان در عالم رحم معلوم نه چون از عالم رحم باين عالم آيد

نقائص و کمالات جسمانيّه ظاهر و آشکار گردد و انسان

در عالم رحم از هر دو بيخبر حال اگر نفسی را در عالم رحم

بيان فضائل و رذائل اين جهان ميشد و نعمت و نقمت

اين عالم تشريح ميگشت آيا جنين را تصوّر آن ممکن بود

لا و اللّه زيرا در عالم رحم اين فضائل و رذائل و اين

نعمت و نقمت موجود نيست تا تصوّر آن نمايد مثلاً
طفل جنين تصوّر سمع و بصر نتواند و آنچه القا بکنی
اوهام انگارد و چون باين عالم قدم نهد ملاحظه کند
ما لا رأت عين و لا سمعت أذن و لا خطر بقلب جنين
همچنين است حالت انسان در رحم اين عالم چون بعالم
ديگر شتابد ملاحظه نمايد که از جهان تنگ و تاريک

نجات يافته و بجهان الهی در آمده و اگر چنانچه در اين

نشأه رحمانيّه آن نشأه کلّيّه روحانی مجهول و غير معروف

ص ٣٤٠

باشد تعجّب و استغراب نبايد زيرا هر عالم ما دون از عالم

فوق بيخبر است مانند جنين در عالم رحم از اينجهان بيخبر است

و چون بعالم ما فوق انتقال نمايد با خبر گردد و احساس کند

ولی قبل از انتقال تصوّر و ادراک محال ای طالب حقيقت

نظر در مراتب وجود جسمانی نمائيد عالم جماد بکلّی
از عالم نبات بيخبر است و حال آنکه عالم نبات موجود

و همچنين عالم نبات بکلّی از عالم حيوان بيخبر زيرا حوصله

نباتيّه گنجايش ادراک عالم حيوانی ندارد و تصوّر قوّه

حسّاسه نتواند ولی چون بعالم حيوان آيد سمع و بصر يابد

و مواهبی مشاهده کند که بکلّی در عالم نبات مفقود
و مستور و مکنون بوده و همچنين حيوان تصوّر نفس

ناطقه نتواند و از ادراکات حقيقت انسانی بکلّی محروم

زيرا عالم حيوان را اين گنجايش نه حال اگر عالم نبات

از عالم انسان بکلّی بيخبر باشد دليل بر عدم وجود عالم

انسان است لا و اللّه پس انکار نفوس انسانی بجهان

الهی مانند انکار جماد است که از عالم نبات خبر ندارد

و همچنين انکار نبات است که از عالم حيوان خبر ندارد

ص ٣٤١

و همچنين انکار حيوان است که از عالم انسان خبر ندارد

حال منکرين را اعظم شبهات اين است که آن عالم کجاست
و هر شیء که وجود عينی خارجی ندارد اوهام است

و حال آنکه عالم وجود عالم واحد است ولی بالنسبه بحقائق

متعدّده تعدّد يابد مثلاً عالم وجود جماد و نبات و حيوان

عالم واحد است ولی عالم حيوان بالنسبه بعالم نبات
حقيقت روحانيّه و جهانی ديگر است و نشأئی ديگر
باری اگر حيات انسانی و نتيجه اين کون نامتناهی اين
باشد که آفتابی بدمد و نسيمی بوزد و ابری ببارد
و گياهی برويد و منتهی بنشأه انسانی گردد که خلاصه

ايجاد است و نشأه انسانی نيز منحصر در شئون اين عالم

فانی باشد يعنی ايّامی چند انسان در اين عالم خاکی
با انواع بلايا و محن و آلام بگذراند بعد نابود شود
و ايجاد منتهی باين گردد در اين صورت البتّه وجود

عين هذيان است و ايجاد عبارت از تصوّر و اوهام نتيجه

بکلّی مفقود و ثمره بتمامه نابود و حال آنکه اگر ادنی

تأملّی نمايند واضح و مشهود است که اين کون نامتناهی را

ص ٣٤٢

حکمتی عجيب مقرّر و مقدّر و نتيجه عظيم محقّق و متيقّن

اين افکار و اوهام که انکار عوالم الهيست از خصائص
حيوان است نه انسان حيوان تصوّر جهانی ديگر ننمايد
و عالم الهی نداند و جنّت و نار نينديشد و موهبت
و نقمت تصوّر نتواند حاشا که نفوس مبارکی که مظهر

هدايت کبری هستند محتجب باين اوهام گردند و عليکم البهاء الأبهی ع‌ع

هو اللّه
يا من استبشر ببشارات اللّه در اين قرن اعظم مبارک

که آفتاب روشن قرون اولی و نيّر منوّر قرون اخری است

نفوسی از رقد هوی مبعوث شوند که چون شمع
در انجمن عالم بنور استقامت بر افروزند و چون بحر
بمحبّت جمال مبارک بخروشند و چون بنيان عظيم و چون

سدّی از زبر حديد بعهد و ميثاق الهی مستقيم و بايمان

و پيمان ربّانی مستديم گردند و مقاومت و مداومت شديد

بجنود نقض و نکث نمايند و کلّ را بثبوت و رسوخ
بر امر اللّه دلالت فرمايند حصن حصين کلمة اللّه را
ص ٣٤٣
لشکر پر شکوهند و مدينه امر اللّه را محافظ و مدافع

بر مهاجمين انبوه از خدا ميخواهم که آنجناب از اعاظم اين

جنود ربّ ودود باشند و از اکبر حارس اين بنيان عظيم
حضرت معبود در هر عهد و عصر مظاهر مقدّسه الهيّه
نه عهدی و پيمانی و نه ايمانی و ميثاقی در عصر حضرت
ابراهيم در حقّ اسحق برکت دعائی و در عصر موسوی
يوشع بن نون را از لسان حضرت مختصر مدح و ثنائی
و در ظهور عيسوی در حقّ شمعون بأنت الصخرة و علی
هذه الصخرة ابنی کنيستی بيان مجملی و در طلوع شمس
محمّدی در غدير خم من کنت مولاه فهذا عليّ مولاه
عبارت مختصری و در اين کور اعظم و دور اقوم ظهور
حقّ و طلوع شمس حقيقت که بجميع شئون ممتاز

از سائر اکوار و مشرق بر جميع ادوار است در کتاب اقدس

که مهيمن بر جميع کتب و صحف و زبر است و کلّ آنچه
در آن مذکور ناسخ جميع صحائف و کتب حتّی اوامر

و احکام و اعلان و اظهار آن ناسخ جميع اوامر غير مطابق

و احکام غير متساوی مگر امری و حکمی که در آن کتاب
ص ٣٤٤
مقدّس الهی غير مذکور در چنين کتاب مبين و زبور
يقين بنصّ صريح من دون تأويل و تلويح بيان فرموده
و بکتاب عهد باثر قلم اعلی تأکيد و توضيح و تشريح

نموده تا مقرّ امر در اين کور اعظم واضح و مبرهن گردد

و محلّ توقّف و نزاع و خلافی از برای نفسی نماند و مقصد

اصلی الهی و رضای حقيقی ربّانی يعنی اتّحاد من علی
الأرض بر کلمه واحده حاصل گردد و جوهر توحيد

در حقائق نفوس ظاهر و لائح شود اين عبد خود را در جميع

شئون محو و فانی مشاهده ميکند و ايّامش قليل است
و عنقريب رجوع بعتبه مقدّسه مالک الوجود نمايد
مقصدی جز حفظ وحدت امر اللّه و اتّحاد احبّاء اللّه
نداشته و ندارم ملاحظه شود که حضرت اعلی روحی

له الفداء جميع بلايا را در سبيل اين امر تحمّل فرمود

و نهايت بآن مظلوميّت هدف صد هزار تير گشت
و جناب قدّوس و جناب باب و جناب وحيد و جناب
ملا محمّد علی و حضرت خال و جناب سلطان الشهداء

و محبوب الشهداء و ده بيست هزار نفوس مقدّسه از صغير

ص ٣٤٥
و کبير و رجال و نساء دماء مطهّرشان در اين سبيل

ريخته شد و جمال اعظم روحی لتراب اقدام احبّائه فدا اين

همه صدمه و بلاياء متتابعه و سلاسل و اغلال را تحمّل

فرمودند و بکرّات و مرّات اذيّتهای شديده بر وجود
مبارک وارد گشت و آثار سمّ در دو طرف جسم مبارک
هميشه ظاهر بود و اين مدّت مديده را در جميع اوقات
در حبس و زندان و نفی و سرگون بسر بردند و عاقبت
محبوس و مسجون و محکوم صعود بملکوت تقديس

فرمودند و هميشه ناله و فرياد مبارک اين بود که من بجهت

اتّحاد من علی الارض خود را فدا نمودم ای احّبا بکوشيد

که آثار اختلاف را از روی زمين زائل نمائيد و انوار اتّحاد را

بين عباد ساطع و لائح کنيد حال بعوض آنکه کلّ متّحداً

متّفقاً بذيل اتّحاد متشبّث و بعروه اتّفاق متمسّک و متّحداً

و متّفقاً وفاء بعنايات جمال مبارک و اسم اعظم بر اتّحاد من

علی الارض قيام نمايند از بعضی گوشه و کنار سراً و باطناً

در کمال احتياط نفحات غير مرضيّه ميوزد که سبب
اختلاف عظيم در نفس امر مبارک ميشود نعوذ باللّه
ص ٣٤٦
من ذلک باری اين عبد قسم بجمال مبارک خود را وجودی

مشاهده نمی نمايم و در ساحت احبّای مخلصين فانی ميبينم

و ابداً ادّعائی نداشته و ندارم و تا بحال اظهار کلمه که دلالت

بر انتساب آستان مبارک باشد ننمودم ولی اينقدر التماس

از احبّای الهی دارم که سبب اختلاف در اين امر که جوهر

تقديس است نگردند و اسرار و رموز و اشارات
سرّيه را روا ندانند امر اللّه ظاهر و مشهود است
الحمد للّه در اين کور اعظم امر مصرّح و مشروح غير
مستور و مرموز نه مراتب شريعت و طريقت حقيقت
و نه مظاهر ظاهر و مظاهر باطن از بيمزگيهای متصوّفه
موجود بل کلّ اين مسائل بصريح آيات اللّه مذموم

و مردود باری حال بايد ما بشکرانه الطاف و عنايات الهيّه

جميع اين اذکار و اقوال را فراموش نموده کلّ متّفقاً متّحداً

باعلاء کلمة اللّه بکوشيم و در نشر نفحات اللّه سعی بليغ

نمائيم حال آنجناب الحمد للّه بشرف لقا فائز و از تفاصيل

مطّلع و برضای رحمن واقف هر نفسيرا که ملاحظه

نمائيد که نفحه‌ئی از روائح غير مرضيّه در مشامش تأثير نموده

ص ٣٤٧

نصيحت فرمائيد که متنبّه و بيدار گردد و از غير رضای

جمال مبارک بيزار شود و البهاء عليک ع‌ع
هو اللّه
لک الحمد يا الهی بما کشفت الغطاء و هتکت الحجاب
و أوقدت سراج الهدی فی قلوب نفوس انجذبوا الی
مشاهدة الجمال فی الأفق الأعلی و هديتهم الی المنهج

القويم و الصراط المستقيم حتّی سلکوا فی المحجّة البيضاء

و وردوا علی الشريعة السمحة النوراء و شربوا من زلال

العرفان و ترنّحوا من نسائم رياض الايقان ربّ ربّ
انزلهم منزلًا مبارکاً و ادخلهم مدخل صدق و اجعلهم
آيات الثبوت و الرسوخ بين خلقک و رايات العزّة
و الحبور بين عبادک لا تزعزعهم زوابع الامتحان و لا
تزلزلهم قواصف الأفتتان و يقوموا علی نصرة أمرک
و نشر نفحاتک و هداية الّذين احتجبوا بعد ما آمنوا

و نکثوا بعد ما عاهدوا و رجعوا بعد ما أقبلوا فهاموا فی

فلوات الظلام و احتجبوا عن مشاهدة نور الجمال مع ذلک

انّهم عبادک و خلقک منهم ضعفاء يستحقّون فضلک
ص ٣٤٨
و عنايتک و فقراء يحتاجون الی کنز غنائک ربّ ربّ

انّهم عميّ فابصرهم و صمّ فاسمعهم و بکم فانطقهم و أموات

فاحيهم بنفحات قدسک انّک أنت المقتدر العزيز القويّ
العليم الحکيم ای دو نفس زکيّه راجعه الی اللّه
چون ندای هاتف غيبی را بگوش جان شنيديد که ميفرمايد

يا "ايّتها النفس المطمئنة ارجعی الی ربّک" الحمد للّه رجوع

الی اللّه نموديد و از بيداء هلاک نجات يافته بسر چشمه

حيات رسيديد پرده و حجاب دريديد و نور حقيقت
ديديد اين از فضل و موهبت حضرت کبرياست که

ديده بسته را باز نمود و از مفازه بی فوز و فلاح بساحل

بحر الطاف وارد نمود حال وقت آنست که آن قوم
عنود را از جحود يهود خلاص نمائيد و بجمال موعود
هدايت کنيد و بر ورد مورود وارد و از رفد مرفود
نصيب بخشيد و در ظلّ ممدود در آريد و بمقام محمود
رسانيد سبحان اللّه موعود جميع کتب و صحف
بشروطی مشروط و بعلاماتی مرهون که بظاهر
اگر ناس محتجب ميشدند بهانه‌ئی داشتند مثلاً موعود
ص ٣٤٩
يهود مشروط بخروج از مکان غير معلوم بود و از جمله
شروطش سلطنت غير محدود و جلوس بر سرير داود
و سلّ سيوف و تجهيز الوف و ترويج توراة و تشهير
آيات و تعميم شريعت موسی و ظهور عدالت کبری

تا گرگ و برّه و پلنگ و بزغاله و شير و گوساله و مار و طفل

شيرخواره همدم و هم آشيان و همراز گردند و اين بنصوص

قاطعه توراة مسلّم در نزد عموم بود چون حضرت روح اللّه

بنور هدی آفاقرا روشن کرد هيچيک از اين شروط
و علائم بحسب ظاهر آشکار نگرديد زيرا کلّ اين
بيانات معانی حقيقی داشت و رموز و اسرار بود اگر چه
يهود انکار نمودند ولی بحسب ظاهر عذری در کار بود
و همچنين موعود انجيل بايد با خيل و حشمی عظيم

و جنود ملائکه علّيّين بر ابری سوار از آسمان بزمين آيد

و آفتاب و ماه تاريک شود و جوق نجوم بر روی ارض
متساقط شود و آن موعود جليل با بوق و نفير و افواج
فرشته اثير از آسمان باينجهان آيند و شرق و غرب را
بصوت صافور بيدار و هشيار کنند لهذا اگر مسيحيان
ص ٣٥٠
در ظهور جمال محمّدی بهانه ئی جستند بحسب ظاهرعذری
آوردند و همچنين موعود فرقان مشروط بعلائم بی پايان
بود جابلقا و جابرصا و فتح شرق و غرب و جنوب و شمال
و سلطنت قائم و سلطنت سيّدالشهداء و نزول عيسی
و ظهور دجّال و قيامت کبری و حشر و نشور و جنّت

موعود و نيران ذات الوقود و امثال ذلک علائم لا تحصی بود

اگر فرقانيان عذر و بهانه ئی مينمودند در نزد جاهلان

مسموع بود. امّا موعود بيان حضرت اعلی روحی له الفداء

چنان واضح و آشکار فرمودند که از برای نفسی نه سرّاً

و نه جهاراً نه باطناً نه ظاهراً نه معنیً نه صورةً عذر

و بهانه ئی باقی ماند بنصّ صريح ميفرمايد ايّاک ايّاک ان

تحتجب بالواحد البيانيّه أو بما نزل فی البيان ملاحظه

فرمائيد که ميفرمايد مبادا به بياناتيکه در آثار نقطه

اولی است از او محتجب شويد يعنی بگوئی که در بيان
چنين فرموده و چنان منصوص است و همچنين

ميفرمايد که مبادا بواحد اوّل از او محتجب شوی و واحد

اوّل نفس حضرت اعلی روحی له الفداء و هيجده
ص ٣٥١
حروف حيّ است و يکی از آن حروف حيّ حضرت
قدّوس است که حضرت اعلی روحی له الفداء بنصّ
صريح ميفرمايد که سيزده واحد از مرايا در ظلّ حضرت

قدّوسند با وجود اين ميفرمايد مبادا بمن و بحروف حيّ

از جمال موعود محجوب گردی. پس ملاحظه گردد که

چه قدر تأکيد فرموده و ميفرمايد که در يوم ظهور جمال

مقصود مبادا نظر بمن کنيد که من تصديق مينمايم يا نه

و بسبب من محتجب از او گرديد يعنی اقبال و تصديق من
و حروف حيّ را منوط و مشروط ندانيد. اين معلومست
که حضرت اعلی روحی له الفداء مبشّر بجمال قدم بودند

و مروّج آثار او استغفر اللّه نسيان بآنعالم پاک راه ندارد

تا چه رسد بعصيان اينکه ميفرمايد مبادا بمن از او محتجب

شويد تصوّر محالست با وجود اين بجهت تأکيد ميفرمايد
و تصريح ميکند تا نفسی من بعد نگويد اگر اين امر

حقّ بود و اين موعود موعود بيان البتّه مرآت قبول مينمود

و اعتراف ميکرد و همچنين مبادا محتجب ببعضی ظواهر

بيان بشوند مثل آنکه شده‌اند از جمله ميگويند که توقيعی

ص ٣٥٢
از حضرت اعلی روحی له الفداء صادر که در مکتب من
يظهره اللّه خوانده شود پس مکتب من يظهره اللّه کو

و سلاطين بيان کجا است و معابد و مساجد بيان کو و علائم

و شعائر آن کجا است هنوز مسجدی بر پا نشده معبدی
بپا نگشته شريعت بيان ترويج نشده اوامر الهيّه
ظاهر نگشته چگونه موعود جديد آمده و من يظهره اللّه
ظاهر شده يا للّه انصاف بدهيد و چشم اعتساف
بپوشيد اگر اهل فرقان فرياد بر آرند که حضرت

اعلی روحی له الفداء فرمودند من موعود فرقانم و قيامت

بر پا شد و طامّه کبری ظاهر گشت ان کان هذا هو

القائم الموعود أين سيفه المسلول و أين لوائه المعقود و أِين

جنوده المجنّده و أين الاعنّة و الاسنّه أين ترويجه للشريعة

الغرّاء و أين تعميمه للطريقة السمحة البيضاء أين طيران

النقباء و النجباء و أين اجتماعهم فی أمّ القری أين القيامة

الکبری أين الميزان أين الصراط أين الحساب أين الجحيم

المتسعرّة و أين الجنّة المتبهجّة أين الکوثر و السلسبيل و أين

الکأس الممزوجة بالکافور و الزنجبيل أين الحوريّات
ص ٣٥٣
القاصرات الطرف فی الخيام و أين الولدان المخلّدون

کانّهم لؤلؤ مکنون أين الملائکة الغلاظ الشداد و أين

السلاسل و الاغلال و أين و أين و أين. حضرت اعلی
روحی له الفداء ميفرمايند که جميع اين شروط و علائم
و وقائع در لمح البصر واقع و لکن ناس از مشاهده‌اش
محتجب يا للّه أين الانصاف جميع اين وقايع در لمح
البصر واقع شد و تأويل داشت و مکتب من يظهره اللّه
قابل تأويل نيست انصفوا يا قوم ملاحظه کنيد که چه
قدر غافلند حضرت اعلی ميفرمايند ايّاک ان
تحتجب بما نزّل فی البيان اين ميگويد کو مکتب من
يظهره اللّه (١) ذکر مکتب ما نزّل فی البيان است که

ميفرمايد مبادا بآن محتجب از من يظهره اللّه گردی باری

الحمد للّه که حضرت اعلی روحی له الفداء هيچ حجابی
نگذاشتند جميع را خرق فرمودند لکن اين قوم عنود

مانند عنکبوتند هر چه پرده آنرا بدری فوراً پرده جديد

بتند زيرا اين احتجاب منبعث از کينونت انسانست

------------------------------------------------------

(١) کانت النسخة واحدة فی مصر فليراجع الاصل
ص ٣٥٤
چون امری از لوازم ذاتيّه شیء باشد انفکاک از آن
محال است و عليکم التحيّة و الثناء ع‌ع
هو اللّه
ای منجذبه محبّت اللّه مکتوبيکه هنگام رفتن مرقوم
نموده بودی ملاحظه گرديد از مضمون مسرور شدم
و اميدوارم که ديده بصيرت چنان باز گردد که حقائق
اسرار ملکوت واضح و آشکار شود در بدايت مکتوب
کلمه مبارکی مرقوم و آن اينست من مسيحی هستم ايکاش

جميع عالم مسيحی حقيقی بود زيرا مسيحی لفظی بودن آسان

ولی مسيحی حقيقی بودن مشکل امروز تقريباً پانصد
مليون نفوس مسيحی هستند امّا مسيحی حقيقی نادر و آن
نفسی است که انوار مسيح از جمال او باهر و بکمالات
ملکوتی ظاهر اين امريست عظيم و جامع جميع فضائل
اميدوارم که تو نيز مسيحی حقيقی گردی حمد کن خدا را

که بواسطه تعاليم الهيّه نورانيّت و بصيرت عظمی حاصل

گرديد و در ايمان و ايقان ثابت و پايدار شدی اميدوارم

که ديگران نيز چشمی روشن و گوشی شنوا يابند و بحيات
ص ٣٥٥

ابديّه فائز گردند تا اين نهرها که در مجاری متعدّده مختلفة

الشکل جاری راجع بمحيط اعظم شوند يکبحر گردند

و يکموج زنند و ارتباط و اتّحاد تام حاصل نمايند تا وحدت

حقيقت بقوه الهيّه اين اختلاف مجاز را از ميان بردارد

و اساس اصلی اينست اگر اين حاصل گردد مسائل سائره

بالطبيعه زائل شود. ای محترمه تعاليم الهيّه در اين دور

نورانی چنين است که نبايد نفوس را توهين نمود و بجهالت

نسبت داد که تو ندانی و من دانم بلکه بايد بجميع نفوس

بنظر احترام نظر کرد و در بيان و دلالت بطرز تحرّی

حقيقت مکالمه نمود که بيائيد مسائلی چند در ميان است

تا تحرّی حقيقت نمائيم و ببينيم چگونه و چسان است مبلّغ

نبايد خويش را دانا و ديگرانرا نادان شمرد اين فکر سبب

تکبّر گردد و تکبّر سبب عدم تأثّر بلکه بايد امتيازی

در خود نبيند و با ديگران بنهايت مهربانی و خضوع
و خشوع صحبت بدارد اين نوع بيان تأثير کند و سبب
تربيت نفوس شود. ای محترمه جميع انبيا بر اين مبعوث
شدند و حضرت مسيح بجهت اين ظاهر گشتند و جمال
ص ٣٥٦

مبارک نيز ندای الهی باين مقصد بلند فرمودند تا عالم انسانی

جهان آسمانی گردد ناسوتی لاهوتی شود ظلمانی نورانی

گردد شيطانی رحمانی شود و اتّحاد و الفت و محبّت در بين

عموم اهل عالم حاصل گردد و وحدت اصليّه رخ بگشايد
و بنيان اختلاف بر افتد و حيات ابدی و موهبت سرمدی
حاصل گردد. ای محترمه در عالم وجود نظر کن اجتماع
و الفت و اتّحاد سبب حياتست و تفريق و اختلاف سبب

ممات چون در جميع کائنات نظر نمائی ملاحظه کنی که هر

کائنی از کائنات از اجتماع و امتزاج عناصری متعدّده تحقّق

يافته و چون اين اجتماع عناصر تفريق شود و ائتلاف
باختلاف منقلب گردد آن کائن موجود محو و نابود شود
ای محترمه در دورهای سابق هر چند ائتلاف حاصل
گشت ولی بکلّی ائتلاف من علی الارض غير قابل زيرا

وسائل و وسائط اتّحاد مفقود و در ميان قطعات خمسه عالم

ارتباط و اتصال معدوم بلکه در بين امم يک قطعه نيز اجتماع

و تبادل افکار معسور لهذا اجتماع جميع طوائف عالم

در يک نقطه اتّحاد و اتّصال و تبادل افکار ممتنع و محال امّا

ص ٣٥٧

حال وسائل اتّصال بسيار و فی الحقيقه قطعات خمسه عالم

حکم يکقطعه يافته و از برای هر فردی از افراد سياحت

در جميع بلاد و اختلاط و تبادل افکار با جميع عباد در نهايت

سهولت ميسّر بقسميکه هر نفسی بواسطه نشريّات
مقتدر بر اطّلاع احوال و اديان و افکار جميع ملل

و همچنين جميع قطعات عالم يعنی ملل و دول و مدن و قری

محتاج يکديگر و از برای هيچ يک استغنای از ديگری نه
زيرا روابط سياسيّه بين کلّ موجود و ارتباط تجارت
و صناعت و زراعت و معارف در نهايت محکمی مشهود

لهذا اتّفاق کلّ و اتّحاد عموم ممکن الحصول و اين اسباب

از معجزات اين عصر مجيد و قرن عظيم است و قرون ماضيه

از آن محروم زيرا اين قرن انوار عالمی ديگر و قوّتی ديگر

و نورانيّتی ديگر دارد اينست که ملاحظه مينمائی در هر

روزی معجز جديدی مينمايد و عاقبت در انجمن عالم

شمعهای روشنی بر افروزد و مانند بارقه صبح اين نورانيّت

عظيمه آثارش از افق عالم نمودار گشته شمع اوّل وحدت
سياسيست و جزئی اثری از آن ظاهر گرديده و شمع
ص ٣٥٨
دوم وحدت آراء در امور عظيمه است آن نيز عنقريب
اثرش ظاهر گردد و شمع سوّم وحدت آزاديست آن نيز
قطعيّاً حاصل گردد و شمع چهارم وحدت دينی است اين
اصل اساس است و شاهد اين وحدت در انجمن عالم بقوّت

الهيّه جلوه نمايد و شمع پنجم وحدت وطنيّت در اين قرن

اين اتّحاد و يگانگی نيز بنهايت قوّت ظاهر شود جميع ملل

عالم عاقبت خود را اهل وطن واحد شمارند و شمع ششم
وحدت جنس است جميع من علی الارض مانند جنس
واحد شوند شمع هفتم وحدت لسان است يعنی لسانی

ايجاد گردد که عموم خلق تحصيل آن نمايند و با يکديگر

مکالمه کنند اين امور که ذکر شد جميعا قطعی الحصولست

زيرا قوّتی ملکوتيّه مؤيّد آن ملاحظه نما که در ايران

اجناس مختلفه و مذاهب متباغضه و آراء مختلفه بدرجه‌ای

بود که بدتر از جميع جهان بود حال بنفحات قدس چنان

ارتباط و التيامی حاصل گشته که اين ملل مختلفه و مذاهب

متضادّه و اجناس متباغضه حکم يک شخص پيدا نموده‌اند
ملاحظه ميشود که در نهايت محبّت و الفت و يگانگی
ص ٣٥٩

با يکديگر معاشر و مجالس و مؤانسند و در محافل عظيمه

مسيحی و موسوی و زردشتی و مسلمان در نهايت الفت

و يگانگی و محبّت و آزادگی و سرور و فرح با هم مجتمع

و مؤانس و مجالسند و ابداً فرقی در ميان نه ملاحظه نما که

قوّه اسم اعظم چه نموده. در خصوص الواح نوشته

بوديد انشاء اللّه جمع ميشود و تنسيخ ميگردد و ارسال

خواهد شد بجميع دوستان تحيّت محترمانه برسان ع‌ع
هو اللّه
ای بنده صادق جمال ابهی نامه روحانی تلاوت شد
و نفحه رحمانی استشمام گشت سبحان اللّه چه موهبت
عظمائی از فيض قديم در عالم رخ گشوده که کلمات
حکم نفحات يافته و اشارات سمت بشارات جسته باری
از قرائت نامه آنجناب حقيقت منجذبه مشروح و منکشف
گشت شکر کن خدا را که در همچو طوفان امتحانی

قدم را ثابت نمودی و حقيقت را نابت کردی تمسّک بعروة

الوثقی نمودی و تشبّث بحبل متين ملکوت ابهی حال
ص ٣٦٠

بيا تا با يکديگر بعبوديّت آستان مقدّس قيام نمائيم و متّحداً

متّفقاً معين و ناصر يکديگر شويم و در حقّ جميع ياران

تضرّع و زاری نمائيم تا کلّ بکمال الفت و اتّحاد و محبّت

و انجذاب بر اين شريعه رحمانيّه مجتمع گردند و آثار باهره

فيض تقديس الهی در ملکوت وجود ظاهر و مشهود

شود امّا سؤالی که نموده ئی در مسئله مجازات و مکافات که

واسطه اجراء قصاص را واسطه لازم و آن واسطه نيز
مستحقّ سوء جزاء در اين صورت تسلسل لازم آيد بدانکه
مجازات بر دو قسم است يک قسم انتقام است و قسم ديگر
قصاص است انتقام مذموم و بمقتضای نفس و هوی صادر
و واقع گردد و اين مجازاتی است که اهل نفس و هوی

بغرض و حبّ انتقام حکم نمايند و امّا قصاصی که بموجب

حکم الهی چون در کمال عدل و انصاف واقع گردد سبب
مکافات خير شود زيرا آنشخص احکام الهی را ادا نموده
نه هوای نفسانی اين است نفوس مقدّسه در شرائع سابقه

هزاران نفوس مستحقّه را معدوم نمودند و امّا مسئله ثانی

که پسر بمجازات پدر گرفتار ميشود يا نه بدان که اين
ص ٣٦١
بر دو قسم است يکقسم تعلّق بروحانيّات دارد يکقسم

تعلّق بجسمانيّات آنچه تعلّق بروحانيّات دارد پسر بجرم

پدر مؤاخذه نميشود زيرا پسر سعيد است و پدر شقی

يخرج الحيّ من الميّت و "يخرج الميّت من الحيّ" "لا تزر

و ازرة وزر أخری" و آنچه تعلّق بجسمانيّات دارد لابدّ است

که ظلم (١) و تعلّل اعمال قبيحه پدر سبب مضرّت پسر
ميشود در اين مقام در قرآن ميفرمايد "و ليخش الّذين

لو ترکوا من خلفهم ذريّة ضعافا" يعنی بايد انسان رحم

بر ايتام بکند که مبادا ذرّيتی ايتام از او بماند و سوء رفتار او

يعنی ظلم بايتام سبب ذلّت اولاد خود شود مثلاً ملاحظه

بفرمائيد که شخصی ظلماً و عدواناً خون جمعی بريزد و اموال

ناسرا تالان و تاراج نمايد و هزار خانمان و دودمان را

بر باد دهد البتّه آن شخص شقی بعد از رجوع باسفل جحيم

سبب نکبت و ذلّت و عدم رستگاری اولاد و احفاد
شود مظلومان بانتقام برخيزند و بانواع وسائل در هدم
بنيانش کوشند اين است که گفته ميشود الجزاء من

----------------------------------------------------------

(١) کذا بهذه النسخة فليقابل مع الأصل
ص ٣٦٢
جنس العمل و عليک البهاء ع‌ع
هو اللّه
صبح است و نور احديّت از مطلع غيب رحمانيّت ساطع
و لامع و فيض جليل مليک فردانيّت از جهان پنهان
متهاطل و متراکم بشارات ملکوت از جميع جهات

ميرسد و صبح اشارات علوّ امر و بشارات سموّ کلمة اللّه

از جميع اطراف ميدمد کلمه توحيد در ترويج است
و آيت تفريد در ترتيل دريای فضل و جود متلاطم است
و فيض سيل شهود متدافق انوار تأييد ربّ غفور جميع
اقاليم وجود را احاطه کرده و جنود ملأ اعلی باعانت
احبّاء و نصرت اصفيا هجوم نموده صيت جمال قدم

روحی لأحبّائه الفداء جهان گير گشته و آوازه امر اللّه

در شرق و غرب عالم منتشر شده اين امور کلّ اسباب

سرور ولی عبدالبهاء در بحر احزان مستغرق و آلام و محن

چنان تأثير در اعضاء و جوارح نموده که فتور کلّی در بدن

حاصل گشته ملاحظه نمائيد که فرداً وحيداً من دون

ناصر و معين در قطب عالم ندای حقّ را بلند نموده جميع

ص ٣٦٣

ملل و امم معارض و منازع و مجادل از جهتی امّت سالفه

معلوم و واضح که چه قدر در جميع اطراف متعرّض

و معارضند و از جهتی اخبارات امّت هزله کاذبه ميرسد که

چگونه در صدد قلع و قمع شجره مبارکه الهيّه هستند و چه

نسبت و افتراها بجمال قدم روحی لأحبّائه الفدا ميزنند

و مشغول بنشر رسائل ردّيّه بر اسم اعظمند و در سِرّ سِرّ

در نهايت سعی و کوشش که اذيّت شديدی وارد آرند
و از جهتی اهل غرور بکلّ دسائس متمسّک که وهن

کلّی بر امر اللّه وارد آرند و اسم عبدالبها را از لوح وجود

محو نمايند با اين همه بلايا و اين همه رزايا و هجوم اعداء

در ميان احبّاء نيز اغبرار موجود با وجود آنکه امر جمال

قدم روحی لأحبّائه الفداء عبارت از حقيقت محبّت است
و سبب اتّحاد و الفت تا کلّ امواج يک بحر گردند
و نجوم باهره اوج نامتناهی يک فلک لئالی اصداف
توحيد گردند و جواهر متلئله معدن تفريد بنده يکديگر
گردند و نيايش و ستايش و پرستش همديگر کنند زبان

بمدح و ستايش هر يک از احبّاء گشايند و نهايت شکرانه را

ص ٣٦٤
از يکديگر نمايند نظر بافق عزّت کنند و بانتساب
آستان مقدّس. جز خير يکديگر نبينند و جز نعت يکديگر

نشنوند و بجز مدح و ستايش يکديگر کلمه‌ای بر زبان نرانند

بعضی بر اين منهج قويم سالک الحمد للّه بعون و عنايت الهيّه

موفّق و مؤيّد در جميع ممالک ولی بعضی بر اين مقام اعزّ

اعلی چنانچه بايد و شايد قائم نه و اين بسيار سبب احزان

عبدالبهاء است چنان حزنی که بتصوّر نيايد زيرا طوفانی

اعظم از اين از برای امر اللّه نه و وهنی اشدّ از اين بر کلمة

اللّه نيست بايد احبّای الهی کلّ متّحد و متّفق شوند در

ظلّ علَم واحد محشور شوند و برای واحد مخصوص
گردند و بمشی واحد سلوک نمايند و بفکر واحد تشبّث

کنند آراء مختلفه را فراموش نمايند و افکار متفاوته را

نسيان فرمايند زيرا الحمد للّه مقصد مقصد واحد است
و مطلوب مطلوب واحد کلّ بنده يک آستانيم و شير خوار
يک پستان در ظلّ يک شجره مبارکه‌ايم و در سايه يک

خيمه مرتفعه ‌ای ياران الهی اگر نفسی غيبت نفسی نمايد

اين واضح و مشهود است که ثمری جز خمودت و جمودت
ص ٣٦٥
نيارد اسباب تفريق است و اعظم وسيله تشتيت اگر
چنانچه نفسی غيبت ديگری کند مستمعين بايد در کمال

روحانيّت و بشاشت او را منع کنند که از اين غيبت چه ثمری

و چه فايده‌ئی آيا سبب رضايت جمال مبارک است يا علّت

عزّت ابديّه احبّای الهی آيا سبب ترويج دين اللّه است

و يا علّت تثبيت ميثاق اللّه نفسی مستفيد گردد و يا شخصی

مستفيض لا و اللّه بلکه چنان غبار بر قلوب نشيند که
ديگر نه گوش شنود و نه چشم حقيقت را بيند ولی اگر
نفسی بستايش ديگری پردازد و بمدح و ثنا لسان بگشايد

مستمعين بروح و ريحان آيند و بنفحات اللّه مهتزّ گردند

قلوب را فرح وسرور آيد و ارواح را بشارت احاطه کند

که الحمد للّه در ظلّ کلمه الهی نفسی پيدا شده که مرکز

خصائل و فضائل عالم انسانيست و مظهر عواطف و الطاف
حضرت رحمانی رخی روشن دارد و زبانی ناطق در هر
انجمن رخی پر فتوح دارد و جانی مؤيّد بنفحات حضرت
رحمن حال کدام يک خوشتر و دلکشتر قسم بجمال الهی
که چون خير ياران شنوم قلب بنهايت روح و ريحان آيد
ص ٣٦٦
و چون اشاره از کدورت دوستان بينم در نهايت احزان
مستغرق گردم اينست حالت عبدالبهاء ديگر ملاحظه

فرمائيد که چه بايد و چه شايد جمال قدم روحی لأحبّائه

الفداء الحمد للّه ابواب عنايترا از جميع جهات گشوده

و بشائر تأييد و توفيق را واضح و مشهود نموده دلهای

احبّاء را بمحبّت ربوده و جنود ملأ اعلی را بنصرت اصفياء

موکّل فرموده حال بايد ياران با دلی چون آفتاب و نفسی

مشکبار و لسانی ناطق بذکر حقّ و بيانی واضح و جبينی

لائح و همّتی بلند و قوّتی ملکوتی و تأييدی لاهوتی و صفتی

روحانی و انبعاثاتی وجدانی در بين ملأ ارض مبعوث شوند

تا هر يک افق مبين را نور منير شوند و فلک اثير را کوکبی

بديع بوستان الهی را درخت بارور شوند و گلشن رحمانيرا

گلی معطّر گردند کتاب ايجاد را آيات باهره شوند
و صفحه کائنات را کلمات جامعه عصر اوّل است و نشأه

اولای دور نيّر اعظم پس تحصيل فضائل بايد در اين قرن

بشود و تعديل خصائل بايد در اين عصر بگردد جنّت

ابهی در دشت و صحرا در اين ايّام بايد خيمه بر افرازد

ص ٣٦٧
و انوار حقيقت چهره گشايد و اسرار موهبت رخ بنمايد

فيض قدم جلوه نمايد و آفاق رياض احديّت گردد و اقاليم

جنّت فردوس شود و جميع شئون و کمالات و اوصاف

و نعوت الهيّه از حقائق صافيه و سنوحات رحمانيّه آشکار

و واضح شود عبدالبهاء در جميع احيان در آستان
حضرت يزدان متضرّع و مبتهل است که ای خداوند

مهربان بنده درگاه توئيم و ملتجی بآستان مقدّس تو جز

رکن شديد پناهی نجوئيم و بغير کهف حمايتت التجا نکنيم

حفظ و صيانت فرما و عنايت و حمايت کن ما را موفّق نما

تا رضای تو جوئيم و ثنای تو گوئيم و در راه حقيقت پوئيم

مستغنی از غير تو گرديم و مستفيض از بحر کرم تو شويم

در اعلاء امرت کوشيم و در نشر نفحاتت سعی بليغ نمائيم

از خود غافل گشته بتو مشغول شويم و از مادون بيزار شده

گرفتار تو گرديم ای پروردگار ای آمرزگار فضل و عنايتی

و فيض و موهبتی تا بر اين موفّق شويم و باين مؤيّد گرديم

توئی مقتدر و توانا و توئی واقف و بينا انّک أنت الکريم

انّک أنت الرحيم انّک أنت الغفور العفوّ قابل التوبة و غافر

ص ٣٦٨

الذنوب شديد المحال و البهاء عليکم يا احبّاء اللّه ع‌ع

هو اللّه

ای متوجّهين بمنظر اعلی در ليل و نهار و صباح و مساء

عشيّ و ضحی در عوالم قلب و روان بذکر احبّاء رحمن

مشغول بوده و هستم و از حقّ تأييد و توفيق ميطلبم که

احبّای آن خاک پاک ارض مقدّسه را در جميع مراتب

اخلاق و اطوار و گفتار و رفتار و شئون و آثار ممتاز فرمايد

و بجذب و وله و شوق و عرفان و ايقان و ثبوت و رسوخ

و اتّحاد و اتّفاق در انجمن عالم با رخی روشن و جمالی چون

گلشن محشور نمايد. ای احبّای الهی اليوم يوم اتّحاد است

و روز روز يگانگی در عالم ايجاد "ان اللّه يحبّ الّذين

يجاهدون فی سبيله صفّاً کاَنهم بنيان مرصوص" ملاحظه

فرمائيد که صفّاً ميفرمايد يعنی جميع مرتبط و متّصل بهم

و ظهير يکديگر مجاهده در اين آيه مبارکه در اين کور
اعظم بسيف و سنان و رماح و سهام نبوده بلکه بنوايای

صادقه و مقاصد صالحه و نصائح نافعه و اخلاق رحمانيّه

و افعال مرضيّه و صفات ربّانيّه و تربيت عموميّه و هدايت

ص ٣٦٩

نفوس انسانيّه و نشر نفحات روحانيّه و بيان براهين الهيّه

و اقامه حجج قاطعه صمدانيّه و اعمال خيريّه بوده و هست

و چون نفوس مقدّسه بقوّت ملکوتيّه بر اين شيم

رحمانيّه قيام نمايند و صف اتّحاد بيارايند هر يک از اين

نفوس هزار ماند و امواج اين بحر اعظم حکم افواج
جنود ملأ اعلی يابد اين چه موهبتی است که کلّ چون
سيول و انهار و جداول و سواقی و قطرات در يک صقع
واحد جمع گردد بحر اعظمی تشکيل گردد و چنان

وحدت اصليّه غالب و فائق شود که آثار و احکام و تعيّنات

و تشخّصات وجود وهمی اين نفوس چون قطرات بکلّی
محو و فانی شود بحر وحدت روحانيّه موج زند قسم

بجمال قدم که در اين وقت و حال فيوضات اکبر چنان احاطه

نمايد و قلزم کبرياء چنان فيضان کند که وسعت خلجان
چون دريای بی پايان گردد و هر قطره حکم قلزم

بيکران يابد ای احبّای الهی بکوشيد تا باين مقام بلند

اعلی فائز شويد و چنين نورانيّتی در اين اکوان ظاهر
و عيان کنيد که اشراقش از مطلع آفاق جاودان مبذول
ص ٣٧٠
گردد اين است اسّ اساس امر الهی اين است جوهر
شريعت ربّانی اين است بنيان رزين رصين مظاهر
رحمانی اين است علّت ظهور شمس جهان الهی اين است
سبب استواء رحمن بر عرش جسمانی ای احبّای الهی
ملاحظه کنيد حضرت اعلی روح العالمين له الفداء بجهة
اين مقصد جليل صدر مبارک را سپر سهام بلايا فرمودند
و چون اصل مقصود جمال قدم روح ملأ الاعلی له الفداء
اين مقصد اعظم بود حضرت ربّ اعلی در اين سبيل
سينه مبارکرا هدف هزاران رصاص اهل ضغينه و بغضا
نمودند و بمظلوميّت کبری شهيد شدند و هزاران دماء

مطهّره نفوس مقدّسه رحمانيّه در اين راه بر خاک ريخته

و بسا اجساد مبارکه احبّای خلّص حضرت ربّانيّه بدار
آويخته نفس مبارک جمال ابهی روح ملکوت الوجود

لأحبّائه الفداء حمل جميع بلايا فرمودند و اشدّ رزايا

قبول کردند اذيّتی نماند که بر آن جسد مطهّر
وارد نيامد و مصيبتی نماند که بر آن نازل نگشت
بسا شبها که در تحت سلاسل از ثقل اغلال نيارميدند
ص ٣٧١
و چه بسيار روزها که از صدمات کند و زنجير دقيقه
آرام نيافتند از نياوران تا طهران آن روح مصوّر را

که در بالين پرند و پرنيان پرورش يافته بود سر و پای برهنه

با سلاسل و زنجير دواندند و در زندان تنگ و تاريک

در زير زمين با قاتلين و سارقين و عاصين و ياغين محشور

نمودند و در هر دقيقه اذيّت جديدی روا داشتند

و در هر آنی وقوع شهادت يقين کلّ بود بعد از مدّتی از

وطن بديار غربت فرستادند سنين معدودات در عراق
هر آنی سهمی بر صدر مبارک وارد و در هر نفسی سيفی

بر جسد مطهّر نازل ابداً دقيقه امنيّت و سلامت مأمول

نبود و اعداء با کمال بغضاء از جميع جهات مهاجم بنفس

مبارک فرداً وحيداً مقاومت کلّ ميفرمودند بعد از جميع

بلايا و صدمات از عراق که قارّه آسيا است بقارّه اروپا

انداختند و در آن غربت شديده و مصيبت عظيمه اذيّات
شديده و مهاجمات عظيمه و دسائس و مفتريات و عداوت
و ضغينه و بغضای اهل بيان ضميمه صدمات وارده
از اهل فرقان شد ديگر قلم عاجز از تفصيل است البتّه
ص ٣٧٢
شنيده و مطّلع شده‌ايد و حال مدّت بيست و چهار سال

بود که در اين سجن اعظم باعظم محن و بلايا اوقات مبارک

گذشت مختصر اين است که مدّت اقامت جمال قدم روح

الوجود لمظلوميّته الفداء در اين جهان فانی يا اسير زنجير

بودند و يا در زير شمشير و يا در شدّت آلام و محن بودند

و يا در سجن اعظم هيکل مطهّر از شدّت ضعف
از بلا چون آه شده بود و جسد مکرّم از کثرت مصائب
بمثابه تاری گشته بود مقصود مبارک از حمل اين ثقل
اعظم و جميع اين بلايا که چون دريا موجش باوج اسمان
ميرسد و حمل سلاسل و اغلال و تجسّم مظلوميّت کبری

اتّفاق و اتّحاد و يگانگی من فی العالم بود و ظهور آيه توحيد

الهی بالفعل بين امم تا وحدت مبدء در حقائق موجوده
نتيجه خاتمه گردد و نورانيّت لن تری فی خلق الرحمن
من تفاوت اشراق کند حال ای احبّای الهی وقت
کوشش و جوشش است همّت بگماريد و سعی کنيد
و چون جمال قدم روحی لتراب مقدم احبّائه الفداء شب

و روز در مشهد فداء بودند ما نيز سعی کنيم و جانی نثار

ص ٣٧٣
نمائيم و وصايا و نصائح الهی را بگوش هوش بشنويم

و از هستی محدود خود بگذريم و از خيالات باطله کثرات

عالم خلق چشم پوشيم و اين مقصد جليل و مقصود عظيم را

خدمت کنيم اين شجريرا که دست موهبت الهيّه نشانده
باوهامات خود قطع منمائيم و اين انوار ساطعه ملکوت

ابهی را بغمام تيره اغراض و اوهام مستور نکنيم و امواج

بحر کبريا را سدّ حائل نشويم و نفحات قدس رياض جمال
ابهی را حاجز از انتشار نگرديم فيضان نيسان فضل را
در اين يوم وصل قطع ننمائيم و شعاع آفتاب حقيقت را

زوال نجوئيم هذا ما وصّی اللّه به فی کتبه و زبره و ألواحه

المقدّسة الناطقة بوصاياه علی العباد المخلصين و البهاء عليکم

و رحمة اللّه و برکاته جناب مشهدی عباد و ابويشان

و اخوانشان را از قبل اين گمگشته باديه محبّت اللّه تکبير

ابدع ابهی ابلاغ فرمائيد و بگوئيد که عنايت از ملکوت

ابهی ميرسد اميدواريم در حقّ بستگان امای علی حيدر

دائماً و مستمراً باشدّ بلکه اعظم ظهور يابد کن مطمئنّاً

بذکر اللّه و فضله و جوده. اميدواريم که آثار محبّت
ص ٣٧٤

ما در حقّ ايشان ظاهر شود. و البهاء عليه و علی أبيه الّذی

آمن باللّه و آياته و صدّق کلماته و نطق بثنائه و علی اخواته

الّذين نتضرّع الی اللّه ان يجعلهم آيات محبّته و رايات

موهبته بين خلقه انّه علی کلّ شیء قدير ع‌ع
هو اللّه
ای ثابت بر پيمان نامه شما رسيد مضمون بسيار عجيب
زيرا اين شبهات تازه اشتهار نيافته قرون و اعصار

متواليه است که در اروپا اين زمزمه بلند است و همچنين

در قرون اولی در آسيا انتشار داشت ولی در هر عهد

قوّه نافذه کلمة اللّه بنيان اين شبهات برانداخت و نور مبين

مانند آفتاب اشراق نمود چه که ادّله و براهين اين بی

خردان اوهن از بيت عنکبوت و در نهايت سستی و ضعف
مشهود هر چند غافلان ايران متابعت مادّيون فرنگيان
خواهند و پيروی طبيعيون اروپ تقليداً آرزو دارند

ولی از قواعد و اصول آنان بی خبرند و از ادّله و حجج

و موضوع و محمول ايشان بی اطّلاع اروپائيان در مذهب
طبيعی بحسب فکر و آرای خويش محقّقند ولی طبيعيون
ص ٣٧٥

ايران مقلّد لهذا با فرنگيان در اين مسئله مباحثه و بيان

آسان زيرا بقاعده و دليل صحبت ميدارند و انسان بقاعده

جواب ميدهد ولی با اين مقلّدان ايران بسيار مکالمه
مشکل است زيرا آنچه ميگويند صرف مدّعاست

نه دليل و نه برهان. مثلاً مسئله عناصر نچنين است که

ايرانيان ميگويند علمای طبيعيون اين مسئله را چنين ترتيب

ميدهند و بر اين اساس جميع مسائل طبيعيّه را تأسيس
مينمايند زيرا اين اصل مذهب آنان است و مسائل

ديگر بتمامها فروع و آن اينست که در عالم وجود عناصر

بسيطه هر يک جزء واحد است و قابل تجزّی
و تفصيل نيست و جميع کائنات ترکيب اين عناصر مفرده

يعنی مرکّب از اجزاء متنوّعه‌اند يعنی عناصر بسيطه را

تشبيه بحروف نمايند و حروف تجزّی نشود. مثلاً الف

مفرد است اين را از هم تجزّی نتوان نمود امّا کائنات سائره

بمنزله کلمه‌اند که مرکّب از حروف متعدّده‌اند کلمه را

تفصيل و تجزّی توان نمود. باری گويند که چون در جميع

موجودات ملاحظه نمائی واضح و مشهود است که اين
ص ٣٧٦
عناصر بسيطه بصور نامتناهيه منحل و ترکيب شده است
هر ترکيبی کائنی از کائنات موجوده و چون اين ترکيب
تحليل گردد عدم نسبی و اضافی تحقّق يابد زيرا عدم
محض را مستحيل و محال دانند مثلاً گويند اجزائی
ترکيب شده است و از آن ترکيب انسان تحقّق يافته چون

اين ترکيب تحليل گردد اين کائن بشری از ميان برود ولی

آن اجزاء اصليّه و عناصر فرديّه باقی و بر قرار است پس

تحقّق کائنات از ترکيب است و تشتّت موجودات از تحليل

اين ترکيب و تحليل متتابع و مترادف و مستمرّ در اين
صورت چه احتياج بحيّ قدير. اين خلاصه برهان آنان
و دليلشان بزعمشان واضح و عيان در وقت بحث اين
مسئله را تأسيس نمايند چون اين مسئله مبنی بر قواعد
و اصول است لهذا جواب آسان و بکمال اختصار بيان
بطلان اين قضيّه ميتوان نمود چنانکه با فلاسفه اروپ

و امريک بتکرار اينمسئله در ميان آمد و بچند کلمه جواب

قناعت نمودند و تسليم کردند در جواب گفته شد
که اين ترکيب که اسّ اساس وجود و سبب حيات
ص ٣٧٧
کائنات است از اقسام ثلاثه ترکيب کدام يک است

زيرا ترکيب يا تصادفی است و يا لزوم ذاتی و يا ارادی

يعنی تحت اراده الهيّه اگر بگوئيم ترکيب کائنات
تصادفی است معلول بيعلّت لازم آيد و اين ممتنع

و محال است که معلول بيعلّت تحقّق يابد بطلان اين قضيّه

بديهی است و اگر اين ترکيب لزوم ذاتيست
در اينصورت تحليل ممتنع و مستحيل ابديّت و سرمديّت

از لوازم ذاتيّه آن اين هم که نيست پس چه ماند ترکيب

ارادی يعنی باراده حيّ قديم هذا هو الحقّ و ما بعد الحقّ

الّا الضلال المبين و در اين مورد در سؤال و جواب

مس بارنی بحثی دقيق در اين قضيّه گرديده و امّا تفاوت

بين نفوس و پستی و بلندی و برتری و بهتری طبيعيون

دو قسمند قسمی بر آنند که اين بهتری و برتری و تفاوت

بين بشر در اصل خلقت است باصطلاح آنها از مقتضای
عالم طبيعت است و گويند که تفاوت بين نوع واضح است
که طبيعی است مثلاً نوع اشجار تفاوت و امتيازشان

طبيعی است و حيوان نيز تفاوت طبيعی دارد حتّی در جماد

ص ٣٧٨
نيز تفاوت طبيعی است يکی معدن سنگ است و ديگری
معدن لعلّ پر آب و رنگ يکی صدف است و ديگری

خزف و قسم ديگر از فلاسفه قدما بر آنند که تفاوت بين

بشر و امتياز عقول و هنر از تربيت است زيرا شاخ کج
بتربيت راست گردد و درخت بی‌ثمر بيابانی بستانی شود
و پيوند گردد و بارور شود و شايد تلخ است شيرين شود
ميوه‌اش صغير است کبير گردد و لذّت و حلاوت يابد
و برهان اعظمشان اينست که زنگيان افريک قاطبة

وحشی و نادانند و متمدّنان امريک قاطبة دانا و هوشمند

و اين واضح است که تفاوت اين دو فرقه مبنی بر تجربه
و تربيت است اين قول فلاسفه و حکما است ولی انبيا

بر آنند که در اصل فطرت تفاوت مسلّم و مبرهن و فضّلنا

بعضکم علی بعض قضيّه ئی محتوم و معلوم البتّه نفوس بشر

در اصل فطرت مختلفند اگر اطفال معدود از يک پدر و يک

مادر در مکتب واحد و بتعليم واحد و تربيت واحده
و بغذاء و طعام واحد پرورش يابند بعضی بنهايت علم
و درايت رسند و بعضی متوسّط باشند و بعضی بهيچوجه
ص ٣٧٩
تعليم نگيرند پس معلوم شد که تفاوت در بين بشر

از تفاوت مراتب و خلقت است و همچنين تعليم و تربيت را

نيز تأثيری عظيم مسلّم و مقرّر دانند مثلاً اگر طفل

از دبستان محروم ماند البتّه جاهل و نادان ماند و معلوماتش

محصور در اکتشافات خويش باشد و چون نزد اديب
دانا تحصيل علوم و معارف نمايد بر اکتشافات هزاران
نفوس از بشر اطّلاع يابد پس تعليم اهل ضلالت را
سبب هدايت شود و کوران را علّت بينائی گردد
بيخردان را دانا کند بی حاصلان را سبب بزرگواری شود

انسان ابکم را ناطق کند و فجر کاذب را صبح صادق نمايد

دانه صغير را نخل باسق نمايد و عبد آبق را مليک فائق

فرمايد لهذا البتّه تربيت تأثير دارد و نظر باين
حکمت است که مظاهر غيب احديّت و مطالع رحمانيّت

در عالم بشريّه مبعوث گردند تا نوع انسان را بنفحات قدس

تربيت نمايند و طفل رضيع را رجل رشيد کنند پس
محرومان ناسوت محرمان لاهوت گردند و بی‌نصيبان

بهره و نصيب يابند. ای ثابت بر پيمان رساله تأليف بارنی را

ص ٣٨٠

که در اروپا طبع شده است از طهران بطلبيد در اين مسئله

و شبهات دروين فيلسوف انگليس که مقتدای طبيعيون
اروپ است مفصّل مخاطباتی شده است. امّا عبارتی که
مرقوم فرموده بوديد عناصر محسوسه را موجد و مولّد
جميع اشيای موجوده دانند پس در اين صورت عناصر
که موجد و مولّدند هر يک از آلهه هستند چه که ايجاد
صفت اللّه است در اين صورت طبيعيون ايران معتقد
به اله هستند ولی آلهه متعدّده غير متناهيه. ملاحظه
نمائيد که بيان چگونه مشوّش است ولی طبيعيون اصليون
اروپ چنين نگويند برآنند که عناصر بسيطه بصور
نا‌متناهيه ترکيب گردد و هر صورتی کائنی از کائنات

شود و چون تحليل يابد آن کائن عدم اضافی يابد. و امّا

مسائل ديگر که بحث و نقل از طبيعيون نموده بوديد

که فرد اکمل در نوع بشر دارای کمالات نا متناهيه است

و از شدّت ذکاء و فطانت کشف اسرار کائنات نمايد و از

هزار سال بعد خبر دهد. اين قول مانند دانه افشانی است

که مرغان معصوم را شکار کنند و مقصدشان اينست
ص ٣٨١

که باين وسائل در بدايت با متديّنين باللّه محاوره و مجالست

و مؤانست نمايند تا کم کم از صراط مستقيم منصرف
کنند. ای احبّای الهی بايد هر يک در اينمسائل چنان
ملکه حاصل کنيد که بقوّه برهان انبيا و رسل نادانان

و نو هوسانرا لسان قطع نمائيد زيرا انبيای الهی نفوس

مقدّسه انسانی و امّا ما دون اسير و مفتون طبيعت
و شيطان نفسانی البتّه مظاهر رحمانی غالب بر تماثيل
حيوانی گردد. انذارات جمال مبارک بملوک ارض بنهايت
صراحت بدون تأويل و احتياج تفسير در اثبات قوّه
قدسيّه ماوراء الطبيعه برهان کافی وافی است سور
ملوک را مطالعه نمائيد و خطابهای شديد را دقّت کنيد

و انذارات عظيمه را ملاحظه نمائيد و خطاب "يا ايّتها النقطة

الواقعة فی شاطئ البحرين" را تمعّن فرمائيد و خطاب
بطهران را نيز اندک ملاحظه کنيد و خطاب بسواحل نهر
رين را از نظر بگذرانيد و تطبيق بوقوعات حاصله کنيد

که جميع اين انذارات در مدّتی قليله تحقّق يافت. آيا بادراک

بذکاء طبيعی کشف اين وقوعات مهمّه در اندک زمان پياپی

ص ٣٨٢
ممکن است و تحقّق اين وقوعات در ايّام قليله تصوّر

ميشود لا واللّه مگر آنکه بقوّه مليک مقتدر تحقّق يابد

و بکلمه نافذه‌اش مجری کند و از پيش خبر دهد

فرصتی نيست و الّا از اين مفصّلتر مرقوم ميشد و عليک البهاء الأبهی ع‌ع

هو اللّه

حمداً لمن لاح برهانه و ظهر سلطانه و عمّ احسانه و بانت

محجّته البيضاء و ظهر شريعته السمحاء و کشف الغطاء
و اجزل فی العطاء و سمح بالموهبة الکبری و أتی بيوم

اللقاء و جعل الغبراء غبطة‌ للخضراء و اختار حقائق نوراء

و أفاض عليهم فی مشهد الکبرياء نوراً استضاء به الأرض

و السمآء فانجذبت و اهتزّت و انشرحت و خشعت

و سجدت و توقّدت بالشعلة النورانيّة و اللمعة الرحمانيّة فی

شجرة سيناء فی البقعة النوراء الّتی انتشرت منها نفحات

تعطّرت بها الارجاء و عبقت علی الآفاق فأحيت قلوب
أهل الوفاق و أنعشت أرواح أهل الاشراق و البهاء

و الثناء و التحيّة و العطاء علی الجوهرة الفريدة العصماء

ص ٣٨٣

و الدّرة الدرهرهة الزهراء و الهويّة المتشعشعة البهراء

الحقيقة الجامعة اللامعة القلزم الخضّم الموّاج و الماء الطهور

الثجّاج الشجرة المبارکة المقدّسة الّتی أصلها ثابت و فرعها

فی السماء و تؤتی أکلها فی کلّ حين الهی الهی ترانی

واضعاً جبينی علی تراب الذلّ و الانکسار و اعفّر وجهی

بغبار فناء أحديّتک يا ربّی المختار خاضعاً خاشعاً متذلّلا

متضرّعاً مبتهلاً الی ملکوت أنوارک فی الليل و النهار

ان تنظر الينا بعين عنايتک و لحظات طرف رحمانيّتک و تغفر

لنا ذنوبنا و خطايانا و تعاملنا بفضلک و جودک فی کلّ

الاحوال ربّنا انّا خطاة و أنت الغفور الرحيم و نحن
عصاة و أنت التوّاب الکريم فاغفر لنا ذنوبنا و اکشف

عنّا کروبنا و قدّر لنا برحمتک الانقطاع عن الدنيا و الاشتغال

بذکرک و الاشتعال بنار محبّتک و المداومة فی مشاهدة

آياتک و معرفة کلماتک و الامعان فی آثارک و الاقتباس من

أنوارک. ربّ ربّ هؤلاء عباد أخلصوا لوجهک وجوههم
و انحصر فی فضلک و عطائک سرورهم و حبورهم و اشدد
ظهورهم علی طاعتک و قوّ ازورهم علی عبادتک و اشرح
ص ٣٨٤

صدورهم بنفحات قدسک و قدّر لهم حضورهم فی جنّة لقائک

و اجعلهم عباداً يرتّلون آيات التوحيد فی مجامع ذکرک

و يقتبسون أنوار التفريد من مشکاة فيضک و ينجذبون الی

جمالک يخضعون لجلالک و يترکون ما دونک و يعتمدون
علی صونک و عونک و يخضعون لکلمتک و يخشعون
لأحبّتک و ينشرون لنفحاتک و يکشفون لسبحاتک
و يفهمون اشاراتک و يفرحون من بشاراتک انّک أنت

المقتدر علی ما تشاء تعطی ما تشاء و تمنع من تشاء و ترزق من

تشاء بيدک الملک و الملکوت انّک أنت القويّ العزيز
المحبوب ای احبّای الهی و ای ياران عزيز عبدالبهاء
جام ميثاق سرشار است و فيض موهبت کوکب اشراق

از جهان پنهان چون مه تابان ظاهر و باهر در آفاق بارقه

صبح هدی منتشر است و نيّر فيض جمال ابهی مستمر
و مشتهر صيت بزرگواری اسم اعظم بشرق و غرب
رسيده و آوازه امر جمال قدم جنوب و شمالرا احاطه
کرده نفحات قدس در مرور است و نسيم حيات
در هبوب کلمة اللّه مرتفع است و عزّت ابديّه مکتشف
ص ٣٨٥
سراج احديّت ساطع است و شعله رحمانيّت لامع از جميع

اقطار نداء يا بهاء الأبهی بلند است و در خاور و باختر

تعاليم الهی حيرت بخش هر هوشمند اوراق حوادث
در افريک و امريک و اروپ بعضی بنعت و ستايش
مشغول و برخی بايقاظ ملل مألوف و بحيرت موصوف
که اين امر بسيار خطير و مخوف بعضی اظهار تعجّب

نمايند و برخی از شدّت تأسّف شکايت رانند قومی گويند

که حضرت مسيح حين صعود در ظلّش نفوسی معدوده
بود با وجود اين صيتش جهان گير گشت و آوازه‌اش
بفلک اثير رسيد امّا جمال قدم روحی لأحبّائه الفداء
حين صعود مآت و الوف در ظلّ رايت عظمتش محشور

ديگر معلوم است که در استقبال چه قيامتی بر پا خواهد شد

و اعظم ياران حضرت روح پطرس عظيم بود با وجود
اين پيش از صعود مضطرب گشت و بخوف و هراس
افتاد امّا اسم اعظم روحی لأحبّائه الفداء هزاران
نفوس در سبيلش رقص کنان کف زنان پا کوبان

جان فشانی نمودند و بمشهد فدا شتافتند باری امور در اين

ص ٣٨٦
مرکز است ديگر معلوم است که احبّای الهی اليوم

چه سان جانفشانی بايد نمايند و بتبليغ محتجبين پردازند

نشر رائحه طيّبه کنند و شعله نورانيّه بر افروزند و لمعه

رحمانيّه ظاهر نمايند ای ياران الهی بعد از عروج جمال

رحمانی آيا سزاوار است دمی بياسائيم و يا محفلی بيارائيم

يا نفس راحتی بکشيم يا شهد مسرّتی بچشيم يا سر ببالين

آسايش بنهيم و يا آرايش و آلايش جهان آفرينش بجوئيم

لا و اللّه اين نه شرط وفا است و نه لايق و سزاوار پس

ای ياران بدل و جان آرزوی خدمت آستان نمائيد و مانند

راستان پاسبان عتبه رحمن گرديد و خدمت عتبه مقدّسه
نشر نفحات است و بيان آيات بيّنات و عبوديّت درگاه
احديّت و بندگی بارگاه رحمانيّت ملاحظه فرمائيد
که ياران حضرت روح روحی له الفداء بعد از صعود بچه

انقطاعی و انجذابی و اشتعالی باعلاء کلمة اللّه قيام نمودند

از فضل حقّ اميدواريم که ما نيز پی آن پاکان گيريم و بقربانگاه

عشق وجد کنان بشتابيم اينست فضل موفور اينست
موهبت حضرت ربّ غفور در اين ايّام در نشر تعاليم
ص ٣٨٧
الهی در بعضی جهات قدری فتور حاصل و اين سبب غم
و اندوه ملأ اعلی گشته زيرا اهل ملکوت ابهی

منتظر و مترصّد آنند که هر يک از ما بوفا قيام نمائيم و در

محبّت اسم اعظم تحمّل هر بلا و جفا نمائيم بعضی از ياران

رحمانی راحت و آسايش جسمانی خويش را ترک نمودند

و در بلاد شهر بشهر بلکه قريه بقريه بنشر نفحات اللّه

پرداختند آن نفوس پاک جان مظهر تحسين ملأ اعلی
گشتند روحی لهم الفداء که بچنين موهبت کبری موفّق

شدند ايّام را بتعب و مشقّت کبری گذراندند و انفاسرا

در هدايت غافلان صرف نمودند ای ياران وقت راحت
و آسايش نيست و زمان صمت و سکوت نه عندليب
گلشن وفا را نغمه و الحان بديع لازم و طوطی شکر
شکن هدی را نطق بليغ واجب سراج را نور و شعاع
فرض است و نجومرا درخشندگی مستمرّ حتم دريا را
موج بايد و طيور را اوج شايد . لئالی را لمعان لازم
و ازهار رياض عرفانرا بوی مشکبار واجب . از فضل

حيّ قديم اميد چنانست که کلّ بر آنچه بايد و شايد موفّق

ص ٣٨٨
گرديم ای احبّای الهی تعاليم الهی مورث حيات
ابديست و سبب روشنائی عالم انسان صلح و صلاح است
و محبّت و امان تأسيس آشتی و راستی و دوستی در جهان

آفرينش است و واسطه اتّحاد و اتّفاق و التيام و ارتباط

در ميان عموم افراد انسان لهذا بايد که اساسی در اين

جهان نيستی بنهيد که سبب هستی بی پايان گردد و علّت

نورانيّت عالم امکان شود با جميع امم و ملل عالم در نهايت

محبّت و مهربانی سلوک و حرکت لازم است و با کافّه
فرق مختلفه نهايت مودّت و مرحمت و مروّت و اعانت
و رعايت واجب هر درديرا درمان شويد و هر زخمی را
مرهم و سبب التيام هر ضعيفيرا ظهير گرديد و هر
فقيريرا معين و دستگير هر خائفيرا کهف منيع شويد

و هر مضطربيرا ملاذی رفيع در اين مقام ملاحظه و امتياز

هر چند جائز ولی در اين کور عظيم محبوب و مقبول
چنانست که نظر ازحدودات بشر بر داشته شود و ياران
مظاهر رحيم و رحمن گردند و نوع انسانرا خدمت
حتّی حيوانرا مواظبت نمايند "و رحمته سبقت کلّ شیء"
ص ٣٨٩

ای ياران الهی از فساد بپرهيزيد و از نائره فتن احتراز

نمائيد زيرا جهان سوز است و سبب هدم بنيان الهی
در شب و روز از اهل فساد بکلّی کناره جوئيد و جز
محبّت و اطاعت و صداقت و امانت را افسانه شمريد
زيرا بعضی نفوس اغراض مکنونه در دل دارند و بهانه

جويند و فتنه اندازند و فسادی بر پا نمايند و بظاهر اظهار

حميّت و آرزوی حريّت نمايند و حال آنکه منويّ ضمير
چيز ديگر است و مقصد ديگر لهذا احبّای الهی بايد

از اين گونه نفوس و از اين قبيل امور بکلّی اجتناب کنند

اطاعت اوليای امور علی الخصوص اعلی حضرت شهريار
موجود کنند زيرا سرير تاجداری امروز بوجود شخص
عادلی مزيّن است و مسند صدارت بوجود دستور
مهربانی آراسته جميع تعديّات از اشخاصيست که بظاهر

آراسته و بباطن کاسته و خويش را در لباس علم در آورده

و مانند علّت کابوس بر اين ملّت مأيوس مسلّط گشته

جميعرا بعوائد قديمه و قواعد سقيمه دعوت می نمايند و مانع

عزّت دولت و ترقّی ملّت هستند دعا کنيد که حيّ قدير
ص ٣٩٠

اين نفوسرا از خواب غفلت بيدار نمايد و غمخوار بيچارگان

گرداند اين را بدانيد که ترقّی ملّت منوط بنفوذ و عزّت

و قوّت دولت است و قوّت دولت مشروط بعلوّيّت

و ثروت و سعادت ملّت اين دو توأم است بعضی بيخردان را

چنان گمان که اگر در نفوذ حکومت خلل و فتوری
حاصل شود آسايش و حبور رخ بگشايد نچنانست

آنچه نفوذ حکومت عادله بيشتر گردد ملّت قدم پيشتر نهد

"و هذا امر محتوم لا يتردّد فيه الّا کلّ جهول و ظلوم" ای

احبّای الهی وقت محويّت و فناست و هنگام عبوديّت
و وفا نهايت عروج اين عبد مقام بندگی حضرت
يزدانست اگر در درگاه عبوديّت مقبول گردد. يا حبّذا

هذه الموهبة الکبری و الّا هو مأيوس من رحمة اللّه لهذا

عبدالبهاء را نهايت آمال و آرزو چنانست که در اين فضا

پر و بالی بگشايد و در اين ميدان بشتابد و از اين صهباء

نشئه ‌بی منتها يابد سر مست اين جام گردد و از اين مدام

کام دل و جان طلبد و هر ذکری جز اين ذکر محبوب
محتوم سبب کمال حزن و اندوه است و علّت شدّت اسف
ص ٣٩١
و حسرت غير محدود از ياران الهی استدعا مينمايد

که شب و روز بملکوت الهی بزارند و بنالند تا عبوديّت

اينعبد در آن آستان مقبول افتد. ای احبّای الهی اگر
سرور و حبور و آسايش جان و راحت وجدان عبدالبهاء را

خواهيد بر اتّحاد و اتّفاق بيفزائيد و جميع امواج يک بحر

گرديد و قطرات يک نهر گلهای يک گلشن گرديد
و حلقه های يک جوشن در يک هوی پرواز نمائيد و بيک
نغمه و آواز ترنّم ساز اين سبب سرور ابديست و راحت
قلب و جان سرمدی اين عبد همواره از شرور اهل
فتور در خطری عظيم است و در بلای عقيم اميد بقا

در ايّام معدودی نه و خوف و بيم آن دارم که حصن حصين را

از اختلاف جزئی بين احبّاء رخنه عظيم حاصل گردد لهذا

اليوم خدمتی اعظم از اتّحاد و اتّفاق احبّاء نيست هذا أمر

مبرور و هذا هو الفوز العظيم و الفيض المبين للمستظلّين

فی ظلّ شجرة الطور جناب امين عليه بهاء اللّه الأبهی

از يوم ورود باين بقعه نوراء چه در انجمن احبّاء و چه در نزد

عبدالبهاء جميع اوقات را بستايش ياران و محمدت دوستان

ص ٣٩٢
گذراند زبان بتوصيف هر يک بگشاد و شرح بسيطی

از ثبوت و استقامت احبّاء و اماء الرحمن در بلدان و قری

بيان نمود و از اين عبد خواهش کرد و بالنيابه از جميع

دوستان الهی جبين بر عتبه مبارکه نهاد و زيارت نمود

و طلب تأييد و توفيق کرد و عليکم التحيّة و الثناء . ع‌ع

هو اللّه

اناجيک يا الهی فی غدوّی و آصالی و بهرة نهاری و جنح

الليالی و ادعوک بلسانی و جنانی و روحی و وجدانی و اعفرّ

وجهی و امرّغ جبينی عند حنينی و أنينی الی أفقک المبين

و صبحک المنير مبتهلاً اليک ان تشيد عبدک المؤيّد من

عندک المعترف بوحدانيّتک المنجذب الی رحمانيّتک

المشتعل بنار محبّتک المنشرح الصدر بنور معرفتک. ربّ

نزّهه عن الخطاء و اجزل عليه العطاء و اطفح له کأس الصفاء

و رنّحه من سلاف الوفاء و اجعل له لسان صدق عليّا

ربّ انّه خاطر بنفسه و روحه عند ما تسعّرت نيران الوباء

و هبّت ريح اصفر صرصر دفراء علی موطن جمالک الانور
ص ٣٩٣

الأعلی ربّ انّه ترک الراحة و الرخاء و الدعة و الهناء

و ما استراح فی صباح و مساء و خاض فی غمار العناء و قام

علی خدمة الوری و وقاية الاحبّاء و الخلطاء بل صيانة عموم

البرايا فی تلک العدوة القصوی و يشهد بذلک ملأک
الأعلی فاکتب له يا الهی أجر الفداء و خرج الضحيّة
الکبری و قدّر له مقعد صدق فی جنّة الأبهی و أيّده

بجنود السماء و احمله فی سفينة الکبرياء و انشر له شراع

العلی و سيّره فی البحر المقدّس عن الارجاء و اکشف له

الغطاء حتّی يری ما لا يُری الّا بفضل تختصّ به من تشاء

من المشاهدة و اللقاء انّک أنت الکريم المعطی العزيز

الوهّاب ايّها المترنح من مدامة محبّة اللّه قد انتشقت

نفحات رياض معرفتک باللّه و انتشيت من صهباء محبّتک
فی جمال اللّه و انشرحت من ولهک فی النور المبين

و شوقک الی محبوب العالمين و ظماء قلبک رشفاً من الرحيق

فی هذه الکأس الانيق فيا فرحاً لک بما آويت الی کهف

منيع و احتميت بملاذ رفيع قد خرّت له اعناق العالمين

فاستدعيت لک الفوز العظيم و الفيض الجليل الدافق کسيل

ص ٣٩٤

منحدر و ماء منهمر من السحاب المدرار الی بطون الاودية

و القفار و رجوت لک العون و العناية و الصون و الرعاية

الی النهاية و أملی من الربّ الغيور ان ينصرک فی مهام

الامور و ينجدک بجنود من الملأ الأعلی و جيوش من

ملکوت السماء انّه علی کلّ شیء قدير و امّا ما سئلت من

الآية المبارکة فی القرآن العظيم و الفرقان المبين قوله تعالی

"بلی من أسلم وجهه للّه و هو محسن" الی آخر الآية اعلم

ايّدک اللّه انّ هذا الاسلام و التسليم لهو الصراط المستقيم

و المنهج القويم يستحيل حصوله الّا لمن القی السمع و هو

شهيد و هذا هو الايمان الصحيح بربّ العالمين لانّ

التسليم فرع الايمان فلا يکاد الانسان ان يسلم الّا بعد

الايقان ثمّ اردف هذا البيان بامر آخر و قال و هو محسن

و اطلق فی الاحسان و لم يقيّده بشیء فی حيّز الامکان

فوجود هذا الانسان رحمة للعباد لأنّه يزداد لطفاً و احساناً

فی کلّ آن و حيث الحال علی هذا المنوال عرفنا انّ الفلاح

و النجاح و الفوز و النجاة لمن أسلم وجهه للّه و بلغ مقام

التسليم و الرضا و فوّض أموره الی اللّه و وجّه وجهه للّذی

ص ٣٩٥

فطر الأرض و السماء و أحسن الی الوری و أعان الضعفاء

و أغاث الفقراء و ضمد جريح الفؤاد و قريح الاحشاء
و داوی کلّ طريح الفراش سقيم الانتعاش بل فدی

حياته حبّاً باللّه لراحة عباد اللّه و امّا الاحسان الحقيقی

و العطاء الموفور هو الهدی من أهل التقی لکلّ من

يتذکّر و يخشی انّ هذا لهو الموهبة العظمی و العطيّة الّتی

سجدت لها ملائکة السماء و هذا المعنی قد نزل فی القرآن

فی مواقع شتّی بعبارة أخری منها "انّ الّذين آمنوا و الّذين

هادوا و النصاری و الصابئون من آمن باللّه و اليوم الآخر

و عمل صالحاً" "و منها "و العصر انّ الانسان لفی خسر الّا

الّذين آمنوا و عملوا الصالحات" فبالاختصار الاسلام
الطوعی الاختياری و مقام الرضاء و التسليم أخصّ من

الايمان و الايقان من حيث علم اليقين لانّ الايمان فی هذا

المقام التصديق بالخبر الصادر من الصادق الامين و امّا عين

اليقين و حقّ اليقين لا يکاد ان يضیء مصباحه فی زجاجة

القلوب الّا بعد الاسلام الطوعی و التسليم لربّ العالمين

و امّا الاسلام الاجباری کما قال اللّه تعالی "و لا تقولوا آمنّا

ص ٣٩٦

و لکن قولوا أسلمنا" لسنا بصدده الآن و بالجمله انّ تسليم

الوجه أمر عظيم من أيّده اللّه به أدخله فی جنّة النعيم و وقاه

من عذاب الجحيم و الوجه له عدة معان منها بمعنی الرضاء

کما قال اللّه تعالی "يريدون وجهه" و کذلک "انّما

نطعمکم لوجه اللّه" ای رضائه و منها الوجه بمعنی الذات

قال اللّه تعالی کلّ شیءهالک الّا وجهه و منها الوجه بمعنی

الجلوة قال اللّه تعالی "فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه" و الوجه له معان

شتّی تفسيراً و تأويلاً و تصريحاً غير ما بيّنّا و لکن لعدم المجال

قد غضضنا الطرف عن الاطناب و الاسهاب فبناء علی
ذلک انّ تسليم الوجه أمر من أخصّ فضائل الابرار

و أعظم منقبة الاحرار من أيّد بذلک وفّق علی الايمان

التامّ فی أعلی درجة الايقان و الاطمئنان ثمّ أردف اللّه

سبحانه و تعالی اسلام الوجه بالاحسان و قال و هو محسن

أی لا يکمل اسلام الوجه و الايمان الحقيقی الّا بالاحسان

و صالح الاعمال ثمّ الاحسان الحقيقی ان تدعو الی الهدی

و تحرض علی التوجّه الی الافق الأعلی و تبرّئ الاصمّ

و الاعمی و تهدی الی الصراط السوی بقوّة برهان ربّک
ص ٣٩٧

الأبهی و لا شکّ انّ النجاة‌ تحوم حول هذا الحمی و أيّ

فضيلة أعظم من هذا ان يسلم الانسان وجهه للّه و يحسن

الی الوری و کذلک الاحسان الحقيقی ان تکون آية رحمة

ربّک الکبری شفاء کلّ عليل و رواء کلّ غليل و ملاذ کلّ

وضيع و معاذ کلّ رفيع و ملجأ کلّ مضطرّ و مرجع کلّ
مقتر هذا هو الأمر المبرور و الفيض الموفور و السعی

المشکور انّ ربّی لعزيز غفور و امّا ما سئلت ما ورد فی دعاء

کميل "و الهمنی ذکرک" أی وفّقنی علی ذکرک و الهمنی ان

اذکرک لانّ الالهام الالقاء فی القلوب و التلقين التعليم

الشفاهی الکافی الوافی و امّا الالهام الالهی لا يکاد الّا

بواسطة الفيض الربّانی و النفس الرحمانی مثل نوره کمشکاة

فيها مصباح المصباح فی الزجاجة و ما دون ذلک احلام

و أوهام و ليس بانعام لانّ الالهام من حيث تعريف القوم

واردات قلبيّه و الوساوس أيضاً خطورات نفسيّه و بأيّ‌

شیء يستدلّ الانسان ان ما وقع فی قلبه هو الالهام الالهی‌

الّا ان يکون بواسطة الفيض الرحمانی و الدليل علی ذلک

"انّک لتهدی الی صراط مستقيم" فالواسطة هی‌ الوسيلة
ص ٣٩٨
العظمی و مشکاة نور الهدی و کلّ الهام شعاع ساطع من
هذا السراج الّذی يوقد و يضیء من هذا الزجاج و امّا

الذکر المذکور فی الرقّ المنشور هو التحقّق بالذکر لانّ

المرء امّا يتفوّه بالذکر أو يتخطّر بالذکر أو يتحقّق بالذکر

فالتحقّق هو الذکر الحکيم و قال اللّه تعالی شغفها حبّاً

هذا هو التحقّق بالذکر لانّ الذکر يسری کالروح فی

العروق و الشريان و ما أحلی سريان هذا الذکر فی القلوب

و الاحشاء و هذا الذکر لا يتحقّق الّا بالهام الهی و فيض

ربّانی و انعطاف من المظهر الکلّی و اقتباس من النيّر

المتلالئ فالذکر المذکور فی الکلم المکنون کن عفيفاً

فی الطرف و أميناً فی اليد و ذاکراً فی القلب أيضاً التحقّق

بالذکر الحکيم و انّ هذا لهو الصراط المستقيم و امّا

ما سئلت من اللؤلؤ المصون فی الکلم المکنون مخاطباً

الی همج رعاع "ايّاک ان تحرم نفسک ملکا لا يزال بسبب

الانزال" أی لا تحرم نفسک عن المواهب الالهيّه و المنح

الرحمانيّة و العطاء الموفور و الجزاء المشکور بسبب اتّباع

الشهوات النفسانيّة و اللذائذ الجسمانيّة و الاحلام الشيطانيّة

ص ٣٩٩

فالانزال کناية عن اتّباع الشهوات و ارتکاب الخطيئات

من أی نوع کان و للّه الآيات البيّنات نسئل اللّه ان يجعل

النفوس تنشرح باکتساب الفضائل و تضيق ذرعا بالبوادر

الرذائل و تنجذب الی اللّه و تشتعل بنار محبّة اللّه و لا تستبدل

الهدی بالضلالة و العمی و لا تستعوض بالفريدة النوراء

و اليتيمة العصماء خزف الجهل و السفاهة و الشقی و امّا

ما سئلت عن جنّة الاسماء انّها لهی الهيکل المرقوم بالخطّ

الأبهی أثر القلم الأعلی النقطة الاولی روحی له الفداء علی

ورقة زرقاء و فی الهيکل اشتقاق شتّی من کلمة البهاء و هذا

الهيکل الکريم قد سرقه يحيی الاثيم و معه الواح شتّی

باثر النقطة الاولی روحی له الفداء ظنّاً منه انّ ذلک يجديه

نفعاً کلّا انّ هذا العمل حسرة له فی الآخرة و الاولی

و لکن سواد ذلک الهيکل موجود عند الاحبّاء حتّی
نسخة منه بخطّ يحيی و بعث هذه النسخة مع جملة کتب

من الواح ربّک الی الهند امانة ولکن مرکز النقض القی

فی قلب الامين ان يستولی عليها و لا يؤدّی الامانات الی

أهلها هذا شأنهم فی الحياة الدنيا و بئس التابع و المتبوع

ص ٤٠٠

و يا حسرة علی الّذين اتّبعوا من الّذين اتُّبعوا فی هذه الخيانة

العظمی فسوف يظهر اللّه بقوّة من عنده انّ الخائنين لفی

خسران مبين و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع
هو اللّه
ای مهتدی بهدايت کبری خفّاشانی چند که در زاويه
نسيان خزيده بودند و در ظلمات خانه نابينايان طپيده

در زير هزار لحاف گاهی مذمّت انوار مينمودند و مدائح

تاريکی در گوشه و کنار می راندند غروب آفتابرا از افق

امکان غنيمت شمرده‌اند و سری ميجنبانند و جولانی

خواهند و ميدانی گرفته‌اند و بعضی بی‌خردان را بهمسات

مؤتفکه و نفثات کذبه اقناع خواهند که نيّر اعظم مضرّ

عالم بود و شمس قدم بی فائده و مظلم چه که يوم طلوعش

رومی از زنگی ممتاز و زشت از زيبا معلوم و واضح

و پديدار جمعيرا رسوا نمود و حزبيرا آواره تاريکی سوراخ

کرد سارقان بيچاره را در مشقّت فضاحت انداخت
و بدرويان آواره را ساکن حجاب و پرده کرد تاب
حرارتش اجسامرا ميگداخت و شعاع انوارش ديده‌ها را
ص ٤٠١
خيره ميساخت سورت پرتوش رخسار را ميسوخت
و حدّت شعله‌اش جگرها را بريان مينمود از هر دری
داخل ميشد و از ديوار هر فاسقی بالا ميرفت تجسّس
مذمومرا مرعی ميداشت و جبال ثلج مقبولرا
ميگداخت گياههای بيهوده را خشک مينمود و اشجار
بی ريشه را افسرده و پژمرده ميکرد بر ابرار و اشرار
هر دو عنايت مبذول ميداشت و کلبهء گنه کار و پرهيز
کار هر دو را روشن ميفرمود بر فرق کامل و ناقص

و عالم و جاهل هر دو پرتو نثار بود و بر گلشن و گلخن تجلّی

ميکرد. پس بايد از او بيزار شد و از ذکرش و حبّش
در کنار شد ظلمت ممدوحست و تاريکی مقبول زيرا
ساتر عيوبست و پرده ذنوب خفّاشان باهوشانرا مجال
ميدان دهد و سارقان کاملانرا فرصت نجات بد رويانرا
رسوا نکند و فاعلان و مزدورانرا علّت راحت گردد
نسائم دلکش دارد و بادهای خنک بسيار خوش خواب
راحت آرد و مزيد صحّت گردد پرده داری ماه رويان
کند و ستّاری فاسقان مردان رزمرا ميدان هجوم
ص ٤٠٢
بغتی دهد و مغلوبان مظلومرا فرصت فرار و چاره سازی
واسطه الفت عاشق و معشوق است و ساتر صد هزار
عيوب و ذنوب حزب جليل حشراترا حشر و نشور است
و جنود شياطين را ميدان بروز و ظهور خيل ثعالب
و ابن آوی را فرصت حصول طعمه و ارزاقست و سباع
درنده را وسيله وصول بصيد و شکار در آفاق شب
زنده دارانرا اوقات مناجاتست و تبتّل و تعبّد و انس
با ربّ الأرضين و السموات مرغ چمن را شب وقت
نغمه و آواز است و باده پرستانرا محفل انس و ساز

و نواز. باری باين سخنهای بيهوده مذمّت آفتاب جهانتاب

کنند و مدح ظلمت شديده محيطه بر جهات ديگر

ندانند که حيات و هستی ظلمتيان نيز از فيض نيّر اعظم است

اگر حرارت و تابش و عنايت پرورش شمس حقيقت
نبود ذی روحی موجود نه حتّی آن خفّاش معدوم. باری
از روی مزاح اين کلمات مرقوم شد امّا بگوش حقيقت

استماع فرمائيد و البهاء عليک. عطّر مشام الورقة الموقنة

ضلعک و امّ ضلعک و سليلک و کريمتک بالنفحات الّتی
ص ٤٠٣
عبقت من رياض العناية فی هذا العهد الکريم ع‌ع
هو اللّه
ای يار قديم ای ثابت بر پيمان اگر چه مدّتيست مديد
که از کثرت موانع فرصتی نيافتم که بکمال روحانيت
بآنجناب نامه نگارم ولی حقيقت قدم روحی لأحبّائه
الفداء واقف و آگاه که دل و جان در نهايت انتباه

نفسی بر نيارم مگر آنکه بياد تو افتم و سرور و شادمانی

جويم و از حقّ استدعا کنم که ابواب سرور و حبور
از هر جهت بگشايد و در جميع احوال تأييد فرمايد
تا بعبوديّت آستان مقدّس شريک و سهيم اين سر دفتر
سودائيان گردی و انيس و مونس اين سرور شيدائيان

باری مقصد اينست که دائماً بياد تو بودم و دمی نياسودم

و آنچه تضرّع و زاری بايد ببارگاه قدس نمودم و منتظر

نتائج آن مناجات هستم انّ ربّی کريم وهّاب در خصوص

فساد غافلان مرقوم نموده‌ايد الحمد للّه رجع کيدهم فی

نحرهم و جعل طائرهم فی عنقهم و سيخرج اللّه لهم کتاباً

يلقونه منشوراً و يجعل لؤلؤ الفضل علی رؤوس عباده منثوراً

ص ٤٠٤

و لا يزيد مواهب ربّک أهل الغرور الّا کبراً و نفوراً

حال بايد احبّای الهی در تأسيس بنيان عزّت ابدی
بکوشند يعنی در بين خلق باخلاق حقّ محشور گردند
سليم باشند و حليم صادق باشند و امين خاضع باشند
و خاشع خيرخواه گردند و مهربان اطاعت حکومت
نمايند و حسن الفت با جميع امّت اگر چنانچه کسی

طريق انصاف نپويد و ظلم و اعتساف نمايد نبايد اعتنا نمود

بل بمقابل جفا وفا کرد و بتلافی نيش شهد و نوش داد
اذيّترا برعايت مقاومت نمود و جهالترا بعلم و فضيلت
تقابل کرد شتم و لطم را بستايش و کتم ستر نمود
و ضربت و زخم را بمرهم محبّت معالجه کرد بجميع
اسباب تشبّث نمود که بعون و عنايت حضرت احديّت
صداقت و امانترا در حقّ ملک و ملّت ظاهر و آشکارا
نمود أس اساس سيّئات نادانی و جهالت است لهذا

بايد باسباب بصيرت و دانائی تشبّث نمود و تعليم اخلاق

کرد و روشنی بآفاق داد تا در دبستان انسانی تخلّق

باخلاق روحانی نمايند و يقين کنند که هيچ جحيم و سعيری

ص ٤٠٥

بدتر از خلق و خوی سقيم نه و هيچ جهنّم و عذابی کثيف‌تر

از صفات موجب عتاب نيست تا تربيت بدرجه ئی رسد
که قطع حلقوم گواراتر از کذب مشئوم شود و زخم
سيف و سنان آسان‌تر از غضب و بهتان گردد آتش
غيرت بر افروزد و خرمن هوا و هوس بسوزد هر يک

از ياران الهی رخش باخلاق رحمانی چون مه تابان بدرخشد

و نسبتشان بآستان الهی حقيقی گردد نه مجاز اساس بنيان

شود نه طراز ايوان. لهذا بايد مکتب اطفال بنهايت

انتظام باشد تعليم و تعلّم محکم گردد و تهذيب و تعديل

اخلاق منتظم شود تا در صغر سن در حقيقت اطفال

تأسيس الهی شود و بنيان رحمانی بنياد گردد. اين مسئله

تعليم و تهذيب و تعديل و تشويق و تحريص را بسيار مهم

شمريد که از اسّ اساس الهی است که بلکه انشاءاللّه

از دبستانهای الهی اطفال نورانی باشرف کمالات انسانی

مبعوث گردند و سبب نورانيّت ايران بلکه عموم
امکان شوند. تعليم و تهذيب بعد از بلوغ بسيار دشوار
شود تجربه شده است که نهايت سعی و کوشش را مينمايند
ص ٤٠٦

تا خلقی از اخلاق نفسی را تبديل کنند نميشود اگر اليوم

اندکی متنبّه گردد بعد از ايّامی معدود فراموش کند
و بر حالتی که معتاد و خوی نموده راجع شود پس بايد

از طفوليّت اين اساس متين را بنهند زيرا تا شاخ تازه

و تر است بکمال سهولت و آسانی مستقيم و راست گردد
مقصود اينست که اسّ اساس الهی اخلاق رحمانی است که
زينت حقيقت انسانی است و علم و دانش است که سبب

ترقّی عالم بشريّت است در اين قضيّه بايد احبّای الهی

نهايت اهمّيّت و غيرترا مبذول دارند ديگر آنکه جميع ياران

الهی را تکبير ابدع ابهی در کمال اشتياق از قبل عبدالبهاء

برسان تعليمات مکتب اطفال مفصّل است و حال فرصت
ميسّر نيست لهذا مختصر جزئی تعليم مرقوم ميگردد
اوّل تربيت آداب و تربيت بأخلاق و تعديل صفات
و تشويق بر اکتساب کمالات و تحريص بر تمسّک بدين

اللّه و ثبوت بر شريعة اللّه و اطاعت و انقياد تام بحکومت

عادله و صداقت و امانت بسرير سلطنت حاضره و خير‌خواهی

عموم اهل عالم و مهربانی با کلّ امم و تعلّم فنون
ص ٤٠٧
مفيده و السن اجنبيّه و حسن سلوک و مداومت ادعيه
خيريّه در حقّ ملوک و مملوک و اجتناب از قرائت کتب

طوائف ماديّه امم طبيعيّه و از حکايات و روايات عشقيّه

و تأليفات غراميّه. خلاصه جميع دروس محصور

در اکتساب کمالات انسانيّه اين تعاليم تربيت مکتبهاست

که مختصر مرقوم ميگردد و عليکم التحيّة و الثناء ع‌ع

هو اللّه

ای معلّم ان شاء اللّه در جهان دل و جان خدمتی بآستان

يزدان نمائی و در دبستان ميثاق اديب خوش تقرير و بيان

گردی درس ثبوت آموزی و سبق رسوخ اطفال
خوردسالرا بتعليم کتاب مبين عقل و دانش پيران
سالخورده دهی و بيخردان سالخورد را هوش و گوش
جوانان تر و تازه والبهاء عليک ع ع
هو اللّه
ای بنده حقّ جمهور ناس منتظر موعودی خونخوارند
و وليّ ظالمی غدّار مهديی خواهند که با سهم و سنان
ص ٤٠٨
و شمشيری برّان سيلی از خون بيچارگان جاری و ساری
نمايد و شب و روز مشغول بضرب اعناق گردد و قطع
رقاب فرمايد و بروجی از سرها بيارايد ملک الموت
باشد و آفت جانها گردد خونريز شود فتنه‌انگيز گردد
بنيان انسان براندازد و مدن و قری بر باد دهد اطفال

يتيم کند و زنان بيوه نمايد اين را شروط حقيّت دانند

و منتظر چنين موعودند و حال آنکه مظهر کمالات

معنويّه و مطلع انوار رحمانيّه بايد محيی ارواح باشد

و منعش اجسام جان بخشد نه جان گيرد سبب حيات
شود نه علّت ممات گردد آباد کند نه خراب نمايد شرق

منوّر کند غرب معطّر نمايد بيچارگان را ملجأ و پناه گردد

و نادانان را آگاه کند ظالمان را عادل نمايد و غافلان

عاقل کند درندگان را خلق و خوی رحمانی بخشد
و گرگان را اغنام الهی نمايد درنده را چرنده کند
و خونخوار را رؤف و مهربان نمايد سزاوار شخص
کامل چنين است که خلق و خويش شکرين و انگبين

باشد لطف او را سزاوار نه قهر شهد او را لائق نه زهر

ص ٤٠٩
لکن چه توان نمود که نفوس غافلند و جاهل لهذا
درنده خواهند و خونريز و خونخوار طلبند و ظالم
و غدّار جويند اين چه نادانيست و اين چه جهل و غفلت

در عالم انسانی شما بايد بر قدم حقّ حرکت نمائيد بجميع

من علی الأرض مهربانی کنيد و بکافّه ملل آشنائی نمائيد

عالم بشر را شهد و شکر گرديد و نوع انسانی را محبّت
و رأفت فرمائيد درمان هر دردمند گرديد و مرهم
هر زخم ديده مستمند شويد مونس دلها گرديد

و محيی جانها شويد تا مظهر رحمت کبری گرديد و عليک البهاء الأبهی ع‌ع

هو اللّه
ای خيرخواه بريطانيا نامه شما رسيد و مقاصد خيريّه

شما معلوم گرديد اتّحاد و اتّفاق سبب حياتست و اختلاف

سبب ممات کافّه کائنات که ملاحظه ميفرمائيد از ائتلاف

جواهر فرديّه بوجود آمدند و چون اختلاف حاصل
گردد و ائتلاف انحلال يابد معدوم شود البتّه اتّحاد
جزاير بريطانيا سبب ترقّی و حصول سعادت کلّيّه گردد
ص ٤١٠

امّا من ميخواهم که تو همّت را بلند نمائی و مقصد را

ارجمند کنی ائتلاف و اتّحاد نوع بشر خواهی و اتّفاق
جميع ملل و دول جوئی روی زمين را مانند جزاير
بريطانيا دانی و کره ارض را يک وطن شمری خير‌خواه

کلّ باشی و اتّحاد و اتّفاق از برای کلّ جوئی ستاره قطب

شمالی جهت شمال را نور بخشد و ستاره قطب جنوبی
جهت جنوب را روشن نمايد ولی تو مانند کوکب خطّ
استواء يعنی آفتاب کوکب درخشنده جميع جهات باش
و بجنوب و شمال و شرق و غرب جميعاً نور بخش و سبب
روشنائی عالم انسانی شو حضرت بهاءاللّه ميفرمايد
ليس الفخر لمن يحبّ الوطن بل الفخر لمن يحبّ العالم

خداوند عالميان يک زمين خلق فرموده و کلّ را بيکديگر

ارتباط داده و يکخانه بنا فرموده و کلّ را در آن منزل داده

ولی نفوس بشر ملل عالم مانند کلاب اين ميدانرا تقسيم

وهمی نموده‌اند و هر يکی ديگريرا تجاوز از آن تقسيم
مساعده ننمايد و بمنازعه برخيزد و حال آنکه ميدان

ميدان واحد است نه تقسيمی و نه توزيعی اميدوارم که تو

ص ٤١١

از کسانی باشی که بعالم انسانی خدمت کنی و در فکر آبادی

کره ارض باشی تا شرق دست در آغوش غرب نمايد

و جنوب و شمال بمعانقه و مصافحه پردازد و بکلّی نزاع

و جدال از ميان بر خيزد و عليک التحيّة و الثناء ع ع

هو اللّه

ربّ يا قيّوم الأرض و السموات و مسخّر الممکنات و المحيط

بکلّ الموجودات تری عبادک المخلصين و ارقّائک الموحّدين

کيف اجتمعوا علی کلمة وحدانيّتک و ثبتوا علی أمرک

و رسخوا فی طاعتک و تعاونوا علی اعلاء کلمتک و تعاضدوا

فی اشتهار دينک و تظاهروا فی اشراق أنوارک و الأسفار

عن وجوه اسرارک و ظهور اشعّتک الساطعه و مصابيح
ملکوتک اللامعه أی ربّ زيّن محفلهم بانوار توحيدک
و نوّر مجمعهم بسراج تقديسک و طهّر ساحتهم بفيض

سحاب تنزيهک و ايّد ارکانهم بقوّتک القاهرة علی کلّ شیء

و شدّد بنيانهم بقدرتک الباهرة فی کلّ شیء و اشدد ازرهم

و قوّ ظهرهم و يسّر لهم أمرهم و اجعلهم معالم ذکرک و منابع

ثنائک و مشاعل حبّک و مطالع بِرّک و مهابط الهامک
ص ٤١٢
و مشارق عرفانک و مشاهد آثارک انّک أنت الملک

السلطان المقتدر القدير پاک يزدانا اين جمع را شمع عالم

کن و اين انجمن را گلزار و گلشن محفلش را روضه
رضوان کن و مشرقش را مطلع انوار رحمن از نفحات
مشکينش مشام عاکفين کوی دوست را معطّر کن

و از نسيم عنبرينش دلهای محرمان حريم مقصود را مفرّح

نفوس را در ظلّ جناح رحمتت حفظ فرما و قلوب را
در صون حمايت حضرت احديّتت جای ده تأييدات افق
ابهايت ارزان کن و موهبت ملأ اعلايت شايان اگر چه

کلّ طيور بی پر و باليم لکن در حدائق امرت لانه و آشيانه

داريم و بدرگاه احديّتت پناه آريم و از تو عون و مدد

ميطلبيم و ياری و ياوری جوئيم چون بخود نگريم

خويش را از ذرّه کمتر و از پشّه کهتر و پست‌تر يابيم و چون

دريای بخشايش و عطای تو را بينيم ذرّات را آفتاب انور

بلکه روشنتر مشاهده کنيم ای بخشنده مهربان خطای

اين بی نوايان را بذيل عطا بپوش و جفای اين مدهوشان را

تبديل فرما بجوهر وفا و عقل و هوش نفوس را همّتی
ص ٤١٣
ديگر عطا فرما و شوری ديگر در سر ها افکن تا عزّت
جاويد طلبند و لذائذ عالم جديد آهنگ عالم بالا کنند
و افق اعلی جويند و بانجمن کبريا پويند و از ملکوت
ابهی فيض برند عالم ظلمانی نورانی شود و عرصه
شيطانی ساحت رحمانی گردد خطّه خاک فردوس

برين گردد و گلخن فانی گلشن باقی شود توئی مقتدر و توانا و شنونده و بينا ع‌ع

هو اللّه
ای ياران حقيقی و مشتاقان جمال الهی چون حيّ قيّوم

بجميع اسماء و صفات و کمالات و شئون بر ما کان و ما يکون

تجلّی فرمود و مطلع امکان را بانوار نيّر لا مکان منجلی نمود

جوش و خروش در ذرّات کائنات افتاد نيسان رحمت
فيضان نمود و پرتو آفتاب درخشيد و نسيم صبا بوزيد
و ندای الهی بگوشها رسيد دلها بطپيد و جانها برميد
رخ‌ها برافروخت و پرده‌ها بسوخت و روی يار مهربان
جلوه نمود قلوب عاشقان شعله سوزان بزد و چشم
مشتاقان از سرور گريان شد گلشن توحيد تزيين يافت
ص ٤١٤
و گلزار تجريد آراسته گشت جشن فيوضات ترتيب يافت
و بزم الست آماده گشت سرير سلطنت الهيّه استقرار
جست و "الرحمن علی العرش استوی" متحقّق گشت پس

اعظم تجلّی جمال قدم در اين بزم اتمّ در هيکل ميثاق جلوه

فرمود و بر آفاق اشراق نمود مطرب الهی اوتار مثالث

و مثانی بدست گرفت و بآهنگ پارسی آغاز نغمه و ساز نمود

و بشهناز اين ترانه آغاز کرد اين عهد الست است اين پيمانه

بدست است اين بازار شکست است اين از يوسف
رحمانی ميثاق وفاق است اين پيمان و طلاق است
اين آفات نعاق است اين از رحمت يزدانی اين عهد
قديم است اين اين سِرّ قويم است اين اين امر عظيم
است اين از طلعت ابهائی روحی لأحبّائه الفداء ع‌ع
هو اللّه
پاک يزدانا جمعيم پريشان تو بيگانه‌ايم خويشان تو
افسرده‌ايم شعله بر افروز پژمرده‌ايم دلها را بآتش
محبّت بسوز هر چه هستيم آشفته روی توايم و سر گشته
ص ٤١٥

کوی تو بيچاره‌ايم و آواره افتاده‌ايم پر آه و ناله ذرّاتيم

ولی در هوای تو اوج يافتيم قطراتيم ولی در موج يم

تو شتافتيم اين خفتگان را بيدار فرما و اين آوارگان را

هشيار اين سيّاره‌های باختر را اختران خاور کن و اين

گياه‌های بی ثمر را درختان بارور اگر چه ما موران ذليليم

امّا تو سليمان پر حشمت سلطنت جليل اگر چه ما خوار
و گنه کاريم امّا تو بزرگوار و آمرزگار در استعداد

و استحقاق نظر مفرما و در تعينّات و قابليّات ملاحظه

مکن در فضل و جود خويش بر بيگانه و خويش نظر نما
اگر موج دريای بخشش و دهش اوج گيرد عالم آفرينش را
مستغرق نمايد اگر انوار ساطعه خورشيد آمرزش
بدرخشد ظلمات حالکه سيّئات و خطيئات را پرتوی محو
نمايد تجلّی ماء طهور است و فيض اصل صهبای کأس

مزاجها کافور آن هر آلوده را پاک نمايد و اين هر افسرده

و پژمرده را چابک و افروخته و چالاک ای پروردگار

اين حروف مفرده را کلمات تامّات کن و اين کلمات مجمله را

آيات باهرات تا حجج بالغه گردند و رحمت سابقه
ص ٤١٦
حقيقت فائقه شوند و نعمت سابغه مصابيح علا گردند
و مفاتيح ابواب تقی نجوم هدی شوند و رجوم نفس
و هوی حقيقت فائضه گردند و عروق و شريان نابضه
اشجار بوستان تو شوند و ازهار گلستان تو ای خدای
مهربان اين جمع پريشان هر يک از کشوری و بومی
و مرزی و ثغوری يکی شرقی و ديگری غربی يکی جنوبی

و ديگری شمالی همچنانکه اين بيچارگان را در ملک ادنی

در اشرف نقطه از ثری بعد از بقاع عليا جمع فرمودی اميدواريم

که بفضل و جودت و عنايت و موهبتت در اشرف
نقطه از ملکوت اعلی جمع فرمائی تا کلّ در ظلّ سدره

منتهی بياراميم و بنعمت فوز بلقاء فائز ربّ حقّق ذلک بفضلک و جودک ع‌ع

هو اللّه

ای دوستان الهی چون نيّر پيمان از مطلع اراده رحمن ساطع

و لامع گرديد اهل بصيرت حدّت نظر يافتند و مشاهده
آيات جليل اکبر نمودند و چون عاشق دل داده واله

و حيران جمال پيمان گشتند و در گلشن الطاف يزدان بمشاهده

ص ٤١٧
گلهای معانی مسرور و مستبشر گرديدند ولی ضعيف

چشمان چون خفّاشان از شعاع ساطع پيمان افسرده و مانده

و مخمود گشتند يکی گفت اين پيمان شعاع است نه آفتاب
ديگری گفت چشمه کم آبست نه دريای آب ديگری
گفت وهم و سراب است و رؤيا و خواب باری هر يک
بغرض زمزمه نمود و دمدمه در سرّ خفا انداخت عنقريب
ملاحظه فرمائيد که اهل فتور کلّ خائب و خاسر و اهل
ثبوت با وجهی باهر و رخی روشن در هر انجمن محشور
گردند سبحان اللّه کلّ بيقين مبين ميدانند که حصن
حصين قلعه ميثاق است و بنيان سائر عنقريب مهدوم
و خراب عاقبت آفتاب عهد چنان شرق و غرب را گرم
نمايد که اين خفّاشان چون اضعف موجود در ارض
معسور و محشور گردند و از حسرت و پشيمانی شب و روز

همدم ناله و فغان شوند و الحمد للّه ربّ العالمين ع‌ع

هو اللّه

ای دوستان الهی و ياران معنوی خداوند عالميان در قرآن

حکيم ميفرمايد "و لکم فی رسول اللّه أسوة حسنة" يعنی

ص ٤١٨
متابعت حضرت اسوه حسنه است و اقتداء بآن مقتدای
حقيقی سبب حصول نجات در دو عالم امّت رسول

مأمور باتّباع در جميع امور و شئون بودند و چون افرادی

اين منهج قويم را صراط مستقيم دانسته سلوک نمودند
در اقليم راستان و کشور خاصّان ملوک گرديدند
و نفوسی که در راحت و حصول آسايش کوشيدند خود را
از جميع مواهب محروم نمودند و در اسفل حفره يأس

معدوم يافتند ايّامشان بسر آمد و خوشيشان بپايان رسيد

صبح روشنشان تاريک شد و جام صافيشان درد آلود
و غبار اگين نجم بازغشان آفل شد و کوکب لامعشان

غارب امّا آن نفوس مقدّسی که تأسی نمودند در افق اعلی

چون نجوم هدی بدرخشيدند و در مطلع امال بانوار بيمثال

ساطع گشتند بر سرير سلطنت جاودانی نشستند و بر تخت
کامرانی رحمانی استقرار يافتند آثارشان باهر است
و انوارشان لامع کوکبشان درّيست و موکبشان افواج
ملائکه افلاک سرمدی قصرشان مشيد است
و بنيادشان وطيد نورشان جهان افروز است و حرارتشان
ص ٤١٩

جهانسوز حال قياس نمائيد نفوسی که تأسی بآن نور مبين

نمودند بچنين مواهب و مراتب فائز شدند حال ما اگر
تأسی بجمال ابهی و حضرت اعلی روحی لمن استشهد فی

سبيلهما الفداء نمائيم چه خواهد شد حضرت اعلی از بدايت

طلوع جمالش تا يوم شهادت کبری شب و روز را در اشدّ
بلا در سبيل خدا گذراندند و آخر الکأس سينه را هدف
هزار تير بلا فرموده با سينه شرحه شرحه بملکوت
ابهی شتافتند جمال قدم اسم اعظم زهر هر بلائی
چشيدند و جام لبريز هر ابتلائی نوشيدند سينه را هدف
هر تير نمودند و گردنرا رهين هر شمشير فرمودند اسير
زندان گشتند و بسته زنجير بی امان عرصه هجوم اعدا
شدند و هدف رجوم اشرار مقهور سلاسل و اغلال
گشتند و مغلول وثاق و اصفاد بعيد از اوطان گرديدند
و سرگون بلاد بلغار و صقلاب شدند در سجن اعظم
مبتلای بلای مبرم گشتند و اسير ظلم و ستم در اين

زندان جفا و بئر ظلماء ايّام مبارکشان بسرآمد و صعود

بملکوتش فرمود حال ای دوستان با وفا و ياران آنطلعت
ص ٤٢٠

نوراء آيا سزاوار است که ديگر دقيقه ما آسوده نشينيم

و صبر پيشه گيريم و آسايش و راحت جوئيم تا در آزمايش

و کسالت افتيم و بخيالات خويش پردازيم و ببيگانه

و خويش دل بنديم لا و اللّه بايد شب و روز آنی نياسائيم

و دل پاک را بآلايش اين عالم نيالائيم بزم فداء بيارائيم

و جشن عشق بر پا نمائيم و با چنگ و دف و نی بآهنگ
ملکوت ابهی نغمه سرائيم و رقص کنان شادمان خندان

بقربانگاه فدا بشتابيم و جان و تن و سر و بدن انفاق نمائيم

ای ياران وفائی و ای دوستان ثبوت و استقامتی ای
مبتهلان تشبّث و توسّلی ای متضرّعان تعلّق و تمسّکی
هر يک بايد مشوّق ديگری گرديم و محرّک سائرين شويم

و در نشر نفحات اللّه کوشيم و باعلاء کلمة اللّه پردازيم

از نسيم گلشن عنايت دائما مهتزّ گرديم و از شميم گلزار

احديّت ملتذّ شويم در قلب ابرار شوق و شور افکنيم

و در دل احرار وله و سرور اندازيم حمد خدا را که جنود

ملکوت ابهی در هجوم است و نجوم افق اعلی در سطوع
و سجور علم هدی در جنبش است و سحاب عنايت
ص ٤٢١
در ريزش و نيّر افق معانی در تابش جشن و عيش
ملکوت ابهی در نهايت مسرّت است و صبح عنايت
ناشر پرتو هدايت آهنگ ملکوت ابهی است که از
ملأ اعلی ميرسد ای مرده بی جان و دل جاندار شو
جاندار شو ای خفته در آب و گل بيدار شو بيدار شو
ای مست و مدهوش و مضلّ هشيار شو هشيار شو آفاق
عنبر بار شد احداق پر انوار شد اشراق آتشبار شد
از جان و تن بيزار شو بيزار شو هنگام قربانی بود
انفاس رحمانی بود اسرار ربّانی بود بر عاشقان سردار
شو سردار شو گلبانگ مرغ خوش سخن بر شاخ

سرو اندر چمن درس معانی ميدهد تو محرم اسرار شو تو محرم اسرار شو ع‌ع

هو اللّه
ای اديب دبستان عرفان و عندليب بوستان ايقان شمع
روشن است و انوار ملکوت ابهی شاهد انجمن نسيم
رياض الهی در هبوبست و شميم غياض رحمانی جاذب
قلوب اشعّه ساطعه منوّر آفاقست و روائح طيّبه معطّر
ص ٤٢٢
مشام هر مشتاق جنود تأييد از ملکوت ابهی در
هجوم است و ملائکه تقديس از جبروت هدی در صعود
و نزول رشحات عنايت از سحاب هدايت متتابعست
و طفحات موهبت از کأس احديّت متواصل الحان
طيور شکور محيّر مدارک و شعور است و اسرار حقائق
حشر و نشور مصوّر يوم ينفخ فی الصور پس باين فضل

و الطاف جمال قدم دل را شاد و خرم نما و آزاد از هر غم و الم

گرد در بحر سرور بی پايان غوطه خور و در فضای
جانفزای روح و ريحان سير و سياحت نما گوشرا
از هر آوازی منع کن و از سروش ملکوت ابهی ندای
حيّ علی الفلاح شنو چشم را از مشاهده لوازم امکانی

ببند و بافق الهی نظر فرما دبستانی در اين بوستان بگشا

و اديب عشق شو و درس حقائق و معانی ده زبانرا

بستايش و نيايش آفتاب جهان آفرينش بگشا و اجسام ميّته

و اجساد مرده را حيات جاودانی بخش دستی از آستين

بر آر و يد بيضائی بنما عصای يقينی بينداز و ماران شبهاترا

محو و نابود کن بحر اوهام را خرق کن و با سپاه عرفان

٤٢٣
مرور نما رود خون شکوکرا بسلسبيل هدی تبديل
بخش از صحرای طور وجود نور موهبت حضرت
ابهی آشکار کن و مشتاق مشاهده لمعه نور گرد دقيقه
آرام مگير و لمحه استراحت مجو وقت سيف قاطعست
و فرصت نور ساطع شمع هدايتی بر افروز و پرده غفلت
اهل امکانرا بسوز جمال ابهی از ملکوت غيب
و جبروت لاريب تأييد ميفرمايد و افواج عون و صون
او چون تتابع امواج ميرسد اگر چه ضعيف و ذليل
و حقيريم لکن ملجأ و پناه آستان آن حيّ توانا است

و پشت و متّکا جبل نصر و تأييد ربّ بی‌همتا و البهاء عليک

و علی کلّ ثابت علی ميثاق اللّه ع‌ع
هو اللّه
ای ناطق بذکر و ثنای محبوب عالميان از الطاف جمال

مبين اميدواريم که احبّای دلبر حقيقی در زمره عاشقان

حقيقی محشور گردند و در بين اهل ملک و ملکوت
بعزّت تقديس مشهود ملائکه رحمت باشند و جنود
عنايت و هدايت ربّ عزّت طيور حديقه وفا باشند
ص ٤٢٤
و نجوم سماء هدی بالفعل آية رحمت باشند نه بالقول
و بنفحه خوش گل گلزار رحمت گردند نه برنگ و آلايش
که عبارت از نمايش است باری مقصود اينست که احبّای

الهی نبايد مثل امم اخری در لسان شهد باشند و در عمل

حنظل که بزبان جوهر تسبيح و تقديس بودند و بافعال
صرف آلودگی و ناپاکی اليوم وقت عمل است و هنگام
ثمر سراج بی‌نور ظلمت است و شجر بی‌ثمر حطب سعير
و سقر و البهاء و الروح عليک ع‌ع
هو اللّه
ای نيّر افق ذکر و ثناء و ای سيناء منوّر بشعله هدی
اين چه نغمه جانسوز بود که در قلوب آتش افروخت

و اين چه ناله نيران افروز بود که دلهای ياران بسوخت

از استماعش اهل ملأ اعلی بنوحه و ندبه برخاستند

و از تأثيراتش اهل سرادق قدس بناله و مويه و گريه دمساز

گشتند و با چشمی اشکبار و آهی آتشبار فرياد و فغان آغاز

نمودند چه که آن دو مظلوم در دست ستمکار جهول

و ظلوم افتادند و چنان اذيّت و جفائی نمود که از بدو امر

ص ٤٢٥

تا بحال هيچ ظالم درنده ئی و مار گزنده‌ئی و گرگ تيز چنگی

و خونخوار بی‌نام و ننگی چنين درندگی و خونخوارگی
ننموده يزيد پليد و وليد عنيد هر دو چون درندگان
خونخواران و چون کلاب حقود سيّد وجود و مظهر

الطاف ربّ ودود را دريدند و آن حنجر مبارکرا بخنجر ظلم

و اعتساف بريدند ولی چنين ستمی روا نداشتند که طفل

دوازده ساله را با آن صباحت و ملاحت و بلاغت و فصاحت

و روی روشن و نطقی چون عندليب گلشن چنان مفقود

و نابود نمايند که اثری باقی نماند. باری مظلوميّت آن پدر

بزرگوار و معذوريّت اين پسر معصوم جان نثار بدرجه ئی

واقع که در صحائف قرون و اعصار مثل و شبهش مذکور نه
و اين قربان در ملکوت ابهی بغايت مقبول و محبوب

و پربها. قسم بجمال مقصود و حضرت مليک محمود که جواهر

وجود در غيب امکان بحيرت نگرانند و بمنتهای غبطه
آرزوی اين احسان مينمايند. پس ای دو بلبل گويای
گلشن توحيد و ای دو مرغ خوش سخن گلبن تجريد
ممنون و خشنود شويد که در ماتم اين دو کوکب نورانی
ص ٤٢٦

افق تفريد چنين مرثيه ئی انشاء و انشاد نموديد فی الحقيقه

از ابدع مراثيست و افصح اشعار بليغ و بديع و سهل

و ممتنع و در محلّ و موقع واقع طوبی لکم و خراج ربّکم خير

لکم من کلّ أجر و جائزه اين منظومه در ملکوت ابهی معلوم گردد ع‌ع

هو اللّه

ای ياران حقيقی عبدالبهاء هر چند شما در آن سامان و عبد

البهاء در اين زندان ولی فی الحقيقه همنشين يک محفليم

و همدم در يک منزل در نهايت الفتيم و مؤانس و مصاحب

در انجمن صد هزار کوه و صحرا و درّه و دريا مانع اين

مصاحبت نگردد و حائل اين الفت نشود زيرا قوّت

اسم اعظم نفوس متفرّقه پريشانرا در انجمن رحمانی جمع

فرموده و هر يک را مانند شمع بر افروخته تا بمثابه پروانه

جان سوخته خود را در شعله آتش افکنند و از هر
قيدی برهند و از هر دامی بجهند و در کمال وجد و طرب

بقربانگاه عشق دوند و جان فدای جانان نمايند و برهانی

در اين مورد اعظم از جانبازی شهيدان يزد نه که نرد
ص ٤٢٧

محبّت باختند و بجهان الهی تاختند و ببزم لقا شتافتند.

ملاحظه نمائيد که آن وجوه لامعه و کواکب ساطعه
چگونه از افق شهادت کبری بنور فدا درخشيدند امکان
و لامکانرا روشن و منير نمودند روحی لهم الفداء

و کينونتی لهم الفداء و حقيقتی لهم الفداء از اوّل ابداع

تا يومنا هذا چنين بزم فدائی آراسته نگشت که متجاوز
از دويست نفر نفوس طيّبه طاهره در نهايت مظلوميّت

و تسليم و محبّت بدرندگان خونريز مهربانی نموده جانفشانی

نمايند و بقربانی کامرانی جويند اين چه ولوله و شور است

و اين چه حشر و نشور ما بايد کلّ تأسی بآن نفوس مبارکه

نمائيم ولی بکمال حکمت حرکت کنيم و اين
حکمت محض اطاعت امر مبارک است و بر کلّ فرض است
و واجب تا در خدمت بازماندگان آن ياران حقيقی
شهيدان سبيل الهی جانفشانی نمائيم چه که آن مرغان
چمنگاه حقيقت بملکوت عزّت ابديّه پرواز نمودند

و از اين عالم ظلمانی بجهان نورانی شتافتند امّا بازماندگان

تالان و تاراج ديدند و بی سر و سامان گشتند و در دست

ص ٤٢٨
تطاول ستمکاران اسيرند بايد اين باز ماندگان آواره
سرگردانرا از جان و دل مواظبت نمود و بخدمت پرداخت

ای ياران روحانی من زحمات و مشقّتتان در خدمت امر اللّه

و تحمّل مصيبت و بلاء و معاونت ضعفا معلوم و واضح
مکافات اين اعمال مقبوله از جمال ابهی است در ملکوت
تقديسش حرف بحرف مذکور و در لوح محفوظش کلمه
بکلمه مسطور پاداش اين عبوديّت و جانفشانيرا عنقريب

در ملکوت رحمانی مشاهده خواهيد نمود و عليکم التحيّة و الثناء ع‌ع

هو اللّه
ای مبارک فرزند آن بزرگوار خبر موحش مدهش
شهادت آن سراج هدی سبب اندوه و احزان دل و جان
گرديد و مورث حسرت و کدورت و تجدّد مصائب
عظمی شد بقسميکه ضجيج ورقات مقدّسه بفلک اثير
رسيد و صريخ نفوس طيّبه طاهره باوج رفيع واصل شد
اين مصيبت کبری و رزيّه عظمی زخم بجگر گاه نفوس

آگاه زد و دلهای پاکانرا پر خون نمود و از ديده‌ها رود

ص ٤٢٩

جيحون روان کرد فرياد و فغان از حقائق اشياء بلند شد

و ناله و حنين از ملأ مقرّبين مرتفع گرديد روز روشن

تار و تاريک شد و اين ماتم اعظم زلزله و ولوله در امم تاجيک

و امريک انداخت چشمها گريانست و قلبها سوزان
بقسميکه حزن و اندوه در قلوب ملأ اعلی حاصل شد
و تأسّف و تحسّر در ملکوت ابهی پيدا گشت اين چه

ظلم شديد بود و اين چه جور بی‌نظير ولی حسرت از برای

اين فانيانست که آن بنده يزدان و بر گزيده رحمن در مشهد

فدا باوج ملکوت ابهی پريد و ما در اين حيّز ادنی محروم

مانديم و مهجور گشتيم آنان دريای موهبت کبری را
يکجرعه نوشيدند و ما در حسرت يکقطره گرفتار صد
هزار بلا و الّا آن روح مجرّد ببشارتی صعود بملکوت
عزّت نمود که حقائق اشياء را بحرکت آورد ماهی لب
تشنه ببحر رحمت پی برد و مرغ دم بسته بگلشن الهی
پرواز کرد و بابدع نغمات در شاخسار احديّت بفصاحت
نطق بگشاد در افق امکان آفل بود در اوج لامکان نجم
بازغ شد در باختر نيستی متواری بود در خاور هستی
ص ٤٣٠
کوکب ساطع گشت از عالم ظلمانی رهائی يافت
و در آشيان الهی مقر گزيد در عرصه خاک گرفتار بود
در اوج افلاک آزاد گشت اسير زندان بود در ايوان
يزدان جلوه نمود چه موهبتيست اعظم از اين و چه
فضليست اتمّ از آن اگر اهل ناسوت باوج رفيع آن
کوکب ملکوت پی برند قسم بحضرت دوست که در

اينجهان فانی دمی نياسايند و راحت و آرام نجويند بلکه

بنهايت آرزو بقربانگاه عشق دوند و جان و سر فدای
حضرت معشوق نمايند ولی چه فائده که چشمها
کور است و قلوب مبتلا بظلام ديجور لهذا عزّت

اينمقام و شرف اين رتبه از انظار مستور تا هر نا اهلی

بملکوت عزّت پی نبرد و هر مخمور خمر غرور از کأس
طهور نصيب نگيرد و هر محروم محرم راز حضرت بی
نياز نشود و هر مخمودی بآتش غرور نيفروزد صعوه
جفا با بلبل وفا همپر نگردد و غراب کين مانند طاوس
علّيّين شهپر تقديس نگشايد. زيرا طيور قدس بگلشن
الهی پرند و زاغان حرمان در گلخن فانی مقرّ و مأوی
ص ٤٣١
گيرند باری بايد شما که آيت آن نجم هدائيد و رايت

آن مير وفا مانند پدر بزرگوار رفتار نمائيد صبر و تحمّل کنيد

و تبتّل و توکّل نمائيد و بازماندگانرا تسلّی بخشيد و حسرت

زدگانرا بفضل بی‌منتهی نويد دهيد تا کلّ با چشمی
اشکبار بشکرانه حضرت پروردگار لب بگشايند که ای

خداوند بيمانند شکر تو را که آن سراج را در زجاج ملأ

اعلی بر افروختی و آن طير وفا را بآشيانه ملکوت ابهی راه

نمودی آن نهر کريمرا ببحر عظيم رساندی و آن شعاع
ساطع را بشمس حقيقت راجع فرمودی اسير حرمانرا
بحديقه وصال در آوردی و مشتاق ديدار را بمحفل تجلّی

و لقا فائز فرمودی توئی يزدان مهربان و توئی منتهی مقصد

مشتاقان و توئی آرزوی جان شهيدان ع‌ع
هو اللّه
سبحانک اللّهمّ يا الهی کم من نفوس طارت الی افق
التقديس انجذاباً بنفحات قدسک و کم من ارواح خلعت
ردآء الاجساد اشتعالاً بنار محبّتک و کم من طيور
ترکت الاجسام و طارت الی ملکوت رحمانيّتک و کم
ص ٤٣٢
من حقائق مشتعلة موقدة بنار محبّتک اسرعت الی مشاهد

الفنآء حبّاً لجمالک فانقطعوا عن هذه الدنيا و تعلّقوا

بملکوتک الأبهی و انفوا هذه الدار الفانية الظلمآء و الفوا

نفحات قدسک متصاعدين الی ملأک الأعلی منهم عبدک
الحسين الّذی آمن بک و بآياتک و انجذب بآيات توحيدک
و شغف بجمالک و وله بظهورات عزّک و جلالک الی ان
هاجر اليک و ورد بساحت قدسک و استظلّ فی ظلّ
مليک ربوبيّتک و کانت لحظات عين رحمانيّتک منعطفة

اليه من کلّ الجهات و انوار موهبتک ساطعة عليه من کلّ

الانحاء و استجار بجوارک و عاش فی ظلّک و اطمئنّت نفسه

بذکرک و انشرح صدره بالطافک و ثبت علی عهدک

و ميثاقک و خدم عتبتک المقدّسة السامية البناء و حضرتک

المنزّهة عن عرفان أهل الحجی ساعياً فی سبيلک باذلاً

روحه فی محبّتک الی ان نفر من دار الغرور و ضاق صدره

من شئون هذا الکون المهجور و اشتاق لقائک فی البيت

المعمور و تاق الی جوار رحمتک يا ربّی الغفور فتأجّجت

بين ضلوعه و الاحشاء نيران الاشواق و سرع الی مشهد
ص ٤٣٣
الفناء بکلّ شوق و فرح و سرور من نور الاشراق أی

ربّ اکرم مثواه و عمّر مأواه و انزله فی نزلک الکريم

فی ملکوتک العظيم و اجره فی جوار رحمتک الکبری
و ارزقه لقائک فی ملکوتک الأبهی و خلّده فی فردوسک
الأعلی و ادخله فی ظلّ سدرتک المنتهی أی ربّ انّه
عبدک الّذی ثبت علی ميثاقک و جزع فی فراقک و احترق

بنار اشواقک و تنوّر من نور اشراقک و رتّل آيات توحيدک

و تبتّل الی ملکوت تجريدک و تذکّر بذکرک و تفکّر
فی أمرک و انشرح صدره بالطافک و تمعّن فی آثارک

عامله يا الهی بما هو أهله و اجعله من المکرمين فی عتبتک

المقدّسة عن عرفان العالمين انّک أنت الکريم الرحيم
و انّک أنت الرؤف الرحمن اللطيف العليم ع‌ع
هو اللّه

اللّهمّ يا هادی الأمم الی ظلّ اسمک الاعظم و رافع راية

نور القدم فی قطب العالم و ناصب خباء الوحدة الانسانيّة

فی قطب الامکان و تدعوا الکلّ ان يستظلّوا تحت هذا

الخيام و يأتلفوا و يتجاذبوا و يتحاببوا و يتآنسوا بکلّ صدق

ص ٤٣٤
و شعف و انجذاب ربّ مهّد السبيل و سهّل الطريق

و أيّد الخلق علی السلوک فی هذا السبيل الهی الهی قد

ماج بحر الاختلاف و هاج ريح العناد فی تلک البلاد
و انقسموا بالاحزاب و اضرموا نار الانقلاب و تزلزلت

الأرض و ارتفع الغبار المثار الی کافّة الديار ربّ ارحم

الاطفال الرُضّع و الشيوخ الخضّع حتّی البهائم الرتَّع و انقذ

البلاد من الاختلاف و اجعل الاقليم مطمئنّاً أميناً

و الحکومة حصناً حصيناً حتّی تعلو معالم الحبّ و الوفاء

و يظهر مآثر الانس و الولاء و يتبدّل الاختلاف بالائتلاف

بين الاحزاب و يستأصل هذا الانقلاب. الهی الهی انّ
عبدک مهدی يهدی الی الرشد و يفدی روحه فی سبيلک
و يروی العطاش من ماء معين و يطعم الجياع من مائدة

نزلت من السماء الرفيع و يعالج کلّ عليل بدرياق محبّتک

يا ربّی الجليل ربّ کن له ظهيراً بين عبادک و مجيراً من خذلة

بريّتک و أدم عليه فيوضاتک الرحمانيّة و قدّر له کلّ خير

فی ملکوت عزّتک الربّانيّة و اسقه کأساً طافحة من صهباء

محبّتک حتّی يترنّم بابدع الألحان و يحدث بموهبتک و ينشر

ص ٤٣٥
مائدة رحمتک انّک أنت الکريم انّک أنت العظيم انّک

أنت الرحمن الرحيم. ای جناب مهدی فی الحقيقه استحقاق

آن داری که کتاب مبين در جواب بشما مرقوم گردد

ولی چه توان نمود که دمی نياسايم و فرصتی ندارم و مخابره

بشرق و غرب متواصل لهذا مجبور بر اختصارم البتّه
از اين قصور معذور ميداريد. مختصر اينست که بايد
در عراق شمع آفاق گردی و مستفيض از پرتو نيّر اشراق

نظر باستعداد خود منما بايد نظر بالطاف جمال ابهی نمائی

زيرا فيوضات بی پايانست و فضل و موهبتش بيحصر

و کران صعوه جفا را بلبل وفا کند و مور ضعيف را سرير

سلطنت سليمانی بخشد خاک سياه را گلشن و گلستان نمايد

و بنده پر گناه را در جوار رحمت پناه بخشد. پس جميع

توجّه را بايد بالطاف او نمائيم آنچه ميطلبيم از او طلبيم

و آنچه آرزو داريم از او جوئيم تا شمعی بر افروزيم و مانند

پروانه بال و پر بسوزيم. امروز روز عبوديّت در گاه است

و وقت اعلاء کلمة اللّه و يوم نشر نفحات اللّه ايّام را غنيمت

دانيم و فرصت از دست ندهيم و بهوی و هوس خويش
ص ٤٣٦
نپردازيم فانی در جمال ابهی گرديم و در هر دمی هزار
جانفشانی نمائيم اگر در اين سبيل سلوک کنيم جميع
ابواب مفتوح است و صدور مشروح و الّا از حيات
نه نتيجه و ثمری و از شجره وجود نه شکوفه و برگی.
از يک بيت مثنوی سؤال نموده بوديد جواب مفصّل
لازم ولی بجان عزيزت قسم که مهلت و فرصت ندارم
و آن اينست که دو کتاب منشور است يکی کتاب
تکوين و ديگری کتاب تدوين. کتاب تدوين کتب

آسمانيست که بر انبيای الهی نازل و از فم مطهّر حقّ صادر

کتاب تکوين اين لوح محفوظ امکانست و رقّ
منشور اکوان و تکوين طبق تدوينست. در کتاب
تدوين سور و آيات و کلمات و حروف موجود و حقائق
و معانی در آن مندمج و مندرج و همچنين کتاب
تکوين منشور الهی است و صحيفه اسرار ربّانی آيات

عظيمه موجود و صور کلّيّه مشهود و کلمات تامّه مثبوت

و حروفات عاليه منظور و اسرار ما کان و ما يکون در آن

موجود. چون تدوين بخوانی باسرار الهيّه واقف گردی
ص ٤٣٧
و چون در کتاب تکوين نظر نمائی آثار و رموز و حقائق
و شئون و تجلّيات سرّ مکنون و فيوضات حضرت بيچون
مشاهده کنی اينست که در قرآن خطاب ميفرمايد انظر
الی الابل کيف خلقت و الی السماء کيف رفعت و الی
الأرض کيف سطحت و الی البحار کيف سجّرت و امثال
ذلک. پس معلوم و واضح شد که در عالم تدوين حروف
و کلمات و آياتست و در عالم تکوين نيز حروف و کلمات
و آيات. ملّا خواسته است که تکوين را تطبيق بتدوين
نمايد و تشبيه عاشقانه کند اينست که ميگويد:

" نون ابرو صاد چشم و جيم گوش ور نوشتی فتنه صد عقل و هوش"

و همچنين الف را بقامت تشبيه نموده‌اند و سين را باسنان و فم را

بميم و لام را بعذار و امثال ذلک. جوهر مقصود اينست
که تکوين طبق تدوين است و اين يقين است ولکن
بيان حضرات مجرّد از عالم تشبيه است بفکری عاشقانه
و جوشش مستانه آهنگی منجذبانه بزدند و وجد و طربی

نمودند و فرح و سروری يافتند اين در آنزمان بود. حال

الحمد للّه بفضل نامتناهی الهی و عنايت جمال قدم ابواب اسرار

ص ٤٣٨

بر روی يار و اغيار مفتوح گشته عالم کون در جنبش است

و اسرار ماکان و مايکون روز بروز ظاهر "وأخرجت
الأرض أثقالها يومئذ تحدّث أخبارها" ظاهر و آشکار
گرديده ديگر شما بنظر دقيق در اين بيان مطالعه نما

تا حقيقت "و أنت الکتاب المبين الّذی باحرفه يظهر المضمر"

ظاهر و آشکار گردد. بامة اللّه الموقنه حرم محترمه تکبير

ابدع ابهی ابلاغ دار از فضل جمال قدم روحی لأحبّائه
الفدا اميد چنانست که حاجت او روا گردد و همچنين
در آستان مقدّس حين زيارت طلب عفو و مغفرت از برای
ابوی آنحضرت مينمايم و عليک البهاء الأبهی ع‌ع
بنام يزدان مهربان

پاک يزدانا خاک ايرانرا از آغاز مشکبيز فرمودی و شور

انگيز و دانشخيز و گوهر ريز از خاورش همواره
خورشيدت نور افشان و در باخترش ماه تابان نمايان
کشورش مهر پرور و دشت بهشت آسايش پر گل و گياه
جان پرور و کهسارش پر از ميوه تازه و تر و چمن زارش
ص ٤٣٩
رشک باغ بهشت هوشش پيغام سروش و جوشش چون
دريای ژرف پر خروش. روزگاری بود که آتش دانشش
خاموش شد و اختر بزرگواريش پنهان در زير رو پوش
باد بهارش خزان شد و گلزار دلربايش خار زار چشمه
شيرينش شور گشت و بزرگان نازنينش آواره و در بدر
هر کشور دور پرتوش تاريک شد و رودش آب باريک
تا آنکه دريای بخششت بجوش آمد و آفتاب دهش در دميد

بهار تازه رسيد و باد جان پرور وزيد و ابر بهمن باريد پرتو آن

مهر مهر‌پرور تابيد کشور بجنبيد و خاکدان گلستان
شد و خاک سياه رشک بوستان گشت جهان جهانی تازه
شد و آوازه بلند گشت و دشت و کهسار سبز و خرم
شد و مرغان چمن بترانه و آهنگ همدم شدند هنگام

شادمانيست پيغام آسمانی است بنگاه جاودانيست بيدار شو

بيدار شو. ای پروردگار بزرگوار حال انجمنی فراهم شده

و گروهی همداستان گشته که بجان بکوشند تا از آن باران

بخششت بهره بياران دهند و کودکان خود را به نيروی
پرورشت در آغوش هوش پرورده رشک دانشمندان
ص ٤٤٠

نمايند آئين آسمانی بياموزند و بخشش يزدانی آشکار کنند

پس ای پروردگار مهربان تو پشت و پناه باش و نيروی بازو

بخش تا بآرزوی خويش رسند و از کم و بيش در گذرند
و آن مرز و بومرا چون نمونه جهان بالا نمايند ع‌ع
هو اللّه
ای بندگان ديرين خسرو چرخ برين چراغ يزدان
روشن است و پرتو مهر آسمان روشنی بخش گلزار و گلشن
بانگ سروش است که بلند است و مژده پر جوش
و خروش است که جانبخش هر ارجمند و مستمند بخشش
يار مهربانست که نمودار است و ريزش ابر بهار است که
گوهر بار است دريای دانش و هوش است که گوهر
فشانست و آتش جهان دل و جانست که زبانه‌اش تا دامنه
آسمانست پس ای ياران يزدانی و دوستان جانی ستايش

پاک يزدانرا که از کشور ايران چنين آفتابی آشکار نمود

و از خاک پاک پارسيان چنين دار پر باری نمودار فرمود

دست نياز بدرگاه خداوند بی انباز دراز کنيد که ای

پروردگار آمرزگار نيکو کار ستايش و نيايش تو را سزاوار

ص ٤٤١
که اين کشور خاموشرا پر آتش نمودی و اين افسردگان
بيهوشرا بجوش و خروش آوردی نا اميدانرا نويد اميد
دادی و مستمندانرا بگنج روان راه نمودی بی نوايانرا
پرنوايا نمودی و بيچارگانرا سر و سامان بخشيدی ای

پروردگار آنچه در نامه های آسمانی نويد فرمودی آشکار کن

و آنچه بزبان پيغمبران گفتی نمودار فرما نيروی يزدانيت

بنما و بخشش آسمانيت آشکار کن اين کشور را بهشت
برين ساز و اين خاور و باختر را پرتو بخش روی زمين

اين پارسيانرا آسمانيان کن و اين بی نام و بی نشانها را چون

اختران پرتو افشان توئی توانا توئی بينا توئی شنوا توئی پشتيبان ع‌ع

هو اللّه
ای پاسبان آستان يزدان نامه بليغ يعنی گلبانگ بلبل
گلشن واصل گشت و سبب شادمانی ياران انجمن شد

براستی ميگويم که موجی از بحر محبّت اللّه بود و درجی

از گوهر معرفة اللّة لآلی معانی بود و دراری درّی

ظلمات همومرا روشنی پر سطوع بود و غبار اکدار را امطار

ص ٤٤٢
مواهب بيشمار از قرائتش کمال سرور حاصل گشت
و از تلاوتش نهايت حبور حاصل شد حمد خدا را که آن
انجمن رحمانی مشغول بنفحات مقدّسه ربّانی است
و شب و روز در عبوديّت آستان مقدّس قائم امروز
شعله جهان افروز ثبوت و رسوخ بر پيمان حيّ قيّومست
حمد خدا را که آن ياران چون بنيان سخت بنياد ثابت
و برقرارند و از هيچ زلازلی نلرزند و در هيچ موقعی
نلغزند بلکه سيل شديد امتحانرا سدّی از زبر حديدند
و بوم شوم شبهاترا عقاب اوج رفيع آن قوم پر لومرا
بنيان نسيج عنکبوتست و بنياد بر خاک سست چون
اوهن بيوت شرابشان سرابست و غذايشان از شجره
زقّوم يوم الحساب حياتشان مماتست ملجأشان
مصدر آفات کودکانند نو هوس و خفتگانند منقطع النفس
چون ابلهان مغرور خزفند نه صدف پر گهر. چون جعل
سرمست بوی گلخنند نه رايحه گلشن معطّر کِرم
مهينند در اسفل زمين مکين نه طيور علّيّين خفّاش
ظلمتند نه نور پاش افق مبين هر دم بهانه آرند و چون
ص ٤٤٣

زاغان جفا در گلخن خزان لانه و آشيانه نمايند با چشم

کور فرياد اين النور بلند کنند و با گوش کر نعره منکر

اين نغمات الطيور زنند در طبقه پسين زمينند و مشاهده مه

تابان خواهند و در حفره شبهات سرنگونند استماع آيات
بيّنات جويند گمگشته باديه ارتيابند خود را
در شاهراه يقين شمرند و سرگشته مفازه جهلند
و خويشرا در شاطی بحر يقين دانند ناقض ميثاقند
خود را قطب آفاق خوانند هادم پيمانند خويشرا بانی
ايوان دانند زهی حسرت و افسوس که از حسد اسير
حبل مسد شدند و نار غضبرا حمّال حطب گشتند پس
تو ای دوست حقيقی و يار روحانی کمر محکم کن و قدم

ثابت دار و چون شير دژم روبهان پر ستمرا حمله نما و چون

عقاب اوج پيمان اين زاغان پر عدوانرا از ميدان بگريزان و البهاء عليک ع‌ع

هو اللّه
ای احبّای الهی اين جهان ترابی و خاکدان فانی آشيان

مرغ خاکی است و لانه خفّاش ظلمانی نه طير الهی ملاحظه

ص ٤٤٤
فرمائيد که طيور حدائق قدس و نسور حظائر انس

در هيچ عهدی در اين گلخن فانی آرميدند و يا از شاخسار

آمال گلی چيدند و يا دمی راحت و آسايش ديدند و يا آنکه

مسرّت جان يافتند و فسحت وجدان جستند هر صبحيرا
شام تاريک ديدند و هر شاميرا وقت سرگردانی و بی

سر و سامانی يافتند گاهی غل و زنجير يوسفی اختيار نمودند

و گاهی تلخی شمشير چون سيّدحصور به کمال سرور

چشيدند دمی آتش جانسوز نمرود را گلستان يافتند و گهی

صليب و دار يهود را اوج آرزوی دل و جان ملاحظه

نمودند وقتی نيش ستمکارانرا نوش يافتند و زمانی تير و تيغ

يزيدانرا مرهم زخم دل ناتوان باری اگر جهان بی بقا

و جهانيان بی وفا را قدر و بهائی بود اوّل اين نفوس مقدّسه

تمنّای آسايش و زندگانی می‌نمودند و آرزوی خوشی
و کامرانی پس بيقين بدانيد و چون نور مبين مشاهده
کنيد و آگاه و پر انتباه گرديد که اهل هوش و دانش
بلاهای سبيل الهی را راحت جان و مسرّت وجدان
شمرند و مشقّات را صرف عنايات دانند زحمترا راحت
ص ٤٤٥

بينند و نقمترا نعمت دانند ملح اجاج صدماترا عذب فرات

خوانند و تنگی زندان را فسحت ايوان يابند حرارت

محبّت اللّه با خمودت و جمودت جمع نشود و انجذابات جمال

اللّه با متانت و سکون مجتمع نگردد و آتش و ثلج دست
در آغوش نشود و کره نار در تحت برف و تل خس و خار
پنهان نگردد ای احبّای خدا صدا و ندائی و ای بندگان

درگاه فغان و آهی و ای عاشقان سوز و گدازی و ای عارفان

راز و نيازی در الواح الهی ذکر حکمت گشته و بيان
مراعات مقتضيات مکان و وقت شده مراد سکون
روحی و شئون عنصری نبوده بلکه مراد الهی

اين بوده که شمع در جمع بر افروزد نه در صحرای بی‌نفع. ماء

فيض الهی بر ارض طيّبه نازل گردد نه ارض جرزه

و الّا خاموشی شمعرا حکمت نتوان گفت و پريشانی جمعرا

علامت وحدت نتوان شمرد افسردگی حيات و زندگی
تعبير نشود و ناتوانی و درماندگی هوشمندی و زيرکی

نگردد أيّدکم اللّه يا احبّاء اللّه علی الاشتعال بنار محبّة اللّه ع‌ع

ص ٤٤٦
هو اللّه
ای بيدار هشيار ستايش و پرستش يزدانرا نما که ترا
از گرداب پيمان شکن اهريمنان رهائی داد و در انجمن
راستان در آورد اين گروه پرتو آفتاب نه‌بينند و چون
موش کور در کنج گور جای گزينند و گوش بآهنگ
جانبخش جهان آسمان ندهند و چون مار کرّ در سوراخ
تاريک و تنگ خزيدند و چون خواهند که دانائی بنمايند
و بينائی خويشرا بستايند گويند آفتاب درخشنده
تاريک است و ماه تابان تيره در چشم هر دور و نزديک
آهنگ مرغ چمن بد آواز کلاغ و زغن خوش گلشن
راز يزدان گلخن است و سرزمين خس خاشاک گلزار و چمن
پس چار گوهر چهار سو چهار جو چهارکو چهار جايگاه

چهار روز در سخن پيشينيان و نياکان بسيار اختر چهارم

آسمان چون در روز چهارم چارم جايگاه روی بنمايد هر که

يزدانی يزدانی گردد و هر که اهريمنی اهريمنی شود زيرا

هر جانی چون از تن جدا گردد در روز آغاز بجايگاه
آغاز رسد و بگذرد و از گوهر خاک در گذرد روز دويم
ص ٤٤٧

از جايگاه دويم از گوهر جهان روينده در گذرد روز سيم

از جايگاه سيم جهان جانوران در گذرد در بامداد روز
چهارم در جايگاه مردمان چون مهر درخشنده جهان

يزدان بتابد هر که در گذرد بجهان خداوند مهربان پيوسته

گردد و الّا در تيرگی جايگاه جانوران ماند چهار روز
چهار جايگاه است چه که خورشيد جهان جان بر چار
جايگاه باندازه آن جايگاه پرتو بخش است دوستانرا

يک يک پيغام دوستی و پيام آشنائی برسان جانت شاد باد ع‌ع

هو اللّه
ای دوستان الهی و منجذبان ملکوت رحمانی از عادات
الهی و حکمتهای بالغه صمدانی آنکه چون فصل ربيع آيد
و صولت خريف را شکند و بهار جانبخش برسد و آفتاب

انور به برج حمل بخرامد و ابر نيسانی گوهر فشاند و لواقح

اردی‌بهشت بوزد و نسائم جانبخش آزاری بگذرد. درخت
سبز شود و شاخسار شکوفه نمايد و دشت و صحرا و تلها
چون زمرّد خضرا غبطه سندس و استبرق گردد گلها
ص ٤٤٨

و لاله‌ها چمن بيارايد و مرغزار و گلزار رشک باغ جنان

شود و سرو در بوستان ببالد و بلبل بنالد و عندليب ناله

و فغان نمايد و غنچه نکته در دهان گيرد و جميع اين
مواهب حضرت بيچون رخ بگشايد ولکن هنگام
ثمر و ميوه تر و نتيجه اين اثر فصل صيف است و موسم
حرارت غيظ و در شدّت سورت تابستانست و در حدّت
تاب حرارت شمس آسمان پس حال که بهار الهی
منتهی شد و بساط ربيع معنوی منطوی گشت لطافت
گل و سنبل جمال محبوب مخفی شد و حسن جمال محبوب
ابهی در ملکوت اعلی و جبروت بقا و ممالک اخری

جلوه فرمود بايد از اشجار حقائق احبّاء اللّه در حدائق

امر اللّه اثمار لطيفه طيّبه و فواکه بديعه رطبه روحانيّه

ظاهر و هويدا گردد و الّا از آن بهار الهی نصيب نداشته

و بهره نبرده و از فضل نيسان فيوضات حضرت يزدان
محروم مانده و از نسائم جانبخش رياض احديّت مأيوس
گرديده و لايق سوختن و افروختن گلخن است چه
که باغبان الهی را مقصد در غرس اين اشجار و نشاندن
ص ٤٤٩

نهالهای بيهمال در اين مرغزار و فيض بهار الهی و بخشايش

غير متناهی ربّانی و اشراق و تربيت شمس حقيقت و هبوب

لواقح عنايت و موهبت جمال احديّت ظهور اثمار و بروز
فواکه طيّبه مشکبار است و موسم بهار اگر چه طراوت
و لطافت اشجار و شاخسار بيشتر و شکوه و جلوه و زينت

و زيور گلها و رياحين و ازهار باهرتر و دشت و صحرا سبز

و خرم‌تر است و موسم استفاضه از فيض الهی است
لکن ظهور و نتائج و ثمر و فواکه ما لا رأت عين و لا
سمعت أذن و لا خطر بقلب بشر در موسم تابستانست
طوبی لشجرة ظهرت منها النتيجة و الثمر العظيم ع‌ع
هو اللّه
ايخسرو کشور شناسائی خسروان گيتی ستان سالهای
سال بکوشند و بجوشند و بخروشند و جانفشانيها نمايند
تا کشور خاکرا سالار شوند و توده سياهرا فرمانروا

گردند و بپايان در زير آن سامان يابند (١) و درفششان

سرنگون گردد و ديهيم و افسرشان واژگون شود

----------------------------------------------------------

(١) در اين نسخه چنين است بايد باصل مراجعه شود
ص ٤٥٠
پرتوشان تاريک گردد و بزرگواريشان خواری شود.
تو ببخشايش خدائی خسرو کشور دانائی شدی و شهريار
جهان شناسائی بزرگواريت جاودانست و رستگاريت
بی پايان ديهيمت پايدار است و افسرت بگوهر آبدار
تابدار سرت هميشه بلند است و سرافرازيت در هر دو

جهان ارجمند رخت بپرتو مهر آسمان ايمان يزدان روشن باد ع‌ع

هو اللّه
ای بنده الهی آنچه بفرزند هوشمند مرقوم نموده بوديد
ملاحظه گرديد لهذا جواب مرقوم ميشود. اهل بهاء
بايد مظاهر عصمت کبری و عفّت عظمی باشند
در نصوص الهيّه مرقوم و مضمون آيه بفارسی چنين است

که اگر ربّات حجال بابدع جمال بر ايشان بگذرند ابداً

نظرشان بآن سمت نيفتد. مقصد اينست که تنزيه و تقديس
از اعظم خصائص اهل بها است ورقات موقنه مطمئنّه
بايد در کمال تنزيه و تقديس و عفّت و عصمت و ستر
و حجاب و حيا مشهور اهل آفاق گردند تا کلّ بر پاکی
ص ٤٥١

و طهارت و کمالات عفّتيّهء ايشان شهادت دهند زيرا ذرّه ئی

از عفّت اعظم از صد هزار سال عبادت در دريای
معرفت است و البهاء عليک من عبدالبهاء ع‌ع
هو اللّه
ای نوش پر جوش و خروش صد کرور شعرا و فصحا

و بلغا در اين توده غبراء آمدند و رفتند و انفاسرا در هوا

و هوس صرف نمودند و اوقات را بی‌ثمر گذراندند. يکی
ستايش باغ و راغ و شجر و ثمر نمود و ديگری وصف

ماغ و ميغ و بحر و برّ يکی از طراوت رخ بتان زبان گشود

و ديگری از حلاوت عارض مهوشان برخی از سهم
و سنان سام و نريمان وصف کردند و بعضی از يال
و کوپال رستم دستان نعت نمودند ولی کلّ اوهام بود.

الحمد للّه تو ستايش جمال قدم و اسم اعظم نمودی و بشکر

عنايت حيّ قديم لب گشودی و داد سخن دادی و حقّ
فصاحت و بلاغت ايفا نمودی. پس شکر کن که بچنين
موهبتی مخصّص گشتی و بچنين عنايتی مؤيّد شدی
صبح رضوانست و بامداد امداد جمال بی‌انداد و اين
ص ٤٥٢
عبد بياد تو و ياران الهی دمساز کلّ را تحيّت برسان
و بشارت بی پايان عنايت يزدان ده ع‌ع
هو اللّه
ای سرور هوشمندان آنچه بقلم مشکين نگاشتی خوانديم
و بآستان يزدان زبان ستايش گشاديم که پرتو خورشيد

آسمانی چنان درخشيد که در دلهای ياران سپيده اميد دميد

و مژده رسيد که ای ياران ديرين بجوشيد و بخروشيد
و بگوئيد و بشنويد که يزدان سرا پرده پيشينيانرا

بر افراخت و پرچم فارسيانرا بلند نمود و اختر ايرانيانرا

روشن کرد خزان گذشت و دی بسر آمد باد بهار وزيد

و گلشن مشکبار دميد تا اسيران سرور گردند و بينوايان

رهبر هر بی سر و سامان سر و سامان جويد و لانه
ويران ايوان کيوان گردد و کلبه دودمان ديرين بهشت
برين شود و آشيان مرغان اندوهگين گلگشت دلنشين
پس بايد بپاداش اين بخشش خداوند آفرينش کوشش
نمود تا همه ياران در سايه سرا پرده يزدان در آيند
و بزرگواری جهان آسمان رخ بنمايد تا روی زمين آينه
ص ٤٥٣
چرخ برين گردد و جهان پستی پرتو جهان بالا گيرد

ای يزدان پاک اين بنده ديرينرا اندوهگين مخواه شادمانی

آسمانی بخش و فرّ يزدانی بده ستاره روشن نما و گل
گلشن کن سرور آستان نما و افسر جهان بالا بر سر نه
رويش را بدرخشان و گوهرشرا بيفشان جانشرا
مشکبار کن و دلشرا گلزار نما تا بوی خوی خوشش جان
پرور گردد و پرتو رويش افزون از ماه و اختر توئی

مهربان و توئی بخشنده و توانا ای يار ديرين پرسش چند

نموده بودی پرسش نخست اين بود که چرا آئين پيغمبران
ديگر گون گردد و روش وخشوران مانند بوقلمون

مهتر اسرائيليانرا روشی بود و اختر عيسويانرا تابشی و سرور

تازيانرا فرمايشی و مهر سپهر جهان بالا را آئين و درخششی

گفتار و کردار و آئين و روش و فرمايش هر يک دگرگون

بود اين چه رازيست نهان و پنهان زيرا بايد فرمايش يزدان

بر يک روش باشد تا بخشش آسمان رخ بگشايد انتهی
بدان که جهان و آنچه در او است هر دم ديگرگون گردد

و در هر نفسی تغيير و تبديل جويد زيرا تغيير و تبديل

ص ٤٥٤

و انتقال از لوازم ذاتيّه امکان است و عدم تغيير و تبديل

از خصائص وجوب لهذا اگر عالم کونرا حال بر يک
منوال بود لوازم ضروريّه‌اش نيز يکسان ميگشت

چون تغيّر و تبدّل مقررّ و ثابت روابط ضروريّه اشرا نيز

انتقال و تحوّل واجب مثل عالم امکان مثل هيکل
انسان است که در طبيعت واحده مداوم نه بلکه

از طبيعتی بطبيعتی ديگر و از مزاجی بمزاج ديگر انتقال نمايد

و عوارض مختلف گردد و امراض متنوّع شود لهذا
پزشک دانا و حکيم حاذق درمانرا تغيير دهد و علاجرا

تبديل نمايد بديده بينا ملاحظه کنيد که انسان در رحم

مادر خونخوار است و در مهد و گهواره شير خوار
و چون نشو و نما نمايد بر خوان نعمت پروردگار نشيند

و از هر گونه طعام تناول نمايد زمان طفوليّت را حکمی

و دم شير‌خواريرا رزقی و سنّ بلوغرا اقتضائی و جوانی را

قوّت و قدرتی و ضعف و پيريرا فتور و رخاوتی. در هر
درجه انسانرا اقتضائی و دردشرا درمانی و همچنين
موسم صيف را اقتضائی و فصل خزانرا خصوصيّتی
ص ٤٥٥
و موسم دی را برودتی و وقت بهار را نسيم معطّری

و شميم معنبری حکمت کلّيّه اقتضای اين مينمايد که بتغيير

احوال تغيير احکام حاصل گردد و به تبديل امراض
تغيير علاج شود پزشک دانا هيکل انسانرا در هر مرضی

دوائی و در هر دردی درمانی نمايد و اين تغيير و تبديل

عين حکمت است زيرا مقصد اصلی صحّت و عافيت است

و چون علاج را تغيير دهد نادان گويد اين دليل بر نادانی

حکيم است اگر داروی اوّل موافق بود چرا تغيير داد
و اگر ناموافق بود چرا در آغاز تجويز کرد ولی رنجور

دانا اذعان نمايد و بر وجدان بيفزايد و اين را بدان که

آئين يزدانی بر دو قسم است قسمی تعلّق بعالم آب و گل

دارد و قسم ديگر تعلّق بجهان جان و دل اساس آئين

روحانی لم يتغيّر و لم يتبدّل است از آغاز ايجاد تا يوم ميعاد

و تا ابد الاباد بر يک منوال بوده و هست و آن فضائل
عالم انسانی است و آئين حقيقی دائمی سرمدی يزدانی
و روش و فرمايش ابدی خداوند آفرينش است

و قسمی از آئين تعلّق بجسم دارد آن بمقتضای هر زمانی

ص ٤٥٦

و هر موسمی و هر درجه از سنّ تبديل و تغيير يابد و در اين

کور عظيم و دور جديد تفرّعات احکام جسمانی اکثر
ببيت عدل راجع چه که اين کور را امتداد عظيم است
و اين دور را فسحت و وسعت و استمرار سرمدی ابدی

و چون تبدّل و تغيّر از خصائص امکان و لزوم ذاتی اين

جهان است لهذا احکام جزئيّه جسمانی باقتضای وقت
و حال تعيين و ترتيب خواهد يافت امّا اسّ اساس آئين
يزدان را تغيير و تبديلی نبوده و نيست مثلاً خصائل
حميده و فضائل پسنديده و روش پاکان و کردار

بزرگواران و رفتار نيکوکاران از لوازم آئين يزدان است

اين ابداً تغيير ننموده و نخواهد نمود امّا احکام جسمانی

البتّه باقتضای زمان در هر کوری و دوری تغيير نمايد

شما ببصر انصاف ملاحظه نمائيد در اين عهد و عصر که جهان

جهانی تازه گشته و جسم امکان لطافت و ملاحتی بی‌اندازه

يافته آيا ممکن است که احکام و آئين پيشينيان بتمامه مجری

گردد لا و اللّه و از اين گذشته اگر در ظهور مظاهر
مقدّسه آئين تازه تأسيس نگردد جهان تجديد نشود
ص ٤٥٧
و هيکل عالم در قميص تازه جلوه ننمايد . پرسش دوّم
سؤال از اين نموده بوديد که هر پيغمبريرا از کتب
و صحائف پيغمبران پيشين اطّلاع لازم است يا نه اگر
چنانچه لازم است چرا پيغمبر پسين از کتاب وخشوران
پيشين خبر نداشتند جواب پرسش ثانی پس بدان
که پيغمبران را از کتب و صحف مقصود معانی است نه
الفاظ مراد حقيقت است نه مجاز مادّه است نه صورت
گوهر است نه صدف آن حقيقت معانی کلّيّه که رهبر
پيغمبران است يکی است و آن دستور العمل کلّ لهذا فی

الحقيقه هر پيغمبری بر اسرار جميع پيغمبران مطّلع ولو

بظاهر کتاب او را نديده و سخن او را نشنيده و آئين
جسمانی او را نسنجيده زيرا روش و سلوک و اسرار
و حقائق و آئين روحانی کلّ يکی است. پرسش سوّم
در خصوص تجهيز و تکفين نفوس متصاعده الی اللّه سؤال
نموديد که در کتب سماويّه مختلف نازل کدام يک
بهتر است و کدام يک درست و صحيح آئين پسين ناسخ

آئين پيشين است و چون بديده بينا نظر فرمائيد ملاحظه

ص ٤٥٨
ميکنيد که چنين است و امّا سؤال چهارم سؤال نموده
بوديد که ارواح بعد از صعود اجسام در چه مقامی قرار
خواهند يافت بدان که روح از حقائق مجرّدة است
و حقيقت مجرّدة مقدّس از زمان و مکان است زيرا
زمان و مکان از لوازم حقائق جسمانيّه و متحيّزه است

و حقيقت مجرّدة را چه زمانی و مکانی جسم و جسمانی نيست

تا از برای او مکانی تعيين کنيم لا مکان است نه امکان

جان است نه تن لطيفه الهيّه است نه کثيفه جسمانيّه
نور است نه ظلمت جان است نه جسد از عالم يزدانست نه

کيهان مکانش مقدّس از امکنه و مقامش منزّه از مقامات

بلند است و مرتفع متعالی است و ممتنع کاخ عظمتش را
ايوان کيوان زندانست و قصر مشيد متعاليش را
چرخ برين اسفل زمين و امّا جسد آلتی است از برای
روح زيرا متحرّک و مرتکب و مکتسب و مسئ و محسن
روح است نه جسد گنهکاری و ستمکاری و خوشخوئی
و نيکوئی منبعث از جان و روانست نه تن ناتوان لهذا
همچنانکه عذاب و عقاب و سرور و اندوه و حزن و طرب
ص ٤٥٩
از احساسات روح است کذلک پاداش و صواب و عقاب
و جزا و مکافات که از نتائج اعمال حاصل راجع بروحست
نه جسد هيچ شمشيری بجهة کشتن بی‌گناهی مؤاخذه
نگردد و هيچ تيری بجهت زخم اسيری معاقبه نشود

چه که آلت است نه فاعل محکوم است نه حاکم مقهور است نه قاهر و البهاء عليک ع‌ع

هو اللّه
ای امين ربّانی در عالم ايجاد جميع کائنات در نهايت
ارتباط و از اين ارتباط تعاون و تعاضد حاصل و تعاون
و تعاضد سبب بقاء حيات اگر تعاون و تعاضد دقيقه‌ئی
از حقائق اشياء بر داشته گردد جميع کائنات انحلال
يابد و هباء منبثاً گردد مثلاً از نفس حيوانات

عنصر مائی که اليوم تعبير بهيدروجن و کاربون مينمايند

منتشر و اين سبب حيات نباتات و از نباتات و اشجار

عنصر ناری منتشر که تعبير به اوکسيجن مينمايند و اين

سبب حيات و بقاء حيوان و قس علی ذلک. تعاون
و تعاضد در بين جميع کائنات حاصل و همچنين اعظم
ص ٤٦٠

تعاون بين نوع انسان است که بدون آن رفاهيّت و معيشت

و زندگانی بکلّی مستحيل زيرا هر نفسی بنفسه بدون
معاونت سائر نوع ابداً زندگانی نتواند بلکه حيران
و سرگردان گردد. و بالاخصّ بين احبّای الهی که

آنانرا روابط معنويّه و صوريّه هر دو حاصل اين ارتباط

حقيقی است که تعاون و تعاضد و تناصر از لوازم ذاتيّه

آن است بدون آن مستحيل و محال. زيرا احبّای الهی
رياحين يک حديقه‌اند و امواج يک بحرند و نجوم يک
آسمان و پرتو يک آفتاب از هر جهت وحدت ذاتيّه
وحدت نورانيّه وحدت ايمانيّه وحدت صوريّه محقّق

و ثابت. حال ياران غربرا نهايت آمال و آرزو بنای مشرق

الاذکار است و چون در آن خطّه و ديار بناء گران

و قيمت‌دار مبلغ موفور بايد تا تأسيس بنيان خانه و قصور

گردد تا چه رسد به بنيان مشرق الاذکار که بايد در نهايت

علوّ و سموّ و انتظام باشد. پس ياران الهی بايد از هر کنار

باعانت برخيزند و بجان و دل در اين مورد انفاق نمايند

تا در جهان شايع و عيان گردد که بهائيان شرق و غرب
ص ٤٦١
حکم يک خاندان دارند و روابط يک دودمان ترک
و تاجيک و فرس و امريک و هند و افريک حکم يک
جند و يک جيش دارند و بدون طيش بمعاونت و معاضدت
يکديگر بر خيزند و اين عمل مبرور در درگاه ربّ غفور
مقبول و محبوب. در تأسيس مشرق الاذکار در عشق آباد
فی الحقيقه ياران بنياد وحدت انسانی گذاشتند تا آن

بنيان بلند گرديد. و همچنين حال الحمد للّه از جميع اقاليم

عالم بقدر امکان اعانت پياپی بمشرق الاذکار امريک

ارسال ميگردد شما بجميع ياران الهی ممنونيّت عبدالبهاء را

در اينخصوص ابلاغ داريد فی الحقيقه اين همّت ياران
شايان شکرانيّت است زيرا از طهران و خراسان
و شيراز و جهرم و اطراف اصفهان حتّی دهات و قرای
خراسان و شيراز و يزد اعانت ارسال گرديد. اين انفاق
در سبيل نيّر آفاق سبب سرور قلوب روحانيان است

و از يوم آدم تا بحال چنين امری واقع نشده که از اقصی

بلاد آسيا اعانت بجهة اقصی بلاد آمريکا ارسال گردد
از رنگون اعانه بشيکاغو و از جهرم شيراز و خير
ص ٤٦٢
القرای ترشيز اعانه بمشرق الاذکار در قطب امريک
ميشود اين نيست مگر بعون و عنايت جمال مبارک
و تأييد و توفيق آن شمس حقيقت و نصرت و معاونت

آن نيّر اشراق که آفاق را ارتباط عطا فرموده العزّة لربّ

الجنود و العظمة لذلک الحنون الودود و القدرة و القوّة

للحيّ القيّوم الّذی جعل الآفاق تتّحد و تجتمع کالنجوم

فی افق السجود الهی الهی لک الفضل لک الجود لک
الحمد و لک الشکر علی ما أنعمت علی هؤلاء الفقراء
و آويت هؤلاء الضعفاء فی کهف حفظک و حمايتک

و وفّقتهم علی خدمة أمرک و أيّدتهم علی عبوديّة عتبتک

العالية ربّ قد فدوا أموالهم و أنفسهم فی سبيلک و أنفقوا

فی محبّتک و لم يفتروا سعياً و لم يألوا جهداً فی نشر

آثارک و اعلاء کلمتک و اشاعة ذکرک بين عبادک
و اظهار مآثرک بين خلقک انّک أنت القويّ المقتدر
العلی العظيم و انّک انت الرحمن الرحيم ع‌ع
هو اللّه
ای مؤمنان ای موقنان ای صادقان ای عاشقان معشوق
ص ٤٦٣
حقيقت که دهرها در پس پرده غيرت نهان بود و در نقاب
غيبت پنهان عرض ديدار نمود و چون يوسف مصر ملاحت
در کمال صباحت شهره کوی و بازار گشت عاشقان
هشيار و خريداران بيدار در وجد و سرور آمدند و در
طرب و جذب و حبور پای کوبان کف زنان بقربانگاه

عشق شتافتند و جان و سر و دل بباختند و جان بجانان فدا

نمودند و بوصلت حقيقت رسيدند و در جلوه گاه جمال مقر

گزيدند و بفوز عظيم و نعيم مقيم بهره‌مند شدند و ارجمند

گشتند امّا کاذبان و مدّعيان محروم گشتند و مغبون
زيستند و بر حال خود گريستند کور مبعوث شدند کر
محشور گشتند تا آنکه آنشمس حقيقت در پس سحاب
جلال مختفی شد و در ملکوت غيب متواری گشت
حال شما ای عاشقان صادق و حبيبان موافق جشن و طرب
گيريد و ذوق و شعف نمائيد هر چند در ملک ادنی بظاهر
فائز نگشتيد ولی ملحوظ لحاظ عنايتيد و مخصوص بفيض
هدايت مسند نشين بزم انسيد و صدر نشين محفل قدس
در ملکوت تقديس انيس دلبر دلنشين گرديد
ص ٤٦٤
و در جبروت تنزيه جليس يار نازنين شويد از مائده
روحانی مرزوق شويد و از عنايات سبحانی محظوظ
اهل سرادق کبريا گرديد و سکّان عالم بالا مظاهر

دنی فتدلّی و کان قاب قوسين أو أدنی شويد و مطالع و لقد

رآه بالمنظر الاعلی گرديد قدر اين فضل عظيم را بدانيد

و شأن اين نور مبين را آگاه شويد و البهاء عليکم ع‌ع

هو اللّه

ايّها النيّر المنير و سيناء الانور اگر مشتاق ديداريد توجّه

بملکوت ابهی کنيد و اگر منظر کبريا جوئيد بافق اعلی
بنگريد و اگر چشم بينا خواهيد بجمال باقيش گشائيد
و اگر گوش شنوا طلبيد سمع را متوجّه الحان
مقدّسش کنيد و اگر زبان گويا جوئيد بذکر و ثنايش
برخيزيد و اگر روی روشن خواهيد بنضره رحمن
مزيّن کنيد و اگر گلزار و گلشن جوئيد دل را بمعرفتش
بيارائيد و اگر صدر رحيب خواهيد بحبّش منشرح
سازيد و اگر نطق فصيح طلبيد ببيان خلق کريمش
بپردازيد و اگر کلام بليغ جوئيد بوصف جمال مبينش
ص ٤٦٥
ناطق گرديد و اگر حجّت بالغ خواهيد ببرهانش دم زنيد
و اگر بيان واضح طلبيد در الواح و زبرش بنگريد
و اگر جهانرا معطّر خواهيد روائح قدسش منتشر نمائيد
و اگر ملکوت وجود را معنبر خواهيد از خلق و خويش
بيان کنيد و اگر نورانيّت امکان بجوئيد ترويج
احکامش کنيد اگر تقديس اکوان طلبيد بنصايحش
گوش دهيد و اگر عهد و پيمان جوئيد بوصايايش قيام
کنيد و اگر نور ايمان خواهيد در کلماتش نظر کنيد
و اگر جوهر ايقان طلبيد در ظهور آيات و آثارش
تفکّر کنيد و اگر حقائق و معانی خواهيد در گفتارش
تأمّل کنيد و اگر جوهر روح عالم خواهيد در رفتارش

بنگريد و اگر حيات عالم خواهيد باعمال و کردارش تأسّی

نمائيد و الروح و البهاء عليکما باری از فضل بی‌پايان

حضرت يزدان اميدواريم که در کلّ احيان در بلاد اللّه

سائر و بنفحات جذب و وله و مغناطيس شوق و انجذاب

گمگشتگان باديه نادانيرا بسر منزل بقا و شهرستان هدی

رسانيد و بوی خوش اذکار و اسرار مشک آن دو غزال
ص ٤٦٦
برّ وحدت بمشام اين آوارگان کوی دوست برسد نسئل

اللّه بأن يؤيّدکما علی نصرة أمره بجنود من الملأ الأعلی

و قبيل من الملائکة المقرّبين ع‌ع
هو اللّه
ای ياران ديرين و دوستان ثابت مستقيم حضرت اسفنديار
شهد شهادت را در راه پروردگار بکمال مسرّت چشيد

و اللّه يار شد و ياوری کردگار از برای شما طلبيد که در موارد

بلا اصطبار نمائيد و در مخاطر ابتلاء در کمال صبر و قرار

باشيد زيرا آنچه در راه خدا وارد آيد عين عطاست
تلخ شيرين است و زهر انگبين موت حياتست و هلاک
نجات غم سرور است و اندوه مسرّت روح بندگی
آزادگی است و افسردگی افروختگی ذلّت عزّتست
و نقمت عين رحمت پس شما ای ياران انجمن و ياوران
اين عبد ممتحن از ين قربانی شادمانی کنيد و درين
سوگواری کامرانی زيرا روز قربانی عيد مردان است
و دم جانفشانی وقت طرب و شادمانی عنقريب ملاحظه

نمائيد که در قتلگاه از اثر خون آن بزرگوار لاله و ريحان

ص ٤٦٧
رويد و سنبل و ضيمران نابت گردد ع‌ع
هو اللّه
ای پروردگار در اين کور عظيم بسلطان مبين تجلّی
فرمودی و در حشر اکبر بجمال انور اشراق نمودی اين
قرن سلطان قرون و اين عصر نوبهار اعصار در جميع
شئون و چون بجميع جهات و مراتب اين کور را ممتاز
از سائر ايّام ظهور مظاهر احديّت فرمودی محض سدّ
باب خلاف و شقاق و قطع ريشه فساد و دفع شبهات
و منع ارتياب در کتاب اقدست که ناسخ کلّ کتب
و صحف است بنصّ جليل قاطع حقّ را از باطل واضح
فرمودی و جميع مدّعيان محبّت را از ثدی عذرای کتاب
اقدست سی سال بلبن عهد و ميثاق پرورش دادی
و در جميع الواح و صحائف متمسّک بعهدت را نوازش
و ستايش فرمودی و متزلزل و ناقض را نفرين و نکوهش
نمودی پس بأثر قلم اعلايت کتاب عهد مرقوم نمودی
و لوح ميثاق نگاشتی تا مجال شبهه و ارتياب نماند
و امر و مقرّ امر اللّه چون آفتاب واضح و روشن باشد
ص ٤٦٨

و هيچ نفسی نتواند رخنه نمايد و در امر مبارک که سبب

اعظم اتّحاد عالم و دافع اختلاف امم است رائحه خلافی

و نقابی افکند و اين بنيان عظيم را خراب کند و اين جنّت

ابهی را خارستان جفا نمايد حال نو هوسانی چند در فکر

نقض ميثاق افتادند و بی‌خردانی چند در صدد قلع و قمع

اين بنيان در سرّ بلکه اليوم جهاراً تيشه بر ريشه ايمان

و پيمان امرت زنند و سيف بر هيکل ميثاقت روا دارند

در هر دقيقه بظلمی بر‌خيزند و جفائی وارد آرند و فرياد

مظلومی بلند کنند الواحت را که بنصّ صريحت مبين
و واضح و مشهود باوهام خويش معنی کنند و در جيب
و بغل نهند و استدلال بر اوهامات و ترّهات خود کنند

و بر بندگان مظلومت استهزاء نمايند تيری نماند که پرتاب

ننمودند سهم و سنائی نماند که روا نداشتند طعنی نماند

که نزدند زخمی نماند که وارد نياوردند ای پروردگار
تو آگاهی ای آمرزگار تو ملجأ و پناهی ای کردگار تو
گواهی دوستان ثابتت گرفتارند تو نجات بخش و ياران

راسخت مبتلايند تو رهائی ده علم منيعت را بلند کن و ثعبان

ص ٤٦٩
مبين را اجازت بخش تا از آستين کليمت بدر آيد فاذا

هی تلقف ما يأفکون و البهاء علی کلّ ثابت علی عهد اللّه المحکم المتين ع‌ع

هو اللّه

ای کنيزان خداوند بيمانند نظر عنايت با شما است و کمال

مرحمت شامل شما در آستان مقدّس جمال قدم روحی

لأحبّائه الفداء کنيزان پر تميزيد و در عتبه مقدّسه حضرت

احديّت اماء خاضعه خاشعه شور انگيز ابر رحمت
بلند گشته و باران عنايت در فيضانست صبح موهبت
طالع و لامع آثار فيض و برکت ساطع از فيض قديم
و نور افق توحيد بکمال تضرّع و زاری مستدعی هستيم
که آن کنيزان آستانرا موفّق بر خدمت يزدان فرمايد
تا در جميع شئون و اطوار و احوال و عادات و رفتار

و گفتار و کردار روز بروز ترقّی نمايند و اطفال خويشرا

بآداب الهی در کمال همّت تربيت نمايند اليوم احبّای الهی را

فرض و واجب است که اطفال را بقرائت و کتابت و تعليم

و دانش و ادراک تربيت نمايند تا آنکه روز بروز در جميع

ص ٤٧٠

مراتب ترقّی کنند اوّل مربّی اطفال مادرانند زيرا طفل

در بدو نشو و نما چون شاخ تر و تازه باشد بهر قسم بخواهی

تربيت توانی اگر راست تربيت کنی راست گردد
و در کمال موزونی نشو و نما کند و اين واضح است که
مادر اوّل مربّی است و مؤسس اخلاق و آداب فرزند
پس ای مادران مهربان اينرا بدانيد که در نزد يزدان
اعظم پرستش و عبادت تربيت کودکانست بآداب کمال

انسانيّت و ثوابی اعظم از ين تصوّر نتوان نمود و التحيّة

و الثناء عليکنّ يا اماء الرحمن ع‌ع
هو اللّه
ای دوستان حضرت دوست شمع هدی روشن است
و نور افق اعلی جلوه هر انجمن غمام فيض در ريزش است
و ملکوت غيب پر بخشش سروش در سرود است
و طيور حدائق در نغمه بمزامير آل داود نسيم مشکبار
عنبر نثار است و شميم گلزار روح بخش ابرار با وجود

اين غافلان مرده‌اند و جاهلان خفته و متزلزلان پژمرده

و منجمدان افسرده چه که خورشيد جلوه در ديده بينايان

ص ٤٧١
کند نه کوران و نغمات داودی اهل سمع را باهتزاز آرد

نه کران و شهد بقا لذّت مذاق اهل ذوق گردد نه مردگان

حال الحمد للّه شما بصری روشن داريد و قلبی گلشن جامی

پر می‌داريد و ساقی گلچهره شاهد انجمن نظر عنايت جمال

قدم و اسم اعظم با شما است و لحظات عين رحمانيّت شامل

حال شما پس بشکرانه اين فضل و بخشش در نشر
نفحاتش کوشيد و از جام پر صفايش بنوشيد چون شمع
بر افروزيد و چون نار موقده در وادی ايمن بسوزيد
و آفاق را روشن نمائيد تا قفقاز آشيان عنقاء مشرق
بقا گردد و تفليس و اهلش انيس و جليس سيمرغ
نفيس شود تا در حدائق حقائقش طيور قدس بنغمه و آواز
آيند و در دشت و کوهسارش آهوان وحدت برفتار
و گشت و گذار و چون آن مرز و بوم بنفحات حضرت
قيّوم زنده گردد جنّت ابهی شود ع‌ع
هو اللّه
يا من انجذب الی الملکوت و شرب الکأس الّتی مزاجها
کافور در اين ايّام که فيوضات ملکوت ابهی جبروت
ص ٤٧٢
غيب و شهود را احاطه نموده است و تجلّيات مجلّی طور
از سماء غيب چون غيث هاطل متتابع گشته و بحر اعظم
امواجش از عالم پنهان بساحل امکان پيوسته و انوار

بخشايش جمال ابهی از جميع جهات تابيده و صبح اميد بانوار

توحيد دميده بايد همّتی نمود و در آستان الهی خدمتی بنمود

در اين فضای رحمانی پروازی کرد و در اين بزم يزدانی
آغاز ساز و نوازی نمود خمودت جمودت آرد و سکوت
سبب هبوط گردد خاموشی فراموشی آرد و صبر و قرار

نسيان و اغبرار ايراث کند پس شب و روز آنی آرامی مجو

بلکه در جنّت ابهی کاميابی خواه دقيقه راحت جان
و عافيت روان و مسرّت وجدان مطلب بلکه سرور
الهی را در مشقّات و احزان عوالم جسمانی بجو و لذّت

روحانی را در زحمت اين عالم فانی بين شهد و شکر را در تلخی

زهر مکرّر بدان و نيش بلايا را مرادف نوش عطايا
ببين و حضيض ذلّت را در وفای بجمال قدم اوج عزّت
شمار و هبوطرا عين صعود بدان و ممات را جوهر حيات
يقين کن و آنچه در الواح الهی ذکر حکمت است
ص ٤٧٣
مقصود اينست که در امور اتقان شود و در هر امری
بوسائط کامله و مناسب زمان و مکان تشبّث شود

تا مريض معالجه بقاعده گردد و عليل مداوا بنوع موافق

نه اينکه بکلّی از معالجه و مداوا دست کشيده شود. هيکل

امکان مريض است و جسم کيهان عليل اگر طبيب

و پرستار بکلّی ترک علاج و دوا نمايند بکلّی مهمل و معطل

گردد بلکه بمرض موت مبتلا شود. حکايت شمعون
صفا را ملاحظه بايد نمود دو نفر از حواريّون حضرت

روح بجهت تبليغ امر اللّه بشهر انطاکيّه رفتند بمجرّد

ورود بنای وعظ و بيان نمودند. اهالی چون بکلّی از مسائل

الهی بيخبر بودند جزع و فزع نمودند اين جزع و فزع
منتجّ حبس و زجر شد و بهيچوجه نفوس از تفاصيل خبر
نيافته راه معاشرت و الفت مقطوع گشت. و چون اين
خبر بشمعون صفا رسيد عزم آنديار نمود چون وارد شد

اوّل بمعاشرت و الفت پرداخت تا با سران و سروران نرد

محبّت باخت بزهد و ورع و تقوی و بيان و تبيان فضائل

و خصائل عالم انسانی در مدّتی قليله شهرت يافت تا آنکه

ص ٤٧٤
با سلطان آن مملکت آشنا گشت. و چون ملک مذکور
نهايت اعتماد و اعتقاد را در حقّ او حاصل نمود شبی

بمناسبتی ذکر حواريّين شد پادشاه ذکر نمود که دو نفر از

جاهلان بيخردان چندی پيش وارد اين شهر شدند و بنای
حرفهای فساد گذاشتند لهذا آنها را گرفته اسير غل
و زنجير نموديم . حضرت شمعون اظهار ميل ملاقات
ايشان نمود احضار کردند بمقتضای حکمت تجاهل

فرمود و سؤال کردند که شما کيستيد و از کجا آمده‌ايد.

در جواب گفتند که ما بندگان حضرت روح اللّه هستيم
و از اورشليم می آئيم سؤال از حضرت روح نمود
که او کيست گفتند موعود تورات است و مقصود جميع

عباد. بعد بنوع معارض از جزئی و کلّی مسائل سؤال نمود

مجادله کرد و از نفس سؤال می‌فهمانيد که چه جواب
بدهيد. مختصر اينست که شبهات قومرا فرداً فرداً
ذکر نمود و جواب دادند گاهی بعضی را قبول مينمود
و بعضی را مشکلات بيان ميکرد که ملتفت نشوند
که او هم از آنهاست. خلاصه چند شب بر اين منوال
ص ٤٧٥

بسؤال و جواب گذراند گاهی مجادله و گهی مصادقه و دمی

مباحثه و وقتی محاوره ميفرمود تا جميع حاضرين از اسّ

مطالب الهيّه با خبر شدند و آنچه شبهات داشتند زائل شد.

در ليله اخيره گفت که حقيقتش اينست که آنچه گفتند
صحيح است و جميع تصديق نمودند آنوقت فهميدند که
اين ثالث رفيق آن اثنين است اينست که در آيه مبارکه
ميفرمايد "فعزّزناهما بثالث". باری مقصود از حکمت

اين است که انسان بايد بنوع موافقی که در قلوب تأثير

نمايد و نفوس ادراک کنند تبليغ امر اللّه نموده و نمايد

نه آنکه سکون و سکوت يافت. عندليب هزار آواز
اگر ساز نغمه ننمايد صعوه لال است و بلبل گلزار
معانی اگر ترانه نسازد عصفور ابکم بی پر و بال است
حمامه گلشن اسرار اگر تغرّدی نفرمايد چون غراب
گلخن نمودار گردد و طاوس فردوس بقا اگر جلوه ئی

نفرمايد چون زاغ خرابه زار فنا است. اگر از طيور حدائق

قدسی بال و پری زن و اگر از عندليبان رياض حضرت

انسی آغاز راز و آهنگی نما و اگر از عاشقان جمال کبريائی

ص ٤٧٦
آه و فغانی بکن و اگر از آشفتگان روی دلبری ناله

و فريادی بر آر تا زلزله در ارکان عالم اندازی و آتش بجان

بنی آدم زنی و جميع عاشقان و مشتاقان را مست و مدهوش

نموده در اين جنّت ابهی علم عزّت قديمه بر افرازی و بآنچه

منتهی آمال مقرّبين و نهايت آرزوی مخلصين است فائز شوی و البهاء عليک ع‌ع

هو اللّه
ای گلهای گلشن محبّت اللّه و ای سراجهای روشن

انجمن معرفت اللّه عليکم نفحات اللّه و اشرق آفاق قلوبکم

ببهاء اللّه شما امواج بحر عرفانيد و افواج ميدان ايقان نجوم

فلک رحمتيد و رجوم بر اهل ضلالت حدائق وجود را
سحائب رحمتيد و حقائق موجود را فيوضات احديّت
در لوح منشور امکان آيات توحيديد و بر صرح مشيد

رايات ربّ مجيد در گلزار الهی گل و ريحانيد و در گلستان

معنوی بلبلان نالان طيور اوج عرفانيد و شاهباز ساعد
حضرت رحمن پس چرا مخمود و خاموشيد و افسرده
و مدهوش چون برق بدرخشيد و چون بحر بخروشيد
ص ٤٧٧
و چون شمع بر افروزيد و چون نسائم الهی بوزيد و چون
نفحات مشک جان و فوائح رياض رحمن مشام اهل

عرفانرا معطّر نمائيد و چون انوار ساطعه از آفتاب حقيقی

قلوب اهل عالم را منوّر کنيد نسيم حياتيد و شميم عرار

حديقه نجات مردگان را جان بخشيد و خفتگانرا هوشيار

و بيدار کنيد در ظلمت امکان شعله نورانی باشيد و در باديه

گمراهی چشمه حيات و هدايت ربّانی وقت همّت
و خدمت است و زمان شعله و حرارت تا زمان از دست
نرفته است اين فرصت را غنيمت شمريد و اين وسعت را
اعظم نعمت عنقريب اين چند روزه عمر فانی بسر آيد

و با دست تهی به حفره خاموشی در آئيم پس بايد دل بجمال

مبين بنديم و تمسّک بحبل متين جوئيم و کمر خدمت بر بنديم

و آتش عشق برافروزيم و از حرارت محبّت اللّه بسوزيم

و زبان بگشائيم و آتش بقلب امکان زنيم و جنود ظلمت را

بانوار هدايت معدوم کنيم و در ميدان جانفشانی

در سبيل اللّه جانفشانی کنيم و گنج آستين معرفت اللّه

بر سر اهل عالم بيفشانيم و با سيف قاطع لسان و سهام نافذ

ص ٤٧٨
عرفان جنود نفس و هوی را شکست دهيم و بمشهد فدا

بدويم و بقربانگاه حقّ بشتابيم و با طبل و علم آهنگ ملأ

اعلی و ملکوت ابهی نمائيم. فطوبی للعاملين ع‌ع
بنام پاک يزدان بی نياز

ای خسرو از بيگانگان بيزار شو تا بدوست يگانه پی بری

در گروه آشنايان دانای پيشوا باش تا در انجمن آسمان

مه يکتا گردی روز راستی و بخردی و دانائی و بينائی است

و بامداد روشنائی و هوشياری و بزرگواری هر که
پی پيش نهد بهره بيش گيرد و هر مرغی که شهپر دانائی

و شناسائی گشايد بجهان بالا رسد و دمساز سروش در سپهر

مهر خدا گردد و همراز بينياز شود و با بزرگان راه خدا آغاز

راز کند مهر تابان از خاور نمايان و اختران چرخ راه خدا

تا باختر درخشان آتش مهر پاک يزدان روشن و مرغزار
دل و جان دانايان رشک چمنستان سبز و خرم بهار
خدائی رو نموده و خورشيد جهان يزدانی رخ گشوده
باد فروردين سال ماه جهان آفرين ميوزد و بوی خوش
مشکين يار دلنشين ميرسد باران اردی بهشت پروردگار
ص ٤٧٩
ميبارد و پرتو پرتاب آفتاب جهان پادشاهی بهی ميتابد

پس تو ای خسرو خسرو کشور هوشياری شو و مه آباد کيهان

دانائی گرد در اين گلشن چون نسترن و ياسمن شکفته شو
و در اين انجمن چون چراغ روشن گرد دلرا پاک کن
و پيراهن را چاک نما پرده برانداز و درفش پاکان
برافراز پرتو شب افروز شو و آتش جهان سوز گرد

غلغله در فکن و بند گران بشکن مهر جهان آرا خواه ماه

انجمن بالا جو بروشنی بهی تابان باش ع‌ع
هو اللّه
ای سليل نبيل جليل سؤال از اين عبارت مبارکه که
در لوح مرحوم والد از سماء فضل نازل شده در ذکر
حسن بجستانی که ميفرمايد نفس اوصاف سبب ريب
و شبهه او شده غافل از آنکه زارع مقصودش سقايه
گندم است و لکن زوان بالتبع سقايه ميشود جميع
اوصاف نقطه بيان راجع است باوّل من آمن و عدّه
معدودات حسن و امثال او بالتبع بماء بيان و اوصاف

رحمن فائز شدند و اينمقام باقی تا اقبال باقی و الّا باسفل

ص ٤٨٠

مقرّ راجع انتهی قوله جلّ و علا بعد سؤال نموده‌ايد که

اوّل من آمن روحی له الفداء اگر محروم ميشد در ظهور
جمال مبارک حال چگونه ميگشت و اين اوصاف بکه
راجع بود بدانکه جميع نعوت و محامد و اوصاف
و کمالات از خصائص شمس حقيقت است و چون ضياء
صادر از او و راجع باو و اين کمالات در حقائق سائره
مقتبس از آن شمس حقيقت است و هر حقيقتی از حقائق
بحسب استعداد و لياقت خويش از آن انوار اقتباس

مينمايد اوّل من آمن روحی له الفداء بمنزله مه تابان بود

که اقتباس انوار از آن شمس حقيقت نمود و سائر نفوس

مهتديه جليله در آن کور بمنزله نجوم. و البهاء عليک ع‌ع

هو اللّه

يا ايّها السائل البارع الصادع فاصعد الی معارج الحکم

الربّانيّة ثمّ ادخل فی الجنّة الروحانيّة الالهيّة و استظلل فی

ظلال الشجرة المبارکة الّتی غرست فی بحبوحة الفردوس
لتساقط لک ثمرة جنيّة عرفانيّة و تشهد آيات ربّک فی
ص ٤٨١

هذه الروضة المبارکة الّتی قدّر اللّه فيها ما لا رأت عين و لا

سمعت أذن بما کانت مستورة عن الانظار و مخفيّة عن

الابصار الّا من أشهده اللّه ملکوت الروح و جعله علی

الصراط القيّم مستقيما ثمّ اعلم بانّ المسئلة الّتی سألت

عنها لها شروح و تفاسير لا يمکن اليوم بيانها و لا تقتدر

الاذان ان تسمعها لانّ النفوس محجوبة بحجب الظلام
و الابصار ضربت عليها غشاوة من النار کيف تقتدر هذه

الطيور المجروحة بسهام البغضاء ان تطير فی هواء المعانی

و البيان أو تترنّم ببدائع الالحان علی الافنان و لکن لمّا

وجدت حضرتک ظمآنا الی کوثر معرفة اللّه وعطشانا الی

المعين الصافی العذب الجاری فی جنّة الاحديّة لذا اشتاق

قلبی ان أذکر لحضرتک کلمة ممّا ألقی اللّه فی قلوب

المخلصين فاعلم بانّ الارواح تنقسم بروح حيوانيّة و روح

انسانيّة و روح رحمانيّة و روح لاهوتيّة فامّا الروح

الحيوانيّة الّتی مشترکة بين الانسان و الحيوان انّها فانية

فی ذاتها و معدومة عند انعدام الاجساد و اضمحلال

الاجسام لانّها من موادّ العناصر فلمّا کانت مادّتها قابلة

ص ٤٨٢

الانعدام و متغيّرة فی تتابع الازمان فلا بدّ انّها تفنی و امّا

الروح الانسانيّة عبارة عن النفس الناطقة الّتی يمتاز بها

الانسان عن الحيوان انّها ليست من عوالم العناصر الجسمانيّة

بل هی من موادّ روحانيّة لا يعتريها الفساد و هی معذّبة بما

انحجبت عن اللّه ربّها و احتجبت عن مشاهدة بارئها و ادراک

آيات موجدها فی عوالم الانفس و الآفاق و هی متصرّفة

بذاتها فی ادراک کلّ شیء و محيطة بالحقائق الممکنة علی ما هی

عليها ان تتوجّه الی مرکز الهدی بين ملأ الانشاء

و الّا تنزل فی درکات الجهل و العمی و تهبط فی الطبقات

السفلی من الضلالة و الغوی و امّا الروح الرحمانيّة الّتی من

امر اللّه فهی عبارة عن القوّة القدسيّة و التأييدات الربّانيّة

و التوفيقات الصمدانيّة و المعارف الالهيّة و العلوم السماويّة

الّتی يؤيّد اللّه بها من يشاء من عباده الصالحين و بها يحصل

لهم المکاشفات الغيبيّة و المشاهدات اللاريبيّة فيفوزون

بالرحمة الکاملة السابقة و النعمة السابغة فيدخلون فی جنّة

الأحديّة و الحديقة الصمدانيّة و يطربون و يحبرون بما

أعطاهم اللّه من فضله و يشکرونه علی نعمه و آلائه و امّا

ص ٤٨٣

الروح اللاهوتيّة فهی جوهرة قدسيّة و کلمة تامّة و آية کاملة

و سرّ الوجود و الحقيقة المکنونة عن أعين کلّ موجود

و هی القلم الأعلی و النفس الرحمانيّة و ظهور الحقّ عن

مشرق الابداع و شمسه فی مطلع الاختراع فهذه مختصّة

بالانبياء فی عوالم الانشاء و من غير هذه الارواح الّتی

بينّتها و ذکرتها لحضرتک قد خلق اللّه أرواحا لا تعدّ و لا

تحصی و منها روح نباتی و روح ملکوتی و روح جبروتی

و روح عقلی و کذلک بين الانبياء أرواح مشترکة و أرواح

مختصّة کروح الامين انّها مختصّة بالکلمة العليا و القلم

الأعلی محمّد رسول اللّه صلّی اللّه عليه و سلّم کما قال اللّه

تعالی" نزل به الروح الامين علی قلبک" ولکن لو أردنا بيان

ذلک لا يکفيه الاوراق و لا تستطيع الآذان ان تسمعها

لذا نختم القول الی هذا المقام و نکتفی به يا ايّها السائل

الجليل لعمری لو استنشقت رائحة الوفاء لألقيت عليک کلمة لو

تسمعها تطير فی هواء تسمع من هزيز ارياحه أن لا اله

الّا هو و لکن حينئذ کلّت السن بلابل الحقّ عن بدائع

النغمات بل تسری الحکم الربّانيّة من القلوب الی الصدور

ص ٤٨٤
کسريان الروح فی النفوس نعم ما قال

و لقد خلوت مع الحبيب و بيننا سرّ ارقّ من النسيم اذا سری

هو اللّه

الهی الهی هؤلاء عباد انجذبوا بنفحات قدسک فی ايّامک

و اشتعلوا بالنار الموقدة فی سدرة فردانيّتک و لبّوا لندائک

و نطقوا بثنائک و انتبهوا من نسماتک و اهتزّوا من نفحاتک

و شاهدوا آياتک و أدرکوا بيّناتک و سمعوا کلماتک و أيقنوا

بظهورک و اطمئنّوا بعنايتک أی ربّ اعينهم شاخصة الی
ملکوتک الأبهی و وجوههم موجّهة الی جبروتک الأعلی
و قلوبهم خافقة من شغف حبّ جمالک الانور الاسنی

و اکبادهم محترقة بنار محبّتک يا ربّ الآخرة و الاولی

و احشائهم مضطرمة بنيران الشوق الملتهبة اللظی و دموعهم

منسجمة کالديم المدرار من السماء فاحفظهم فی حصن
صونک و حمايتک و احرسهم فی کهف حفظک و کلائتک

و انظرهم بعين وقايتک و رعايتک و اجعلهم آيات توحيدک

الباهرة فی ارجاء الانشاء و رايات تجريدک فوق صروح
الکبرياء و السرج الموقدة بدهن حکمتک فی زجاجة
ص ٤٨٥
الهدی و طيور حديقة معرفتک الصادحة علی أعلی فروع
الاشجار فی جنّة المأوی و حيتان بحر موهبتک الخائضة
فی العمق الاکبر برحمتک الکبری أی ربّ هؤلاء عباد

ارقّاء اجعلهم کبراء فی ملکوتک الأعلی و ضعفاء اجعلهم

أقوياء بقدرتک العظمی و أذلّاء اجعلهم أعزّاء فی اقليمک

الجليل و فقراء اجعلهم أغنياء فی ملکک العظيم ثمّ قدّر لهم

کلّ خير قدّرته فی عالم الغيب و الشهود و هيئ لهم من

أمرهم رشداً فی حيّز الوجود و اشرح منهم الصدور
بالهامک يا مالک کلّ موجود و نوّر قلوبهم ببشاراتک

المنتشرة من المقام المحمود و ثبّت اقدامهم علی ميثاقک العظيم

يا عزيز يا ودود و قوّ أظهرهم علی عهدک الوثيق بجودک

و فضلک الموعود انّک أنت الکريم الفضّال المعبود ع‌ع

اين مناجات را هر نفسی بکمال تضرّع و ابتهال بخواند
سبب روح و ريحان قلب اينعبد گردد و حکم ملاقات دارد
هو الأبهی
الهی الهی انّی أبسط اليک اکفّ التضرّع و التبتّل
ص ٤٨٦

و الابتهال و اعفّر وجهی بتراب عتبة تقدّست عن ادراک

اهل الحقائق و النعوت من أولی الالباب ان تنظر الی
عبدک الخاضع الخاشع بباب أحديّتک بلحظات أعين
رحمانيّتک و تغمّره فی بحار رحمة صمدانيّتک. أی ربّ

انّه عبدک البائس الفقير و رقيقک السائل المتضرّع الاسير

مبتهل اليک متوکّل عليک متضرّع بين يديک يناديک

و يناجيک و يقول ربّ ايّدنی علی خدمة احبّائک و قوّنی

علی عبوديّة حضرة أحديّتک و نوّر جبينی بانوار التعبّد

فی ساحة قدسک و التبتّل الی ملکوت عظمتک و حقّقنی

بالفناء فی فناء باب الوهيّتک و اعنّی علی المواظبة علی

الانعدام فی رحبة ربوبيّتک. أی ربّ اسقنی کأس الفناء

و البسنی ثوب الفناء و اغرقنی فی بحر الفناء و اجعلنی غباراً

فی ممرّ الاحبّاء و اجعلنی فداء للارض الّتی وطئتها اقدام

الاصفياء فی سبيلک يا ربّ العزّة و العلی انّک أنت الکريم

المتعال. هذا ما يناديک به ذلک العبد فی البکور و الآصال.

أی ربّ حقّق آماله و نوّر أسراره و اشرح صدره و أوقد

مصباحه فی خدمة أمرک و عبادک انّک أنت الکريم
ص ٤٨٧

الرحيم الوهّاب و انّک أنت العزيز الرؤف الرحمن ع‌ع

هو اللّه

ای پروردگار مستمندانيم مرحمتی کن و فقيرانيم از بحر غنا

نصيبی بخش محتاجيم علاجی ده و ذليلانيم عزّتی ببخش
جميع طيور و وحوش از خوان نعمتت روزی خوار و جميع

کائنات از فيض عنايتت بهره بردار اين ضعيف را از فيض

جليل محروم مفرما و اين ناتوان را بتوانائی خويش

عنايتی بخش رزق يوميّه را رايگان ده و معيشت ضروريرا

برکتی احسان فرما تا مستغنی از دون تو گرديم و بکلّی بياد

تو افتيم راه تو پوئيم راز تو گوئيم توئی توانای مهربان

و توئی رازق عالم انسان و عليک التحيّة و الثناء ع‌ع

هو المشفق الکريم

الهی الهی تو بينا و آگاهی که ملجأ و پناهی جز تو نجسته

و نجويم و بغير از سبيل محبّتت راهی نپيموده و نپويم

در شبان تيره نا اميدی ديده‌ام بصبح اميد الطاف
بی‌نهايتت روشن و باز و در سحر گاهی اين جان و دل
ص ٤٨٨

پژمرده بياد جمال و کمالت خرم و دمساز. هر قطره‌ای که

بعواطف رحمانيّتت موفّق بحريست بيکران و هر ذرّه ای که

بپرتو عنايتت مؤيّد آفتابيست درخشنده و تابان. پس ای

پاک يزدان من اين بنده پر شور و شيدا را در پناه خود

پناهی ده و بر دوستی خويش در عالم هستی ثابت و

مستقيم بدار و اين مرغ بی پر و بال را در آشيان رحمانی

خود و بر شاخسار روحانی خويش مسکن و مأوائی عطا فرما ع ع


Table of Contents: Albanian :Arabic :Belarusian :Bulgarian :Chinese_Simplified :Chinese_Traditional :Danish :Dutch :English :French :German :Hungarian :Íslenska :Italian :Japanese :Korean :Latvian :Norwegian :Persian :Polish :Portuguese :Romanian :Russian :Spanish :Swedish :Turkish :Ukrainian :