و تنزّه بصفاته عن مماثلة مکوّناته و تعزّز بأسمائه عن
شؤون مبدعاته و تجلّل بأفعاله عن الحدود و القيودو الهندسة فی جميع مخترعاته، المتجلّی علی الاکوان فی
هذا الکور الجديد بأنّه فعّال لما يريد، الظاهر فی عوالم
الانشاء بحقيقة يفعل مايشاء و هذا صريح الکتابو لو لا هذه العزّة المقدّسة لکان عزّه و سلطانه و قدرته
و برهانه ظلّاً غير ظليل أو أوهام معترية علی العليل
و لا يبرد منه غليل و النفحة المسکية الالهيّة الساطعة
من رياض التحيّة تهدی الی الحقيقة النورانيّة و الجذبة
الصمدانيّة و الکينونة الرحمانيّة و الجوهرة اللاهوتيّة
و القوّة الملکوتيّة الّتی خرقت کلّ حجاب و فتقتو الازمنة و قوابلهم کما قيل لا کلّ ما يعلم يقال و لا کلّ
ما يقال حان وقته و لا کلّ ما حان وقته حضر اهله.ايّها السّيّد الجليل و الشهم النبيل، الموجّه الوجه للّذی
فطر السموات و الأرض. قد وصلت عريضتک الناطقةبخلوصک للّه الحقّ و اشتعالک بنار محبّة اللّه و انجذابک
من آيات اللّه و تعرّضک لنفحات اللّه. بشری لک ثمّبالسجود له و تباهی الملأ الأعلی بالوفود عليه و اطّلعت
بمضامين تلک القصيدة الغرّآء بل الخريدة الفريدةو ارتشفت سائغاً شراباً من حياض مبانيها. لانّها کلمات
دالّة علی بصيرتک و ناطقة بسريرتک. نحمد اللّه علیو ايّد الموحّدين علی هدم کلّ سدّ مانع و هتک کلّ ستر
ص ٥بانّ اللّه مقتدر علی ما يشاء و من حدّه عدّه و أشرک
بسلطانه فی ملکوت الانشاء. هيهات کيف تتّسع بحوراتحصرها مع عظيم سلطانها و قويم برهانها کفاها سقوطها فی هاوية هبوطها.
و انّک أنت يا ايّها الطير المتغنّی علی سدرة العرفان
فی رياض رحمة ربّک الرحمن. دع المحتجبين بسبحاتالمسائل الالهيّة فی عالم التبيان لأنّ الناس همج رعاع
اتباع کلّ ناعق يميلون بکلّ ريح و اذا جاء هم الحقّ بالحجّة
ص ٦انّا وجدنا آباءنا علی أمّة و انّا علی آثارهم لمقتدون. هذا
شأنهم ذرهم فی خوضهم يلعبون ان يروا سبيل الرشدلا يتّخذوه سبيلاً و ان يروا سبيل الغيّ يتّخذوه سبيلاً
و انّی لمّا اطّلعت علی مضمون کتاب جناب الشيخغدوت متفکّراً متحيّراً و ما أظنّ لمثله رجل متتبّع فی کلمات
اللّه يخفی عليه ألامر بشأن يتمسّک بقواعد و قوانين أوهن
من بيوت العنکبوت شاغلة له عن العروة الوثقی الّتیلا انفصام لها فی عالم الملکوت و لا شکّ انّ جنابه لا يرکن
الی تلک الشبهات و لا يتقيّد بهذه الاشارات بل ناقلفانّنا اذ انظرنا الی النصوص الظاهرة و الآيات الواضحة
من کتاب اللّه نری النصّ الصريح بانّ اللّه خاطب بوضوح
نبی اللّه نوح "انّه ليس من اهلک انّه عمل غير صالح"
و قال بلفظ صريح من غير تلويح انّ ابراهيم قال لأبيه
ص ٧آزر "ما هذه التماثيل الّتی أنتم لها عاکفون" و کذلک
لما قال "و من ذرّيتی قال لا ينال عهدی الظالمين"سلسلة النبوّة مسلسلة کعقود الجمان أو قلائد العقيان
فی ذرّية اسحق و تلک برکة ممنوحة مخصوصة لتلکالذرّية الطاهرة و السلالة الباهرة بنصوص من التوراة
و لا خلاف و لا شقاق و هذه الذرّية تلألأت بانوارالطاهرة الزکيّة الی صلب عبد مناف و بحسب زعمهم اسمه
دالّ علی ما کان عليه من الخلاف فأنزل اللّه ردّاًلقولهم و تبکيتاً لهم و لمن يحومون حولهم "اللّه أعلم حيث
ص ٨يجعل رسالته" لانّ العناصر الجسمانيّة و الطبائع الترابيّة
لا عبرة فيها و لا معوّل عليها انّما العبرة فی الاخلاق
ليس فی الاعراق اذا وافق حسن الاخلاق شرفالاعراق فالنسبة حقيقيّة "اَلْولدُ سرّ أبيه" و اذا خالف
فالنسبة مجازية "انّه ليس من اهلک انّه عمل غير صالح"
هذا اذا نظرنا الی صريح التنزيل و أمّا اذا عولنا علی
جوامع التأويل فقال الربّ الجليل "يخرج الحيّ منالميّت و يخرج الميّت من الحيّ" و من جعل للّه حداً فی
فيوضاته الجليلة فهو علی ضلالة و غيّ و ايضاً فانظرالی آثار رحمة اللّه کيف يحيی الأرض بعد موتها و کيف
يحشر الخلائق النورانيّة فی الحقيقة الانسانيّة بعدعليها الماء اهتزّت و ربّت و انبتت من کلّ زوج بهيج"
و هذه آية ظاهرة و حجّة باهرة قاطعة لکلّالالهام و مواقع النجوم و منابع فيض ربّ العباد مشابهين
و مقيسين بالأصائل من الصافنات الجياد و بما أنّ العوام
کالهوام يغفلون عن جوهر البرهان يتعرّضونلأمور ما أنزل اللّه بها من سلطان. فتبّاً لهم و لأوهامهم
و سحقاً لصناديدهم و أصنامهم و انّ للّه خرقاً فی العادات
و اظهار الآيات باهرات فی ظهور کلماته الجامعاتان يجعل العادة المستمرّة ميزاناً لأمر اللّه فی آياته
المستودعة و المستقرّة حيث جرت عادة الملک العلّام ان
تندفق نطفة الانسان من الاصلاب و تنعقد فی الارحامو خلق المسيح روح اللّه بنفخة من روحه خارقاً للعادة
المستمرّة المسلّمة بين الانام و هل يجوز بعد وضوح هذه
الشروح ان يتوقّف أحد فی أمر اللّه أو يحتجب بأوهاميا ايّها المشتعل بنار محبّة اللّه دع القوم و أهوائهم
ص ١٠و اعترض عليک لا تسأم و لا تبتئس توجّه الی مولاک فی
أخراک و أولاک و انطق بلسان فصيح و جواب واضحو يشرق عليک جواهر العلوم بالهام ربّک العزيز القيّوم
فابذله للطالبين و أودعه آذان المستمعين.حتّی نظّم الجزع ثاقبه). و لم تزل هذه السلالة انتقلت من
الأصلاب الطاهرة الی الأرحام الطاهرة و کم منخبايا فی الزوايا و کم من أبهی جوهرة مکنونة و فريدة
يتيمة مخزونة. و مع ذلک أمره أعظم من ان يثبتالاسرار المودعة فی صفوة اللّه و لو کان اصله من تراب
مهين هو المشهور بعدم الاقرار بل الاحتجاب عنالقوم و کشف غطاء أبصارهم فی هذا اليوم "و لعبد مؤمن
خير من مشرک و لو أعجبکم" هذه سبحات هائلة حائلةرحمة اللّه و اختصّوا بموهبة "يختصّ برحمته من يشاء"
لا ينظرون الّا الی حقيقة البرهان و آثار موهبة الرحمن
يستضيئون بمصباح الفيوضات فی أيّ مشکاة أوقدکانت أم غربيّة لانّها لا شرقيّة و لا غربيّة و لا جنوبيّة
و لا شماليّة کلّ الجهات جهاتها و اذا اطّلعت بحقيقة
المعانی الکلّيّة المشروحة فی بواطن هذه الکلماتلک الحمد يا الهی بما هديتنی الی معين رحمانيّتک و دعوتنی الی
مشرق صمدانيّتک و أيّدتنی بالاقرار بکلمة وحدانيّتکعلومهم و فنونهم و تمسّکوا بأوهامهم و نکسوا أعلامهم
و شاهت وجوههم و انطمست نجومهم أی ربّ أيّدنیفی هذا الظهور الّذی أشرقت أنواره علی الاقطار الشاسعة
فی يوم النشور ثمّ اشدد أزری و قوّ ظهری و ثبّت قدمی
فی أمرک لأکون آية ذکرک بين بريّتک و المنادیقد کتب هذا الجواب علی الکتاب الّذی حضر من قدوة أولی
الالباب بحسب الامر الصادر من الحظيرة المقدّسة عو قدّرها مبدأ الايجاد فی عالم الانشاء و مصدر الحقائق
المتدرّجة فی مراتب الوجود بالوجه الأعلی المعهودفلمّا أشرقت شمسها بقوّتها الناشرة الجاذبة علی الحقائق
الکامنة فی هويّة الغيب فانبعثت و انتشرت و انتثرتو ناظمه و مزيّنه بمصابيح لا عداد لها و قناديل لا نفاد
لها و لا يعلم جنود ربّک الّا هو و جعل دوائر هذهالکواکب النورانيّة الرحمانيّة أفلاکها العلويّة و جعل
أجسام هذه الافلاک الروحانيّة لطيفة ليّنة سيّالة مائعة
موّاجة رجراجة بحيث تسبح تلک الدراری الدرّية فیدائرة محيطها و تسيح فی فضاء رحيبها بعون صانعها و خالقها
و مقدّرها و مصوّرها و بما اقتضت الحکمة البالغةعليها منبعثة من الروابط القويمة و الموافقة و المطابقة
العظيمة الموجودة بين حقائق هذه العوالم الغير المتناهية
فجذبت و انجذبت و حرکت و تحرّکت و دارتالباهرة بعوالمها النورانيّة و توابعها و سيّاراتها فی
مداراتها و سمواتها و دوائرها فبذلک تمّ نظامها و حسن
انتظامها و اتقن صنعها و ظهر جمالها و ثبت بنيانها و تحقّق
برهانها فسبحان جاذبها و قابضها و فائضها و مدبرهاو محرّکها عمّا يصفه الواصفون (١) و ينعت به الناعتون.
يا ايّها المستفيض من فيضان البحر ألاعظم المتموّجالمفوّج المتهيّج المتهاجم الامواج علی شواطئ الأمم طوبی
لک بما آويت الی الرکن الشديد و الکهف المنيع مقامالتبتّل الی ربّک العزيز الحميد و تبرّئت من ظنون الفنون
و تقدّست من اوهام الافهام سارعاً الی موارد الحقائق
و الاسرار و متعطّشاً الی معين فرات العلم مجمع البحار و مرجع الانهار
فاعلم بانّ کلّ غير متناه صنعه غير متناه و انّ الحدود
صفة المحدود و انّ الحصر فی الموجود ليس فی حقيقةو کذلک فاستدلل بها فی العوالم الجسمانيّة لانّ الجسمانيّات
آيات و انطباعات للروحانيّات و انّ کلّ سافل صورةو مثال للعالی بل انّ العلويّات و السفليّات و الروحانيّات
و الجسمانيّات و الجوهريّات و العرضيبات و الکلّيّات
و الجزئيّات و المبادی و المبانی و الصور و المعانی و حقائق
کلّ شیء و ظواهرها و بواطنها کلّها مرتبط بعضهاقابليّاتها و استعداداتها لانّ الجزئيّات بالنسبة لما
دونها کلّيّات و انّ الکلّيّات المتعظّمة فی أعينالّتی هی أعظم منها فالکلّيّة و الجزئيّة فی الحقيقة امر
إضافی و شأن نسبی و الّا رحمة ربّک وسعت کلّ شیءلکلّ موجود کلّی أو جزئی امّا ظهوراً أو بطوناً سراً
أو علانية ً فکما انّ الجزئيّات غير متناهية من حيثفانظر الی الحديث المأثور و دقّق النظر فی معانيه الدالّة
علی سعة الکون و اتّساعه الخارج عن العقول و الحدودقنديل و علّق العرش و الأرض و السماء و ما بينهما حتّی
الجنّة و النار کلّها فی قنديل واحد و لا يعلم ما فی باقی
القناديل الّا اللّه و کلّ ما ذکر العارفون لها حدّاً
و عبّروا لها حصراً انّما کان لضيق دائرة العقولالحقائق لها ظهور و بروز بالنسبة الی المراتب و الدرجات
و الاستعداد و القابليّات مثلاً فانظر فی الحقيقةالانسانيّة و الکمالات النفسانيّة و الفضائل الروحانيّة
و الشؤون الوجدانيّة . انّها لها اشتهار و ظهور و انبعاث
و سنوح . بتتابع التدرّج فی معارج النشأة الاولی منمقام النطفة الادنی الی أعلی مدارج البلوغ الأعلی . فبمثل
ذلک شأن کلّيّة الوجود من الغيب و الشهود اذاً تفرّس
فی هذا الکور البديع و الدور العظيم المنيع و قل تعالی اللّه
ربّ العرش الرفيع بما أظهر الشمس الوحدانيّة و الحقيقة
الصمدانيّة من هذا المطلع الشامخ الباذخ القويّ القديم
بحيث لمّا سطعت أشعّتها النافذة الحامية علی الاکوان
الخاوية و الاراضی الخالية انبعثت حقائق کلّ شیءو المعانی الکلّيّة . بقوّتها النامية و اشتهرت مکنونات
العلوم الکاشفة لحقائق المعلوم و ظهر السرّ المصونو الطلوع العظيم دور الحقائق و الاسرار و حشر الشؤون
الرحمانيّة فی مرکز الانوار و ظهور الکنوز المستترةالقطرات تتموّج بحور الآيات و فی هويّة الذرّات تتجلّی
شموس الاسماء و الصفات و يکتشف المعاصرونو الابتهاج آثار هذا النيّر الاعظم الوهّاج و تجتلون
-----------------------و تلتقطون دراری النوراء الّتی يقذفها هذا الطمطام المتلاطم
المتهيّج الموّاج و تشربون من الينابيع الصافية العذبة
النابعة من فيضان هذا الغمام المدرار بالمآء الثجّاج. فطوبی
لمن لم يحتجب بسبحات علوم کالاوهام عن مشاهدةحقائق العلم و ادراک جواهرها فی ايّام اللّه. و بشری لمن
کشف عنه الغطاء و بعث ببصر حديد بين ملأ الانشاءحشر يوم القيامة أعمی و غفل عن ذکر ربّه الأعلی و فی
آذانه وَقر عن استماع النداء المرتفع فی هذا الفردوس الأعلی.
و قل يا الهی لو خلقت فی کلّ جزء من اعضائیألسناً ناطقة بافصح اللغات و معانی رائقة فائقة عن حدود
الاشارات و حمدتک و شکرتک فی الدهور و الاحقابوفّقتنی علی الايمان بمظهر رحمانيّتک و مطلع فردانيّتک
و مشرق آياتک الکبری و مهبط اسرار قيّوميّتک فیقطب الانشاء و أيّاً ما تدعوا فله الاسماء الحسنی. و کشفت
ص ٢١و سبقت فی الادوار الأوّليّة بالنسبة للحقائق و المسائل
الالهيّة و الاسرار الکونيّة الّتی انقشع سحابهاأوهام و شبهات. لانّ الحقيقة الجامعة الکونيّة مثلها عند
ربّک کمثل الحقيقة الجامعة الانسانيّة فانّها فی مراتبها
الأوّليّة من الطفوليّة و الصباوة و المراهقة و لو کانت
مصدراً لظهور الصفات و المحامد البشريّه و لکن أينهذه الشؤون من الکمالات العقليّة و الحقائق الملکوتيّة
و الاسرار الربّانيّة السائحة الفائضة فی مرتبة بلوغها و أعظم
--------------------------سطوعها و شروقها. فلاجل ذلک ينبغی أن تتّخذ هذا الامر
ميزاناً لکلّ الامور و لا تعبأ بالحکايات و الاقاويل
الّتی تتناقل علی أفواه أهل الوهم و الاشارات. لانّها مبالغات
و قصص و أساطير لا يعتبرها أولو الابصار بل الشأن فی
تحقيق المسائل و اکتشاف الحقائق المستورة و الاسرارالمکنونة فی هويّة الحقائق الکونيّة بالبراهين الواضحة
و الدلائل الباهرة و الحجج القاطعة بموازين تامّةکاملة. فامثال هذه الامور لا يجوز الاعتماد و الرکون
عليها عند الّذين فتح اللّه بصيرتهم و طابت سريرتهم .
و تنورّت بواطنهم و لطفت ظواهرهم و انجلت قلوبهم .الحکم و المعانی الّتی مؤسّسة علی الاوهام و لا يقتنع بها
الفطن الذکی الخبير العلّام أصبحت عند أولی العلم اليوم
کاضغاث أحلام. فسبحان المتجلّی علی العقول بانوارالحقيقة الساطعة من مشرق الظهور و تعالی الربّ المجيد
بما خرق الحجبات و هتک السبحات و کشف الظلماتعناکب الاوهام فی هذا الايوان الرفيع و السرادق المنيع
اذاً فاعلم بانّ العلوم الرياضيّة انکشف مسائلها و انحلّت
معضلاتها و انتظمت قوانينها و اثمرت أفانينها فی هذا
العصر الکريم و القرن المجيد و انّ الانکشافات (١) الّتی
سبقت للمتقدّمين من الفلاسفة و آرائهم لم تکن مؤسّسة
علی اصل متين و اساس رصين لأنّهم أرادوا ان يحصرواعوالم اللّه فی أضيق دائرة و أصغر ساهرة و تحيّروا فيما ورائها
الی ان قالوا لا خلاء و لا ملاء بل عدم و هذا الرأی مناف
و مبائن لجميع المسائل الالهيّة و الاسرار الربّانيّة بل عند
تطبيق عوالم المعانی بالصور و الروحانيّات بالجسمانيّات
تجد هذا الرأی أضعف من بيت العنکبوت لانّ العوالمالروحانيّة النورانيّة منزّهة عن الحدود الحصريّة و العدديّة و کذلک العوالم الجسمانيّة
-------------------------------فی هذا الفضاء الاعظم الاوسع الرحيبب. و هذا سرّ کشفه
اللّه لعباده بفضله و رحمته حتّی يظهر أوهام الّذين هم منکرون
و يفضح براهين الّذينهم فی غفلتهم يعمهون و ينهدم بنيان
ظنونهم و تسودّ وجوه فنونهم بحيث عميت أعينهم عنالملکوت فی هذا المشهد العظيم و اعتقدوا بانّ العوالم
محصورة فی هذه الدائرة الصغيرة الّتی بالنسبة الی العوالم
کسواد عين نملة فی فضاء لا نهاية لها کما قال و قوله الحقّ
"و لا يعلم جنود ربّک الّا هو" و أمّا ما ذکر من طبقات
السبع و السموات السبع المذکورة فی الآثار الّتی سبقت من
مشارق الانوار و مهابط الاسرار هذا لم يکن الّا بحسب
اصطلاح القوم فی تلک الاعصار و کلّ کور له خصائصالاستار. اذ کلّ شیء عند ربّک بمقدار و ما قصدوا بذکر
الافلاک الّا المدارات للسيّارات الشمسية الّتی فی هذا
العالم الجامع لنظام هذه الشمس و توابعها. لانّ سيّارات
هذه الشمس علی اقدار السبعة من حيث الجرم و الجسامةو الرؤية و النور و مدار القدر الأوّل منها فلک من أفلاک
هذا العالم الشمسی و سماء من سموات هذه الدائرة المحيطة
المحدّدة (١) الجهات الواقعة ضمن محيطها و کذلک کلّالدراری الدرهرهة الساطعة فی وجه السماء الّتی کلّ واحدة
منها شمس و لها عالم مخصوص بتوابعها و سيّاراتها.اذا نظرت اليها تجدها بالنظر الی ظهورها الی الابصار من
دون واسطة المرايا المجسّمة يظهر انّها علی اقدار سبعة .
و مدار کلّ قدر منها أو دائرته سماء مرفوع و فلک محيط فی الوجود.
ثمّ اعلم بانّ هذه المدارات و الدوائر العظيمة واقعة
ضمن أجسام لطيفة مائعة رائقة سيّالة موّاجة رجراجةالسماء موج مکفوف لانّ الخلاء ممتنع محال فغاية ما يقال
انّ الاجسام الفلکيّة و الاجرام الاثيريّة مختلفة فی بعض
الموادّ و الاجزاء و الترکيب و العناصر و الطبائع المسبّبة
لاختلاف التأثيرات الظاهرة و الکيفيّات الفائضة منها
------------------------------و انّ الاجسام الفلکيّة المحيطة بالاجرام يختلف ايضاً
بعضها مع بعض من حيث اللطافة و السيلان و الاوزانو الّا الخلاء محال . فالظرف لابدّ له من مظروف و لا
يکاد يکون المظروف الّا جسما و لکن أجسام الافلاکفی غاية الدرجة من اللطافة و الخفّة و السيلان . لأنّ
الاجسام تنقسم الی الجامدة کالاحجار و المتطرّقةکالمعادن و الفلزّات و السائلة کالمياه و الهواء و اخفّ
منها ما يتصاعدون به اليوم فی السفن الهوائية الی جوّ السماء
و اخفّ منها الاجسام الناريّة و الاجسام الکهربائيّة
البرقيّة. فهذه کلّها أجسام فی الحقيقة و لکن بعضها غير
موزونة و کذلک خلق ربّک فی هذا الفضاء الواسعالعظيم أجساماً متنوّعة من غير حدّ و عدّ تزهل العقول
عن احاطتها و تتحيّر النفوس فی معرفتها و مشاهدتها.التخلّل و التذبّل فی کرور الايّام. فهذه آراء أولی الظنون
ص ٢٧واضح بأنّ السباحة لا تتصوّر الّا فی أجسام ليّنة مائعة
سائلة و ممتنع محال فی أجسام صلبة جامدة اذاً فانظرببصر حديد فی هذا البيان الشافی الکافی الواضح المبين
ثمّ انظر الی أوهام الحکماء و کيف تاهوا و هاموا فی فلوات
اللازم و الملزوم و تصوّرات ما نزل بها سلطان الملک العزيز القيّوم
و أمّا قضية انّ الأرض دائرة حول الشمس و انّها أی الأرض
سيّارة من هذه الدراری التابعة للشمس و انّ الحرکة اليوميّة المسبّبة
للطلوع و الغروب حاصلة من حرکة الأرض علی محورهافهذه ليست من الاراء المستجدة (١) و الکشفيّات الحاصلة
فی الازمنة الاخيرة بل أوّل من قال بحرکة الأرضالی هذا الامر قبل التاريخ الميلادی بخمسمائة عام و استدلّ
------------------------------بانّ الشمس مرکز العالم بسبب ناريّتها و اتبعه فی هذا
الرأی أفلاطون الحکيم فی أواخر أيّامه و ألّفاريستورخ الحکيم کتاباً قبل الميلاد بمأتين و ثمانية سنة
و صرح فيه انّ الأرض دائرة علی الشمس و علی محورهاو لکن ما کان مستنداً علی براهين قاطعة و ادّلة واضحة
و حجج بالغة من قوانين الهندسة و القواعد الرياضيّةالحکماء السابقة من حيث مشاهدتهم الحسّيّة و مطالعتهم
النظريّة فی العالم المرئی و رصدهم فی الکواکبالبطليموس الرومانی الاسکندرانی الشهير فی علم النجوم
و التاريخ و کان معلّما فی مدرسة الاسکندريّة فی المائة
الثانية من الميلاد فاختار قاعدة من القواعد القديمة وأسّس
عليها رصده و رتب زيجاً مؤسّساً علی حرکة الشمسرصده و زيجه بين العالم للسلطة القويّة الّتی کانت للامّة
الرومانيّة و حکومتها علی سائر الأمم و هو ألّف کتاباً
ص ٢٩فی فنّ النجوم و الرياضيات و سماه بمجسطی و فی القرون
الأوّلية من الاسلام ترجمه الفارابی الی العربی و اشتهر بين
علماء الاسلام هذا الرأی و اتّبعوه و قلّدوه من دون امعان
نظر و تحقيق و انتباه. الی بعض الايات و معانيها. کما قال
و قوله الحقّ "و کلّ فی فلک يسبحون" و بهذه الآيةالمبارکة ثبت بانّ کافّة هذه الدراری اللامعة فی جوّ هذا
السماء الرفيع و الفضاء الفسيح الوسيع و هذه الأرضأيضاً متحرّکة سائرة فی مداراتها و سابحة فی أفلاکها
و دوائرها و أعظم من ذلک ذهولهم فی تفسير الآية المبارکة
الاخری الدالّة علی حرکة الشمس علی مرکزها و محورهامعانيها. لانّهم أرادوا ان يطبقوها علی قواعد بطليموس
الرومانی المذکور و يوفقوها علی الزيج الّذی رتبه. فلم
يتمکّنوا علی هذا التطبيق . فاحتاجوا الی تأويلات رکيکة
کقول بعضهم لمستقرّ لها . کان فی الاصل لا مستقرّ لها
فحذفت الالف منه و قول الاخرين انّ المستقرّ يومانّ فی الآية صراحة واضحة بانّ الشمس لها حرکة علی محورها و مرکزها.
اذاً فاعلم بانّ المسائل الرياضيّة الّتی تحقّقت دلائلها
و لاحت براهينها مصدّقة بالدلائل القطعيّة من الاصول
الحکميّة و قواعد هندسيّة فی علم الهيئة و مؤسّسةعلی التحقيقات النجوميّة و التدقيقات الرصديّة و ايضاً
مطابقة لاصول المسائل الکلّيّة فی العلوم الالهيّة لانّ
عند تطبيق العالم الظاهر بالباطن و العالی بالسافل و الصغير
بالکبير و الاجمال بالتفصيل يظهر باجلی بيان (١) بانّ
القواعد الجديدة فی علم الهيئة أعظم تطبيقاً من سائر
الاقوال کما بيّنّا و أوضحنا. و انّ رصد لکو فرينکوو زيجه اتقن فی الاعمال و التدقيق و التحقيق من سائر
الزيجات لانّه کان فی سنة خمسمائة بعد الالف من الميلاد
و رصد (٢) مدّة ستّة و ثلاثين سنة حتّی أخرج القاعدة
المشهورة بحسب اکتشافه فی حيّز العرض علی الافکار----------------------------------------------------------
(١) و فی نسخة باجلی البيان (٢) و فی نسخة و رصدهو لخّصت محاصيلها و لکن بهذه کفاية لاولی الابصار و هداية لذوی الانظار.
قل تعالی الملک القيّوم الّذی بظهوره انشقّ حجابالموهوم و استغنی المخلصون بحبّ جماله المعلوم الکاشف
لحقائق الحکم و الشؤون من نتائج الظنون و وهميّاتالعلوم و اطّلعوا المشتاقون علی السرّ المکنون و الرمز
المصون المخزون و طاروا بأجنحة الشهود ألی أوج اللقاء
معدن السرور و مقام الفرح و الحبور و سمعوا نغماتالطهور و شربوا بحور الحيوان فی عالم النور و انتشؤا
من الکأس الّذی کان (١) مزاجها کافور فی يوم مشهودمشهور و يناجون ربّهم بالحان لم تسمع الآذان بمثلها فی
جنّات و عيون و يقولون اناجيک يا الهی و محبوبیعزّ فردانيّتک و مرطباً لسانی بالشکر و الثناء علی مرکز
--------------------------------------------الکور المجيد و الظهور الفريد فی ايّام اختصصتها بين
الازمان بطلوع شمس حقيقتک الساطعة أشعّتها علی کلّآلائک و نعمک علی المخلصين من بريّتک. لانّک شرّفتهم
بايّام کانوا الاصفياء فدوا الارواح فی مفاوز الفراق
اشتياقاً لاستنشاق نفحة من النفحات المرسلة فيها و انتظاراً
لمشاهدة آثار من الانوار المشرقة فی سمائها و انّک بفضلک
أحسانک توّجتنی بهذا الاکليل اللامع فی قطب الامکانو أجلستنی علی سرير محبّتک بين ملأ الاکوان و أيّدتنی
علی الاستقامة علی أمرک بعد ما تزعزع منه أعظم القوی
بين ملاء الانشاء و ارتعد الفرائص و تسعسع أرکان الوجود
فی عوالم الابداع و الاختراع. أسئلک بجمالک القديم و نور
وجهک الکريم و سرّک العظيم. ان تحفظنا عن أوهامالاشارات و تؤيّدنا علی الاستقامة و الثبوت و الرکوز
و الرسوخ فی أمرک يا مالک الغيب و الشهود. انّک أنت المعطی الکريم الرحيم عع
ص ٣٣الليالی الدهماء و انشقّت الحجبات الظلماء و انفلق صبح
البقاء و لاحت شمس الحقيقة فی أفق العلی فهتفتملائکة البشری. تعالی تعالی من هذا الجمال الاسنی قد
هاج رياح الوفاء و ماج قلزم الکبريا و خاض نفوسالاصفياء و التقطوا لآلی نوراء و نثروا فی ذيل الاذکياء
فهلّل الاولياء. سبّوح قدّوس ربّ هذه الايادی البيضاء
لاحت لوائح العطاء و فاحت فوائح الندی و هبّتو حيّ الحيا تلک الحزون و الربی و تزينّت الحدائق الغلباء
و اخضرّت الرياض الغنّاء فغرّدت حمائم الذکری فی الجنّة.
العليا تبارک اللّه ربّ الآخرة و الاولی قد نفخ فی الصور
النفخة الاولی و انصعق من فی الأرض و السموات العلیأهل الولاء و قالت لبيّک اللّهمّ لبيّک يا ربّنا الأعلی الحيّ
القيّوم فی ملکوت الأبهی. نحمدک و نشکرک فی جنّةاللقاء علی هذه الموهبة و العطاء و الموائد الّتی لا تحصی
و معاملتک الحسنی و مشاهدة جمالک الطالع اللامعبالافق الأعلی يا قيّوم الأرض و السماء. و البهاء الساطع
اللائح من الفيض الرحمانی و التجلّی الالهی. يفيض علی
الکلمة الجامعة العليا و الحقيقة اللامعة النوراء و الکينونة
الباهرة الاولی و الذاتيّة الکاملة المثلی المؤيّدة بشديد
القوی عند سدرة المنتهی و المسجد الاقصی الّذیو فرعها فی السماء و علی فروعها و أصولها و أفنانها و أوراقها
ص ٣٥و أزهارها و أثمارها فی جميع المراتب و الشؤون من ظاهرها
و باطنها دائماً أبداً سرمداً ببقاء اللّه الملک الأعلی
يا ايّها السائل المتدندن حول الحمی، المتساقط فیوهدة الحيرة فی أمر ربّک الأبهی. الی متی تستغرق نوماً
فی مضاجع الحسرة و الهوی و مراقد الشبهات و الامتراء
فانتبه و اخرق الحجبات و مزّق السبحات بقوّة القویو انظر ببصر ما زاغ فيما شاهد و رأی من آيات ربّک الکبری.
ثمّ اعلم بانّ وفد فی فناء ساحة الکبرياء، معهد اللقاء
رجال فازوا بلقاء ربّهم الأبهی و شملتهم العناية و اشرق
عليهم أنوار الوجه و فاض عليهم غمام الجود ماء مبارکاً
من العطاء و طهّر أفئدتهم عن شائبة المرية و الغویعنايتک. فانّهم هلکی من شدّة الظمأ. أی ربّ انّهم وقعوا
فی البلاد الاقصی و جمالک الاعظم فی معاهد الانبياءفی فهم فصل الخطاب بين الارّقاء و وقعوا فی تيه الحيرة
صرعی من وساوس أهل الشقاء و أراجيف أولی الوهمو ترکوا العروة الوثقی و تبرّؤا من مظهر نفسک العليّ الأعلی
علی المنابر فی محضر الجهلاء و تفوّهوا بما تزلزل به أرکان
الوجود و سالت العبرات و اشتدّت الزفرات فی قلوبالکامل علی ذوی النهی انّی للضعفاء ولو کانوا من أولی
الحجی مع الاجنحة المنکسرة العروج الی الذروة الاسمی
و الصعود الی الرفرف الأعلی و تختصّ برحمتک من تشآءو التمسوا منه ان يتصدّی بطلب بيان معانی سورة الفاتحة
الناطقة باسرار الملک الأعلی ليکون ذلک التفسير و التأويل
من معالم التنزيل عبرة للّذين يريدون البصيرة و الهدی
فصدر الامر من مطلع ارادة ربّک لهذا العبد البائسالعاجز المنکسر الجناح ان احرّر ما يجريه علی قلمی بنفثات
روح تأييده و انفاس قوّة توفيقه ليکون ذلک عبرة لاولی
النهی و يثبت ان الصعوة بفضل من اللّه. تستنسر فی ايّام اللّه
بسم اللّه الرحمن الرحيماعلم انّ البسملة عنوانها الباء و انّ الباء التدوينی هی
الحقيقة المجملة الجامعة الشاملة للمعانی الالهيّة و الحقائق
الربّانيّة و الدقائق الصمدانيّة و الاسرار الکونيّة. و هی
فی مبدء البيان و جوهر التبيان عنوان الکتاب المجيدو فاتحة منشور التجريد بظهور لا اله الّا اللّه کلمة التوحيد
و آية التفريد و التقديس. من حيث الاجمال و التفصيل و انّ
الباء التکوينی هی الکلمة العليا و الفيض الجامع اللامع
ص ٣٨الشامل المجمل الحائز للمعانی و العوالم الالهيّة و الحقائق
الجامعة الکونيّة. بالوجه الأعلی. لانّ التدوين طبقالتکوين و عنوانه و ظهوره و مثاله و مجلاّه و تجلّيه و شعاعه
عند تطبيق المراتب الکونيّة بالعالم الأعلی فانظر فی
منشور هذا الکون الالهی تلقاه لوحاً محفوظاً و کتاباً
مسطوراً و سفراً جامعاً و انجيلاً ناطقاً و قرآناً فارقاً
و بيانا" واضحاً. بل أمّ الکتاب الّذی منه انتشر کلّ
الصحائف و الزبر و الالواح و انّ الموجودات و الممکنات
و الحقائق و الاعيان کلّها حروف و کلمات و أرقامو اشارات تنطق بافصح لسان و ابدع بيان بمحامد موجدها
و نعوت منشئها و تسبيح بارئها و تقديس صانعها. بلنوراء "قل لو کان البحر مداداً لکلمات ربّی لنفد البحر
قبل أن تنفد کلمات ربّی ولو جئنا بمثله مدداً" و لاالزبور المحتوی علی کلمات الوجود منظوماً و منثور . تلاه
علينا الربّ الغفور تلاوة آيات الکينونة بسرّ البينونة اجمالاً
ص ٣٩فی هذه النشأة الکبری و مجالی القدرة العظمی، فسبحان
ربّی الأعلی طوبی لاذن واعية و أسماع صاغية و أفئدةالالف المطلقة الالهيّة بشؤونها و أطوارها اللينية و القائمة
و المتحرّکة و المبسوطة و نحوها فی البسملة الّتی هی عنوان
کتاب القدم بالطراز الأوّل، المشتملة علی جميع المعانی الالهيّة
و الحقائق الربّانيّة و الاسرار الکونيّة المبتدء فيها
بالحرف الأوّل، من الاسم الاعظم . بالوجه الاتمّ الاقوم
کما قال امام الهدی جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام فی تفسير البسملة "الباء بهاء اللّه" و القوم انّما
اعتبروا الحذف و التقدير للالف بين الباء و السين جهلاً
ص ٤٠و سفهاً. حيث لم ينتبهوا لمعرفة الآيات الباهرة و البيّنات
الظاهرة و الجامعية الکاملة الشاملة الزاهرة السافرة
فی هذا الحرف المجيد و السرّ الفريد. لانّها متضمنّة بالوجه
الأعلی جميع المعانی الکلّية المندمجة المندرجة فی هويّة
الحروفات العاليات و الکلمات التامّات. أما تری انّالالف ظهرت فی سبح اسم ربّک الأعلی و اقرأ باسم ربّک
و باسم اللّه مجريها و مرسيها. لا سيّما انّها أی الباء الف
مطلقة الهية فی غيبها و ألف مبسوطة فی شهادتها و عينها
فاجتمعت الشهادة و الغيب و العلم و العين و الباطنو الظاهر و الحقيقة و الشؤون فی هذا الحرف الساطع البارع
الصادع العظيم. و انّ سائر الحروف و الکلمات شؤونهاو أطوارها و آثارها و أسرارها. فانّها مبدء الوجود .
و مصدر الشهود فی عالمی التکوين و التدوين و انّها عنوان
الکتب الالهيّة و الصحف الربّانيّة و الزبر الصمدانيّة. فی
البسملة الّتی هی فاتحة الالواح و الاسفار و الصحائف
و القرآن العظيم. و هذه الکتب باجمعها و اتمّها و أکملها
و جميع معانيها الالهيّة المندرجة المندمجة فی حقيقة کلماتها
ص ٤١عن علی عليه السلام انّ کلّ ما فی التوراة و الانجيل
و الزبور فی القرآن و کلّ ما فی القرآن فی الفاتحة و کلّ
ما فی الفاتحة فی البسملة و کلّ ما فی البسملة فیالباء و کلّ ما فی الباء فی النقطة. و المراد من النقطة الالف
اللينية الّتی هی باطن الباء و عينها فی غيبها و تعينّها و
تشخصّها و تميزها فی شهادتها.و فضله السّيّد الأجلّ الرشتی فی ديباجة کتابه و فصل
خطابه شرحاً علی القصيدة اللاميّة.بسرّ البينونة بطراز النقطة البارز عنها الهاء بالالف بلا
اشباع و لا انشقاق" فهذه النقطة هی الالف اللينية الّتی
هی غيب الباء و طرازها و عينها و جمالها و حقيقتها و سرّها
و کينونتها کما بيّنّاه آنفاً و هذه العبارة الجامعة اللامعة
الواضحة الصريحة ما أبدعها و أفصحها و أبلغها و أنطقها. للّه
ص ٤٢درّ قائلها و ناطقها و منشئها الّذی اطّلع باسرار القدم و کشف
اللّه الغطاء عن بصره و بصيرته و أيّده شديد القوی فی
ادراکه و استنباطه و جعل اللّه قلبه مهبط الهامه و مشرق
أنواره و مطلع أسراره و معدن لآلی حکمه. حتّی صرّحبالاسم الاعظم و السرّ المنمنم و الرمز المکرّم و مفتاح
کنوز الحکم. بصريح عبارته و بديه اشارته و وضوحعين الباء و غيبها و الهاء و الالف بلا اشباع و لا انشقاق
استنطق منهنّ الاسم الاعظم الاعظم و الرسم المشرقاللائح فی أعلی أفق العالم، الجامع لجوامع الکلم، المشتهر اليوم
بين الأمم. ثمّ انظر الی المتلبسين بالعلم المنتسبين الی ذلک
المنادی فی أعلی النادی. کم من ليال تلوا هذه الخطبة الغرّاء .
و کم من ايّام رتلّوا هذه الديباجة النوراء و لم يلتفتوا الی هذه
الصراحة الکبری و هذه البشارة العظمی و الحال انّهذه العبارة صريحة اللفظ واضحة المعنی، معلومة منطوقة
من معالم التنزيل، و لا تحتاج الی تفسير و تأويل و ايضاح
و تفصيل . ليثبت انّهم مصداق الآية المبارکة "انّک لا تهدی
ص ٤٣العمی عن ضلالتهم و لا تسمع الصمّ الدعاء انّک لا تهدی من
أحببت و لکن اللّه يهدی من يشاء" و هذا الراسخ فی العلم
الشهير الشريف. قد بيّن فی جميع المواضع من شرحه المنيف
بعبارات شتّی و اشارات غير معمّی و بشارات أظهر منالصبح اذا بدا. سرّ هذا الظهور. الناطق فی شجرة الطور
و السرّ المکنون و الرمز المصون و القوم يدرسونيعمهون. ذرهم فی خوضهم يلعبون. و لو لا يطول بنا الحديث
و نخرج عن صدد ما نحن به حثيث لبينّت بيانه و شرحتصفحاً الآن عن هذا البيان و تترکه لزمان قدّره العزيز المنّان.
و نعود الی ما کنّا فيه من انّ القرآن عبارة عنو البسملة مجملة الفاتحة و الباء هی الحقيقة الجامعة للکلّ
بالکلّ فی الکلّ. و انّ الحمد فاتحة القرآن و البسملة فاتحة
الفاتحة و انّ الباء فاتحة فاتحة الفاتحة. و انّها لعنوان البسملة
ص ٤٤و البيان النازل من الملکوت الأعلی و صحائف آيات ربّک
الّتی انتشرت فی مشارق الأرض و مغاربها و لمّا نزلتسورة البراءة فی الفرقان. مجرّدة عن البسملة فابتدء فيها بالباء
دون غيرها من الحروف لجامعيّتها و کامليّتها و عظيم برهانها
و کثرة معانيها و قوّة مبانيها و انّها أی الباء أوّل حرف
نطقت به ألسن الموحّدين و انشقّت به شفة المخلصينالتکوين و الابداع عند ما خاطب الحقّ سبحانه و تعالی خلقه
فی ذرّ البقاء و نادی ألست بربّکم قالوا بلی. فابتدؤا بهذا
الحرف الشفوی التامّ دون غيره من سائر الاحرفو بهذا ثبت له خصوصيّة ليس عليها کلام. و فی الباء الواقعة
المتّصلة بخبر ليس فی الخطاب اشارة لطيفة بديعة يعرفها
العارف الخبير و الناقد البصير فافهمو مقامه مقام جمع الجمع فی عالم التدوين و التکوين و الادلّة
واضحة و البراهين قاطعة و الحجج بالغة فی ذلک. و انّها
سبقت الاحرف الملکوتيّة و الارقام الجبروتيّة فی جميع
الشؤون و المراتب و المقامات و التعينّات الخاصّة بالحروفات
العاليات. فهو فی أعلی مقامات الوحدة و الاجمال فی الحقيقة الأولی علی الوجه الأعلی.
و قد قال العالم البصير ما رأيت شيأ الّا و رأيت الباء
مکتوبة عليه. فالباء المصاحبة للموجودات من حضرةالحقّ فی مقام الجمع و الوجود أی بی قام کلّ شیء و ظهر.
و قال محيی الدين بالباء ظهر الوجود و بالنقطةتميّز العابد من المعبود و النقطة للتمييز و هو وجود العبد بما تقتضيه حقيقة العبودية انتهی
و النقطة فی هذا المقام آية الباء و رايتها و من علائمها
و معالمها و تعيّن من تعيّناتها و بها تمييزها و تعريفها و تشخيصها.
يا ايّها السائل المبتهل اذا اطّلعت علی بعض المعانی
ص ٤٦و الحقائق و العلوم من المنقول و المعقول، المودوع فی هذا
الحرف الکريم، القديم الساطع الجامع المبين الّذی هو
عنوان الاسم الاعظم العظيم قل فتبارک اللّه أحسنالناطقين و تعالی اللّه خير المقدّرين و نعم المنشئين.
و قال السيّد السند فی شرح القصيدة و قد قالالنور علی الاسم الّذی هو العلّة لانّ الظاهر بالالوهيّة
هو الاسم الاعظم الاعظم الی ان قال لقول مولاناو سيّدنا أبو عبد اللّه جعفربن محمّد الصادق عليهما آلاف
التحيّة و الثناء من الملک الخالق فی تفسير البسملة انّ الباء بهاء اللّه.
يا أيّهاالسائل فاکرع خمر المعانی من هذه الکأسالّتی ملئت من فيض عنايه الباری و تمعّن فی هذا التصريح
الّذی قدّسه اللّه عن التفسير و التأويل حتّی تعرف أسرار
اللّه المودعة فی هذا الحرف المجيد و الرکن الشديد.فثبت بالبرهان الواضح المبين و الدليل اللائح العظيم انّ
الاسم الاعظم و الطلسم الاکرم و السرّ الاقدم هوالنازلة الالهيّة و مبتدء به فی اللوح المحفوظ و الرقّ
المنشور و مستعان به فی أمّ الکتاب الّذی انتشر منه التوراة
و الانجيل و الفرقان و الزبور. بل کان ملجأ منيعاً للانبياء
و کهفاً رفيعاً و ملاذاً آمناً للاصفياء فی کلّ کور و دور من الاکوار و الادوار.
و ايضاً قال فی شرح القصيدة و هو باء بسم اللّهالرحمن الرحيم الّتی ظهرت الموجودات فيها و هی الالف
المبسوطة و شجرة طوبی و اللوح الأعلی. فاذا اطّلعتو عرفت حقائق المعانی و الرموز و الاسرار الفائضة من
حرف الاسم الاعظم فی عالم الانوار قل تعالی من هذا السرّ
العجيب و تبارک اللّه من هذا الکنز الغريب و القدرةو القوّة و العزّة و الکبرياء للناطق بالحقّ و الهدی من هذا
ص ٤٨الحرف الّذی جمع الحقائق و المعانی کلّها و دقائق الکلمات
باسرها حتّی الزبر و الصحف الأولی و ألواح ملکوتربّک الأبهی و هذا بيان فی منتهی الاجمال و تبيان فی غاية
الاختصار فی معانی هذا الحرف الکريم من النبأ العظيم
فانّ أطلق زمام جواد المداد فی مضمار المعانی الکلّيّة
و الحقائق الجليلة الّتی تتموّج کالبحار و تتلاطم کالمحيط الزخّار
فی حقيقة سرّ الاسرار، الساری فی بواطن هذا الحرفالمبين و النور القديم لضاقت صفحات الآفاق و تتابع هذا
الاشراق. مستمرّاً فی مطالع الاوراق و لکن أين المجال
فی مثل هذه الاحوال و انّی لهذا الطير المنکسر الجناح
الطيران فی أوج العرفان بعد ما حجبت الابصار عناللّه بيد القدرة العظمی يشقّ الحجبات الظلماء عن أعين
الرمداء و البصائر المبتلية بالعمی عند ذلک تسمع نغمات
عندليب الوفاء علی أفنان دوحة الذکری. و أمّا الآننمسک العنان فی ميدان التبيان و نبتدء ببيان معنی الاسم
ص ٤٩الّتی هی کمالات لحقيقة الذات و هی أی الاسماء فی مقام
أحديّة الذات ليس لها ظهور و تعيّن و لا سمة و لا اشارة
و لا دلالة بل هی شؤون للذات بنحو البساطة و الوحدةالاصليّة ثمّ فی مقام الواحديّة لها ظهور و تعيّن و تحقّق
و ثبوت و وجود فائض منبعث من الحقيقة الرحمانيّةحضرة الاعيان الثابتة. فمن ثمّ انّ الذات من حيث الربوبيّة
لها تجلّيات و اشراقات علی الحقائق الکونيّة و الموجودات
الامکانيّة. يستغرق بها تلک الحقائق فی مقتضياتها و آثارها
و شؤونها و کمالاتها و أسرارها فی الحقيقة الاولی بالوجه
الأعلی فبذلک الاعتبار أی أحديّه الذات الاسم عينالمسمّی و حقيقته و هويّته و ليس له وجود زائد ممتاز عن
الذات فانّ الوجود امّا عين الماهيّة أو غيرها. فاذا کان
غيرها هل هو ملازم لها و من مقتضاها من غير تعطيلفالوجود ممتاز عن الماهيّة و ملازم لها بوجه لا يتصوّر
الانفکاک و لا يتخطّر الانفصال لانّه من مقتضاهاالغير المکتسب عمّن سواه. فوجوده غير ماهيّته و ماهيّته
غير وجوده مع جواز الانفکاک و الانفصال و مثلهفی المضيئات. فانظر فی جرم القمر حال کونه ساطعاً منيراً
لامعاً. انّما اکتسب و استفاد النور من الشمس و غيرالامکانی و شأنه الحدوث فی عالم الکيان. لانّ الماهيّة
غير الوجود و الوجود غير الماهيّة و يجوز الانفکاکالماهيّة و الوجود بالاستقلال و الامتياز بينهما الالتزام
و الاقتضاء أی الضياء ملازم لجسمها و جسمها مقتضی له
بوجه لا انفکاک و لا انفصال و لا انقطاع. لانّها شمس
بوجوب الضياء و اذ وقع أدنی توهّم التعطيل سقطت عنالوجوب. و امّا حقيقة النور بذاته فی ذاته فشعاعه عين
جسمه و جسمه عين شعاعه أی ماهيّته عين وجودهو لا تتوهّم الغيريّة و الاختلاف. و هذا مقام الوجود
البحت و واحديّة الذات. مع بساطة و وحدة الاسماءو الصفات. فاذا کان الوجود المفهوم المحاط الواقع تحت
التصوّر و الادراک من حيث حقيقته المجرّدة عن النسبالذات فما ظنّک بالحقيقة البسيطة الکلّيّة الّتی هی محيطة
بالحقائق و الادراکات و منزّهة عن الاوهام و الاشارات
بل عن کلّ وصف و نعت من جوهر الأحديّة و ساذجالواحديّة. لانّها حقيقة صمدانيّة مجرّدة عن کلّ سمة
و اشارة و دلالة فهل يتصوّر فيها التکثّر و التعدّد و الامتياز
من حيث کمالات الذات و وجه تعلّقه بالصفات و جامعيّة
للاسماء الالهيّة و الربوبيّة المقتضية لوجود الممکنات.
أستغفر اللّه عن ذلک تبارک اسم ربّک ذو الجلال و الاکرام.
ص ٥٢فبهذا الدليل و البرهان و المکاشفة و العيان ثبت انّ
الاسم فی الحقيقة الاولی عين المسمّی و کنهه و هويّته و ذاته
و حقيقته لانّ الاسماء و الصفات فی الحقيقة تعبيرات کماليّة
و عنوانات حقيقة واحدة. کان اللّه و لم يکن معه شیءعند من بلغ مقام المکاشفة و الشهود. بتأييد من الربّ
الودود. و المقصود من الاسماء معانيها المقدّسة و حقائقها
المنزّهة. عن کلّ دلالة و اشارة فانّ الاسماء المنطوقة
الملفوظة باعانة الهواء فی عالم الشهادة لا شکّ انّها غير
المسمّی لانّها اعراض تعتری الهواء و اشارات للمعانی
الموجودة المعقولة فی الافئدة المقدّسة و العقول المجرّدة
بل المراد المعنی القائم بالذات بوجه البساطة و الوحدة دون
شائبة الامتياز فلنختصر فی بيان الاسم و نذکر معانیلسان القاصی و الدانی. أی اسم الجلالة المتصرّف فی عالم
الغيب و الشهادة و نقول انّ المفسرّين و المأوّلين من
ص ٥٣أهل الظاهر و الباطن و اللبّ و القشور بمثل ما تحيرّت
عقولهم و ذهل شعورهم. فی ادراک کنه ذات الأحديّةو حقيقة صفاته الکماليّة. قد تکثّرت بياناتهم و تعددّت
تعريفاتهم و اختلفت معانيهم و احتارت عقولهم و عجزتنفوسهم فی بيان حقيقة مفهوم هذا الاسم الکريم و العلم
العظيم و اشتقاقه قوم ذهبوا انّ اللام للتعريف و الاله اسم
مصدر بمعنی المألوه کالکتاب بمعنی المکتوب و قالواعند ملأ الآفاق و قوم اعتقدوا انّ معناه و فحواه المحتار
فی ادراک کنهه کلّ العقول و النفوس علی الاطلاقو أصحّ الاقوال عند المحقّقين منهم انّه علم للذات المستجمع
لجميع الصفات الکماليّة الفائض بالوجود و الشؤونمن حيث دلالتها علی کنه الذات البحت البات لا يتصوّر
ص ٥٤عنها الاشارة و لا تدخل فی العبارة. أمّا من حيث ظهور
الحقّ سبحانه و تعالی بمظهر نفسه و استقراره و استوائه علی
العرش الرحمانی. هذه الکلمة الجامعة بجميع معانيها و مبانيها
و اشاراتها و بشاراتها و شؤونها و حقائقها و آثارها و أنوارها
و باطنها و ظاهرها و غيبها و شهودها و سرّها و علانيتها
و أطوارها و أسرارها ظاهرة باهرة ساطعة لامعة فیو الکينونة الربّانيّة و الذاتيّة السبحانيّة، الهويّة المطلقة
المجلّيّة بصفتها الرحمانيّة و شؤونها الصمدانيّة، الناطقة فی
غيب الامکان قطب الاکوان، المشرقة فی سيناءالانسان. انّی أنا اللّه الظاهر الباهر المتجلّی علی آفاق
الامکان بحجّة و برهان و قدرة و قوّة أحاطت ملکوتو استيقظت الرقود من نسماتی و حارت العقول فی تجلّياتی
ص ٥٥يا ايّها السائل الناظر الی الحقّ بعين الخلق، المستوضح
الدليل من ابناء السبيل لو استمعت باذن الخليل لسمعت
الصريخ و العويل و الانين و الحنين من حقائقالموجودات و الالسنة الملکوتيّة من الممکنات بما غفل
العباد و ضلّوا عن الرشاد فی يوم الميعاد عن الصراط الممتدّ
بين ملکوت الأرض و السموات. مع انّ کلّ الأمم مبشّرة
و موعودة فی صحائف اللّه و کتبه و صحفه و زبره بصريح
العبارة، المستغنية عن الاشارة، بهذا الظهور الاعظمتجدها ناطقة بانّ هذا القطر العظيم و الاقليم الکريم
منعوت بلسان الانبياء و المرسلين، موصوف و موسومظهور الرّبّ بمجده العظيم و سلطانه القويم و انّها مطلع
ص ٥٦آياته و مرکز راياته و مواقع تجلّياته و سيظهر فيها بجنود
حياته و کتائب أسراره و انّها البقعة البيضاء و انّ فيها
الجرعاء بوادی طوی و فيها طور سيناء و مواضعتجلّی ربّک الأعلی. علی أولی العزم من الانبياء. و فيها
الوادی الايمن البقعة المبارکة و الوادی المقدّس و فيها
سمع موسی بن عمران نداء الرحمن من الشجرةالمبارکة الّتی أصلها ثابت و فرعها فی السماء. و فيها نادی
يحيی بن زکريّا يا قوم توبوا قد اقترب ملکوت اللّه.ربّی ربّی الهی الهی ايّدنی بروحک علی أمرک الّذی تزلزل
منه أرکان الأرض و قواة السماء. و فيها المسجد الاقصی .
الّذی بارک اللّه حوله و اليها أسری بالجمال المحمّدی
فی ليلة الاسراء. ليری من آيات ربّه الکبری و ورودهالأبهی. فتشرّف بلقاء ربّه و سمع النداء و اطّلع باسرار
الکلمة العليا و بلغ سدرة المنتهی و دنی فتدلّی فکان
قاب قوسين أو أدنی و دخل الجنّة المأوی و الفردوسبوفوده علی ربّه فی هذه البقعة المبارکة النوراء و هذه
الحظيرة المقدّسة البيضاء و هذا کلّه صريح الآية منو عنود. و اذا عاند معاند و قال تلک الاوصاف و النعوت
و المحامد الّتی شاعت و ذاعت فی صحائف الملکوت انّما
حازها هذا الاقليم الکريم و القطر العظيم حيث کانالبقعة النوراء. بتجلّياته و ظهور آياته و نشر راياته
و بعث رسله و انزال کتبه. و ما نبيّ و لا رسول الّا و هو
بعث منها. أو هاجر اليها. أو تشرّف بطوافها أو کانالشجرة المبارکة المرتفعة فی طور سيناء فيها و الی الآن
لم يلتفتوا الناس ما معنی هذه الواقعة العظيمة المذکورة فی
کلّ الصحف و الزبر و ما هذه الشجرة المبارکة زيتونةلا شرقيّة و لا غربيّة يکاد زيتها يضیء و لو لم تمسسه نار
نور علی. نور فالشجرة هذه الحقيقة الظاهرة الباهرةو الاصغاء مستمرّ الی الآن. لانّ حدود الزمان ليس لها
حکم فی عالم الرحمن و مقامات الالوهيّة و الربوبيّة المقدّسة
عن الوقت و الأوان. جميع الازمنة فيها زمن واحدو الاستقبال لأنّه عالم أبد سرمد دهر ليس له أوّل و لا آخر
فلذرجع الی بيان ما کنّا فيه و نقول و انّ المسيح نادی
ربّه لبيّک اللّهمّ لبيّک فی جبالها و سهولها و انتشرت روائح
قدسه فيها و الحبيب أسری به اليها و تشرّف بلقاء ربّه
و رأی آياته العظمی فی مشارقها و مغاربها بوفوده عليها
و قس علی ذلک سائر الانبياء و المرسلين. الی ان ظهر هذا
ص ٥٩و دار فی الاقطار الشاسعة و الاقاليم الواسعة الی ان
تلألأ هذا الاشراق فی هذه الآفاق و استقرّ العرشالاعظم فی هذا القطر المکرّم. فلو کان شرفها و عزّها
و سموّها و تقديسها وتنزيهها لبعث الانبياء فيها و هجرتهم
اليها و وفودهم عليها لما خوطب موسی بن عمران "فاخلع
نعليک انّک بالوادی المقدّس طوی" لو کانت البقعةالمبارکة شرفها بقدومه لما امر بخلع نعله بخضوع و خشوع
الّذی من لوازم آداب الوفود علی ملک کريم و سلطانألقی السمع و هو شهيد و الّا ولو يأتيهم بکلّ آية لن يؤمنوا
بها و "ما تغنّی الآيات و النذر" صدق اللّه العظيم .
و فی کتاب محيی الدين انّ هذه الأرض المقدّسةالبقعة البيضاء. و انّ الملحمة الکبری بمرج عکّا و تصبح
أرضها کلّ شبر منها بدينار و فی جفر ابن مجله انّمرج عکّا مأدبة اللّه و اذا أردنا بيان الاحاديث و الاخبار
ص ٦٠و السلام علی من اتّبع الهدی. و لنعد الی معنی البسملة
و نقول فی بيان الرحمن و الرحيم اعلم انّالرحمة عبارة عن الفيض الالهی الشامل لجميع الموجودات
و سعت رحمته کلّ شیء و انّها مصدر لجميع الممکناتو الحقيقة و الوجود و الآثار و التعيّنات و القابليّات
و التشخصّات من الغيب و الشهادة فی عالم الانوار. و انّها
تنقسم قسمين بالرحمة الذاتيّة الالهيّة و هی عبارة عن
افاضة الوجود بالفيض الاقدس الأعلی فی جميع المراتبو المقامات الّتی لا نهاية لها للحقائق و الاعيان الثابتة
فی حضرة العلم الذاتی الأعلی و بالرحمة الصفاتيّةالفائضة من الحضرة الرحمانيّة بالفيض المقدّس الأوّل
بحسب الاستعداد و القابليات المستفيضة من التجلّياتمنهما تنحلّ الی رحمة عامّة . الّتی تساوت فيها الحقائق
الموجودة من حيث الوجود العلمی و العينی و رحمةالحقائق النورانيّة الّتی استضائت و استفاضت و استنارت
من الاشعّة الساطعة من شمس الحقيقة فی جميع الشؤونو الاطوار و الاحوال و الآثار. و بمثل هذا فانظر فی عالم
التشريع و الظهور و الاشراق تری انّ الفيض الاقدسالمنزّهة اللطيفة الروحانيّة هو افاضة الهداية الکبری
و ايقاد نار المحبّة الالهيّة الموقدة فی القلوب الصافية المشتعلة
من النفس الرحمانی و المدد السبحانی و الفيض الالهیو الجود الصمدانی و تجد انّ الفيض المقدّس الربّانی هو
افاضة الکمالات و الفيض الوجدانی و الصفاتو الملکات و العطاء الروحانی و الخصائل و الفضائل الّتی
ص ٦٢بها حيات العالم و نورانيّة سائر الأمم فهاتان الرحمتان
الذاتيتان أی الخاصّة و العامّة. الصادرتان من الفيض
الاقدس الالهی الذاتی مذکورتان فی البسملة الّتی فاتحة
الايجاد و افاضة الوجود للموجودات المجرّدة و المادّية
و أمّا الرحمتان الصفاتيتان الخاصّة و العامّة. الصادرتان
من الفيض المقدّس الصفاتی فهما مذکورتان فی الفاتحةالّتی هی بيان المحامد و النعوت الالهيّة. و بهذه کفاية لمن
أراد ان يطّلع باسرار البسملة و الّا ليس لمعانيها بداية و نهاية
و الروح و البهاء علی أهل الهداية و السلامسبحانک اللّهمّ يا الهی قد نزلت من سماء عزّ أحديّتک مياه
الوجود بجودک و رحمانيّتک و أمطرت من سحاب سماءالحقائق الممکنة المکونّة بانشائک و سقيت بهذه الانهار
الجارية الملکوتيّة کلّ الاراضی و البلاد و أرويت بهذه
الغيوث الهاطلة اللاهوتيّة کلّ التلال و الديار و أشرقت
ص ٦٣يا الهی فی أراضی القابليّات حبوب کلماتک العليا و آياتک
العظمی بلطفک و رأفتک الکبری. و لکن بما کانتتلک الحقائق الموجودة المتقابلة المتجلّيّة بشمس اسمک
الاعظم مختلفة متفاوتة بعضها يا الهی کما أحصيت بعلمک
المکنون أفئدة صافية لطيفة انطبعت فيها آياتها و ظهرت
منها شؤون آثار مجلّيها و اهتزّت و ربّت أرضها و نبتت منها
رياحين حبّک و معرفتک و تزينّت بازهار قدس جذبکو شوقک کارض طيّبة مبارکة. و بعضها يا الهی لمّا کانت
أفئدة متکدّرة محجوبة بصدأ الاوهام و محتجبة عن ربّها
بحجب الظلام لم يظهر فيها آثار مجلّيها و آيات بارئها
و مقدّرها و فسدت فی أرضها حبوب ذکر ربّها کارضتفاوت و ما خلقکم و لا بعثکم الّا کنفس واحدة" حينئذ
أسألک باسمک الّذی لو ألقی علی الجبال لاندکّت و سيرّت
ص ٦٤لانفسهم نفعاً و لا ضراً و لا حيوة و لا نشوراً ثمّ ارفع
يا الهی تلک الافئدة الصافية اليک و عرّجهم بجناح التوحيد
فی هواء بهاء عماء تفريدک و تجلّ عليهم فی کلّ آن بما
تتلطّف هذه الحقائق الموحّده و هذه القلوب المقدّسة لأنّه
لم يکن لآياتک من بداية و لا نهاية و لا لشؤونک من أوّل
و لا آخر. لو تتجلّی علی المخلصين من بريّتک فی کلّ آن
بکلّ الشؤون الّتی لم يحصها أحد الّا أنت لا ينقص شیء
من خزائنک القديمة و لا يقلّ شیء من کنوزک المکنونةفارحم يا الهی عبادک المفتقرين ثمّ اسکنهم فی ظلال شجرة
ص ٦٥رحمانيّتک و ارزقهم من المائدة الّتی نزلت من سماء عزّ
فردانيّتک لانّک أنت المعطی بالحقّ و انّک أنت الغفور
الرحيم و أنت تعلم يا الهی بانّ هذا العبد أفقر عبادک فی
ملکک و أذلّ بريّتک فی بلادک فکيف بهذا الفقرالاعظم أقتدر ان أتفوّه بالمعانی المندرجة المندمجة فی
حقائق کلماتک و الاسرار الّتی حجّبتها عن أعين العارفين
خلف سرادق آياتک. و لکن لمّا أمرتنی بهذا لذاالقلم الأعلی بين ملأ الانشاء و ينقطع منه فيضان آثار
القدم بين الأمم. الامر بيدک تفعل ما تشاء و تحکمما تريد وحدک لا اله الّا أنت المقتدر العزيز الکريم
يا ايّها السائل البارع الصادع فاعلم بانّ فی کلّ کلمة من
کلمات اللّه تتموّج بحور أسرار لا نهاية لها و انّ کلّ
حرف من آيات ربّک لمشرق شموس رموز و آثارو حقائق لا يحصيها أحد الّا اللّه ربّک و ربّ أبائک الأوّلين
ص ٦٦الرحمة العظمی من بداية حتّی تنفد کما قال و قوله الحقّ
"لو کان البحر مدادا ً لکلمات ربّی لنفد البحر قبل ان تنفد
کلمات ربّی ولوجئنا بمثله مددا" و لکن ما لا يذکر کلّه
لا يترک کلّه لذا اذکر بعض المعانی الغيبيّة السارية الجارية
فی مجاری کلمات ربّک العلی العظيم فاعلم بانّ لهذه الآية
القدسيّة و الرنّة اللاهوتيّة لمعان فی الظاهر و الباطن
و باطن الباطن الی ما لا نهاية له لانّ کلمات اللّه مرايا
محيطة علی صور کلّ شیء لذا قال "و لا رطب و لاشمس الأحديّة من النقطة المحمّدية و رفعت أعلام الهدی
علی أعلام يثرب و البطحاء و غنّت الورقاء علی أفنان سدرة
ص ٦٧کملک الفرس. فانزل اللّه هذه الاية اللاهوتيّة و أخبر
بانّ الروم سيغلبون اعدائهم الفرس فی بضع سنين و البضع
من الثلاثة الی التسعة. فبعد سبع من السنين أظهر اللّه
سرّ ما أخبر به حبيبه الاعظم و انتصر الروم علی الفرس
و علّت کلمتهم فبذلک أيقن المخلصون بانّ علم ربّک سبق
کلّ شیء و أحاط من فی الوجود من الغيب و الشهودهذا ما غنّت به طيور أفئدة المفسّرين فی حدائق القرآن
العظيم و من غير هذا لم يبلغوا الی الاسرار المودعة فيه
و الرموز المکنونة المخزونة السارية الجارية فی مجاری کلمات
ربّک العليم الحکيم .و بهذا لم يقنع الظامئ العطشان الی
کوثر الروح من أيادی الفضل و الاحسان و لم يکن بشیءعند الّذين جعل اللّه بصرهم حديدا و عرّفهم معانی کلماته
ص ٦٨و علّمهم تأويل آياته. لذا ينبغی ان أذکر بعض ما أراد اللّه
فی هذه الآية الغيبيّة و الرنّة الملکوتيّة و النغمة
اللاهوتيّة و أقول انّ الروم هو الشؤون الّتی ترجعالاشعّة الساطعة عن شمس الحقّ فلمّا انتهی کور الروح
خبت مصابيح الهدی و رکدت نسائم التقی و انقطعتالحقيقة فی تلک الزيتونة الّتی لا شرقيّة و لا غربيّة يکاد
زيتها يضیء ولو لم تمسسه نار نور علی نور يهدی اللّه لنوره من
يشاء اذاً غنّ عندليب المعانی علی الافنان بفنون الالحان
و قال "غلبت الروم فی أدنی الأرض" فأی أرض أدنیو الکلمة الاعظم بانّ الملک الحيّ القيّوم قدرّ لکلّ أمر
أجلاً محتوماً. فسوف فی انتهاء هذا الدور يأتی ايّام تغرب
هذه الشمس الساطعة فی خلف سحاب متراکمةو ينتهی هذا الربيع الروحانی الی الخريف الظلمانی و تتبدّل
هذه الجنّة العالية و تنقعر أشجارها و تتناثر أوراقها
و تسکن أرياحها و تنقطع أنهارها و يبيد صفاؤهاو هذه من سنّة اللّه و لن تجد لسنّته تبديلاً و لا تحويلا.ً
اذاً يا ايّها السائل فانظر بالبصر الّذی خلق اللّه خلف
بصرک الظاهر هل يقتدر المنصف ان يقول انّ معانیکلمات اللّه التامّات موجودة عند هؤلاء الّذين لا يميزون
يمينهم عن شمالهم. لا فو الّذی انطق الورقاء بذکره بين
ص ٧٠الأرض و السماء بل يتيقّن بانّ المعانی ملهمة فی أفئدة
صافية ملکوتيّة. لو أراد اللّه يقيم أحداً من احبّائه الواقفين
علی مرکز الهدی بين ملأ الانشاء و يفسرّ بعونهو قوّته حقائق آياته بمعان ما اطّلع به الّا اللّه و الراسخون
فی علمه. اذاً فاقبل الی ربّک بوجه ناضر و بصر ناظرآياتک الکبری و ملاحظة آثار تجلّياتک العليا. أی ربّ
وفّقنی علی هذه الموهبة الکبری و الرحمة العظمیلانّ هذا أملی منک و مقصدی و رجائی يا مالکی و منائی
فی کلّ أحوالی و فرح قلبی و سلوة فؤادی فی ليالی و أيّامی
انّک أنت المعطی الباذل الرؤف الرحيم و فی مقامالانفس تری لهذه الآية الربّانيّة . معانی قدسيّة لاهوتيّة
منها أراد اللّه بکلمة الروم جنود النفس و الهویالعقل و النهی بشديد القوی حتّی رأی من آيات ربّه الکبری
و سمع النداء الاحلی عن الافق الأعلی و شربالرحيق المختوم من يد ساقی الوفاء و أخذه سکر خمر ذکر
ربّه الأعلی. علی شأن استغرق فی بحور محبّة اللّه اذاً فنی
حقيقة النفس و الهوی مع الشؤون و القوی عند ظهور آثار
الحقيقة المطلقة الالهيّة و غلبت و اضمحلت من سطواتآيات بارئها و لکن کانت مغلوبيّتها مبدأ لقدرتها و قوّتها
و علوّها و عزّتها لانّها زکت و اطمئنّت فی ذکر ربّها
و بذلک غلبت علی کلّ شیء و أحاطت بقدرة موجدهاو مبدعها حقائق الملکوت علی ما هی عليها و أدرکت أسرار
بارئها و مصوّرها. فايّ غلبة أعظم من هذا لو کان الناس
ببصر الحقّ ينظرون. و انّهم لو يطيرون بجناح الروح فی سماء
العرفان ليشهدون بانّ هذا هو القدرة القاهرة و القوّة
الباهرة و السطوة البالغة و السلطنة الغالبة و لکناللّه علی أعينهم غشاوة و علی آذانهم وقراً اذاً يا ايّها السائل
الجليل قم بقوّة علی ذکر ربّک بين ملأ الأرض و قل الی
متی تقنعون بقطرة منتنة آسنة عن البحر الاعظم الأبهی
الّذی تموّج لذاته بذاته و جعل اللّه برشح منه کلّ الوجود
حيّاً باقياً کما قال و قوله الحقّ "و جعلنا من الماء کلّ شیء
حيّ" و فی مقام أراد اللّه بکلمة الروم النفوس الّتی
استضائت وجوههم عند شروق شمس القدم عن مشرقاسمه الاعظم و صفت مرايا أفئدتهم و قابلت أشعّة نيّر
الاکرم لانّ اسم الروم فی عرف اللغی وضعت لطائفةبيضاء و امّة حميراء و النفوس الصافية الّتی ناظرة الی ربّها
بوجوه ناضرة مبيضّة مستبشرة فبهذا يحصل المشابهةو المناسبة و أمّا المراد بقوله عزّ اسمه "غلبت الروم"
أی غلبت فی عوالم الجسمانی تلک النفوس الزکيّة الّتی فنت
عن صفاتها و حدودها عند ظهور مجلّيها حتّی اتّصفتبصفات رحمانيّة و ظهرت بآثار ملکوتيّة. أرسل اللّه عليهم
أرياح الامتحان و الافتتان و القاهم تحت مخالب المنکرين
ص ٧٣الّذين ما استنشقوا رائحة الحياء و ترکوا النهی و تمسّکوا
بالهوی. و لکن لما کانوا غالبين من حيث الروح کذلکسيغلبون من حيث الجسد علی أعدائهم بقدرة بارئهم لأنّ
اللّه جعل کلّ الخير لأحبّائه فی کلّ عالم من العوالم حتّی فی عالم
الجسم و الذکر. اما تشهد بذکرهم ملئت الآفاق و باسمهم
رفعت رايات الوفاق و بهم اشتعل العالم و استضائتالممکنات بنور الوجود من العدم و بهم انشقّت الاحجار
و تفجّرت الانهار و تموّجت البحار و شرعت الشوارعالثاقبة و النجوم الساطعة و الکلمات التامّة و النفوس
العالية و العقول المجرّدة و الارواح الهائمة فی اللّه ربّها
و قل أی ربّ ادخلنی فی ظلّ شجرة رحمانيّتک و اغمسنیفی لجج عزّ فردانيّتک و قدّسنی عمّا سواک و خلّصنی من
ص ٧٤غمرات النفس و الهوی حتّی أقوم کما أقمتهم علی خدمتک
و أستقيم علی أمرک بحولک و قوّتک انّک أنت المعطیاللّه و سننه و حدود اللّه و حکمه لانّ الناس فی ايّام الفترة
ترکوا أوامر اللّه وراء ظهورهم و نسوا حکم اللّه نسياً
منسياً بحيث وضعوا و أسّسوا أساس سياسة جهلية و قنّنوا
أصولا و قوانين رسومية و رفعوا أعلام أحکام ظلميّةظنّيّة بحيث ترکوا العلم و الهدی و تمسّکوا باذيال الوهم
و الهوی هبطوا من سماء العقل و النهی و سکنوا فیدرکات الضلالة و العمی اتّخذوا سبيل المفسدين و ظنّوا
انّه صراط مستقيم، اعتکفوا علی أصنام مترفيهم و جهلوا
مفسديهم من مصلحيهم. و بذلک خبت مصابيح العدلالمقدّسة الربّانيّة بين الناس و لکن بقدرة اللّه و قوّته عند
طلوع صبح الهدی من أفق البقاء فتقت سحاب الظنّو الغوی و ارتقت سماء العلم و التّقی، لاحت آية النور ومحت
ظلمات الديجور ظهر الصراط القويم و نصب القسطاسالمستقيم، امتدّت العروة الوثقی الّتی لا انفصام لها و هبّت
لواقح ربيع العدل و الحکمة من مهبّ عناية الربّ القديم
و ألبست أشجار الهياکل الانسانيّة بأوراق العلم و الحکم
الربّانيّة. غرست الشجرة الطيّبة الّتی أصلها ثابت فی
الأرض و فرعها فی السماء و تؤتی أ کلها فی کلّ حينالحبيب و رنّت فی أفنانها حمامة الودود بمزامير آل داود
علی شأن اهتزّت الارواح و انشرح الصدور و قرّتأما تری بأنّه ظهر بين أمّة متوحّشة ذليلة و طائفة جاهلة
ممقوتة بين کلّ الأمم و کان جهلهم علی درجة ما کانوا يميّزون
اليمين عن اليسار و يکتبون علی صفحات الماء و يأتون کلّ
ص ٧٦ما مضی ايّام معدودة و سنين محدودة الّا و ترقّت هذه
الطائفة الجاهلة من حضيض الجهل الی أوج العلم و الحکمة
و برعت فی الفنون و المعارف و فرعت علی أعلام العلوم
و العوارف و اشتهرت بين الخلائق بخصائص الانسانيّةالآفاق و تسلّطت علی کلّ القبائل و الشعوب من البرايا
فصارت الناس يأتون من کلّ فجّ عميق الی بلادهم حتّیيتعلّموا العلوم و الحکم و يتزينّوا بحلل الفضل و الکمال
و کلّ ذلک ما کان الّا بفضل اللّه و رحمته بما بعث فيهم
خير البريّة بقوّة عجزت عنها الخلائق أجمعون.المتجلّيّة بأسماء اللّه و صفاته المصطلية من نار الأحديّة الموقدة
فی البقعة المبارکة فی بحبوحة الجنّة الظاهرة المشهودة علی
ص ٧٧أربعة أرکان قدميّة المؤسّسة بزبر الالوهيّة و الربوبيّة القائمة
بجوهر الفردانيّة. فيا ليت فتح الرحمن عن فم هذا الغلام
ختام الحفظ و الکتمان حتّی أبيّن لک يا حبيب مقاماتنار الأحديّة و الشجرة المبارکة و أغصانها و أوراقها
و شؤون بقعة الفردوس الّتی سترها اللّه عن أعين الکلّ
الّا الّذين طاروا بجناح النجاح فی هواء يظهر فيهالبهاء، المرشوش بالدّم الحمراء بما فعل المشرکون بجماله
المشرق المنير بعد ما أخذ اللّه العهد منهم فی کلّ کتب
و صحف و زبر عند اشراق کلّ نور من أنواره و طلوعکلّ نيّر فی آفاقه بأن يعترفوا بقدرته و سلطانه و يسجدوا
له يوم يأتيهم فی ظلل من غمامه و يفدوا أنفسهم حينظهوره فداء للقائه. فوا حسرتا عليهم و أسفاً لهم بما
فرّطوا فی جنب اللّه فسوف يأتيهم نبأ ما کانوا عنه غافلين
اذاً اقشعرّت جلودهم و استدمت أکبادهم و ذابتقلوبهم و ناحت أرواحهم و تأوّه سرّهم وعضّوا أناملهم
حسرة و ندامة علی ما فعلوا و حرّموا علی أنفسهم مائدة
ص ٧٨فقلنا بانّ المراد منها حقائق الاشياء و ماهياتها و سعة
المکنات و قابلياتها. و المراد من غلبت أی عمّت الفيوضات
الرحمانيّة و التجلّيات الصمدانيّة حقائق الممکنة المستفيضة
من النور القديم و شملتهم و غلبت عليهم و احاطتهم من
کلّ الجهات ظاهراً و باطناً اليوم الّذی أشرقت شمس القدم
من شطر الآفاق. لانّ فی مثل ذلک اليوم المبارک الموعود
لا ينظر الحقّ الی سعة الحقائق الموجودة و استعدادهم
بل يفيض عليهم من بحور فضله و احسانه ولو لم يکن لهم
سعة قطرة من انهاره بحيث تری يلبس الفقير ثوبغنائه ويتردّی المسکين الذليل رداء عزّه و علائه. کما قال
و قوله الحقّ "و نريد أن نمنّ علی الّذين استضعفوافی الأرض و نجعلهم أئمّة و نجعلهم الوارثين". ان يا أيّها
الطائر فی هواء محبّة اللّه و السائح فی بحار الفضل قم
عن رقد الاوهام و افتح بصرک لتشهد بانّ جمال القدممولاک و عميم احسانه علی المقبلين و تبصر کيف يتموّج
طمطام رأفته الکبری عن يمين ارادته و تهبّ روائحالرحمة العظمی من مهبّ عنايته لتعلم بانّ هذا يوم لو أراد
الذباب ان يستنسر و القطرة ان يستبحر فی ظلّ هذاالجمال ليقدر بعون اللّه و قوّته کما قال و قوله الحقّ
"لو أرادت نملة ان تتصرّف فی القرآن و باطنه و باطن باطنه
فی حکم سواد عينها لتقدر لانّ سرّ الصمدانيّة قد تلجلج فی
حقائق الممکنات" اذاً قل تبارک الّذی أظهر قدرته و سلطانه
و رحمته و احسانه فی هذه الايّام علی الخلائق أجمعين
و أمّا قوله تعالی "و هم من بعد غلبهم سيغلبون" أیيأتی ايّام فيها تغرب شمس الأحديّة فی مغرب البقاء و ترکد
نسمات الروح عن شطر الوفاء و تخبو سراج المحبّة فیصدور ذوی الحجی و تخمد نار الشوق فی قلوب أولی النهی
و تنقطع مائدة العرفان من سماء الايقان و يمنع سحابو مجی ربّک فی ظلل من الغمام اذاً فارفع يديک مقبلاً الی
مولاک و قل لک الحمد و الشکر يا ربّی الأبهی بما خلقتنی
و بعثتنی فی اليوم الّذی لاح وجهک و ظهر جمالکلن أستطيع اداء کلمة من شکرک و لکن لمّا رأيت من عميم
فضلک و عظيم جودک و احسانک تقبل القطرة من عبادکمقام البحر و تحسب الذرّة مقام الشمس لذا قدّمت بين يديک
بضاعة شکری الّتی لم تکن الّا کرنّة بعوضة فی الوادأو کدبيب نملة علی الاصفاد و انّک أنت الغفور الرحيم.
و منها أراد اللّه بهذه الکلمة القرآنيّة مقام النظر
و الاستدلال و اقامة الادلّة القاطعة و البراهين الناطقة
علی وحدانيّة الحقّ و فردانيّته و عزّته و قدرته و سلطانه
ص ٨١سبيل اليه و لا دليل عليه الّا ما دلّت العقول و الانظار
من ظهور آياته و بروز آثاره و کان الناس يستدلّون بها
علی وجوده و تنزّهه عمّا سواه. و لکن لمّا طلعت شمسو الابصار و فاز الاحرار بلقاء ربّهم يوم زلزلت الأرض
و نسفت الجبال اذاً قل فتبارک اللّه الملک العزيز الجبّار
الّذی أتی فی ظلل من الانوار بسلطان عظيم غلبت الروم
أی اضمحلت قطرات مياه النظر و الاستدلال عند تموّجابحر المکاشفة و الشهود بعد الّذی کان برد لوعة الطالبين
و رواء غلّتهم و شفاء علّتهم و انعدمت و اضمحلت کانلم تکن الّا أوهام و ظنون و قياس و تصوّرات لانّ مثل
الادّلة عند ربّک کمثل الظلّ عند طلوع الشمس. و لو کان
ص ٨٢دليلاً عليها لم يکن لها وجود عند ظهورها و لا له بقاء
تلقاء سطوع شعاعها. بل هو محجوب عنها و لو دلّ عليها
و عند الّذين شربوا سلسال الرحيق المختوم من يد عناية
اسمه القيّوم أعظم حجبات العباد ان يعتمدوا علی الظلّ
الفانی لمعرفة شمس القدم أو يتّکئوا علی الآثار و يستدلّوا
به علی وجود موجد الانوار. و مع ذلک يحسبون انّهميتيهون اذاً قم بقدرة من اللّه و قوّة من سلطانه و خاطب
الغافلين و قل الی متی ترکضون فی برّيّة الجهل قد سطع
برق المعانی فی سماء الروح و اشتعل الآفاق بنار اللّه الموقدة
الّتی ظهرت عن سدرة سيناء فی طور البقاء. ألا يا معشر
المشتاقين تقربوا اليها حتّی تصطلوا منها و تهتدوا بها و تتوقدّوا
من جذواتها و تسمعوا زفيرها. و قل قد قرّت عيونالاشياء بلقاء ربّها و أنتم لا تبصرون، قد انتبهت الممکنات
و أنتم غافلون، قد قامت الموجودات و أنتم فی فراشالغفلة ترقدون، نطقت ألسن کلّ شیء بذکر مليک الاسماء
ص ٨٣و أنتم تصمتون. ان لم تتوجّهوا الی ذلک الجمال فبأيّ جمال
تنظرون و ان لم تنتبهوا من هذا النداء فبايّ نداء تنتبهون
و ان لم تهتزّوا من هذا الروح فبايّ روح تتحرّکون. هل
تحسبون أنفسکم أحياء کلّا انّکم من أصحاب القبورأتزعمون بأنّکم تبصرون أو تسمعون بل صمّ بکم عمی فلا
تفقهون. هل الرحمة ما سبقت أم النعمة ما سبغت أو الحجّة
ما کملت و البراهين ما ظهرت و الآيات ما نزلت و الکلمة
ما تمّت و حمامات الفردوس ما غنّت و الجنّة ما أزلفت
و الشجرة المبارکة ما أثمرت و بحور الاسرار ما تموّجت. بل
وقعت الواقعة العظمی و ظهرت الطامّة الکبری و حشرکلّ شیء فی محضر اللّه المهيمن القيّوم ولو کان المشرکون فی
سکرتهم يعمهون و منها أراد اللّه بهذه الکلمة التامّة
الشؤون الجسمانيّة و الحقائق الناسوتيّة و عوارضها و خصائصها
فی عالمها و حيّزها و المراد من قوله عزّ شأنه "غلبت
الروم" أی فنت الشؤون الجسمانيّة عند ظهور الآياتالروحانيّة و فاضت انهار الحقيقة علی أراضی الافئدة الصافية
عند استواء الرحمن علی العرش الاعظم بين الاکوان. لأنّ
ص ٨٤الاياب بقوّة ربّ الارباب لذا تغلب الجسمانيّات و يکون
الحکم للروحانيّات و فی ذلک لآيات للمتبصّرين.و منها أراد اللّه بهذه الکلمة المحکمة الثابتة مقام
الظنون و الاوهام فی أفئدة العوام. لانّ فی ايّام أفول شمس
العلم و الحکم تشهد الوهم و الظنّ هو السلطان الاعظم بين ملأ
الاکوان. فتری انّما يعتمد الکلّ فی المسائل و المعارف
علی الظنّ حتّی الشرائع و السنن فلا يقتدرون ان يسبحوا
فی بحور العلم ويخوضوا فی طمطام الحکمة و لکن عندشروق شارق اليقين من أفق مبين تزهق أشعّة جمال المعلوم
ظلمات الوهم و الظنون اذاً ينطق لسان الابداع بأن جاء
الحقّ و زهق الباطل انّ الباطل کان زهوقا. أن يا حبيب
قل بلسان بديع لک الفضل و المنّ و الرحمة و الاحسانعلی هذا الرقيق الّذی لا يليق بشیء فی ملکک بما نجّيتنی من
تيه الظنون و آويتنی فی افنان سدرة العلوم بل أغنيتنی
عن العلوم بما وفّقتنی علی معرفة جمالک المعلوم. أی ربّ ثبّتنی
علی حبّک و أقمنی علی اظهار أمرک و اثبات حکمک و اجعلنی
ص ٨٥علماً علی اعلامک بين عبادک لاکون مهبط الهامک و مؤيّداً
بآثارک انّک أنت المقتدر علی کلّ شیء بقدرتک و سلطانک
يا محبوب العالمين و منها أراد اللّه بهذه الکلمة الجامعة
مقامات النفس و مراتبها و درجاتها و علوّها و اضمحلالها
و صعودها و سقوطها من فضل بارئها و نعمة موجدها (١)معدودة و محدودة بنفس جماديّة معدنيّة و نفس نامية نباتيّة
و نفس حيوانيّة حسّاسيّة و نفس ناسوتيّة انسانيّة و نفس
امّارة و نفس لوّامة و نفس ملهمة و نفس مطمئنّة و نفس
راضية و نفس مرضيّة و نفس کاملة و نفس ملکوتيّة و نفس
جبروتيّة و نفس لاهوتبّة قدسيّة فامّا النفس المعدنيّة
عبارة عن مادّة جوهربّة فی المعادن و هی کمالها و صفاؤها
و التأثيرات الظاهرة منها فانظر الی الاحجار الثمينة
المعدنيّة کيف تنطبخ فی معدنها حتّی تصل الی کمالها و جمالها
بظهور نفسها فيها و بروز جوهريّتها بها و أمّا النفس
-------------------------------------------------النامية النباتيّة فهی عبارة عن الجوهر الّذی تقوم به القوّة
النباتيّة الّتی بها تنبت و تنمو الحبوب و الاوراق و الاغصان
و الاشجار بحيث تأخذ من الموادّ و الاسطقسّات و تعطی
الاشجار و النباتات حتّی آناً فآناً تترقّی و تمتدّ أغصانها و تعطی
ثمارها و أزهارها و أوراقها و أمّا النفس الحيوانيّة هی
عبارة عن الجوهر الّذی قائم به القوی الحسّاسةللمحسوسات الجسمانيّة و أمّا النفس الانسانيّة عبارة
عن النفس الناطقة أی الجوهر الّذی به تقوم قوی الانسان
و الحواسّ الظاهرة و الباطنة و الکمالات و المعارف الربّانيّة
و العلوم الالهيّة و الفنون الصمدانيّة و الحکم الغيبيّة
و کذلک معرض لشؤون الشهوات الظلمانيّة و النقائصالناسوتيّة فسبحان اللّه من هذه الآية العجيبة و النقطة
العظيمة و الکلمة الجامعة فی صحيفة الامکان بحيث تری لها
شؤوناً مختلفة و مراتب متنوّعة متضادّة و درجات متعدّده ممّا
لا نهاية. لها و لها استعداد أن تکون مرآة لظهور حقائق
لاهوتيّة و مجلّی لبروز صفات کاملة ربّانيّة. و لها تنزّلات
فی ظلمات کونيّة و احتجابات بحجب کثيفة ناشئة منحدودها و تعيّنها مانعة لوصولها الی مبدئها و مرجعها
و ساترة عنها آيات موجدها المودعة فيها بفضل بارئهاو لأجل ترقّياتها الی مراتب القرب و الوصال و تنزّلاتها
فی مهالک البعد و الضلال تتقمّص فی کلّ مرتبة و مقام
بثياب أخری غير الأولی. لذا تعبّر فی کلّ مرتبة بعبارة
مثلاً فی مقام تنزّلاتها فی أسفل مراتب الشهوات الحيوانيّة
و اشتغالها بزخارف الدنيا الدنيّة و شغفها فی مشتهياتها الخبيثة
الفانية و انجمادها من برودة الامکان و انخمادها عنفی ورطة الضلال و غلوّها و انهماکها فی المنکر و الطغيان
فاعتبرت بنفس أمّارة کما قال و قوله الحقّ "انّ النفس
لامّارة بالسوء الّا ما رحم ربّی" ثمّ تترقّی من هذا المقام
الهائل و الدرک السافل الی مقام يأتيها أحيانا نبأ خوضها
فی ورطة المهالک و انغماسها فی لجج الغفلة و سلوکها فی
تلک المسالک و انحجابها عن اللّه ربّها و غفلتها عن بارئها
و حيرتها فی تيه الضلالة و الهوی و نسيانها ذکر اللّه
الملک العزيز الأعلی. تارة تمرّ عليها نسيم التبصّر فی أمرها
ص ٨٨و تتيقّظ اقلّ من الشیء فتلوم ذاتها بما تراها خائضة فی
غمرات الغفلة و الغيّ و تشمتها بما تشهدها (١) هائمة فی بيداء
المنکر و البغی. تتأسّف لدنوّها وسقوطها و هبوطها فی
أسفل درجات الذلّ و الشهوات المهلکة و انحجابها خلفالعالية الروحانيّة و تشغلها عن ذکر اللّه بهذه الوساوس
الباطلة االشيطانيّة. فلاسفها و ندمها فی هذا المقام و لومها
ذاتها تعتبر بنفس لوّامة کما قال جلّ اسمه "و لاأقسم بالنفس اللوّامة" و لمّا ارتقت من هذا المقام الادنی
الأذلّ الأوحش و صعدت الی مکمن الاعزّ الاقربالاوفر و أيّدت بتأييد اللّه و ألهمت مضمون کتابها کما
قال "اقرأ کتابک کفی بنفسک اليوم عليک حسيبا"و أتتها آيات الالهام و ظهرت لها حقيقة الليل من النهار
و دعيت الی شاطئ بحر العرفان و رزقت بموائد القدسو سقيت من أنهر الفضل و الاکرام و تنعّمت بنعم البقاء
-------------------------------------و ذاقت حلاوة الآلاء و عرفت علوّها و دنوّها و صعودها
و هبوطها و طلوعها و أفولها کما هو حقّه و تبصّرت فی
أمرها و تيسر لها عسرها و صارت تميل من الفانيات الی
الباقيات و تغمض النظر عن الموجودات و تقلبه الیساحة العزيز الجبّار و ترتقب النداء من الملأ الأعلی
و تلتفت الی الشؤون الّتی ترقّيها حتّی توصلها الی عرش
الاطمئنان و کرسی الامتنان. فتصير مهبطاً لموارد الالهام
بين الانام و تجد من سعيها و مجاهدتها الفوائد الّتی توصلها
الی مقصدها و مطلبها اذاً تعتبر بنفس ملهمة لانّهاألهمت بفجورها و تقواها کما قال تبارک و تعالی "و نفس
و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها" و فی مقام تنبّهها
بذکر ربّها و تيقّظها بنداء بارئها عن رقد الاوهام و تذکّرها
بذکر اللّه العزيز العلّام و صعودها و عروجها الی مقامات
الحبّ و الاطمينان و انغماسها فی طمطام الايقانو مشاهدتها آيات اللّه من مشارق الامکان و آفاق الاکوان
و أنفس الرحمن و ظهور آية التوحيد من مطلع الجنانحرارة حبّ ربّه العزيز المنّان و سيرها و سلوکها الی اللّه
المقتدر الملک الحنّان و جلوسها علی عرش السکينةفی کلّ الاحيان تعتبر بنفس مطمئنّة لانّها اطمئنّت فی
الايمان و سکن اضطرابها و قلقها و رويت غلّتها و بردت
لوعتها و رقّت و انکشفت حجباتها و تبدّلت بالنور ظلمتها
و زالت بطالتها و کمل نقصانها و خرقت أستارها و هتکت
أسبالها و ظهرت أسرارها و زلزلت أرضها و أخرجتأثقالها و حدثت أخبارها بانّ ربّک أوحی لها. فسبحان اللّه
هاديها و ناجيها و منوّرها و مصوّرها عن کلّ ما يقول
الجاهلون. و اذا وصلت الی هذا المقام الاعزّ الاوفی و المورد
الاعذب الاصفی الاحلی و شربت من هذا المنهل الارقّو الاقتضاء و تفوض الامور الی اللّه الملک العزيز القيّوم
و تتوکّل عليه و تتّکأ علی وسادة فضله و احسانه و لا تری
فی هذا المقام ما يخالف رضاها و لا تختار الراحة الکبری
علی المصيبة العظمی بل انّها راضية بکلّ ما قضی اللّه لها
ص ٩١فتراها فرحة مسرورة عند نزول البليّات و شاکرة ممنونة
لدی تموّج أبحر المصيبات و الرزيّات ولو يأتيها من سحاب
القضاء سهام الشدائد و البأساء و تنزل عليه أمطار البثّ
و الضرّاء لتراها رطب اللسان بشکر ربّها المستعان و فصيح
البيان فی ذکر الملک المنّان. و هذا مقام لو فزت به لتصل
الی سرور لا يتبعه الاحزان و فرح لا يتلوه الاکدارو فرج و سعة لا ينتهی الی الضنک و الشدّة و يسر لا يعاقبه
عسر و محنة لانّ أزمّة الامور فی قبضة قدرة ربّک و الأرض
جميعاً قبضته يوم القيامة و السموات مطويّات بيمينهسبحانه و تعالی عمّا يشرکون بحيث لا تتحرّک ورقة علی
شجرة و لا تسقط ثمرة الّا بارادة ربّک الرحمن الرحيم
و السالک فی ذلک المقام الأعلی لا يبقی له ارادة و سکون
و حرکة و قدر و قضاء الّا باللّه بل تفنی ذاته و صفاته و کينونته
و أنيّته کلّها بسطوات آيات التوحيد کما تزول الاظلال عند
شروق شارق القديم فمتی فنت و اضمحلّت ارادته فی ارادة
الحقّ فصارت ارادته عين ارادته و رضائه عين رضائه و ارتفع
الحجاب و زال النقاب و اضمحلّ الشرک فی حقيقة الفؤاد
ص ٩٢ظهرت فی النفس آية الرضاء اذاً لرضائها بقضاء بارئها
و تسليمها لامر خالقها اعتبرت بنفس راضية فبماأدرکها سوابق الفضل و الرحمة و احاطتها الآلاء و النعمة
و شملتها ثياب الجود و الاحسان و أقمصها اللّه قميص الانقياد
و الرضوان يخاطب من الملأ الأعلی طوبی لک بما قطعتالسبيل و طويت الطريق حتّی وردت شريعة الوفاء و شربت
زلال التسليم و الرضاء و ترکت هواک و رضيت بقضاءتنال الی المقام الأعلی و الرفيق الأبهی و تصير مرضيّة
مقبولة عند اللّه ربّک و مستظلّا فی ظلّ فضل مولاکمستبشرة مسرورة مهتزّة بمنّه و احسانه انّ فضله بعباده
المخلصين عظيم فلأجل صعودها بوسائط الرضا الی المعارج
المرضيّة عند اللّه ربّها و مقبوليّتها فی فناء موجدها اعتبرت
بنفس مرضيّة و لمّا طارت بأجنحة القدس فی فضاءالافريدوس و اجتمع فيها هذه المقامات العلّية النورانيّة
ص ٩٣و تصاعدت الی هذه المراتب الرفيعة الروحانيّة و تفجرّت
من شواهق حقيقتها ينابيع حکم الصمدانيّة و صارت مهبطاً
لموارد الالهام و مطلعاً لسطوع أنوار هذا الاشراقلاتّصافها بهذه الکمالات الروحيّة الرحمانيّة و اشتمالها
لهذه الصفات الجوهريّة الربّانيّة اذاً استحقّت و استعدّت
للدخول فی حديقة ملکوت اللّه الّتی کانت جنّة الابرار
و مأوی الاحرار الّذين استنارت وجوههم ببشارات اللّه
و ظهرت فيها نضرة الرحمن و آية المنّان و الی هذه المقامات
أشار بقوله عزّ کبريائه "يا أيّتها النفس المطمئنّة ارجعی
الی ربّک راضية مرضيّة فادخلی فی عبادی و ادخلی جنّتی"
لانّ جنّة المأوی و حديقة الکبريا و الروضة العليااليوم أبوابها و انبسطت أرضها و أشرقت أنوارها و أثمرّت
أشجارها و تفتحت أزهارها و جرت أنهارها و تموّجتبحارها و تفجّرت ينابيعها و رقّ نسيمها و دقّ أديمها و غنّت
ص ٩٤بروقها و أنار شروقها و سجعت طيورها و تزينّت قصورها
و آن حبورها اذاً قم بقوّة من اللّه و قل باعلی النداء
فاسرعوا يا ايّها المشتاقون الی مطلع هذا النيّر الساطع اللامع
القديم و أقصدوا هذا الملاذ الشامخ المنيع. و النفساذا دخلت هذه الجنّة العالية و الحديقة الباقية و استهدت
الی فجر هذا اليوم الانور و وردت هذا المورد الاعذبالموقدة المشتعلة فی فاران الحبّ تثبت فی حقّها کلمة التوحيد
و تستقرّ فی ذاتها آية التجريد و تفوز بحياة أبديّة و عيشة
سرمديّة و تتلذّذ من النعماء الّتی لم تر عين مثلها و ما سمعت اذن
شبهها و تشرب من الينابيع الصافية الّتی تجری عن يمين
عرش الحقيقة و تذوق من اثمار الشجرة المنبتّة فی بحبوحة
الفردوس المهتزّة من نفحات الّتی تأتی من شطر الجمال
ص ٩٥و يحيی بها قلوب الموحّدين و تهتزّ منها أوراق أفنان أفئدة
المخلصين و تفوز و تصل الی مرکز البقاء فی ظلّ وجه ربّها
الأعلی بحيث لا تواريها شائبة الفناء و لا يطرق عليها طوارق
الانعدام و الاضمحلال کما قال و قوله الحقّ "کلّ من عليها
فان و يبقی وجه ربّک ذو الجلال و الاکرام" و النفسالی مقام الجبروتيّة الرحمانيّة و تؤيّد بالقوّة القاهرة و القدرة
الباهرة و السرّ المنمنم القديم و الرمز المکرّم العظيم و تطّلع
علی خفيات الحقائق المکنونة المستورة الغيبيّة الّتی احترقت
فی حسرتها قلوب العارفين و تنطبع من الاشعّة الساطعة
من شمس الحقّ و آثارها و تحکی عن ظهورها و أنوارهافی کلّ الشؤون و الاطوار و تتعارج الی مقام جعله اللّه
منزّهاً عن ادراک المدرکين لانّ هذا المقام خلق من أرکان
القدرة و القوّة و العزّة و السطوة و السلطنة و الاقتدار
و الهيمنة و الاستقلال لا يشوبه شیء من الحدود و الکثرات
بل هو جوهر التوحيد و ساذج التفريد و التجريد و نورالانوار و سرّ الاسرار و سدرة المنتهی و الدرجة العليا
و المرکز الأعلی و المسجد الاقصی و غاية القصوی فی عالم
الخلق ولو انّ الکمالات لا بداية لها و لا نهاية و لن تحدّ
بحدّ فهنيئا لمن دخل هذا المقرّ المقدّس المکرّم العظيم.
فامّا النفس الالهيّة هی عبارة عن الحقيقة الکلّيّةالجامعة للحقائق اللاهوتيّة الربّانيّة و الدقائق الصمدانيّة
الظاهرة بالنور القديم و الباطنة بالسرّ الاعظم العظيم
النقطة الأحديّة الّتی منها ظهرت الاشياء و اليها أعيدت
و منها بدئت و اليها رجعت فکانت أحديّة الذاتو واحديّة الصفات ثمّ تکثّرت بالظهور و الآثار و تشعّبت
و تفصّلت و تفنّنت و تلألأت فامتلأت و تنورّت منهاآية منها کلّ الاسماء المدرکة للحقائق الانسانيّة و نشئت
من سمة منها کلّ الصفات الحقيقة الغيبيّة فهی مرکز دائرة
الوجود بظهور لا اله الّا اللّه و قطب فلک البقاء الّذی يدور
ص ٩٧الغيبيّة حول هذه النقطة الأحديّة اللاهوتيّة و تقتبس کلّ
الکينونات اللطيفة النورانيّة من هذه النار المشتعلة الملتهبة
الناطقة فی سدرة الانسانيّة بانّه لا اله الّا هو العزيز المقتدر
القيّوم و هذه النفس عبارة عن حقيقة الهياکل المقدّسة
و الاعراش الحقيقيّة لا تقدر ان تجول فوارس عقولالبشرية فی هذا المضمار و لا تطرق طيور ادراکات البريّة
هذه الديار انّما للمخلصين منهم الحظّ الاوفر من أشعّة هذا
النور الانور عند مسارعتهم و وفودهم الی فناء باب مليک
مقتدر. تبّا و سحقاً لقوم يظنّون انّهم ادرکوا علاهم مع انّهم
لم يحوموا حول حماهم کيف يقتدر ذباب الفناء ان يزاحم عنقاء
مشرق البقاء و انّی للقطرة المنتنة الملح الاجاج ان تقتحم بحر
العذب الصافی الموّاج. کلّما يتعارج المتعارجون الی أعلی
مقامات العرفان أو يتصاعد الموحّدون الی اسمی مشاعرو يصلون الی الآية المتجلّية المودعة المندمجة المکنونة فی
حقائق کينوناتهم و يدورون حول مراکز دوائر ذاتيّاتهم
ص ٩٨و أمّا مراتب الّتی فوق عوالمهم و مدارکهم لن يقتدروا
ان يستنبؤا منها و لا يستطيعوا ان يدرکوها. فانظر بعين
الحقيقة الی المکوّنات الخارجيّة تشهد کلّ مادون لنيقدر ان يدرک ما فوقه ولو يترقّی فی مقامه الی أعلی ذروة
الايجاد کما تشهد انّ الجماد کلّما يرتقی و يتعارج الی سموّ
الکمال لن يقتدر أن يعرف و يدرک مقام النبات و کذلککلّ ما يزداد النبات بهجة و نموّاً لا يستطيع ان يطّلع علی
حقيقة الحيوان و بمثل ذلک الحيوان کلّما يستکثر الحسن
و الزهو و الاعتدال لن يتمکّن له معرفة هويّة الانسان
و حقائقه و شؤونه و صفاته اذاً فاعلم بانّ النفوس علی
اختلا ف مراتبهم و شئونهم و درجاتهم يجری عليهم هذاالحکم بحيث لن يستطيع أحد ان يتجاوز حدّه و شأنه و لا
الطير يقتدر ان يطير فوق منتهی أوج طيرانه. فاذا کان
الحال علی هذا المنوال بين الاشياء المکوّنة الممکنة الخارجة
الّتی تشتمل علی المناسبات و المشابهات فکيف اذاً بين
مقامات الامکان و مقامات الحقائق اللاهوتيّة الّتیو الافکار عن الطيران فی سماء تبيانها فلنرجع الی ما کنّا
فيه من مقامات النفس و مراتبها و شؤونها و علوّها و دنوّها
و سموّها فقلنا هذه الآية الکبری فی مقام تدلّعلی النفس و مراتبها و تقلّبها من مرتبة الی مرتبة و من
مقام الی مقام لانّها فی کلّ مرتبة تترک حدودها و شئونها
و تغلب من سطوات آيات مرتبة الّتی فوقها و تضمحلّمن صدمات شؤون الّتی تزکيها و تلطّفها و تطهّرها و تنزّهها
عمّا لا يليق بها فی سبيل بارئها و اذا خلصت و نجت من
کلّ مرتبة دانية و صعدت باعانة موجدها و مصوّرها الی
مرتبة عالية تنتصر علی قوی المراتب السافلة و تغلب جنود
حقائق الشؤون الدانية اذاً فاعرف ما قال جلّ ذکره "غلبت
الروم" أی غلبت و اضمحلّت و فنت نفس الامّارة بالسوء
من الصواعق النازلة عليها من عوالم الملک و الملکوتو الشهب الثاقبة الواردة عليها من مکامن العزّ و الجبروت
اذا ايّدت بجنود النصر و الهدی و نصرت بملائکةالروح و التقی و انتبهت من نومها و غفلتها و انتهت من
ص ١٠٠حتّی عرفت ما هی عليها و الّذی حجّبها و منعها و صار سببا
لبعدها و نکرها و غفلتها و سکرها. اذاً تمسّکت باذيال
الفضل و الرحمة و ابتهلت الی اللّه و لاذت بحضرته حتّی
صعدت و نجت من ذلک المقام و المرتبة و دخلت المقام الأعلی
و کذلک تتقلّب فی المقامات و المراتب و تغلب و تغلب حتّی
تعود الی مبدئها و ترجع الی مرکزها و تتردّی برداء کمالها
و تدخل فی ظلّ ربّها مقعد صدق عند مليک مقتدر.ان يا ايّها المشتعل الملتهب من نار محبّة اللّه فاعلم بأنّ هذا
العبد لو يريد ان يفسّر هذه الآية اللاهوتيّة بکلّ المقامات
الغيبيّة و الحقائق الالهيّة و المراتب الجبروتيّة و الملکوتيّة
و الحقائق الکونيّة و العوالم الغيبيّة و الشهوديّة و الظهورات
الأحديّة و الشّئونات الواحديّة و الکينونات الروحيّة
و الارکان القلبيّة و المشاعر الحقيقيّة و النفسيّة و توابعها
و لواحقها بأتمّ بيان و أکمل تبيان لأقدر بعون اللّه و قوّته
و فضله و تأييده ولکنّ النفوس لن يقتدروا و لن يستطيعوا
ص ١٠١ان يسمعوها و يدرکوها لذا أمسکنا القلم عن البيان و الجريان
و اعطيتک مفاتيح التبيان فافتح بقوّة مولاک کلّ الابواب
المسدودة علی الوجوه لتطّلع علی اسرار اللّه الغيبيّة المستورة
المکنونة المخفيّة و تشهد و تجتلی مواقع السرّ المستسرّ المصون
و تسيح و تسير فی هذا الملکوت الواسع العظيم و تخوضفی هذا البحر الزاخر الموّاج و هذا الطمطام العظيم الثجّاج
و تلتقط من دراری النور بفضل مالک الظهور. فو ربّالی اللّه فی هذا اليوم الاکبر و ينظر بالبصر الاطهر ليعرف
کلّ الحقائق و المعانی من کلّ کلمة من آيات اللّه المهيمن القيّوم
بل فی کلّ حرف و فی کلّ نقطة لانّ الحقائق و المعانی بتمامها
سارية جارية فی باطنها و تتفجر منها أنهارها و تتموّج فيها
بحورها فهنيئا للواصلين. و هذه المعانی الّتی أوردناها تظهر
و تنجلی من هذه الآية المبارکة اذا قرئنا "غلبت الروم"
أی بصيغة المجهول و لکن اذا قرأناها بصيغة المعلوم يظهر
منها معان اخر لا يسعنا اليوم بيانها و اظهارها و کشف
رموزها و اسرارها و ترکناها لوقت معلوم و علی اللّه نتوکلّ
ص ١٠٢فی کلّ الامور و بحبل رحمته و فضله نتوسّل انّه معطی السائلين و مغنی المفتقرين .
هو الأبهیالحمد للّه الّذی تجلّی فی البقعة المبارکة الأرض المقدّسة طور
الايمن وادی طوی جبل سيناء علی موسی الکليم و اشرقفی برّيّة القدس وادی المقدّس جبل ساعير البقعة البيضاء
و العدوة النوراء علی عيسی المسيح و ظهر فی فاران الحبّ
مطلع الانوار مشرق الآثار بطحاء الروح يثرب الاسرارظهور الضياء فی رابعة النهار علی محمّد الحبيب و لاح و اضاء
فی کينونة العلی و ذاتيّة الثناء مصباح الملأ الأعلی النقطة
الاولی أفق التوحيد ثمّ هتک ستر الغيوب و زال الظلام
الديجور و انکشفت السبحات المجلّلة علی شمس الظهورو ارتفع النقاب و انشقّ السحاب و زال الحجاب و کان يوم
الاياب الموعود فی کلّ صحف و زبر و کتاب أنزله العزيز
الوهّاب فی سالف القرون و الدهور و الاحقاب. فاشرقو سطع و لمع و بزغ نور الجمال فی هيکل الجلال و استقرّ
الرحمن علی عرش الأکوان و تشعشع و تلألأ شمسالحقيقة علی آفاق الامکان و کانت بهاء السموات و الأرض
فی عالم الغيب و العيان. و البهاء و الثناء و التحيّة و السلام
علی حقائق مقدّسة استفاضت من فيض القدم و استشرقتانجذبت بنفحات اللّه و استمعت لنغمات الورقاء المغرّدة
فی أيک الثناء و اشتعلت بالنار الموقدة فی سدرة السيناء
و فازت بيوم اللقاء و شکرت للّه بما أنعم عليها بهذه الفيوضات
المختصّة بالنقباء النجباء الّذين لم تأخذهم لومة لائم فی ثبوتهم
علی ميثاق اللّه و تمسّکهم بعهد رقم من القلم الأعلی الا انّهم
من أولياء اللّه و الا انّهم هم الفائزون أمّا بعد أيّها
السائل الجليل المتوجّه الی الملکوت العظيم اعلم انّ
الرؤية فی يوم اللّه مذکور فی جميع الصحائف و الزبرو الالواح النازلة من السماء علی الانبياء فی غابر الازمان
العصور الخالية و القرون الأوّليّة و کلّ نبيّ من الانبياء
بشّر قومه بيوم اللقاء فارجع الی النصوص الموجودة فی
الانجيل و الزبور و التوراة و القرآن قال اللّه تعالی فی الفرقان
"اعلموا انّکم ملاقوه يوم القيامة" و ايضاً "قد خسرالّذين کذّبوا بلقاء ربّهم" و أيضاً "لعلّکم بلقاء ربّکم
توقنون" و فی حديث مروی من أحد و عشرينمن الصحابة انّ رسول اللّه صلّی اللّه عليه و آله قال
"سترون ربّکم کما ترون البدر فی ليلة أربعة عشر" و قال
علی عليه السلام "رأيت اللّه و الافريدوس برأی العين"
و أيضاً قال "و رأيته و عرفته فعبدته لا أعبد ربّا لم أره"
مع هذه العبارات المصرّحة و النصوص الصريحة و الروايات
المأثورة اختلف الاقوام فی هذه المسئلة منهم من قالان الرؤية ممتنعة و استدلّ بالآية المبارکة و هی "لا تدرکه
الابصار و هو يدرک الابصار و هو اللطيف الخبير"و منهم من قال اذا أنکرنا الرؤية بالکلّيّة يقتضی انکار
نصوص القرآن و يثبت عدم العصمة للانبياء فانّ السؤال عن
الممتنع المحال لا يجوز قطعيا من نبيّ معصوم و سئل موسی
الکليم عليه السلام الرؤية و قال "ربّ أرنی أنظر اليک"
و العصمة مانعة عن سؤال شیء ممتنع و حيث صدر منه هذا
السؤال فهو برهان قاطع و دليل لائح علی امکان الرؤية
و حصول هذه البغية و ما عدا هذا الدليل الجليل عندکدليل واضح مبين و هو اذا فرضنا امتناع الرؤية حقيقة فی
عالم الشهود و العيان فما النعمة الالهيّة الّتی اختصّ اللّه بها فی
جنّة اللقاء عباده المکرمين من الاصفياء بل امتناع الرؤية
انّما هو فی الدنيا و امّا فی الآخرة متيسّرة حاصلة لکلّ
عبد أوّاب. فانّ الکليم عليه السلام لمّا شرب مداممحبّة اللّه و اهتزّ من استماع کلام اللّه و ثمل من سورة
صهباء الخطاب نسی انّه فی الدنيا و انکشفت له الجنّة
المأوی و حيث انّ الجنّة مقام المشاهدة و اللقاء قال "ربّ
أرنی أنظر اليک" فأتاه الخطاب من ربّ الارباب انّ هذه
المنحة المختصّة بالاصفياء و يختصّ برحمته من يشاء انّما تتيسّر
فی اليوم الّذی ترتعش فيه أرکان الأرض و السمآء و تقوم
القيامة الکبری و تنکشف الواقعة عن الطامّة العظمی.هذا ماورد فی جميع التفاسير و التأويل من أعلم علماء الاسرار
فی کلّ الاعصار من جميع الاقطار. و امّا جوهر المسئلة
و حقيقة الامر انّ اللقاء أمر مسلّم محتوم منصوص فیالصحف و الواح الحيّ القيّوم و هذا هو الرحيق المختوم
ختامه مسک و فی ذلک فليتنافس المتنافسون. فانّ للحقيقة
ص ١٠٦الکلّيّة و الهويّة اللاهوتيّة الظهور فی جميع المراتب
و المقامات و الشّؤون لانّها واجدة المراتب ساطعة البرهان
لامعة الحجّة فی کلّ کيان و هو بکلّ شیء محيط کما قال عليه
السلام "أيکون لغيرک من الظهور ما ليس لک حتّی يکونهو المظهر لک عميت عين لا تراک" و قال "يا من دلّ علی
ذاته بذاته و تنزّه عن مجانسة مخلوقاته" لانّ المراتب
و المقامات مجال و مرايا لظهور الاسماء و الصفات فظهور
الحقّ محقّق فی جميع الشؤون حتّی يکون الوصول اليه فی
جميع المراتب ممّا کان و يکون و الممکنات ممتلئة من اسرار
الاسماء و الصفات و الادراک لا يتحقّق الّا من حيث الصفة
و امّا الذات من حيث هو هو مستور عن الانظار و محجوب
عن الابصار غيب منيع لا يدرک ذات بحت لا يوصفالاسماء و الصفات له ظهور فی جميع المراتب المترتّبة فی
الوجود علی النظم الطبيعی و الترتيب الفطری و له تجلّيات
علی رؤوس الاشهاد فی جنّة اللقاء الفردوس الأعلیو الملکوت الأبهی اذاً فاعلم بانّ الرؤية و اللقاء من
ص ١٠٧حيث الحقيقة الغيبيّة الّتی تعبّر عنها بالغيب الوجدانی
لا تدرکه الابصار و هو يدرک الابصار. و امّا من حيثالظهور و البروز و التجلّی و کشف الحجاب و ازالة السحاب
و رفع النقاب فی يوم الاياب فالرؤية أمر مشروع موعود
فی اليوم المشهود يختصّ اللّه بها من يشاء من أهلالسجود الّذين لهم نصيب مفروض من هذا المقام المحمود
و البرهان واضح منصوص مثبوت و يشهد به العقولالمستوية الربّانيّة الالهيّة. فانّ الفيض لا ينقطع من مرتبة
من المراتب و الفضل و الجود لا يحرم منه مقام من المقامات
و بما ان حضرتک الآن مصمّم علی السفر فلم يتيسّر أکثر
من هذا الاثر و ان شاء اللّه من بعد هذا عند سنوحالفرصة نشرح لک شرحاً بليغاً تامّاً مستوفياً تنشرح به
الصدور و تقرّ به الاعين فی يوم النشور و الآن اکتفبهذا المقدار و توجّه الی الديار وناد باسم ربّک المختار و أحيی
الناس بالماء النازل من سحاب الاسرار و کن فی کلّ صقع
قدوة للاحرار و أسوة للابرار للقيام فی خدمة أمر اللّه
العزيز الجبّار. فيا زائر الروضة المقدّسة الغنّاء خذ نفحة
ص ١٠٨يتعطّر برائحة زکيّة محيية للقلوب المنجذبة الی الاشراق
و ادع الناس الی اللّه و طهّرهم بماء المزن الهامی المنسجم المنهمر
من السمآء و نوّر الوجوه بنور معرفة اللّه و ألبس الهياکل
خلع المواهب الّتی ظهرت أنوارها فی ميثاق اللّه. تاللّه الحقّ
انّ الغبراء تهتزّ بنفحات القميص و الخضراء تتنوّر بنور
أبدی الاشراق و ينزع الوجود عن هيکله الثوب الرّثيتالعزيز. حينئذ تمتدّ مائدة السماء و تنزل الرحمة علی الکبراء
و الصغراء و تنکشف جنّة الأبهی بأحسن جلوة نورانيّةساطعة الارجاء لامعة الانحاء متدفّقة الحياض مؤنّقة الرياض
غضّة الغياض و تنطلق الالسنة بثناء البهاء و الشکر للعليّ
الأعلی سبّوح قدّوس ربّ الملائکة و الروح. الهی الهی
هذا عبدک المستجير بباب رحمتک اللائذ بکهف رحمانيّتک
قدّر له کلّ خير بسلطان أحديّتک و نوّر وجهه بانوارربوبيّتک انّک انت الکريم الرحيم البرّ الرؤف القديم ع ع
ص ١٠٩الحمد للّه الّذی أشرق علی الفؤاد بنور الرشاد و نوّر القلوب
بسطوع آيات القدس بکلّ روح و سداد و هدی المخلصينو الکلمات و أخرج الطالبين الی عالم النور من بحبوحة
الظلمات (١) و الصلاة و التحيّة و الثناء الساطع من زجاجة
القلب المقدّس الطافح بالبشارات و نزل الروح الامين علی
فؤاده بالآيات المحکمات و آله الطيّبين الطاهرين أولی
البراهين و الحجج البالغة بين الممکنات و وسائط فيضاللّه المتوجّه الی اللّه و المقتبس من أنوار معرفة اللّه بانّ الآية
المبارکة الّتی نزلت فی الفرقان بصحيح القرآن قوله تعالی
"ما کذب الفؤاد ما رأی" لها سرّ مکنون و رمز مصونبيان حقيقتها لبثّ تفاصيل من موازين الادراک عند القوم
----------------------------------------------------------------
(١) قوله و الصلاة الی آخره فی هذه العبارة سقطة فليراجع الاصل
ص ١١٠و شرحها و دحضها حتّی يظهر و يتحقّق بالعيان انّ الميزان
الالهی هو الفؤاد و منبع الرشاد فاعلم بانّ عند القوم
من جميع الطوائف أربعة موازين يزنون بها الحقائق و المعانی
و المسائل الالهيّة و کلّها ناقصة لا تروی الغليل و لا تشفی
العليل. و لنذکر کلّ واحدة منها و نبيّن نقصه و عدم صدقه
فأوّل الموازين ميزان الحسّ و هذا ميزان جمهورفلاسفة الافرنج فی هذا العصر و يقولون بأنّه ميزان تامّ
کامل فاذا حکم به بشیء فليس فيه شبهة و ارتياب. و الحال
انّ دليل نقص هذا الميزان واضح کالشمس فی رابعة النهار
فانّک اذا نظرت الی السراب تراه ماء عذباً و شراب و اذا
نظرت الی المرايا تری فيها صوراً تتيقّن بانّها محققّة الوجود
و الحال انّها معدومة الحقيقة بل هی انعکاسات فی الزجاجات
و اذا نظرت الی النقطة الجوّالة فی الظلمات ظننتها دائرة أو
خطّاً ممتدّاً و الحال انّها ليس لها وجود بل يتراءی للابصار
و اذا نظرت الی السماء و نجومها الزاهرة رأيت انّها اجرام
صغيرة و الحال انّ کلّ واحد منها توازی أمثال و اضعاف
کرة الأرض بآلاف و تری الظلّ ساکناً و الحال انّهمتحرّک و الشعاع مستمرّاً و الحال انّه منقطع و الأرض
بسيطة مستوية و الحال انّها کرويّة. فاذا ثبت بانّ الحسّ
الّذی هو القوّة الباصرة حال کونها أقوی القوی الحسّيّة
ناقصة الميزان مختلّة البرهان فکيف يعتمد عليها فی عرفان
الحقائق الالهيّة و الآثار الرحمانيّة و الشؤون الکونيّة
و امّا الميزان الثانی الّذی اعتمد عليه أهل الاشراق
و الحکماء المشّاؤن هو الميزان العقلی و هکذا سائر طوائف
الفلاسفة الاولی فی القرون الأوّليّة و الوسطی و اعتمدوا
عليه و قالوا ما حکم به العقل فهو الثابت الواضح المبرهن
الّذی لا ريب فيه و لا شکّ و لا شبهة أصلاً و قطعاً. فهؤلاء
الطوائف کلّهم اجمعون حال کونهم اعتمدوا علی الميزان
العقلی قد اختلفوا فی جميع المسائل و تشتّت آرائهم فی کلّ
الحقائق. فلو کان الميزان العقلی هو الميزان العادلالصادق المتين لما اختلفوا فی الحقائق و المسائل و ما تشتّتت
آراء الأوائل و الأواخر. فبسبب اختلافهم و تباينهمثبت انّ الميزان العقلی ليس بکامل فانّنا اذا تصوّرنا ميزاناً
تامّاً لو وزنت مائة ألف نسمة ثقلاً لاتّفقوا فی الکميّة فعدم
ص ١١٢فکيف يمکن ان موزونه النقلی يوافق الحقيقة و يفيد اليقين
و انّ هذا أمر واضح مبين و أمّا الميزان الرابع فهوو الوساوس الشيطانيّة هی أيضاً خطورات تتابع علی القلب
من واردات نفسيّة. فاذا خطر بقلب أحد معنی من المعانی
أو مسئلة من المسائل فمن أين يعلم انّها الهامات رحمانيّة
فلعلّها وساوس شيطانيّة. فاذا ثبت بأنّ الموازين الموجودة
بين القوم کلّها مختلّة يعتمد عليها فی الادراکات بل
اضغاث أحلام و ظنون و أوهام لا يروی الظمآن و لا يغنی
الطالب للعرفان و أمّا الميزان الحقيقی الالهی الّذی
لا يختلّ أبداً و لا ينفکّ يدرک الحقائق الکلّيّة و المعانی
العظيمة فهو ميزان الفؤاد الّذی ذکره اللّه فی الآية المبارکة
لأنّه من تجلّيات سطوع أنوار الفيض الالهی و السرّ الرحمانی
ص ١١٣و الظهور الوجدانی و الرمز الربّانی و انّه لفيض قديم و نور
مبين و جود عظيم. فاذا أنعم اللّه به علی أحد من أصفيائه
و أفاض علی الموقنين من احبّائه عند ذلک يصل الی المقام
الّذی قال علی عليه السلام "لو کشف الغطاء ما ازددتيقيناً" لانّ النظر و الاستدلال فی غاية الدرجة من الضعف
و الادراک فانّ النتيجة منوطة بمقتضيات الصغریو الکبری فمهما جعلت الصغری و الکبری ينتجّ منهما نتيجة
لا يمکن الاعتماد عليها حيث اختلفت آراء الحکماء. فاذاً
يا ايّها المتوجّه الی اللّه طهّر الفؤاد عن کلّ شؤون مانعة
عن السداد فی حقيقة الرشاد و زن کلّ المسائل الالهيّة
بهذا الميزان العادل الصادق العظيم الّذی بينّه اللّه فی القرآن
الحکيم و النبأ العظيم لتشرب من عين اليقين و تتمتّع بحقّ
اليقين و تهتدی الی الصراط المستقيم و تسلک فی المنهج
القويم و الحمد للّه ربّ العالمين ع عقد کتب هذا الجواب علی الکتاب الّذی حضر من قدوة أولی
الالباب بحسب الامر الصادر من الحظيرة المقدّسة عالحمد للّه الّذی أنطق الورقاء بأحسن اللغی فی حديقة الرحمن
علی الاغصان بأبدع الالحان. فاهتزّت و ابتهجت و انتعشت
و انجذبت من نفحاتها الحقائق القدسيّة المجرّدة الصافيّة
الّتی انطبعت من أشعّة ساطعة عن شمس الحقيقة و اشتعلت
بالنار الموقدة من السدرة الربّانيّة فی الحقيقة الانسانيّة. عند
ذلک هتفت بالتهليل و التکبير فی ذکر ربّها العزيز القدير
و أطلقت اللسان و قالت سبحان من أنطقها بثنائه فی حديقة
الوجود بمزامير آل داود و علّمها حکمه و اسراره و جعلها
مهبط الهامه و مشرق أنواره و مطلع آثاره و ذلّ کلّ رقبة
بقوّة بيانه و خضع کلّ عنق بظهور برهانه. و أصلّی و أسلّم
علی الحقيقة الکلّيّة الفائقة فی بدء الوجود الفائضة علی کلّ
موجود المبعوث فی المقام المحمود المنعوت بالظلّ الممدود
فی اليوم المشهود الوسيلة العظمی و الواسطة الکبریصلوات اللّه عليه و آله فی الآخرة و الأولی ايّها الفاضل
الجليل ذو المجد الأثيل ان شئت الصعود الی الأوجالأعلی من دائرة الوجود فعليک ببصر حديد فی هذا العصر
ص ١١٥و أشرقت الأرض بنور ربّها و تعرض لنفحات اللّه فانّها
من رياض القدس جنّة الفردوس و اقصد وادی طویالموقدة فی الشجرة المبارکة الناطقة فی طور سيناء و أخرج
يدا بيضآء تتلألأ بالانوار بين ملأ الاخيار. لعمرک أيّها
النحرير لمثلک الناقد البصير يليق العروج الی أعلی فلک
البروج. فاخلع هذا الثوب البالی الرثيث و البس حللو اسمع الحان طيور القدس فی أعلی فروع السدرة المنتهی
لعمرک تحيی العظم الرميم و تشفی صدوراً انشرحت لمحبّة
اللّه و لها حظّ عظيم. دع الحياة الدنيا وشؤونها الّتی تؤل
الی الفناء و ربّک الأعلی انّها أحلام بل أوهام عند اولی
النهی انّما الحياة حياة الروح متحلّيا بالفضائل الّتی توقد
و تضیء مصباحها فی ملکوت الانشاء و للّه المثل الأعلی
فان شئت حياة طيبّة فانثر بذر الحکمة فی أرض طيبّةو ان قصدت البنيان فی صقع الامکان فانشأ صرحاً مجيداً
مشيد الارکان أصله ثابت فی النقطة الجاذبة الوسطیفی الحضيض الأدنی و أعلی غرفاتها فی أوج الاثير الأسمی
و اشرب رحيق المعانی من الکأس الانيق فی الرفيقالکبری و مشرق الهدی و مطلع أنوار ربّک الأعلی قسماً
بشوقی اليک ما دعانی لبثّ هذا الحديث الّا جذبة حبّک
و شدّة ولائک و شغف ودادک و اختر لنفسک أعظم آمالیالّتی قصرت يدی عن نوالها و لا توءاخذنی فی کشف الغطاء
عن وجه عطاء ربّک و ما کان عطاء ربّک محظوراو انظر نظرة ممعن فی القرون الاولی و شؤونها و آثارها
و أطوارها و أعيانها و ما طرأت فيها من عجائب أحوالها
و غرائب أسرارها و اختلاف مشارب رجالها و تفاوتبنياناً و أجلی تبياناً و أعظم برهاناً و أقوی سلطاناً و أظهر
نوراً و أکمل و أتمّ حبوراً و أحلی رزقاً و أشدّ شوقاً و أسرع
ص ١١٧علاجاً و أقوم منهاجاً و أنور سراجاً و أعظم موهبة و أکمل
منحة بل أقوی قوّة حياة و روح نجاة لجسد الامکانأمنت الفناء و حظيت بالبقاء و تلألأت فی الافق المبين
بنور أضاء منه ملکوت السموات و الأرضين و ينطویحين مناص و لا تسمع لهم صوتاً و لا رکزا فامّا الزبد
فيذهب جفاء و امّا ما ينفع الناس فيمکث فی الأرض"فی الذاهبين الاوّلين من القرون لنا بصائر "و ان کنت
أيّدک اللّه فی الرأی السديد و الحذق الشديد تفکّرفيما تعود به هذه الملّة البيضآء الی نشئتها الاولی و منزلتها
السامية. العليا. قسماً بعاقد لوائها و شمس ضحاها و نور
هداها و مؤسس بنيانها ليس لها الّا قوّة ملکوتيّةالهيّة تجدّد قميصها الرثيث و تنبت عرقها الاثيث و تنقذها
ص ١١٨و أوج معراجها. الا هی لها الا هی لها هی لها و السلام علی من اتّبع الهدی
هو اللّهيا من جاهد فی اللّه و اهتدی الی نور الهدی اعلم انّ شمس
الحقيقة دليل علی ذاتها بذاتها و برهانها نورها و شعاعها
و حجّتها حرارتها و اشراقها لا تحتاج الی دليل يدّل عليها
انّما يحتاج الی الدليل و قرائن السبيل الّا عمی ليستدلّ بذلک
علی المدلول و يستهدی الی العلّة من المعلول و هذا شأن
الّذين فی حجاب عن النظر الی الجمال المعلوم. و انّک أنت
نزّه نفسک عن هذه الدلائل و الآثار و الاقوال ثمّانظر الی شمس الحقيقة ببصيرتک الخارقة للاستار الکاشفة
للانوار و هذا أمر يغنيک و يوصلک الی مبتغاک و ماعدا
هذا لا يروی الظمآن و لا يقنع العطشان. دع الاوهامربّک الغفور. تاللّه الحقّ تتتابع عليک ملائکة الالهام
بالوية خافقة من الملأ الأعلی عند ذلک تکون ممّن ألقی
ص ١١٩سمعه و هو شهيد. أسأل اللّه ان يجعلک مستفيضاً من النور
المبين. ثمّ امدد يديک و افتح عينيک و حوّل اذنيک تسمع
الجواب بلا سؤال و خطاب الشجرة مرتفعة و الفروعممتدّة و الازهار مؤنّقة و الاوراق مخضرّة و الاثمار جنيّة
و القطوف دانية العين طافحة و السيول دافقة و البيتو عليک البهاء من الربّ الغفور. و أمّا ما سألت عن الاقمار
بقولک هل للاقمار التابعة للشموس المرکزية الطائفة حولها
بقوّة الانجذاب مواليد کمواليد أرضيّة. اعلم انّ فی صريح
القرآن انّ اللّه بيّن بياناً شافياً کافياً تلتذّ منه الآذان و قال
"انّ فی خلق السموات و الأرض و ما بثّ فيهما من دابة"
فصرح بانّ فی السماء و الأرض کليهما موجودات متحرّکة
بالارادة و لا شکّ و لا شبهة انّ کلّ موجود متحرّکبالارادة امّا يکون من ذوی الحياة الحيوانيّة أم من ذوی
الحقائق الانسانيّة. و جمهور العلماء الّذين جهلوا معنی القرآن
و أرادوا ان يوفّقوا بين صريح الآية و القواعد البطليموسيّة
الّتی کانت أوهاما أو کسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءقالوا انّ الموجود المتحرّک بالارادة فی السماء عبارة عن
الملائکة من الملأ الأعلی. و امّا نوعيّة تلک الموجودات
هل هو مشابه بنوعيّة الموجودات الأرضيّة نعم فقط انّما
اختلافه کاختلاف نوعيّة الموجودات البحريّة و الموجودات
الأرضيّة و الموجودات الهوائية و الموجودات الناريّة
باختلاف طبائعها و تباين موازين عناصرها تختلف تلکو أمّا سؤالک هل بالقواعد العلميّة و البراهين العقليّة يمکن
الاهتداء الی هذه المسألة أم الاهتداء موقوف الی التلقّيات
الالهيّة و الالهامات الربّانيّة. فاعلم بانّ هذه الحقائق العلميّة
ادراکها منوط بالفيض الربّانی و الکشف الصمدانیو للعقول و القواعد الفنيّة سيطرة نوعاًما علی ادراک هذه
الحقائق اجمالاً بواسطة تدقيقات عقليّة و أدوات فلکيّة
و العقول تدندن حول هذا الحمی و لا تقدر ان تدخل فيه
و البرهان علی هذا (١) التّدندن المنثور الضيائی الکاشف
بواسطة الضياء علی العناصر المرکّبة منها السيّارات فيظهر انّ
----------------------------------------------------
(١) و فی نسخة علی ذلک التّدندنالموجودات الحيّة فی تلک السيّارات لابدّ (١) تکون بحسب
تلک العناصر هذا هو الحقّ و ما بعد الحقّ الّا الضلال و البهاء
عليک يا رفيع الرفيع الصادع البارع البديع انّی تلوت
نميقتک الغرّاء و ورقتک النورآء و أجبت عن المسائل الّتی
سأل عنها ذلک النحرير الشهير و اتل عليه الکتابو الخطاب الّذی له و قل له قد تمّت الحجّة الغرّاء و ظهرت
المحجّة البيضآء و سطع أنوار البرهان و تحقّق وجود العيان
و اسأل اللّه ان يجعلک غريقاً فی بحر الاطمينان و نفساً
راضية مرضيّة قدسيّة مستقرّة فی أعلی الجنان ععحمداً لمن أنار الافق الأعلی بنور الهدی و أزال ظلام
الضلال بتبلّج نور الصباح و هدی المخلصين الی منهاجالفلاح و دلّ الموحّدين الی سبيل النجاح و مهّد الصراط
المستقيم بنفوس منجذبة الی ملکوت النور المبين. و التحيّة
و الثناء علی الکلمة التامّة العليا و الفريدة الوحيدة الغرّاء
---------------------------------------------------------------
(١) هکذا فی النسخة الموجودة عندنا فليراجع الاصل الصحيح
ص ١٢٢الدّالة علی المنهج البيضاء الساطع من الملکوت الأعلی و علی
من تعطّر مشامه بأنفاس طيب عبقت من رياض الأحديّةاختلفت و العقول ذهلت و العقائد تشتّتت فی تلک المسألة
الغامضة المعضلة بين الاصحاب. و انّی مع عدم المجال و تشتّت
البال و تتابع البلبال أبادر الی الجواب مقرّاً بضعفی و قلّة
بضاعتی و فقری فی العلوم و فاقتی و ليس لی أمل الّا تأييد
ربّی فأقول و علی اللّه التکلان. انّ عصيان آدم عليه
السلام فی الذکر الحکيم أتی و قال اللّه سبحانه و تعالی
" و عصی آدم ربّه فغوی و لم نجد له عزماً" و قال بحقّ
ذی النون عليه السلام و "ذا النون اذ ذهب مغاضباً فظنّ أن لن
نقدر عليه فنادی فی الظلمات" و خاطب الرسول الکريم"انّا فتحنا لک فتحاً مبيناً ليغفر لک اللّه ما تقدّم من ذنبک و ما
ص ١٢٣تأخّر" فهذه الآيات صريحة ناطقة بحقّ الانبياء و يخالف
العصمة الکبری. و الحال أنّ المظاهر المقدّسة الالهيّة نور
علی نور لا يعتريهم ظلام الذنوب الديجور و لا يشوبحقيقتهم الرحمانيّة شوائب العصيان. لانّهم شموس الهدی
و بدور الدجی و نجوم السماء فکيف يجوز أن يعتریانّ الغيوم المتکاثفة فربّما تمنع الاعين الناظرة عن مشاهدة
الکواکب الساطعة و لکن تلک العوارض تعتری و تحولالکواکب النورانيّة و السيّارات الشعشعانيّة منزّهة عن
کلّ غيم و محفوظة عن کلّ ضيم. بناء علی ذلک نقول أنّ
تلک الآيات الدالّة علی عصيان آدم عليه السلام أو خطأ بعض
الانبياء انّما هی آيات متشابهات ليست من المحکمات و لها
تآويل فی قلوب ملهمة و معانی خفيّة عند النفوس المطمئنّة
أمّا قضيّة آدم عليه السلام ليس المراد ظواهرها بل ضمائرها
و ليس المقصد من ظواهرها الاّ سرائرها فالشجرة هیشجرة الحياة الثابتة الاصل الممتدّة الفرع الی کبد السماء
ص ١٢٤المثمرّة بأکل دائم و المفطرة لکلّ مرتاض صائم. فمنع آدم
عليه السلام ليس منع تشريعی تحريمی انّما هو منع وجودی
کمنع الجنين عن شؤون البالغ الرشيد. فالشجرة مقام اختصّ
به سيّد الوجود الحائز علی المقام المحمود. حبيب ربّ الودود
محمّد المصطفی عليه التحيّة و الثناء. و المقصد من حوّاء نفس
آدم عليه السلام فآدم أحبّ و تمنّی ظهور الکمالاتالالهيّة و الشؤون الرحمانيّة الّتی ظهورها منوطة بظهور سيّد
الوجود. فخوطب بخطاب وجودی أنّ هذا الامر ممتنعللاجنّة فی بطون الارحام و النطفة فی الاصلاب فبما کان
يتمنّی ظهور هذه الکمالات الرحمانيّة و الشؤون الربّانيّة فی
دور الجنين و ذلک ممتنع مستحيل. فالدور وقع فی أمرعسير و ما کانت النتيجة الّا شیء يسير و هذا عبارة عن
الخروج من الجنّة. و أمّا صدور هذا المنی عن الآيةنسب شأن من الشّئون الی مظاهر الحيّ القيّوم لا يقاس
بشئون غيرهم. فاذا قلنا آمن الرسول بما أنزل اليه ليس
ايمانه کايمان السائرين و اذا قلنا أنّ موسی عليه السلام
و صاحبه نسيا حوتهما ليس نسيانهما کنسيان غيرهما بلالمظاهر المقدّسة منزّهة عنها أيضاً انّما هذا فی شأن
المؤمنين الموحّدين و ما عدا ذلک فلربّما خوطب و عوتب
الرسول بما يراد به فی نفوس المؤمنين لئلّا يثقل علی
السمع العتاب الشديد کما قال و لو لا أن ثبّتناک لقد کدت
ترکن اليهم شيئا قليلا و فاستقم کما أمرت و لا تکنللخائنين خصيما. و عبس و تولّی أن جاءه الاعمی و وجدک
ضالّاً فهدی انّما هذا الخطاب موجّه لسائر الاصحابفتهويناً و تخفيفاً وجه العتاب الی ذلک الجناب کما انّ حبيب
النجّار قال مخاطباً للقوم "و ما لی لا أعبد الّذی فطرنی و اليه
ترجعون" و الحال مراده ما لکم لا تعبدون الّذی فطرکم
انّما أسند الی نفسه لئلّا يثقل الخطاب علی سمع غيره.
ص ١٢٦فبالاجمال انّ الرسل الکرام و الانبياء العظام المظاهر
النورانيّة و الحقائق الرحمانيّة و الکلمات التامّة و الحجج
البالغة و الشموس الساطعة و البدور اللامعة و النجوم
البازغة کلّهم تقدّست سرائرهم النورانيّة عن اعتراءالظلام و تنزّهت ضمائرهم الرحمانيّة عن شوائب الأوهام
و انّما لحکمة ما يخاطبهم اللّه بهذا الخطاب حتّی يخضع
و يخشع أولوالالباب و يتذلّلوا ألی العزيز الوهّاب و لا
يستکبروا ولو رقوا الی أعلی القباب بل ينتبهوا أنّ الحيّ
القيّوم خاطب الحبيب المعظّم و النور المکرّم هادیالأمم و الناطق بالاسم الاعظم بهذا الخطاب المبرم و العتاب
الواضح المحکم فما ذا شأن مقاماتنا السافلة و حقائقنا
الخامدة و نفوسنا الهامدة و عقولنا الجاهلة فتخشع أصواتهم
و تخضع نفوسهم و يبتهلون الی اللّه و يتضرّعون اليهو يقولون اللّهمّ يا حيّ يا قيّوم و يا مؤيّد کلّ خاضع و حافظ
کلّ خاشع و دالّ کلّ سليم و هادی کلّ ذليل الی المقامات
العالية و المراتب السامية نسئلک الصون و الحماية فی حصنک
الحصين و الحرس و الرعاية بلحظات أعين کلائتک فی ظلّک
ص ١٢٧الظليل. اللّهمّ ربّنا لا تدعنا بأنفسنا فاحفظنا بقوّتک المحيطة
علی الاشياء و احرسنا عن کلّ زلّة و خطيئة و اسلک بنا فی
المنهج البيضآء و المحجّة السويّة النورآء لانّنا خطاة و أنت
الغفور الکريم و نحن عصاة و أنت الرحمن الرحيم و لو لا
فضلک و عفوک لوقعنا فی سواء الجحيم و لو لا جودکو غفرانک لخضنا فی غمار بحار الطغيان العميق محرومين عن
فضلک العظيم ربّنا أيّدنا علی السلوک علی الصراطايّها الزائر لمطاف الارواح المخلص فی دين اللّه طوبی لامّ
ولدتک و طوبی لثدی رضعت لبنه و طوبی لحضن تربّيتالمبين و انشرحت بالفيض العظيم و لبّيت لنداء ربّک بقلب
خافق سليم و حضرت فی البقعة السامية من تلک الاقاليم
ص ١٢٨و مرّغت جبينک بالتربّة الطاهرة الزکية الطيّبة الّتی
انتشرت نفحات قدسها علی الارجاء انتشار المسک الزکیالی القطر السحيق. اذاً أشکر ربّک الرحمن الرحيم علی هذا
الفوز العظيم و الفيض الجليل و أمّا ما سألت عن الروح
و رجوعه الی هذا العالم الناسوتی و الحيّز العنصری اعلم
انّ الروح کلّيّاته تنقسم الی الاقسام الخمسة روح نباتی روح
حيوانی روح انسانی روح ايمانی روح قدسی الهیأمّا الروح النباتی فهو القوّة النامية الّتی تنبعث من
امتزاج العناصر المنفردة و معاونة الماء و الهواء و الحرارة
و أمّا الروح الحيوانی فهو القوّة حسّاسة منبعثة منالقوّة الناطقة المدرکة للکلّيّات و المعقولات و المحسوسات
فهذه الارواح فی اصطلاح کتب الوحی و عرف أهلالحقيقة لا تعدّ روحا لانّ حکمها حکم سائر الکائنات من
حيث الکون و الفساد و الحدوث و التغيير و الانقلاب کما
هو مصرّح فی الانجيل. حيث يقول "دع الموتی ليدفنوهاالموتی" المولود من الجسد جسد هو و المولود من الروح
فهو الروح. و الحال انّ الّذی کان يدفن ذلک الميّت کان حيّاً
بحياة نباتيّة و روح حيوانی و روح ناطق انسانی. امّا المسيح
له المجد حکم بموته و عدم حياته حيث انّ ذلک الشخص کان
محروماً من الروح الايمانی الملکوتی. و بالجملة هذهالارواح الثلاثة لا عود لها و لا رجوع لها بل انّها تحت
الانقلابات و الحدوث و الفساد أمّا الروح الايمانیو القوّة القدسيّة و التجلّی الرحمانی من شمس الحقيقة علی
الحقائق النورانيّة المستفيضة من حضرة الفردانيّة. و هذا
الروح به حيوة الروح الانسانی اذا ايّد به کما قال المسيح له
المجد "المولود من الروح فهو الروح" و هذا الروح لهعود و رجوع لأنّه عبارة عن نور الحقّ و الفيض المطلق
و نظراً لهذا الشأن و المقام المسيح له المجد حکم بانّ يوحنّا
المعمدان هو ايليا الموعود ان يأتی قبل المسيح. و مثل
هذا المقام مثل السرج الموقدة انّها من حيث الزجاجات
و المشاکی تختلف و أمّا من حيث النور واحد و منلا تعدّد و لا اختلاف و لاتکثّر و لا افتراق. هذا هو
الحقّ و ما بعد الحقّ الّا الضّلال. و أمّا قضيّة الثالوث اعلم
ايّها المقبل الی اللّه انّ فی کلّ دور من الادوار الّتی أشرقت
الانوار علی الآفاق و ظهر الظهور و تجلّی الربّ الغفور فی
الفاران أو السينا أو الساعير لابدّ من ثلاثة الفائض
و الفيض و المستفيض، المجلّی و التجلّی و المتجلّی عليه،
المضیء و الضّياء و المستضیء. أنظر فی الدور الموسوی
الربّ و موسی و الواسطة النار و فی کور المسيحالشعاع و الحرارة أثران من آثار الشمس و لکن ملازمان
لها و منبعثان منها و أمّا الشمس واحدة فی ذاتها منفردة
فی حقيقتها متوحّدة فی صفاتها فلا يمکن أن يشابهها شیء
من الاشياء. هذا جوهر التوحيد و حقيقة التفريدالمقدّس فقد بينّت لک شفاهاً ستارها مفصّلاً واضحاً خالياً
عن الاوهام و أوضحت لک وضوح الشمس فی رابعةالنهار و اسئل اللّه ان يفتح عليک الابواب حتّی تدرک
بنفسک حقائق الاسرار انّه هو المؤيّد الکريم الرحيم عع
هو اللّهالهی الهی أناجيک و أنت المناجی للناجی و أتوسّل اليک
بتجلّيات أحديّتک و آيات رحمانيّتک و شؤون فردانيّتک
ان تؤيّد هذا العبد علی التبتّل و التضرّع اليک فی جميع الشؤون
و الاحوال. أی ربّ اکشف الغطاء و أجزل العطاءو ايّد علی الوفاء انّک أنت ربّ الآخرة و الاولی و انّک
أنت الرحمن الرحيم ايّها النحرير المحترم انّ النشأة
الاخری نسبتها الی النشأة الاولی کنسبة النشأة الاولی
الی نشأة الارحام. أما کان عالم الارحام. بالنسبة الی هذا
العالم أوهام و أحلام. و کذلک النشأة الدنيويّة أوهام
بالنسبة الی النشأة الاخرويّة و لمّا انتقل الانسان من
عالم الارحام الی عالم الاحساس کشف عنه الغطاء و زال
ص ١٣٢الحجاب و ادرک ما لم يدرکه و يتصوّره فی الحياة الدنيا. انّما
الفرق انّ الانسان لا يتذکّر ما طرأ عليه فی عوالمالارحام. و أمّا فی النشأة الاخری يتذکّر کلّما مرّ عليه
فی النشأة الاولی فکيفية النشأة الاخری أمر معقولبالنسبة الی عالم الارحام فهل کان من الممکنات تصوّر
السمع و البصر و العلم و الادراک فی الارحام و لو کان من
قبيل الاوهام. لا واللّه بل انّ النشأة الاخری تظهر لمن
کشف عنه الغطاء و اذا أراد بيانها يضطرّ ان يضع الامر
المعقول فی قالب محسوس و يذکره حتّی السامع يتأکّدوجود العذب و العذاب بصورة نعيم و جحيم و أمّا قضيّة
اظهار الاشتياق من بعض الاشخاص الی معرفة الميثاقفلا يجوز تفوّه کلمة ولو کانت رمزاً بهذا القطر و تلک
الاقطار لحکمة بالغة من العزيز الغفّار. و سوف تطّلع عليها
عليکم بالصمت و السکوت و المناجاة الی حضرة الجبروتحتّی تمرّ عليکم نفحات الملکوت و عليک التحيّة و الثناء ع ع
ص ١٣٣الحمد للّه الّذی تنزّه ذاته و تقدّست کينونته عن ادراک
حقائق مشرقة عن أفق العرفان و کيف أهل النسيانعرفانه فکيف الذباب و البغاث فانّ الحقيقة الربّانيّة
و الکينونة الصمدانيّة غيب فی ذاته و کنز مخزون فی کنه
صفاته و الحقائق الّتی تذوّتت بکلمته و شيئت بقدرته کيف
تحيط بعظمة جلاله و تدرک حقيقة ذاته لانّ المحيط أعظم
من المحاط و المدرک له السلطة علی المدرک تنزّهت ذاته
ان تحاط و تقدّست کينونته ان تدرک "لا تدرکه الابصار
و هو يدرک الابصار و هو اللطيف الخبير" و التحيّة و الثناء
علی الجوهر الرحمانی و المظهر الصمدانی و الهيکل النورانی
الّذی قدر و هدی و أظهر و أعطی و جمع و نادی. و قال"ما عرفناک حقّ معرفتک" فانّه النور الوحيد الّذی أضاء
الفضاء الوسيع بشعاع اليقين فی بيان کنه ربّ العالمين
و اقرّ بالعجز و التقصير و اعترف بالمنع و التحذير. فانّ
الامکان حدّه العجز عن العرفان و الّا من اشتداد عريّ
ص ١٣٤الطغيان يدّعی أولو النسيان معرفة کنه الرحمن و الحال
کلّ ما ميّزوه بالاوهام فی أدقّ معانی البيان تصوّر ذهنی أو
تخطّر قلبی لا يکاد يروی الظمآن أو يشفی العيّان. و الصلاة
و السلام و البهاء علی کلّ من اتّبع هذا الطريق و اهتدی الی
الصراط المستقيم و الحمد للّه ربّ العالمين ايّها النحرير
البصير و البحر الخضّم الخبير اعلم انّ الکينونةالاحمديّة و الحقيقة المحمّديّة لمّا نظرت الی حقيقة الوجوب
و عزّتها و ذاتيّة الامکان و ذلّتها و القدرة الالهيّة
و صولتها و العجز الخلقی فی ساحة العزّة و عظمتها . بيّن
بلسان فصيح و بيان بليغ بأنّ حقيقة الذات القديمة من
حيث هی هی مقدّسة عن کلّ نعت و ثناء و منزّهة عنکلّ مدح و بيان و وصف و تبيان و انّ الحقيقة المتذوّتة
بآية من آياتها کيف تستطيع انّ تدرک کنهها و انّ آية
من آيات قدرتها کيف تقدر ان تحيط بحقيقتها فانّشؤون الحقّ فی حقائق الکائنات فانّ الحقيقة الانسانيّة
من حيث هی هی آية معروفة ناطقة بثناء بارئها و مبيّنة
لاسرار موجدها و شارحة لمتون الحکمة البالغة المودعة
فيها. فتعالی الّذی خلقها و أبدعها و أنشأها و فی أنفسکم
أفلا تبصرون. فبناء علی ذلک قال من هو غنّی علی فروع
سدرة المنتهی بأبدع نغم و ايقاع "لو کشف الغطاءما ازددت يقينا" فهذا العرفان هو معرفة آيات الملکوت
المودعة فی حقيقة الانفس و الآفاق "سنريهم آياتنا فی
الآفاق و فی أنفسهم حتّی يتبيّن لهم أنّه الحقّ" فانظر بالعين
الحقيقی و البصر الروحی انّ حقائق الکائنات الموجودة
فی مراتب مختلفة و مقامات متفاوتة فلا يقدر الموجودفی رتبة الدانية ان يدرک بل يستخبر عن الموجود الّذی
فی رتبة أعلی من رتبته. فانظر فی مراتب الجماد و النبات
و الحيوان و الانسان فانّ الجماد مهما يترقّی الی ذروة الکمال
لا يکاد يدرک حقيقة النبات و لا صفاته و لا کمالاته بل
صعوده و ترقّيه فی الصقع الّذی وجد فيه بحسب ذلکالرتبة و المقام و انّ النبات مهما تدرّج فی رتبة الکمال
ص ١٣٦لا يکاد يصل الی حقيقة الحيوان و يدرک القوّة الحسّاسة
و الکمالات الموجودة فی العالم الحيوانی فانّ کمالاته
بالنسبة اليه أمر وجدانی. فالفاقد کيف يدرک الحقائقو انّ الحيوان مهما ترقّی و تصاعد الی أوج الکمال و تدرّج
الی أعلی درجة الاحساس و الادراک بالسمع و العيانلا يکاد يدرک الحقيقة الانسانيّة و کمالاتها و ذاتيّة البشريّة
و صفاتها و احاطتها و قدرتها و اتّساع فکرها و اتّقاد نار
ذکرها. فانّه محروم عن ذلک و ممتنع محال له عرفان ذلک
فاذا کان کلّ حقيقة امکانيّة لا تقدر ادراک حقيقة امکانيّة
فوقها فکيف الامکان و الوجوب سبحان اللّه عمّا يصفون
فلاجل ذلک قال مخاطب لولاک "ما عرفناک حقّمعرفتک" ثمّ ان مطلع الهدی عليّا عليه السلام لمّا نظر الی
الآثار و الآيات و الاسرار المودعة فی حقيقة الکائنات
و ارجع البصر و ما رأی من فتور قال "لو کشف الغطاءما ازددت يقيناً و کلا البيانين واقعان فی محلّهما و مطابقان
لاسّ أساس المسائل المعضلة الالهيّة الّتی عجزت النفوس
عن ادراکها و قصرت العقول عن عرفانّها و انّک أنتفاشکر اللّه ربّک بما أغناک و بيّن لک فی الکتاب أسرار
کلّ شیء بأبدع تبيان و أظهر افصاح خارج عن الخفاء و کن
فی أمر ربّک ثابتاً ناطقاً و منادياً و هادياً حتّی يجعل لک
فی جميع الشؤون مخرجاً و يؤيّدک بجنود من الملأ الأعلی
و ينصرک بقبيل من الملائکة من الملکوت الأبهی انّهالامکان و القوم فی عمه مبتلون. و اشرق النور و أضاء
الطور و تنّسم نسيم رياض الربّ الغفور و فاحت نفحاتالرياض و تدفّقت الحياض و تأنّق الفردوس و الجاهلون فی
أوهامهم لخائضون. و کشف النقاب و زال الحجابو انشقّ السحاب و تجلّی ربّ الارباب و المجرمون لخاسرون
و هو الّذی أنشأ لکم النشأة الاخری و أقام الطامّةانّ فی ذلک لآيات لقوم يبصرون. و من آياته ظهور الدلائل
و الاشارات و بروز العلائم و البشارات و انتشار آثار
الاخبار و انتظار الابرار و الاخيار و أولئک هم الفائزون.
و من آياته أنواره المشرقة من أفق التوحيد و أشعّته الساطعة
ص ١٣٩من المطلع المجيد و ظهور البشارة الکبری من مبشّره الفريد
انّ فی ذلک لدليل لائح لقوم يعقلون و من آياته ظهوره
و شهوده و ثبوته و وجوده بين ملأ الاشهاد فی کلّ البلاد
بين الاحزاب الهاجمة کالذئاب و هم من کلّ جهة يهجمون
و من آياته مقاومة الملل الفاخمة و الدول القاهرة و فريق
من الاعداء السافکة للدماء الساعية فی هدم البنيان فی
کلّ زمان و مکان انّ فی ذلک لتبصرة للّذين فی آيات اللّه
يتفکّرون. و من آياته بديع بيانه و بليغ تبيانه و سرعة نزول
کلماته و حکمه و آياته و خطبه و مناجاته و تفسير المحکمات
و تأويل المتشابهات لعمرک انّ الامر واضح مشهود للّذين
ببصر الانصاف ينظرون. و من آياته اشراق شمس علومهو بزوغ بدر فنونه و ثبوت کمالات شؤونه و ذلک ما أقرّ به
علماء الملل الراسخون. و من آياته صون جماله و حفظو السيوف و السهام الراشقة من الالوف و انّ فی ذلک لعبرة
لقوم ينصفون. و من آياته صبره و بلاؤه و مصائبه و آلامه
تحت السلاسل و الاغلال و هو ينادی "اليَّ اليَّ" يا ملأ
ص ١٤٠الابرار "اليَّ اليَّ" يا حزب الاخيار "اليَّ اليَّ" يا مطالع
الانوار قد فتح باب الاسرار و الاشرار فی خوضهم يلعبون.
و من آياته صدور کتابه و فصل خطابه عتاباً للملوک و انذاراً
لمن هو أحاط الأرض بقوّة نافذة و قدرة ضابطة و انثلّ
عرشه العظيم بايّام عديدة و انّ هذا الأمر مشهودمشهور عند العموم. و من آياته علوّ کبريائه و سموّ مقامه
و عظمة جلاله و سطوع جماله فی أفق السجن فذّلت لهظهور معجزاته و بروز خوارق العادات متتابعاً مترادفاً
کفيض سحابه و اقرار الغافلين بنفوذ شهابه لعمره انّ هذا
الامر ثابت واضح عند العموم من کلّ الطوائف الّذينعصره و شروق بدر قرنه فی سماء الاعصار و الاوج الأعلی
من القرون بشؤون و علوم و فنون بهرت فی الآفاق و ذهلت
بها العقول و شاعت و زاعت و انّ هذا لأمر محتوم. عع
ص ١٤١أيا نفحات اللّه هبّی معطّرة و أيا نسمة اللّه مرّی مطيّبة
و اقصدی وادی الرحمان نادی العرفان. بادية خراسانو اعبقی امام احبّاء اللّه و أمنائه و طيّبی مشام أولياءاللّه
و أصفيائه الّذين أضاءت وجوههم و اکفهرّت نجومهمصدورهم فی يوم اللقاء. و وفوا بعهد اللّه و ميثاقه فی ذرّ البقاء
ثمّ بلّغی نزلاء تلک المعاهد و الربّی تحيّة ربّک الأعلی و بشّريهم
بايّام اللّه لعمر ربّی هذه موهبة ابتغاها مطالع النور و مواقع
النجوم و مهابط وحی ربّک العزيز القيّوم فی القرونو سالت عبراتهم شوقاً و توقاً اليها. فهنيئاً و مريئاً لکم من
هذه المائدة النازلة من سماء فضل ربّکم الرحمن الرحيم.
و يا ريح الصبا و شميم عرار الوفا امتثلی بساحة أحبّة اهتزّت
رياض قلوبهم بفيض سحائب محبّة اللّه و أشرقت وجوههمبنور معرفة اللّه و بلّغی شوقی اليهم و تشوّفی لهم و ولعی بهم
ص ١٤٢و صرحی و بثّی بولهی و شغفی و هيامی بذکرهم. و قولی عليکم
بهاءاللّه و سلامه و تحيّته و ثنائه و فی وجوهکم نوره و ضيائه
و فی قلوبکم روحه و وفائه و فی صدورکم حبّه و شفائه. أيا
أولياء الرحمن رطبوا ألسنتکم بشکره و ثنائه بما أيّدکم بأمر
يهتف بذکره الملأ الأعلی و نادی به مبشّر الفلاح فیالطافح و نور اللّه اللائح جعلکم اللّه مشاعل ذکره و مواقع
أسراره و مشارق أنواره و مطالع آثاره. عميت أعين لمتشاهد أنوار بهائه و ما قرّت بمشاهدة آياته الکبری يوم
ظهوره و سنائه و صمت آذان لم تسمع ندائه و لم تتمتّع بلذيذ
خطابه و خرست السن لم تنطلق بذکره و ثنائه و خسرتأفئدة لم يکن لها نصيب من حبّه و ولائه و خابت نفس لم
تسلک فی سبيل رضائه و لم ترتو من سلسبيل عرفانه. و يا حمامة
الوفاء خاطبی الضعفاء انّه اذا وجدتم الضرّاء اشتدّت
و البأساء امتدّت و الأرض ارتجفت و الجبال ارتعدتبالصبر الجميل فی سبيل ربّکم الجليل. و ايّاکم يا عباد الرحمن ان
يعلو منکم الضجيج اذا اشتدّ أجيج نيران الافتتان و ارتفع
زفيرها و ايّاکم الصريخ و العويل فی سبيل ربّکم الجليل. عند
ما يتلاطم بحر البلاء و يتفاقم أمره من ظلم أهل الطغيان
و لا تحسبوهم بمفازة من العذاب و لا تخشوا بأسهم و جمعهم
و قد مضت قبلهم المثلات و قصّ عليهم الکتاب "جندما هنالک مهزوم من الاحزاب" و لقد کانوا القرون الاولی
أشدّ قوّة من هؤلاء و أعظم أثاثاً و أقوی جنداً و لو أنّکم
يا أغنام اللّه بين براثن الضواری من السباع و مخالب
جوارح البقاع لا تيأسوا من روح اللّه سينکشف القناعالبلاد و تعلو معالم التوحيد و تخفق أعلام آيات ربّکم المجيد
علی الصرح المشيد و يتزلزل بنيان الشبهات و ينشقّ حجاب
الظلمات و ينفلق صبح البيّنات و يشرق بأنوار الآياتو الارواح هاوية فی الهاوية. لعمر اللّه انّ فی قوم نوح
و هود و قوم لوط و ثمود و أصحاب الحجر و اليهود و تبابعة
سبا و جبابرة البطحاء و قياصرة الفيحاء و أکاسرة الزوراء
و المؤتفکاة فی القرون الاولی لعبرة لأولی النهی و ذوی
البصيرة الکاشفة لخواتم الامور بفواتح الآثار. قد.و قراهم بالبادية . لمّا أتی بأس ربّک جعلها خامدة هامدة
مؤتفکة بائدة لا تسمع لها صوتاً و لا همساً. و أمّا الّذين
اتّخذوا جوار رحمة ربّک الأبهی ملجأ و ملاذاً و مأوی
و معاذاً. هم طيور اتّخذوا أفنان سدرة المنتهی مطاراً و أوکارا
ص ١٤٥فمکّنهم اللّه فی الأرض و جعلهم أئمّة أخياراً و أشهر لهم
آثاراً و أضاء لهم مناراً و أتی بهم من أفق التوحيد يلوح وجوههم أنوارا عع
هواللّهالهی الهی لک الحمد بما أيّدتنا علی الايمان بک و بآياتک
و الاستماع لندائک و التلبية لدعائک و التوجّه اليکو التوکّل عليک. و وفّقتنا علی عرفان مظهر نفسک و مشرق
أنوارک و شمس ظهورک من أفق أحديتّک و اقتباسأنوارها و مشاهدة آثارها و ملاحظة آياتها. و لک. الشکر
علی هذا الفضل العظيم و الفوز المبين و نحمدک علی ما بعثتنا
من موطننا و وفّقتنا علی قطع السبل و طيّ الطرق محفوظين
مصونين تحت لحاظ عين رعايتک حتّی وصلنا الی هذهالبقعة الشاسعة الارجاء زائرين لاحبّائک و شوقاً الی
أصفيائک و طلباً لمشاهدة وجوه ارقّائک حتّی ننشرحالبشارات الطافحة من شمائلهم الغرّاء و نلتذّ سمعاً باستماع
کلماتهم الفصحی و نهتزّ طرباً و فرحاً بمؤانستهم الّتی
ص ١٤٦فی سبيل الوفاء بعهدک و ميثاقک و وفّقنا علی خدمة أمرک
و نشر نفحاتک و التخلّق بصفاتک و الاستفاضة منأسمائک حتّی نکون مثالاً لفيضک الشامل و فضلک الکامل
فننبعث بين خلقک آيات الهدی و نتجسّم بشاراتک بينالملأ. انّک أنت الکريم الرحيم المتعال. يا احبّاء اللّه انّ
عالم الملک مطابق للملکوت و النشأة الجسمانيّة منطبقة علی
النشأة الروحانيّة و الناسوت انّما هو آيات منطبعةالاسماء و الصفات و الاحکام. بناء علی ذلک کما انّ شمس
فلک الاثير لها طلوع و غروب و باشراقها و حرارتها تتنوّر
الآفاق و تتربّی سائر الموجودات کذلک شمس الحقيقةالرحمانيّة لها طلوع و أفول و ظهور و بطون. و بظهورها
و طلوعها عن مطلع الامکان تتنوّر مطالع الاکوان بفيض
الرحمن و تتربّی الحقائق المجرّدة الصافية المبارکة بفيضها
العظيم و شعاعها الساطع علی کلّ الاقاليم. هذا بالنسبة الی عالم
ص ١٤٧الخلق لا بالنسبة الی عالم الحقّ لانّ شمس الاثير لا زالت
مستقرّة فی مرکزها العظيم و لا طلوع لها و لا أفول لها
من حيث مرکزها. فبدوران العالم الأرضی يظهران لهاطلوع و لها غروب کذلک شمس الحقيقة لم تزل فی علوّ ذاتها
و حقيقة تقديسها طالعة لائحة مشرقة فائضة ليس لها صعود
و نزول و أوج و حضيض و طلوع و غروب بل مستقرّةبالنسبة لدوران الامکان و الاکوان. و کما انّ شمس الاثير
لها مطالع و مشارق متعدّده متفرّقة کذلک شمس الحقيقة
لها مطالع عديدة و مشارق سامية و تنتقل فی تلک المطالع
النورانيّة و المشارق الرحمانيّة. فالّذی له بصر حديد
و متعلّق قلبه بالشمس و منجذب اليها ينتقل نظره بانتقالها
فی المطالع و المشارق. و الّذی لا يدرک الشمس بل يتعلّق
قلبه بمطلع من المطالع أو أفق من الآفاق يحتجب عنلا يحتجب بالمطالع و لا يتقيّد بالمشارق و يعشق الشمس
من أيّ مطلع أشرقت و لاحت و من أيّ نقطة سطعتالمطالع و المشارق و ينجذبون اليها و يحتجبون عن الشمس
و أنوارها عند انتقالاتها و لمّا کانت شمس الحقيقة مشرقة
من الافق الموسوی تعلّق القلوب بذلک المطلع و ارتبطت
به فلمّا انتقلت الشمس من مطلع الکليم الی المشرق الباهر
العظيم الافق المسيحی فالامّة السالفة المتقيّدة بالنقطة
الموسوية احتجبت عن الشمس و أنوارها حيث ما انتقلتامّا نحن نشکر اللّه و نحمده بما جعلنا منجذبين الی الشمس
و أنوارها و غير محتجبين بالمطالع و أطوارها و انتقلت انظارنا
مع الشمس عند انتقالها بين المطالع و الآفاق. و هذهبصيرة منحها لنا ربّنا بفضله و جوده و احسانه. و له الفضل
علی ذلک و له الشکر بما وفّقنا و ايّدنا بالوجود فی يوم
اشراقه من الافق العظيم و المطلع الجليل الّذی لم يقارنه
مطلع من المطالع و لا يشابهة مشرق من المشارق لانّيسبق له مثال و انّ اللّه کشف الغطاء و جزل فی العطاء
و أنعم بکلّ النعم و الآلاء و حشرنا فی ظلّ شجرة الميثاق
و تحت راية العهد مقرّين بوحدانيّته و فردانيّته و عظمته
و قدرته و قوّته الّتی شاعت و لاحت فی الآفاق کلّها حتّی
شهد الاعداء بعظمته و علوّ کلمته و نفوذ آثاره و قوّة تعاليمه
و سرعة انتشارها حتّی فی يومه شاع و زاع ذکره فی کلّ
الآفاق و طبّق الأرض بأسرها و لم يسبق فی ايّام سائر المطالع
هذا النفوذ الباهر و القوّة القاهرة و نتضرّع الی اللّه ان
يجعلنا موفّقين برضائه و سالکين بحسب تعاليمه و حافظين
لشريعته و مخلصين فی دينه و متخلّقين بأخلاقه الملکوتيّة
و مستفيضين بفيوضاته اللاهوتيّة. و نحمده و نشکره علی
فضله و جوده و احسانه و علی ما أوضح لنا صراطه المستقيم
و وسع لنا المنهج القويم و جعل لنا نوراً نهتدی به فی
الليل البهيم و شرع لنا الميثاق العظيم و بيّن و أوضح بأثر
من قلمه الأعلی المرکز المنصوص کالبنيان المرصوصو المبيّن لآياته و الشارح لکلماته و المحلّل لمعضلات المسائل
و المزيل لشبهات الأواخر و الأوائل رافع للاختلافمن جميع الجهات . لانّ بيانه هو البيان الواقع و الحقيقة
الثابتة بنصّ صريح فی کتاب العهد و الکتاب الاقدسو قال و قوله الحقّ "فارجعوا ما لاعرفتموه من الکتاب
الی الفرع المنشعب من هذا الاصل القديم" و قال فیبين جميع الملل و الأمم و الاقاليم و البلاد حتّی لا يزلّ
الاقدام عند أفول شمس الحقيقة و لا يلقی الشبهات أهل
الفساد بغية للمشتهيات النّفسانيّة. يا للعجب مع انّ هذه
النصوص الالهيّة مسلّمة للعموم و ليس فيها أدنی شبهة
لنفس من النفوس حتّی عند سائر الملل فی الآفاق معاللّه و طلباً لحياة الدنيا بعد ما آمنوا أنکروا و بعد
ما خضعوا استکبروا و بعد ما أقرّوا جحدوا و بعدبيداء الهوان. فيا حسرة لهم فی مستقبل من الزمان آمين
أقول لکم انّ خسرانهم خسران الفريسيين و هوانهمالحمد للّه الّذی أنشأ حقيقة نورانيّة و کينونة رحمانيّة و هويّة
ربّانيّة و کلمة جامعة و آية کاملة و نقطة کلّيّة و تجلّی عليها
بجماله و جلاله و کماله و أسمائه و صفاته و شؤونه و أفعاله
فتفصّلت و تشعّبت و تفرّقت و تکثّرت و أحاطت بشؤونها
و ظهورها و شهودها و وجودها و مثلها و آثارها و أطوارها
حقائق الکائنات و هويّات الموجودات. و الصلاةو السلام علی أشرف نقطة فی دائرة الوجود و أعلی مصدر
فی قوس النزول و الصعود الکلمة الوحدانيّة و الآيةالفردانيّة و الحقيقة الوجدانيّة و الواسطة الرحمانيّة. و علی
آله و صحبه و نصرائه و تابعيه و تابع تابعيه الی يوم الدين
و الحمد للّه ربّ العالمين و بعد يا ايّها النحرير قد
انبعث فی قلبی فرط الاشواق اليک و اهتزّ فؤادیلودادی معک و أحببت المخاطبة بواسطة المکاتبة لعلّی أحوز
علی ما يتّصل به روابط المحبّة و تشتدّ به أزمّة الالفة الغيبيّة
ص ١٥٢القديمة الفائضة من عالم الارواح الی عالم الاجسام و ابتهل
الی الحيّ القيّوم ان يرفع الحجاب و ينزع النقاب عن وجه
الامر و تظهر الحقيقة عند حضرتک ظهور الشمس فیرابعة النهار. و انّک لتعلم انّ الامر عظيم عظيم و لا يطّلع
بأسرار اللّه الاّ کلّ ذی قلب سليم و ألقی السمع و هو
شهيد. و حضرتکم واقفون بأنّ الآيات الّتی تتعلّق بالساعة
و اشراطها کلّها متشابهة و لا يعلم تأويلها الاّ اللّه و الراسخون
فی العلم و اتضرّع الی اللّه ان يجعلکم من الراسخين فی
العلم الثابتين بالحلم. الواقفين باسرار اللّه و الکاشفين
لآثار اللّه. و لا يخفی علی ذلک الالمعی انّ النظرو الاستدلال ما لم يکن مؤيّداً بالمکاشفة و الشهود لا يغنی
من الحقّ شيئا و انّ أهل الاستدلال اختلفوا من حيثالعقائد و الاقوال و الآراء فلو کان ميزانهم قسطاساً
مستقيماً لما اختلف الاشراقيّون و المشّائيّون و الرواقيّون
و المتکلّمون حتّی اشتدّ الاختلاف بين کلّ زمرة منهؤلاء و کلّهم من أهل النظر و الاستدلال. فنعم ما قال
"پای استدلاليان چوبين بود پای چوبين سخت بی تمکين بود"
ص ١٥٣و انّک يا ايّها الفاضل الجليل لتعلم بانّ موازين الادراک عند
القوم أربّعة أنواع ميزان حسّی و ميزان عقلی و ميزان
نقلی و ميزان الهامی. فامّا الميزان الحسّی أعظم وسائطه
البصر و خطئه واضح مشهود بالبداهة عند أهل النظرالجوالة دائرة و الاجسام العظيمة صغيرة و أمّا الميزان
العقلی الّذی يعوّل عليه أهل النظر و الاستدلال فخطأه
واضح البرهان و انّ أصحابه اختلفوا فی أکثر المسائلو الآراء فلو کان ميزاناً مستقيماً لما اختلفوا فی مسألةما
و الميزان النقلی أيضاً ليس مدار الايقان و الاطمئنان
لانّ النقل لا يستنبط معانيه الّا العقل فاذا کان العقل
ضعيف الادراک کليل البرهان بديهی الخطاء کثيرالالهامی ايضاً لا يخلو من الزلّة و السهو حيث انّ الالهام
کما عرف القوم عبارة عن الواردات القلبيّة و الخطورات
عن وساوس شيطانيّة. فاذا حصل هذه الحال فی قلب منالقلوب انّی يعلم انّها الهامات ربّانيّة أو وساوس شيطانيّة
ص ١٥٤اذاً ما بقی الّا المکاشفة و الشهود فعليک بها و عليک بها
و أنت لها و أنت لها .دققّ النظر فيما رواه مسلم فی صحيحه
و البخاری "انّ اللّه تعالی يتجلّی فينکر و يتعوذ منه
فيتحوّل لهم فی الصورة الّتی عرفوه فيها فيقرّون بعد
الانکار" اذاً ظهر انّ الحقيقة خلاف ما هو مسلّم عند
العموم و انّ العموم غافلون عنها منکرون لقائلها و ناقلها
و الظاهر بها و انّ الحقائق الالهيّة مخالفة لما هو مسلّم عند
القوم. و أما سمعت انّ النحرير الشهير فخر الرازی بکی
يوماً و سأله أحد من أصدقائه عن سبب بکائه فقال مسألة
اعتقدت بها منذ ثلاثين سنة تبين لی الساعة بدليل لائح
لی انّ الامر علی خلاف ما کان عندی فبکيت و قلت لعلّ
الّذی لاح لی أيضاً يکون مثل الأوّل. اذاً يا ايّها المتعارج
الی أوج الفنون دع ما کان و ما يکون من العلوم و توجّه
بقلبک و روحک الی الجمال المعلوم. الی متی تعتکف فیالّذين جعلهم اللّه شرّ الانعام و انظر بالبصر الحديد فی هذا
الکور المجيد و الدور الجديد لتری انّ الآيات ظاهرةو انّ بحور المعانی تموّجت و تدفّقت و انّ رياض الاسرار
صدحت طيورها و انّ حياض العرفان خاضت و سبحتحيتانها و انّ غياض الايقان زأرت ليوثها. تاللّه الحق
لو تصل الی هذا المقام لتری کلّ الوجود فی ظلّک و لن
تذهل عن هذه النعمة العظمی و لو هجمت عليک الجنودبالسهام و السنان و التحيّة و الثناء عليک فی أولاک و أخراک عع
هواللّهحمداً لمن نشر راياته و أظهر آياته و أعلن کلماته و أوضح
بيّناته قد شرح الصدور بالنور الساطع من أفق الظهورو هيّج البحر المسجور بالنار الموقدة فی أعلی قلل الطور
ص ١٥٦و بيّن کلّ أمر محتوم فی اللوح المحفوظ و أظهر الحقائق
و المعانی فی الرقّ المنشور و له الشکر علی هذا الاحسان
و له المنّ علی هذا الفضل و الجود من ملکوت البيان.و البهاء و الثناء و التحيّة الطيّبة النوراء علی نفوس ترکت
هواها و تشبّثت بهداها و استشرقت من نور ضحاهاو العصر المجيد. انّی اتضرّع الی اللّه ان يفتح أبواب الهدی
علی وجوه من فی الأرض و السماء و ينوّر الجباه بأنوار
ساطعة من ملکوت الأبهی و يحيی النفوس بانفاسو الغبراء. لعلّ الناس ينتبهون من رقدهم و يتذکّرون بما
أنزله اللّه فی الصحف الاولی بوحی يوحی و لا يتشبّثون بما
أشاعه أولو الفرقان و الانجيل و التوراة و أهل البيان
و يحرمون علی أنفسهم المائدة النازلة من السماء. لعمرکم
انّهم سلکوا فی وادی الظلمات و غفلوا عن النور الساطع
ص ١٥٧الفجر علی آفاق الکائنات و تمسّکوا بما قال المرجفون
أصحاب الظنون. فبعض النفوس فتح اللّه بصيرتها و نظرت
بعينها و جاهدت فی أمر اللّه فهداها الی سبيلظلّ سدرة المنتهی و کان يقول واويلا واشريعتا وادينا
وامذهبا علی نسخ الشريعة الغرّاء و تشتيت شمل العلماء
و هدم بنيان رفعه يد العليّ الأعلی. حتّی انّ أهل نجران
لمّا حضروا عند رسول اللّه عليه التحيّة و الثناء قالوا له
أتقول أنت أعظم من عيسی و انّه روح اللّه. فقال انّمن رسله أبدا. فقالوا کلّا انّ عيسی لا يقاس بغيره من
الانبياء لأنّه من روح اللّه. ثمّ قال الرسول فبأيّ برهان
تنطقون فی هذا. فقالوا له و يحک هل رأيت بشراً من دون
أب بين الوری. فنزلت الآية الکبری انّ مثل عيسیذکر اللّه. أسئل اللّه بأن يفتح أبواب البصيرة علی قلوب
الوری من شرق الأرض و غربها حتّی يرتفع ضجيجالعموم الی الملأِ الأعلی . فسبحان ربّی الأبهی. الهی الهی
نحن عبادک العجزاء قوّنا بقوّتک النافذة فی حقائقمن ملکوتک الرفيع و نوّر قلوبنا بالنور المبين الساطع
من الافق الکريم و اسقنا کأساً دهاقاً طافحة بصهباءنسيم عنايتک من غياض الفضل و الاحسان انّک أنت الکريم المعطی المنّان عع
ص ١٥٩ايّها المنجذب بنفحات اللّه قد وصلنی تحريرک الاخير الدالّ
علی فرط محبّتک لعبدالبهاء و توکّلک علی اللّه و حسن
نيّتک الصادقة فی خدمة أمر اللّه. و نعم البيان ما کتبت
فی ذلک التحرير الکريم بأنّکم تحتاجون فی تلک الديار الی
المحبّة و الالفة بين القلوب و الارواح. هذا هو الحقّ و ما
بعد الحقّ الّا الضلال. اعلم حقّ اليقين انّ المحبّة سرّ البعث
الآلهی و المحبّة هی التجلّی الرحمانی المحبّة هی الفيض
الروحانی، المحبّة هی النور الملکوتی، المحبّة هی نفثات
روح القدس فی الروح الانسانی المحبّة هی سبب ظهورالحقّ فی العالم الامکانی، المحبّة هی الروابط الضروريّة
المنبعثة من حقائق الاشياء بايجاد الهی، المحبّة هی وسيلة
السعادة الکبری فی العالم الروحانی و الجسمانی، المحبّة هی
نور يهتدی به فی الغياهب الظلمانی، المحبّة هی الرابطة
بين الحقّ و الخلق فی العالم الوجدانی، المحبّة هی سبب
الترقّی لکلّ انسان نورانی المحبّة هی الناموس الاعظم
فی هذا الکور العظيم الالهی، المحبّة هی النظام الوحيد
ص ١٦٠بين الجواهر الفرديّة بالترکيب و التدبير فی التحقّق المادّی
المحبّة هی القوّة الکلّيّة المغناطيسيّة بين هذه السيارات
و النجوم الساطعة فی الاوج العالی، المحبّة هی سببالمحبّة هی سبب تمدّن الأمم فی هذا الحياة الفانی، المحبّة
هی الشرف الأعلی لکلّ شعب متعالی. و اذا وفّق اللّهقوماً بها يصلّين عليهم أهل ملأ الأعلی و ملائکة السماء
و اهل ملکوت الأبهی و اذا خلت قلوب قوم منهذه السنوحات الرحمانيّة المحبّة الآلهيّة سقطوا فی أسفل
درک من الهلاک و تاهوا فی بيداء الضلال و وقعواالعائشة فی أسفل الطبقات. يا احبّاء اللّه کونوا مظاهر محبّة
اللّه و مصابيح الهدی فی الآفاق مشرقين بنور المحبّة و الوفاق
و نعم الاشراق هذا الاشراق. يا عزيزی عليک بأن تطبعيتّحدوا و يتّفقوا و يحبّوا بعضهم بعضاً بل يحبّوا جميع البشر
ص ١٦١و يفادوا أرواحهم بعضهم بعضاً. هذا سبيل البهاء، هذا
دين البهاء و هذا شريعة البهاء. و من ليس له هذا فليس
له نصيب من البهاء و عليکم التحيّة و الثناء ععو هذا هو جابلقا و أمة عيسی ينتظرون ظهور الموعود من
کبد السماء علی سحاب نازل من الاوج الأعلی فهذا هوجبل رضوی القريب الی المدينة النوراء فهذا هو الجابلقا
و أمّة الفرس القديمة ينتظرون ظهور موعودهم من محلّمجهول فهذا هو الجابرصا و کلّ أمّة تنتظر موعودها من
ص ١٦٢اعترضوا عليه يوم ظهوره بل قاموا بظلم و بغضاء علی تلک
الهياکل المقدّسة النوراء و هذا سبيل الخطاءِ و الظلم علی
مظاهر الاسماءِ الحسنی. و الّا لو وجدت کلّ أمّةهبوطها و درکات قنوطها. و انّی حباً بک و بنجلک المجيد
ادعوک الی الهدی و أقول لک جاهد فی أمر ربّک حتّیيهديک الی النور الساطع من الافق الأعلی و تمعّن فی الانبياء
و المرسلين السابقين و فيما اعترضوا به عليهم و ما ذا فعلوا
بهم و بما ذا احتجبوا عن الحقّ و غفلوا عن ذکر ِربّهم عند
ذلک يلوح لک أنوار الحقّ و يتميّز عن الباطل و تصلو تتحقّق بحقّ اليقين بفضل من النور المبين و عليک التحيّة و الثناء عع
هواللّهيا احبّاء اللّه و أوّدائه انّی بقلب مشتعل بنار محبّتکم و صدر
ص ١٦٣منشرح بذکرکم و عين ناظرة اليکم و أذن سامعة لندائکم
و عبرات سائلة طلباً لنجاحکم و أدعية وافية لفلاحکمأخاطبکم من هذه البقعة المبارکة النوراء و أقول طوبی
لکم ايّها المقبلون بشری لکم ايّها المخلصون طوبی لکم
ايّها الثابتون بشری لکم ايّها القانتون طوبی لکم أيها
المستيقظون من نسمة اللّه بشری لکم ايّها المنتعشون من
روح اللّه طوبی لکم ايّها الداخلون فی ملکوت اللّهبشری لکم ايّها المنجذبون الی نفحات اللّه. و انّی أتضرّع
الی اللّه ان يؤيّدکم بقوّة نافذة لاهوتيّة من الملأ الأعلی
و ينجدکم بجنود الالهام و جيوش السلام بهذا الاثناء حتّی
تستنشقوا رائحة الحياة من قميص يوسف الميثاق و تتنوّروا
فی کلّ حين بالانوار الساطعة من نيّر الاشراق و تقوموا
بکلّ اتّحاد و اتّفاق علی اعلاء کلمة اللّه و نشر آيات اللّه و نصب
رايات اللّه علی أعلی الأتلال و اذا جمعتم الکلمة و اتّفقتم
علی المقصد الاصلی و المحبّة المتّحده و حقّ من فلق الحبّة
و برء النسمة تتلألأ الانوار من وجوهکم الی عنان الاوج
الرفيع الأعلی و يشيع صيت علوّکم و يذيع آثار سموّکم فی
ص ١٦٤جميع الارجاء و تنفذ قوّتکم فی حقائق الاشياء و تؤثّر
نواياکم فی الأمم العظيمة الکبری و تحيط أرواحکمبالکائنات کلّها و ترون أنفسکم ملوکاً فی أقاليم الملکوت
و متوّجّاً بأکاليل جليلة من عالم اللاهوت و تصبحون قوّاداً
لجيوش السلام و امراء لجنود الحياة و نجوماً فی أفق الکمال
و سرجاً موقدة ساطعة الانوار بين الانام البدار البدار
يا احبّاء الرحمن. البدار البدار يا محبّی السلام البدار البدار
يا مخلصی النيّات. البدار البدار يا ناظری ملکوت اللّه
البدار البدار يا ناطقون بذکر اللّه البدار البدار يا متنوّرون
بأنوار اللّه الی الالفة و الاتّحاد و المحبّة و الائتلاف
و الاجتماع علی کلمة اللّه و الخدمة لامر اللّه و التوجّه الی
ملکوت اللّه و الثبوت علی ميثاق اللّه و النصرة لدين
اللّه و النشر لآثار اللّه و الاستقامة لامر اللّه. و انّی أدعو اللّه
ان ينزل عليکم کلّ برکة من السماء انّه هو القوّی القدير. و قد
أرسلنا حضرة الحاج عبدالکريم المحترم الی تلک الجهات
لبثّ روح الاتّحاد و الاتّفاق و أأمّل من اللّه له النجاح فی
هذا فانّ روح دين اللّه هو الاتّحاد و الاتّفاق ععترانی يا الهی معترفاً بروحی و ذاتی و حقيقتی و کينونتی
بعجزی و فقری و فنائی و اضمحلالی و مقرّاً بذهولیو فتوری و قصوری عن ادراک أدنی آية من آيات فردانيّتک
فکيف أحصی ثناء عليک. کلّت أجنحة أفکاری عنعلی القمّة الشاهقة من حقيقة الامکان فکيف أعلی قباب
قدس رحمانيّتک. تنزّهت يا الهی عن کلّ ذکر و ثناءو العظام الخالية. ربّ ربّ کمل عجزی و ظهر فقری و ثبت ذلّی
و بان احتياجی فی بيان نعت من نعوت أحبّائک فکيفعتبة قدسک، اذاً يا الهی أعِنّی بقوّتک و قدرتک و امددنی
بالهامات غيب أحديّتک علی الثناء علی أحبّتک الّذين طابت
ص ١٦٦مطلع رحمانيّتک و قرّت أعينهم بمشاهدة أنوار ربّانيّتک
و علت فطرتهم بسطوع أشعّة نيّر الوهيّتک و ارتفعتو منهم عبدک الجليل و رقيقک النبيل الحقيقة النورانيّة
و الشعلة الرحمانيّة و الآية الفردانيّة الّذی تحمّل کلّ بلاء
فی سبيلک و احتمل کلّ مصيبة فی محبّتک و ابتلی بکلّ رزيّة
فی صراطک و قاسی کلّ عذاب أليم فی أمرک. فآمنبمبشّرک العظيم فی مبدأ الاشراق و استضاء بصبحک المبين
الساطع علی الآفاق و انجذب انجذاباً سرع الی مشهد الفداء
فی موطن جمالک الأبهی فی تلک القلعة العصماء و تعذّب
عذاباً لا يحصی و تحمّل الجوع و العطش و البلاء تحت رشق
النبال و رشّ الرصاص مع ذلک هو يذکرک بلسانه و فی خفيّ
جَنانه مبتهلاً اليک منقطعاً عن دونک مناجياً الی ملکوت
ص ١٦٧الّذی قام عليه طغاة خلقک و ظلمة عبادک و طعنوه بألسنتهم
الحداد و أسنّتهم النافذة فی القلب و الفؤاد ثمّ أخرجوه مع
عبادک عن تلک الملجأ الحصين بقسم لو يعلمون عظيم و الاّ
قائدهم انّه الصادق الامين ثمّ خانوا و طغوا و بغوا الی ان
قطعوا أجساد أحبّائک ارباً اربا و سالت الدماء و تقطّعت
الاعضاء و تفرّقت الاجزاء و أصبحت اللحوم طعوماًللطيور و العظام تحت الرَغام. و انقذت يا الهی هذا العبد
من يد العدوان بقدرتک الغالبة علی الامکان تمهيداً لما
بقی له من الازمان حتّی يتهيّأ الاستشراق من ظهور نيّرک
الاعظم الساطع الفجر علی الآفاق و يستفيض من السحابالمدرار و يغترف من بحر الاسرار و يشرب من عين التسنيم
و يترنّح من نسيم فضلک العظيم. فعاش يا الهی تحت نصال
البغضاء و نبال العداوة و الملامة الکبری يشمته الاعداء
بما أقبل الی جمال فردانيّتک و يشتمه العُذّال بما توجّه الی
ص ١٦٨النسيان مختفی عن أهل العصيان . يتجرّع کلّ يوم کأس البلاء
و يذوق کلّ آن مرّ القضاء الی ان ارتفع النداء من حظيرة
البقاء فی الزوراء. فلبّی لندائک و استضاء من بهائکو تهلّل وجهه بمشاهدة ضيائک و قرّت عينه بالنظر اليک
و التوکّل عليک فقام يدعو النفوس الزکيّة الی مرکزرحمانيّتک و يدلّ الارواح المقدّسة الی مطلع فردانيّتک
و يتلو آياتک و ينشد کلماتک و يجذب قلوب أحبّائک و ييشّر
بظهورک فی تلک الانحاء و يشيع طلوع نورک فی تلکالاصقاع فوفّقته يا الهی علی خدمة أمرک و اعلاء کلمتک
و نشر دينک و ترويج آثارک. لک الحمد يا الهی علی ما وفّقته
و أيّدته و خصّصته بالواح مقدّسة من عندک و خاطبتهالی معينک و دلالة الاعين الی نور مبينک و لم يزل تتوالی
عليه آثار فضلک و تتابع عليه اشراقات شمس جودک الیو اضطربت قلوب الاحبّاء فکان ناصحاً أميناً للاتقياء و سلوة
لقلوب محترقة بنار الجوی و معزّياً للاصفياء و مشوّقاً
للکلّ علی الاستقامة العظمی بعد صعود جمالک الأبهیو اشتدّت عليه الاحزان و اثقلت عليه وطئها (١) الآلام
حتّی سمع نداء الميثاق و تلی کتاب العهد المنشور فی الآفاق
فانشرح صدره و قرّت عينه و طابت نفسه و انکشفظلامه و خفّ آلامه فشدّ رحاله الی عتبتک المقدّسة المعطّرة
الارجاء و ورد فی بقعتک النوراء و مرّغ جبينه بترابالشاسعة الارجاء منادياً باسمک مستبشراً بذکرک. معلناً
لعهدک مرّوجاً لميثاقک و ما وجد يا الهی من أذن واعية
الّا أسمعها و نفساً مستعدّة الّا أحياها و روحاً منتظرة الّا
بشرّها و حقيقة زکيّة الّا أنعشها و ما مضت عليه مدّة
الّا انبعث فی قلبه الاشواق و زاد روحه يوماً فيوماً اشتياقاً
الی مشاهدة الأرض المقدّسة و زيارة التربة المطهّرة الی ان
-----------------------------------------------------
(١) هکذا فی هذه النسخة فليراجع الاصل الصحيحأخذ زمام الصبر من يده فتوجّه الی البقعة النورانيّة و التربة
المطهّرة الرحمانيّة مرّة ثانية مع وهن القوی و ضعف الاعضاء
و تسلّط الداء و عدم الاقتدار علی حرکة ما. فکان يا الهی
سائقه شوقه و حامله حبّه و قائده عشقه و جاذبه مرقد الجمال
الانور و التراب المطهّر المعطّر و دليله (١) فی سبيل آيات
توحيدک الساطعة من هذه البقعة المبارکة المقدّسة العلياء
فتشرّف بالعتبة المقدّسة النوراء و عفّر وجهه و شعره
بتراب هذه الأرض الّتی لم يزل جعلتها مرکز آياتک الکبری
و مطلع أنوارک الّتی أشرقت به الأرض و السماء و مکثطريح الفراش عليل المزاج نحيف الاعضاء مرتجف الارکان
و لکن يا الهی کلّما شمّ رائحة الروضة الغنّاء و الحديقة
الغلباء انتعش منه الروح و تجدّد له الحياة فرجع الی وطن
جمالک الأبهی و تزود برکة من حديقتک الغنّاء مستبشراً
ببشارةٍ کبری معتمداً علی نشر آياتک فی الجزيرة الخضراء
موطن جمالک الأبهی. فاستبشر الاحبّاء يا محبوبی برجوعه
----------------------------------------------------------
(١) هکذا فی هذه النسخة فليراجع الاصل الصحيحالی تلک الانحاء و زادوا انجذاباً الی ملکوتک الأبهی
و اشتعالاً بالنار الموقدة فی سدرة سيناء فتواردت عليه
أوراق الشبهات من أهل الارتياب و سکت لعلّهم ينتهوافی العداوة و البغضاء ثمّ لم ير فائدة من السکوت و عدم
الاعتناء فکتب جواباً قاطعاً و أرسل سيفاً صارماً لأحد
المرتابين و بکّته علی الذنب العظيم و دعاه الی الصراط
المستقيم و هداه الی النور المبين لعلّ يتذکّر بالذکر الحکيم
ثمّ جذب القلوب الی العهد القديم و قاد النفوس فی المنهج
القويم و ساق الطيور الی الماء المعين و لم يأل جهداً يا الهی فی
خدمة امرک و اعلاء کلمتک و نشر دينک الی ان انتهتو اشتاق روحه يا محبوبی الی الطيران الی ذروة ربّانيّتک
فعرج اليک مستبشراً ببشاراتک منجذباً بنفحاتک منشرحاً
بتجلّياتک منجذباً للوفود عليک و النظر اليک و الحضور
بين يديک الهی الهی بارک وروده و أحسن وفوده فیحتّی يتشرّف بمشاهدة اللقاء و يتفيّأ فی ظلال السدرة
المنتهی و يترنّم علی شجرة طوبی بأبدع الالحان و فنون
الانغام يا ربّی الرحمن و ايّد کلّ من ينتسب اليه يا الهی بما
أيدّته به فی غابر الزمان و اجعلهم شرکائه فی الاخلاق کما
جعلتهم منشعبين منه فی الاعراق حتّی يسقوا زرعهو يخرجوا شطأه و يوقدوا سراجه و يحيوا معالمه العظيمة
و يعظموا شعائره القديمة انّک أنت الکريم . انّک أنت العظيم و انّک أنت الرحمن الرحيم
هو الربّ الرحيمو لاحت من أفق الجبروت العزّة لها و السلطنة لها و العظمة
لها و لمن استضاء بنورها و استفاض من فيض جودهاو انّ ربّ الجنود الموعود فی التوراة و بلسان داود قد
ساق أجواق ملائکته و أفواج کتائبه و برکته الیانتشر من نار الشجرة المبارکة فی فردوس الربّ الجليل
و تهلّل وجه المخلصين و تهلهل السن الربّانيّين و اغبرّ وجوه
الفريسيين و الحمد للّه ربّ العالمين. و أنتم يا أبناء الملکوت
مثلکم ما نطق به روح القدس فی الانجيل الجليل انّ أميراً
کريماً مدّد مائدة رعناء مزيّنة بجميع النعماء و الآلاء
و فيها ما تشتهی الانفس و تلذّ به أعين الأصدقاء و تحلو به
ذائقة الوجهاء و تفرح به قلوب الاتقياء و دعا اليها الکبراء
و الامراء و العلماء. فلمّا أتی الميقات و أعدّت الاقوات
من الذّ نعماء متنوّعات أحجم المدعوّون عن الحضورو أظهروا العذر الموفور و تأخّروا عن الرفد المرفود و الورد
المورود عند ذلک نادی الامير کلّ کبير و صغير و قريب
و غريب و أجلسهم علی المائدة و أطعمهم من ألذّ الطعام
بأوفر انعام و أعظم اکرام حيث انّ الوجهاء ما کانلهم نصيب من تلک النعماء و أمّا الطائفة الاخری کانوا
ص ١٧٤الارجاء الشاسعة و الانحاء الواسعة بما کنتم أهلاً لهذه
المنح الرحمانيّة و النعم الربّانيّة بعث اللّه اليکم نفساً زکيّة
تهديکم الی هذه المائدة القدسيّة السمائيّة و تدلّکم الی
هذه الانوار الساطعة من ملکوت ربّکم و الفيوضاتالمواهب و يا سروراً لکم من هذه الرغائب و يا طرباً لکم
من هذه الموائد و يا طوبی لکم من هذه الالطاف الّتی هی
نسمة اللّه تيقظ کلّ نائم و روح اللّه تحيی کلّ عظم رميم هالک
استبشروا استبشروا استيقظوا استيقظوا فسوف تنتشرهذه الروائح المحيية للارواح و تبهر هذه الانوار الکاشفة
للظلام هنيئاً لمشام تعطّر من تلک الروائح و بشارة لکلّ
بصيرة تنورّت من هذه الانوار فی الخواتم و الفواتح ع ع
هواللّهيا من توجّه الی اللّه أشکر ربّک الرحمن بما مرّت عليک
نسمة الاسحار من رياض الاسرار و عبقت عليک نفحةسمعت بأنّ عليّاً عليه السلام کان فی شفا جبل شاهق رفيع
فقال له أحد من المتزلزلين أ تعتمد يا علی علی اللّه و حفظه
و صونه و عونه العظيم قال و کيف لا و هو الحافظ اللطيف
قال اذاً فارم نفسک من ذروة هذا الجبل الشاهق انأهلها مکاناً شرقيّا و توجّه الی اليمين و ما أدراک ما أصحاب
اليمين لعمر اللّه تجد عون الحقّ مقبلاً اليک و بشائر الفلاح
تدرکک من کلّ الجهات انّ هذا هو الذکر الحکيمربّ و رجائی انّی أتوسّل اليک بنقطة فردانيّتک و حجاب
وحيک و کلمة ربوبيّتک ان تؤيّد عبدک هذا بنغمات-------------------------------------------------------
(١) هکذا فی هذه النسخة فليراجع الاصل الصحيحالرؤف الحليم. فيا حضرة الاستاذ انّی لی المجال مع تبلبل
البال و عدم الاقبال التمکّن من تفاسير آيات الکتاباللّه و تأويل آياته و ادراک بيّناته بالهام من عنده و ما يعلم تأويله
الّا اللّه و الراسخون فی العلم و أؤمّل من اللّه ان يجعل لک
قدماً راسخاً فی العلوم و يکشف عن الاعين غطاء الظنون
الناشئة عن أوهام أهل الفنون و يعلّمک حقيقة سرّهالآيات البيّنات و هو الحقيقة المحمّديّة الساطعة الانوار
علی الاکوان و الليالی العشر هی ليالی حبالی قضاهن عليه
السلام فی بدء الوحی فی الغار و ولدن الاسرار و أشرقن
بالانوار و أتين بآيات خضعت لها الاعناق و ذلّت لهاتعالی "و واعدنا موسی ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتمّ
ميقات ربّه" أربعين ليلة" تلک عشرة ليال تمّت به الميقات
و تجلّی الذات بجميع الاسماء و الصفات للکليم و تخصّص
بالتکليم انّ فی ذلک لآيات لکلّ عارف خبير. و أمّاالمفسّرون ذهبوا بانّ الليالی المذکورة هی الليالی العشر
الاخير من ذی الحجّة و بعضهم ذهب انّها الليالی العشر
الاخير من رمضان و السلام.. و المعنی الآخر الفجر جبينه
المنير و الصبح المبين و ليال عشر العزّة الغرّاء و الطرّة
السوداء و الحاجبان الاثنان و الاهداب الاربعة و الشاربان
و اللحی تلک ليال عشر مدهشة للعقول منعشة للنفوسبها من دون بيّنة و برهان و عليک التحيّة و الثناء عع
ص ١٧٨اليک قميصاً مع البشير بريد عناية ربّک الغفور تاللّه الحقّ
انّ القلب لفی شجن و أنّ الجسد لفی محن و انّ الاحشاء
لفی زفرات و انّ الأعين لفی عبرات و انّ الافئدة لفی
حسرات من ظلم أورث الظلام من ذئاب ضارية و کلابعقورة ساطية علی احبّاء اللّه و أمنائه و أودّاء اللّه و حلفاء
حبّه قد هجموا هجوم اليهود و صالوا کما يصول الدبّالحقود و لدغوا لدغة الحيّة الرقطاء و عبثوا بأحبّاء اللّه
کالذئب الکاسر فی جبال شمال الغبراء. تاللّه انّ أعين
حوريّات القدس فاضت بالدموع فی غرفات الفردوسو ارتفعت منهنّ أصوات الرثاء و نحيب البکاء کالامرأة
الثکلاء و ضجّت قلوب الملأ الأعلی و ناح و صاح ثمّ ندبهم
أهل ملکوت الأبهی يا أسفا علی احبّاء اللّه و يا حسرة
علی الاشقياء بما هتکوا حرمة اللّه و فتکوا بأمناء اللّه
و افترسوا أغنام اللّه و سجنوهم فی أمکنة مظلمة دهماء
ص ١٧٩ثمّ أخرجوهم و قطعوهم ارباً اربا و هجموا عليهم بسيوف
و سهام و رماح و سنان و سواطير و ظبات و جعلوهم مقطّعة
المفاصل و الجوارح و الأعضاء و حرقوهم بنار البغضاءالأليم و لا صعد منهم الحنين تحت مقامع من حديد و لا
روی منهم الأنين تحت سيوف کلّ جبّار عنيد و لا ارتفع
منهم الضجيج فی أجيج النار الشديد رضاء بقضائکو تسليماً لأرادتک و انجذاباً الی ملکوتک و اشتعالاً
بنار محبّتک و شوقاً للقائک أی ربّ لمّا أخرجوهم منصائلة ساطية بسهام و سنان و نصال و ظبات و سيف مسلول
طفحت قلوبهم بالسرور و امتلئت روحاً و ريحاناً و حبور
و ناجوا بلسانهم و جنانهم أی ربّ لک الحمد بما أنعمت
علينا بهذه الموهبة الکبری و أکملت علينا عطيّتک العظمی
ص ١٨٠و شرّفتنا بهذا الفوز العظيم و أهرقت دمائنا فی سبيل
محبّتک يا ربّنا الکريم. أی ربّ انّ الأرواح مستبشرة
بالصعود اليک و القلوب طافحة بالسرور للوفود عليکالمستهدفة للسهام فی سبيلک و القلوب المشبّکة بالسنان
فی طاعتک و الرّؤوس المقطوعة بالحسام فی عبوديّتکو الأجساد المحروقة بالنيران فی غيبتک. هذا ما ناجوک
به يا الهی عند صعود أرواحهم الی ملکوت تقديسکبين الوری قتيلاً مجندلاً علی الثّری متقطّع الاعضاء ارباً
اربا لأفوز بما فازوا و ألوذ بما لاذوا و أشرب الکأس
الطافحة بالالطاف کما شربوا و أنال ما نالوا. ما أحلی يا الهی
ص ١٨١سم الردی فی حبّک و ما الذّ مرّ الفناء فی سبيلک کانّها مرّ
الشمول من يد بديع الشمائل بين حياض و رياض و خمائلاللّهمّ بارک عليّ ببرکتهم و ارزقنی تحيّتهم و احشرنی
معهم تحت لوائک و ادخلنی فی زمرتهم فی جنّة لقائکو آنسنی بجمالهم فی حديقة عطائک. انّک أنت الموفّق المعطی الکريم الرحيم المنّان عع
هواللّهو العطاء و کشف بک عن أعين المحتجبين الغطاء و أيّدک
بجنود من الملأ الأعلی. سبحان من کشف القناع و تجلّی
سبحان من أشرقت الأرض بنوره و أضائت السماءنکل المحتجبين فی نار تلظی سبحان من أورد الموقنين علی
ص ١٨٢و الضلالة و العمی سبحان من أخلد المشتاقين فی الحديقة
النوراء سبحان من عذب المبغضين فی جحيم البغضاءرحمته علی الثری سبحان من ربّی الوجود بتربية الروحانيّين
أهل العليّين من ملکوت أو أدنی سبحان من أحیمن نوّر الارجاء و أضاء الانحاء و عطرّ الآفاق و عمّم
الاشراق و حيّر الاحداق و نفخ روح الحياة فی هيکلالامکان بحبّ و وفاق و ربّی الوجود بفيض الجود و انّ اليه
المساق و ايّد القلوب و شيّد البنيان المرصوص بزبر حديد
من قوّة الميثاق و جعل الثابتين فرحين بما آتاهم و مطمئنّين
بفضل مولاهم و أقام علی المتزلزلين قيامة الآماق سبحان
من غاب فی نقاب الجلال و تحجب بحلل الغياب فی هويّةاللّهمّ يا الهی لک الحمد و لک الشکر بما بعثت من بين عبادک
صفوة طابت سرائر هم و حسنت مناظرهم و زهتصدورهم لمّا سمعوا نداء الميثاق و شاهدوا آيات الوفاق
و رأوا نور الاشراق و لبّوا لنيّر الآفاق و تهلّلت وجوههم
بنور المواهب و تهلّلت ألسنتهم بذکر ربّ الرغائب و نطقوا
بالثناء و استضاؤا بنور الهدی و اشتعلوا بالنار الموقدة فی
سدرة السيناء و ثبتوا علی العهد القديم و سلکوا فی الصراط
المستقيم و تمسّکوا بالحبل المتين و توجّهوا الی الافق المبين
و تأسّوا بذی خلق عظيم و اجتمعوا فی محفل الثناء باسمک
الرحمن الرحيم و تذکّروا فی الميثاق الغليظ و اتّفقوا علی
الرأی السديد و تأيّدوا بروح جديد و انشرحوا صدراًبالثبوت و الدالّ علی الرسوخ و التمسّک بالعروة الوثقی الّتی
لا انفصام لها و التشبّث بذيل رداء الکبرياء. أی ربّ نوّر
وجوههم فی الملکوت الأبهی و أسمعهم نداء التحسينمن الملأ الأعلی و اجعلهم من آياتک الکبری و قدّر لهم
خير الآخرة و الاولی و ارفع لهم مقاماً فی الرفرف الاسمی
و اجعل لهم لسان صدق بين ملأ الانشاء و ادخلهم فی جنّة
اللقاء بعد الصعود الی الرفيق الأعلی انّک أنت المقتدر علی
ما تشآء و انّک أنت البرّ القدير ععايّها المشتاقون المهتزّون من سريان نسيم محبّة اللّه من
رياض ملکوت الأبهی تاللّه الحقّ انّ ملأ التقديسالمسکين و ادعو اللّه ان يهيّأ لی من أمری رشداً و يرزقنی
مشاهدة وجوه الاحبّاء و مؤانسة المطالع النورانيّة فی
محفل الوفاء. ربّ يسّر لی هذا العطاء و اسکرنی بهذاالرحمن الحمد للّه المعطی الالآء، رازق النعماء مفصّل
النقطة البارزة عنها الهاء مکوّر شمس البازغة فی أوج
السماء و ناشر نجوم الخنّس فی کنائس الهوی و موقدملکوت الأبهی. و الصلاة و البهاء و الثناء علی النفوس
القدسيّة الّتی خضعت و خشعت و خنعت و سجدت لکلّتراب موطأ لاقدام احبّاء اللّه. ثمّ يا أصفياء اللّه عليکم
بالاتّحاد و الاتّفاق و الاحتراز عن الشقاق و الابتعاد من
أهل النفاق کونوا أزمّة واحدة ملکوتيّة و جنوداً مجنّدة
لاهوتيّة و هيئة متّحدة اجتماعيّة يظهرکم اللّه علی کلّ الأمم
و الملل و يعلی کلمتکم بين الشعوب و القبائل و طوائف العالم
و ينصرکم بجنود و فوز من جبروت الأبهی و جحافلفيضکم و ينقطع سيلکم و يغضب حبيبکم و يقلّ نصيبکم و يفرّ
طبيبکم و يغلب أعدائکم و يستولی عليکم شانئکم و يتشتّت
ص ١٨٦لا صهباء فيها و زجاجاً لا سراج و لا منهاج و لا معراج
و انّی أبتهل الی اللّه ان يفتح عليکم أبواب التوحيد فی جميع
الشؤون منزّهاً عن التحديد و التقليد و متوسّلاً بذيل
التفريد و التجريد لعمر اللّه انّ قلب عبدالبهاء لا يفرح
الّا بوحدة احبّاء اللّه و احبّاء أصفياء اللّه و اسأل
اللّه ان يمنّ عليّ بهذا الفضل العظيم ععيتضمنّ معنی بديع ممّن له فی العلم حظّ عظيم و لسان فصيح
و بيان بليغ و أخذنی السکر من صهباء معانيها و رنّحنی بما
أدرکنی نسائم محبّة اللّه الهابّة من رياض مبانيها و للّه درّک
ايّها الفاضل البليغ و المترسّل الفصيح بما أوجزت و أعجزت
و أطنبت و أعجبت و أسهبت و أطربت و ما هذا الّا منفضل ربّک الجليل فی هذا العصر الجديد فاستبشر ببشارات
اللّه بما کشف الغطاء و أجزل العطاء و أنقذ من الخطاء
و تجلّی علی الفؤاد فوضع سبيل الرشاد و اتّسع باب الفتوح
حتّی جاهدت بقلب مشروح و آنست الابرار و اطّلعتالملأ الأعلی و يشرق علی العوالم کلّها من مرکز ملکوته
الأبهی و انّی لاناجی فی جنح الليل الداجی لمن يسمعو التکبير فی ذکر ربّک الأعلی و تطّلع بأسرار محبوبک
الأبهی و تنکشف لک غوامض المسائل الّتی سئلتنی عنهاو طلبت حلّها و بيانها و انّی لی ان يجول قلمی فی ميادين
الاوراق بشروح ضافية الذيل وافية السيل عن حقيقةالاشراق و لکن لحبّی ايّاک و تعلّق قلبی بالفاضل الجليل
رفيع الرفيع أتعرّض بکلام موجز اللفظ فی بيان أوّل مسئلة
من غوامض المسائل الّتی سئلت عنها مع تفاقم الامرو تلاطم البحر و عدم المجال و شدّة الاعتلال فی هذه الايّام
الّتی ارتعدت من شدائدها فرائص رجال کراسيات الجبالو هو منحة فی هذه الايّام. فاعرف قدر هذه المنحة الّتی
اختصصت بها مع تزاحم الشواغل و تشابک الاشغالو ارتباک الخواطر و تشتّت الافکار فی الليل و النهار فيا أيّها
العالم الفاضل و السريّ الکامل اعلم ان حقيقة الالوهيّة
الذات البحت و المجهول النعت لا تدرکه العقول و الابصار
و لا تحيط بها الافهام و الافکار کلّ بصيرة قاصرة عن
ادراکها و کلّ صفقة خاسرة فی عرفانها انّی لعناکبالاوهام ان تنسج بلعابها فی زوايا ذلک القصر المشيد و تطّلع
بخبايا لم يطّلع عليها کلّ ذی بصر حديد و من أشار اليه
أثار الغبار و زاد الخفاء خلف الاستار بل هی تبرهنو مصدر کلماته. و مهما تذکر من المحامد و النعوت و الاسماء
الحسنی و الصفات العليا کلّها ترجع الی هذا المنعوت و ليس
لنا الّا التوجّه فی جميع الشئون الی ذلک المرکز المعهود
و المظهر الموعود و المطلع المشهود و الّا نعبد حقيقة موهومة
مقصورة فی الاذهان مخلوقة مردودة ضربأ من الاوهامالاوثان فالاصنام لها وجود فی عالم الکيان. و أمّا الحقيقة
الألوهيّة المتصوّرة فی العقول و الاذهان ليست الّا وهم
و بهتان لانّ الحقيقة الکلّيّة الالهيّة المقدّسة عن کلّ
نعت و أوصاف لا تدخل فی حيّز العقول و الأفکار حتّیعالم العيان و لا يحتاج الی البيان. اذاً مهما شئت و افتکرت
من العنوان العالی و الاوصاف المتعالی کلّها راجعة الی
مظهر الظهور و مطلع النور المتجلّی علی الطور. قل ادعوا
اللّه أو ادعوا الرحمن فايّا ما تدعوا فله الاسماء الحسنی
فاشکر اللّه بما أحببتک بکلّ قلبی و أجبتک بقلمی و بيّنت
لک البيان الواضح الجليّ فی هذه المسئلة الّتی عظمت عند
ص ١٩٠أولی العلم و الحجی و ما هذا الّا بفضل محبوبک الأبهی
و أما المسائل الأخری کلّها مشروحة فی الزبر و الألواح
فارجع اليها تراها مشروحة العلل هيّنة الاسباب فی کلّ
محلّ ثمّ استدرک الامر بالتفکّر و التعمّق و التوجّه الی
اللّه و التفکّر فی کلمات اللّه و مذاکرة الفاضل الرشيد
الفريد الوحيد فی ذلک القطر السحيق رفيع الرفيع زاده
اللّه بسطة فی العلم و الفضل و سقاه رحيقا من عصير هذا
العصر انّ ربّی ليؤيّده بالطاف يزيد عن الحصر و عليک التحيّة و الثناء عع
هواللّهيا بهائی الأبهی أصبحت فی هذا اليوم النيروز و أنوار
تقديسک متلئلئة من کلّ الارجاء و آيات توحيدک متلوةفی السن کلّ الاشياء و بيّنات تفريدک موضحة فی منشور
کتاب الانشاء. فطوبی لمن رتّلها ترتيلاً يرنّح أهل الملأ
الأعلی و يسمعه أهل ملکوت الأبهی فسبحان ربّیالأعلی و لمّا يا الهی استقربی المقام مقبلًا الی مطاف
المقرّبين و اذاً أمامی کتاب مسطور و لوح محفوظ و رقّ
ص ١٩١لائحة ردّاً علی من ردّ عليک و شهاباً ثاقباً علی من استرق
السمع و هو معترض عليک. أی ربّ ايّد منشئها بتأييدات
ملکوتک الأبهی و أشدد أزره بشديد القوی و انطقهو الحجّة البالغة فی أثبات أمرک بين الوری و الآية الباهرة
فی عالم الانشاء و الراية المرتفعة علی صروح المجد الأعلی
و الدرّة اليتيمة و الجوهرة الفريدة المتلئلئة فی اکليل العلی
أی ربّ نوّر وجهه بانوار ساطعة من ملکوت الأبهیالتبيان بآيات توحيدک . انّک أنت الکريم الرحيم. عع
هو اللّهقد خلقت يا الهی کوناً جامعاً و کياناً واسعاً بفضاء غير متناه
قصرت عن حدوده العقول و الافکار و زيّنت و أنقتيا ربّی الکريم هذا الکون العظيم باجسام نورانيّة و شموس
بازغة و بدور لامعة و نجوم ساطعة و آفاق مشرقة و مطالع
ص ١٩٢عليک و تشهد بفردانيّتک و وحدانيّتک الثابتة الظاهرة
الواضحة الآثار. هذه يا الهی آياتک الکبری فی حيّز الآفاق
و أدلّتک الواضحة فی عالم الاجسام عند أهل الاشراقو هذا الکون الجسمانی مهما عظم و کبر و اتّسع ليس الّا
شعاع من العوالم الروحانی أو قطرة من البحور المتموجّة
فی حقائق الانفس و العالم الروحانی و قد علمت انّ رقّها
المنشور يا ربّی الغفور آية من اللوح المحفوظ الرحمانی
و بحره المسجور قطرة من ذلک المحيط الصمدانی. فاشغلفی ذلک العالم الخفيّ الجليّ المستور المشهور الغائب المشهود
النورانی و قد عرّفتنی يا الهی انّ الاکوان من حيثالناسوت انّما انعکاس يا محبوبی من تلک العوالم الغيبيّة
اللّاهوتيّة الّتی لا يدرکها الّا کلّ بصير و شهيد و سميع تجرّد
عن الشئون الامکانی. سبحانک سبحانک جلّت عظمتکهاطلة من الحقائق و المعانی و انهر جارية بماء معين فی
خلال الفردوس الرضوانی و أشجار بسقت بقطوفدانية و اثمار يانعة و أزهار معطّرة ينتشر منها نفح الطيب
فی الآفاق الانسانی. و تلک النجوم الساطعة عبادک الّذين
نسوا شئونهم و دعوا شجونهم و طابت نفوسهم و صفتقلوبهم و أشرقت ضمائرهم و تنورّت سرائرهم و انقطعوا عن
دونک و اخلصوا وجوههم لوجهک الکريم و استخلصتهملخدمة جمالک المنير و انتخبتهم لنشر دينک المبين و اعلاء
کلمتک بين العالمين. لک الحمد يا الهی علی ما وهبت و لک
الشکر يا محبوبی علی ما بعثتهم من مراقد هم و جعلتهم جنوداً
باسلة و جيوشاً صائلة روحانيّة نورانيّة يزئرون زئير الضرغام
فی الآجام و يصدحون بهدير ورقاء القدس فی ذلکأی ربّ أيّدهم بنفحات القدس تمرّ علی المشام و نسائم الطافک
فی العشيّ و الاسحار و رطّب حدائق قلوبهم بفيض محيّللأرواح و انصرهم بتجلّيات تقديسک فی کلّ حين و آن أی
ربّ اجعلهم آيات الهدی تتنوّر بوجوههم الأرض و السماء
و اعل بهم کلمتک العليا و ارفع بهم لواء توحيدک فی الاوج
الأعلی و اجعلهم آيات التقوی و مظاهر الانقطاع بينالوری و ينابيع حکمتک فی عالم الانشاء و مطالع تقديسک
و تنزيهک فی أفق العلی حتّی يربّوا عبادک بفنون تعاليمک
الّتی هی أسّ الفضائل و الکمالات الّتی لا تعدّ و لا تحصی
و تصبح هذه الغبراء غبطة للخضراء و تمتدّ فی عالم الوجود
بساط جنّتک الأبهی و ينطبق هذا الکون الادنی بالملأالأعلی و يصبح مرآة صافية مرتسمة منطبعة بصور و نقوش
من ملکوت قدسک فی النشأة الأخری. و منهم يا الهیهذا العبد الّذی قد تجرّد عن کلّ رداء و ارتدی برداء
الانقطاع و نسی الدنيا و ما فيها و ترک الراحة و الرخا و انفق
وجوده و شئونه فی سبيل الهدی و ترک الموطن و المأویو اغترف فی بلاد شاسعة الارجاء. و کم يا الهی ناجاک تحت
ص ١٩٥السلاسل و الاغلال فی ظلام السجون و البلاء و کم يا محبوبی
تضرّع اليک و تبسّم ضاحکاً من شدّة المحن و الآلام و کم
يا سيّدی تحمّل مشقّات لا يحتملها الّا کلّ عبد أواب
و انتقل يا محبوبی من بلاد الی بلاد و قطع التلول و الصخور
و السهول و البحار ليهدی النفوس الی معين رحمانيّتک فی
العدوة القصوی البعيدة الانحاء المتّسعة الارجاء ربّ
ربّ انظر اليه بلحظات عين رحمانيّتک الّتی لا تنام و احفظه
فی کهف حمايتک الرفيع البناء و احرسه فی ظلّ جناحالاحبّاء و نصير المنقطعين من الاصفياء لا اله الّا أنت العزيز المتعال عع
هو اللّهأيّتها المقبلة الی اللّه انّی أخذت تحريرک المورّخ بثالث
می (١) سنة ألف و تسعمائة و ثلاث واطّلعت بمضمونه البديع
الدليل علی توجّهک الی ملکوت السموات و تعلّق قلبکبنفثات روح القدس فی هذه الاوقات. يا أمة اللّه انّ عنوانی
هو عبدالبهاء فخاطبينی بهذا العنوان الجليل المعنی طوبی لک بما
-------------------------انجذب قلبک بنفحات اللّه واطّلعت باسرار اللّه و تقرّبت
الی اللّه و کشف اللّه عن بصرک الغطاء فرأيت عبدالبهاء
مرّة بعد أخری. ثمّ اعلمی انّ تعاليمی هو الحبّ الخالص
لعموم الخلق و الرحمة الواسعة لکلّ انسان. يا أمة اللّه
سترين بعين السرور انّ طير محبّة اللّه منتشر الجناح علی
الآفاق و ذلک سبب تعاليم بهاء اللّه لانّها روح الوجود
فی جسد الامکان و ايّها النور الساطع علی آفاق الامکان.
و أمّا ما سئلت بأيّ وسيلة يمکن الحصول علی التعاليم رأساً
من عبدالبهاء اعلمی انّ الوسيلة العظمی هی محبّة اللّه
لانّها قوّة کاشفة للغطاء مدرکة لحقائق الاشياء نافذة فی
قلوب الانسان جامعة لأغنام اللّه من کلّ ملل فی الآفاق
و هی الرابطة العظمی بين القلوب و الارواح. و أما اتّحاد
النفس و الروح فالنفس اذا أخذته نفثات روح القدستتّحد مع الروح اتّحاد المرآت مع الشمس فتتجلّی بأنوارها
الساطعة فی هذه المرآت الصافية. و أمّا مسئلة الرجوع
الی هذه الدنيا الفانية فهذه الدنيا دار العذاب و دار البلاء
و دار الشقاء فالرجوع اليها عقاب أيضاً لکلّ انسان من
ص ١٩٧الملوک و المملوک يا أمة اللّه هل أبصرت فی هذه الدنيا
انساناً سعيداً من جميع الجهات و محفوظاً من کلّ بلاء
لا و اللّه فلا بدّ لکلّ بشر من غمّ فکيف الانسان يحبّ
الرجوع اليها و الی هذه العيشة الضنکة المحاطة بأنواع
البلاء. بل الروح کطير محصور فی قفس الجسد متی تکسّر
هذا القفس طارت الطير الی رياض الملکوت بکلّ سرورالدنيا و بعضها فی أشدّ بلاء فما السبب لهذا اعلمی ان
حکمة اللّه اقتضت التنوّع و الأختلاف فی المعيشة و لو لا
التنوّع ما انتظمت الامور و ما تکمل الوجود و لو کانت
الاشجار کلّها نوعاً واحداً و کلّها رشيقة بديعة لمّا کان
لها صفاء و بهاء و نضارة و کمال فبتنوّع الاشجار حصل
الانتظام و اللطافة و الصفاء و ترتّبت الآفاق. فلکلّ انسان
مصاب بالبلاء لمکافات فی ملکوت اللّه لانّ حياةالدنيا کلّها کرب و بلاء فتختلف بحسب الدرجات فالملوک
لهم تعب و بلاء و المملوک له محنة و شقاء فبالنسبة الملوک
فی النعيم و المملوک فی الجحيم و لکن فی نفس الامرالملوک أيضاً فی بلاء عظيم و لا يستريح فی الدنيا انسان
و لا يطمئنّ قلب و لا يستبشر روح بل کلّهم محفوفونبنوع من البلاء و المکافات علی تحمّل البلاء فی ملکوت
اللّه و انّی أسأل اللّه ان يجعلک آية الهدی و الناطقة
بالثناء علی جمال الأبهی و يهدی اللّه بک نفوساً کثيرة
تنجذب بنفحات اللّه. و عليک التحيّة و الثناء ععو غافر حوبتی انّی أتوجّه اليک بکلّيّتی و اتضرّع اليک
بحقيقتی و کينونتی و هويّتی و جنانی و لسانی ان تحفظنی
عن کلّ شأن يخالف رضاک فی دور فردانيّتک و تطهرنیمن کلّ وضر يمنعنی عن التنزيه و التقديس فی ظلّ شجرة
رحمانيّتک ربّ ارحم الضعيف و اشف العليل و ارو الغليل
و اشرح صدوراً اشتعلت فيها نار محبّتک و اضطرم فيهاو موفّقنا علی التأليف بين أحبّتک و خالصاً لوجهک و ناطقاً
بذکرک و ناسياً لشئونی و متذکّراً لشئونک ربّ ربّلا تقطع عنّی نفحات عفوک و فضلک و لا تحرمنی عن معين
عونک و جودک و احفظنی فی ظلّ جناح حمايتک و ارعنیضجيجی فی المحافل العلياء و ينحدر من فمی ذکرک انحدار
السيول من الاتلال انّک أنت الکريم المتعال و انّک انت العزيز القدير عع
هو اللّهالحمد للّه الّذی أشرق نوره و تجلّی ظهوره و تنسّم نسائم
التقديس من رياض قدسه و استبشر القلوب بنفحاتالطافحة براح الحبّ و الوفاء و فازت النفوس بأعظم فلاح
ص ٢٠٠و جعلها غبطة للخضراء. و التحيّة و الثناء علی الحقيقة النوراء
و الکلمة الجامعة العلياء و الآية الکبری و الهويّةالساطعة اللئّلاء النقطة الاولی و الجمال الأعلی روحی له
الفداء و علی الّذين اقتبسوا من أنواره و اطّلعوا بأسراره
و اکتشفوا آثاره الی يوم ينادی المناد من الأفق الأعلی.
أمّا بعد ايّها الحبيب استمع للنداء الأعلی الّذی يأتی
من الملکوت الأبهی و يدعوک الی الهدی و يأمرکالکبرياء و تسقی من کأس الوفاء الطافحة بصهباء البقاء
و تترنّح من نشوة لاهوتيّة و تحيی بنفحة مسکيّة روحانيّة
ص ٢٠١الأبهی ناطقاً بالثناء علی ربّک الأعلی مخلّداً فی الجنّة
العليا مطمئنّاً بالفضل الاوفی مشتعلاً بحرارة نار توقدّت
فی طور سيناء و عليک التحيّة و الثناء ععو أنين قلبی و تأوّهی و تلهّفی و ضجيج أحشائی و تری أجيج
نيرانی من شدّة حرمانی و توجّعی و تفجّعی و احزانیغلّتی و هل لی من مجير الّا أنت و هل لی من ظهير الّا
أنت و هل لی من نصير الّا أنت و هل لی من سمير الّاوتفصّلت أرکانی من أحزانی و أشجانی الّتی أعجزتنی فی
هذه النازلة القاصمة و الفاجعة القاصفة و ما مرّت ايّام الّا
سمعت صوت الناعی ينعی النجم الدرّی الابهر بنبيلکو ربّيته بأيادی رحمتک و شملته بلحظات أعين رحمانيّتک
حتّی نال رشده و بلغ أشدّه فاوردته علی مناهل العلوم
و شرائع الفنون العالية و الآليّة الذائعة الشائعة فی آفاق
مملکتک بين عبادک حتّی أقرّ له کلّ عالم بقدم راسخ فی
کلّ فنّ بجودک و منّک و اعترف له کلّ فاضل ببراعةفائقة فی کلّ علم الهی و رياضی نظراً و استدلالاً و اشراقاً
ص ٢٠٣بفضلک و عطائک. و لکن تلک المنابع و المصانع ما کانت
تقنعه يا الهی و تروی ظمأ قلبه و غليل فؤاده بل کانملتاحاً لفرات معرفتک و ظمآناً لبحر عرفانک و عطشاناً
لسلسبيل علمک حتّی وفّقته علی الحضور بين يديکو تعطّر مشامه من شميم عرار نجدک و قام علی نشر آياتک
و اقامة برهانک و اشهار سلطانک و اعلاء کلمتک و اثبات
حجّتک بين عبادک فتضوّع من رياض قلبه طيب حبّکو عرفانک و انتشر انفاس حبّه و هيامه بين أشرار خلقک
و طغات عبادک و قاموا عليه بظلم مبين و جور عظيمالی ان أخرجوه من موطنه مهاناً فی سبيلک و ذليلاً فی
محبّتک و أسيراً فی مملکتک مکشوف الرأس حافیالاقدام حقيراً فقيراً مظلوماً مبغوضاً بين جهلاء خلقک
و مضت أيّامه کلّها ليالی لکربته و غربته و شدّة بلائه
و عظيم ابتلائه فی سبيل حبّک و هو مع کلّ ذلک مستبشر
ص ٢٠٤و صعد النيّر الأعظم الی الأفق الأعلی و الأوج الاسمی
نادی بلسانه الاخفی أدرکنی يا ربّی الأبهی و الحقنیالرحمن الرحيم. و اذا اردت ان تزور تلک الروضة الغنّآء
الطيّبة الارجاء المتضمنّة جسداً احتمل الشدائد فی سبيل
اللّه اقبل عليها و قل عليک بهاء اللّه و أنواره و ألقی عليک
ذيل ردائه و طيّب رمسک بصيب رحمته و اسراره و أراحصمدانيّته و أدرّ عليک ثدی رحمانيّته. أيّتها الکينونة
٢٠٥المنجذبة الی جوار رحمته و الحقيقة المستفيضة من فيوضات
شمس حقيقته أشهد انّک آمنت باللّه و آياته و أقررتو هديت أهل الوفاق بظهور نيّر الآفاق من مطلع الاشراق
و ثبت علی حبّه ثبوتاً يتزعزع منه رواسخ الجبال و خدمت
مولاک فی أولاک و أخراک و احتملت المصائب و ابتليتبأشدّ النوائب فی سبيل ربّک و ربّ آبائک الاوّلين. لا ضير
ان تواری جسدک تحت الثری فروحک بالأفق الأعلیو هنيئاً لک کأس العطاء من يد ساقی البقاء يا من استغرق
فی بحر الغنی و سکن فی جوار رحمة ربّه الکبری الرفيق
الأسمی. أسأل اللّه ان يؤيّد احبّائه علی هذه المقامات
ص ٢٠٦السامية العليا الّتی تتلئلأ الوجود فيها بأنوار اللّه فی ملکوت
الاسماء و انّه مجيب الدعاء و سميع لمن ناجاه متوسّلا
بکرامة احبّائه و برکة أصفيائه الّذين احتملوا الشدائد
العظمی فی سبيل اللّه ربّ الآخرة و الاولی ععأنوار الهدی و تجلّيت بها علی الحقائق اللطيفة المستعدّة
للفيوضات حتّی استفاضت و استضائت و صفت و لطفتوجوههم لقيّوميّتک يا ذا الاسماء الحسنی. الهی الهی ارحم
ذلّی و مسکنتی و تعطف علی فقری و فاقتی ترانی هدفاًالبلاء و غريقاً فی بحار المصائب و الارزاء ارحمنی بفضلک
ص ٢٠٧عن کلّ شیء و لا أکاد أفرّق بين ليلی و نهاری و غداتی
و عشائی و سهری و رقادی بما اشتدّت الارزاء و عظمتحت ظلال سدرة فردانيّتک و انّی اتضرّع اليک بکلّيّتی
ص ٢٠٨ان ترزقنی کأس الّتی أتمنّاها منذ نعومة اظفاری و أشتهيها
اشتهاء الرضيع الی ثدی العناية و الظمآن الی عين صافية
عذبة و عزّتک لا أقتدر علی المناجات و لا أستطيع انتعلم بما فی قلبی و تطّلع بحزنی و المی نجنّی يا الهی من هذه
الحالة الّتی کلّ دقيقة منها سمّ هالک و ظلام حالک و أغثنی
يا الهی و انقذنی يا محبوبی برحمتک الکبری انّک أنت القويّ المقتدر الرؤف الرحيم عع
هو اللّهالحمد للّه الّذی جعل مرکز اشراقه و مطلع أنواره و أفق
آثاره و مرکز أسراره الأفق الأعلی و ملکوته الأبهیو جنّته المأوی و جزيرته الخضراء و معمورته الجابلقا و مدينته
الجابرصا فأشرقت شمس الحقيقة من ذلک الأفقالمنير و طلع و لاح و باح أنواره علی آفاق العالمين هذا هو
الکنز الاخفی و هذا هو السماء الّذی صعد اليها عيسیو هذا طور سيناء الّذی وجد موسی علی ناره الهدی و هذا
ص ٢٠٩هو المدينة الّتی استقرّ فيها آل موسی و هذا هو العرش
الّذی عرج اليه رسول اللّه و هذا هو العالم الغيب الّذی
ظهرت منه هذه الآثار و أشرقت منه هذه الانوارو اطّلع بسرّه و رمزه و حقيقته و کان من المطّلعين بأسرار
الزبر و الالواح بفضل ربّه الرحمن الرحيم و التحيّةو الثنآء علی الهيکل النورانی و المظهر الرحمانی و الغائب
الجسمانی الّذی ظهر من الجزيرة الخضراء و رجع الیو علی أدلّائه الّذين اقتبسوا الانوار و أکلوا من أثمار
تلک الجزيرة المبارکة الشجرة المقدّسة النوراء و عليک التحيّة و الثناء عع
هو اللّهالحمد للّه الّذی خلق حقائق مزدوجة من تقابل الاسماء
و الصفات و مرکبّة من الوجود و الماهيّات و مستفيضةفی جميع الکائنات. سبحان الّذی خلق الازواج کلّها ممّا
تنبت الأرض و من أنفسهم و ممّا لا يعقلون و جعلو اتّحدت و تجمّلت و تکمّلت فظهرت أنوار الوحدة الاصليّة
فی کينونات الحقائق الفرعيّة و لهذه الاسرار حکمة خفيّة
و وردت بها أوامر و تشويقات الهيّة فی النصوص الشرعيّة
و للّه الحکم البالغة و الحجّة القاطعة و السلطنة النافذة و القوّة
الکاملة و الانجذابات الجامعة. و الصلاة و الثناء علی الحقيقة
الجامعة للحقائق الرحمانيّة و الدقائق الکونيّة البرزخ العظيم
و الرابط الکريم مجمع البحرين و مُلتقی النّهرين و نيّر
المشرقين و نور المغربين الشجرة المبارکة و علی فروعها
و أوراقها و أزهارها و أثمارها و علی الّذين استظلّوا فی ظلّها
و التجأوا الی دوحتها. قد تجلّی الرحمن فی سيناء الاکوان
بنور سطع و ابرق و لاح علی مطالع الانفس و الآفاقالقابليات و المقبولات و الموجودات و الماهيّات ائتلافاً به
ظهرت آية التوحيد و ارتفعت راية التفريد و زالت الکثرات
و فنت الانيّات و اضمحلت الحدودات و اعلاماً لهذهالوحدة الاصليّة و اعلانا لهذه الالفة الروحيّة بحکمته البالغة
و رحمته السابقة قدّر النکاح و جعله سببا للفلاح و علّة للنجاح
ليکون رمزاً عن تلک الرابطة الرحمانيّة و اشارة عن تلک
الالفة الروحانيّة و النعمة الملکوتيّة و الموهبة اللاهوتيّة
فاستبشروا يا أهل البهاء بالالفة الّتی قدّر لکم ربّکم فی عالم
العماء و الوحدة المؤسّسة علی دعائم الهدی منها هذه الالفة
الّتی وقعت بين الورقة المبارکة و الفرع الرفيع و الوحدة
الّتی ظهرت بين تلک الثمرة الجليلة و الفنّ البديع فاسئلوا
اللّه ان يجعل هذا الاقتران مبارکاً متيمّناً مأنوساً مسعوداً
و يشرح به صدريهما و ينعش به قلبيهما و يبثّ بهما نفوساً
تستقيم علی أمر ربّها و تنشر نفحات القدس فی مشارقالأرض و مغاربها و تنوّر الآفاق بنور عرفانها و تعطّر
الارجاء بفوائح أسرارها و تزيّن الوجود باسرار السجود
لبارئها و مقدّرها و الحمد للّه فی مبتدی هذه الالفة و منتهاها
ص ٢١٢الهی تری وحدتی و کربتی و غربتی و حزنی و بلائی و وحشتی
و ابتلائی و بالوحش أنسی و فی العراء سکونی و مثوائی
فريداً وحيداً غريباً مريضاً ضعيفاً مناجياً منادياً ربّ ربّ
انّی مسّنی الضرّ فی فراقک و أحاطتنی النوائب فی حرمانی
من لقائک و هجرانی بقعتک النوراء و روضتک الغنّاءمنّی الضجيج و تصاعد منّی العويل و يمنعنی نحيب البکاء عن
النعت و الثناء علی طلعتک الباهرة المتصاعدة الی ملکوتک
الأبهی فلا تؤاخذنی بما جری من صمتی و سکوتیبل لفرط غمومی و شدّة همومی و کثرة حزنی و محنی و المی
قد صعدت يا الهی الی قدس ملکوتک و أنس لاهوتکغير ظهير و أنيس و مجير فثاروا عليّ أعدائک فی کلّ الانحاء
و هجموا عليّ مبغضيک فی کلّ الارجاء من مشارق الأرضو مغاربها و صوبت الی صدری سهام البغضاء و تتابعت علی
قلبی نبال الاشقياء و تواصلت نصال الطعن فی السرّ و الخفی
ص ٢١٣و الجهر علی رؤوس الملأ و اثقلت البلايا حملها و الرزايا عبئها
و اشتدّت الازمة عليّ حتّی کادت تنحلب منّی کلّ القوی
فقابلت أعدائک يا محبوبی بقوّة ملکوتک و قاومت أشرّاء
شناتک بسلطان جبروتک و فرّق جمعهم بتأييداتک و شتّتالملائکة المقرّبين و ارتفع علمک المبين و نکس اعلام
المبغضين و انتشرت نفحاتک فی کلّ العالمين حتّی نطقت
السن الاعداء بالنعت و الثناء و نطقت أفواه أولی البغضاء
بالمدح و المحامد علی خدمة أمرک من هذا العبد الاوّاه
و الفضل ما شهد به الاعداء و ما کان کلّ هذا الّا بعونک
و حولک و قوّتک و صونک يا محبوبی الأبهی فهذا النصرالمبين و الظفر العظيم و النشر الوسيع قد زادنی بلاء و أورثنی
ابتلاء يا الهی و شدّد البليّة و عظم الرزيّة الّتی تزعزعت بها
أرکانی و تزلزلت بها أعضائی يا محبوبی حتّی انحنی ظهری
و ابيضّ شعری و ذاب لحمی و بلی عظمی و تقطّعت کبدیو احترق قلبی و اتّقدت نار الأسی بين أضالعی و أحشائی
حتّی ترکت جوار روضتک الغنّاء و حديقتک العلياءو توجّهت الی العراء و دخلت هذه المدينة الظالمة أهلها
أی ربّ أنت تعلم حرقة حرمانی عن تمريغ جبينی بتلکالعتبة السامية العلياء و صعوبة هجرانی عن تلک العدوة
المقدّسة الارجاء ای ربّ شمّمنی نفحات قدسها و نوّر عينی
بسطوع أنوار أنسها و احی قلبی بشميم نسيمها و ارحنیباستماع التسبيح و التهليل من ملائکة القدس فی ربوات
حولها و اسمعنی نغمات طيور حدائق الملأ الأعلی منرياضها و اجعلنی من عبادک الّذين لا يمنعهم بعد العدوة و لا
تحرمهم المسافة الشاسعة عن الفوز باستنشاق روائحها أی
ربّ انّی وحيد فانصرنی. فريد کن ظهيری. ذليل ظلّل عليّ
شجرة عنايتک غريب آنسنی فی وحشتی و ادرکنی فی بلائیبسلطانک و حولک انّک أنت المقتدر المتعالی العزيز الغفور
الرحيم أی ربّ اجعل هذا الاقتران مبارکاً متيمّناً مسعوداً
و ألّف بينهما و قرّ أعين الکلّ بآثار تترتّب علی هذا الامر
الکريم و احفظهما فی کهف حفظک و حراستکربّ انّهما ضعيفان قوّهما بقدرتک و ذليلان عزّزهما بقوّتک
و متضرّعان بباب أحديّتک و مبتهلان فی عتبة رحمانيّتک
انّک أنت المقتدر العزيز الکريم الرحيم الرحمن ععيا من استمع للذکر الحکيم قد فار نار السينا فی فاران
الثناء و تسعّر سعير الحبّ فی ساعير البقاء و تجلّی الجبّار فی
لهيب من النار المضطرمة فی الشجرة المبارکة و نادی الرحمن
من غيب الاکوان أعلی ذروة الملکوت يا أهل الناسوتمن سحاب الرحمة و غمام الرأفة يا سماء امطری و يا سحاب
افيضی و يا غيوم ابرقی و ارعدی و يا ثغور الآفاق تبسّمی
و يا نسمة اللّه هبّی و يا روح اللّه تبهّجی طوبی للمستفيضين
و يا سروراً للمتوسّلين و يا فرحاً للثابتين و يا شوقاً
للمنجذبين و انّک أنت يا ايّها المشتعل من نار الولاء
ص ٢١٦المؤفّکين و استمع لقول الحقّ و الصريح الصدق المنصوص
فی کتاب اللّه مرکز الميثاق و مبيّن الکتاب العالم بتأويله
الراسخ فی العلم بنصّ صريح لا يقبل التفسير و التأويل دع
أهل الظنون فی خوضهم يلعبون قد تبيّن الرشد من الغيّ
و القوم فی سکرتهم يعمهون و البهاء عليک ععايّتها المحترمة المخلصة للّه کم من رجال و کم من نساء
انتظروا تجلّی وجه المسيح بعد موسی فلمّا أشرق جماله و لاح
وجهه احتجبوا عنه و اشتغلوا بشبهات الفريسيين حيثکانوا يقولون أين سلطنة المسيح و أين سرير داود الجليل
و أين عصاه الحديد و أين جنوده الجرّاره و أين جيوشه
الکرّاره أين ملائکة السماء أين عدالة الاحکام الجارية
بين الانام حتّی الوحوش و الهوام اين عزّته الکبریهذا من جملة الشبهات الّتی کان الفريسيون يلقونها علی
کلّ انسان أمّا من کان منهم سميعاً و بصيراً ما کانيستمع لهذه الشبهات بل کان يری المسيح کالشمس المشرقة
بوجهه الصبيح و انّ أشعّة أنواره ساطعة علی کلّ أقليم
من القريب و البعيد و يری الاتان الّتی کان راکباً عليها
سريراً عظيما و الشوک الّذی علی رأسه أکليلا جليلاو انّک أنت توجّه الی ملکوته لتری أنّ آثاره و سلطنته
باقية دائمة لا نفاد لها و عليک التحيّة و الثناء عع
هو اللّهايّتها المحترمة قد وصل تحريرک البديع المعانی اللطيف المبانی
دالّاً علی فرط محبّتک للّه و انجذابک الی ملکوت اللّه
و اهتزازک بنسيم هابّ من رياض معرفة اللّه و غدوتمنشرح الصدر عند تلاوتی لتلک العبارات الرائقة الّتی
تحتوی علی معان فائقة و تسئلين عن الروح و مراتبهالمتعددة و انّ القوم ذهبوا انّه حقيقة واحدة انّما يتعدّد باعتبار
المراتب و المقامات فانّ له الترقّيات من الحيّز الادنی الی
الحيّز الأعلی کترقّی الجماد من حيّز الجمود الی حيّز النموّ
ص ٢١٨و ترقّی النبات من حيّز النمو الی حيّز الاحساس و لمّا
يصل الی عالم الانسان يتعيّن و يتشخّص بتعيّنات کاملة و انّه
عند ما يتعمّد بروح القدس يفوز بالحياة الابديّة فهذه المسئلة
صحيحة لکن المقصد من الروح الوجود و الحيات لانّالوجود مفهوم واحد ليس بمفهوم متعدّد و انّ الوجود له
مراتب و فی کلّ مرتبة من المراتب له تعيّن و تشخّصو قابليّة خاصّة مثلاً عالم الجماد و النبات و الحيوان و الانسان
کلّه فی حيّز الوجود و ليست احدی تلک الحقائق محرومة
عن ذلک المفهوم ولکن الوجود له ظهور و بروز و شئونفی کلّ رتبة من تلک المراتب ففی رتبة الجماد له تعيّن خاصّ
يمتاز به عن سائر التعيّنات و التشخّصات ثمّ فی عالم النبات
له شئون و ظهور يختصّ بالعالم النباتی و تعيّن و تشخّص خاصّ
به ثمّ فی رتبة الحيوان له شئون و کمالات و تعيّن و تشخّص
خاصّ به دون غيره و فی رتبة الانسان الوجود له تجلّی
و اشراق و ظهور بأعظم قوّة يتصوّر فی عالم الافکار فبالجملة
انّ الوجود له مفهوم واحد ولکن له ظهور و بروز و شئون
فی جميع المراتب و المقامات و أمّا الارواح فهی حقائق ثابتة
ص ٢١٩لها تشخّص و تعيّن و کمال و شئون خاصّة ممتاز بعضها عن
البعض و تختلف من حيث ذواتها و من حيث مفاهيمهافانّ الروح الجمادی لا يقاس بالروح النباتی لأنّه قوّة نامية
ثمّ الروح الحيوانی أيضاً حقيقة مشخّصة تمتاز عن غيرها
بجميع شئونها و مفهومها لانّها قوّة حسّاسة متحرّکة بالارادة
و أمّا الروح الانسانی هو النفس الناطقة أی المدرکة لحقائق
الاشياء و کاشفة لها و محيطة بها و لها آثار باهرة و أنوار
ساطعة و قوّة نافذة و قدرة کاملة تمتاز بجميع شئونها
و مفهومها عن سائر الارواح و انّها تتعمّد بالماء و الروح
و أمّا الروح الملکوتی هو اشراق من أنوار شمس الحقيقة
و تجلّی من تجلّيات اللاهوت فی عالم الناسوت و فيض من
الفيوضات الابديّة و الحيات السرمديّة و انّه آية من الآيات
الباهرة و سنوح من السنوحات الرحمانيّة و أمّا روحالقدس هو مظهر الاسرار الربّانيّة و الحقيقة المقدّسة
النورانيّة الفائضة بالکمالات الالهيّة علی الارواحالانسانيّة و هو نور ساطع لامع علی الآفاق. کاشف لکلّ
ظلام حادث فی حقيقة الامکان محی للارواح مقدّس عنو انّی لضيق المجال و اشتغال البال التزمت الاختصار فعليک
بالتعمّق فی معانيها و الاقتباس من أنوار مضامينها و عليک التحيّة و الثناء عع
هو اللّهبالتهليل و التکبير و نثنی عليک بالتسبيح و التقديس يا من
تنزّه عن التشبيه و التنزيه فتعاليت عن کلّ ذکر و ثناء فی
عالم الابداع و تقدّست عن کلّ نعت و علاء فی حيّزو تمثيل و تشبيه ذکر من حيّز العجز و النسيان و انّک متعال
متقدّس عنها و عمّا أحاطت به عقول أهل العرفان و کلّ
ما فی الکون يا الهی راجع الی حيّز الحدود و القيود حتّی
الاطلاق و انّک متعال عن ذلک و لو کانت من أعظمحقيقة منبعثة من أفکار خلقک و انّک أنت مبرّأ عن کلّ
ذلک و معرّاً عن جميع ما يصل اليه لطائف الادراکفالعزّة و الکمال و العظمة و الجلال من خصائص أصفيائک
ولکن النفوس يتصوّرون شؤونًا عالية و صفات ساميةالمراتب العليا و الحقائق المثلی و الشؤون المتعالية النوراء
ترجع الی الحقيقة الرحمانيّة الساطعة اللامعة فی الجانب
الأيمن من البقعة المبارکة وادی طوی و دون ذلک أوهام
يتصوّرها الأفکار فی عالم الانشاء و أنت متعال متقدّس
عن حيّز الادراک و لا تتميّز بادقّ المعانی فی أوج الأوهام
السبيل مسدود و الطلب مردود لا اتّصال و لا انفصال و لا
الوجدان و لا الفقدان فابدعت کينونة لامعة و حقيقةو أمرت بالوفود فی ساحتها و الورود فی فنائها و مادون ذلک
أوهام واهيه و صور خاليه و لک الحمد يا الهی بما هديت
المخلصين الی ذلک المرکز الأعلی و دعوت المقرّبين الی
ص ٢٢٢الملأ الأعلی و أوردت الظمأ العطاش علی الماء المعين و نوّرت
الأعين بمشاهدة نور المبين و فتحت الأبواب علی وجوهالمشتاقين و أنزلت من سحاب رحمتک غيثاً هاطلًا وابلاً
علی هذه الأرض الهامدة الخامدة البائرة و انبتّ منها
الرياحين و زيّنتها بکلّ زوج بهيج الهی الهی تری عبادک
المخلصين منتشراً فی الأقاليم و تشاهد ارقّائک الموقنين
متشتّتين فی کلّ الجهات بين الغافلين يدعون الناس الی عين
اليقين و يهدونهم الی الصراط المستقيم و يسقونهم من عين
التسنيم و لکن المعاندين يرمونهم بسهام نافذة و يهجمون
عليهم کالذئاب الکاسرة و السباع الخاسرة و يذيقونهمو أيّدهم بفضلک البديع و انجدهم بسلطانک المبين و مهّد لهم
السبيل يا ربّی الجليل انّک أنت ذو فضل عظيم علی عبادک
المخلصين لا اله الّا أنت الربّ الرحمن الرحيم ععاللّهمّ يا الهی و محبوبی هؤلاء عبادک الّذين سمعوا ندائک
و لبّوا لخطابک و أجابوا دعائک و آمنوا بک و أيقنوا بآياتک
و أقرّوا بحجّتک و أذعنوا لبرهانک و سلکوا فی سبيلکو اتّبعوا دليلک و اطّلعوا بأسرارک و أدرکوا رموز کتابک
و اشارات صحائفک و بشائر زبرک و ألواحک و تمسّکواصدورهم طيور العرفان و غرّد فی رياض نفوسهم درق المحبّة
بأبدع الايقاع و الألحان و اجعلهم آيات محکمات و رايات
مشتهرات و کلمات تامّات و أعل بهم أمرک و ارفع بهمبهم أزر أحبّتک و أنطقهم بثنائک و ألهمهم القيام علی
مرضاتک و نوّر وجوههم فی ملکوت قدسک و تممّذنوبنا بفضلک و جودک و غفرانک انّک أنت المؤيّد الموفّق
العزيز القويّ القدير و البهاء علی الثابتين الراسخين ع ع
ای دوستان الهی و ياران معنوی صلای الهيست که ازبانگ بانگ ميثاقست و اشراق فيض الطاف نيّر آفاق نسيم
رياض احديّت است که در مرور است شميم نفحات حدائقجنوب و شمال احاطه نموده و ولوله در ارکان عالم انداخته
و زلزله در اعضاء آدم افکنده عالم از اين تجلّی در گفتگو
و جميع ملل در جستجو شعله نار موقده در کلّ جهاتبعنان آسمان رسيده و ندای قد ظهر النور المشهود از ارض
بگوش سکّان جبروت رسيده همه در جوش و خروشبگيريد بايد چنان بر افروزيد که حرارت نار شما ولايات
مجاوره را مشتعل نمايد و نفحات حدائق قلوب شما مشامملأ اعلی را معطّر نمايد سيل فيض از آن دشت و کوهسار
ص ٢٢٦الفوز الجليل حيّ علی النصيب الوفير و البهاء عليکم أجمعين عع
هو اللّهربّنا ترانا ننشر أجنحة الذلّ و الانکسار و نبتهل الی
ملکوت الانوار و نخضع خضوع الاسير العانی الیالملک المقتدر المتعالی و ندعوا الناس الی الحبّ و الالفة
و الوفاق و نتبرأ من اللدود و الشقاق و نسعی فی خيرأهل الافاق و نجتهد فی الصلح و الوداد و الالفة و الاتّحاد
و نتحمّل من أهل الشقاق کلّ مکر و نفاق و نقابل الذلّ
و الهوان بالودّ و الاحسان و نستهدف السنان و السهام
من کلّ الأمم و الاقوام مع ذلک يزداد کلّ يوم منهمالبغضاء و الشحناء و يهجمون علينا کالسباع الضارية فی
الآکام يقتلون الرجال و يفتکون بالاطفال و يهتکونو يحرقون الاجسام و يرجمون فی الليل و النهار و يخرجون
الاموات من الاجداث و يقطعون الاعضاء و يلقونهم فینار شديدة اللهيب و اللظی فی واسع الفضاء حتّی يصبحوا
کالرماد و ينسفونهم نسف الارياح مع ذلک لا نعاملهمالّا بالحبّ و الوفاق و الانس و الوداد و ندعو لهم بالفضل
و الاحسان و نرجو لهم العفو و الغفران فيما فعلوا بأهل
العرفان ربّ ربّ هؤلاء جهلاء قد غلب عليهم هواهملا يعرفون و لا يدرکون و لو عرفوا ما فعلوا و ما فتکوا
و ماهتکوا بل کانوا يستبرکون بتراب أقدام أحبّائکروحانيّتک و يطوفون حولهم بتأييدات فردانيّتک و يلبّون
لندائک و يعترفون بظهور آياتک و يتلون کتابکو يحشرون فی ظلّ راياتک و لکن جهلهم منعههم و غفلتهم
أشغلتهم ربّ لا تنظر الی أفعالهم و لا تعاملهم بأعمالهم
فاهدهم الی سبيل الرشاد و نوّر أبصارهم بنور العرفان
و طهّر قلوبهم من وضر العصيان و نزّه نفوسهم من الکبر
ص ٢٢٨و الطغيان حتّی ينيبوا اليک و يتوکّلوا عليک و يستغفروا
بين يديک انّک أنت الغفّار الکريم و أنّک أنت التوّاب
الرحيم. و أنّک أنت المنّان العظيم يا من ادّخره اللّه
لاعلاء کلمة اللّه تحارير متعدّده آنحضرت واصل و دردر بيان مصائب و بلاياء شهداء لسان قاصر است و قلم عاجز
قوّه کاشفه بايد تا بتمامه کشف تواند و يا الهام غيبی شايد
تا آنوقايع را در مرآت دل تصوير نمايد در سلف و خلفتضرّع و زاری نمايند و از برای ستمکاران عفو و غفران
طلبند و لطف و احسان رجا نمايند ملاحظه فرماييد کهاساس امر چه قدر متين است و تعاليم الهيّه نور مبين چنين
انوار را مقاومت اشرار منع ننمايد و چنين بحر الطاف را
سدّ اعتساف حصر نکند جمال مبارک ابهی چنين تعليمميفرمايد که ما ستمکارانرا کامرانی جوئيم و جفا کارانرا
شادمانی خواهيم و دعا کنيم که از اين اغلال که براعناقست رهائی يابند و از قيود نفس و هوی نجات جويند
ص ٢٢٩و جعلنا علی أعناقهم الاغلال و هی الی الاذقان مقمحون
امّا در خصوص آنجناب حال بايد بخدمت مشرق الاذکاراشرار و سفک دماء احرار در سائر اقطار بسيار اهمّيّت
حاصل نموده هر قسم هست بايد اتمام شود و فتوراللّهمّ يا من تجلّی علی الحقائق النوراء بتجلّی العلم و الهدی
و ميّزها عن سائر الکائنات بهذه الموهبة العظمی و جعلها
محيطة علی کلّ الاشياء تدرک حقائق الموجودات و تخرجالأسرار المکنونة من حيّز الغيب الی عالم الآثار و يختصّ
برحمته من يشاء ربّ ايّد أحبّائک علی تحصيل العلومو الفنون الشتّی و الاطّلاع علی الاسرار المخزونة فی حقيقة
الکائنات و اطّلعهم علی الرموز المندمجة المندرجة فی هويّة
الموجودات و اجعلهم آيات الهدی بين الوری و أنوارالنهی المتلئلئة فی هذه النشأة الأولی و اجعلهم أدلّاء
ص ٢٣٠المقتدر المهيمن العزيز القويّ الکريم العظيم. ايّها الحزب
الالهی قدرت قديمه هر يک از کائنات و انواع موجوداترا
بمزيّتی و منقبتی و کمالی مخصّص فرمود تا در رتبه خود آيات
دالّه بر علوّ و سموّ مربّی حقيقی گردند و هر يک بمنزله
مرآتی صافيه از فيض و تجلّی شمس حقيقت حکايتنمايند انسانرا از بين کائنات بموهبت کبری مخصص فرمود
و بفيض ملأ اعلی فائز کرد و آن موهبت کبری هدايتتجلّی نمايد. و هدايت کبری مشروط و منوط بعلم و دانائی
و اطّلاع بر اسرار کلمات ربّانيست لهذا بايد ياران الهی
صغيراً و کبيراً رجالاً و نساءً بقدر امکان در تحصيل علوم
و معارف و تزييد اطّلاع بر اسرار کتب مقدّسه و ملکه در
اقامه دلائل و براهين الهی نمايند. حضرت صدر الصدورالفائز بالمقام الأعلی فی عالم السرور روح المقرّبين له الفداء
ص ٢٣١هستند که اساس اين امر عظيم نهادند الحمد للّه در ايّام
خويش نفوسی را تربيت نمودند که اليوم در نهايتفصاحت و بلاغت مقتدر بر اقامه أدلّه و براهين الهی هستند
و فی الحقيقه اين تلامذه سلاله طاهره روحانيّه آن مقرّب
درگاه کبريا هستند و بعد از صعود ايشان بعضی از نفوس
مبارکه اقدام در ابقاء تعليم و تعلّم فرمودند و اين مسجون
از اين خبر بينهايت مسرور شد حال نيز در نهايت تأکيد
رجا از احبّای الهی مينمايم که بقدر امکان بکوشند و در
توسيع دائره تعليم آنچه بيشتر کوشند خوشتر و شيرينتر
گردد حتّی احبّای الهی چه صغير و چه کبير و چه ذکوربر علوم و معارف عصريّه باشد اگر چنين گردد بنور مبين
آفاق روشن شود و صفحه غبرا گلشن ملکوت ابهی گردد و عليکم البهاء الأبهی عع
ص ٢٣٢تلوت عنوان الکتاب و رتلّت آيات الشکران لربّی الرحمن
و حمدته علی الفضل و الاحسان بما بعث نفحات فی القلوب
و أظهر انجذابات فی الافئدة و الصدور تجعل النفوسمهتزّة بذکر اللّه و الارواح مستبشرة ببشارات اللّه و انّک
يا ايّها المشتعل بالنار الموقدة فی سدرة السيناء أخرج من
زاوية الخمول و أعرج الی أوج القبول و تمسّک بوسائلأنوار الآيات فی هاتيک الاقطار فليوث الحقّ لتزئر فی
تلک الغياض و غيوث العرفان لتهطل فی تلک الرياض و اجعل
نفسک أوّل مناد باسم اللّه فی الآفاق و أوّل زجاجة أوقد
فيها مصباح النجاح و سراج الفلاح لعمری لو علمت ما قدّر
لهذ االمقام فی ملکوت الأبهی لشققت الجيوب و نزعتو خرّ مغشيّا منصعقاً من تجلّيک فی يوم ظهورک و ابتلی
فی سبيلک و اشتدّت عليه أزمة البلاء من ظهور جبينکو الأولی و أنزل عليه رحمتک يا بهاء اللّه الأبهی و اسبغ
عليه نعمتک يا مليک الأرض و السماء و اجعله قائماً بين
عبادک علی اعلاء کلمتک يا مؤيّد من تشاء انّک أنتالحمد للّه الّذی تجلّی أنواره و أظهر أسراره و أبان رمز
کتابه و أعلن حجّته و برهانه و رفع اعلامه و برز آياته
و أشهر بيّناته و هتک سبحات جماله و کشف حجبات جلاله
حمد من اعترف بنعمائه و شکر موائده و آلائه و الصلاة
ص ٢٣٤و التحيّة و الثناء علی مصباح الهدی و مشکاة سراج الملأ
الأعلی و مطلع نيّر الاوج العلی و مشرق نور الملکوتثمّ البهاء المشرق اللائح اللامع المتلئلأ من شمس البهاء
و النور الساطع البازغ المتشعشع من أوج نيّر الملأالأبهی علی المرقد الطيّب الطاهر الباهر الزاهر الّذی
جوهر الوجود (١) و ساذج الشهود نور الانوار و سرّالاسرار سبّوح الاخيار روح الارواح حيات الاشباح فی کلّ صباح و مساء عع
هو اللّهالبلد الطيّب يخرج نباته باذن ربّه. يا ايّها المستشرق من
أنوار سطعت و ابرقت و لاحت من أفق التوحيد اعلم انّالطيّبة الطاهرة و البقعة المبارکة فاذا فاض عليها سحائب
الجود و نزل ماء الوجود من غمام فيّاض الغيب و الشهود
--------------------------------------------------------
١ هکذا فی هذه النسخة و لعلّ الاصل هو جوهر الوجودعند ذلک تراها اهتزّت و ربّت و انبتت من کلّ زوج بهيج
فهذا العصف و الريحان و الوردة الّتی کالدهان و الجادی
و الضيمران و الشيح و الرند و القيصوم و الخزاما کلّها
المعانی الکلّيّة الالهيّة الّتی لها سريان و ما ألطف سريانها
فی الحقائق الکلّيّة الجامعة الفائقة المستفيضة الفائضة
فاذاً أشرق عليها نور الوجود باشعّته الساطعة من أفق
الشهود تراها اهتزّت رباها و انتعشت قواها و تفتحتفی الحقيقة آنجناب در سبيل الهی منتهای زحمت را کشيدهاند
و نهايت مشقّات را تحمّل نمودهاند و اين سعی مشکورجليله و عنايت بديعه جميله سر بسجود نهيد و طلب تأييد
کنيد که در اين ايّام بخدمتی جديد موفّق گرديد کهنفحات جان پرورش تا أبد الدهور مشام روحانيان را معطّر
ص ٢٣٦نمايد و آثار باقيهأش در جهان الهی تا ابد الدهر در أفق
توحيد بدرخشد. ای بنده جمال قديم جهدی بفرما که روحو الميثاق الّذی أخذه اللّه فی ذرّ البقاء و سعی فی نشر نفحات اللّه عع
هو اللّهالحمد للّه الّذی تجلّی بجماله و ظهر بعظمة جلاله و أشرق
بنور وجهه و لاح بضياء طلعته و نوّر الکائنات بطلوعالربّيون فی بقعة القدس و خرّوا مغشيّاً و انصعق الراسخون
ثمّ أفاقوا و قالوا سبحانک انّنا تبنا اليک و انّک أنت التوّاب
الرحيم أی ربّ کشفت الغطاء و القيت القناع و تجلّيتعلی کلّ الاقطاع و نوّرت الارجاء و فتحت منّا البصائر
ص ٢٣٧الآذان و اسمعتنا ندائک بالسرّ و الاجهار و شرحت منّا
الصدور و هتکت لنا عن سرّ أمرک الستور و أوقدتأئمّة و جعلتهم الوارثين. و البهاء الساطع اللامع الباهر من
ملکوت الأبهی تغشی و تجلّل السدرة المنتهی و المسجدالکبری و ذلّت الرقاب لعظمته و عنت الوجوه لقدرته الّتی أحاطت الأرض و السماء عع
يا سمندر الملتهب فی النار الموقدة فی الشجرة المبارکة فی
أعلی الطور قد رتّلت آيات شکرک للربّ الغفور و تلوتمضامينها عذباً فراتاً نابعاً من امواج تأييد البحور. عند
ذلک أطلقت اللسان بالثناء و لو لا أحصی ثناء علی ربّی
الغفور و شکرت مولای علی ما ايّد عباده المخلصين علی
ص ٢٣٨الاشتغال بذکره و الاشتعال بنار محبّته و الانجذاب بنفحات
الازهار و نسمات الاسحار المنبعثة من حدائق قدسه و انّی
لأرجو بوطيد الامل و شديد المنی ان يبعث عباداً منبلاده کالأطواد الباذخة و الأجبال الشامخة و الاعلام
المتدفّقة الخافقة و الکواکب البازغة اللامعة من أفق
الوجود بنور الشهود و تعلوا و تسموا علی ممرّ الايّام مآثرهم
و تذيع و تشيع فی الخافقين مفاخرهم و يحسن منادیالملکوت الأبهی مساعيهم و مشاريعهم طوباهم طوباهم عع
ربّی و ملاذی و ملجئی و مهربی و مناصیقد مدّت اليک أيادی التضرّع و التذلّل و التبتّل معتمداً
علی حضرة رحمانيّتک متوسّلاً بذيل رداء فردانيّتکمنهجک القويم و اشتعلوا بالنار المتسعرّة فی البقعة المبارکة
بنورک المنير أی ربّ هؤلاء عباد آووا الی کهف رحمانيّتک
ص ٢٣٩سدرة موهبتک و التجئوا الی الکهف المنيع و الملاذ الرفيع
أی ربّ اجعلهم آياتک الباهرة فی بلادک و راياتکهذا مغتسل بارد و شراب الفيض الالهی و التجلّی الرحمانی و الروح
الربّانی فی العالم الوجدانی عبارة عن غيث الهاطل و الصيّب
النازل و الصوب المنهمر و السيل المنحدر من سحاب الجود
و غمائم الفضل المحمود المنبعثة من البحور المرتفعة فی سماء
الرفد المرفود فاذا نزلت الامطار و فاضت الغمائم بالفيض
المدرار علی المعاهد و الربّی و الديار فتنفجر ينابيع الانهار
و تنبع الاعين الصافية العذبة السائغة من تسنيم و تفور
ص ٢٤٠هذه المياه النابعة و الينابيع الدافقة من حيث الطعم و اللون
و الذوق فهذه الاختلافات انّما تصدر من المنابع و الاعين
و الينابيع و الموارد و الماء الفائض عذب طهور و الکأس
مزاجها کافور و الأعين الرحمانيّة تسنيم و سلسبيلو الينابيع الاجاجيّة ماء حميم اذاً المغتسل البارد و الشراب
هو تجلّيات رحمانيّة و فيوضات ربّانيّة و انبعاثات وجدانيّة
من الحقائق الانسانيّة الّتی من استفاض منها برء من کلّ
مرض شديد و استراح من کلّ غرض عظيم و الحمد للّه ربّ العالمين عع
هو اللّه نغمه شرربار نار موقده ربّانيّه مفرّح قلوب بود و
منعش روح چه که از انجذابات بنفحات حکايتبکمال تضرّع و ابتهال مستدعی که آن جناب را يوماً فيوماً
ص ٢٤١بتأييدی جديد مؤيّد فرمايد که نار محبّت اللّه در آن اطراف
و اکناف شعله جديدی زند علی الخصوص در قبائلو ايليات حوالی و نواحی اين قصبه بسيار مهم است بايد
بهمّت آنجناب ميّسر گردد بلکه نفوسی از سادگاندر هر ساعتی آرزو دارد که با احبّای الهی نامه نگارد
ولی مشاغل نه بدرجه که بتوان وصف نمود "دستی از دوربر آتش داريد" امّا بتأييدات جمال قدم از ملکوت ابهی
مطمئن و مستريحيم لهذا شما از احبّای الهی معذرتبخواهيد که در آستان مقدّس در طلب تأييد بجهة راستان
تقصير نميشود. اميدوارم که آثار باهرهاش ظاهر شودو البهاء عليک و علی کلّ ثابت علی العهد و الميثاق عع
هو اللّهو يضیء فی زجاج الافق الأعلی کأنّه کوکب درّی لا شرقی
و لاغربی بل کلّ الجهات جهاته يکاد يحترق ستر الجلال
من شعلة ناره ذات الوقود فی اليوم المشهود و مرّة تراه
علی شکل سحاب مرکوم فائض علی التلال و الجبال و الوهاد
و البطاح و الحزون بالماء المسکوب. فاهتزّت و انتعشت
و اخضرّت من هذا الفيض المدرار المحمود و تارّة تراه
علی سعة قلزم غير متناه و محيط ليس له قعر و قرار يعلو
موجه الی الاوج الأعلی و تقذف الامواج العليا الفرائد
الغرّاء و الخرائد النوراء بل اليتيمة العصماء علی سواحل
القلوب و الارواح و انّ هذا لفضل واضح مستغنی عنالشهود و لطف و احسان علی کلّ موجود و البهاء و الثناء
علی نقطة الوجود الظاهر فی صفة الجود ععهو اللّه قال اللّه تعالی ربّ المشرقين و ربّ المغربين
الی آخر الآية يا ايّها الناظر الی الجمال الانور و المتمسّک
بالذيل الاطهر و المتشبّث بالعروة الوثقی تشبّث المبتهل
المتبتّل المتضرّع الی الجليل الاکبر اعلم انّ النيّر الاعظم
و النور الاقدم عند طلوعه و سطوعه عن مشرق العالمعلی سائر الأمم له مطلعان و مشرقان و أفقان و مغربان أفق
آفاقی امکانی عينی فی الخارج و أفق أنفسی قلبی روحانی
علمی وجدانی فی الذهن فهذا النيّر النورانی و الکوکب
الرحمانی و البدر الربّانی و الشمس الّتی ليس لها ثان له
طلوع و سطوع من أفق الآفاق و شروق و ظهور من أفقالانفس کما قال اللّه تعالی سنريهم آياتنا فی الآفاق و فی أنفسهم
حتّی يتبيّن لهم انّه الحقّ فانظر بعين البصيرة و بصر الحقيقة فی
الادوار العظيمة و الاکوار القديمة لتری حقيقة معانی هذه
الآيات المبارکة مشخّصة مجسّمة کاشفة لکلّ حجاب رافعة
لکلّ نقاب واضحة البرهان لائحة التبيان فاذا نظرت الی هذا
الکون العظيم تری آثارهم ناشرة و أنوارهم منتشرة و شعائرهم
باهرة و شريعتهم شائعة و طريقتهم ذائعة و دينهم المبين
ص ٢٤٤محيطاً علی العالمين و نورهم العظيم منيراً من آفاق السموات
و الأرضين طريقتهم هی المثلی و الويتهم هی الخافقة فوق
الصروح العليا فهذا اشراقهم و تجلّيهم و ظهورهم منو القلوب لتری انّ النفوس ملهمة بذکرهم و مطمئنّة بفکرهم
راضية بقضائهم مرضيّة بولائهم قدسيّة بضيائهم مستبشرة
بعطائهم مستضيئة بأنوارهم مستفيضة من سطوع شعاعهمو انّ الارواح مهتزّة من نسائم حدائقهم و ملتذّة من نعماء
حقائقهم و مستبهجة بنضرة رياضهم منشرحة بنفحة غياضهم
و مسرورة بفيض من حياضهم و القلوب خافقة بحبّهمو الالسن ناطقة بذکرهم و انّ الوجدان ذو روح و ريحان
بنفحاتهم و متيقّظ الليالی و الايّام بنسماتهم و الکينونات
مستفيضة من فيوضاتهم و الحقائق صافية من تجلّياتهمو الذاتيّات مقتبسة الانوار من نارهم الموقدة و الهويّات مکتسبة
الاسرار من فيوضاتهم المنهمرة و الوجوه متهلّلة و الالسن
متهلهلة و الآذان ملتذّة و الابصار منوّرة و الصدورالشاملة فعليهم التحيّة و الثناء من ربّ الآخرة و الاولی الحمد للّه ربّ العالمين عع
هو اللّهالهی الهی ترانی مبتهلاً الی سماء بهاء رحمانيّتک و متضرّعاً
الی علاء مقام ربوبيّتک و ملتمساً بعتبة قدس الوهيّتک
و راجياً لحضرة عز أحديّتک ان تؤيّد عبدک الّذی ناجاک
بمجامع قلبه فی خفيّ سرّه و جليّ جهره طالباً مرضاتک
متمنّياً رضائک متأجّجاً بنار محبّتک متبلّجاً بنور معرفتک
متلجّجاً کالبحار بذکرک و متموّجاً کالطمطام الزخّار بنعتک
عند ما مرّغ جبينه بتراب حضرة قدسک و عفّر وجههبفناء عتبة أنسک و تنوّر بصره بمشاهدة آياتک و تعطّر
مشامه بنفحات عبقت من البقعة المبارکة و انعش روحهعلی اعلاء لواء الوهيّتک علی أعلی الاتلال و نشر شراع
أمرک فی سفن النجاة و السعی البليغ و الجهد العظيمالعليا بين الوری أی ربّ هيئ له من أمره رشداً و يسرّ له
ص ٣٤٦ما يرضی و يتمنّی و انطق لسانه بالثناء و الهم قلبه بأسرارک
المودعة فی حقائق الاشياء و اجعله راية من راياتکو آية من آياتک و معنی من معانی کتابک المسطور و سرّاً
من أسرارک فی الرقّ المنشور و اللوح المحفوظ ععو تدخل فی خلال ديار القبائل و تحلّ بخيام الاحبّاء بين
العشائر و تکشف الغيوم المتکاثفة علی آفاق تلک الاقوام
و الارهاط و تشتعل کالنيران و توقد و تضئ کالمصباحالساطع اللامع المنير بين تلک القبائل بأنوار الفضائل
فيا حبيبی ستقضی ايّام الحياة و تنزل من معاقل العزّ
و الغناء و قصور الراحة و الرخاء الی قبور الهلاک و الدمار
و تنقضی أيّامنا سدی و تنطوی بساط النعمة الّتی کسراب
بقيعة يحسبه الظمآن ماء دع ما يشغلک الی الوری و تمسّک
ص ٢٤٧بالعروة الّتی لا انفصام لها و امتط غارب الصافنات من
جياد الملکوت العلی و اطلق العنان و أدم الجولان فیميدان اعلاء کلمة ربّک الرحمن تاللّه الحقّ تؤيّد بجنود
لم ترها و هجوم أفواج من الملأ الأبهی ععاز خامه عنبر بار ظاهر نشد اگر چه ميدانم که در هر جائی
که هستی و بهر جامی که مستی در پای خم معانی آرميدیو از صهباء محبّت الهی مخمور افتادی ولی اشتياق از جهتی
و انتظار ورود اخبار از جهتی مشکل است. البتّه اخبار شما
دائماً بايد برسد خواه جواب ارسال شود و خواه بعهدهقدر تحارير و مکاتيب از اين قلم نگاشته ميگردد از جمله
با وجود عدم آنی فرصت مکتوبی مفصّل از شدّت محبّتدارد باری آنچه وعده نموديد بايد وفا نمائيد و در آن خطّه
و ديار و در اطراف و اکناف از قبائل و ايليات انوار الهی
ساطع و روشن گردد و نفوسی تربيت شوند و ليظهره علیحکومت و مروّت سلطنت واضح و مبرهن است و کلّ رعيت در حمايت اعلی حضرت عع
هو اللّهای بنده درگاه الهی آنچه از خامه محبّت اللّه جاری قرائت
گرديد و از مضامينش معانی دلنشين ادراک گرديدتناسخ مرقوم نموده بوديد اين اعتقاد تناسخ از عقائد قديمه
اکثر امم و ملل است حتّی فلاسفه يونان و حکمایآيا چه گناهی نموده است که بچنين جزائی گرفتار شده است
پس اين طفل اگر چه بظاهر در رحم مادر خطائی ننمودهدر بهار لاحق عود نموده است مثلاً اين ثمر همان ثمر سال
گذشته است در اينمقام نظر بلطافت و طراوت و نضارتو عين مخصوصه رجوع ننموده آيا از يکمرتبه وجود در اين
عرصهء شهود اوليای الهی چه نعمتی و راحتی ديدند کهنميکند که مکرّر اين وجود را در اينعالم خواهند اين کأس
چندان حلاوتی نداشته که آرزوی تتابع و تکرّر شود.و لقا در ملکوت ابهی نجويند و جز باديهء تمنّای وصول
برفرف اعلی نپويند نعمت باقيه خواهند و موهبتببصر حديد نظر فرمائی جميع بشر در اينعالم ترابی معذّبند
مستريحی نه تا ثواب اعمال سيّآت مکرّر سابق بيندو الخطاء العظيم همچنانکه ثمرات و نتائج حيات رحمی در آن
عالم تنگ و تاريک مفقود و چون انتقال باين عالم وسيع نمايد
فوائد نشو و نمای آن عالم واضح و مشهود ميگردد بهمچنين
ثواب و عقاب و نعيم و جحيم و مکافات و مجازات اعمالو افعال انسان در اين نشاه حاضره در نشاه اخرای عالم بعد
از اين مشهود و معلوم ميگردد و همچنانکه اگر نشاهو حيات رحمی محصور در همان عالم رحم بود حيات و وجود
عالم رحمی مهمل و نامربوط ميگشت. بهمچنين اگر حياتاين عالم و اعمال و افعال و ثمراتش در عالم ديگر نشود بکلّی
مهمل و غير معقول است. پس بدان که حقّ را عوالمحدائق رحمانيّه آن عوالم بمشام رسد. و البهاء عليک و علی
کلّ ناظر و متوجّه الی الملکوت الأبهی الّذی قدّسه اللّه
عن ادراک الغافلين و أبصار المتکبّرين عبدالبهاء عباس
هو الأبهیاللّه عليک بهاء اللّه و ثنائه بما قمت علی نصرة أمره و اعلاء
کلمته بين العالمين قد انتشرت فی الآفاق نبأ غروبشمس الحقيقة من بعد الاشراق و ارتفع ضجيج أهل الوفاق
و تفتّت أکبادهم من هذا الفراق و زاد أجيج نيرانالنفاق من أهل الشقاق و ظنّوا بأنّ نار محبّة اللّه قد
خمدت و سرج الهداية قد اطفئت و أمواج البحرالاعظم قد سکنت و نسائم روح اللّه قد انقطعت و نفحات
اللّه قد انعدمت و سدرة المنتهی قد انقعرت و الشجرةالهدی من أفق العلی قد انتثرت و أنوار ظهور جمال اللّه
الأبهی قد غابت و رآيات آيات التوحيد قد انطوتانقطعت. کلّا انّ شمس البهاء مشرقة من ملکوته الأبهی
و يری احبّائه من أفقه الأعلی و ينصر الموحّدين و المخلصين
کما قال و قوله الحقّ "و نراکم من أفقی الأبهی و ننصر من
قام علی نصرة أمری بجنود من الملأ الأعلی و قبيل منالملائکة المقربّين" و بئس ما يظنّون و ليس کما يخرصون
ذرهم فی خوضهم يلعبون. و نبتهل و نتضرّع الی العزّةالالهيّة ان يؤيّد الکينونات الصافية المتجلّية من الاشعّة
الساطعة من شمس الحقيقة علی استقامة يتلئلأ الآفاقو قوّات السموات من سلطنته و هيمنته و يجعل المقربّين
ص ٢٥٤الهدی و مهابط الهامه بين الوری و معادن انجذابه و حبّه
و مؤيّدين بجنود الملأ الأعلی و يظهرهم بين القبائل و الأمم
بشئون و آثار و مناقب تشخص الابصار من أنوارهاو يجعلهم اعلام الهدی و يشرق بأنوار وجوههم هذه الغبراء
بحيث يؤيّدوا علی نشر رايات الحقّ بين الخلق و أحاطة
أنوار اللّه آفاق الأرض و السماء و لا تيأسوا من روح اللّه
تاللّه الحقّ ان القطرة المستمدّة من قلزم الکبرياء تتموّج
بأمواج البحور و الذرّة المستفيضة من النيّر الأعظم لها
أنوار تلوح علی مشارق الأرض و مغاربهاای حبيب روحانی تا بحال از تقادير الهی وسائل مکاتبه
بدست نيامد که تحريراً بذکر آن مخمور صهبای محبّتدر انظار واضح و لائح لهذا بايد بفضل و عون الهی چنان
استقامت و ثبوتی از مستظلّين در ظلّ جناح عنايتبعد از چند روز زنی مسمّاة بمريم مجدليّه باستقامت و ثبوتی
ظاهر شد که آن رجال را بر امر ثابت و مستقيم نمودو بر اعلاء کلمة اللّه قيام نمودند. با وجود آنکه بظاهر
صيّاد ماهی و صبّاغ بودند بيمن و مبارکی امر الهیبنفحات اللّه مشام اهل آفاق را معطّر و قلوب اهل وفاق را
زنده نمودند. فاعتبروا يا احبّاء اللّه و أمنائه من ظهور هذه
القدرة العظيمة و السلطنة الّتی کانت کالروح نافذة فی
شريان جسم العالم و نابضة فيه و ارتعدت و تزعزعت منها أرکان الشرک عبده عباس
ص ٢٥٦ترانی يا الهی مکبّاً بوجهی علی التّراب صعقاً من تجلّی
الانوار مندهشاً من مشاهدة الآثار مُغمیً عليه منانسانی نفسی و روحی و شؤونی بما شغفونی حبّاً للأبرار
و امتلأ قلبی و سرّی فی عروقی حبّ الأخيار سريانتمدّهم بامداداتک الفائقة و عنايتک السابقة و موهبتک
اللاحقة و تنبت الأباهر و القوادم فی أجنحتهم النسيله
حتّی يطيروا الی أوج عظمتک السامية و فضاء عزّتکالعالية و ينشرحوا بالطافک الباقية و يستنيروا بأنوارک
الساطعة ربّ أنلهم کأساً کان مزاجها کافوراً و اجعللهم من عين التسنيم نصيباً موفوراً و اخرج لهم کتاباً
يلقوه منشوراً و اعقد لهم لواءً منصوراً و ابن لهم عند
ص ٢٥٧الوهّاب و انّک أنت الکريم اللطيف البرّ الرؤف المنّان
ای ياران عبدالبهاء قوّه اشراق از نيّر آفاق شرق و غرب را
بحرکت آورده عالم آفرينش آرايش يافته و خلق جديدو آهنک يا بهاء الأبهی از باختر گوش زد هر هوشمند گشته
السن جميع ملل بذکر اسم اعظم ناطق و بظهور جمال قدمآثار متحيّر و جمعی غافل و منکر در هر انجمن ذکر اسم
اعظم متداول و اين بشارات از ملکوت آيات در عروقو شريان امکان متواصل. پس ياران الهی و احبّای حقيقی
ص ٢٥٨از مجلّی طور گشتند و لمعه نور مشاهده نمودند و نصيب
موفور بردند و بشکرانه اين الطاف بايد دمبدم آهنگجديد بلند کنند و مانند نهنگ دريای محبّت اللّه بجوش
و خروش آيند تا بقوّه کلمة اللّه المطاعه خطّه غبرا جنّت ابهی
گردد و روی زمين بهشت برين شود و طاوس عليينايکه بقا بساير بلدان نرسيده بلبل گلشن توحيد را گلبانگ
ربّانی لازم و ستاره فجر تقديس را سطوع نور آسمانیتا از چه اقليمی الحان بديع رسد و از چه کشوری نغمات
جانپرور مسموع آيد اگر سرور اين دل و جان را خواهيدچنان نغمه و آوازی بلند کنيد که اهل ملأ اعلی باهتزاز آيند
و سکّان ملکوت ابهی همدم و همراز گردند و عليکم التحيّة و الثناء عع
هو اللّهالهی الهی انّک لتعلم انّ قلبی ممتلأ بحبّ أحبّائک و روحی
متعلّق بروح أصفيائک و صدری ينشرح بذکر امنائکحبّهم فاجبرتنی ان أرطب لسانی بثنائهم و أناجيک بقلبی
و روحی و لسانی و اتضرّع اليک ان تنزل عليهم موائدکالسماويّة و آلائک الرحمانيّة و تلقی عليهم ذيل ردائک
و تملأ لهم کأس عطائک و تشملهم بلحاظ رحمانيّتکو تختارهم لأعلاء کلمتک و تتمّم عليهم نعمتک حتّی تتجلّی
فی قلوبهم انوار توحيدک و يمرّ علی رياض افئدتهم نسيم
الحياة بفضلک و جودک و تنطبع فی مرايا قلوبهم آياتالمعطی المؤيّد القويّ الکريم ای ياران الهی و ياوران
عبدالبهاء شمس حقيقت چون در پس سحاب جلالمختفی شد و نيّر آفاق از مطلع شهود افول نمود و در جهان
پنهان اشراق کرد و از غيب اکوان بر عالم امکان فيضحقيقت را خاموش کنند نار موقده را مفقود نمايند و نور
محمود را معدوم سازند زيرا چنين پنداشتند که بصعودحضرت مقصود بنيان الهی بر افتد و شجره مبارکه از ريشه
ص ٢٦١کنده شود بئس ما ظنّوا و زعموا و تراهم اليوم فی خسران
مبين چنانچه از قرار مسموع در بعض از جهات اعداو شادمانی نمودند مجلس بزم آراستند و عود بمجمر انداختند
و نقل و شکوفه نهادند و شمعها افروختند و شهدجستند ولی غافل از اينکه فيض آن آفتاب را انتهائی نه و سيل
آن بيابان را انقطاعی نيست پرتو آن کوکب مبارکافتاد و زلزله در ارکان عالم افکند شرق پرهلهله شد غرب
پر غلغله گشت آفتاب انور جمال حقيقت از منطقة البروج
ص ٢٦٢غيب در نقطه احتراق اشراق بر آفاق نمود پرده ستر و خفا
بر افتاد و نار محبّة اللّه در قلوب و احشا بر افروخت
احبّای الهی مانند شمع روشن گشتند و بمثابه شاهدانبلند شد و ندای "ربّنا انّا سمعنا ندائک من کلّ الأقاليم"
بلند شد اعلاء کلمة اللّه گشت و نشر نفحات اللّه صيت
حقّ جهان گير شد و صوت ألست بآذان قريب و بعيد رسيدامر اللّه عظيمتر شد و بنيان شريعة اللّه رفيعتر گشت
جميع ملل متأثّر شدند و دشمنان جمال مبارک خائب و خاسر
گشتند و چون ملاحظه نمودند که صعود حضرتتاجداری ايران را بجلوس پادشاه عادلی تزيين داد و بقوّه
رحمان آن تاجدار کامل بر حزب مظلوم مهربان گرديدمقدّسی از ياران الهی بوفا قيام نمودند و در سبيل جمال
ابهی جان فشانی کردند راحت و آسايش خويش راپيمان گشتند و پيمانه پيمان بدست گرفتند و جهانی سرمست
نمودند نشر نفحات اللّه کردند و تبليغ امر اللّه نمودند
و نفوس کثيره را هدايت کبری مبذول داشتند. الحمد للّه
که تأييدات جمال ابهی پی در پی رسيد و نصرت ملأقلوبرا گشود و مسخّر نمود اين جنود الهامات الهيّه بود
و اين افواج امواج بحور رحمانيّه نفوس ميّته را حيات
ابديّه بخشيد و بر ممالک قلوب هجوم نمود و جان و روح
مبذول داشت زيرا لشکر حياتند و جنود نجات زادهماللّه شوکة و جلالًا و دولة و رجالاً پس ای احبّای الهی
حال وقت آن است که بشکرانه اين موهبت بآنچه مکلّفيدو نياز کنيد و بستايش و نيايش پردازيد و در شهر صيام
صائم گرديد و در لياليش قائم ولی بکمال حکمت نه بنوعيکه
سبب جزع و فزع جهّال گردد و يک خواهش از جميعبکلمات و تعبيراتيکه از نفس خامه اين عبد صادر عبدالبها را
نستايند ابداً تجاوز از آن نکنند بهمانقدر کفايت کنند
انّ نعتی و صفتی و سمتی و اسمی و لقبی و کينونتی و ذاتی
و حقيقتی و علانيتی عبدالبهاء و ليس لی شأن غير هذاالبتّه ياران الهی استدعای اين عبد را که بکمال عجز و نياز
نموده قبول خواهند فرمود و اين قلب حزين را شادمانو حصول اين موهبت عظمی شادمانی کند و سرور و فرح رحمانی يابد عع
ص ٢٦٥الابتهال يا ربّی المتعال و يا ذا الجلال و الجمال ان تنزّل کلّ
برکتک و موهبتک و سابقة رحمتک و سابغة نعمتک علیأحبّتک الّذين هم شملتهم لحظات أعين رحمانيّتک و جذبتهم
نسمات حديقة فردانيّتک و ثملت قلوبهم من اقداح راحأی ربّ هؤلاء جمع شمّلهم بفضلک و لُمّ شعثهم بجودک و شدّد
أزرهم باحسانک و قوّی ظهرهم بالطافک و آووا الی کهفو تضرّعوا الی جبروتک الأعلی و جزعوا و فزعوا و شکوا
بثّهم و حزنهم اليک و اتّکأوا عليک و طلبوا رضائک و تمنّوا
ص ٢٦٦مرضاتک الی ان أيّدتهم علی هذه الموهبة الکبری و شرّفتهم
بهذه الخلعة الّتی نسجتها ايدی رحمتک العظمی و جمعتهم فی
ظلّ خيام وحدة کلمتک العليا و شدّدت بعضهم ببعضو صبحهم مشرقاً و أفقهم لامعاً و بحرهم موّاجاً و سراجهم
وهّاجاً أی ربّ أيّدهم بجنود لم يروها و انصرهم بملائکة
ملکوتک الأبهی و اجعلهم آيات کتابک المبين و ارفعهمو نوّر بوجوههم افلاک معرفتک و اجعلهم أعيناً صافية نابعة
جارية و انطقهم بثناء نفسک فی الاندية الجامعة الزاهية و افتح
عليهم أبواب برکتک من سائر الجهات و افض عليهماخبارهم المسرّة فی کلّ الاوقات و عطّر مشامی بنفحات
حدائق قلوبهم يا مالک الأرضين و السموات. انّکو در ستايش احبّای مصر لسانی ناطق و نطقی دافق دارند
که الحمد للّه کلّ در امر اللّه قدمی ثابت و رجلی راسخ داشته
و شب و روز در نشر نفحات قدس ساعی هستند طوبیو کمال روح و ريحان حاصل گرديد که الحمد للّه آن نفوس
بر سرير وحدت استقرار يافتند و در ظلّ خيام يگانگی مأوی
جستند از يک کأس مست و مدهوش هستند و از يکنفحات مهتز و مدهوش اميدواريم که اين اتّحاد و اتّفاق
چون بنيان متين باقی و استوار ماند و البهاء عليکم عع
هو اللّهالّذين نکسوا علی أعقابهم و کسروا ميثاقهم و نقضوا عهدک
وجاحدوا بآياتک و استکبروا علی مرکز ميثاقکأی ربّ قطعوا قلبی إرباً إربا و حرقوا فؤادی بنار تلتهب
فی الاحشاء و قاموا علی الافتراء و ما رحموا تدفّق سيل
دموعی بالبکاء و ما اکتفوا بما ورد علی أحشائی سهامو اشتدّت عليّ الازمة بأسرها فلم يبق لی من موطن امن
يکون لی الکهف الاوقی فارفعنی اليک يا ربّی الأبهی و ادخلنی
فی جوار رحمتک الکبری انّک أنت أرحم الراحمين ععاللّه طوبی لهيکل قام علی خدمة أمر اللّه طوبی لاحشاء
احترقت بنار محبّة اللّه طوبی لکبد ذابت بلظی الهيام
فی سبيل اللّه طوبی لنفس وفت بميثاق اللّه و لم تأخذه
لومة لائم فی أمر اللّه و لا أثرت فيها سهام الشبهات من
النفوس المؤتفکة و الأرواح المحتجبة و العقول السقيمة
الغافلة عن ذکر اللّه طوبی لنفس ظاهرها عين باطنهالعمر اللّه انّها يضیء وجهها فی الملکوت الأبهی بنور
أشرقت منه الأرض و السماء و ثبتت أقدامها علی هذامقدّر ولی حائل عظيم پيدا شد و حاجز شديد نمودار و اللّه
يتولّی السرائر آنجناب الحمد للّه در يوم ظهور بشرف لقا فائز
و بشرف اصغاء خطاب نائل عاقبت قدر اين دُرّ گرانبهاء
ميثاق الهی را خواهيد دانست چه که اين گوهر يگانهقلم اعلی در آمده و از اوّل ابداع نظير و مثيل نداشته ولی
اطفالی چند گرد هم آمده و بسودائی افتاده که يوسفميثاقرا در چاه نسيان اندازند و خود شهره شهر و بازار
گردند و اين درّ ثمين را بدراهم معدوده فروشند و دربرغم هر حسود عنود "ز قعر چاه برآيد" بعنايت جمال ابهی
ص ٢٧٠" باوج ماه رسد" عنقريب ملاحظه خواهيد فرمود که بتأييد
ملکوت ابهی علم ميثاق در قطب آفاق بموج آيد و شمعبکلّی زائل گردد و فرياد "تاللّه لقد آثره اللّه علی الوری"
استماع شود قدری در وقائع ماضيه تأمّل و تدبّر شوداين ميثاق نيّر آفاقست و اين پيمان حضرت يزدان نه ملعبه
صبيان بگو "فسوف ترون أنفسکم فی خسران مبين" و زياناين ضرر چه و علّت زيان که باری آنجناب ببصر حديد جديد
ملاحظه نمائيد تا بحقيقت مقاصد اهل تدبير و تدمير پی
بريد "و يقولون بألسنتهم ما ليس فی قلوبهم" را ملاحظه
فرمائيد در فرقان در حقّ چه گروهيست و "اذا رأوا الّذين
آمنوا قالوا آمنّا و اذا خلوا الی شياطينهم قالوا انّا معکم انّما
نحن مستهزؤن" را برای ايشان تفسير بفرمائيد "و اللّه
يستهزئ بهم و يمدّهم فی طغيانهم يعمهون" را توضيح کنيد
ص ٢٧١به يحيائی سابق و يموتی لاحقّ بگوئيد سامری و عجل را
بنی اسرائيل بجهت خويش مثل ناقضين تراشيدندو مبيّن کتاب مبين نگفتم و اکثر از احبابرا بيدار ننمودم
و او را نزد کلّ مستثنا از مادون نکردم و باثر قلم أعلی عهد
و ميثاق او را نگرفتم و جميع اغصان و افنان و منتسبين را
بتوجّه و ناظر بودن باو بصريح عبارت امر نکردم ديگرچکنم چگونه امر را محکم نمايم ای يحيی حيائی چگونه اين
نور مبين را انکار نمودی و اين منصوص عظيم را چنينبهتان شديد روا داشتی چه اذيّتی از او ديدی که چنين ذلّتی
برای او خواستی و چه مشقّتی از او يافتی که چنين بغضاء
عظيم آشکار کردی آيا چه جواب خواهی گفت باریتا زود است پشيمانی پيش گير و توبه و انابه کن و سر برهنه
در کوه و صحرا فرياد لا مساس برآور و چون جيحونشايد نسيم غفران بوزد و کثافت عصيان زائل گردد و بحر
رحمت بجوش آيد و سحاب عفو ببارد و اين اوساخ نقضروسياهی دارين لعمر اللّه انّ الذّلة ستهرب منک لکثرتها
و انّ الخسران يلتجئ الی الرحمن منک و تری نفسک فیاسفل درکات الجحيم و الذّلة و الحسرة و الخذلان للّذين
نقضوا ميثاق اللّه العليّ العظيم ععو أنت يا الهی أبدعت هذا العصر الجديد النورانی ابداعاً
ذهلت منه العقول و أنشأت هذه النشأة الرحمانيّة انشاء
تحيّرت فيه النفوس قد أرسلت الرياح لواقح الهبوبالرحمة هذه المعاهد و الربوع فتألّفّت الرياض و تدفّقت
الحياض و تزينّت الغياض بفيض مدرار من سحائب الفضلکلّ مستهام الی مرکز الجمال و هرع کلّ ظمآن الی معين
ص ٢٧٤الشکر علی ما أوليت و لک المنّ علی هذا الفضل العظيم
و لک العناية علی هذا الفوز المبين انّک أنت الکريمو مغموم ياران در اطراف مضطرب دوستان در اقاليم منتظر
بسياری مأيوس جمعی بدرد و غم مأنوس. چونو ممالک ترکان چه موج و هيجان عيان و در دو اقليم چگونه
آثار قدرت نمايان اين وقائع در قرون اولی سبقت نيافته
ص ٢٧٦مسموع گردد ياران بتبليغ پردازند نادانان يرليغ بليغ
خوانند بيخردان دانش آموزند آزردگان آسايش يابندحقيقت را افولی نه و امواج بحر اعظم را سکون و کمونی
نيست فيوضات ملکوت ابهی مستمرّ است و تجلّياتو شريان محبّت اللّه در جسد امکان نابض تأييد از رفيق
ابهی متتابع است و توفيق از حضرت کبريا متواتر"انّما أنت بشر مثلنا" و ما هذا الّا بشر مثلکم خلاصه
ظهور آن مظاهر احديّت را از مطالع بشريّت علّت بطلان
ميشمردند و سبب انکار ميکردند و بعد از صعود مؤمننميکردند لهذا منتبه قوّت و برهان و حجج الهی ميشدند
و مظهر "و بصرک اليوم حديد" ميگشتند چنانچهاعلاء کلمة اللّه بعد از صعود مشارق انوار بافق اعلی گرديد
چه که ناس فطرةً ايمان بغيب را خوشتر دارند و دلکشتر
شمرند در جميع احيان در يوم ظهور انکار نمودندو استکبار ورزيدند و بهانه جستند و در لانه اوهام آشيانه
کردند و چون ملاحظه مينمودند که شخصی بهيکلخاکی و طلسم ترابی حضرت آدم کرد و از آن کنز بیپايان
که اعظم موهبت الهيّه و أشرف منقبت انسانيّه استبمنزله آفتاب و "حينئذ تشهدون ابن الانسان آتياً علی سحاب
السماء بقوّات و مجد عظيم" عبارت انجيل را باينگونهو چون حمامه حديقه وفا در نغمه و ترانه بکوشيد و چون
طيور سماء بقاء در تغرّد و نوا آئيد ای بلبلان گلزار
هدايت و ای هدهدان سبای عنايت وقت جوشمنشينيد و محزون و دلخون مخسبيد پرواز باوج علا نمائيد
و آغاز آواز در گلشن هدی نمائيد قصد سبای رحمنالهی نغمه نسرائيد در چه موسمی آغاز ساز نمائيد و بگلهای
معانی همدم و همراز گرديد. يا أبا الفضل اين اشتعال نار
ص ٢٨٠عرفانک و اين نسائم رياض ايقانک و اين نغماتک السارة
للآذان و اين نفحاتک المعطّرة لمشام أهل الامکان اين
جذبة قلبک و اين سعة صدرک و اين بشارة روحکو لو کان فی هذه الايّام الخمودة من شدّة الهموم ممدوحة
محمودة فاخرج من زاوية الخمول و اقصد اوج القبولبقيامک علی نشر روائح قدسه و اعلاء کلمته قياماً يتزلزل
به ارکان الشرک و يرتعد به فرائص الاحتجاب عن ربّالارباب و تعلو معالم العرفان و تنتشر اعلام الايقان و تخفق
رايات التبيان و يرتفع شراع الحياة فی سفينة النجاة علی
بحر الامکان جناب آقا سيّدمحمّد در خصوص حرکتفرموده که بهدايت جميع فرق عالم قيام نمايند و نطق و بيان
و قوّت برهانشانرا در جميع ملل عالم مماثل و مقاومی نباشد.
نشکره علی ما أنطقک بثنائه و اقامک علی بيان برهانهو لو کان للناس آذان واعية و عقول زکيّة و نفوس مطمئنّة
و قلوب صافية لکفتهم هذه الرسالة و انّی لاتضرّعالی اللّه ان يجعلک آية الهدی و راية التقی و منار العرفان
و مطلع الايقان و ممهّد الطريق و الدالّ علی سواء السبيل بين
ملأ الوجود و قائد جنود الحياة فی ملکوت الشهود انّه
مؤيّد من يشاء و انّه لعلی کلّ شیء قدير و البهاء عليک عع
ص ٢٨٢شد نامه نبود ناله بود بيان نبود آه و فغان بود حقّ با شما است
زيرا درّندگان يزد و گرگان اصفهان گوی سبقت و پيشی را
از ميدان کلاب و ذآب ربودند و دست تطاول گشودندالشهداء روحی له الفداء را فراموش نمودند رجال را قطعه
قطعه کردند و بآتش و نفت بسوختند سينهها را دريدندگزيدند و بعضی از نساء را نيز شهيد نمودند و بعضی را
بعقوبت شديد انداختند اموال را تالان و تاراجوارد و در چه عهدی چنين ستمی حاصل ألا لعنة اللّه علی
ص ٢٨٣القوم الظالمين. قل اللّهمّ أنت المهيمن علی الاشياء و أنت
الشاهد علی ما ارتکبها الزنماء ربّ تری اجساد الشهداء
فی ميدان الفداء ارباً اربا و تنظر دماء السعداء مرشوشة
علی الثری و أموال الاصفياء منهوبة بيد الأعداء و بيوت
الاحبّاء محترقة بنار البغضاء و ربّات الحجال اسراء بيد الجهّال
و الصبيان مضطهدين فی يد الاشقياء. الهی الهی انظر الی
شقاوة هؤلاء و شهادة هؤلاء و قساوة هؤلاء و بشارةو حمايتک بين الوری ربّ امنع عنهم أيادی طالت و سهاماً
صوّبت و أسنّة أشرعت و انياباً کشرت و براثناً اشتدّت
انّک أنت الحافظ الحارس المقتدر العزيز المختار ععو جدثک المطهّر يا من تمنّی کأس الفداء حبّاً بالجمال
الأبهی و شرب رحيق الوفاء من کأس العطاء و صعدبين يدی ربّه الغفور و تشرّف بمشاهدة الجمال بعد کشف
سبحات الجلال أشهد انّک آمنت بربّک الکريم و أقبلتالی النبأ العظيم و سمعت نداء مولاک الجليل و أجبت الدعوة
و أدرکت النعمة و سابقت الی الرحمة و أقمت الحجّة النوراء
و سلکت المحجَّه البيضاء و حزت القدح المعلّی و ناديت
باسم اللّه و هديت الی اللّه و نسيت ماسوی اللّه حتّی اشتهرت
بين الخلق باسم الحقّ و استهدفت السهام المصوبة من اللئآم
فی سبيل ربّک العزيز العلّام و تمنّيت کأس الفناء فی
محبّة محبوبک الأبهی طوبی لرأسک المذبوح و دمکالمنجذب الی الملأ الأعلی و الراية الخافقة فی ميدان الفداء
و السراج الساطع بانوار الوفاء و النجم البازغ فی مطلع
العلی و الطير المتطاير فی رياض البقاء و الحمامة المتغرّدة فی
غياض السناء و النار الموقدة فی شجرة الوفاء طوبی لنفس
تبرّکت بترابک الطاهر و استضائت من نورک الباهرالعاطر روحی لک الفداء يا من استشهد فی سبيل اللّه و توجّه
ص ٢٨٥محضر تجلّی ربّه الأعلی و عليک التحيّة و الثناء عع
هو اللّهکه قلم از تحرير و لسان از تقرير باز مانده معذلک مالا
يدرک کلّه لا يترک کلّه اگر قلم ابد الدهر رقم کندالمصائب الّتی کلّت عن بيانها الالسن الناطقة بأفصح اللغی
و ليس لنا الّا الرضاء بالقضاء فسبحان ربّی الأعلی عع
هو اللّهترانی يا الهی قد استغرقت فی بحار الحيرة و خضت فی غمار
الذهول و لم أدر کيف اذکرک بنعوت تليق فی عتبتکالعلياء و تنبغی لسدّة ملکک الّذی لا يفنی لانّی أری عجزی
و فقری و ذلّی و مسکنتی فاين الغبراء من عنان السماء و اين
حضيض الأدنی من الأوج الأعلی اين البغاث من النسربثنائک بين خلقک و ادعوک بلسانی بين بريّتک و قد کلّ
لسانی عن الکلام و انکسر جناحی عن الطيران و ذهللا توءاخذنی بزلتی و امح حوبتی و اکشف کربتی و آنسنی
فی وحشتی و رافقنی فی غربتی و اجعلنی منجذباً بذکرالصدر بالثناء علی أودّائک و قرير العين بمشاهدة وجوه
ارقّائک و أنت تعلم يا الهی بانّهم شغفونی حبّاً و أحبّونی قلباً
و شدّد لهم بقدرتک ازراً و قوّی بقوّتک لهم ظهراً و أرسلت
اليهم نسائم قدسک و عطّرت مشامهم برائحة رياض أنسکربّ فجرّ فی قلوبهم ينابيع المعانی و اکشف علی عقولهم
ص ٢٨٧اسرار کلماتک فی السبع المثانی و دلّهم علی من يدّل عليک فی
المشهد الرحمانی ربّ أنر أبصارهم بنور العرفان و نوّر
ضمائرهم بالفيض و الاحسان و انطقهم بالحجّة و البرهان
و الهمهم کلمة الفضل و الالطاف و اجعلهم هداة بريّتک و ثقاة
حديثک و حماة حماک انّک أنت الکريم الرحيم العزيزالوهّاب و انّک أنت القويّ المقتدر المختار لا إله الّا أنت
الرحيم الرؤف المنّان. ای ياران الهی و ياوران عبدالبهاء چه
نگارم و چه گويم آنچه در دل و جانست بتعبير و تحريرنيايد و آنچه بعبارت آيد احساسات جان و وجدانرا بيان
ننمايد لهذا گويم که ای ياران حقيقی آينه دل را مقابل
نمائيد البتّه اسرار اين قلوب (١) در آن دلها جلوه نمايد و آثار اين
مشتاق در آن آفاق واضح و آشکار گردد جهان ظلمانيستو فيض الهی نورانی اين ظلمات را بايد نورانی نمود و اين
جهان تنگ و تار را بايد وسيع و پر انوار کرد هيکل عالم جسم
مرده است بايد زنده نمود پژمرده است بايد تر و تازه----------------------------------------------------------------
(١) کذا بهذه النسخة فليراجع النسخة الأصلية و لعلّها قلب
ص ٢٨٨بايد مطلع حبّ و ولا کرد مصدر بيگانگی است بايد محور
يگانگی نمود معرض خذلان ابديست بايد مطلع انوارنمود شعله افروخته شد و نار اللّه الموقده گشت جهانرا
بحرکت آورد و آفاقرا روشن نمود تا همّت ياران چه نمايد
و جانفشانی دوستان چه کند عبدالبهاء فرياد بر آرد و ناله
و فغان نمايد و از قصور خويش سر در پيش است و از فتور
مکدّر و محزون شما دعا نمائيد و تضرّع و زاری کنيد که
بخدمت آستان موفّق گرديد و بعبوديّت در گاه احديّتمؤيّد شويد من در شام و بام عجز و نياز نمايم و تضرّع و ابتهال
کنم و طلب تأييد نمايم تا ربّ جليل ياران را دليل سبيل
ملکوت فرمايد ان ربّی لعلی کلّ شیء قدير ع عسبحانک اللّهمّ يا الهی لک الحمد و لک الشکر علی ما أنعمت
و آتيت و واليت و أعطيت فاخترت عباداً مخلصين لکالدين بين العالمين و اختصصتهم بالأقتباس من نورک المبين
ص ٢٨٩و العقول ذاهلة عن مرکز الجلال الاّ هؤلاء الّذين ثبتوا
علی الميثاق و ترکوا النفاق و اقتبسوا نور الاشراق و صمّوا
عن النعاق و قاموا علی خدمة أمرک فی الآفاق و ترنّحوا
من کأس دهاق و لهم الحظّ الأوفر و خير خلاق منوينتشر بهم ذکرک فی جنوبها و شمالها و يتربّی کلّ الوری
فی هذه النشأة الدنيا بالاسماء الحسنی و المثل الأعلی ربّ
ارفع بهم لواء الوحدة بين البشر و راية المحبّة بين الوری
حتّی ترجع الکثرات الی مرکز الوحدة و الآيات و تنشقّ
حجبات البغضاء و تضمحلّ معالم الشحناء و تزول الضغينة
و العدوان فی عالم الانسان و يرجعوا الی الوفاق بعد النفاق
ص ٢٩٠و يبدّلوا البغضاء بالولاء و ينتهوا فی الخيبة و الشقی و يرجوا
الفوز و الفلاح و يستغيثوا بک فی الجهر و الخفاء و يتبادروا
الی الباقيات الصالحات فی عالم الفلاح. ربّ اشدد ظهورهم
علی خدمتک و قوّ أزورهم علی عبادتک و اشرح صدورهمانّک أنت الکريم الرحيم العزيزالمعطی الوهّاب لا اله
الّا أنت الغفور العفو الحفيّ الخفيّ الألطاف. ای ياران
الهی سرور و شادمانی اهل وفا بخدمت عتبه علياستو تمنّای مشتاقان نثار جان و قربانی زيرا عشق خونريز است
و شرر انگيز و آينه محبّت اللّه شهادت کبری لهذابيسر و سامان شدند دقيقه امان نيافتند و ساعتی کام دل
و راحت جان نجستند. اينست برهان عاشق صادقامتحان شعله زند و سيل افتتان طغيان نمايد تا صادق از کاذب
ممتاز گردد و موافق از منافق افتراق يابد خود پرستاز خدا پرست جدا شود و ثمره طيّبه از ثمره خبيثه ممتاز
گردد آيات نور باهر گردد و ظلام ديجور زائل شودمقدّسه از ياران الهی جان بازی نمودند و در سبيل نور مبين
بقربانگاه عشق شتافتند از اينجهت چشم گريان استو دل بريان آه و انين باوج علّيّين رسد و حزن شديد مأتم
جديد بنمايد عبدالبها را نهايت آرزو چنان که جرعه از اين
جام وفا نوشد و از باده فدا سرمست گردد و خاتمه حيات
فاتحة الألطاف شود. ربّ أنلنی تلک الکأس الطافحةو أطعمنی من تلک المائدة الّتی لا يذوقها الّا کلّ عبد
منيب و توّجنی بذلک الأکليل الجليل و اجعل دمیمتلاشياً علی الغبراء و عظامی مفتّتة من سهام القضاء انّک
أنت الکريم انّک أنت العظيم انّک أنت الرحمن الرحيمای ياران عبدالبهاء در اين ايّام بحسن القضاء و تأييد ربّ
السموات العلی و توفيق ملکوت لا يری هيکل مقدّسيافت لهذا قربانی لازم و جان فشانی واجب احبّای نيريز
از اين جام لبريز سرمست شدند و بچوگان همّت گویسبقت از اين ميدان ربودند هنيئاً لهم ثمّ مريئاً هذا
القدح الممتلأ الطافح بصهباء محبّة اللّه و عليهم بهاء اللّه
الأبهی شايد من بعد از اهل نقض و نفاق افترائی زنندو کذب و بهتانی بر زبان رانند و گويند که هيکل مکرّم را
مقامی ديگر يا جزئی از اجزاء در موقعی ديگر ياران الهی
بدانند که حرف بهتان است و کفر و نعاق و نفاق.آن جسد مبارک مصلوب در کوه کرمل بتمامه استقرار يافت
ولی اشرار آرام نگيرند يقين است بهتان زنند و ادّعانمايند که ما آنجسد مبارک را در برديم يا نقل کرديم يا جزئی
از اعضاء بدست آمد يا أجنّه از دست ثابتين ربودند جميع
اين اقوال کذب و بهتانست و آنچه حقيقت است بيان گرديد و عليکم البهاء الأبهی عع
هو اللّهاللّهمّ يا هادی الضالين الی المنهج القويم و يا دالّ الطالبين الی
الصراط المستقيم و يا مؤيّد المخلصين علی نشر نفحاتقدسک بين العالمين و يا محيی العظم الرميم من نفثات روح
القدس فی قلوب المقرّبين، انّی أتوسّل بذکرک الحکيممتشبّثاً بذيل رداء الکبرياء منقطعاً عمّا فی الأرض و السماء
متضرّعاً الی ملکوتک الأعلی مبتهلاً الی عتبة أحديّتک
العليا خاضعاً خاشعاً متصدّعاً لامرک بين الوری ان تکشف
الغطاء عن بصائر أهل الهوی و تدعوهم الی مشاهدة آياتک
الکبری الساطعة الفجر علی کلّ الارجاء الباهرة البرهان
فی کلّ الانحاء ربّ ربّ انّ الليلة الليلاء و الظلمة الدهماء
تمنع أهل الغبراء عن مشاهدة أنوار الجمال و ملاحظة آيات
الجلال. ربّ اکشف هذا الظلام الحالک ليلوح أفقالتوحيد علی کلّ المسالک و يجد کلّ الوری سبيل الهدی
و يلبّوا للنداء و ينجذبوا الی أفق التقديس بقلب خافق
بالولآء و دمع دافق بحرارة محبّتک المضطرمة فی القلوب
و الاحشاء ربّ انّ سمَّی عبدک المعترف بالعجز و الفناء
قد توجّه الی عتبة قدسک المعطّرة الارجاء و يدعوک بکلّ
ضراعة و الحاح و يطلب لاحبّائک الأصفيآء عونکو اسمع له النداء و قدّر لصفوة خلقک التدرّج فی أعلی
مراتب العلی و الوصول الی الغاية القصوی و الورود علی
ص ٢٩٥الورد المورود الاحلی و الوفود علی فناء باب أحديّتک
الأعلی. ربّ سهّل لهم الامور و بدّل کلّ معسور بميسور
و ادخلهم فی حديقة السرور و اذقهم حلاوة کأسک الطهور
و انعم عليهم بالطافک الخفيّ من أعين أهل الغرور منو تشتّت شمل أمورهم فاجمع الشتاة بفضلک يا معطی يا رزّاق
و بدّل ضرّاء هم بالسرّاء و شدّتهم بالرخاء و انعم عليهم بسعة
العيش و الهناء و نجّهم من الاضطراب و الطيش و العنآء
و قدّر لهم فی ملکوتک کلّ خير و ادفع عنهم بقوّة جبروتک
کلّ ضير حتّی يداوموا السير فی الطريقة المثلی و يستغنوا
عن الغير فی الحياة الدنيا و ينشروا انفاث طيب عبقت من
جنّة الأبهی انّک أنت المقتدر العزيز القويّ القديرمبارکه وارد و بآستان مقدّس فائز و با اين اسير فنا مؤانس
گرديد خواهش اين نامه عمومی باحبّای قطر مصرعزيز لهذا در کمال مهر و وفا بنگارش اين نامه پرداختم
ص ٢٩٦حضرت باری کردم تا در دو جهان در امان و کامران باشيد
و در ظلّ کلمة اللّه مسرور و شادمان انّ ربّی الرحمن
لکريم منّان و انّه لعلی کلّ شیء قدير ععاللّهمّ يا جاذب القلوب بمغناطيس المحبّة الفائضة علی الوجود
و محيی العظم الرميم بروح منعشة للأفئدة و النفوسو المشرق بنور القديم علی آفاق الاکوان و المعطی لکلّ
شیء نصيباً من رحمته الواسعة المحيطة بالامکان انّیرحمانيّتک الخفيّ و تشمله بالطاف فيضک الجليّ و تجعله
کوکباً متلألأ فی تلک الحوالی العدوة القصویو الأقاليم الشاسعة الارجاء. انّک أنت الکريم الرحيم
الوهّاب لا اله الا أنت المقتدر العفوّ التوّاب ای بنده
در گاه الهی از ياران قديمی و از آشنايان خلد آشيان جمال
افندی مقبول درگاه الهی هستی و مقرّب بارگاه حضرتلسلطانک يا حيّ يا قيّوم و اعترفوا بوحدانيّتک و اغترفوا
من بحر رحمانيّتک و اقتربوا الی ملکوت أحديّتکالقرون و الاعصار و اغرقهم فی بحار الانوار و اسمعهم من
انغام الاسرار و ادخلهم فی زمرة الابرار و اجعلهم من
جنود الملأ الأعلی مجنّدة فی ملکوت الأبهی حتّی يفتحوا
مدائن القلوب و أقاليم الارواح بقوّة ذکرک يا فالقطلوع نمود و از آن اقليم صبح منير سطوع يافت . مبشّر
جمال مبارک ندای الهی را از ان ارض نورانی بلند فرمود
و مژده موعود بيانرا در أحسن القصص بابدع تبياناوج گرفت و نفوس مبارکه نعره "ربّنا انّا سمعنا منادياً
ينادی للايمان ان آمنوا بربّکم فامنّا" بر آوردند حال الحمد للّه
آن کشور بنور عرفان منوّر است و آن خاک بپرتو عنايتزند پری باز کنند که باوج اعلی رساند نطقی بگشايند که
بعظام رميمه جان بخشد روحی بدمند که نفوس ميّته راسايه بر امکان افکند خبائی بلند نمايند که آفاق را در ظلّ
آرد موجی بزنند که دُرّ مکنون و لؤلؤ مخزون نثار کند
گلشنی بيارايند که بنافه اسرار مشام مشتاقان راجيشی بر انگيزند که مدائن قلوب فتح نمايد عيشی مهيّا
سازند که فرح و سرور ابدی مبذول دارد. پس بايد کهکلمات منزله از سماء تهليل و تکبير بملکوت ابهی رساند
ص ٣٠٠و تسبيح و تقديس بعالم بالا ابلاغ دارد و عليکم البهاء
الأبهی. الهی الهی انّ احبّائک الاصفياء و أوليائکالاتقياء مشتّتی الشّمل فی البلاد و مفرّقی الجمع بين العباد
يضطهدهم أهل الجفاء و يفرّط فيهم أهل الضغينة و البغضاء
لم يزل يا الهی يکمنون لهم بالمرصاد و يرمونهم بسهام حداد
و يرشقون عليهم النبال و يسلّون عليهم السيوف بکلّ عناد
ربّ احفظهم بملائکة کلائتک و احرسهم تحت رعاية عينای ياران رحمانی اين زندانی جناب آقا محمّد صادق عليه
بهاء اللّه الأبهی بارض مقدّس وارد و بآستان مقدّسساجد گرديدند فیالحقيقه شمعی بارق و بنور محبّت اللّه
رخی شارق دارند. در اوقات أنس و الفت روحانی ذکراحبّای رحمانی نمودند که الحمد للّه ياران فارس فارس ميدان
عرفانند و حارس حصن حصين رحمان توجّه بملکوتابهی کنند و تضرّع بآستانه حضرت کبريا نمايند منجذبند
و ناطق مشتعلند و بارق و مؤانسند و موافق محفل توحيد
بيارايند و شمع تجريد برافروزند و آيات تقديس ترتيلگلی معطّر و بوستان رحمانی را شکوفهئی معنبر و حدائق
قدس را بلبلی گويا و سفر يوحنا را تعبير رؤيا شب و روز
بهدايت خلق کوشند و بيان حجج و براهين الهی نمايندجلوه نمايد لهذا از الطاف دلبر آفاق منتظريم که آن خطّه
ص ٣٠٢و ديار را مشکبار فرمايد و آن اقليم را روضه نعيم نمايد
شيراز پر آواز گردد و ندای الهی بلند شود و ياران الهی
بساز و آوازی دمساز شوند که جميع اصوات خاشع گرددعبدالبهاء بياد ياران در نهايت روح و ريحان و بدل و جان
جويای روی دوستان دمی نگذرد مگر آنکه تضرّعو زاری نمايم و عجز و بيقراری کنم و بکمال تبتّل طلب
تأييد نامتناهی نمايم البتّه ياران نيز با اين زندانی در عجز
و زاری همدم و قرينند و جان فشان در سبيل نور مبينو مطلوبی ترانی مناجياً فی الايّام و الليالی و متضرّعا اليک
بقلبی و لسانی و مبتهلاً الی ملکوتک بروح منجذب الیملکوتک الربّانی ان تؤيّد الّذين سمعوا النداء و لبّوا
الدعاء و انجذبوا الی ملکوتک الأعلی و اشتعلوا بالنار
الموقدة فی سدرة سينا و وجَّهوا وجوههم اليک بين الوری
ص ٣٠٣و رتلّوا آيات الهدی بين ملأ الانشاء و نطقوا بالثناء
و رفعوا راية التقوی و سرعوا الی مشهد الفداء بقلوبخافقة بالحبّ و الولاء و أقاموا الحجج و البرهان بين خلقک
علی اثبات أمرک بقوّة ارتعدت به فرائص أولی النهیالأوّلين و صحف الآخرين حتّی يتوکّلوا عليک و يسرعوا
اليک و يتمنّوا الشهادة بين يديک انّک أنت الکريمياران الهی را در عالم روحانی رساند اين پيک مبارک پی
نفحات انجذاب است و نسيم جان پرور محبّت اللّه قلوب را
باهتزاز آرد و جانها را پر وجد و طرب نمايد تجلّیکلّ را بر روابط روحانيّه ارتباط داده و حکم يک جان و دل
يافته لهذا انعکاسات روحانيّه و انطباعات رحمانيّه در قلوب
ص ٣٠٤رحمانيّه را بيشتر جلوه دهد تا کلّ در ظلّ کلمة اللّه در تحت
راية ميثاق چون جنود مجنّده محشور شوند و بجان و دلبکوشند تا الفت کلّيّه و محبّت صميمه و ارتباط روحانيّه
در بين قلوب عالم حاصل گردد و جميع بشر از فيض جديدنامنتاهيه تجلّی فرموده کلمة اللّه چنان قوّتی و قدرتی
ص ٣٠٥در حقائق انسانيّه نموده که شؤون بشريّه را تأثير و نفوذی
نگذاشته بقوّه قاهره کلّ را در بحر احديّت مجتمعدلالت نمايند تا اينکه خباء تقديس در قطب امکان بلند
گردد و جميع امم را در ظلّ کلمهء توحيد در آرد. اين موهبت
وقتی در قطب اکوان جلوه نمايد که احبّای الهیبموجب تعليمات رحمانيّه قيام کنند و بنشر رائحه طيّبه
محبّت عموميّه پردازند. در هر دوری امر بالفت بودنه با دشمنان مخالف امّا الحمد للّه که در اين دور بديع اوامر
الهيّه محدود بحدی نه و محصور در طائفه ئی نيست جميع
ياران را بالفت و محبّت و رعايت و عنايت و مهربانی بجميع
امم امر ميفرمايد. حال احبّای الهی بموجب اين تعاليم
ربّانی قيام کنند اطفال بشر را پدر مهربان باشندو جوانان انسان را برادر غمخوار گردند و سالخوردگان را
ص ٣٠٦با کلّ حتّی دشمنان بنهايت روح و ريحان محبّ و مهربان
بود در مقابل اذيّت و جفا نهايت وفا مجری داريد و در
موارد ظهور بغضاء بنهايت صفا معامله کنيد سهمو سنان را سينه ئی مانند آينه هدف نمائيد و طعن و شتم
و لعن را بکمال محبّت مقابلی کنيد تا جميع امم مشاهده
قوّت اسم اعظم نمايند و کلّ ملل معترف بقدرت جمالعالم را بوحدانيّت و يگانگی هدايت فرمود و عالم انسانی را
نورانی کرد و جهان خاک را تابناک فرمود. اين خلق مانند
اطفالند و بی باک و بی پروا بايد بکمال محبّت اين اطفال را
تربيت کرد و در آغوش رحمت بمحبّت پرورش داددر اينعالم ظلمانی بدرخشند و واضح و مشهود ببينند که
اسم اعظم و جمال قدم روحی له الفدا چه اکليل جليلیو تاج وهَّاجی بر سر احبّای خويش نهاده و چه فيوضاتی
بقلوب ياران خود فرموده و چه محبّتی در قلوب بشرربّ ربّ أيّد عبادک الاصفياء علی الحبّ و الولاء بين
الوری و وفّقهم علی نشر الهدی من الملأ ألاعلی بين أهل
الأرض کلّها انّک أنت المقتدر العزيز القويّ القدير الوهّاب
و انّک أنت الکريم اللطيف الرؤف المنّان ععبينا نمايد غافلان هوشيار فرمايد کران شنوا نمايد گنگان
گويا کند مردگان زنده نمايد يکی ندای مدنيّتو ترقّيات عالم طبيعت است که تعلّق بجهان ناسوت دارد
و مروّج اساس ترقّيات جسمانيّه و مربّی کمالات صوریما به الترقّی عالم بشر است که منبعث از افکار عاليه و نتائج
عقول سليمه است که بهمّت حکما و فضلای سلف و خلفجانفزای الهيست و تعاليم مقدّسه روحانی که کافل عزّت
ابدی و سعادت سرمدی و نورانيّت عالم انسانی و ظهورو اسّ اساس آن تعاليم و وصايای ربّانی و نصايح و انجذابات
وجدانيست که تعلّق بعالم اخلاق دارد و مانند سراجمشکاة و زجاج حقائق انسانيّه را روشن و منوّر فرمايد
و قوّه نافذهاش کلمة اللّه است ولی ترقّيات مدنیروحانی و صفات نورانی و اخلاق رحمانی نشود ثمر و نتيجه
نبخشد و سعادت عالم انسانی که مقصود اصلی استحاصل نگردد زيرا از ترقّيات مدنيّه و تزيين عالم جسمانی
هر چند از جهتی سعادت حاصل و شاهد آمال در نهايتبهدايت ربّانيّه و سنوحات رحمانيّه و اخلاق الهيّه گردد
و منضمّ بشؤونات روحانی و کمالات ملکوتی و فيوضاتلاهوتی شود. حال ملاحظه ميکنيد که متمدّن و معمورترين
ممالک عالم مخازن موادّ جهنّمی گرديده و اقاليم جهان
لشگرگاه حرب شديد شده و امم عالم ملل مسلّحهمدنيّت و ترقّی جسمانی را منضمّ بهدايت کبری کرد و عالم
ناسوت را جلوه گاه فيوضات ملکوت نمود و ترقّياتجسمانی را توأم بتجلّيات رحمانی کرد تا عالم انسانی در نهايت
ص ٣١٠و اعصار متواليه است که ندای مدنيّت بلند است و عالم
بشری روز بروز تقدّم و ترقّی يافت و معموريّت جهانانسانی استعداد کلّی برای تعاليم روحانی و ندای الهی
يافت مثلاً طفل رضيع تدرّج در مراتب جسمانی نموددر عالم امکان نوع انسان ترقّيات جسمانيّه نمود و تدرّج
در مدارج مدنيّت کرد و بدائع و فضائل و مواهبظهور جلوه و کمالات روحانيّه الهيّه حاصل کرد و قابليّت
استماع ندای الهی يافت پس ندای ملکوت بلند شدمعنويّه جلوه بيشتر کند تا نتيجه کلّيّه عالم انسانی ظهور
و بروز کند و دلبر محبّت اللّه در نهايت ملاحتو ترقّيات جسمانی و روحانی هر دو مشروط و منوط بالفت
و محبّت عمومی بين افراد انسانی ملاحظه در کائنات ذی
روح نمائيد يعنی حيوان جنبنده و چرنده و پرنده و درنده
که هر نوع درنده ئی از ابناء و افراد جنس و نوع خويش
جدا و بتنهائی زندگانی نمايد و با هم در نهايت ضديّت
و کلفتند و چون بيکديگر رسند فوراً بجنگ و جدالپردازند و بدرندگی چنگ باز و دندان تيز کنند مانند سباع
ضاريه و گرگان خونخوار که حيوانات مفترسهاند که جميع
بتنهائی زندگانی نمايند و تحرّی معيشت خويش کننداز پرنده و چرنده در نهايت محبّت با يکديگر الفت نمايند
و جوق جوق و مجتمعاً زندگانی کنند و با کمال مسرّتو خوشی و شادمانی و کامرانی وقت بگذرانند مانند طيور
شکور که بدانه ئی چند قناعت کنند و با يکديگر با نهايت
سرور الفت نمايند و در دشت و چمن و کوهسار و دمنمانند اغنام و آهو و نخجير در غايت الفت و همدمی در چمن
و مرغزار بسرور و شادمانی و يگانگی زندگانی نمايندحيوانات درنده از يکديگر بيزار و بتنهائی سير و شکار
کنند. حتّی پرنده و چرنده چون بآشيان و مغاره يکديگر
آيند تعرّض و اجتنابی نه بلکه نهايت الفت و مؤانستکه الفت و محبّت در عالم حيوان نيز از نتائج سيرت خوش
و طينت پاک و صافی فطرت است و اختلاف و اجتناباغنام را در ميدان حرب افتاده خاک و آلوده خون نمايد
امّا انسان دو جنبه دارد يکی علوّيّت فطريّه و کمالات عقليّه
و ديگری سفليّت حيوانيّه و نقائص شهوانيّه اگردر ممالک و قاليم آفاق سير نمائيد از جهتی آثار خراب و دمار
مشاهده کنيد و از جهتی مآثر مدنيّت و عمار ملاحظهو قتال است ولی عمار و آبادی نتائج انوار فضائل و الفت
و وفاق اگر کسی در صحرای اواسط آسيا سياحت نمايددر نهايت مدنيّت و معموريّت و آبادی بود و علوم و معارف
منتشر و فنون و صنايع مشتهر و تجارت و فلاحتحال اغلب آن ملجأ و پناه طوايف ترکمان و بکلّی جولانگاه
حيوانات وحشی گرديده مدن آن صحرا از قبيل جرجانو نساء و ابيورد و شهرستان که در سابق بعلوم و معارف
و صنايع و بدايع و ثروت و عظمت و سعادت و فضائلاز آثار الفت و محبّت است و آنچه مطمور است از نتائج
ص ٣١٦و فساد و وجود و عدم نمائيد که هر کائنی از کائنات مرکّب
از اجزاء متنوّعه متعدّده است و وجود هر شیء فرعو نتائج مستفيده است و تنافر و تخالف اشياء سبب انقلاب
و اضمحلال است از تآلف و تجاذب جميع کائنات ذی حياتو گل و رياحين پيوسته است و جمعيّتی تشکيل نموده دليل
بر آنست که آن کشت زار و گلستان بتربيت دهقان کاملیمختلف و افکار و عقول و آراء متباين با وجود اين چه گونه
وحدت حقيقی جلوه نمايد و اتّحاد تام بين بشر حاصلمتبارزه که يکديگر را محو نمايند و خانمانرا براندازند
و راحت و آسايش سلب کنند و خونخواری و درندگیآغاز نمايند و اختلاف ديگر که عبارت از تنوّع است آن
عين کمال و سبب ظهور موهبت حضرت ذو الجلالاز يک آب نوشند و از يک باد نشو و نما نمايند و از حرارت
و ضياء يک شمس پرورش نمايند آن. تنوّع و اختلاف سبباگر حديقهئی را گلها و رياحين و شکوفه و ثمار و اوراق
و اغصان و اشجار از يکنوع و يک لون و يک ترکيب و يکچون از حيثيّت الوان و اوراق و ازهار و اثمار گوناگون
باشد هر يکی سبب تزيين و جلوه سائر الوان گرددو اشکال و آراء و طبايع و اخلاق عالم انسانی چون در ظلّ
قوّه واحده و نفوذ کلمه وحدانيّت باشد در نهايت عظمت
و جمال و علوّيّت و کمال ظاهر و آشکار شود اليوم جزقوّه کلّيّه کلمة اللّه که محيط بر حقائق اشيا است عقول
و افکار و قلوب و ارواح عالم انسانی را در ظلّ شجرهالحمد للّه اليوم نورانيّت کلمة اللّه بر جميع آفاق اشراق نموده
ص ٣٢٠و از هر فرق و طوائف و ملل و شعوب و قبائل در ظلّ کلمه
وارد و در نهايت ائتلاف مجتمع و متّحد و متّفقند چه بسيار
محافل تشکيل گردد و بملل و طوائف و قبائل مختلفهو ديگر تاجيک يکی ايرانی است و ديگری يونانی با وجود
اين در نهايت الفت و يگانگی و محبّت وآزادگی و وحدتو فرزانگی با هم دمساز و هم آواز و همداستانند و اين
از نفوذ کلمة اللّه است اگر جميع قوای عالم جمع شوند
مقتدر بر تأسيس محفلی از اين محافل نگردند که باينمحبّت و موّدت و انجذاب و اشتعال اقوام مختلفه انجمن
واحد شود و آهنگی در قطب عالم بلند کنند که سببمقاومت نفوذ کلمة اللّه تواند لا و اللّه برهان واضح
و حجّت بالغ اگر نفسی ديده انصاف باز کند مدهوشو طوائف و دول جهان بايد از تعاليم و وصايای بهآءاللّه
مسرور و ممنون و خشنود باشند زيرا اين تعاليم الهيّه
هر درنده ئی را چرنده کند و هر جنبنده ئی را پرندهنمايد نفوس بشر را ملائکه آسمان نمايد عالم انسانی را
مرکز سنوح رحمانی فرمايد جميع را باطاعت و سکوندولتی از دول مطمئن و مستريح نه زيرا امنيّت و اعتماد
از بين بشر برخاسته ملوک و مملوک کلّ در معرضاز حکومت دارند و با ملّت بصداقت تامّه رفتار ميکنند
اين حزب مظلومند و برهان بر اين آنکه جميع طوائفاز عقابی است مگر بهائيان که خير خواه و مطيع دول و محبّ
و مهربان بجميع مللند و اين اطاعت و انقياد بنصّ صريح
جمال ابهی فرض و واجب بر کلّ لهذا احبّاء اطاعةمؤاخذ و مسئول و مستحقّ عقاب داند و مردود و خطا کار
شمرد با وجود اين عجب در اين است که بعضیاز اولياء امور سائر طوائف را خيرخواه شمرند و بهائيان را
بدخواه سبحان اللّه در اين ايّام اخيره که حرکتنمودند و در امور سياسيّه ابدا مداخله ننمودند و بهيچ
حزبی تقرّب نجستند بحال و صنعت و وظائف خودکه عبدالبهاء از جميع جهات صادق و خيرخواه دول و ملل
ص ٣٢٣جميع رسائل و محررّات ستايش و نعت از دولتين علّيّتين نموده
و از درگاه احديّت طلب تأييد کرده و جمال ابهی روحیلأحبّائه الفداء در حقّ اعلی حضرت شهرياران دعا فرموده
سبحان اللّه با اين براهين قاطعه هر روز واقعه حاصل شود
و مشکلاتی آشکار گردد ولی ما و احبّای الهی نبايدعبد البهاء در زير شمشير و يا در تحت اغلال و زنجير افتد زيرا
اهميّت در هيکل مقدّس امر اللّه است نه در قالبجسمانی عبدالبهاء ياران الهی بايد بچنان ثبوتی مبعوث
گردند که در هر آنی اگر صد امثال عبدالبهاء هدفتير بلاء شود ابدا تغيّر و تبدّلی در عزم و نيّت و اشتعال
و انجذاب و اشتغال بخدمت امر اللّه حاصل نگرددعبدالبهاء بنده آستان جمال مبارک است و مظهر عبوديّت
صرفه محضه درگاه کبرياء ديگر نه شأنی دارد و نه مقامی
و نه رتبهئی و نه اقتداری. و هذه غايتی القصوی و جنّتی
المأوی و مسجدی الاقصی و سدرتی المنتهی ظهور کلّیيا احبّاء اللّه هذا وصيّتی لکم و نصحی عليکم فهنيئاً لمن
وفّقه اللّه علی ما رقم فی هذا الورق الممرّد عن سائر النقوش و عليکم البهاء الأبهی عع
هو اللّهجاری نمود و ديده پاک ادراک مشاهده و لقا نمايد و مشام
پاک استشمام رائحه گلشن عنايت فرمايد و قلب پاک آينه
جمال حقيقت گردد اينست که در کتب سماويّه وصاياو نصائح الهيّه تشبيه بآب گشته چنانچه در قرآن ميفرمايد
"و أنزلنا من السماء ماء طهوراً" و در انجيل ميفرمايد
تا نفسی تعميد بآب و روح نيابد در ملکوت الهی داخلاين است که در جميع مراتب تنزيه و تقديس و پاکی و لطافت
سبب علويّت عالم انسانی و ترقّی حقائق امکانيست حتّی در
عالم جسمانی نيز لطافت سبب حصول روحانيّت است چنانکه
صريح کتب الهی است و نظافت ظاهره هر چندجسمانی نيز تأثير در ارواح انسانی کند ملاحظه نمائيد
که پاکی چه قدر مقبول در گاه کبريا و منصوص کتبمضرّه بتدريج حاصل گردد آن منهيّات نيز عند اللّه مکروه
و مذموم و مدحور ولی حرمت قطعی منصوص نهمسلّم عموم و جميع اطباء حاذقه حکم نمودهاند و تجربه نيز
گرديده که جزئی از اجزاء مرکّبه دخان سمّ قاتل استو تضييع اوقات و ابتلای بعادة مضرّه است لهذا در نزد
ثابتان بر ميثاق عقلاً و نقلاً مذموم و ترک سبب راحت
و آسايش عموم و اسباب طهارت و نظافت دستالهی بوصول اين مقاله بهر وسيله باشد ولو بتدريج ترک
اين عادت مضرّه خواهند فرمود چنين اميدوارمامّا مسئله افيون کثيف ملعون نعوذ باللّه من عذاب اللّه
بصريح کتاب اقدس محرّم و مذموم و شربش عقلاًضربی از جنون و بتجربه مرتکب آن بکلّی از عالم انسانی
محروم پناه بخدا ميبرم از ارتکاب چنين امر فظيعیبکاهد زنده را مرده نمايد حرارت طبيعت را افسرده کند
ص ٣٢٩ديگر نتوان مضرّتی اعظم از اين تصوّر نمود خوشا بحال
نفوسيکه نام ترياک بر زبان نرانند تا چه رسد باستعمال آن
ای ياران الهی جبر و عنف و زجر و قهر در اين دورهالهی مذموم ولی در منع از شرب افيون بايد بهر تدبيری
تشبّث نمود بلکه از اين آفت عظمی نوع انسان خلاصیو نجات يابد و الّا واويلا علی کلّ من يفرط فی جنب اللّه
ای پروردگار اهل بها را در هر موردی تنزيه و تقديسهر مکروه نجات ده و از قيود هر عادت رهائی بخش تا پاک
و آزاد باشند و طيّب و طاهر گردند سزاوار بندگیاز باده محبّت اللّه يابند و فرح و سرور از انجذابات
بملکوت ابهی جويند چنانچه فرمودی "آنچه در خمخانهادراک و شدّت ذکاء و قوّت اجسام است. طائفهئی اليوم
موجود که آنان از دخان و مسکرات و افيون محترزاز آنان ده نفر از طوائف سائره را مقاومت نمايد و اين
تجربه در عموم است يعنی عموم افراد آن طائفه بر عموم
افراد سائر طوائف از هر جهت متفوّقند. پس همّتی نمائيد
تا تنزيه و تقديس کبری که نهايت آرزوی عبدالبها ستدر ميان اهل بهاء جلوه نمايد و حزب اللّه در جميع شؤون
و کمالات فائق بر سائر نوع انسان گردند و در ظاهرو حکم بر نفس و هوی سرور پاکان و آزادگان و عاقلان و عليکم البهاء الأبهی عع
هو اللّهای احبّای الهی و اماء رحمانی جمهور عقلاء بر آنند که
ص ٣٣١و برهان بر اين اقامه نمايند که اهالی مملکتی نظير افريقا
جميع مانند وحوش ضاريه و حيوانات برّيّه بیعقل و دانشند
و کلّ متوحّش يک نفس دانا و متمدّن در ما بين آنانموجود نه و بعکس آن ملاحظه مينمايند که ممالک متمدّنه
جميع اهالی در نهايت آداب و حسن اطوار و تعاونو شخص نادان بتعليم دانا گردد و عالم توحّش بفيض مربّی
دانا جهان تمدّن گردد عليل بطبابت شفا يابد و فقيرانبيا نيز تصديق اين رای را ميفرمايند که تربيت نهايت
تأثير در بشر دارد ولی ميفرمايند عقول و ادراکاتو يکی پرتو تعليم بطیء گيرد و يکی در نهايت درجه تدنّی ماند
خزف هر چه تربيت شود لؤلؤ لالا نگردد و سنگانسانی را تبديل نکند ولکن تأثير کلّی نمايد و بقوّه
نافذه آنچه در حقيقت انسان از کمالات و استعداد مندمج
و مندرج بعرصه ظهور آرد تربيت دهقان حبّه رااديب اطفال دبستان را باوج رفيع رساند و عنايت مربّی
کودک حقير را بر سرير اثير نشاند پس واضح و مبرهنهمّت تعليم و تربيت نمايند و از پستان عرفان شير دهند
و در آغوش علوم و معارف پرورش بخشند و اگر در اينو گرفتار و معذّب نمايند مادام الحيات طفل مظلوم اسير
جهل و غرور و نادان و بیشعور ماند و البتّه اگر در سنّ
کودکی از اين جهان رحلت نمايد بهتر و خوشتر استدر اينمقام موت بهتر از حيات و هلاکت بهتر از نجات و عدم
خوشتر از وجود و قبر بهتر از قصر و تنگنای گورمطمور بهتر از بيت معمور زيرا در نزد خلق خوار و ذليل
و در نزد حقّ سقيم و عليل و در محافل خجل و شرمساراحبّای الهی و اماء رحمانی بجان و دل اطفال را تربيت نمايند
و در دبستان فضل و کمال تعليم فرمايند در اينخصوصگناهست و اين چه اشتباه اوّل تکليف ياران الهی و اماء
رحمانی آن است که بايّ وجه کان در تربيت و تعليم اطفال
از ذکور و اناث کوشند و دختران مانند پسرانند ابداًمبغوض و "هل يستوی الّذين يعلمون و الّذين لا يعلمون"
ص ٣٣٥زيرا اين بنات وقتی آيد که مادر گردند و اولاد پرور شوند
و اوّل مربّی طفل مادر است زيرا طفل مانند شاخه سبزو تا نهايت عمر بر آن منهج سلوک نمايد. پس ثابت و مبرهن
شد که دختر بی تعليم و تربيت چون مادر گردد سببای ياران الهی و اماء رحمان تعليم و تعلّم بنصّ قاطع جمال
مبارک فرض است هر کس قصور نمايد از موهبت کبریمحروم ماند زنهار زنهار اگر فتور نمائيد البتّه بجان
بکوشيد که اطفال خويش را علی الخصوص دخترانراتعليم و تربيت نمائيد و هيچ عذری در اينمقام مقبول نه
تا عزّت ابديّه و علوّيّت سرمديّه در انجمن اهل بها مانند
شمس ضحی جلوه و طلوع نمايد و قلب عبدالبهاء مسروردين اللّه را ارکان مبين مقرّر و مسلّم است رکن اعظم علم
و دانائی است و عقل و هوشياری و اطّلاع بر حقائق کونيّه
و اسرار الهی لهذا ترويج علم و عرفان فرض و واجبعشق آباد در نهايت آرايش و انتظام ترقّی نمايد از قرار
معلوم مفتّش معارف دولت بآنصفحات مرور نمودهآرزو چنان که مکتب عشق آباد در جميع اقطار عالم بحسن
انتظام و ترقّی اطفال و حسن آداب مشهور آفاق گرددمحمّد علی عليه بهاء اللّه فی الحقيقه سزاوار معلّمی است بايد
احبّای حقيقی همواره نوازش کامل و رعايت تامّه از ايشان
بنمايند تا در نهايت راحت و سکون قلب و سرورنفوس موقنه را جز در عالم اسما مقامی نه و مکافات و فوز
و فلاحی نيست سبحان اللّه اين چه تصوّر است و چهو هوان عظيم آيا جميع اين بلايا و محن و رزايا بجهت مقامی
در عالم اسما است استغفر اللّه عن ذلک بلکه در نزد اهل
حقيقت عالم اسماء را مقامی نه و شأنی نيست سائرين از عدم
تفکّر و تبصّر مقام اسما را اهمّيّت دهند امّا در نزد اهل
حقيقت از قبيل اوهام شمرده شود بلی در بيانات الهيّه
اين ذکر موجود که جنّت عرفان حقّ است و نارو احتجاب بمنزله شجر است و نعيم و جحيم در جميع عوالم
الهيّه بمنزله ثمر در هر رتبه ئی از مراتب نعمت و نقمت
موجود در عالم فؤاد عرفان نعمت و احتجاب نقمت استزيرا اساس هر نعمت و نقمت در عوالم الهيّه اين دو است
ص ٣٣٩فانی مانند عالم رحم است که کمالات و نقائص جسمانيّه
انسان در عالم رحم معلوم نه چون از عالم رحم باين عالم آيد
نقائص و کمالات جسمانيّه ظاهر و آشکار گردد و انساندر عالم رحم از هر دو بيخبر حال اگر نفسی را در عالم رحم
بيان فضائل و رذائل اين جهان ميشد و نعمت و نقمتاين عالم تشريح ميگشت آيا جنين را تصوّر آن ممکن بود
لا و اللّه زيرا در عالم رحم اين فضائل و رذائل و اين
نعمت و نقمت موجود نيست تا تصوّر آن نمايد مثلاًنجات يافته و بجهان الهی در آمده و اگر چنانچه در اين
نشأه رحمانيّه آن نشأه کلّيّه روحانی مجهول و غير معروف
ص ٣٤٠باشد تعجّب و استغراب نبايد زيرا هر عالم ما دون از عالم
فوق بيخبر است مانند جنين در عالم رحم از اينجهان بيخبر است
و چون بعالم ما فوق انتقال نمايد با خبر گردد و احساس کند
ولی قبل از انتقال تصوّر و ادراک محال ای طالب حقيقت
نظر در مراتب وجود جسمانی نمائيد عالم جماد بکلّیو همچنين عالم نبات بکلّی از عالم حيوان بيخبر زيرا حوصله
نباتيّه گنجايش ادراک عالم حيوانی ندارد و تصوّر قوّه
حسّاسه نتواند ولی چون بعالم حيوان آيد سمع و بصر يابد
و مواهبی مشاهده کند که بکلّی در عالم نبات مفقودناطقه نتواند و از ادراکات حقيقت انسانی بکلّی محروم
زيرا عالم حيوان را اين گنجايش نه حال اگر عالم نبات
از عالم انسان بکلّی بيخبر باشد دليل بر عدم وجود عالم
انسان است لا و اللّه پس انکار نفوس انسانی بجهانالهی مانند انکار جماد است که از عالم نبات خبر ندارد
و همچنين انکار نبات است که از عالم حيوان خبر ندارد
ص ٣٤١و همچنين انکار حيوان است که از عالم انسان خبر ندارد
حال منکرين را اعظم شبهات اين است که آن عالم کجاستو حال آنکه عالم وجود عالم واحد است ولی بالنسبه بحقائق
متعدّده تعدّد يابد مثلاً عالم وجود جماد و نبات و حيوان
عالم واحد است ولی عالم حيوان بالنسبه بعالم نباتايجاد است و نشأه انسانی نيز منحصر در شئون اين عالم
فانی باشد يعنی ايّامی چند انسان در اين عالم خاکیعين هذيان است و ايجاد عبارت از تصوّر و اوهام نتيجه
بکلّی مفقود و ثمره بتمامه نابود و حال آنکه اگر ادنی
تأملّی نمايند واضح و مشهود است که اين کون نامتناهی را
ص ٣٤٢حکمتی عجيب مقرّر و مقدّر و نتيجه عظيم محقّق و متيقّن
اين افکار و اوهام که انکار عوالم الهيست از خصائصهدايت کبری هستند محتجب باين اوهام گردند و عليکم البهاء الأبهی عع
هو اللّهکه آفتاب روشن قرون اولی و نيّر منوّر قرون اخری است
نفوسی از رقد هوی مبعوث شوند که چون شمعسدّی از زبر حديد بعهد و ميثاق الهی مستقيم و بايمان
و پيمان ربّانی مستديم گردند و مقاومت و مداومت شديد
بجنود نقض و نکث نمايند و کلّ را بثبوت و رسوخبر مهاجمين انبوه از خدا ميخواهم که آنجناب از اعاظم اين
جنود ربّ ودود باشند و از اکبر حارس اين بنيان عظيماز سائر اکوار و مشرق بر جميع ادوار است در کتاب اقدس
که مهيمن بر جميع کتب و صحف و زبر است و کلّ آنچهو احکام و اعلان و اظهار آن ناسخ جميع اوامر غير مطابق
و احکام غير متساوی مگر امری و حکمی که در آن کتابنموده تا مقرّ امر در اين کور اعظم واضح و مبرهن گردد
و محلّ توقّف و نزاع و خلافی از برای نفسی نماند و مقصد
اصلی الهی و رضای حقيقی ربّانی يعنی اتّحاد من علیدر حقائق نفوس ظاهر و لائح شود اين عبد خود را در جميع
شئون محو و فانی مشاهده ميکند و ايّامش قليل استله الفداء جميع بلايا را در سبيل اين امر تحمّل فرمود
و نهايت بآن مظلوميّت هدف صد هزار تير گشتو محبوب الشهداء و ده بيست هزار نفوس مقدّسه از صغير
ص ٣٤٥ريخته شد و جمال اعظم روحی لتراب اقدام احبّائه فدا اين
همه صدمه و بلاياء متتابعه و سلاسل و اغلال را تحمّل
فرمودند و بکرّات و مرّات اذيّتهای شديده بر وجودفرمودند و هميشه ناله و فرياد مبارک اين بود که من بجهت
اتّحاد من علی الارض خود را فدا نمودم ای احّبا بکوشيد
که آثار اختلاف را از روی زمين زائل نمائيد و انوار اتّحاد را
بين عباد ساطع و لائح کنيد حال بعوض آنکه کلّ متّحداً
متّفقاً بذيل اتّحاد متشبّث و بعروه اتّفاق متمسّک و متّحداً
و متّفقاً وفاء بعنايات جمال مبارک و اسم اعظم بر اتّحاد من
علی الارض قيام نمايند از بعضی گوشه و کنار سراً و باطناً
در کمال احتياط نفحات غير مرضيّه ميوزد که سببمشاهده نمی نمايم و در ساحت احبّای مخلصين فانی ميبينم
و ابداً ادّعائی نداشته و ندارم و تا بحال اظهار کلمه که دلالت
بر انتساب آستان مبارک باشد ننمودم ولی اينقدر التماس
از احبّای الهی دارم که سبب اختلاف در اين امر که جوهر
تقديس است نگردند و اسرار و رموز و اشاراتو مردود باری حال بايد ما بشکرانه الطاف و عنايات الهيّه
جميع اين اذکار و اقوال را فراموش نموده کلّ متّفقاً متّحداً
باعلاء کلمة اللّه بکوشيم و در نشر نفحات اللّه سعی بليغ
نمائيم حال آنجناب الحمد للّه بشرف لقا فائز و از تفاصيل
مطّلع و برضای رحمن واقف هر نفسيرا که ملاحظهنمائيد که نفحهئی از روائح غير مرضيّه در مشامش تأثير نموده
ص ٣٤٧نصيحت فرمائيد که متنبّه و بيدار گردد و از غير رضای
جمال مبارک بيزار شود و البهاء عليک ععالقويم و الصراط المستقيم حتّی سلکوا فی المحجّة البيضاء
و وردوا علی الشريعة السمحة النوراء و شربوا من زلال
العرفان و ترنّحوا من نسائم رياض الايقان ربّ ربّو نکثوا بعد ما عاهدوا و رجعوا بعد ما أقبلوا فهاموا فی
فلوات الظلام و احتجبوا عن مشاهدة نور الجمال مع ذلک
انّهم عبادک و خلقک منهم ضعفاء يستحقّون فضلکانّهم عميّ فابصرهم و صمّ فاسمعهم و بکم فانطقهم و أموات
فاحيهم بنفحات قدسک انّک أنت المقتدر العزيز القويّيا "ايّتها النفس المطمئنة ارجعی الی ربّک" الحمد للّه رجوع
الی اللّه نموديد و از بيداء هلاک نجات يافته بسر چشمه
حيات رسيديد پرده و حجاب دريديد و نور حقيقتديده بسته را باز نمود و از مفازه بی فوز و فلاح بساحل
بحر الطاف وارد نمود حال وقت آنست که آن قومتا گرگ و برّه و پلنگ و بزغاله و شير و گوساله و مار و طفل
شيرخواره همدم و هم آشيان و همراز گردند و اين بنصوص
قاطعه توراة مسلّم در نزد عموم بود چون حضرت روح اللّه
بنور هدی آفاقرا روشن کرد هيچيک از اين شروطو جنود ملائکه علّيّين بر ابری سوار از آسمان بزمين آيد
و آفتاب و ماه تاريک شود و جوق نجوم بر روی ارضموعود و نيران ذات الوقود و امثال ذلک علائم لا تحصی بود
اگر فرقانيان عذر و بهانه ئی مينمودند در نزد جاهلان
مسموع بود. امّا موعود بيان حضرت اعلی روحی له الفداء
چنان واضح و آشکار فرمودند که از برای نفسی نه سرّاً
و نه جهاراً نه باطناً نه ظاهراً نه معنیً نه صورةً عذر
و بهانه ئی باقی ماند بنصّ صريح ميفرمايد ايّاک ايّاک ان
تحتجب بالواحد البيانيّه أو بما نزل فی البيان ملاحظه
فرمائيد که ميفرمايد مبادا به بياناتيکه در آثار نقطه
اولی است از او محتجب شويد يعنی بگوئی که در بيانميفرمايد که مبادا بواحد اوّل از او محتجب شوی و واحد
اوّل نفس حضرت اعلی روحی له الفداء و هيجدهقدّوسند با وجود اين ميفرمايد مبادا بمن و بحروف حيّ
از جمال موعود محجوب گردی. پس ملاحظه گردد کهچه قدر تأکيد فرموده و ميفرمايد که در يوم ظهور جمال
مقصود مبادا نظر بمن کنيد که من تصديق مينمايم يا نه
و بسبب من محتجب از او گرديد يعنی اقبال و تصديق منو مروّج آثار او استغفر اللّه نسيان بآنعالم پاک راه ندارد
تا چه رسد بعصيان اينکه ميفرمايد مبادا بمن از او محتجب
شويد تصوّر محالست با وجود اين بجهت تأکيد ميفرمايدحقّ بود و اين موعود موعود بيان البتّه مرآت قبول مينمود
و اعتراف ميکرد و همچنين مبادا محتجب ببعضی ظواهربيان بشوند مثل آنکه شدهاند از جمله ميگويند که توقيعی
ص ٣٥٢و سلاطين بيان کجا است و معابد و مساجد بيان کو و علائم
و شعائر آن کجا است هنوز مسجدی بر پا نشده معبدیاعلی روحی له الفداء فرمودند من موعود فرقانم و قيامت
بر پا شد و طامّه کبری ظاهر گشت ان کان هذا هوالقائم الموعود أين سيفه المسلول و أين لوائه المعقود و أِين
جنوده المجنّده و أين الاعنّة و الاسنّه أين ترويجه للشريعة
الغرّاء و أين تعميمه للطريقة السمحة البيضاء أين طيران
النقباء و النجباء و أين اجتماعهم فی أمّ القری أين القيامة
الکبری أين الميزان أين الصراط أين الحساب أين الجحيم
المتسعرّة و أين الجنّة المتبهجّة أين الکوثر و السلسبيل و أين
الکأس الممزوجة بالکافور و الزنجبيل أين الحوريّاتکانّهم لؤلؤ مکنون أين الملائکة الغلاظ الشداد و أين
السلاسل و الاغلال و أين و أين و أين. حضرت اعلیميفرمايد مبادا بآن محتجب از من يظهره اللّه گردی باری
الحمد للّه که حضرت اعلی روحی له الفداء هيچ حجابیمانند عنکبوتند هر چه پرده آنرا بدری فوراً پرده جديد
بتند زيرا اين احتجاب منبعث از کينونت انسانست------------------------------------------------------
(١) کانت النسخة واحدة فی مصر فليراجع الاصلجميع عالم مسيحی حقيقی بود زيرا مسيحی لفظی بودن آسان
ولی مسيحی حقيقی بودن مشکل امروز تقريباً پانصدکه بواسطه تعاليم الهيّه نورانيّت و بصيرت عظمی حاصل
گرديد و در ايمان و ايقان ثابت و پايدار شدی اميدوارم
که ديگران نيز چشمی روشن و گوشی شنوا يابند و بحياتابديّه فائز گردند تا اين نهرها که در مجاری متعدّده مختلفة
الشکل جاری راجع بمحيط اعظم شوند يکبحر گردندو يکموج زنند و ارتباط و اتّحاد تام حاصل نمايند تا وحدت
حقيقت بقوه الهيّه اين اختلاف مجاز را از ميان بردارد
و اساس اصلی اينست اگر اين حاصل گردد مسائل سائرهبالطبيعه زائل شود. ای محترمه تعاليم الهيّه در اين دور
نورانی چنين است که نبايد نفوس را توهين نمود و بجهالت
نسبت داد که تو ندانی و من دانم بلکه بايد بجميع نفوس
بنظر احترام نظر کرد و در بيان و دلالت بطرز تحرّیحقيقت مکالمه نمود که بيائيد مسائلی چند در ميان است
تا تحرّی حقيقت نمائيم و ببينيم چگونه و چسان است مبلّغ
نبايد خويش را دانا و ديگرانرا نادان شمرد اين فکر سبب
تکبّر گردد و تکبّر سبب عدم تأثّر بلکه بايد امتيازی
در خود نبيند و با ديگران بنهايت مهربانی و خضوعمبارک نيز ندای الهی باين مقصد بلند فرمودند تا عالم انسانی
جهان آسمانی گردد ناسوتی لاهوتی شود ظلمانی نورانیگردد شيطانی رحمانی شود و اتّحاد و الفت و محبّت در بين
عموم اهل عالم حاصل گردد و وحدت اصليّه رخ بگشايدممات چون در جميع کائنات نظر نمائی ملاحظه کنی که هر
کائنی از کائنات از اجتماع و امتزاج عناصری متعدّده تحقّق
يافته و چون اين اجتماع عناصر تفريق شود و ائتلافوسائل و وسائط اتّحاد مفقود و در ميان قطعات خمسه عالم
ارتباط و اتصال معدوم بلکه در بين امم يک قطعه نيز اجتماع
و تبادل افکار معسور لهذا اجتماع جميع طوائف عالمدر يک نقطه اتّحاد و اتّصال و تبادل افکار ممتنع و محال امّا
ص ٣٥٧حال وسائل اتّصال بسيار و فی الحقيقه قطعات خمسه عالم
حکم يکقطعه يافته و از برای هر فردی از افراد سياحتدر جميع بلاد و اختلاط و تبادل افکار با جميع عباد در نهايت
سهولت ميسّر بقسميکه هر نفسی بواسطه نشريّاتو همچنين جميع قطعات عالم يعنی ملل و دول و مدن و قری
محتاج يکديگر و از برای هيچ يک استغنای از ديگری نهلهذا اتّفاق کلّ و اتّحاد عموم ممکن الحصول و اين اسباب
از معجزات اين عصر مجيد و قرن عظيم است و قرون ماضيه
از آن محروم زيرا اين قرن انوار عالمی ديگر و قوّتی ديگر
و نورانيّتی ديگر دارد اينست که ملاحظه مينمائی در هر
روزی معجز جديدی مينمايد و عاقبت در انجمن عالمشمعهای روشنی بر افروزد و مانند بارقه صبح اين نورانيّت
عظيمه آثارش از افق عالم نمودار گشته شمع اوّل وحدتالهيّه جلوه نمايد و شمع پنجم وحدت وطنيّت در اين قرن
اين اتّحاد و يگانگی نيز بنهايت قوّت ظاهر شود جميع ملل
عالم عاقبت خود را اهل وطن واحد شمارند و شمع ششمايجاد گردد که عموم خلق تحصيل آن نمايند و با يکديگر
مکالمه کنند اين امور که ذکر شد جميعا قطعی الحصولست
زيرا قوّتی ملکوتيّه مؤيّد آن ملاحظه نما که در ايران
اجناس مختلفه و مذاهب متباغضه و آراء مختلفه بدرجهای
بود که بدتر از جميع جهان بود حال بنفحات قدس چنانارتباط و التيامی حاصل گشته که اين ملل مختلفه و مذاهب
متضادّه و اجناس متباغضه حکم يک شخص پيدا نمودهاندبا يکديگر معاشر و مجالس و مؤانسند و در محافل عظيمه
مسيحی و موسوی و زردشتی و مسلمان در نهايت الفتو يگانگی و محبّت و آزادگی و سرور و فرح با هم مجتمع
و مؤانس و مجالسند و ابداً فرقی در ميان نه ملاحظه نما که
قوّه اسم اعظم چه نموده. در خصوص الواح نوشتهبوديد انشاء اللّه جمع ميشود و تنسيخ ميگردد و ارسال
خواهد شد بجميع دوستان تحيّت محترمانه برسان ععقدم را ثابت نمودی و حقيقت را نابت کردی تمسّک بعروة
الوثقی نمودی و تشبّث بحبل متين ملکوت ابهی حالبيا تا با يکديگر بعبوديّت آستان مقدّس قيام نمائيم و متّحداً
متّفقاً معين و ناصر يکديگر شويم و در حقّ جميع ياران
تضرّع و زاری نمائيم تا کلّ بکمال الفت و اتّحاد و محبّت
و انجذاب بر اين شريعه رحمانيّه مجتمع گردند و آثار باهره
فيض تقديس الهی در ملکوت وجود ظاهر و مشهودشود امّا سؤالی که نموده ئی در مسئله مجازات و مکافات که
واسطه اجراء قصاص را واسطه لازم و آن واسطه نيزبغرض و حبّ انتقام حکم نمايند و امّا قصاصی که بموجب
حکم الهی چون در کمال عدل و انصاف واقع گردد سببهزاران نفوس مستحقّه را معدوم نمودند و امّا مسئله ثانی
که پسر بمجازات پدر گرفتار ميشود يا نه بدان که اينتعلّق بجسمانيّات آنچه تعلّق بروحانيّات دارد پسر بجرم
پدر مؤاخذه نميشود زيرا پسر سعيد است و پدر شقیيخرج الحيّ من الميّت و "يخرج الميّت من الحيّ" "لا تزر
و ازرة وزر أخری" و آنچه تعلّق بجسمانيّات دارد لابدّ است
که ظلم (١) و تعلّل اعمال قبيحه پدر سبب مضرّت پسرلو ترکوا من خلفهم ذريّة ضعافا" يعنی بايد انسان رحم
بر ايتام بکند که مبادا ذرّيتی ايتام از او بماند و سوء رفتار او
يعنی ظلم بايتام سبب ذلّت اولاد خود شود مثلاً ملاحظه
بفرمائيد که شخصی ظلماً و عدواناً خون جمعی بريزد و اموال
ناسرا تالان و تاراج نمايد و هزار خانمان و دودمان را
بر باد دهد البتّه آن شخص شقی بعد از رجوع باسفل جحيم
سبب نکبت و ذلّت و عدم رستگاری اولاد و احفاد----------------------------------------------------------
(١) کذا بهذه النسخة فليقابل مع الأصلميرسد و صبح اشارات علوّ امر و بشارات سموّ کلمة اللّه
از جميع اطراف ميدمد کلمه توحيد در ترويج استروحی لأحبّائه الفداء جهان گير گشته و آوازه امر اللّه
در شرق و غرب عالم منتشر شده اين امور کلّ اسبابسرور ولی عبدالبهاء در بحر احزان مستغرق و آلام و محن
چنان تأثير در اعضاء و جوارح نموده که فتور کلّی در بدن
حاصل گشته ملاحظه نمائيد که فرداً وحيداً من دونناصر و معين در قطب عالم ندای حقّ را بلند نموده جميع
ص ٣٦٣ملل و امم معارض و منازع و مجادل از جهتی امّت سالفه
معلوم و واضح که چه قدر در جميع اطراف متعرّضو معارضند و از جهتی اخبارات امّت هزله کاذبه ميرسد که
چگونه در صدد قلع و قمع شجره مبارکه الهيّه هستند و چه
نسبت و افتراها بجمال قدم روحی لأحبّائه الفدا ميزنند
و مشغول بنشر رسائل ردّيّه بر اسم اعظمند و در سِرّ سِرّ
در نهايت سعی و کوشش که اذيّت شديدی وارد آرندکلّی بر امر اللّه وارد آرند و اسم عبدالبها را از لوح وجود
محو نمايند با اين همه بلايا و اين همه رزايا و هجوم اعداء
در ميان احبّاء نيز اغبرار موجود با وجود آنکه امر جمال
قدم روحی لأحبّائه الفداء عبارت از حقيقت محبّت استبمدح و ستايش هر يک از احبّاء گشايند و نهايت شکرانه را
ص ٣٦٤نشنوند و بجز مدح و ستايش يکديگر کلمهای بر زبان نرانند
بعضی بر اين منهج قويم سالک الحمد للّه بعون و عنايت الهيّه
موفّق و مؤيّد در جميع ممالک ولی بعضی بر اين مقام اعزّ
اعلی چنانچه بايد و شايد قائم نه و اين بسيار سبب احزان
عبدالبهاء است چنان حزنی که بتصوّر نيايد زيرا طوفانی
اعظم از اين از برای امر اللّه نه و وهنی اشدّ از اين بر کلمة
اللّه نيست بايد احبّای الهی کلّ متّحد و متّفق شوند در
ظلّ علَم واحد محشور شوند و برای واحد مخصوصکنند آراء مختلفه را فراموش نمايند و افکار متفاوته را
نسيان فرمايند زيرا الحمد للّه مقصد مقصد واحد استخيمه مرتفعه ای ياران الهی اگر نفسی غيبت نفسی نمايد
اين واضح و مشهود است که ثمری جز خمودت و جمودتروحانيّت و بشاشت او را منع کنند که از اين غيبت چه ثمری
و چه فايدهئی آيا سبب رضايت جمال مبارک است يا علّت
عزّت ابديّه احبّای الهی آيا سبب ترويج دين اللّه است
و يا علّت تثبيت ميثاق اللّه نفسی مستفيد گردد و يا شخصی
مستفيض لا و اللّه بلکه چنان غبار بر قلوب نشيند کهمستمعين بروح و ريحان آيند و بنفحات اللّه مهتزّ گردند
قلوب را فرح وسرور آيد و ارواح را بشارت احاطه کندکه الحمد للّه در ظلّ کلمه الهی نفسی پيدا شده که مرکز
خصائل و فضائل عالم انسانيست و مظهر عواطف و الطاففرمائيد که چه بايد و چه شايد جمال قدم روحی لأحبّائه
الفداء الحمد للّه ابواب عنايترا از جميع جهات گشوده
و بشائر تأييد و توفيق را واضح و مشهود نموده دلهایاحبّاء را بمحبّت ربوده و جنود ملأ اعلی را بنصرت اصفياء
موکّل فرموده حال بايد ياران با دلی چون آفتاب و نفسی
مشکبار و لسانی ناطق بذکر حقّ و بيانی واضح و جبينیلائح و همّتی بلند و قوّتی ملکوتی و تأييدی لاهوتی و صفتی
روحانی و انبعاثاتی وجدانی در بين ملأ ارض مبعوث شوند
تا هر يک افق مبين را نور منير شوند و فلک اثير را کوکبی
بديع بوستان الهی را درخت بارور شوند و گلشن رحمانيرا
گلی معطّر گردند کتاب ايجاد را آيات باهره شونداولای دور نيّر اعظم پس تحصيل فضائل بايد در اين قرن
بشود و تعديل خصائل بايد در اين عصر بگردد جنّتابهی در دشت و صحرا در اين ايّام بايد خيمه بر افرازد
ص ٣٦٧فيض قدم جلوه نمايد و آفاق رياض احديّت گردد و اقاليم
جنّت فردوس شود و جميع شئون و کمالات و اوصافو نعوت الهيّه از حقائق صافيه و سنوحات رحمانيّه آشکار
و واضح شود عبدالبهاء در جميع احيان در آستانمهربان بنده درگاه توئيم و ملتجی بآستان مقدّس تو جز
رکن شديد پناهی نجوئيم و بغير کهف حمايتت التجا نکنيم
حفظ و صيانت فرما و عنايت و حمايت کن ما را موفّق نما
تا رضای تو جوئيم و ثنای تو گوئيم و در راه حقيقت پوئيم
مستغنی از غير تو گرديم و مستفيض از بحر کرم تو شويم
در اعلاء امرت کوشيم و در نشر نفحاتت سعی بليغ نمائيم
از خود غافل گشته بتو مشغول شويم و از مادون بيزار شده
گرفتار تو گرديم ای پروردگار ای آمرزگار فضل و عنايتی
و فيض و موهبتی تا بر اين موفّق شويم و باين مؤيّد گرديم
توئی مقتدر و توانا و توئی واقف و بينا انّک أنت الکريم
انّک أنت الرحيم انّک أنت الغفور العفوّ قابل التوبة و غافر
ص ٣٦٨الذنوب شديد المحال و البهاء عليکم يا احبّاء اللّه عع
هو اللّهای متوجّهين بمنظر اعلی در ليل و نهار و صباح و مساء
عشيّ و ضحی در عوالم قلب و روان بذکر احبّاء رحمنمشغول بوده و هستم و از حقّ تأييد و توفيق ميطلبم که
احبّای آن خاک پاک ارض مقدّسه را در جميع مراتباخلاق و اطوار و گفتار و رفتار و شئون و آثار ممتاز فرمايد
و بجذب و وله و شوق و عرفان و ايقان و ثبوت و رسوخو اتّحاد و اتّفاق در انجمن عالم با رخی روشن و جمالی چون
گلشن محشور نمايد. ای احبّای الهی اليوم يوم اتّحاد است
و روز روز يگانگی در عالم ايجاد "ان اللّه يحبّ الّذين
يجاهدون فی سبيله صفّاً کاَنهم بنيان مرصوص" ملاحظهفرمائيد که صفّاً ميفرمايد يعنی جميع مرتبط و متّصل بهم
و ظهير يکديگر مجاهده در اين آيه مبارکه در اين کورصادقه و مقاصد صالحه و نصائح نافعه و اخلاق رحمانيّه
و افعال مرضيّه و صفات ربّانيّه و تربيت عموميّه و هدايت
ص ٣٦٩نفوس انسانيّه و نشر نفحات روحانيّه و بيان براهين الهيّه
و اقامه حجج قاطعه صمدانيّه و اعمال خيريّه بوده و هست
و چون نفوس مقدّسه بقوّت ملکوتيّه بر اين شيمرحمانيّه قيام نمايند و صف اتّحاد بيارايند هر يک از اين
نفوس هزار ماند و امواج اين بحر اعظم حکم افواجوحدت اصليّه غالب و فائق شود که آثار و احکام و تعيّنات
و تشخّصات وجود وهمی اين نفوس چون قطرات بکلّیبجمال قدم که در اين وقت و حال فيوضات اکبر چنان احاطه
نمايد و قلزم کبرياء چنان فيضان کند که وسعت خلجانبيکران يابد ای احبّای الهی بکوشيد تا باين مقام بلند
اعلی فائز شويد و چنين نورانيّتی در اين اکوان ظاهرمطهّره نفوس مقدّسه رحمانيّه در اين راه بر خاک ريخته
و بسا اجساد مبارکه احبّای خلّص حضرت ربّانيّه بدارلأحبّائه الفداء حمل جميع بلايا فرمودند و اشدّ رزايا
قبول کردند اذيّتی نماند که بر آن جسد مطهّرکه در بالين پرند و پرنيان پرورش يافته بود سر و پای برهنه
با سلاسل و زنجير دواندند و در زندان تنگ و تاريکدر زير زمين با قاتلين و سارقين و عاصين و ياغين محشور
نمودند و در هر دقيقه اذيّت جديدی روا داشتندو در هر آنی وقوع شهادت يقين کلّ بود بعد از مدّتی از
وطن بديار غربت فرستادند سنين معدودات در عراقبر جسد مطهّر نازل ابداً دقيقه امنيّت و سلامت مأمول
نبود و اعداء با کمال بغضاء از جميع جهات مهاجم بنفس
مبارک فرداً وحيداً مقاومت کلّ ميفرمودند بعد از جميع
بلايا و صدمات از عراق که قارّه آسيا است بقارّه اروپا
انداختند و در آن غربت شديده و مصيبت عظيمه اذيّاتبود که در اين سجن اعظم باعظم محن و بلايا اوقات مبارک
گذشت مختصر اين است که مدّت اقامت جمال قدم روحالوجود لمظلوميّته الفداء در اين جهان فانی يا اسير زنجير
بودند و يا در زير شمشير و يا در شدّت آلام و محن بودند
و يا در سجن اعظم هيکل مطهّر از شدّت ضعفاتّفاق و اتّحاد و يگانگی من فی العالم بود و ظهور آيه توحيد
الهی بالفعل بين امم تا وحدت مبدء در حقائق موجودهو روز در مشهد فداء بودند ما نيز سعی کنيم و جانی نثار
ص ٣٧٣و از هستی محدود خود بگذريم و از خيالات باطله کثرات
عالم خلق چشم پوشيم و اين مقصد جليل و مقصود عظيم را
خدمت کنيم اين شجريرا که دست موهبت الهيّه نشاندهابهی را بغمام تيره اغراض و اوهام مستور نکنيم و امواج
بحر کبريا را سدّ حائل نشويم و نفحات قدس رياض جمالزوال نجوئيم هذا ما وصّی اللّه به فی کتبه و زبره و ألواحه
المقدّسة الناطقة بوصاياه علی العباد المخلصين و البهاء عليکم
و رحمة اللّه و برکاته جناب مشهدی عباد و ابويشانو اخوانشان را از قبل اين گمگشته باديه محبّت اللّه تکبير
ابدع ابهی ابلاغ فرمائيد و بگوئيد که عنايت از ملکوت
ابهی ميرسد اميدواريم در حقّ بستگان امای علی حيدردائماً و مستمراً باشدّ بلکه اعظم ظهور يابد کن مطمئنّاً
بذکر اللّه و فضله و جوده. اميدواريم که آثار محبّتما در حقّ ايشان ظاهر شود. و البهاء عليه و علی أبيه الّذی
آمن باللّه و آياته و صدّق کلماته و نطق بثنائه و علی اخواته
الّذين نتضرّع الی اللّه ان يجعلهم آيات محبّته و رايات
موهبته بين خلقه انّه علی کلّ شیء قدير ععمتواليه است که در اروپا اين زمزمه بلند است و همچنين
در قرون اولی در آسيا انتشار داشت ولی در هر عهدقوّه نافذه کلمة اللّه بنيان اين شبهات برانداخت و نور مبين
مانند آفتاب اشراق نمود چه که ادّله و براهين اين بی
خردان اوهن از بيت عنکبوت و در نهايت سستی و ضعفولی از قواعد و اصول آنان بی خبرند و از ادّله و حجج
و موضوع و محمول ايشان بی اطّلاع اروپائيان در مذهبايران مقلّد لهذا با فرنگيان در اين مسئله مباحثه و بيان
آسان زيرا بقاعده و دليل صحبت ميدارند و انسان بقاعده
جواب ميدهد ولی با اين مقلّدان ايران بسيار مکالمهنه دليل و نه برهان. مثلاً مسئله عناصر نچنين است که
ايرانيان ميگويند علمای طبيعيون اين مسئله را چنين ترتيب
ميدهند و بر اين اساس جميع مسائل طبيعيّه را تأسيسديگر بتمامها فروع و آن اينست که در عالم وجود عناصر
بسيطه هر يک جزء واحد است و قابل تجزّیيعنی مرکّب از اجزاء متنوّعهاند يعنی عناصر بسيطه را
تشبيه بحروف نمايند و حروف تجزّی نشود. مثلاً الفمفرد است اين را از هم تجزّی نتوان نمود امّا کائنات سائره
بمنزله کلمهاند که مرکّب از حروف متعدّدهاند کلمه را
تفصيل و تجزّی توان نمود. باری گويند که چون در جميع
موجودات ملاحظه نمائی واضح و مشهود است که ايناين ترکيب تحليل گردد اين کائن بشری از ميان برود ولی
آن اجزاء اصليّه و عناصر فرديّه باقی و بر قرار است پس
تحقّق کائنات از ترکيب است و تشتّت موجودات از تحليل
اين ترکيب و تحليل متتابع و مترادف و مستمرّ در اينو امريک بتکرار اينمسئله در ميان آمد و بچند کلمه جواب
قناعت نمودند و تسليم کردند در جواب گفته شدزيرا ترکيب يا تصادفی است و يا لزوم ذاتی و يا ارادی
يعنی تحت اراده الهيّه اگر بگوئيم ترکيب کائناتو محال است که معلول بيعلّت تحقّق يابد بطلان اين قضيّه
بديهی است و اگر اين ترکيب لزوم ذاتيستاز لوازم ذاتيّه آن اين هم که نيست پس چه ماند ترکيب
ارادی يعنی باراده حيّ قديم هذا هو الحقّ و ما بعد الحقّ
الّا الضلال المبين و در اين مورد در سؤال و جوابمس بارنی بحثی دقيق در اين قضيّه گرديده و امّا تفاوت
بين نفوس و پستی و بلندی و برتری و بهتری طبيعيوندو قسمند قسمی بر آنند که اين بهتری و برتری و تفاوت
بين بشر در اصل خلقت است باصطلاح آنها از مقتضایطبيعی است و حيوان نيز تفاوت طبيعی دارد حتّی در جماد
ص ٣٧٨خزف و قسم ديگر از فلاسفه قدما بر آنند که تفاوت بين
بشر و امتياز عقول و هنر از تربيت است زيرا شاخ کجوحشی و نادانند و متمدّنان امريک قاطبة دانا و هوشمند
و اين واضح است که تفاوت اين دو فرقه مبنی بر تجربهبر آنند که در اصل فطرت تفاوت مسلّم و مبرهن و فضّلنا
بعضکم علی بعض قضيّه ئی محتوم و معلوم البتّه نفوس بشر
در اصل فطرت مختلفند اگر اطفال معدود از يک پدر و يک
مادر در مکتب واحد و بتعليم واحد و تربيت واحدهاز تفاوت مراتب و خلقت است و همچنين تعليم و تربيت را
نيز تأثيری عظيم مسلّم و مقرّر دانند مثلاً اگر طفلاز دبستان محروم ماند البتّه جاهل و نادان ماند و معلوماتش
محصور در اکتشافات خويش باشد و چون نزد اديبانسان ابکم را ناطق کند و فجر کاذب را صبح صادق نمايد
دانه صغير را نخل باسق نمايد و عبد آبق را مليک فائق
فرمايد لهذا البتّه تربيت تأثير دارد و نظر بايندر عالم بشريّه مبعوث گردند تا نوع انسان را بنفحات قدس
تربيت نمايند و طفل رضيع را رجل رشيد کنند پسبهره و نصيب يابند. ای ثابت بر پيمان رساله تأليف بارنی را
ص ٣٨٠که در اروپا طبع شده است از طهران بطلبيد در اين مسئله
و شبهات دروين فيلسوف انگليس که مقتدای طبيعيونشود و چون تحليل يابد آن کائن عدم اضافی يابد. و امّا
مسائل ديگر که بحث و نقل از طبيعيون نموده بوديدکه فرد اکمل در نوع بشر دارای کمالات نا متناهيه است
و از شدّت ذکاء و فطانت کشف اسرار کائنات نمايد و از
هزار سال بعد خبر دهد. اين قول مانند دانه افشانی است
که مرغان معصوم را شکار کنند و مقصدشان اينستکه باين وسائل در بدايت با متديّنين باللّه محاوره و مجالست
و مؤانست نمايند تا کم کم از صراط مستقيم منصرفو نو هوسانرا لسان قطع نمائيد زيرا انبيای الهی نفوس
مقدّسه انسانی و امّا ما دون اسير و مفتون طبيعتو انذارات عظيمه را ملاحظه نمائيد و خطاب "يا ايّتها النقطة
الواقعة فی شاطئ البحرين" را تمعّن فرمائيد و خطابکه جميع اين انذارات در مدّتی قليله تحقّق يافت. آيا بادراک
بذکاء طبيعی کشف اين وقوعات مهمّه در اندک زمان پياپی
ص ٣٨٢ميشود لا واللّه مگر آنکه بقوّه مليک مقتدر تحقّق يابد
و بکلمه نافذهاش مجری کند و از پيش خبر دهدفرصتی نيست و الّا از اين مفصّلتر مرقوم ميشد و عليک البهاء الأبهی عع
هو اللّهحمداً لمن لاح برهانه و ظهر سلطانه و عمّ احسانه و بانت
محجّته البيضاء و ظهر شريعته السمحاء و کشف الغطاءاللقاء و جعل الغبراء غبطة للخضراء و اختار حقائق نوراء
و أفاض عليهم فی مشهد الکبرياء نوراً استضاء به الأرض
و السمآء فانجذبت و اهتزّت و انشرحت و خشعتو سجدت و توقّدت بالشعلة النورانيّة و اللمعة الرحمانيّة فی
شجرة سيناء فی البقعة النوراء الّتی انتشرت منها نفحات
تعطّرت بها الارجاء و عبقت علی الآفاق فأحيت قلوبو الثناء و التحيّة و العطاء علی الجوهرة الفريدة العصماء
ص ٣٨٣و الدّرة الدرهرهة الزهراء و الهويّة المتشعشعة البهراء
الحقيقة الجامعة اللامعة القلزم الخضّم الموّاج و الماء الطهور
الثجّاج الشجرة المبارکة المقدّسة الّتی أصلها ثابت و فرعها
فی السماء و تؤتی أکلها فی کلّ حين الهی الهی ترانیواضعاً جبينی علی تراب الذلّ و الانکسار و اعفّر وجهی
بغبار فناء أحديّتک يا ربّی المختار خاضعاً خاشعاً متذلّلا
متضرّعاً مبتهلاً الی ملکوت أنوارک فی الليل و النهار
ان تنظر الينا بعين عنايتک و لحظات طرف رحمانيّتک و تغفر
لنا ذنوبنا و خطايانا و تعاملنا بفضلک و جودک فی کلّ
الاحوال ربّنا انّا خطاة و أنت الغفور الرحيم و نحنعنّا کروبنا و قدّر لنا برحمتک الانقطاع عن الدنيا و الاشتغال
بذکرک و الاشتعال بنار محبّتک و المداومة فی مشاهدةآياتک و معرفة کلماتک و الامعان فی آثارک و الاقتباس من
أنوارک. ربّ ربّ هؤلاء عباد أخلصوا لوجهک وجوههمصدورهم بنفحات قدسک و قدّر لهم حضورهم فی جنّة لقائک
و اجعلهم عباداً يرتّلون آيات التوحيد فی مجامع ذکرک
و يقتبسون أنوار التفريد من مشکاة فيضک و ينجذبون الی
جمالک يخضعون لجلالک و يترکون ما دونک و يعتمدونالمقتدر علی ما تشاء تعطی ما تشاء و تمنع من تشاء و ترزق من
تشاء بيدک الملک و الملکوت انّک أنت القويّ العزيزاز جهان پنهان چون مه تابان ظاهر و باهر در آفاق بارقه
صبح هدی منتشر است و نيّر فيض جمال ابهی مستمراقطار نداء يا بهاء الأبهی بلند است و در خاور و باختر
تعاليم الهی حيرت بخش هر هوشمند اوراق حوادثنمايند و برخی از شدّت تأسّف شکايت رانند قومی گويند
که حضرت مسيح حين صعود در ظلّش نفوسی معدودهديگر معلوم است که در استقبال چه قيامتی بر پا خواهد شد
و اعظم ياران حضرت روح پطرس عظيم بود با وجودجان فشانی نمودند و بمشهد فدا شتافتند باری امور در اين
ص ٣٨٦چه سان جانفشانی بايد نمايند و بتبليغ محتجبين پردازند
نشر رائحه طيّبه کنند و شعله نورانيّه بر افروزند و لمعه
رحمانيّه ظاهر نمايند ای ياران الهی بعد از عروج جمال
رحمانی آيا سزاوار است دمی بياسائيم و يا محفلی بيارائيم
يا نفس راحتی بکشيم يا شهد مسرّتی بچشيم يا سر ببالين
آسايش بنهيم و يا آرايش و آلايش جهان آفرينش بجوئيملا و اللّه اين نه شرط وفا است و نه لايق و سزاوار پس
ای ياران بدل و جان آرزوی خدمت آستان نمائيد و مانند
راستان پاسبان عتبه رحمن گرديد و خدمت عتبه مقدّسهانقطاعی و انجذابی و اشتعالی باعلاء کلمة اللّه قيام نمودند
از فضل حقّ اميدواريم که ما نيز پی آن پاکان گيريم و بقربانگاه
عشق وجد کنان بشتابيم اينست فضل موفور اينستمنتظر و مترصّد آنند که هر يک از ما بوفا قيام نمائيم و در
محبّت اسم اعظم تحمّل هر بلا و جفا نمائيم بعضی از ياران
رحمانی راحت و آسايش جسمانی خويش را ترک نمودندو در بلاد شهر بشهر بلکه قريه بقريه بنشر نفحات اللّه
پرداختند آن نفوس پاک جان مظهر تحسين ملأ اعلیشدند ايّام را بتعب و مشقّت کبری گذراندند و انفاسرا
در هدايت غافلان صرف نمودند ای ياران وقت راحتحيّ قديم اميد چنانست که کلّ بر آنچه بايد و شايد موفّق
ص ٣٨٨آفرينش است و واسطه اتّحاد و اتّفاق و التيام و ارتباط
در ميان عموم افراد انسان لهذا بايد که اساسی در اين
جهان نيستی بنهيد که سبب هستی بی پايان گردد و علّتنورانيّت عالم امکان شود با جميع امم و ملل عالم در نهايت
محبّت و مهربانی سلوک و حرکت لازم است و با کافّهو هر مضطربيرا ملاذی رفيع در اين مقام ملاحظه و امتياز
هر چند جائز ولی در اين کور عظيم محبوب و مقبولای ياران الهی از فساد بپرهيزيد و از نائره فتن احتراز
نمائيد زيرا جهان سوز است و سبب هدم بنيان الهیجويند و فتنه اندازند و فسادی بر پا نمايند و بظاهر اظهار
حميّت و آرزوی حريّت نمايند و حال آنکه منويّ ضميراز اين گونه نفوس و از اين قبيل امور بکلّی اجتناب کنند
اطاعت اوليای امور علی الخصوص اعلی حضرت شهريارآراسته و بباطن کاسته و خويش را در لباس علم در آورده
و مانند علّت کابوس بر اين ملّت مأيوس مسلّط گشتهجميعرا بعوائد قديمه و قواعد سقيمه دعوت می نمايند و مانع
عزّت دولت و ترقّی ملّت هستند دعا کنيد که حيّ قديراين نفوسرا از خواب غفلت بيدار نمايد و غمخوار بيچارگان
گرداند اين را بدانيد که ترقّی ملّت منوط بنفوذ و عزّت
و قوّت دولت است و قوّت دولت مشروط بعلوّيّتو ثروت و سعادت ملّت اين دو توأم است بعضی بيخردان را
چنان گمان که اگر در نفوذ حکومت خلل و فتوریآنچه نفوذ حکومت عادله بيشتر گردد ملّت قدم پيشتر نهد
"و هذا امر محتوم لا يتردّد فيه الّا کلّ جهول و ظلوم" ای
احبّای الهی وقت محويّت و فناست و هنگام عبوديّتهذه الموهبة الکبری و الّا هو مأيوس من رحمة اللّه لهذا
عبدالبهاء را نهايت آمال و آرزو چنانست که در اين فضا
پر و بالی بگشايد و در اين ميدان بشتابد و از اين صهباء
نشئه بی منتها يابد سر مست اين جام گردد و از اين مدام
کام دل و جان طلبد و هر ذکری جز اين ذکر محبوبکه شب و روز بملکوت الهی بزارند و بنالند تا عبوديّت
اينعبد در آن آستان مقبول افتد. ای احبّای الهی اگرخواهيد بر اتّحاد و اتّفاق بيفزائيد و جميع امواج يک بحر
گرديد و قطرات يک نهر گلهای يک گلشن گرديددر ايّام معدودی نه و خوف و بيم آن دارم که حصن حصين را
از اختلاف جزئی بين احبّاء رخنه عظيم حاصل گردد لهذا
اليوم خدمتی اعظم از اتّحاد و اتّفاق احبّاء نيست هذا أمر
مبرور و هذا هو الفوز العظيم و الفيض المبين للمستظلّين
فی ظلّ شجرة الطور جناب امين عليه بهاء اللّه الأبهی
از يوم ورود باين بقعه نوراء چه در انجمن احبّاء و چه در نزد
عبدالبهاء جميع اوقات را بستايش ياران و محمدت دوستان
ص ٣٩٢از ثبوت و استقامت احبّاء و اماء الرحمن در بلدان و قری
بيان نمود و از اين عبد خواهش کرد و بالنيابه از جميع
دوستان الهی جبين بر عتبه مبارکه نهاد و زيارت نمودو طلب تأييد و توفيق کرد و عليکم التحيّة و الثناء . عع
هو اللّهاناجيک يا الهی فی غدوّی و آصالی و بهرة نهاری و جنح
الليالی و ادعوک بلسانی و جنانی و روحی و وجدانی و اعفرّ
وجهی و امرّغ جبينی عند حنينی و أنينی الی أفقک المبين
و صبحک المنير مبتهلاً اليک ان تشيد عبدک المؤيّد من
عندک المعترف بوحدانيّتک المنجذب الی رحمانيّتکالمشتعل بنار محبّتک المنشرح الصدر بنور معرفتک. ربّ
نزّهه عن الخطاء و اجزل عليه العطاء و اطفح له کأس الصفاء
و رنّحه من سلاف الوفاء و اجعل له لسان صدق عليّاربّ انّه خاطر بنفسه و روحه عند ما تسعّرت نيران الوباء
و هبّت ريح اصفر صرصر دفراء علی موطن جمالک الانورالأعلی ربّ انّه ترک الراحة و الرخاء و الدعة و الهناء
و ما استراح فی صباح و مساء و خاض فی غمار العناء و قام
علی خدمة الوری و وقاية الاحبّاء و الخلطاء بل صيانة عموم
البرايا فی تلک العدوة القصوی و يشهد بذلک ملأکبجنود السماء و احمله فی سفينة الکبرياء و انشر له شراع
العلی و سيّره فی البحر المقدّس عن الارجاء و اکشف له
الغطاء حتّی يری ما لا يُری الّا بفضل تختصّ به من تشاء
من المشاهدة و اللقاء انّک أنت الکريم المعطی العزيز
الوهّاب ايّها المترنح من مدامة محبّة اللّه قد انتشقت
نفحات رياض معرفتک باللّه و انتشيت من صهباء محبّتکو شوقک الی محبوب العالمين و ظماء قلبک رشفاً من الرحيق
فی هذه الکأس الانيق فيا فرحاً لک بما آويت الی کهفمنيع و احتميت بملاذ رفيع قد خرّت له اعناق العالمين
فاستدعيت لک الفوز العظيم و الفيض الجليل الدافق کسيل
ص ٣٩٤منحدر و ماء منهمر من السحاب المدرار الی بطون الاودية
و القفار و رجوت لک العون و العناية و الصون و الرعاية
الی النهاية و أملی من الربّ الغيور ان ينصرک فی مهام
الامور و ينجدک بجنود من الملأ الأعلی و جيوش منملکوت السماء انّه علی کلّ شیء قدير و امّا ما سئلت من
الآية المبارکة فی القرآن العظيم و الفرقان المبين قوله تعالی
"بلی من أسلم وجهه للّه و هو محسن" الی آخر الآية اعلم
ايّدک اللّه انّ هذا الاسلام و التسليم لهو الصراط المستقيم
و المنهج القويم يستحيل حصوله الّا لمن القی السمع و هو
شهيد و هذا هو الايمان الصحيح بربّ العالمين لانّالتسليم فرع الايمان فلا يکاد الانسان ان يسلم الّا بعد
الايقان ثمّ اردف هذا البيان بامر آخر و قال و هو محسن
و اطلق فی الاحسان و لم يقيّده بشیء فی حيّز الامکان
فوجود هذا الانسان رحمة للعباد لأنّه يزداد لطفاً و احساناً
فی کلّ آن و حيث الحال علی هذا المنوال عرفنا انّ الفلاح
و النجاح و الفوز و النجاة لمن أسلم وجهه للّه و بلغ مقام
التسليم و الرضا و فوّض أموره الی اللّه و وجّه وجهه للّذی
ص ٣٩٥فطر الأرض و السماء و أحسن الی الوری و أعان الضعفاء
و أغاث الفقراء و ضمد جريح الفؤاد و قريح الاحشاءحياته حبّاً باللّه لراحة عباد اللّه و امّا الاحسان الحقيقی
و العطاء الموفور هو الهدی من أهل التقی لکلّ منيتذکّر و يخشی انّ هذا لهو الموهبة العظمی و العطيّة الّتی
سجدت لها ملائکة السماء و هذا المعنی قد نزل فی القرآن
فی مواقع شتّی بعبارة أخری منها "انّ الّذين آمنوا و الّذين
هادوا و النصاری و الصابئون من آمن باللّه و اليوم الآخر
و عمل صالحاً" "و منها "و العصر انّ الانسان لفی خسر الّا
الّذين آمنوا و عملوا الصالحات" فبالاختصار الاسلامالايمان و الايقان من حيث علم اليقين لانّ الايمان فی هذا
المقام التصديق بالخبر الصادر من الصادق الامين و امّا عين
اليقين و حقّ اليقين لا يکاد ان يضیء مصباحه فی زجاجة
القلوب الّا بعد الاسلام الطوعی و التسليم لربّ العالمين
و امّا الاسلام الاجباری کما قال اللّه تعالی "و لا تقولوا آمنّا
ص ٣٩٦و لکن قولوا أسلمنا" لسنا بصدده الآن و بالجمله انّ تسليم
الوجه أمر عظيم من أيّده اللّه به أدخله فی جنّة النعيم و وقاه
من عذاب الجحيم و الوجه له عدة معان منها بمعنی الرضاء
کما قال اللّه تعالی "يريدون وجهه" و کذلک "انّمانطعمکم لوجه اللّه" ای رضائه و منها الوجه بمعنی الذات
قال اللّه تعالی کلّ شیءهالک الّا وجهه و منها الوجه بمعنی
الجلوة قال اللّه تعالی "فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه" و الوجه له معان
شتّی تفسيراً و تأويلاً و تصريحاً غير ما بيّنّا و لکن لعدم المجال
قد غضضنا الطرف عن الاطناب و الاسهاب فبناء علیو أعظم منقبة الاحرار من أيّد بذلک وفّق علی الايمان
التامّ فی أعلی درجة الايقان و الاطمئنان ثمّ أردف اللّه
سبحانه و تعالی اسلام الوجه بالاحسان و قال و هو محسن
أی لا يکمل اسلام الوجه و الايمان الحقيقی الّا بالاحسان
و صالح الاعمال ثمّ الاحسان الحقيقی ان تدعو الی الهدی
و تحرض علی التوجّه الی الافق الأعلی و تبرّئ الاصمّ
و الاعمی و تهدی الی الصراط السوی بقوّة برهان ربّکالأبهی و لا شکّ انّ النجاة تحوم حول هذا الحمی و أيّ
فضيلة أعظم من هذا ان يسلم الانسان وجهه للّه و يحسن
الی الوری و کذلک الاحسان الحقيقی ان تکون آية رحمةربّک الکبری شفاء کلّ عليل و رواء کلّ غليل و ملاذ کلّ
وضيع و معاذ کلّ رفيع و ملجأ کلّ مضطرّ و مرجع کلّالمشکور انّ ربّی لعزيز غفور و امّا ما سئلت ما ورد فی دعاء
کميل "و الهمنی ذکرک" أی وفّقنی علی ذکرک و الهمنی ان
اذکرک لانّ الالهام الالقاء فی القلوب و التلقين التعليم
الشفاهی الکافی الوافی و امّا الالهام الالهی لا يکاد الّا
بواسطة الفيض الربّانی و النفس الرحمانی مثل نوره کمشکاة
فيها مصباح المصباح فی الزجاجة و ما دون ذلک احلامو أوهام و ليس بانعام لانّ الالهام من حيث تعريف القوم
واردات قلبيّه و الوساوس أيضاً خطورات نفسيّه و بأيّ
شیء يستدلّ الانسان ان ما وقع فی قلبه هو الالهام الالهی
الّا ان يکون بواسطة الفيض الرحمانی و الدليل علی ذلک
"انّک لتهدی الی صراط مستقيم" فالواسطة هی الوسيلةالذکر المذکور فی الرقّ المنشور هو التحقّق بالذکر لانّ
المرء امّا يتفوّه بالذکر أو يتخطّر بالذکر أو يتحقّق بالذکر
فالتحقّق هو الذکر الحکيم و قال اللّه تعالی شغفها حبّاً
هذا هو التحقّق بالذکر لانّ الذکر يسری کالروح فیالعروق و الشريان و ما أحلی سريان هذا الذکر فی القلوب
و الاحشاء و هذا الذکر لا يتحقّق الّا بالهام الهی و فيض
ربّانی و انعطاف من المظهر الکلّی و اقتباس من النيّر
المتلالئ فالذکر المذکور فی الکلم المکنون کن عفيفاً
فی الطرف و أميناً فی اليد و ذاکراً فی القلب أيضاً التحقّق
بالذکر الحکيم و انّ هذا لهو الصراط المستقيم و امّا
ما سئلت من اللؤلؤ المصون فی الکلم المکنون مخاطباًالی همج رعاع "ايّاک ان تحرم نفسک ملکا لا يزال بسبب
الانزال" أی لا تحرم نفسک عن المواهب الالهيّه و المنح
الرحمانيّة و العطاء الموفور و الجزاء المشکور بسبب اتّباع
الشهوات النفسانيّة و اللذائذ الجسمانيّة و الاحلام الشيطانيّة
ص ٣٩٩فالانزال کناية عن اتّباع الشهوات و ارتکاب الخطيئات
من أی نوع کان و للّه الآيات البيّنات نسئل اللّه ان يجعل
النفوس تنشرح باکتساب الفضائل و تضيق ذرعا بالبوادرالرذائل و تنجذب الی اللّه و تشتعل بنار محبّة اللّه و لا تستبدل
الهدی بالضلالة و العمی و لا تستعوض بالفريدة النوراء
و اليتيمة العصماء خزف الجهل و السفاهة و الشقی و امّا
ما سئلت عن جنّة الاسماء انّها لهی الهيکل المرقوم بالخطّ
الأبهی أثر القلم الأعلی النقطة الاولی روحی له الفداء علی
ورقة زرقاء و فی الهيکل اشتقاق شتّی من کلمة البهاء و هذا
الهيکل الکريم قد سرقه يحيی الاثيم و معه الواح شتّی
باثر النقطة الاولی روحی له الفداء ظنّاً منه انّ ذلک يجديه
نفعاً کلّا انّ هذا العمل حسرة له فی الآخرة و الاولی
و لکن سواد ذلک الهيکل موجود عند الاحبّاء حتّیمن الواح ربّک الی الهند امانة ولکن مرکز النقض القی
فی قلب الامين ان يستولی عليها و لا يؤدّی الامانات الی
أهلها هذا شأنهم فی الحياة الدنيا و بئس التابع و المتبوع
ص ٤٠٠و يا حسرة علی الّذين اتّبعوا من الّذين اتُّبعوا فی هذه الخيانة
العظمی فسوف يظهر اللّه بقوّة من عنده انّ الخائنين لفی
خسران مبين و عليک التحيّة و الثناء ععدر زير هزار لحاف گاهی مذمّت انوار مينمودند و مدائح
تاريکی در گوشه و کنار می راندند غروب آفتابرا از افق
امکان غنيمت شمردهاند و سری ميجنبانند و جولانیخواهند و ميدانی گرفتهاند و بعضی بیخردان را بهمسات
مؤتفکه و نفثات کذبه اقناع خواهند که نيّر اعظم مضرّ
عالم بود و شمس قدم بی فائده و مظلم چه که يوم طلوعش
رومی از زنگی ممتاز و زشت از زيبا معلوم و واضحو پديدار جمعيرا رسوا نمود و حزبيرا آواره تاريکی سوراخ
کرد سارقان بيچاره را در مشقّت فضاحت انداختو عالم و جاهل هر دو پرتو نثار بود و بر گلشن و گلخن تجلّی
ميکرد. پس بايد از او بيزار شد و از ذکرش و حبّشو نواز. باری باين سخنهای بيهوده مذمّت آفتاب جهانتاب
کنند و مدح ظلمت شديده محيطه بر جهات ديگرندانند که حيات و هستی ظلمتيان نيز از فيض نيّر اعظم است
اگر حرارت و تابش و عنايت پرورش شمس حقيقتاستماع فرمائيد و البهاء عليک. عطّر مشام الورقة الموقنة
ضلعک و امّ ضلعک و سليلک و کريمتک بالنفحات الّتینفسی بر نيارم مگر آنکه بياد تو افتم و سرور و شادمانی
جويم و از حقّ استدعا کنم که ابواب سرور و حبورباری مقصد اينست که دائماً بياد تو بودم و دمی نياسودم
و آنچه تضرّع و زاری بايد ببارگاه قدس نمودم و منتظر
نتائج آن مناجات هستم انّ ربّی کريم وهّاب در خصوصفساد غافلان مرقوم نمودهايد الحمد للّه رجع کيدهم فی
نحرهم و جعل طائرهم فی عنقهم و سيخرج اللّه لهم کتاباً
يلقونه منشوراً و يجعل لؤلؤ الفضل علی رؤوس عباده منثوراً
ص ٤٠٤و لا يزيد مواهب ربّک أهل الغرور الّا کبراً و نفوراً
حال بايد احبّای الهی در تأسيس بنيان عزّت ابدیطريق انصاف نپويد و ظلم و اعتساف نمايد نبايد اعتنا نمود
بل بمقابل جفا وفا کرد و بتلافی نيش شهد و نوش دادبايد باسباب بصيرت و دانائی تشبّث نمود و تعليم اخلاق
کرد و روشنی بآفاق داد تا در دبستان انسانی تخلّقباخلاق روحانی نمايند و يقين کنند که هيچ جحيم و سعيری
ص ٤٠٥بدتر از خلق و خوی سقيم نه و هيچ جهنّم و عذابی کثيفتر
از صفات موجب عتاب نيست تا تربيت بدرجه ئی رسداز ياران الهی رخش باخلاق رحمانی چون مه تابان بدرخشد
و نسبتشان بآستان الهی حقيقی گردد نه مجاز اساس بنيان
شود نه طراز ايوان. لهذا بايد مکتب اطفال بنهايتانتظام باشد تعليم و تعلّم محکم گردد و تهذيب و تعديل
اخلاق منتظم شود تا در صغر سن در حقيقت اطفالتأسيس الهی شود و بنيان رحمانی بنياد گردد. اين مسئله
تعليم و تهذيب و تعديل و تشويق و تحريص را بسيار مهم
شمريد که از اسّ اساس الهی است که بلکه انشاءاللّهاز دبستانهای الهی اطفال نورانی باشرف کمالات انسانی
مبعوث گردند و سبب نورانيّت ايران بلکه عمومتا خلقی از اخلاق نفسی را تبديل کنند نميشود اگر اليوم
اندکی متنبّه گردد بعد از ايّامی معدود فراموش کنداز طفوليّت اين اساس متين را بنهند زيرا تا شاخ تازه
و تر است بکمال سهولت و آسانی مستقيم و راست گرددترقّی عالم بشريّت است در اين قضيّه بايد احبّای الهی
نهايت اهمّيّت و غيرترا مبذول دارند ديگر آنکه جميع ياران
الهی را تکبير ابدع ابهی در کمال اشتياق از قبل عبدالبهاء
برسان تعليمات مکتب اطفال مفصّل است و حال فرصتاللّه و ثبوت بر شريعة اللّه و اطاعت و انقياد تام بحکومت
عادله و صداقت و امانت بسرير سلطنت حاضره و خيرخواهی
عموم اهل عالم و مهربانی با کلّ امم و تعلّم فنونطوائف ماديّه امم طبيعيّه و از حکايات و روايات عشقيّه
و تأليفات غراميّه. خلاصه جميع دروس محصوردر اکتساب کمالات انسانيّه اين تعاليم تربيت مکتبهاست
که مختصر مرقوم ميگردد و عليکم التحيّة و الثناء عع
هو اللّهای معلّم ان شاء اللّه در جهان دل و جان خدمتی بآستان
يزدان نمائی و در دبستان ميثاق اديب خوش تقرير و بيان
گردی درس ثبوت آموزی و سبق رسوخ اطفاليتيم کند و زنان بيوه نمايد اين را شروط حقيّت دانند
و منتظر چنين موعودند و حال آنکه مظهر کمالاتمعنويّه و مطلع انوار رحمانيّه بايد محيی ارواح باشد
و منعش اجسام جان بخشد نه جان گيرد سبب حياتمنوّر کند غرب معطّر نمايد بيچارگان را ملجأ و پناه گردد
و نادانان را آگاه کند ظالمان را عادل نمايد و غافلان
عاقل کند درندگان را خلق و خوی رحمانی بخشدباشد لطف او را سزاوار نه قهر شهد او را لائق نه زهر
ص ٤٠٩در عالم انسانی شما بايد بر قدم حقّ حرکت نمائيد بجميع
من علی الأرض مهربانی کنيد و بکافّه ملل آشنائی نمائيد
عالم بشر را شهد و شکر گرديد و نوع انسانی را محبّتو محيی جانها شويد تا مظهر رحمت کبری گرديد و عليک البهاء الأبهی عع
هو اللّهشما معلوم گرديد اتّحاد و اتّفاق سبب حياتست و اختلاف
سبب ممات کافّه کائنات که ملاحظه ميفرمائيد از ائتلاف
جواهر فرديّه بوجود آمدند و چون اختلاف حاصلامّا من ميخواهم که تو همّت را بلند نمائی و مقصد را
ارجمند کنی ائتلاف و اتّحاد نوع بشر خواهی و اتّفاقکلّ باشی و اتّحاد و اتّفاق از برای کلّ جوئی ستاره قطب
شمالی جهت شمال را نور بخشد و ستاره قطب جنوبیخداوند عالميان يک زمين خلق فرموده و کلّ را بيکديگر
ارتباط داده و يکخانه بنا فرموده و کلّ را در آن منزل داده
ولی نفوس بشر ملل عالم مانند کلاب اين ميدانرا تقسيم
وهمی نمودهاند و هر يکی ديگريرا تجاوز از آن تقسيمميدان واحد است نه تقسيمی و نه توزيعی اميدوارم که تو
ص ٤١١از کسانی باشی که بعالم انسانی خدمت کنی و در فکر آبادی
کره ارض باشی تا شرق دست در آغوش غرب نمايدو جنوب و شمال بمعانقه و مصافحه پردازد و بکلّی نزاع
و جدال از ميان بر خيزد و عليک التحيّة و الثناء ع ع
هو اللّهربّ يا قيّوم الأرض و السموات و مسخّر الممکنات و المحيط
بکلّ الموجودات تری عبادک المخلصين و ارقّائک الموحّدين
کيف اجتمعوا علی کلمة وحدانيّتک و ثبتوا علی أمرکو رسخوا فی طاعتک و تعاونوا علی اعلاء کلمتک و تعاضدوا
فی اشتهار دينک و تظاهروا فی اشراق أنوارک و الأسفار
عن وجوه اسرارک و ظهور اشعّتک الساطعه و مصابيحسحاب تنزيهک و ايّد ارکانهم بقوّتک القاهرة علی کلّ شیء
و شدّد بنيانهم بقدرتک الباهرة فی کلّ شیء و اشدد ازرهم
و قوّ ظهرهم و يسّر لهم أمرهم و اجعلهم معالم ذکرک و منابع
ثنائک و مشاعل حبّک و مطالع بِرّک و مهابط الهامکالسلطان المقتدر القدير پاک يزدانا اين جمع را شمع عالم
کن و اين انجمن را گلزار و گلشن محفلش را روضهو از نسيم عنبرينش دلهای محرمان حريم مقصود را مفرّح
نفوس را در ظلّ جناح رحمتت حفظ فرما و قلوب راکلّ طيور بی پر و باليم لکن در حدائق امرت لانه و آشيانه
داريم و بدرگاه احديّتت پناه آريم و از تو عون و مدد
ميطلبيم و ياری و ياوری جوئيم چون بخود نگريمخويش را از ذرّه کمتر و از پشّه کهتر و پستتر يابيم و چون
دريای بخشايش و عطای تو را بينيم ذرّات را آفتاب انور
بلکه روشنتر مشاهده کنيم ای بخشنده مهربان خطایاين بی نوايان را بذيل عطا بپوش و جفای اين مدهوشان را
تبديل فرما بجوهر وفا و عقل و هوش نفوس را همّتیبرين گردد و گلخن فانی گلشن باقی شود توئی مقتدر و توانا و شنونده و بينا عع
هو اللّهبجميع اسماء و صفات و کمالات و شئون بر ما کان و ما يکون
تجلّی فرمود و مطلع امکان را بانوار نيّر لا مکان منجلی نمود
جوش و خروش در ذرّات کائنات افتاد نيسان رحمتاعظم تجلّی جمال قدم در اين بزم اتمّ در هيکل ميثاق جلوه
فرمود و بر آفاق اشراق نمود مطرب الهی اوتار مثالثو مثانی بدست گرفت و بآهنگ پارسی آغاز نغمه و ساز نمود
و بشهناز اين ترانه آغاز کرد اين عهد الست است اين پيمانه
بدست است اين بازار شکست است اين از يوسفکوی تو بيچارهايم و آواره افتادهايم پر آه و ناله ذرّاتيم
ولی در هوای تو اوج يافتيم قطراتيم ولی در موج يمتو شتافتيم اين خفتگان را بيدار فرما و اين آوارگان را
هشيار اين سيّارههای باختر را اختران خاور کن و اين
گياههای بی ثمر را درختان بارور اگر چه ما موران ذليليم
امّا تو سليمان پر حشمت سلطنت جليل اگر چه ما خوارو استحقاق نظر مفرما و در تعينّات و قابليّات ملاحظه
مکن در فضل و جود خويش بر بيگانه و خويش نظر نمامزاجها کافور آن هر آلوده را پاک نمايد و اين هر افسرده
و پژمرده را چابک و افروخته و چالاک ای پروردگاراين حروف مفرده را کلمات تامّات کن و اين کلمات مجمله را
آيات باهرات تا حجج بالغه گردند و رحمت سابقهو ديگری شمالی همچنانکه اين بيچارگان را در ملک ادنی
در اشرف نقطه از ثری بعد از بقاع عليا جمع فرمودی اميدواريم
که بفضل و جودت و عنايت و موهبتت در اشرفمنتهی بياراميم و بنعمت فوز بلقاء فائز ربّ حقّق ذلک بفضلک و جودک عع
هو اللّهای دوستان الهی چون نيّر پيمان از مطلع اراده رحمن ساطع
و لامع گرديد اهل بصيرت حدّت نظر يافتند و مشاهدهو حيران جمال پيمان گشتند و در گلشن الطاف يزدان بمشاهده
ص ٤١٧چشمان چون خفّاشان از شعاع ساطع پيمان افسرده و مانده
و مخمود گشتند يکی گفت اين پيمان شعاع است نه آفتابهمدم ناله و فغان شوند و الحمد للّه ربّ العالمين عع
هو اللّهای دوستان الهی و ياران معنوی خداوند عالميان در قرآن
حکيم ميفرمايد "و لکم فی رسول اللّه أسوة حسنة" يعنی
ص ٤١٨مأمور باتّباع در جميع امور و شئون بودند و چون افرادی
اين منهج قويم را صراط مستقيم دانسته سلوک نمودندمعدوم يافتند ايّامشان بسر آمد و خوشيشان بپايان رسيد
صبح روشنشان تاريک شد و جام صافيشان درد آلودغارب امّا آن نفوس مقدّسی که تأسی نمودند در افق اعلی
چون نجوم هدی بدرخشيدند و در مطلع امال بانوار بيمثال
ساطع گشتند بر سرير سلطنت جاودانی نشستند و بر تختجهانسوز حال قياس نمائيد نفوسی که تأسی بآن نور مبين
نمودند بچنين مواهب و مراتب فائز شدند حال ما اگرسبيلهما الفداء نمائيم چه خواهد شد حضرت اعلی از بدايت
طلوع جمالش تا يوم شهادت کبری شب و روز را در اشدّزندان جفا و بئر ظلماء ايّام مبارکشان بسرآمد و صعود
بملکوتش فرمود حال ای دوستان با وفا و ياران آنطلعتنوراء آيا سزاوار است که ديگر دقيقه ما آسوده نشينيم
و صبر پيشه گيريم و آسايش و راحت جوئيم تا در آزمايش
و کسالت افتيم و بخيالات خويش پردازيم و ببيگانهو خويش دل بنديم لا و اللّه بايد شب و روز آنی نياسائيم
و دل پاک را بآلايش اين عالم نيالائيم بزم فداء بيارائيم
و جشن عشق بر پا نمائيم و با چنگ و دف و نی بآهنگبقربانگاه فدا بشتابيم و جان و تن و سر و بدن انفاق نمائيم
ای ياران وفائی و ای دوستان ثبوت و استقامتی ایو در نشر نفحات اللّه کوشيم و باعلاء کلمة اللّه پردازيم
از نسيم گلشن عنايت دائما مهتزّ گرديم و از شميم گلزار
احديّت ملتذّ شويم در قلب ابرار شوق و شور افکنيمو در دل احرار وله و سرور اندازيم حمد خدا را که جنود
ملکوت ابهی در هجوم است و نجوم افق اعلی در سطوعسرو اندر چمن درس معانی ميدهد تو محرم اسرار شو تو محرم اسرار شو عع
هو اللّهو الطاف جمال قدم دل را شاد و خرم نما و آزاد از هر غم و الم
گرد در بحر سرور بی پايان غوطه خور و در فضایببند و بافق الهی نظر فرما دبستانی در اين بوستان بگشا
و اديب عشق شو و درس حقائق و معانی ده زبانرابستايش و نيايش آفتاب جهان آفرينش بگشا و اجسام ميّته
و اجساد مرده را حيات جاودانی بخش دستی از آستينبر آر و يد بيضائی بنما عصای يقينی بينداز و ماران شبهاترا
محو و نابود کن بحر اوهام را خرق کن و با سپاه عرفان
٤٢٣و پشت و متّکا جبل نصر و تأييد ربّ بیهمتا و البهاء عليک
و علی کلّ ثابت علی ميثاق اللّه ععمبين اميدواريم که احبّای دلبر حقيقی در زمره عاشقان
حقيقی محشور گردند و در بين اهل ملک و ملکوتالهی نبايد مثل امم اخری در لسان شهد باشند و در عمل
حنظل که بزبان جوهر تسبيح و تقديس بودند و بافعالو اين چه ناله نيران افروز بود که دلهای ياران بسوخت
از استماعش اهل ملأ اعلی بنوحه و ندبه برخاستندو از تأثيراتش اهل سرادق قدس بناله و مويه و گريه دمساز
گشتند و با چشمی اشکبار و آهی آتشبار فرياد و فغان آغاز
نمودند چه که آن دو مظلوم در دست ستمکار جهولو ظلوم افتادند و چنان اذيّت و جفائی نمود که از بدو امر
ص ٤٢٥تا بحال هيچ ظالم درنده ئی و مار گزندهئی و گرگ تيز چنگی
و خونخوار بینام و ننگی چنين درندگی و خونخوارگیالطاف ربّ ودود را دريدند و آن حنجر مبارکرا بخنجر ظلم
و اعتساف بريدند ولی چنين ستمی روا نداشتند که طفلدوازده ساله را با آن صباحت و ملاحت و بلاغت و فصاحت
و روی روشن و نطقی چون عندليب گلشن چنان مفقودو نابود نمايند که اثری باقی نماند. باری مظلوميّت آن پدر
بزرگوار و معذوريّت اين پسر معصوم جان نثار بدرجه ئی
واقع که در صحائف قرون و اعصار مثل و شبهش مذکور نهو پربها. قسم بجمال مقصود و حضرت مليک محمود که جواهر
وجود در غيب امکان بحيرت نگرانند و بمنتهای غبطهافق تفريد چنين مرثيه ئی انشاء و انشاد نموديد فی الحقيقه
از ابدع مراثيست و افصح اشعار بليغ و بديع و سهلو ممتنع و در محلّ و موقع واقع طوبی لکم و خراج ربّکم خير
لکم من کلّ أجر و جائزه اين منظومه در ملکوت ابهی معلوم گردد عع
هو اللّهای ياران حقيقی عبدالبهاء هر چند شما در آن سامان و عبد
البهاء در اين زندان ولی فی الحقيقه همنشين يک محفليم
و همدم در يک منزل در نهايت الفتيم و مؤانس و مصاحبدر انجمن صد هزار کوه و صحرا و درّه و دريا مانع اين
مصاحبت نگردد و حائل اين الفت نشود زيرا قوّتاسم اعظم نفوس متفرّقه پريشانرا در انجمن رحمانی جمع
فرموده و هر يک را مانند شمع بر افروخته تا بمثابه پروانه
جان سوخته خود را در شعله آتش افکنند و از هربقربانگاه عشق دوند و جان فدای جانان نمايند و برهانی
در اين مورد اعظم از جانبازی شهيدان يزد نه که نردمحبّت باختند و بجهان الهی تاختند و ببزم لقا شتافتند.
ملاحظه نمائيد که آن وجوه لامعه و کواکب ساطعهو کينونتی لهم الفداء و حقيقتی لهم الفداء از اوّل ابداع
تا يومنا هذا چنين بزم فدائی آراسته نگشت که متجاوزو تسليم و محبّت بدرندگان خونريز مهربانی نموده جانفشانی
نمايند و بقربانی کامرانی جويند اين چه ولوله و شور است
و اين چه حشر و نشور ما بايد کلّ تأسی بآن نفوس مبارکه
نمائيم ولی بکمال حکمت حرکت کنيم و اينو از اين عالم ظلمانی بجهان نورانی شتافتند امّا بازماندگان
تالان و تاراج ديدند و بی سر و سامان گشتند و در دست
ص ٤٢٨ای ياران روحانی من زحمات و مشقّتتان در خدمت امر اللّه
و تحمّل مصيبت و بلاء و معاونت ضعفا معلوم و واضحدر ملکوت رحمانی مشاهده خواهيد نمود و عليکم التحيّة و الثناء عع
هو اللّهآگاه زد و دلهای پاکانرا پر خون نمود و از ديدهها رود
ص ٤٢٩جيحون روان کرد فرياد و فغان از حقائق اشياء بلند شد
و ناله و حنين از ملأ مقرّبين مرتفع گرديد روز روشنتار و تاريک شد و اين ماتم اعظم زلزله و ولوله در امم تاجيک
و امريک انداخت چشمها گريانست و قلبها سوزانظلم شديد بود و اين چه جور بینظير ولی حسرت از برای
اين فانيانست که آن بنده يزدان و بر گزيده رحمن در مشهد
فدا باوج ملکوت ابهی پريد و ما در اين حيّز ادنی محروم
مانديم و مهجور گشتيم آنان دريای موهبت کبری رااينجهان فانی دمی نياسايند و راحت و آرام نجويند بلکه
بنهايت آرزو بقربانگاه عشق دوند و جان و سر فدایاينمقام و شرف اين رتبه از انظار مستور تا هر نا اهلی
بملکوت عزّت پی نبرد و هر مخمور خمر غرور از کأسآن مير وفا مانند پدر بزرگوار رفتار نمائيد صبر و تحمّل کنيد
و تبتّل و توکّل نمائيد و بازماندگانرا تسلّی بخشيد و حسرت
زدگانرا بفضل بیمنتهی نويد دهيد تا کلّ با چشمیخداوند بيمانند شکر تو را که آن سراج را در زجاج ملأ
اعلی بر افروختی و آن طير وفا را بآشيانه ملکوت ابهی راه
نمودی آن نهر کريمرا ببحر عظيم رساندی و آن شعاعو لقا فائز فرمودی توئی يزدان مهربان و توئی منتهی مقصد
مشتاقان و توئی آرزوی جان شهيدان ععالفنآء حبّاً لجمالک فانقطعوا عن هذه الدنيا و تعلّقوا
بملکوتک الأبهی و انفوا هذه الدار الفانية الظلمآء و الفوا
نفحات قدسک متصاعدين الی ملأک الأعلی منهم عبدکاليه من کلّ الجهات و انوار موهبتک ساطعة عليه من کلّ
الانحاء و استجار بجوارک و عاش فی ظلّک و اطمئنّت نفسه
بذکرک و انشرح صدره بالطافک و ثبت علی عهدکو ميثاقک و خدم عتبتک المقدّسة السامية البناء و حضرتک
المنزّهة عن عرفان أهل الحجی ساعياً فی سبيلک باذلاً
روحه فی محبّتک الی ان نفر من دار الغرور و ضاق صدره
من شئون هذا الکون المهجور و اشتاق لقائک فی البيتالمعمور و تاق الی جوار رحمتک يا ربّی الغفور فتأجّجت
بين ضلوعه و الاحشاء نيران الاشواق و سرع الی مشهدربّ اکرم مثواه و عمّر مأواه و انزله فی نزلک الکريم
فی ملکوتک العظيم و اجره فی جوار رحمتک الکبریبنار اشواقک و تنوّر من نور اشراقک و رتّل آيات توحيدک
و تبتّل الی ملکوت تجريدک و تذکّر بذکرک و تفکّرعامله يا الهی بما هو أهله و اجعله من المکرمين فی عتبتک
المقدّسة عن عرفان العالمين انّک أنت الکريم الرحيماللّهمّ يا هادی الأمم الی ظلّ اسمک الاعظم و رافع راية
نور القدم فی قطب العالم و ناصب خباء الوحدة الانسانيّة
فی قطب الامکان و تدعوا الکلّ ان يستظلّوا تحت هذاالخيام و يأتلفوا و يتجاذبوا و يتحاببوا و يتآنسوا بکلّ صدق
ص ٤٣٤و أيّد الخلق علی السلوک فی هذا السبيل الهی الهی قد
ماج بحر الاختلاف و هاج ريح العناد فی تلک البلادالأرض و ارتفع الغبار المثار الی کافّة الديار ربّ ارحم
الاطفال الرُضّع و الشيوخ الخضّع حتّی البهائم الرتَّع و انقذ
البلاد من الاختلاف و اجعل الاقليم مطمئنّاً أميناًو الحکومة حصناً حصيناً حتّی تعلو معالم الحبّ و الوفاء
و يظهر مآثر الانس و الولاء و يتبدّل الاختلاف بالائتلاف
بين الاحزاب و يستأصل هذا الانقلاب. الهی الهی انّنزلت من السماء الرفيع و يعالج کلّ عليل بدرياق محبّتک
يا ربّی الجليل ربّ کن له ظهيراً بين عبادک و مجيراً من خذلة
بريّتک و أدم عليه فيوضاتک الرحمانيّة و قدّر له کلّ خير
فی ملکوت عزّتک الربّانيّة و اسقه کأساً طافحة من صهباء
محبّتک حتّی يترنّم بابدع الألحان و يحدث بموهبتک و ينشر
ص ٤٣٥أنت الرحمن الرحيم. ای جناب مهدی فی الحقيقه استحقاق
آن داری که کتاب مبين در جواب بشما مرقوم گرددولی چه توان نمود که دمی نياسايم و فرصتی ندارم و مخابره
بشرق و غرب متواصل لهذا مجبور بر اختصارم البتّهنظر باستعداد خود منما بايد نظر بالطاف جمال ابهی نمائی
زيرا فيوضات بی پايانست و فضل و موهبتش بيحصرو کران صعوه جفا را بلبل وفا کند و مور ضعيف را سرير
سلطنت سليمانی بخشد خاک سياه را گلشن و گلستان نمايد
و بنده پر گناه را در جوار رحمت پناه بخشد. پس جميعتوجّه را بايد بالطاف او نمائيم آنچه ميطلبيم از او طلبيم
و آنچه آرزو داريم از او جوئيم تا شمعی بر افروزيم و مانند
پروانه بال و پر بسوزيم. امروز روز عبوديّت در گاه است
و وقت اعلاء کلمة اللّه و يوم نشر نفحات اللّه ايّام را غنيمت
دانيم و فرصت از دست ندهيم و بهوی و هوس خويشآسمانيست که بر انبيای الهی نازل و از فم مطهّر حقّ صادر
کتاب تکوين اين لوح محفوظ امکانست و رقّعظيمه موجود و صور کلّيّه مشهود و کلمات تامّه مثبوت
و حروفات عاليه منظور و اسرار ما کان و ما يکون در آن
موجود. چون تدوين بخوانی باسرار الهيّه واقف گردی" نون ابرو صاد چشم و جيم گوش ور نوشتی فتنه صد عقل و هوش"
و همچنين الف را بقامت تشبيه نمودهاند و سين را باسنان و فم را
بميم و لام را بعذار و امثال ذلک. جوهر مقصود اينستنمودند و فرح و سروری يافتند اين در آنزمان بود. حال
الحمد للّه بفضل نامتناهی الهی و عنايت جمال قدم ابواب اسرار
ص ٤٣٨بر روی يار و اغيار مفتوح گشته عالم کون در جنبش است
و اسرار ماکان و مايکون روز بروز ظاهر "وأخرجتتا حقيقت "و أنت الکتاب المبين الّذی باحرفه يظهر المضمر"
ظاهر و آشکار گردد. بامة اللّه الموقنه حرم محترمه تکبير
ابدع ابهی ابلاغ دار از فضل جمال قدم روحی لأحبّائهپاک يزدانا خاک ايرانرا از آغاز مشکبيز فرمودی و شور
انگيز و دانشخيز و گوهر ريز از خاورش هموارهبهار تازه رسيد و باد جان پرور وزيد و ابر بهمن باريد پرتو آن
مهر مهرپرور تابيد کشور بجنبيد و خاکدان گلستانشادمانيست پيغام آسمانی است بنگاه جاودانيست بيدار شو
بيدار شو. ای پروردگار بزرگوار حال انجمنی فراهم شده
و گروهی همداستان گشته که بجان بکوشند تا از آن باران
بخششت بهره بياران دهند و کودکان خود را به نيروینمايند آئين آسمانی بياموزند و بخشش يزدانی آشکار کنند
پس ای پروردگار مهربان تو پشت و پناه باش و نيروی بازو
بخش تا بآرزوی خويش رسند و از کم و بيش در گذرندپاک يزدانرا که از کشور ايران چنين آفتابی آشکار نمود
و از خاک پاک پارسيان چنين دار پر باری نمودار فرمود
دست نياز بدرگاه خداوند بی انباز دراز کنيد که ایپروردگار آمرزگار نيکو کار ستايش و نيايش تو را سزاوار
ص ٤٤١پروردگار آنچه در نامه های آسمانی نويد فرمودی آشکار کن
و آنچه بزبان پيغمبران گفتی نمودار فرما نيروی يزدانيت
بنما و بخشش آسمانيت آشکار کن اين کشور را بهشتاين پارسيانرا آسمانيان کن و اين بی نام و بی نشانها را چون
اختران پرتو افشان توئی توانا توئی بينا توئی شنوا توئی پشتيبان عع
هو اللّهبراستی ميگويم که موجی از بحر محبّت اللّه بود و درجی
از گوهر معرفة اللّة لآلی معانی بود و دراری درّیظلمات همومرا روشنی پر سطوع بود و غبار اکدار را امطار
ص ٤٤٢زاغان جفا در گلخن خزان لانه و آشيانه نمايند با چشم
کور فرياد اين النور بلند کنند و با گوش کر نعره منکر
اين نغمات الطيور زنند در طبقه پسين زمينند و مشاهده مه
تابان خواهند و در حفره شبهات سرنگونند استماع آياتثابت دار و چون شير دژم روبهان پر ستمرا حمله نما و چون
عقاب اوج پيمان اين زاغان پر عدوانرا از ميدان بگريزان و البهاء عليک عع
هو اللّهمرغ خاکی است و لانه خفّاش ظلمانی نه طير الهی ملاحظه
ص ٤٤٤در هيچ عهدی در اين گلخن فانی آرميدند و يا از شاخسار
آمال گلی چيدند و يا دمی راحت و آسايش ديدند و يا آنکه
مسرّت جان يافتند و فسحت وجدان جستند هر صبحيراسر و سامانی يافتند گاهی غل و زنجير يوسفی اختيار نمودند
و گاهی تلخی شمشير چون سيّدحصور به کمال سرورچشيدند دمی آتش جانسوز نمرود را گلستان يافتند و گهی
صليب و دار يهود را اوج آرزوی دل و جان ملاحظهنمودند وقتی نيش ستمکارانرا نوش يافتند و زمانی تير و تيغ
يزيدانرا مرهم زخم دل ناتوان باری اگر جهان بی بقاو جهانيان بی وفا را قدر و بهائی بود اوّل اين نفوس مقدّسه
تمنّای آسايش و زندگانی مینمودند و آرزوی خوشیبينند و نقمترا نعمت دانند ملح اجاج صدماترا عذب فرات
خوانند و تنگی زندان را فسحت ايوان يابند حرارتمحبّت اللّه با خمودت و جمودت جمع نشود و انجذابات جمال
اللّه با متانت و سکون مجتمع نگردد و آتش و ثلج دستدرگاه فغان و آهی و ای عاشقان سوز و گدازی و ای عارفان
راز و نيازی در الواح الهی ذکر حکمت گشته و بياناين بوده که شمع در جمع بر افروزد نه در صحرای بینفع. ماء
فيض الهی بر ارض طيّبه نازل گردد نه ارض جرزهو الّا خاموشی شمعرا حکمت نتوان گفت و پريشانی جمعرا
علامت وحدت نتوان شمرد افسردگی حيات و زندگینگردد أيّدکم اللّه يا احبّاء اللّه علی الاشتعال بنار محبّة اللّه عع
ص ٤٤٦چهار روز در سخن پيشينيان و نياکان بسيار اختر چهارم
آسمان چون در روز چهارم چارم جايگاه روی بنمايد هر که
يزدانی يزدانی گردد و هر که اهريمنی اهريمنی شود زيرا
هر جانی چون از تن جدا گردد در روز آغاز بجايگاهاز جايگاه دويم از گوهر جهان روينده در گذرد روز سيم
از جايگاه سيم جهان جانوران در گذرد در بامداد روزيزدان بتابد هر که در گذرد بجهان خداوند مهربان پيوسته
گردد و الّا در تيرگی جايگاه جانوران ماند چهار روزيک يک پيغام دوستی و پيام آشنائی برسان جانت شاد باد عع
هو اللّهانور به برج حمل بخرامد و ابر نيسانی گوهر فشاند و لواقح
اردیبهشت بوزد و نسائم جانبخش آزاری بگذرد. درختو لالهها چمن بيارايد و مرغزار و گلزار رشک باغ جنان
شود و سرو در بوستان ببالد و بلبل بنالد و عندليب ناله
و فغان نمايد و غنچه نکته در دهان گيرد و جميع اينجلوه فرمود بايد از اشجار حقائق احبّاء اللّه در حدائق
امر اللّه اثمار لطيفه طيّبه و فواکه بديعه رطبه روحانيّه
ظاهر و هويدا گردد و الّا از آن بهار الهی نصيب نداشته
و بهره نبرده و از فضل نيسان فيوضات حضرت يزداننهالهای بيهمال در اين مرغزار و فيض بهار الهی و بخشايش
غير متناهی ربّانی و اشراق و تربيت شمس حقيقت و هبوب
لواقح عنايت و موهبت جمال احديّت ظهور اثمار و بروزو زيور گلها و رياحين و ازهار باهرتر و دشت و صحرا سبز
و خرمتر است و موسم استفاضه از فيض الهی استگردند و بپايان در زير آن سامان يابند (١) و درفششان
سرنگون گردد و ديهيم و افسرشان واژگون شود----------------------------------------------------------
(١) در اين نسخه چنين است بايد باصل مراجعه شودجهان ارجمند رخت بپرتو مهر آسمان ايمان يزدان روشن باد عع
هو اللّهکه اگر ربّات حجال بابدع جمال بر ايشان بگذرند ابداً
نظرشان بآن سمت نيفتد. مقصد اينست که تنزيه و تقديسو طهارت و کمالات عفّتيّهء ايشان شهادت دهند زيرا ذرّه ئی
از عفّت اعظم از صد هزار سال عبادت در دريایو بلغا در اين توده غبراء آمدند و رفتند و انفاسرا در هوا
و هوس صرف نمودند و اوقات را بیثمر گذراندند. يکیماغ و ميغ و بحر و برّ يکی از طراوت رخ بتان زبان گشود
و ديگری از حلاوت عارض مهوشان برخی از سهمالحمد للّه تو ستايش جمال قدم و اسم اعظم نمودی و بشکر
عنايت حيّ قديم لب گشودی و داد سخن دادی و حقّآسمانی چنان درخشيد که در دلهای ياران سپيده اميد دميد
و مژده رسيد که ای ياران ديرين بجوشيد و بخروشيدبر افراخت و پرچم فارسيانرا بلند نمود و اختر ايرانيانرا
روشن کرد خزان گذشت و دی بسر آمد باد بهار وزيدو گلشن مشکبار دميد تا اسيران سرور گردند و بينوايان
رهبر هر بی سر و سامان سر و سامان جويد و لانهای يزدان پاک اين بنده ديرينرا اندوهگين مخواه شادمانی
آسمانی بخش و فرّ يزدانی بده ستاره روشن نما و گلمهربان و توئی بخشنده و توانا ای يار ديرين پرسش چند
نموده بودی پرسش نخست اين بود که چرا آئين پيغمبرانمهتر اسرائيليانرا روشی بود و اختر عيسويانرا تابشی و سرور
تازيانرا فرمايشی و مهر سپهر جهان بالا را آئين و درخششی
گفتار و کردار و آئين و روش و فرمايش هر يک دگرگونبود اين چه رازيست نهان و پنهان زيرا بايد فرمايش يزدان
بر يک روش باشد تا بخشش آسمان رخ بگشايد انتهیو در هر نفسی تغيير و تبديل جويد زيرا تغيير و تبديل
ص ٤٥٤و انتقال از لوازم ذاتيّه امکان است و عدم تغيير و تبديل
از خصائص وجوب لهذا اگر عالم کونرا حال بر يکچون تغيّر و تبدّل مقررّ و ثابت روابط ضروريّه اشرا نيز
انتقال و تحوّل واجب مثل عالم امکان مثل هيکلاز طبيعتی بطبيعتی ديگر و از مزاجی بمزاج ديگر انتقال نمايد
و عوارض مختلف گردد و امراض متنوّع شود لهذاتبديل نمايد بديده بينا ملاحظه کنيد که انسان در رحم
مادر خونخوار است و در مهد و گهواره شير خوارو از هر گونه طعام تناول نمايد زمان طفوليّت را حکمی
و دم شيرخواريرا رزقی و سنّ بلوغرا اقتضائی و جوانی را
قوّت و قدرتی و ضعف و پيريرا فتور و رخاوتی. در هرو شميم معنبری حکمت کلّيّه اقتضای اين مينمايد که بتغيير
احوال تغيير احکام حاصل گردد و به تبديل امراضدوائی و در هر دردی درمانی نمايد و اين تغيير و تبديل
عين حکمت است زيرا مقصد اصلی صحّت و عافيت استو چون علاج را تغيير دهد نادان گويد اين دليل بر نادانی
حکيم است اگر داروی اوّل موافق بود چرا تغيير داددانا اذعان نمايد و بر وجدان بيفزايد و اين را بدان که
آئين يزدانی بر دو قسم است قسمی تعلّق بعالم آب و گل
دارد و قسم ديگر تعلّق بجهان جان و دل اساس آئينروحانی لم يتغيّر و لم يتبدّل است از آغاز ايجاد تا يوم ميعاد
و تا ابد الاباد بر يک منوال بوده و هست و آن فضائلو قسمی از آئين تعلّق بجسم دارد آن بمقتضای هر زمانی
ص ٤٥٦و هر موسمی و هر درجه از سنّ تبديل و تغيير يابد و در اين
کور عظيم و دور جديد تفرّعات احکام جسمانی اکثرو چون تبدّل و تغيّر از خصائص امکان و لزوم ذاتی اين
جهان است لهذا احکام جزئيّه جسمانی باقتضای وقتبزرگواران و رفتار نيکوکاران از لوازم آئين يزدان است
اين ابداً تغيير ننموده و نخواهد نمود امّا احکام جسمانی
البتّه باقتضای زمان در هر کوری و دوری تغيير نمايدشما ببصر انصاف ملاحظه نمائيد در اين عهد و عصر که جهان
جهانی تازه گشته و جسم امکان لطافت و ملاحتی بیاندازه
يافته آيا ممکن است که احکام و آئين پيشينيان بتمامه مجری
گردد لا و اللّه و از اين گذشته اگر در ظهور مظاهرالحقيقه هر پيغمبری بر اسرار جميع پيغمبران مطّلع ولو
بظاهر کتاب او را نديده و سخن او را نشنيده و آئينآئين پيشين است و چون بديده بينا نظر فرمائيد ملاحظه
ص ٤٥٨و حقيقت مجرّدة را چه زمانی و مکانی جسم و جسمانی نيست
تا از برای او مکانی تعيين کنيم لا مکان است نه امکان
جان است نه تن لطيفه الهيّه است نه کثيفه جسمانيّهکيهان مکانش مقدّس از امکنه و مقامش منزّه از مقامات
بلند است و مرتفع متعالی است و ممتنع کاخ عظمتش راچه که آلت است نه فاعل محکوم است نه حاکم مقهور است نه قاهر و البهاء عليک عع
هو اللّهعنصر مائی که اليوم تعبير بهيدروجن و کاربون مينمايند
منتشر و اين سبب حيات نباتات و از نباتات و اشجارعنصر ناری منتشر که تعبير به اوکسيجن مينمايند و اين
سبب حيات و بقاء حيوان و قس علی ذلک. تعاونتعاون بين نوع انسان است که بدون آن رفاهيّت و معيشت
و زندگانی بکلّی مستحيل زيرا هر نفسی بنفسه بدونآنانرا روابط معنويّه و صوريّه هر دو حاصل اين ارتباط
حقيقی است که تعاون و تعاضد و تناصر از لوازم ذاتيّه
آن است بدون آن مستحيل و محال. زيرا احبّای الهیو ثابت. حال ياران غربرا نهايت آمال و آرزو بنای مشرق
الاذکار است و چون در آن خطّه و ديار بناء گرانو قيمتدار مبلغ موفور بايد تا تأسيس بنيان خانه و قصور
گردد تا چه رسد به بنيان مشرق الاذکار که بايد در نهايت
علوّ و سموّ و انتظام باشد. پس ياران الهی بايد از هر کنار
باعانت برخيزند و بجان و دل در اين مورد انفاق نمايند
تا در جهان شايع و عيان گردد که بهائيان شرق و غرببنيان بلند گرديد. و همچنين حال الحمد للّه از جميع اقاليم
عالم بقدر امکان اعانت پياپی بمشرق الاذکار امريکارسال ميگردد شما بجميع ياران الهی ممنونيّت عبدالبهاء را
در اينخصوص ابلاغ داريد فی الحقيقه اين همّت يارانو از يوم آدم تا بحال چنين امری واقع نشده که از اقصی
بلاد آسيا اعانت بجهة اقصی بلاد آمريکا ارسال گرددآن نيّر اشراق که آفاق را ارتباط عطا فرموده العزّة لربّ
الجنود و العظمة لذلک الحنون الودود و القدرة و القوّة
للحيّ القيّوم الّذی جعل الآفاق تتّحد و تجتمع کالنجوم
فی افق السجود الهی الهی لک الفضل لک الجود لکو وفّقتهم علی خدمة أمرک و أيّدتهم علی عبوديّة عتبتک
العالية ربّ قد فدوا أموالهم و أنفسهم فی سبيلک و أنفقوا
فی محبّتک و لم يفتروا سعياً و لم يألوا جهداً فی نشر
آثارک و اعلاء کلمتک و اشاعة ذکرک بين عبادکعشق شتافتند و جان و سر و دل بباختند و جان بجانان فدا
نمودند و بوصلت حقيقت رسيدند و در جلوه گاه جمال مقر
گزيدند و بفوز عظيم و نعيم مقيم بهرهمند شدند و ارجمند
گشتند امّا کاذبان و مدّعيان محروم گشتند و مغبوندنی فتدلّی و کان قاب قوسين أو أدنی شويد و مطالع و لقد
رآه بالمنظر الاعلی گرديد قدر اين فضل عظيم را بدانيد
و شأن اين نور مبين را آگاه شويد و البهاء عليکم عع
هو اللّهايّها النيّر المنير و سيناء الانور اگر مشتاق ديداريد توجّه
بملکوت ابهی کنيد و اگر منظر کبريا جوئيد بافق اعلیبنگريد و اگر حيات عالم خواهيد باعمال و کردارش تأسّی
نمائيد و الروح و البهاء عليکما باری از فضل بیپايان
حضرت يزدان اميدواريم که در کلّ احيان در بلاد اللّه
سائر و بنفحات جذب و وله و مغناطيس شوق و انجذابگمگشتگان باديه نادانيرا بسر منزل بقا و شهرستان هدی
رسانيد و بوی خوش اذکار و اسرار مشک آن دو غزالاللّه بأن يؤيّدکما علی نصرة أمره بجنود من الملأ الأعلی
و قبيل من الملائکة المقرّبين ععو اللّه يار شد و ياوری کردگار از برای شما طلبيد که در موارد
بلا اصطبار نمائيد و در مخاطر ابتلاء در کمال صبر و قرار
باشيد زيرا آنچه در راه خدا وارد آيد عين عطاستنمائيد که در قتلگاه از اثر خون آن بزرگوار لاله و ريحان
ص ٤٦٧و هيچ نفسی نتواند رخنه نمايد و در امر مبارک که سبب
اعظم اتّحاد عالم و دافع اختلاف امم است رائحه خلافی
و نقابی افکند و اين بنيان عظيم را خراب کند و اين جنّت
ابهی را خارستان جفا نمايد حال نو هوسانی چند در فکر
نقض ميثاق افتادند و بیخردانی چند در صدد قلع و قمع
اين بنيان در سرّ بلکه اليوم جهاراً تيشه بر ريشه ايمان
و پيمان امرت زنند و سيف بر هيکل ميثاقت روا دارنددر هر دقيقه بظلمی برخيزند و جفائی وارد آرند و فرياد
مظلومی بلند کنند الواحت را که بنصّ صريحت مبينو بر بندگان مظلومت استهزاء نمايند تيری نماند که پرتاب
ننمودند سهم و سنائی نماند که روا نداشتند طعنی نماند
که نزدند زخمی نماند که وارد نياوردند ای پروردگارراسخت مبتلايند تو رهائی ده علم منيعت را بلند کن و ثعبان
ص ٤٦٩هی تلقف ما يأفکون و البهاء علی کلّ ثابت علی عهد اللّه المحکم المتين عع
هو اللّهای کنيزان خداوند بيمانند نظر عنايت با شما است و کمال
مرحمت شامل شما در آستان مقدّس جمال قدم روحیلأحبّائه الفداء کنيزان پر تميزيد و در عتبه مقدّسه حضرت
احديّت اماء خاضعه خاشعه شور انگيز ابر رحمتو گفتار و کردار روز بروز ترقّی نمايند و اطفال خويشرا
بآداب الهی در کمال همّت تربيت نمايند اليوم احبّای الهی را
فرض و واجب است که اطفال را بقرائت و کتابت و تعليمو دانش و ادراک تربيت نمايند تا آنکه روز بروز در جميع
ص ٤٧٠مراتب ترقّی کنند اوّل مربّی اطفال مادرانند زيرا طفل
در بدو نشو و نما چون شاخ تر و تازه باشد بهر قسم بخواهی
تربيت توانی اگر راست تربيت کنی راست گرددانسانيّت و ثوابی اعظم از ين تصوّر نتوان نمود و التحيّة
و الثناء عليکنّ يا اماء الرحمن ععاين غافلان مردهاند و جاهلان خفته و متزلزلان پژمرده
و منجمدان افسرده چه که خورشيد جلوه در ديده بينايان
ص ٤٧١نه کران و شهد بقا لذّت مذاق اهل ذوق گردد نه مردگان
حال الحمد للّه شما بصری روشن داريد و قلبی گلشن جامی
پر میداريد و ساقی گلچهره شاهد انجمن نظر عنايت جمال
قدم و اسم اعظم با شما است و لحظات عين رحمانيّت شامل
حال شما پس بشکرانه اين فضل و بخشش در نشربخشايش جمال ابهی از جميع جهات تابيده و صبح اميد بانوار
توحيد دميده بايد همّتی نمود و در آستان الهی خدمتی بنمود
در اين فضای رحمانی پروازی کرد و در اين بزم يزدانینسيان و اغبرار ايراث کند پس شب و روز آنی آرامی مجو
بلکه در جنّت ابهی کاميابی خواه دقيقه راحت جانروحانی را در زحمت اين عالم فانی بين شهد و شکر را در تلخی
زهر مکرّر بدان و نيش بلايا را مرادف نوش عطاياتا مريض معالجه بقاعده گردد و عليل مداوا بنوع موافق
نه اينکه بکلّی از معالجه و مداوا دست کشيده شود. هيکل
امکان مريض است و جسم کيهان عليل اگر طبيبو پرستار بکلّی ترک علاج و دوا نمايند بکلّی مهمل و معطل
گردد بلکه بمرض موت مبتلا شود. حکايت شمعونروح بجهت تبليغ امر اللّه بشهر انطاکيّه رفتند بمجرّد
ورود بنای وعظ و بيان نمودند. اهالی چون بکلّی از مسائل
الهی بيخبر بودند جزع و فزع نمودند اين جزع و فزعاوّل بمعاشرت و الفت پرداخت تا با سران و سروران نرد
محبّت باخت بزهد و ورع و تقوی و بيان و تبيان فضائلو خصائل عالم انسانی در مدّتی قليله شهرت يافت تا آنکه
ص ٤٧٤بمناسبتی ذکر حواريّين شد پادشاه ذکر نمود که دو نفر از
جاهلان بيخردان چندی پيش وارد اين شهر شدند و بنایفرمود و سؤال کردند که شما کيستيد و از کجا آمدهايد.
در جواب گفتند که ما بندگان حضرت روح اللّه هستيمعباد. بعد بنوع معارض از جزئی و کلّی مسائل سؤال نمود
مجادله کرد و از نفس سؤال میفهمانيد که چه جواببسؤال و جواب گذراند گاهی مجادله و گهی مصادقه و دمی
مباحثه و وقتی محاوره ميفرمود تا جميع حاضرين از اسّ
مطالب الهيّه با خبر شدند و آنچه شبهات داشتند زائل شد.
در ليله اخيره گفت که حقيقتش اينست که آنچه گفتنداين است که انسان بايد بنوع موافقی که در قلوب تأثير
نمايد و نفوس ادراک کنند تبليغ امر اللّه نموده و نمايد
نه آنکه سکون و سکوت يافت. عندليب هزار آوازنفرمايد چون زاغ خرابه زار فنا است. اگر از طيور حدائق
قدسی بال و پری زن و اگر از عندليبان رياض حضرتانسی آغاز راز و آهنگی نما و اگر از عاشقان جمال کبريائی
ص ٤٧٦و فريادی بر آر تا زلزله در ارکان عالم اندازی و آتش بجان
بنی آدم زنی و جميع عاشقان و مشتاقان را مست و مدهوش
نموده در اين جنّت ابهی علم عزّت قديمه بر افرازی و بآنچه
منتهی آمال مقرّبين و نهايت آرزوی مخلصين است فائز شوی و البهاء عليک عع
هو اللّهانجمن معرفت اللّه عليکم نفحات اللّه و اشرق آفاق قلوبکم
ببهاء اللّه شما امواج بحر عرفانيد و افواج ميدان ايقان نجوم
فلک رحمتيد و رجوم بر اهل ضلالت حدائق وجود رارايات ربّ مجيد در گلزار الهی گل و ريحانيد و در گلستان
معنوی بلبلان نالان طيور اوج عرفانيد و شاهباز ساعدعرفانرا معطّر نمائيد و چون انوار ساطعه از آفتاب حقيقی
قلوب اهل عالم را منوّر کنيد نسيم حياتيد و شميم عرار
حديقه نجات مردگان را جان بخشيد و خفتگانرا هوشيارو بيدار کنيد در ظلمت امکان شعله نورانی باشيد و در باديه
گمراهی چشمه حيات و هدايت ربّانی وقت همّتو با دست تهی به حفره خاموشی در آئيم پس بايد دل بجمال
مبين بنديم و تمسّک بحبل متين جوئيم و کمر خدمت بر بنديم
و آتش عشق برافروزيم و از حرارت محبّت اللّه بسوزيمو زبان بگشائيم و آتش بقلب امکان زنيم و جنود ظلمت را
بانوار هدايت معدوم کنيم و در ميدان جانفشانیدر سبيل اللّه جانفشانی کنيم و گنج آستين معرفت اللّه
بر سر اهل عالم بيفشانيم و با سيف قاطع لسان و سهام نافذ
ص ٤٧٨بدويم و بقربانگاه حقّ بشتابيم و با طبل و علم آهنگ ملأ
اعلی و ملکوت ابهی نمائيم. فطوبی للعاملين ععای خسرو از بيگانگان بيزار شو تا بدوست يگانه پی بری
در گروه آشنايان دانای پيشوا باش تا در انجمن آسمانمه يکتا گردی روز راستی و بخردی و دانائی و بينائی است
و بامداد روشنائی و هوشياری و بزرگواری هر کهو شناسائی گشايد بجهان بالا رسد و دمساز سروش در سپهر
مهر خدا گردد و همراز بينياز شود و با بزرگان راه خدا آغاز
راز کند مهر تابان از خاور نمايان و اختران چرخ راه خدا
تا باختر درخشان آتش مهر پاک يزدان روشن و مرغزارپس تو ای خسرو خسرو کشور هوشياری شو و مه آباد کيهان
دانائی گرد در اين گلشن چون نسترن و ياسمن شکفته شوغلغله در فکن و بند گران بشکن مهر جهان آرا خواه ماه
انجمن بالا جو بروشنی بهی تابان باش ععرحمن فائز شدند و اينمقام باقی تا اقبال باقی و الّا باسفل
ص ٤٨٠مقرّ راجع انتهی قوله جلّ و علا بعد سؤال نمودهايد که
اوّل من آمن روحی له الفداء اگر محروم ميشد در ظهورمينمايد اوّل من آمن روحی له الفداء بمنزله مه تابان بود
که اقتباس انوار از آن شمس حقيقت نمود و سائر نفوسمهتديه جليله در آن کور بمنزله نجوم. و البهاء عليک عع
هو اللّهيا ايّها السائل البارع الصادع فاصعد الی معارج الحکم
الربّانيّة ثمّ ادخل فی الجنّة الروحانيّة الالهيّة و استظلل فی
ظلال الشجرة المبارکة الّتی غرست فی بحبوحة الفردوسهذه الروضة المبارکة الّتی قدّر اللّه فيها ما لا رأت عين و لا
سمعت أذن بما کانت مستورة عن الانظار و مخفيّة عنالابصار الّا من أشهده اللّه ملکوت الروح و جعله علی
الصراط القيّم مستقيما ثمّ اعلم بانّ المسئلة الّتی سألت
عنها لها شروح و تفاسير لا يمکن اليوم بيانها و لا تقتدر
الاذان ان تسمعها لانّ النفوس محجوبة بحجب الظلامالطيور المجروحة بسهام البغضاء ان تطير فی هواء المعانی
و البيان أو تترنّم ببدائع الالحان علی الافنان و لکن لمّا
وجدت حضرتک ظمآنا الی کوثر معرفة اللّه وعطشانا الیالمعين الصافی العذب الجاری فی جنّة الاحديّة لذا اشتاق
قلبی ان أذکر لحضرتک کلمة ممّا ألقی اللّه فی قلوبالمخلصين فاعلم بانّ الارواح تنقسم بروح حيوانيّة و روح
انسانيّة و روح رحمانيّة و روح لاهوتيّة فامّا الروح
الحيوانيّة الّتی مشترکة بين الانسان و الحيوان انّها فانية
فی ذاتها و معدومة عند انعدام الاجساد و اضمحلالالاجسام لانّها من موادّ العناصر فلمّا کانت مادّتها قابلة
ص ٤٨٢الانعدام و متغيّرة فی تتابع الازمان فلا بدّ انّها تفنی و امّا
الروح الانسانيّة عبارة عن النفس الناطقة الّتی يمتاز بها
الانسان عن الحيوان انّها ليست من عوالم العناصر الجسمانيّة
بل هی من موادّ روحانيّة لا يعتريها الفساد و هی معذّبة بما
انحجبت عن اللّه ربّها و احتجبت عن مشاهدة بارئها و ادراک
آيات موجدها فی عوالم الانفس و الآفاق و هی متصرّفةبذاتها فی ادراک کلّ شیء و محيطة بالحقائق الممکنة علی ما هی
عليها ان تتوجّه الی مرکز الهدی بين ملأ الانشاءو الّا تنزل فی درکات الجهل و العمی و تهبط فی الطبقات
السفلی من الضلالة و الغوی و امّا الروح الرحمانيّة الّتی من
امر اللّه فهی عبارة عن القوّة القدسيّة و التأييدات الربّانيّة
و التوفيقات الصمدانيّة و المعارف الالهيّة و العلوم السماويّة
الّتی يؤيّد اللّه بها من يشاء من عباده الصالحين و بها يحصل
لهم المکاشفات الغيبيّة و المشاهدات اللاريبيّة فيفوزون
بالرحمة الکاملة السابقة و النعمة السابغة فيدخلون فی جنّة
الأحديّة و الحديقة الصمدانيّة و يطربون و يحبرون بما
أعطاهم اللّه من فضله و يشکرونه علی نعمه و آلائه و امّا
ص ٤٨٣الروح اللاهوتيّة فهی جوهرة قدسيّة و کلمة تامّة و آية کاملة
و سرّ الوجود و الحقيقة المکنونة عن أعين کلّ موجودو هی القلم الأعلی و النفس الرحمانيّة و ظهور الحقّ عن
مشرق الابداع و شمسه فی مطلع الاختراع فهذه مختصّةبالانبياء فی عوالم الانشاء و من غير هذه الارواح الّتی
بينّتها و ذکرتها لحضرتک قد خلق اللّه أرواحا لا تعدّ و لا
تحصی و منها روح نباتی و روح ملکوتی و روح جبروتیو روح عقلی و کذلک بين الانبياء أرواح مشترکة و أرواح
مختصّة کروح الامين انّها مختصّة بالکلمة العليا و القلم
الأعلی محمّد رسول اللّه صلّی اللّه عليه و سلّم کما قال اللّه
تعالی" نزل به الروح الامين علی قلبک" ولکن لو أردنا بيان
ذلک لا يکفيه الاوراق و لا تستطيع الآذان ان تسمعهالذا نختم القول الی هذا المقام و نکتفی به يا ايّها السائل
الجليل لعمری لو استنشقت رائحة الوفاء لألقيت عليک کلمة لو
تسمعها تطير فی هواء تسمع من هزيز ارياحه أن لا الهالّا هو و لکن حينئذ کلّت السن بلابل الحقّ عن بدائع
النغمات بل تسری الحکم الربّانيّة من القلوب الی الصدور
ص ٤٨٤و لقد خلوت مع الحبيب و بيننا سرّ ارقّ من النسيم اذا سری
هو اللّهالهی الهی هؤلاء عباد انجذبوا بنفحات قدسک فی ايّامک
و اشتعلوا بالنار الموقدة فی سدرة فردانيّتک و لبّوا لندائک
و نطقوا بثنائک و انتبهوا من نسماتک و اهتزّوا من نفحاتک
و شاهدوا آياتک و أدرکوا بيّناتک و سمعوا کلماتک و أيقنوا
بظهورک و اطمئنّوا بعنايتک أی ربّ اعينهم شاخصة الیو اکبادهم محترقة بنار محبّتک يا ربّ الآخرة و الاولی
و احشائهم مضطرمة بنيران الشوق الملتهبة اللظی و دموعهم
منسجمة کالديم المدرار من السماء فاحفظهم فی حصنو انظرهم بعين وقايتک و رعايتک و اجعلهم آيات توحيدک
الباهرة فی ارجاء الانشاء و رايات تجريدک فوق صروحارقّاء اجعلهم کبراء فی ملکوتک الأعلی و ضعفاء اجعلهم
أقوياء بقدرتک العظمی و أذلّاء اجعلهم أعزّاء فی اقليمک
الجليل و فقراء اجعلهم أغنياء فی ملکک العظيم ثمّ قدّر لهم
کلّ خير قدّرته فی عالم الغيب و الشهود و هيئ لهم من
أمرهم رشداً فی حيّز الوجود و اشرح منهم الصدورالمنتشرة من المقام المحمود و ثبّت اقدامهم علی ميثاقک العظيم
يا عزيز يا ودود و قوّ أظهرهم علی عهدک الوثيق بجودک
و فضلک الموعود انّک أنت الکريم الفضّال المعبود عع
اين مناجات را هر نفسی بکمال تضرّع و ابتهال بخواندو الابتهال و اعفّر وجهی بتراب عتبة تقدّست عن ادراک
اهل الحقائق و النعوت من أولی الالباب ان تنظر الیانّه عبدک البائس الفقير و رقيقک السائل المتضرّع الاسير
مبتهل اليک متوکّل عليک متضرّع بين يديک يناديکو يناجيک و يقول ربّ ايّدنی علی خدمة احبّائک و قوّنی
علی عبوديّة حضرة أحديّتک و نوّر جبينی بانوار التعبّد
فی ساحة قدسک و التبتّل الی ملکوت عظمتک و حقّقنیبالفناء فی فناء باب الوهيّتک و اعنّی علی المواظبة علی
الانعدام فی رحبة ربوبيّتک. أی ربّ اسقنی کأس الفناء
و البسنی ثوب الفناء و اغرقنی فی بحر الفناء و اجعلنی غباراً
فی ممرّ الاحبّاء و اجعلنی فداء للارض الّتی وطئتها اقدام
الاصفياء فی سبيلک يا ربّ العزّة و العلی انّک أنت الکريم
المتعال. هذا ما يناديک به ذلک العبد فی البکور و الآصال.
أی ربّ حقّق آماله و نوّر أسراره و اشرح صدره و أوقد
مصباحه فی خدمة أمرک و عبادک انّک أنت الکريمالرحيم الوهّاب و انّک أنت العزيز الرؤف الرحمن عع
هو اللّهای پروردگار مستمندانيم مرحمتی کن و فقيرانيم از بحر غنا
نصيبی بخش محتاجيم علاجی ده و ذليلانيم عزّتی ببخشکائنات از فيض عنايتت بهره بردار اين ضعيف را از فيض
جليل محروم مفرما و اين ناتوان را بتوانائی خويشعنايتی بخش رزق يوميّه را رايگان ده و معيشت ضروريرا
برکتی احسان فرما تا مستغنی از دون تو گرديم و بکلّی بياد
تو افتيم راه تو پوئيم راز تو گوئيم توئی توانای مهربان
و توئی رازق عالم انسان و عليک التحيّة و الثناء عع
هو المشفق الکريمالهی الهی تو بينا و آگاهی که ملجأ و پناهی جز تو نجسته
و نجويم و بغير از سبيل محبّتت راهی نپيموده و نپويم
در شبان تيره نا اميدی ديدهام بصبح اميد الطافپژمرده بياد جمال و کمالت خرم و دمساز. هر قطرهای که
بعواطف رحمانيّتت موفّق بحريست بيکران و هر ذرّه ای که
بپرتو عنايتت مؤيّد آفتابيست درخشنده و تابان. پس ای
پاک يزدان من اين بنده پر شور و شيدا را در پناه خود
پناهی ده و بر دوستی خويش در عالم هستی ثابت ومستقيم بدار و اين مرغ بی پر و بال را در آشيان رحمانی
خود و بر شاخسار روحانی خويش مسکن و مأوائی عطا فرما ع ع