...أحمَدك يا إلهي بما جعلت السّجن عرشًا لمملكتك وسماء لسمواتك ومشرقًا لمشارقك ومطلعًا لمطالعك ومبدأ لفيوضاتك وروحًا لأجساد بريّتك، أسألك بأن توفّق أصفياءك على العمل في رضائك، ثم قدّسهم يا إلهي عمّا يتكدّر به أذيالُهم في أيّامك،أي ربّ ترى في بعض ديارك ما لا يحبّه رضاؤك، وترى الذين يدّعون محبَّتك يعملون بما عمل به أعداؤك، أي ربّ طهّرهم بهذا الكوثر الذي طهّرت به المقرّبين من خلقك والمخلصين من أحبّتك وقدّسهم عمّا يضيع به أمرك في ديارك وما يحتجب به أهل بلادك، أي ربّ أسألك باسمك المهيمن على الأسماء بأن تحفظَهم عن اتّباع النّفس والهوى، ليجتمع الكلّ على ما أمرت به في كتابك، ثمّ اجعلهم أيادي أمرك لينتشرَ بهم آياتُك في أرضك وظهوراتُ تنزيهك بين خلقك، إنّك أنت المقتدر على ما تشاء لا إله إلاّ أنت المهيمن القيّوم.
الأيّام التّسعة، ص 196أن يا عليّ عرِّ نفسك عن كلّ الإشارات، ثمّ اغمس في غمرات هذا البحر الموّاج الذي ما ورد في ساحله أحدٌ من النّاس من هؤلاء النّسناس إلاّ من شاء ربُّك العزيز العليم، لتسمع من حيتان هذا البحر تسبيح ربِّك العلي الأعلى في هذا المظلوم الذي إذا أراد إظهار نفسه في ملإ الأسماء اتّخذ اسمًا منها وسمّى هيكله به ليعرفه أهلُ الإنشاء بين الأرض والسّماء، ولو أنّه تعالى مقدّس من أن يُعرف بسواه ولكن هذا من فضله على عباده المريدين. قل يا أشجار النّفوس لا تحرموا أنفسكم عن ربيع الله، تالله الحقّ قد ظهر ربيع الرّحمن من هذا الرّضوان الّذي ظهر على صورة الإنسان وإنّا أخبرناهم به من قبلُ ولكن ما استشعروا به وكانوا من الغافلين، ومَن لم يثمر بثمرات الذّكر في هذا الذكر الحكيم في هذا الرّبيع العزيز البديع ينبغي بأن يُقطع ويُلقى في النّار لأنّ به لن ينتفع نفسُه ولا أنفسُ النّاس من ملإ المقرّبين.
آثار قلم أعلى ج4، ص 133-134يا أعرابي ثمّ يا أحبّائي ثمّ يا أصفيائي ثمّ يا جنودي ثمّ يا ظهوري اسمعوا ندائي إن أنتم من السّامعين… وإيّاكم أن لا تختلفوا في أمر الله ولا تتركوا أحكام الله الّتي نزّلت في البيان من لدن عزيز كريم ثمّ اجتمعوا على الحبّ ثمّ أصلحوا ما وقع بينكم من الكدورات لتكونوا كنفسٍ واحدةٍ على مقعد صدقٍ منيع إيّاكم أن لا تجاوزوا عن حدود الله ولا تتعدّوا عنها ولا تكوننَّ من المفسدين وإن يكون بينكم ذات فقر فأنفقوا عليه ما وهبكم الله ولا تكوننَّ من المانعين وإن وجدتم ذات ضرٍّ فارحموا عليه ثمّ استأنسوا به برفق منيع وإن وجدتم ذات ضعفٍ في الإيمان لا تعترضوا عليه ثمّ ذكّروه برفقٍ وبلسانٍ ليّنٍ مليح ليعرف أمر الله في نفسه ويطّلع بما أمر به من لدن عالمٍ عليمٍ. إيّاكم أن لا يختلف أحدٌ أحدًا ولا يضرّ نفسٌ نفسًا ولا يخان بعضٌ بعضًا ولا يغتبْ مصاحبٌ مصاحبًا ولا ينكر أخٌّ أخيه المؤمن. اتّقوا الله في كل ما ألقيناكم به وكونوا من المتّقين...
آثار قلم أعلى ج4، ص325-327هذا كتاب من لدى المظلوم الّذي سمّي في ملكوت البقا بالبهاء... وقد ورد عليه في كلّ عهد ما لا يحصيه أحد إلاّ الله الملك العليّ العظيم. مرّة ابتلي بيد القابيل وقتل في سبيل الله وصعد إليه مظلومًا وكذلك كان الأمر من قبل وكان الله على ذلك لشهيد وخبير . ومرّة ابتلي بيد النّمرود وألقاه على النّار وجعل الله النّار عليه نورًا ورحمة وإنّه ليحفظ عباده المقرّبين. ومرّة ابتلي بيد الفرعون وورد عليه ما يحترق به أفئدة المخلصين ومرّة علّق على الصّليب ورُفع إلى الله العزيز الجميل. ومرّة ابتلي بيد بوجهل ثمّ الّذينهم قاموا عليه بالشّقاق من أهل النّفاق ووردوا عليه ما لا يذكر بالبيان وكان نفس الرّحمن على ما ورد عليه لعليم وشهيد. ومرّة قُتل مظلومًا في أرض الطّفّ واستشهدوا معه الّذين نسبهم الله إلى نفسه المقدّس المنير. إلى أن قطعوا رأسه وأساروا أهله وداروهم في البلاد وكذلك قضي عليه من جنود الشّياطين. ومرّة علّق على الهواء واستُشهِد في سبيل الله المهيمن المقتدر القدير...
آثار قلم أعلى ج4، ص301-302... قل يا قوم تخلّقوا بأخلاق الله ثمّ زيّنوا أنفسكم وهياكلكم بأثواب العلم والآداب ثمّ العفو والإنصاف وكونوا متّحدًا على أمر الله وسننه. وإذا أوتي أحد شيئًا في الدّين أو الدّنيا أنتم فارضَوا به ولا تكونُنّ من أهل البغي والحسد. إنّ الحسد نار يحترق بها الحاسد أوّلاً ثمّ الّذينهم يستقربون إليه ولم يكن في الأرض نار أحرّ منها ويوقن بذلك كلّ من اطّلع بما ورد على جمال القدم ثمّ شهد. ويا قوم فارضَوا بما قضى من لدى الله ثمّ اغتنموا بما نزّل عليكم من سحاب الفضل مائدة العلم ولا تكونوا ممّن عرف نعمة الله ثم أجحدَه. تالله قد ورد عليّ من سيوف الحسد ما لا يُحصي عدّتها أحد إلاّ الله الّذي أحصى كلّ شيء وإنّه لهو العالم بالحقّ بعلم ما يخطر في قلوب العباد وما تخفي صدور الّذينهم كفروا وأشركوا في أزل الآزال إلى أبد الأبد. قدّسوا يا قوم صدوركم عن الغلّ والحسد ثمّ أنظاركم عن كلّ حُجُب ورمد لتشهدوا صنع الله الّذي أتقن خلق كلّ شيء في هذا اللّوح المقدّس المطهَّر الممجَّد...
آثار قلم أعلى ج4، ص330-331... قل اليوم لا عاصمَ لأحدٍ من أمر الله ولا مهربَ لنفسٍ إلاّ الله وهذا لهو الحقّ وما بعد الحقّ إلاّ الضّلالُ المبين. ولقد حتَم الله على كلّ نفسٍ بأن يبلّغوا أمره على ما يكون مستطيعًا عليه كذلك قدّر الأمر من إصبع القدرة والاقتدار على ألواح عزّ عظيم. ومن أحيى نفسًا في هذا الأمر كمن أحيى العباد كلّهم ويبعثه الله يوم القيامة في رضوان الأحديّة بطراز نفسه المهيمن العزيز الكريم وإنّ هذا نصرتكم ربّكم ومن دون ذلك لن يذكر اليوم عند الله ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين... قل يا قوم لا تفسدوا في الأرض ولا تجادلوا مع النّاس لأنّ هذا لم يكن شأن الّذينهم اتّخذوا في ظلّ ربّهم مقامًا كان على الحقّ أمين. وإذا وجدتم عطشانًا فاسقوه من كأس الكوثر والتّسنيم وإن وجدتم ذات أذن واعية فاتلوا عليه آيات الله المقتدر العزيز الرّحيم. أن افتحوا اللّسان بالبيان الحسنة ثمّ ذكّر النّاس إنْ وجدتموهم مقبلاً إلى حرم الله وإلاّ دعوهم بأنفسهم ثمّ اتركوهم في أصل الجحيم...
آثار قلم أعلى ج4، ص 334- 335... فانظر في يوم القيامة لو يحكم الله على أدنى الخلق من الّذين آمنوا بالله بأنّ هذا أوّل من آمن بالبيان إنّك لا تكن مريبًا في ذلك وكن من الموقنين. ولا تنظر إلى الحدود والأسماء في هذا المقام بل بما حَقّق به أوّلُ من آمن وهو الإيمان بالله وعرفان نفسه والإيقان بأمره المبرم الحكيم. فاشهد في ظهور نقطة البيان جلّ كبرياؤه إنّه حكم لأوّل من آمن بأنّه محمّدٌ رسول الله هل ينبغي لأحدٍ أن يعترضَ ويقولَ هذا عجميّ وهو عربيّ أو هذا سمّي بالحسين وهو كان محمّدًا في الاسم؟ لا فونفس الله العليّ العظيم. وإن فطن البصير لن ينظر إلى الحدود والأسماء بل ينظر بما كان محمّد عليه وهو أمر الله وكذلك ينظر في الحسين على ما كان عليه من أمر الله المقتدر المتعالي العليم الحكيم، ولمّا كان أوّل من آمن بالله في البيان على ما كان عليه محمّد رسول الله لذا حكم عليه بأنّه هو هو أو بأنّه عوده ورجعه وهذا المقام مقدّس عن الحدود والأسماء.
سورة الوفا، مجموعة من ألواح حضرة بهاءالله، ص 174... وأمّا ما سألت من العوالم فاعلم بأنّ لله عوالمَ لا نهاية بما لا نهاية لها وما أحاط أحد بها إلا نفسُه العليم الحكيم. تفكّر في النّوم وإنّه آيةُ الأعظم بين النّاس لو يكونّن من المتفكّرين. مثلاً إنّك ترى في نومك أمرًا في ليل وتجده بعينه بعد سنة أو سنتين أو أزيد من ذلك أو أقلّ ولو يكون العالَم الّذي أنت رأيت فيه ما رأيت هذا العالم الّذي تكون فيه فيلزم ما رأيت في نومك يكون موجودًا في هذا العالم في حين الّذي تراه في النّوم وتكون من الشّاهدين. مع أنّك ترى أمرًا لم يكن موجودًا في العالم ويظهر من بعد. إذًا حقّق بأنّ عالم الّذي أنت رأيت فيه ما رأيت يكون عالمًا آخر الّذي لا له أوّل ولا آخر. وإنّك إن تقول هذا العالم في نفسك ومستوي فيها بأمر من لدن عزيز قدير لحقّ. ولو تقول بأنّ الرّوح لمّا تجرّد عن العلائق في النّوم سيّره الله في عالم الّذي يكون مستورًا في سرّ هذا العالم لحقّ وإنّ لله عالم بعد عالم وخلق بعد خلق وقدّر في كلّ عالم ما لا يحصيه أحدٌ إلاّ نفسُه المحصي العليم.
سورة الوفا، مجموعة من ألواح حضرة بهاءالله، ص 176-177
9 شهر البهاء 29 آذار/مارسخلقتك غنيًّا كيف تفتقر وصنعتك عزيزًا بمَ تستذلّ ومن جوهر العلم أظهرتك لم تستعلم عن دوني ومن طين الحبّ عجنتك كيف تشتغل بغيري فأرجع البصر إليك لتجدني فيك قائمًا قادرًا مقتدرًا قيّومًا.
يا ابن الإنسانأنت تريد الذّهب وأنا أريد تنزيهك عنه وأنت عرفت غناء نفسك فيه وأنا عرفت الغناء في تقديسك منه، وعمري هذا علمي وذلك ظنّك، كيف يجتمع أمري مع أمرك.
يا ابن الإنسانأنفق مالي على فقرائي لتنفق في السّماء من كنوز عزّ لا تفنى وخزائن مجد لا تبلى، ولكن وعمري إنفاقُ الرّوح أجملُ لو تشاهِدُ بعيني.
نسائم الرّحمن، ص 58، 72، 73أن يا عبدُ قد اسودّت أكثرُ الوجوه في هذا النّيروز الّذي فيه أشرقت الشّمس من برج العظمة إلاّ من شاء ربّك الرّحمن ونرى النّاس في ولج واضطراب يهبطون ويصعدون ولا يعرفون. وجوه مكفهرّة باسرة ووجوه مستبشرة ناضرة. عيون باكية شاخصة وعيون شاحذة ناظرة. آذان صميمة ممنوعة وآذان سامعة واعية. ألسن كليلة معتقلة وألسن طلقة ناطقة. أيادٍ محشورة مغلولة وأيادٍ ممدودة باسطة. قلوب خائفة غافلة وقلوب طاهرة مرتقبة. نفوس مضطربة أمّارة ونفوس مطمئنّة مرضيّة. أرجل مُرجَفة متزلزلة وأرجل مستقرّة مستقيمة... لا تحزن من الّذين كفروا أن اذكرِ الّذين تجد في وجوههم نَضرة جمال ربّك العليّ العظيم... كن كما نكون في أمر الله ولا تخف من الظّالمين إنّه معك وينصرك بالحقّ إنّه وليّ الذّاكرين.
كتاب مبين، ص381... قل يا قوم دعوا الرّذائل وخذوا الفضائل كونوا قدوةً حسنة بين النّاس وصحيفةً يتذكّر بها الأناس. من قام لخدمة الأمر له أن يصدع بالحكمة ويسعى في إزالة الجهل عن بين البريّة. قل أن اتّحدوا في كلمتكم واتّفقوا في رأيكم واجعلوا إشراقكم أفضل من عشيّكم وغدكم أحسن من أمسكم. فضل الإنسان في الخدمة والكمال لا في الزّينة والثّروة والمال. اجعلوا أقوالكم مقدّسة عن الزّيع والهوى وأعمالكم منزّهة عن الرّيب والرّياء. قل لا تصرفوا نقود أعماركم النّفيسة في المشتهَيات النّفسيّة ولا تقتصروا الأمور على منافعكم الشّخصيّة. أنفقوا إذا وجدتم واصبروا إذا فقدتم إنّ بعد كلّ شدّة رخاء ومع كلّ كدرٍ صفاء. اجتنبوا التّكاهل والتّكاسل وتمسّكوا بما ينتفع به العالم من الصّغير والكبير والشّيوخ والأرامل. قل إيّاكم أن تزرعوا زؤان الخصومة بين البريّة وشوك الشّكوك في القلوب الصّافية المنيرة...
لوح الحكمة، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص117-118
12 شهر البهاء 1 نيسان/أبريل... على الجميع أن يكونوا في صدد نصرة أمر الله كما ذكر آنفًا وذلك فضل من الله يختصّ به أحبائه حتّى يفوزوا بمقام [من أحيا نفسًا فقد أحيا النّاس جميعًا] ولم تزل الغلبة الظّاهريّة تكون في ظلّ هذا المقام وله ميعاد مقرّر في كتاب الله... وعلى النّفوس المقدّسة أن يتفكّروا ويتدبّروا في كيفية أمر التّبليغ ويحفظوا لكلّ مقام آياتٍ وكلماتٍ من الكتب الإلهيّة البديعة عن ظهر القلب حتّى ينطقوا بتلك الآيات الإلهية عند البيان مراعين مقتضيات الزّمان والمكان. لأنّها هي الإكسير الأعظم والطِّلَسْم الأكبر الأفخم بحيث لا يبقى مجال للمستمع أن يتردّد. لعمري لقد ظهر هذا الأمر على شأن ليكون مغناطيسًا لجميع الملل والشّعوب. لو يفكّر أحد مليًّا يرى أنّه جامع لجميع الشّرائع الإلهيّة وجاذبها. طوبى للقارئين طوبى للعارفين طوبى للمتفكّرين طوبى للمتفرّسين...
لوح سيّد مهدي دهجي، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص167
13 شهر البهاء 2 نيسان/أبريل... قل يا أحباءَ الله لا تعملوا ما يتكدّر به صافي سلسبيل المحبّة وينقطع به عرّف المودّة. لعمري قد خلقتم للوداد لا للضّغينة والعناد. ليس الفخر لحبّكم أنفسكم بل لحبّ أبناء جنسكم وليس الفضل لمن يحبّ الوطن بل لمن يحبّ العالم. كونوا في الطّرف عفيفًا وفي اليدّ أمينًا وفي اللّسان صادقًا وفي القلب متذكّرًا لا تسقطوا منزلة العلماء في البهاء ولا تصغّروا قدر من يعدل بينكم من الأمراء. اجعلوا جندكم والعدل وسلاحكم العقل وشيمكم العفو والفضل وما تفرح به أفئدة المقربين... لا تنظر إلى الخلق وأعمالهم بل إلى الحقّ وسلطانه.
لوح الحكمة، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 118- 119
14 شهر البهاء 3 نيسان/أبريل... امش بقوّة الاسم الأعظم فوق العالم لترى أسرار القدم وتطّلع بما لا اطّلع به أحد إنّ ربّك لهو المؤيِّدُ العليمُ الخبيرُ. كن نبّاضًا كالشّرْيان في جسد الإمكان ليحدث من الحرارة المحدثة من الحركة ما تسرع به أفئدة المتوقّفين. إنّك عاشرت معي ورأيت شموس سماء حكمتي وأمواج بحر بياني إذ كنّا خلف سبعين ألف حجاب من النّور إنّ ربّك لهو الصّادق الأمين.طوبى لمن فاز بفيضان هذا البحر في أيّام ربّه الفيّاض الحكيم... كن مبلّغ أمر الله ببيان تحدث به النّار في الأشجار وتنطق إنّه لا إله إلاّ أنا العزيز المختار. قل إنّ البيان جوهر يطلب النّفوذ والاعتدال. أمّا النّفوذ معلق باللّطافة واللّطافة منوطة بالقلوب الفارغة الصّافية. وأمّا الاعتدال امتزاجه بالحكمة الّتي نزّلناها في الزّبر والألواح...
لوح الحكمة، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص122-123
15 شهر البهاء 4 نيسان/أبريل... تمسّكوا بالكتاب الأقدس الّذي أنّزله الرّحمن من جبروته المقدّس المنيع إنّه لميزان الله بينكم يوزن به كلّ الأعمال من لدن قويّ قدير. طوبى لمن وجد منه حلاوة بيان ربّه وشرب من كلماته كوثر أوامر الله ربّ العالمين. لا تسبّوا أحدًا بينكم ولا تتّبعوا خطوات الغافلين، قد جئنا لاتّحاد من على الأرض واتّفاقهم يشهد بذلك ما ظهر من بحر بياني بين عبادي ولكنّ القوم أكثرهم في بعد مبين. إن يسبّكم أحد ويمسّكم ضرّ في سبيل الله اصبروا وتوكّلوا على السّامع البصير... قد منعتم عن النّزاع والجدال في كتاب الله ربّ العرش العظيم تمسّكوا بما تنتفع به أنفسكم وأهل العالم كذلك يأمركم مالك القدم الظّاهر بالاسم الأعظم إنّه لهو الآمر الحكيم. إنّك إذا فزت بكتابي قل أشهد أنّك أنت الّذي بك نصب الصّراط ووضع الميزان ونفخ في الصّور وانصعق من في السّموات والأرض وظهر لوح حفيظ...
آثار قلم أعلى ج2، ص14 – 15... لسان القدم ينطق بما يكون غنيّة الألبَّاء عند غيبة الأطبّاء قل يا قوم لا تأكلوا إلاّ بعد الجوع ولا تشربوا بعد الهجوع. نعم الرّياضة على الخلاء بها تقوى الأعضاء وعند الامتلاء داهية دهماء. لا تترك العلاج عند الاحتياج ودعه عند استقامة المزاج. لا تباشر الغذاء إلاّ بعد الهضم ولا تزدرد إلاّ بعد أن يكمل القضم. عالج العلّة أوّلاً بالأغذية ولا تجاوز إلى الأدوية. إن حصل لك ما أردت من المفردات لا تعدل إلى المركّبات. دع الدّواء عند السّلامة وخذه عند الحاجة. إذا اجتمع الضّدّان على الخوان لا تخلطهما فاقنع بواحد منهما. بادر أوّلاً بالرّقيق قبل الغليظ وبالمائع قبل الجامد. إدخال الطّعام على الطّعام خطر كن منه على حذر. وإذا شرعت في الأكل فابتدئ باسمي الأبهى ثمّ اختم باسم ربّك مالك العرش والثّرى...
لوح الطّب، مجموعة ألواح مباركة، ص222 – 223... وإذا أكلت فامشِ قليلاً لاستقرار الغذاء وما عسُر قضمه منهيّ عنه عند أوّلي النّهى كذلك يأمرك القلم الأعلى. أكل القليل في الصّباح إنّه للبدن مصباح واترك العادة المضرّة فإنّها بليّة للبريّة. قابل الأمراض بالأسباب وهذا القول في هذا الباب فصل الخطاب، أن الزم القناعة في كلّ الأحوال بها تسلم النّفس من الكسالة وسوء الحال. أن اجتنب الهمّ والغمّ بهما يحدث بلاء أدهم. قل الحسد يأكل الجسد والغيظ يحرق الكبد أن اجتنبوا منهما كما تجتنبون من الأسد. تنقية الفضول هي العمدة ولكن في الفصول المعتدلة. والّذي تجاوز أكله تفاقم سقمه. قد قدّرنا لكلّ شيء سببًا وأعطيناه أثرًا كلّ ذلك من تجلّي اسمي المؤثّر على الأشياء إنّ ربّك هو الحاكم على ما يشاء...
لوح الطّب، مجموعة ألواح مباركة، ص223 – 224... فو عزّتك يا محبوبي لو تعذّبُني في كلّ حين ببلاء جديد لأحبُّ عندي بأن يحدثَ بين أحبّائك ما يُكَدَّرُ به قلوبُهم ويتفرّق به اجتماعهم لأنّك ما بعثتني إلاّ لاتّحادهم على أمرك الّذي لا يقوم معه خلق سمائك وأرضك وإعراضهم عمّا سواك وإقبالهم إلى أفق عزّ كبريائك وتوجّههم إلى شطر رضائك.إذًا فأنزل يا إلهي من سحاب عنايتك الخفيّة ما يطهّرهم عن الأحزان وعن حدودات البشريّة ليجدَنّ منهم أهلُ الملإ الأعلى روائحَ التّقديس والانقطاع... إذًا أسألك يا مالك الملوك باسمك الّذي منه شرّعت شريعة الحبّ والوداد بين العباد بأن تحدث بين أحبّائي ما يجعلهم متّحدين في كلّ الشّئون لتظهر منهم آيات توحيدك بين بريّتك وظهورات التّفريد في مملكتك. وإنّك أنت المقتدر على ما تشاء. لا إله إلاّ أنت المهيمن القيّوم.
مجموعة ألواح مباركة، ص228 – 229...في الخلُق إنّه أحسن طراز للخلْق من لدى الحقّ زيّن الله به هياكل أوليائه لعمري نورُه يفوق نورَ الشّمس وإشراقها. من فاز به فهو من صفوة الخلق، وعزّةُ العالم ورفعته منوطة به فالخلُق سبب لهداية الخلْق إلى الصّراط المستقيم والنّبإ العظيم طوبى لنفس تزيّنت بصفات الملإ الأعلى وبأخلاقهم.
لوح الطّرازات، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 52 – 53
... لو عملوا أحبّائي بما أُمروا لرأيت راياتِ النّصر مرتفعاتٍ على كلّ جبلٍ باذخٍ منيع، قم على نصرة الله إنّه قدَّر النّصرة في ظهور أخلاقه الحسنة بين البريّة، طوبى لمن كان مطلع على هذا المقام العظيم. قل يا أحبّائي كونوا على شأن يروَنَّ المقبلون من وجوهكم نضرة الرّحمن ومن اجتماعكم اجتماع الحروف في كلمة واحدة هذا ينبغي للّذين أقبلوا إلى الله الملك العليم الحكيم.
لئالىء الحكمة ج2، ص198... فانظر بطرْف البدّء فيما نظرت إلى آدم الأولى ثمّ من بعده إلى أن يصل الأمر إلى عليّ قبل نبيل قل تالله كلّهم جاءوا عن مشرق الأمر بكتاب وصحيفة ولوح عظيم وأوتوا كلّ واحد منهم على ما قدّر لهم وهذا من فضلنا عليهم إن أنتم من العارفين، وكلّهم بلّغوا رسالات ربّهم وبشّروا النّاس برضوان الله المهيمن العزيز القدير وأخرجوا النّاس من الظّلمات إلى النّور وبشّروهم بلقاء الله كما أنتم قرأتم في صحف الأوّلين حتّى إذا بلغ الأمر إلى وجهه العزيز المقدّس المتعالي المنير إِذًا احتجب نفسه في ألف حجاب لئّلا يعرفه من أحد بعد الّذي كان ينزّل عليه الآياتِ من كلّ الجهات وما أحصاها أحد إلاّ الله ربّك وربّ العالمين، فلمّا تمّ الميقات السّتر إذًا أظهرنا عن خلف ألف ألف حجاب من النّور نورًا من أنوار وجه الغلام أقلّ من سمّ الإبرة إذًا انصعقت أهل ملإِ العالين ثمّ سجدّت وجوه المقرّبين وظهر بشأن ما ظهر مثله في الإبداع بحيث قام بنفسه بين السّموات والأرضين...
آثار قلم أعلى ج4، ص24 – 25قل تالله من شرب من هذا الكأس لن يظمأ أبدًا ويجعله الله غالبًا على من في السّموات والأرضين إن يكون مستقيمًا في حبّ مولاه ولن يضطرب من خطرات الشّياطين... قل تالله إنّ الانقطاع محبوبٌ إلاّ عن جمالي المشرق المقدّس المنير وكلّ السّؤال حرام إلاّ عن نفسي المقدّس العليم الحكيم وكلّ الصّمت محبوب إلاّ عن ذكري المتعالي المتباهي العزيز المنيع... قل تالله هذا لنبأ الّذي كان عظيمًا في عُلى العماء ثمّ كبيرًا في ملأ البقاء وتقشعرّ عنه جلود المشركين... إيّاكم أن لا تختلفوا في هذا النّبإ ولا تضطربوا عن الّذينهم كفروا وأشركوا وكانوا من المعْرضين. قل يا قوم تالله هذا نبأ الله فيكم وظهوره بينكم وسلطانه بين السّموات والأرضين...
آثار قلم أعلى ج4، ص27 – 30... ويا قوم أن اتّبعوا ملّة الله وسننه وذروا ما بين أيديكم وخذوا ما أمرناكم به ولا تكوننّ من الّذينهم إذا يؤمرون بأمر لا يعملون. فاجتنبوا عن كبائر الإثم وهي الإعراض عن بدايع كلماتي، قل إنّ كلمات الله لهي العليا إن أنتم تشعرون. ثمّ أصلحوا ذات بينكم بحيث لن يهبّ منكم إلاّ روائحُ الله ولن يُشهد في وجوهكم إلاّ نضرةُ الفردوس وتكوننّ من الّذينهم في كلّ أمر يفرحون وإذا يمسّهم الذّلّة والبأساء والضّراء في كلّ ما كان من البلايا ويكون، هم يصبرون في سبيل بارئهم ويتوكّلون على الله ثمّ إلى مرضاته هم متوجهون ولا يصدّهم استكبار الّذينهم استكبروا ولا إعراض الّذينهم أعرضوا ولا مجادلة الّذينهم جادلوا بعد الّذي بلغت الحجّة إلى أقصى الغاية وتمّت نعمة الله عليهم وعلى الّذين هم موقنون بما ينزّل عليهم من آيات الله ولا يحزنهم غلّ الّذينهم كفروا بها بعدما استيقنتها أنفسهم وكذلك كانوا أن يفعلون بذلك أمرناهم من قبل ونأمرهم حينئذٍ بالفضل ليكوننّ من الّذينهم كانوا بأمر الله هم عاملون.
آثار قلم أعلى ج4، ص33 – 34... أنتم يا جند الله طهّروا قلوبكم عن ذكر هؤلاء ثمّ قوموا على نصر الله وأمره ثمّ خذوا كتاب الله بقوّة من عندنا ولا تلتفتوا إلى المشركين وما يقولون لأنّ اليوم ما بقي لهم من حجّة ولن ينفعهم شيء إلاّ ضرب الأعناق من سيوف الله العزيز المقتدر السّخّار تالله أنتم يا ملأ الأحباب لو تشربون من هذا الكأس الّتي تنقطع بها النّفوس عن كلّ ما سواه ويرفعهم إلى مقام لن يخافَنَّهم شيءٌ عمّا في السّموات والأرض ولن يضطّربَنَّهم قلّتُهم ولا كثرة الفجّار فوالله الّذي لا إله إلاّ هو لو يقوم واحد منكم على نصرة أمرنا ليغلِّبه الله على مائة ألف ولو ازداد في حبّه ليغلِّبه الله على من في السّموات والأرض كذلك نفخنا حينئذٍ روحَ القدْرة في كلّ الأشطار ليستقدرنّ به سكّان الفردوس في أيّ شطر كان وينصرُنّ اللهَ بارئهم في كلّ ليالي وأنهار. ثمّ اعلموا بأنّ الّذين كانت قلوبهم متعلّقة بشيء عمّا في السّموات والأرض لن يقدرُنّ أن يدخلُنّ ملكوتي لأنّ الله قدّس هذا المقام عن دونه وجعله موطن الأبرار...
آثار قلم أعلى ج4، ص45 – 46... قل يا قوم لا تفعلوا كما فعلوا أمّةُ الفرقان ولا تدعوا زمام عرفانكم بيد أحدٍ أن اغتنموا الفضل في تلك الأيّام ثمّ بعيونكم فاشهدون. وإذا تتلى عليكم آيات ربّكم لا تنقلبوا على أعقابكم ولا تكونُنّ من الّذينهم يعترضون بآيات الله ثمّ على مقاعدهم يستهزئون. أن يا ذبيح قد ذُبِحتُ في كلّ حين في عشرين من السّنين ولا يعلم ذلك إلاّ ربّك العزيز المحبوب ثمّ اعلم بأنّ ذبيح القبل إذا أراد مشهد الفنا جاءه الفداء من سماء البداء وهذا الذّبيح ما قبل الفداء وذبح بسيف البغضاء من هؤلاء الفجّار الّذين لا يشعرون ما يفعلون وإنّك لو تقدّس المنظر عن إشارات البشر وتصعد إلى منظر الأكبر لتشهد رأسه مرفوعًا على رمح النّفاق في شطر الآفاق وتبكي عليه كبكاء العاشقين الّذين منعهم مقادير القضاء عن الورود على مقعد عزٍّ محبوب...
آثار قلم أعلى ج4، ص105 – 106... أن يا محمّد اسمع نداء ربّك عن هذا المقام الّذي لن يصل إليه أيدي الممكنات ولا أفئدة الموجودات ولا حقايق الّذينهم نعسوا في أقلّ من آن في هذا الأمر المقدّس العزيز المستور... وكن متخلّقًا بأخلاقي بحيث لو يبسط عليك أحد أيادي الظّلم أنت لا تلتفت إليه ولا تعترض به دع حكمه إلى ربّك القادر العزيز القيّوم. كن في كلّ الأحوال مظلومًا تالله هذا من سجيّتي ولا يعرفها إلاّ المخلصون ثمّ اعلم بأنّ تأوّه المظلوم حين اصطباره لأعزّ عند الله عن كلّ عمل لو أنتم تعلمون أن اصبر فيما يرد عليك فتوكّل في كلّ الأمور على الله ربّك وإنّه يكفيك عن ضرّ ما خُلِق ويخلق ويحفظك في كنف أمره وحصن ولايته وإنّه ما من إله إلاّ هو له الخلق والأمر وكلّ به يستنصرون وإن يغتبك نفس أنت لا تفعل به كما فعل لئلاّ تكون مثله ثمّ أعرض عنه وتوجّه إلى خباء القدس في هذا السّرادق المقدّس المرفوع كن بين النّاس كتلال المسك لتفوح منك روائح القدس بينهم لعلّ تجذبهم إلى فناء قدس محبوب...
آثار قلم أعلى ج4، ص 59 – 61... قل أنتم يا ملأ البيان لن ينطق روح التّبيان في قلوبكم إلاّ بعد حبّي وهذا من أصل الدّين إن أنتم من الموقنين. قل يا ملأ الفرقان تالله قد جاءكم الحقّ وما يفرّق به الأديان ويفصل به بين الحقّ والباطل اتّقوا الله ولا تكوننّ من المعرضين قل أن يا أهل الكنائس لا تضربوا على النّاقوس بما ظهر ناقوس الأعظم في هذا النّاقور الّذي ظهر على هيكل الآيات بين الأرضين والسّموات ويصحّ بالحقّ على هذا الاسم المشرق الظّاهر اللّميع قل إنّه هو الّذي نزّلت الآيات بأمره وسطّر كلّ الألواح بإذنه ويشهد بذلك ما يفوح من هذا المسك الّذي جرى عن عين الكافور من هذا القلم الأقدم القديم. قل إنّه لينطق في كلّ حين بآيات الّتي يعجز عنها عقول العقلاء وعرفان العرفاء وأفئدة البالغين. قل هذا ما وُعِدتم به في كتب الله إن أنتم من العارفين وهذا ما حُقِّق به الحقُّ في أزل الآزال ويُحَقّق به إلى أبد الآبدين...
آثار قلم أعلى ج4، ص 66 – 67... بلّغ أمر مولاك إلى كلّ من في السّموات والأرض إن وجدت مقبلاً فأظهر عليه لآلي حكمة الله ربّك فيما ألقاك الرّوح وكن من المقبلين وإن وجدت معرضًا فأعرض عنه فتوكّل على الله ربّك وربّ العالمين. تالله الحقّ من يفتح اليوم شفتاه في ذكر اسم ربّه لينزل عليه جنود الوحي عن مشرق اسمي الحكيم العليم وينزلُنّ عليه أهل ملإ الأعلى بصحائفَ من النّور وكذلك قدّر في جبروت الأمر من لدن عزيز قدير ولله خلف سرادق القدّس عباد يظهرُنّ في الأرض وينصرُنّ هذا الأمر ولن يخافُنّ من أحد ولو يحاربنّ معهم كلَّ الخلائق أجمعين. أولئك يقومُنّ بين السّموات والأرض ويذكُرُنّ الله بأعلى ندائهم ويدعون النّاس إلى صراط الله العزيز الحميد. أن اقتدِ بهؤلاء ولا تخف من أحد وكن من الّذين لا يحزنهم ضوضاء النّاس في سبيل بارئهم ولا يمنعهم لومة اللاّئمين...
آثار قلم أعلى ج4، ص109... قل يا أهل البهاء لا تحزنوا عمّا ورد علينا ثمّ اصبروا في البأساء وتوكّلوا على ربّكم الرّحمن الرّحيم ثمّ اركبوا على سفينة الحمراء باسمي الأبهى وسيروا في بحور الكبرياء ولا تلتفتوا إلى أهل الأرض والسّماء تالله كلّكم هُلِكوا في غمرات الفناء إلاّ من تمسّك بهذا الفُلْك المقدّس المحكم العزيز المتين وإنّا لو نلقي عليكم ما يحزن به فؤادكم لم يكن مقصودنا إلاّ اطّلاعكم بما ورد علينا من عبادنا وإلاّ فوالّذي بيده نفس البهاء بعوضة الّتي يطير في فِناء أحد من أحبّائي ليكون غالبًا على هؤلاء ومثلائهم بل لو يأذنها الله ليبلّغ كلّهم بنَفَس واحد كذلك كان ربّك قادرًا على كلّ شيء ومقتدرًا على العالمين ولكن صبرنا وسترنا بما كنّا ناظرًا إلى شطر القضاء في جبروت الإمضاء وما اطّلع به أحد من الخلائق أجمعين. وليتمّ حجّة الله على خلقه وبرهانه على بريّته ودليله لأهل مملكته وإنّه لهو الحاكم على ما يشاء يحكم كيف يريد.
آثار قلم أعلى ج4، ص132... قل يا قوم فاصبروا على ما رُشّ عليكم من رشحات بحر القضاء ثمّ اذكروا هذا الجمال الّذي وقع في بئر الظّلماء بما اكتسبت أيدي الأشقياء فتوكّلوا في كلّ الأمور على الله الّذي خلقكم بأمر من عنده وإنّه يحرسكم عن كلّ مشرك مردودًا إيّاكم أن لا تختلفوا بينكم أن اتّحدوا على حبّ الله وأمره وكونوا كنفس واحدة تالله هذا أحبّ عند ربّكم عن كلّ أمر محبوبًا وبذلك تضطرب أركان المشركين وينكسر ظهر كلّ فاجر مبغوضًا إيّاكم إيّاكم عن الفساد والاختلاف لأنّ بذلك يرجع الضّرّ إلى سدرة قدس مرفوعًا. كونوا أدلاّء الله على أرضه وأمنائه في بلاده تالله الحقّ فسوف يفنى الملك وما فيه وعليه ويبقى لكم ما نُصحتم به من قلم عزّ مشهودًا قدّسوا أنفسكم عن كلّ ما يحدث به النّفاق بينكم ليشهَدكم الله مطهّرًا عن كلّ دنس وعن كلّ ما لا يحبّه رضاه وهذا ما أمرتم به في ألواح قدس ممنوعًا كذلك وصّاكم قلم الرّحمن حين الّذي أحاطته الأحزان من كلّ الأشطار وكفى بالله على ذلك شهيدًا.
آثار قلم أعلى ج4، ص136... وإنّك إن وجدت نفسك وحيدًا في أمري إذًا لا تضطرب ثمّ استقم لأنّ بذلك يثبت أمرُ الله إن أنت من ذي بصر منير لأنّ أحبّائي هم لئالئ الأمر ومن دونهم حصاة الأرض ولا بدّ أن يكون الحصاة أزيد عن لؤلؤ قدس ثمين وواحد من هؤلاء عند الله خير من ألف ألف نفس من دونهم كما أنّ قطعة من الياقوت خير من ألف جبال من حجر متين... وقل يا رضا أتضحك في نفسك بعد الّذي تبكي عيون القدم بما ورد عليه من ضرّ الشّياطين أتسكن على مقاعد الرّاحة وكان جسد نفس الله مضطربًا من لدغ الثّعبان في كلّ الأيّام بل في كلّ حين أن يا رضا قم على الأمر ثمّ انصر ربّك ولا تصبر أقلّ من آنٍ لأنّك اسمُ الأعظم في ألواح قدس حفيظ... قل إنّ ظهوري سلطنتي وحجّتي نفسي ودليلي جمالي وجندي توكّلي وحزبي قدرتي وبرهاني قيامي في مقابلة العالمين في أيّام الّتي قامت عليّ الملل والدّول ومن دونهما جنود الأرض كما سمعتم وكنتم من السّامعين...
آثار قلم أعلى ج4، ص188 – 189... هذا لوح فيه بعث الله اسمه العادل ونفخ منه روح العدل في هياكل الخلايق أجمعين ليقومَنّ كلّ على العدل الخالص ويحكموا على أنفسهم وأنفس العباد ولا يتجاوزوا عنه على قدر نقير وقطمير... أن يا ذلك الاسم إنّا جعلناك زينة للملوك طوبى لهم إن يزيّنوا هياكلهم بك ويعدلوا بين النّاس بالحقّ الخالص ويحكموا بما حكم الله في كتابه المحكم القديم. ما قُدّر لهم زينة أحسن منك وبك يظهر سلطنتهم ويعلو ذكرهم ويذكر أسمائهم في ملكوت الله العزيز العظيم ومن جعل نفسه محرومًا منك إنّه عريّ بين السّموات والأرض ولو يلبس حرر العالمين. أن يا معشر الملوك زيّنوا رؤوسكم بأكاليل العدل ليستضيء من أنوارها أقطار البلاد كذلك نأمركم فضلاً من لدنّا عليكم يا معشر السّلاطين فسوف يُظهر الله في الأرض ملوكًا يتّكئون على نمارق العدل ويحكمون بين النّاس كما يحكمون على أنفسهم أولئك هم خيرة خلقي بين الخلائق أجمعين...
آثار قلم أعلى ج4، ص245 – 248... يا قلم الأبهى بشّر الملأ الأعلى بما شقّ حجاب السّتر وظهر جمال الله من هذا المنظر الأكبر بالضّياء الّذي به أشرقت شموس الأمر عن مشرق اسمه العظيم، فيا مرحبًا هذا عيد الله قد ظهر عن أفق فضل منيع، هذا عيد فيه زيّن كلّ الأشياء بقميص الأسماء وأحاط الجود كلّ الوجود من الأوّلين والآخِرين، فيا مرحبًا هذا عيد الله قد أشرق عن مطلع قدس لميع... تالله هذا عيد فيه ظهر جمال الهويّة من غير ستر وحجاب بسلطان ذلّت له أعناق المنكرين، فيا مرحبًا هذا عيد الله قد ظهر بسلطان عظيم، هذا عيد فيه رُفع القلم عن الأشياء بما ظهر سلطان عظيم، هذا عيد فيه رفع القلم عن الأشياء بما ظهر سلطان القدم عن خلف حجاب الأسماء، إذًا يا أهل الإنشاء سُرُّوا في أنفسكم بما مرّت نسائم الغفران على هياكل الأكوان ونُفخ روح الحيوان في العالمين، فيا مرحبًا هذا عيد الله قد ظهر عن مطلع قدس لميع، إيّاكم أن تجاوزوا عن حكم الأدب وتفعلوا ما تكرهه عقولكم ورضائكم هذا ما أمرتم به من قلم الله المقتدر القدير فيا مرحبًا هذا عيد الله قد ظهر عن أفق فضل منيع...
الأيّام التّسعة، ص136 – 137... قل يا ملأ الفرقان تفكّروا في كتاب الّذي نزّل على محمد بالحقّ بحيث ختم فيه النّبوّة بحبيبه إلى يوم القيامة وهذه لقيامة الّتي فيها قام الله بمظهر نفسه وأنتم احتجبتم عنها كما احتجبوا ملل الأرض عن قيامة محمّد من قبل وكنتم في بحور الجهل والإعراض مغروقًا، قل أما وعدتم بلقاء الله في أيّامه فلما جاء الوعد وأشرق الجمال عن أفق الجلال أغمضتم عيونكم وحُشرتم في أرض الحشر عميًا، قل أما نزّل في الفرقان بقوله الحقّ كذلك جعلناكم أمّة وسطًا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا، وفسّرتم هذه الآية بأهواءِ أنفسكم وكنتم موقنًا معترفًا بما نزّل بالحقّ لا يعلم تأويله إلاّ الله والرّاسخون في العلم ومع إيقانكم بذلك أوّلتم كلمات الله وفسّرتم بعد الّذي كنتم عن ذلك ممنوعًا، وقمتم بالإعراض والإنكار للرّاسخين في العلم بل تقتلونهم كما قتلتموهم من قبل وكنتم بأعمالكم مسرورًا، فأفٍّ لكم وبما اكتسبت أيديكم وبما تظنون في أمر الله...
الأيّام التّسعة، ص118... هذا يوم فيه يقول اللاّهوت طوبى لك يا ناسوت بما جُعلت موطيء قدم الله ومقرّ عرشه العظيم ويقول الجبروت نفسي لك الفداء بما استقرّ عليك محبوب الرّحمن الّذي به وعد ما كان وما يكون، هذا يوم فيه استعطر كلّ عطر من عطر قميص الّذي تضوّع عرفه بين العالمين، هذا يوم فيه فاض بحر الحَيوان من فم مشيّة الرّحمن هلّموا وتعالَوا يا ملأ الأعلى بالأرواح والقلوب، قل هذا مطلع الغيب المكنون لو أنتم من العارفين وهذا مظهر الكنز المخزون إن أنتم من القاصدين، وهذا محبوب ما كان وما يكون لو أنتم من المقبلين... قل يا ملأ الإنشاء دعوا ما عندكم باسمي المهيمن على الأسماء وتغمّسوا في هذا البحر الّذي فيه ستر لئالئ الحكمة التّبيان وتموّج باسمي الرّحمن، كذلك يعلّمكم من عنده أمّ الكتاب، قد أتى المحبوب بيده اليمنى رحيق اسمه المختوم، طوبى لمن أقبل وشرب وقال لك الحمد يا منزّل الآيات...
الأيّام التّسعة، ص155 – 157... وقل يا أهل ملأ العظمة في سرادق الكبرياء... عيّدوا في أنفسكم في هذا العيد الأكبر الّذي فيه يسقي الله بنفسه رحيق الأطهر على الّذين هم قاموا لدى الوجه بخضوع محبوب ثمّ زيّنوا أنفسكم من حرر الإيقان ثمّ أجسادكم من سندس الرّحمن بما ظهر وأشرق ثمّ طلع وأبرق نور عن مشرق الجبين وسجد عند ظهوره كلّ من في السّموات والأرض إن أنتم تفقهون، قل تالله الحقّ ما ظهر كلّ شبهه في الإبداع ومن أقرّ بغير ذلك شهد بغير ماشهد الله ويكون من المشركين في ألواح عزّ محفوظ، قل بهذا النّور خُلِق خَلْق اللاهوت وحقائقها وبعثت هياكل أهل الجبروت وذواتها وبه خلق الله عوالم لا لها من بداية ولا من نهاية وما اطّلع بها أحد إلاّ من شاء ربّه كذلك نلقي عليكم الأسرار لعلّ أنتم في آثار الله تتفكّرون، قل هذا لنور قد خضعت عند تجليه كلّ الأعناق وسجدت لدى ظهوره أرواح المقربين ثمّ أفئدة المقدّسين ثمّ حقائق المسبّحين ثمّ عباد مكرمون...
الأيّام التّسعة، ص160 – 161... وأنتم يا ملأ البيان فاصبروا في أيّام الفانية ولا تجزعوا عمّا فات عنكم من زخارف الدّنية ولا تفزعوا عن شدائد الأمور الّتي كانت في صحائف القدرة مقدورًا، ثمّ اعلموا بأنّ قدّر لكلّ الحسنات في الكتاب جزاءً محدودًا إلاّ الصّبر وهذا ما قضي حكمه على محمّد رسول الله من قبل وإنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب... ثمّ اعلموا بأنّ الله جعل الصّبر قميص المرسلين بحيث ما بعث من نبيّ ولا من رسول إلاّ وقد زيّن الله هيكله برداء الصّبر ليصبر في أمر الله وبذلك أخذ الله العهد عن كلّ نبيّ مرسولاً، وينبغي للصّابر في أوّل الأمر بأن يصبر في نفسه بحيث يمسك نفسه عن البغي والفحشاء والشّهوات وعن كلّ ما أنهاه الله في الكتاب ليكونَنّ في الألواح من الصّابرين مكتوبًا، ثم يصبر في البلايا فيما نزل عليه في سبيل بارئه ولا يضطرب عند هبوب أرياح القضاء وتموّج أبحر القدر في جبروت الإمضاء ويكون في دين الله مستقيما...
الأيّام التّسعة، ص115قد طلع جمال القدس عن خلف الحجاب وإنّ هذا لشيء عُجاب، وانصعقت الأرواح من نار الانجذاب وإنّ هذا لأمرٌ عُجاب، ثم أفاقت وطارت إلى سرادق القدس في عرش القِباب وإنّ هذا لسرّ عُجاب، قل كشفت حور البقاء عن وجهها النِّقاب وتعالى جمال بدع عُجاب، وأشرقت أنوار الوجه من الأرض إلى السّحاب وإنّ هذا لنور عُجاب، ورمت بلحاظها رمي الشّهاب وإنّ هذا لرمي عُجاب، وأحرقت بنار الوجه كلّ الأسماء والألقاب وإنّ هذا لفعل عُجاب، ونظرت بطرْفها إلى أهل الأرض والتّراب وإنّ هذا لطرْف عُجاب، إذًا اهتزّت هياكل الوجود ثم غاب وإن هذا لموت عجاب ثم ظهرت منها الشّعرة السّوداء كطراز الرّوح في ظلمة العُقاب وإنّ هذا للون عُجاب، وسطعت منها روائح الرّوح والأطياب وإنّ هذا لمسك عُجاب، بيدها اليمنى الخمر الحمراء وفي اليسرى قطعة من الكباب وإنّ هذا لفضل عُجاب، وكفُّها بدم العشّاق محمرّ وخُضاب وإنّ هذا لأمر عُجاب.
الأيّام التّسعة، ص138إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الرّحمن الرّحيم إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا السّلطان العظيم إنّي أنا الذي خُلِقت الموجودات بأمري وذرئت الممكنات جودًا من عندي وأنا المقتدر على ما أشاء وأنا العليم الحكيم. وبأمري أشرقت الشّمس عن أفق السّماء وغنّت عندليب القدس بأنّ هذا لجمالُ الله في ناسوت البداء وظهور الله في ملكوت العلى وبطون الله في جبروت البقاء وساذج القدم في هذا القميص المنير البيضاء كذلك كنت من أوّل كلّ أوّل إلهًا فردًا أحدًا وترًا صمدًا باقيًا دائمًا حيًّا مريدًا مقتدرًا عزيزًا قيّومًا وأكون سلطانًا ملكًا حكمًا عالمًا قادرًا أزلاً أبدًا حيًّا دائمًا كائنًا معبودًا.
آثار قلم أعلى ج4 (المقدمة)... هل كان من ذي روحٍ ليقول لم أو بم أو ينطق بين يدينا لا فو نفسي العزيزِ العليمِ ذلّت كلُّ الرّقاب لوجهيَ العزيز الجميل وخضعت كلّ الأعناق لسلطانيَ العزيز الجميل وخضعت كلّ الأعناق لسلطانيَ العزيز المنيع. قد كُنز في هذا الغلام من لحن لو يظهر أقل من سُمّ الإبرة لتندكّ الجبال وتصفرّ الأوراق وتسقط الأثمار من الأشجار وتخرّ الأذقان وتتوجّه الوجوه لهذا الملك الذي تجده على هيكل النّار في هيئة النّور ومرّة تشهده على هيئة الأمواج في هذا البحر الموّاج ومرّة تشهده كالشّجرة التي أصلها ثابت في أرض الكبرياء وارتفعت أغصانها ثمّ أفنانها إلى مقام الذي صعدت عن وراء عرش عظيم، ومرّة تجده على هيكل المحبوب في هذا القميص الذي لن يعرفه أحد من الخلائق أجمعين. ولو يريدون عرفانه إذًا ينصعقون في أرواحهم إلاّ من أتى ربّه بقلب سليم...
آثار قلم أعلى ج4، ص2 – 3...فلمّا أخذ فرح الله كلّ ما سواه فكّ الرّوح الأعظم شفتيه مرّة أخرى، نادى وقال يا أهل ملكوت السّموات والأرض ثم يا أهل جبروت الأمر والخلق طوبى لآذانكم بما سمعت آيات الوصل والوصال، إذًا فاستمعوا حديث البعد والفراق بما أراد أن يخرج عن شطر العراق نيّر الفراق بما أكّد هذا الميثاق في أوراق الله المقتدر العليم الحكيم. قد فزع بهذا النّداء سكّان الأرض والسّماء وارتفع ضجيجهم ثم صريخهم على شأن خرّت الوجوه على التّراب بحزن عظيم. فيا عجبًا من هذا الفراق الأصعب العظيم، وتحيّر بهذا النّداء ملأ الغيب والشهود وبلغوا في تلك الحالة إلى مقام نست الكاف ركنها النّون والحبيب جمال محبوبه العزيز الحميد، فوا حزنًا من هذا القضاء المثبت المبين. فلمّا بلغ الأمر إلى هذا المقام تحرّك جمال القدم في نفسه وتحرّكت كلّ الأشياء في سرّها وجهرها إلى أن قام وقامت بقيامه قيامة العظمى بين السّموات والأرضين...
الأيّام التّسعة، ص168 – 169... قل يا ملأ البيان تالله قد ظهر عليّ في قميص أخرى وإنّه سمّي في ملكوت الأسماء بالحسين وفي جبروت البقاء بالبهاء وفي لاهوت العماء بهذا الاسم الّذي ظهر على هيكل الغلام فتبارك الله أحسن الخالقين. قل يا معشر البشر تالله الحقّ قد ظهر مظهر القدر في هذا المنظر الأكبر بطراز الّذي تحيّرت عنه أفئدة كلّ ذي ذكاءٍ ونظر. قل يا ملأ المشركين بأيّ جهة تفرّون بالله لم يكن لأحدٍ مفرّ إلاّ بأن ينقطع عمّا عنده ويتمسّك بهذا الحبل الدّرّيّ الأنور. قل تالله إنّه لآية الكبرى بينكم وجمال الله فيكم وإنّه لسرّ مستتر وإنّه لقهر الله على المشركين وإنّ قهره أدهى وأمرّ. قل به يعذّب الله الّذينهم كذّبوا بآيات الله ثمّ بالقدر. قل ففرّوا إلى الله ربّكم ولا تشركوا به وإنّ إليّ المستقرّ. قل إنّا لو نريد لننشئ خلقًا آخر وإنّا كنّا على كلّ شيءٍ لقادرٍ مقتدر. كلّ شيء في قبضة قدرتنا ويعرف ذلك كلّ ذي علم وفكر. قل يا قوم إن تكفروا بهذه الآيات فبأيّ حديث آمنتم بعليّ من قبل فتبيّنوا يا ملأ الحُمُر...
آثار قلم أعلى ج4، ص9 – 10أن يا ملأ الأرض والسّماء أن استمعوا شهادة الله من لسان ربّكم الأبهى، إنّه شهد لنفسه بنفسه قبل أن ترفع سماء أمره وسحاب قضائه بأنّهم لا إله إلاّ هو، والّذي ظهر إنّه لاسم الأعظم به ثبت برهان القدم وحجّته على من في السّموات والأرضين، شهد الله لنفسه بنفسه بأنّه لا إله لا هو، والّذي أتى بالحقّ إنّه مظهر أسمائه الحسنى ومطلع صفاته العليا، به دلع لسان الفجر عن أفق البقاء ونطق الرّوح الأعظم عند سدرة المنتهى، بأنّه هو المقصود في مدائن الأسماء والمذكور في ألواح الّتي نزّلت من سماء مشيّة ربّكم مالك الأرض والسماء، وإنّه لسبب الأعظم بين الأمم قد ظهر لحيوة العالمين، شهد الله لذاته بذاته قبل خلق الممكنات وقبل ظهور الأسماء والصّفات بأنّه لا إله إلاّ هو، والّذي أتى على سحاب القضاء إنّه لوديعة الله بينكم ومظهر ذاته فيكم وإنّا حينئذ من أفقه نشهد ونرى وندعو من في الأرض والسّماء بهذا الجمال الّذي منه قرّت أهل الفردوس...
الأيّام التسعة، ص 166... وتوقف في الرضوان جمال الرحمن إثني عشر يومًا وفي كلّ يوم وليلة يطوفنّ حول حول سرادق العظمة وخباء العصمة قبائل ملإ الأعلى والملائكة المقربين وأرواح المرسلين ويحفظنّ ويحرسنّ أهل الله من جنود الشياطين فتبارك الله الذي أظهر هذا الرضوان العزيز المنيع، وفي حين ينزلنّ أهل غرفات الجنان بأباريق من كوثر الظّهور وأكواب من السّلسبيل الطّهور ويسقينّ بها أهل خباء المجد وفسطاط عزٍّ منير، فتبارك الله مظهر هذا الفضل الأمنع المحيط، فلمّا تمّ ميقات الجلوس وأتى حكم الرّكوب إذًا قام جمال الرّحمن وخرج عن الرّضوان وركب على خير الحصان، فتبارك السّبحان الذي ظهر بين الأكوان بسلطانه الذي استعلى على السّموات والأرضين، فلما خرج ضجّ الرّضوان وأشجاره وأوراقه وأثماره وجداره وهواؤه ثم أرضه وبنائه واستبشر أهل البراري والصّحاري ثم كثيبها وترابها، كذلك استوى جمال الكبرياء على الرّفرف الحمراء بما كان ناظرًا الى حكم القضاء الّذي رقم من إصبع الله العليّ الأبهى على الورقة المباركة البيضاء...
الأيّام التسّعة، ص 171... هلمّوا وتعالوا يا ملأ الأسماء ثم اسرعوا وتقربوا يا ملأ الأعلى هلّلوا وتهرولوا يا أهل الإنشاء أن استمعوا يا أهل الأرض ندائي الأحلى مرّة أخرى ولا تحرموا أنفسكم عمّا قدّر لكم في ملكوتيَ الأعلى. أن انظروا ثم تفرّسوا إن بيدي اليمنى صحيفتي الحمراء وفي اليسرى رحيقي الأصفى الّذي فكّ ختمه باسمي الأبهى، تالله به ماج البحر الأعظم ومرّت الجبال وأخذت الزّلازل قبائل الأرض في الأقطار. وبه انفطرت سماء الأوهام وانشقّت أراضي قلوب الّذين كفروا بالمبدء والمآب والحمد لله الذي أسمع أحبائه حفيف أفنانه على السّدرة الّتي أحاطت ظلالها الآفاق تبارك وتعالى من أسمعهم ندائه ودعاهم بنفسه لنفسه وعرّفهم جماله وطيّرهم في هوائه وعلّمهم صراطه وألهمهم ذكره وثنائه وأشرح صدورهم لبيانه وقلوبهم لاستوائه ورزقهم رحيق وحيه وكوثر إلهامه وأنطقهم بكلماته إنّه لهو الفرد الذي لا يضرّه همزات المشركين والواحد الذي لا يمنعه شِرك الشّياطين...
آثار قلم أعلى ج6، ص 304 – 305...إيّاكم يا أحبّائي أن تنكروا فضل عبادي الحكماء الذين جعلهم الله مطالع اسمه الصّانع بين العالمين أفرغوا جهدكم ليظهر منكم الصّنائع والأمور الّتي بها ينتفع كلّ صغير وكبير. إنا نتبرّأ عن كلّ جاهل ظنّ بأنّ الحكمة هو التّكلّم بالهوى والإعراض عن الله مولى الورى كما نسمع اليوم من بعض الغافلين. قل أوّل الحكمة وأصلها هو الإقرار بما بيّنه الله لأنّ به استحكم بنيان السّياسة التي كانت درعًا لحفظ بدن العالم تفكّروا لتعرفوا ما نطق به قلمي الأعلى في هذا اللّوح البديع. قل كلّ أمر سياسيّ أنتم تتكلّمون به كان تحت كلمة من الكلمات الّتي نزّلت من جبروت بيانه العزيز المنيع.
لوح الحكمة، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 129... سخّرْ مدائن القلوب بهذا الذّكر الأعظم وكن مناديًا بين الأمم بهذا الاسم الّذي به أخذت الزلازل كلّ القبائل ونادت الصّخرة بأعلى الصّيحة قد أتى المختار بسلطان العظمة والاقتدار لعمري لو يتوجّه أحد بقلبه إلى قبلة الوجود ليجد رائحة التّقديس من هذا القميص الّذي به فاحت نفحات الرحمن في الدّيار. كم من عالم احتجب اليوم وكم من جاهل سرع إلى أن دخل ملكوت ربّه الغني المتعال. كم من ذي حكمة منعته الاوهام وكم من صبيٍّ كسّر الأصنام بسلطان ربه المقتدر العزيز العلام. طوبى لمن أخذته نفحات الآيات على شأن خرق الأحجاب قام وقال يا قوم قد أتى القيّوم أن انظروا يا أولي الأبصار... توكّل عليه في كل الأمور ينبغي أن يكون مرادك ما أراده الله لأنّك أنت الاسم الأوّل في الكتاب. قد قضينا لك ولذريّتك ما يثبت به ذكركم في الإبداع. إنّا قدّرنا لك ما لا أدركْتَه اليوم لعمري لو تعرف تخرّ على التّراب وتقول لك الحمد يا من أحاط فضلك الكائنات...
كتاب مبين، ص 98... يا ملأ الأرض اعلموا ان أوامري سرج عنايتي بين عبادي ومفاتيح رحمتي لبريتي كذلك نزّل الأمر من سماء مشيّة ربّكم مالكِ الأديان. لو يجد أحدٌ حلاوة البيان الّذي ظهر من فم مشيّة الرّحمن لينفق ما عنده ولو يكون خزائن الأرض كلّها ليثبت أمرًا من أوامره المشرقة من أفق العناية والألطاف. قل من حدودي يمرّ عرْف قميصي وبها تنصب أعلام النّصر على القنن والأتلال. قد تكلّم لسان قدرتي في جبروت عظمتي مخاطبًا لبريّتي أن اعملوا حدودي حبًّا لجمالي طوبى لحبيبٍ وجد عرف المحبوب من هذه الكلمة الّتي فاحت منها نفحات الفضل على شأنٍ لا توصف بالأذكار. لعمري من شرب رحيق الإنصاف من أيادي الألطاف إنّه يطوف حول أوامري المشرقة من أفق الإبداع...
الكتاب الأقدس، ص 3... فاعرف بأنّ للحيوة مقامين مقام يتعلّق بظاهر البشريّة في جسد العنصريّة وهذا معلوم عند جنابك وعند كلّ من على الأرض بمثل الشّمس في وسط السّماء. وهذه الحياة تفنى من موت الظّاهريّة وهذا حقّ من عند الله ولا مفرّ لأحد. وأمّا الحياة الّتي هي المذكور في كتب الأنبياء والأولياء لم يكن إلا الحياة العرفانيّة أي عرفان العبد آية تجلّي مجلّيه بما تجلّى به بنفسه وإيقانه بلقاء الله في مظاهر أمره وهذه هي الحياة الطيّبة الباقّية الدّائمة الّتي من يحيى به لن يموت أبدًا ويكون باقيًا ببقاء ربّه ودائمًا بدوام بارئه والحياة الأوّليّة الّتي كانت متعلّقة بالجسد العنصريّة ينفد بما نزّل من عند الله "كلّ نفس ذائقة الموت" والحياة الثّانويّة الّتي كانت من المعرفة ما تنفد كما نزّل من قبل فلنحيينّه حياة طيّبة. وفي مقام أخرى في ذكر الشّهداء "بل أحياء عند ربّهم يرزقون"، وما ورد في الأخبار "المؤمن حيّ في الدّارين"...
آثار قلم أعلى ج3، ص 54 – 55... أن يا قرّة البقاء قل تالله إنّا ما نزّلنا في الألواح كلمة على لحن البديع عمّا ألقينا على القلم من أسرار القدم لأَنّا وجدنا ملأ البيان في سكر وغفلة ووهم لن يقاس بملل الأخرى لذا ستَر عنهم هيكل الكبرياء جماله الأنور الأعلى بألف ألف حجاب من النّور لئلا يرتدّ إليه الأبصار من هؤلاء الخائنين. إذًا فابكِ بما ورد عليّ من الّذينهم كفروا وأشركوا وكانوا في أنفسهم لَمِن المحتجبين. فوالله ما مسّنا من الأحباب لأشدّ وأعظم عما مسّتنا من الكافرين تكاد أن تنفطرَ السماء وتنشقَّ الأرض وتُنسف الجبال وتنعدم قوائم العرش وتنهدم أركان الفردوس وتحرق أفئدة المقربين. اذًا يبكي قلم الأمر وتضجّ ورقاء البقاء وتصحّ حمامة العماء بما أراد الله أن يُثْبِت لعباده إيمانه بعد الّذي كلٌ خلقوا بأمره ويشهد بذلك كل ما خلق بين السّموات والأرضين. قل يا قوم إنّا آمنا برسل الله وصفوته وبما نزل عليهم من آيات الله العزيز المنزل الكريم...
آثار قلم أعلى ج4، ص 52... قد اخترنا البلايا لإصلاح العالم واتحاد من فيه. إيّاكم أن تتكلّموا بما يختلف به الأمر كذلك ينصحكم ربّكم الغفور الرّحيم. زيّنوا أنفسكم بطراز العبوديّة لله الحقّ لتحيط الجهاتِ الأنوارُ الّتي أشرقت من أفق هذه السّماء الّتي ارتفعت بهذا الاسم العظيم. بالعبودية يظهر قدْر البريّة بها تتوجّه الوجوه الى مطلع آيات ربّكم العزيز الكريم. كم من عبادٍ إذا رأوا أن الأمر علا ادّعوا ما ضاع به ما أراد مولاهم القديم، إذا هبّت روائح الافتتان انقلبوا وإذا مرّت نسائم الاطمينان اعترضوا على الله مالك يوم الدّين... قم لنصرة أمر ربّك بالذّكر والبيان كذلك أمر الرّحمن في الألواح إنّه لهو الحاكم على ما بريد... قل يا قوم هذا يوم الاصغاء أن استمعوا النّداء من السّدرة الحمراء على البقعة النّوراء إنّه لا إله إلا أنا الواحد الفرد العزيز الجميل. دعوا الورى عن ورائكم ثم أقبلوا بقلوبكم إلى مطلع الإلهام...
كتاب مبين، ص 100يا أهل البهاء قد وجب على كلّ واحد منكم الاشتغال بأمر من الأمور من الصّنائع والاقتراف وأمثالها وجعلنا اشتغالكم بها نفس العبادة لله الحقِّ تفكّروا يا قوم في رحمة الله وألطافه ثم اشكروه في العشيّ والإشراق لا تضيِّعوا أوقاتكم بالبطالة والكسالة واشتغلوا بما ينتفع به أنفسكم وأنفس غيركم كذلك قضي الأمر في هذا اللّوح الّذي لاحت من أفقه شمس الحكمة والتّبيان. أبغض الناس عند الله من يقعد ويطلب تمسّكوا بحبل الأسباب متوكّلين على الله مسبّب الأسباب. قد حرِّم عليكم تقبيل الأيادي في الكتاب هذا ما نُهيتم عنه من لدن ربّكم العزيز الحكّام. ليس لأحد أن يستغفر عند أحدٍ توبوا الى الله تلقاء أنفسكم إنّه لهو الغافر المعطي العزيز التوّاب.
الكتاب الأقدس، ص 10... قل ليس لأحدٍ أن يمتحن الله في هذا الظّهور بل الله يمتحن من يشاء، اتّقوا الله ولا تتّبعوا كلّ مشركٍ مريب. أن اختاروا ما اختاره الله بفضله ولا تعلّقوا إيمانكم بأهوائكم بل بما ظهر ولاح من أفق الفضل كذلك أُمرتم في البيان من لدى الرحمن إن أنتم من العارفين. قل أما يكفيكم ما ظهر في هذا الظّهور تالله إنّ القدرة أحاطت والسّلطنة ظهرت والآياتِ لاحت والبيّناتِ أشرقت طوبى لمن أقبل وأخذته نسمة الله في هذا اليوم المشرق المنير... ثم اعلم إنّا لمّا أردنا التّبليغ خلقنا البديع بكلمة من عندنا ثم نفخنا فيه روحًا من لدنّا. إذا تمّ خلقه سرع كجبل النّار بكتاب ربّك المختار إلى المقرّ الّذي قدّر في لوح حفيظ. وفيه أظهرنا الاقتدار على شأنٍ اضطربت أركان الفجّار ونزّلنا فيه من كلّ شأنٍ ما تطير به أفئدة العارفين. إن فزت به أنِ اقرأ وتفكّر فيما نزّل فيه لتطلع بقدرة ربّك بعد الّذي سجن في أخرب الدّيار ويكون جالسًا تحت سيوف الظّالمين.
كتاب مبين، ص 100 – 101... وقوله كانت رجلاه كالنّحاس ما أراد بذلك إلاّ استقامته حين الّذي يسمع نداء الله «فاستقم كما أمرت» ليستقيم على أمر الله ويقيم على صراط قدرة الله بحيث لو ينكروه كلّ من في السّموات والأرض ما تزلّ قدماه عن التّبليغ وما يفرّ عمّا أمره الله في التّشريع ويكون رجلاه كالجبال الباذخة والقلل الشّامخة ويكون مستحكمًا في طاعة الله وقيّومًا في إظهار أمره وإبراز كلمته ولا يردُّه منع مانع ولا يصدُّه نهي معرضٍ ولا يندمه إنكار كافرٍ وكلّما يشهد من الإنكار والبغضاء والكفر والفحشاء يزداد في محبّة الله ويزيد الشّوق في قلبه ويكثر الوله في فؤاده وينوح العشق في صدره. هل شهدت في الأرض نحاسًا أحكم من ذلك أو حديدًا أشدّ من ذلك أو جبل أسكن من هذا لأنّه يقوم برجلاه في مقابلة كلّ من على الأرض ولا يخاف من أحد. مع ما أنت تعرف فعل العباد فسبحان الله مسكنه ومبعثه وإنّه هو المقتدر عل ما يشاء وإنّه هو المهمين القيّوم...
آثار قلم أعلى ج3، ص 62 – 64... أن يا أشرف اسمع ما يلقيك لسان القدم ولا تكن من الغافلين. وإنّ استماع نغمة من نغمات ربّك ليجذب العالمين لو يتوجهنّ إليها بسمعٍ طاهرٍ بديع. وإنّ الأسماء لو يخلِّصنّ أنفسهم عن حدودات الإنشاء ليصيرنّ كلّها الاسم الأعظم لو أنت من العارفين. لأنّ جمال القدم قد تجلّى على كلّ الأشياء بكلّ الأسماء في هذه الأيّام المقدّس العزيز المنيع... فوعمري لو يرفع اليوم أيادي كلِّ الممكنات خالصًا عن الإشارات إلى شطر الرّجاء من مليك الأسماء ويسألنّه خزائن السّموات والأرض ليعطينّهم بفضله العميم قبل أن يرجِعنّ أياديهم إليهم وكذلك كان رحمته على العالمين محيطا. قل يا قوم لا تمنعوا أنفسكم عن فضل الله ورحمته ومن يمنع إنّه على خسران عظيم... قل إنّ دليله نفسه ثم ظهوره ومن يعجز عن عرفانهما جعل الدليل له آياته وهذا من فضله على العالمين. وأودع في كلّ نفس ما يعرف به آثار الله ومن دون ذلك لن يتم حجته على عباده إن أنتم في أمره من المتفكّرين...
مجموعة ألواح مباركه، ص 211 – 213... طوبى لقويّ قام على أمر ربّه ولمنادٍ ينادي بهذا الاسم بالحكمة والبيان قل يا قوم أين الّذين ظلموا في الأرض بغير حقّ وأين الأسرّة والتّيجان وأين الّذين حاربوا الله وأصفيائه قد أُكلوا بما أَكلوا أموال النّاس بالباطل إنّ ربّك لشديد العقاب، ما يبقى إنّه ما قدّر للمقرّبين كذلك قضي الأمر في الألواح، لعمري سيفنى ما عند النّاس ويبقى العزّة والاقتدار لمن أقبل إلى مطلع الأنوار تالله لو يسمعون صرير القلم الأعلى ليأخذنّهم جذب الله على شأن يضعنّ الملك عن ورائهم ويقبلُنّ إلى الملكوت. كذلك نزّل من سماء الجبروت قي هذا الحين الّذي ينطق لسان العظمة الملك لله المقتدر العزيز النّوّار، مَثَلي كمثل الّذي ركب البحر وأخذته الأمواج من كلّ الجهات إنّه في تلك الحالة ينادي البريّة ويدعوهم الى الله ربّ الأرباب قل ألِمثل هذا المحبوب ينبغي الثّناء أو البغضاء فانصفوا يا أولي الإغضاء ولا تكونوا كالّذين رأَوا قدرة الله وأنكروها ألا إنّهم من أصحاب النّيران...
اقتدارات، ص 264... إنّ النّاس نيام لو انتبهوا لسرعوا بالقلوب الى الله العليم الحكيم. ونبذوا ما عندهم ولو كان كنوز الدّنيا كلّها ليذكرهم مولاهم بكلمة من عنده... قل لا تفرحوا بما ملكتموه في العشيّ وفي الإشراق يملكه غيركم كذلك يخبركم العليم الخبير. قل هل رأيتم لما عندكم من قرارٍ أو وفآء لا ونفسي الرّحمن لو أنتم من المنصفين. تمرّ أيّام حيوتكم كما تمرّ الأرياح ويُطوى بساط عزّكم كما طوِي بساط الأوّلين. تفكّروا يا قوم أين أيّامكم الماضية وأين أعصاركم الخالية طوبى لأيّام مضت بذكر الله ولأوقات صُرفت في ذكره الحكيم. لعمري لا تبقى عزّة الأعزّآء ولا زخارف الأغنيآء ولا شوكة الأشقيآء سيفنى الكلّ بكلمة من عنده إنّه لهو المقتدر العزيز القدير. لا ينفع النّاس ما عندهم من الأثاث وما ينفعهم غفلوا عنه سوف ينتبهون ولا يجدون ما فات عنهم في أيّام ربّهم العزيز الحميد. لو يعرفون ينفقون ما عندهم لتُذْكر أسماؤهم لدى العرش ألا إنّهم من الميّتين...
الكتاب الأقدس، ص 12 – 13... أن يا علي تالله الحقّ إنّ الأمر أعظم من أن يذكر وأظهر من أن يُستر وأعلى من أن يصل إليه إعراض كلّ معرض أو مكر كلّ ماكر عنيدا... تالله الحقّ إنّ الورقاء لن يُمنع من نغماته ولو تلهث كلاب الأرض كلّها أو تعوي الذّئاب بأجمعها، وكذلك نزّلنا الآيات بالحقّ تنزيلاً من لدن عزيز حكيما. فمن كفر اليوم بهذا الأمر فقد يلعنه كلّ الذّرّات ثمّ نفسه وذاته ويده ولسانه وهو أصمّ في نفسه لن يسمع بما غشت أذنه حجبات الغفلة وكذلك كان الأمر حينئذٍ عن أفق الحكم مشهودا... والكبرياء عليك ثمّ العظمة عليك ثمّ البهاء من طلعة البقاء الّذي ظهر باسمه الأبهى ومنه علا كلّ داني ودنى كلّ عالي وانعدم كلّ وجود وحيَّ كلّ مفقود وأظلم كلّ شموس وخُسف كلّ أقمار وسقط كلّ نجوم واضطرب كلّ موقن واضمحلّ كلّ متعالي وتزلزل كلّ ثابت وتحرّك كلّ ساكن وخمد كلّ نار واشتعل كلّ مخمود وقبح كلّ محمود وحمِد كلّ قبيح وظهر كلّ مستور وطلع كلّ قنوع...
آثار قلم أعلى ج4، ص 233 – 235... سبحان الّذي أودع الحسين بين الأحزاب من الأعداء ويَرِدُ في كلّ حين على جسده رماح القهر والبغضاء إنّا نشكره على ما قضى على عبده المنيب المغموم. فلمّا رأيت نفسي على قطب البلاء سمعت الصّوت الأبدع الأبدع الأحلى من فوق رأسي فلمّا توجّهت شاهدت حوريّة ذكر اسم ربّي معلّقة في الهواء محاذي الرأس ورأيت أنّها مستبشرة في نفسها كأنّ طراز الرضوان يظهر من وجهها ونضرة الرّحمن تعلن من خدّها وكانت تنطق بين السّموات والأرض بنداء تنجذب منه الأفئدة والعقول. وتبشّر كل الجوارح من ظاهري وباطني ببشارة استبشرت بها نفسي واستفرحت منها عباد مكرمون. وأشارت بإصبعها إلى رأسي وخاطبت من في السّموات والأرض تالله هذا لمحبوب العالمين ولكن أنتم لا تفقهون. هذا لجمالُ الله بينكم وسلطانه فيكم إن أنتم تعرفون...
كتاب مبين، ص 4... أكل القليل في الصّباح إنّه للبدن مصباح واتركِ العادة المضّرة فإنّها بليّة للبريّة. قابل الأمراض بالأسباب وهذا القول في هذا الباب فصل الخطاب. أن الزم القناعة في كلّ الأحوال بها تسلم النّفس من الكسالة وسوء الحال. أن اجتنب الهمّ والغمّ بهما يحدث بلاء أدهم. قل الحسد يأكل الجسد والغيظ يحرق الكبد أن اجتنبوا منهما كما تجتنبون من الأسد... يا طبيب اشفِ المرضى أوّلاً بذكر ربّك مالك يوم التّناد. ثم بما قدّرنا لصحّة أمزجة العباد. لعمري الطّبيب الّذي شرب خمر حبّي لقاؤه شفاء ونفسه رحمة ورجاء. قل تمسّكوا به لاستقامة المزاج إنّه مؤيّد من الله للعلاج. قل هذا العلم أشرف العلوم كلّها إنّه السّبب الأعظم من الله محيي الرّمم لحفظ أجساد الأمم وقدّمه على العلوم والحِكَم ولكنّ اليوم اليوم الّذي تقوم على نصرتي منقطعًا عن العالمين. قل يا إلهي اسمك شفائي وذكرك دوائي وقربك رجائي وحبّك مؤنسي ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم...
لوح الطب، مجموعة ألواح مباركة، ص223 – 225... وأمّا ما سألت من الأرواح واطّلاع بعضها على بعض بعد صعودها فاعلم أنّ أهل البهاء الّذين استقرّوا على السّفينة الحمراء أولئك يعاشرون ويؤانسون ويجالسون ويطيرون ويقصدون ويصعدون كأنّهم نفس واحدة ألا إنّهم هم المطّلعون وهم النّاظرون وهم العارفون كذلك قضي الأمر من لدن عليم حكيم... لكلّ نصيب عند ربّك طوبى لنفسٍ توجّه إلى الله واستقام في حبّه إلى أن طار روحه إلى الله الملك المقتدر الغفور الرّحيم وأمّا أرواح الكفّار لعمري حين الاحتضار يعرفون ما فات عنهم وينوحون ويتضرّعون وكذلك بعد خروج أرواحهم من أبدانهم. (هذا معلوم وواضح بأنّ الكلّ يطّلع على أفعاله وأعماله بعد الموت قسمًا بشمس أفق الاقتدار إنّ أهل الحقّ في ذلك الحين سيشعرون بفرح يتعذّر ذكره الآن وكذلك أصحاب الضّلال سيقعون في خوفٍ ووحشةٍ واضطراب لا يمكن تصورّه)...
اقتدارات، ص 228 – 230... قم على الأمر بحول الله وقوّته منقطعًا عن الّذين اعترضوا على الله بعد إذ أتى بهذا النّبأ العظيم. قل يا معشر العلماء خذوا أعنّة الأقلام قد ينطلق القلم الأعلى بين الأرض والسّماء ثمّ اصمتوا لتسمعوا ما ينادي به لسان الكبرياء من هذا المنظر الكريم. قل خافوا الله ولا تدحضوا الحقّ بما عندكم اتّبعوا من شهدت له الأشياء ولا تكوننّ من المريبين. لا ينفعكم اليوم ما عندكم بل ما عند الله لو كنتم من المتفرّسين. قل يا ملأ الفرقان قد أتى الموعود الّذي وعدتم به في الكتاب اتّقوا الله ولا تتّبعوا كلّ مشرك أثيم. إنّه ظهر على شأن لا ينكره إلاّ من غشته أحجاب الأوهام وكان من المدحَضين. قل قد ظهرت الكلمة الّتي بها فرّت نقبائكم وعلماؤكم هذا ما أخبرناكم به من قبل إنّه لهو العزيز العليم. إنّ العالم من شهد للمعلوم والّذي أعرض لا يصدق عليه اسم العالم لو يأتي بعلوم الأوّلين والعارف من عرف المعروف والفاضل من أقبل إلى هذا الفضل الّذي ظهر بأمرٍ بديع...
اقتدارات، ص 234 – 235... فاعلموا بأنّ البلايا والمحن لم يزل كانت موكلةً لأصفياء الله وأحبّائه ثم لعباده المنقطعين الّذين لا تلهيهم التّجارة ولا بيع عن ذكر الله ولا يسبقونه بالقول وهم بأمره لمن العاملين كذلك جرت سنّة الله من قبل ويجري من بعد فطوبى للصّابرين الّذين يصبرون في البأساء والضّرّاء ولن يجزعوا من شيءٍ وكانوا على مناهج الصّبر لمن السّالكين.
... لا تنظر الخلق إلاّ بعين الرّأفة والوداد لأنّ رحمتنا سبقت الأشياء وأحاط فضلنا الأرضين والسّموات. وهذا يومٌ فيه يُسقى المخلصون كوثر اللّقاء والمقرّبون سلسبيل القرب والبقاء والموحِّدون خمر الوصال في هذا المآل الّذي فيه ينطق لسان العظمة والإجلال الملك لنفسي وأنا المالك بالاستحقاق. اجتذب القلوب بنداء المحبوب قل هذا لحن الله إن أنتم تسمعون.
منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، ص 89، 29 – 30... قد نطق اللّسان بأعلى البيان ونادت الكلمة بأعلى النداء الملك لله خالق السّماء ومالك الأسماء ولكنّ العباد أكثرهم من الغافلين... هذه ليلة طلع صبح القدم من أفق يومها واستضاء العالم من أنواره الّتي أشرقت من ذاك الأفق المنير. قل إنّه ليوم فيه أخذ الله عهد من ينطق بالحقّ إذ بعث من بشّر العباد بهذا النّبأ العظيم... قل إنّه لقسطاس الأعظم بين الأمم وبه ظهرت المقادير من لدن عليم حكيم.. قد جعل البيان ورقة لهذا الرّضوان وطرّزها بذكر هذا الذّكر الجميل، قد وصّى العباد أن لا يمنعوا أنفسهم عن مشرق القدم ولا يتمسّكوا عند ظهوره بما عندهم من القصص والأمثال... قد عُلّق كلّ ما نزّل بقَبولي وكلّ أمر بهذا الأمر المبرم المبين، لولا نفسي ما تكلّم بحرف وما أظهر نفسه بين السّموات والأرضين. قد ناح في أكثر الأحيان لغربتي وسجني وبلائي يشهد بذلك ما نزّل في البيان إن أنتم من العارفين...
الأيّام التّسعة، ص 64 – 65... فافتح بصرك لتشهد بأنّ جمال الظّهور قد كان حينئذٍ مستقرًّا على عرش العظمة والاستقلال وعن يمينه نقطة البيان بسلطان العزّة والإجلال وعن يساره محمّد رسول الله بأنوار الله عزيز المتعال وفي مقابلة الوجه قد قام الرّوح بقبيل من الملإ الأعلى ونُزّل بالحقّ إن أنتم تفقهون. ثمّ عن خلفه صفوفًا من ملائكة السّماء بأباريقَ من كوثر البقاء وأكواب من التّسنيم إن أنتم تعلمون. وكلّهم ينوحُنّ ويبكيَنّ ويصيحُنّ على ما ورد على جمال الله المهيمن العزيز القيّوم...
كتاب بديع، ص 164 – 165... قل يا قوم لا يأخذكم الاضطراب اذا غاب ملكوت ظهوري وسكنت أمواج بحر بياني إنّ في ظهوري لحكمة وفي غيبتي حكمة أخرى ما اطّلع بها إلاّ الله الفرد الخبير. ونراكم من أفقي الأبهى وننصر من قام على نصرة أمري بجنود من الملإ الأعلى وقبيل من الملائكة المقرّبين. يا ملأ الأرض تاللهِ الحقّ قد انفجرت من الأحجار الأنهار العذبة السّائغة بما أخذتها حلاوة بيان ربّكم المختار وأنتم من الغافلين. دعوا ما عندكم ثم طيروا بقوادم الانقطاع فوق الإبداع كذلك يأمركم مالك الاختراع الّذي بحركة قلمه قلّب العالمين. هل تعرفون من أيّ أفق يناديكم ربّكم الأبهى وهل علمتم من أيّ قلمٍ يأمركم ربّكم مالك الأسماء لا وعمري لو عرفتم لتركتم الدّنيا مقبلين بالقلوب إلى شطر المحبوب وأخذكم اهتزاز الكلمة على شأن يهتزّ منه العالم الأكبر وكيف هذا العالم الصّغير. كذلك هطلت من سماء عنايتي أمطار مكرمتي فضلاً من عندي لتكونوا من الشّاكرين...
الكتاب الأقدس، ص 16 – 17يا ابن الإنسان لو تكون ناظرًا الى الفضل ضع ما ينفعك وخذ ما ينتفع به العباد. وإن تكن ناظرًا إلى العدل إختر لدونك ما تختاره لنفسك، إن الإنسان مرّة يرفعه الخضوع إلى سماء العزّة والاقتدار وأخرى ينزله الغرور إلى أسفل مقام الذلّة والانكسار.
لوح الكلمات الفردوسيّة، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 82
يا ابن الإنساناكتب كلّ ما ألقيناك من مداد النّور على لوح الروح وإن لا تقدر على ذلك فاجعل المداد من جوهر الفؤاد وإن لن تستطيع فاكتب من المداد الأحمر الّذي سُفك في سبيلي إنّه أحلى عندي من كلّ شيء ليثبت نوره إلى الأبد.
نسائم الرحمن، 78 – 79... فكّر في ملأ التّوراة لم أعرضوا إذ أتى مطلع الآيات بسلطان مبين. لولا حفظ ربّك لقتله العلماء في أوّل يوم نطق باسم ربّه العزيز الكريم. ثمّ ملإ الإنجيل لم اعترضوا إذ أشرقت شمس الأمر من أفق الحجاز بأنوار بها أضاءت أفئدة العالمين. كم من عالم منع عن المعلوم. وكم من جاهل فاز بأصل العلوم. تفكّر وكن من الموقنين. قد آمن به راعي الأغنام وأعرض عنه العلماء... ثمّ انظر إذ أتى المسيح أفتى على قتله أعلم علماء العصر وآمن به من اصطاد الحوت... إنّ العالِم من عرف المعلوم وفاز بأنوار الوجه وكان من المقبلين... دع العلوم وشئوناتها ثمّ تمسّك باسم القيّوم الّذي أشرق من هذا الأفق المنير. تالله قد كنت راقدًا هزّتني نفحات الوحي وكنت صامتًا أنطقني ربّك المقتدر القدير. لولا أمره ما أظهرت نفسي قد أحاطت مشيّته مشيّتي وأقامني على أمر به ورد عليّ سهام المشركين...
مجموعة الألواح المباركة، ص 233 – 234... قل يا قوم هل ينبغي لأحدٍ إن ينسب نفسه إلى ربّه الرحمن ويرتكب في نفسه ما يرتكبه الشّيطان لا فوطلعة السّبحان لو أنتم من العارفين. قدّسوا قلوبكم عن حبّ الدنيا ثمّ ألسنكم عن ذكر ما سواه ثمّ أركانكم عن كلّ ما يمنعكم عن اللّقاء ويقرّبكم إلى ما يأمركم به الهوى اتّقوا الله يا قوم وكونوا من المتّقين... خلّصوا أنفسكم عن الدّنيا وزخرفها إيّاكم أن لا تقربوا بها لأنّها يأمركم بالبغي والفحشاء ويمنعكم عن صراط عزّ مستقيم. ثمّ اعلموا بأن الدّنيا هي غفلتكم عن موجدكم واشتغالكم بما سواه والآخرة ما يقرّبكم إلى الله العزيز الجميل وكلّما يمنعكم اليوم عن حبّ الله إنّها لهي الدّنيا اجتنبوا منها لتكوننّ من المفلحين. إنّ الّذي لن يمنعه شيء عن الله لا بأس عليه لو يزينّ نفسه بحلل الأرض وزينتها وما خلق فيها لأنّ الله خلق كلّ ما في السّموات والأرض لعباده الموحّدين...
منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، ص 176 – 177... يا أهل العالم أوصيكم بما يؤدّي إلى ارتفاع مقاماتكم. تمسّكوا بتقوى الله، وتشبّثوا بذيل المعروف... يا أهل العالم إنّ دين الله وجد من أجل المحبّة والاتّحاد فلا تجعلوه سبب العداوة والاختلاف... يا أولياء الله وأمناءه إنّ الملوك مظاهر قدرة الحقّ ومطالع عزّه وثروته فادعوا الله بحقّهم. فحكومة الأرض قد منّ بها عليهم كما اختصّ القلوب لنفسه. قد نهى الله عن النّزاع والجدال نهيًا عظيمًا في الكتاب... طوبى للأمراء والعلماء في البهاء أولئك أمنائي بين عبادي، ومشارق أحكامي بين خلقي. عليهم بهائي ورحمتي وفضلي الّذي أحاط الوجود... إنّ وصيّة الله هي: أن يتوجّه عموم الأغصان والأفنان والمنتسبين إلى الغصن الأعظم... قد قدّر الله مقام الغصن الأكبر بعد مقامه إنّه هو الآمر الحكيم... قل يا عبادي لا تجعلوا أسباب النظم سبب الاضطراب والارتباك وعلّة الاتّحاد لا تجعلوها علّة الاختلاف... ونوصيكم بخدمة الأمم وإصلاح العالم...
كتاب عهدي، الأيّام التّسعة، ص 218 – 219 – 221... عليك يا جمالَ الله ثناءُ الله و بهاء الله ونوره، أشهد بأن ما رأت عين الإبداع مظلومًا شبهك. كنت في أيّامك في غمرات البلايا، مرّة كنت تحت السّلاسل والأغلال ومرّة كنت تحت سيوف الأعداء ومع كلّ ذلك أمرت النّاس بما أمرت من لدن عليم حكيم. روحي لضرّك الفداء ونفسي لبلائك الفداء أسأل الله بك وبالّذين استضاءت وجوههم من أنوار وجهك واتّبعوا ما أُمروا به حبًّا لنفسك أن يكشف السّبحات الّتي حالت بينك وبين خلقك ويرزقني خير الدّنيا والآخرة، إنّك أنت المقتدر المتعالي العزيز الغفور الرّحيم. صلِّ اللّهمّ يا إلهي على السّدرة وأوراقها وأغصانها وأفنانها وأصولها وفروعها بدوام أسمائك الحسنى وصفاتك العليا ثم احفظها من شرّ المعتدين وجنود الظّالمين، إنّك أنت المقتدر القدير. صلِّ الّلهمّ يا الهي على عبادك الفائزين وإمائك الفائزات إنّك أنت الكريم ذو الفضل العظيم لا إله إلاّ أنت الغفور الكريم.
الأيّام التّسعة، ص 90 – 91... يا أيّها المهاجر إلى الله بلّغ النّاس رسالات ربّك لعلّ يمنعهم عن شطر النّفس والهوى ويذكّرهم بذكر الله العليّ العظيم. قل يا قوم اتّقوا الله ولا تسفكوا الدّماء ولا تتعرّضوا مع نفس وكونوا من المحسنين. إيّاكم أن لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ولا تتّبعوا سبل الغافلين. ومنكم من أراد أن يبلّغ أمر مولاه فلينبغي له بأن يبلّغ أولاً نفسه ثمّ يبلّغ النّاس ليجذب قوله قلوب السّامعين ومن دون ذلك لن يؤثّر قوله في أفئدة الطّالبين. إيّاكم يا قوم لا تكوننّ من الّذين يأمرون النّاس بالبرّ وينسَون أنفسهم أولئك يكذّبهم كلّما يخرج من أفواههم ثمّ حقايق الأشياء ثمّ ملائكة المقربّين وإن يؤثّر قول هؤلاء في أحد هذا لم يكن منهم بل بما قدّر في الكلمات من لدن مقتدرٍ حكيم...
منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، ص 177... كن في النّعمة منفقًا وفي فقدها شاكرًا وفي الحقوق أمينًا وفي الوجه طلْقًا وللفقراء كنزًا وللأغنياء ناصحًا وللمنادي مجيبًا وفي الوعد وفيًّا وفي الأمور منصفًا وفي الجمع صامتًا وفي القضاء عادلاً وللإنسان خاضعًا وفي الظّلمة سراجًا وللهموم فرجًا وللظمآن بحرًا وللمكروب ملجًأ وللمظلوم ناصرًا وعضدًا وظهرًا وفي الأعمال متّقيًا وللغريب وطنًا وللمريض شفاءً وللمستجير حصنًا وللضّرير بصرًا ولمن ضلّ صراطًا ولوجه الصّدق جمالاً ولهيكل الأمانة طرازًا ولبيت الأخلاق عرشًا ولجسد العالم روحًا ولجنود العدل راية ولأفق الخير نورًا وللأرض الطّيّبة رذاذًا ولبحر العلم فلْكًا ولسماء الكرم نجمًا ولرأس الحكمة إكليلاً ولجبين الدّهر بياضًا ولشجر الخشوع ثمرًا...
منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، ص 182... قل إنّ ذكر الله أحبّائه ليكون أحلى عن كلّ حلو وأعزّ عن كلّ ما خلق بين السّموات والأرضين. فوالله لو يعرفون النّاس قدر ما ينزل عليهم من آيات الله المهيمن العزيز المنيع ليفدون أنفسهم وينفقون أموالهم رجاء حرف من آثار ربّهم وكذلك نلقي عليكم من حكمة الله لتكوننّ من العارفين...
آثار قلم أعلى ج4، ص 47... قل الّذين ارتكبوا الفحشاء وتمسّكوا بالدّنيا إنّهم ليسوا من أهل البهاء. هم عباد لو يردون واديًا من الذّهب يمرّون عنه كمرّ السّحاب ولا يلتفتون إليه أبدًا ألا إنّهم منّي ليجدنّ من قميصهم الملأ الأعلى عَرْف التّقديس... ولو يردنّ عليهم ذوات الجمال بأحسن الطّراز لا ترتدّ إليهنّ أبصارهم بالهوى أولئك خلقوا من التّقوى كذلك يعلّمكم قلم القِدم من لدن ربّكم العزيز الوهّاب...
منتخباتي از اثار حضرت بهاء الله، ص 83... أن يا هذا الهيكل إنّا حشرنا فيك كلّ الأشياء عمّا خلق بين الأرض والسّماء وسألناهم ما أخذنا به عنهم العهد في ذرّ البقاء إذًا وجدنا أكثرهم كليل اللّسان شاخصة الأبصار وقليلاً ناضر الوجه طلق البيان. وبعثنا من هؤلاء خلقَ ما كان وما يكون. أولئك كرّم الله وجوههم عن التّوجّه إلى وجوه المشركين وأسكنهم في ظلّ سدرة نفسه وأنزل عليهم سكينة الأمر وأيّدهم بجنود الغيب والشّهود. أن يا عين هذا الهيكل لا تلتفتي إلى السّماء وما فيها ولا إلى الأرض ومن عليها إنّا خلقناك لجمالي ها هو هذا فانظري كيف شئت ولا تمنعي لحاظك عن جمال ربّك العزيز المحبوب. سوف نبعث بك أعينًا حديدة وأبصارًا ناظرة يرون آيات بارئهم ويحولنّ النّظر عن كلّ ما يدركه المدركون. وبك نعطي قوّة البصر لمن نشاء ونأخذ الّذين منعوا عن هذا الفضل ألا إنّهم من كأس الوهم يكرعون...
كتاب مبين، ص 8إنّا نحب أن نرى كلّ واحد منكم مبدء كلّ خير ومشرق الصّلاح بين العالمين. آثروا إخوانكم على أنفسكم فانظروا إلى هيكل الله في الأرض إنّه أنفق نفسه لإصلاح العالم إنّه لهو المنفق العزيز المنيع. إن ظهرت كدورة بينكم فانظروني أمام وجوهكم وغضّوا البصر عمّا ظهر خالصًا لوجهي وحبًّا لأمري المشرق المنير. إنّا نحب أن نراكم في كلّ الأ حيان في جنّة رضائي بالرَّوْح والرّيحان ونجد منكم عَرْف الألفة والوداد والمحبّة والاتّحاد كذلك ينصحكم العالم الأمين. إنّا نكون بينكم في كلّ الأوان إذا وجدنا عرف الوداد، نفرح ولا نحبّ أن نجد سواه يشهد بذلك كلّ عارف بصير...
منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، ص 202... أن يا سمع هذا الهيكل طهّر نفسك عن نعيق كلّ ناعق مردود ثمّ استمع نغمات ربّك إنّه يوحي إليك من جهة العرش إنّه لا إله إلاّ أنّا العزيز المقتدر المهيمن القيّوم. سوف نبعث بك آذانًا مطهّرة لإصغاء كلمة الله وما ظهر من مطلع بيان ربّك الرّحمن ألا إنّهن يجدْن ترنّمات الوحي من هذا الشطر المبارك المحمود. أن يا لسان هذا الهيكل إنّا خلقناك باسمي الرحمن وعلّمناك ما كنز في البيان وأنطقناك لذكريَ العظيم في الأكوان. أن انطق بهذا الذّكر البديع. ولا تخف من مظاهر الشّيطان لأنّك خلقت لذلك بأمريَ المهيمن القيّوم. وبك فتحنا اللّسان بالبيان فيما كان ونفتح بسلطاني فيما يكون. وبك نبعث ألسنًا ناطقة كلّها تتحرك بالثّناء في ملإ البقاء وبين ملإ الإنشاء... أولئك لا يمنعهم شيء عن ثناء بارئهم بهم يقومنّ الأشياء على ذكر مالك الأسماء بأنّه لا إله إلاّ أنا المقتدر العزيز المحبوب...
كتاب مبين، ص 8 – 9... طهّروا أنفسكم يا ملأ البهاء عن الدّنيا وما فيها تالله إنّها لا ينبغي لكم دعوها لأهلها وتوجّهوا إلى منظر قدس منيرا. وما ينبغي لكم هو حبّ الله ومظهر نفسه واتّباعكم بما يظهر من عنده إن أنتم بذلك عليما، قل زيّنوا نفوسكم بالصّدق والأدب ولا تحرموا أنفسكم من خلع الحلم والعدل ليهبّ من شطر قلوبكم على الممكنات روائح قدس محبوبا، قل إيّاكم يا ملأ البهاء لا تكونوا بمثل الّذين يقولون ما لا يفعلونه في أنفسهم أن اجهدوا بأن يظهر منكم على الأرض آثار الله وأوامره ثمّ اهدوا النّاس بأفعالكم لأنّ في الأقوال يشاركون أكثر العباد من كلّ وضيع وشريف ولكنّ الأعمال يمتازكم عن دونكم ويظهر أنواركم على من على الأرض فطوبى لمن يسمع نصحي ويتّبع ما أمر به من لدن عليم حكيما.
منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، ص 195 – 196... إنّ أخي لمّا رأى الأمر ارتفع وجد في نفسه كبرًا وغرورًا إذًا خرج عن خلف الأستار وحارب بنفسي وجادل بآياتي وكذّب برهاني وجحد آثاري وما شبع بطن الحريص إلى أن أراد أكل لحمي وشُرْب دمي ويشهد بذلك العباد الّذينهم هاجروا مع الله وعن ورائهم عباد مقرّبون. وشاور في ذلك مع أحد من خدّامي وأغواه على ذلك إذًا نصرني الله بجنود الغيب والشّهادة وحفظني بالحقّ وأنزل عليّ ما منعه عمّا أراد وبطل مكر الّذينهم كفروا بآيات الرّحمن ألا إنّهم قوم منكرون فلمّا شيّع ما سوّلت له نفسه واطّلع به الّذينهم هاجروا ارتفع الضّجيج من هؤلاء وبلغ إلى مقام كاد أن يشتهر بين المدينة إذًا منعناهم وألقينا عليهم كلمة الصّبر ليكوننّ من الّذينهم يصبرون. فوالله الّذي لا إله إلاّ هو إنّا صبرنا في ذلك وأمرنا العباد بالصّبر والاصطبار وخرجنا من بين هؤلاء وسكنّا في بيتٍ آخر لتسكن نار البغضاء في صدره ويكون من الّذينهم مهتدون...
كتاب مبين، ص 11 – 12... أين الّذين كانوا قبلكم وتطوف في حولهم ذوات الجمال أن اعتبروا يا قوم ولا تكوننّ من الغافلين سوف يأتي دونكم ويتصرّف في أموالكم ويسكن في بيوتكم اسمعوا قولي ولا تكونُنَّ من الجاهلين. لكلّ نفس ينبغي أن يختار لنفسه ما لا يتصرّف فيه غيره ويكون معه في كلّ الأحوال تالله إنّه لحبّ الله إن أنتم من العارفين عمّروا بيوتًا لا تخرِّبها الأمطار وتحفظكم من حوادث الّزمان كذلك يعلّمكم هذا المظلوم الفريد.
... قل إنّ الغيب لم يكن له من هيكل ليظهر به إنّه لم يزل كان مقدّسًا عمّا يذكر ويبصر إنّه لبالمنظر الأكبر ينطق إنّي أنا الله لا إله إلاّ انا العليم الحكيم. قد أظهرت نفسي ومطلع آياتي وبه أنطقت كلّ شيء على أنّه لا إله إلاّ هو الفرد الواحد العليم الخبير. إنّ الغيب يُعرف بنفس الظّهور والظّهور بكينونته لبرهان الأعظم بين الأمم...
منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، ص 168 – 39... يا اسمي يا أيّها النّاطق بذكري فاعلم من أراد أن يستنير بنور البقاء ويتشرّف بزيارة أحد من أهل البهاء المستقرّين على الفلك الحمراء والمتوجّهين إلى الأفق الأعلى ينبغي له أن يطهّر قلبه بماء الانقطاع ويقدّس وجهه عن التّوجه إلى ما خلق في الإبداع وذوّت في الاختراع ويكون على شأنٍ يرى الملكوت أمام وجهه وما سوى الله ورائه ثم يمشي بوقار الله وسكينته وفي كلّ خطوة يقول بجوهر الخضوع ومنتهى الخشوع يا إلهي قد قصدت الّذين سفكت دماؤهم في سبيلك وأنفقوا أرواحهم في حبّك إلى أن يصل إلى الرّمس الأقدس والتّراب المقدّس يقف وينظر إلى اليمين كناظر ينتظر رحمة الله المهيمن القيّوم. ثم يتوجّه ويقول أوّل فلاح لاح من أفق الكرم وأوّل عَرْف هاج من قميص طلعة حضرة مالك القدم. وأوّل ذكر تكلّم به لسان المشيّة في العالم وأوّل نور انجذبت به أفئدة الأمم. عليكم يا هياكل الثّناء ومطالع الأسماء ومشارق الأمر في ملكوت الإنشاء أشهد أنّ بكم استوى الرّحمن على عرش الإمكان وماج بحر الغفران وفاض كوثر الحيوان وظهر ملكوت البيان وأشرقت من أفقه شمس العرفان...
آثار قلم أعلى ج2، ص 91 – 92... إنّ الّذي قصد الغاية القصوى والحضور تلقاء وجهه مالك الورى له أن يتّبع ما أمره القلم الأعلى من لدن عزيز عليم. إنّه يمنعكم عن الانحناء والانطراح على قدمي وأقدام غيري هذا ما نزّل في الكتاب من لدن عليم حكيم. قل يا أحبّاء الرحمن إن أردتم اللّقاء فاحضروا بالرَّوْح والرّيحان بآدابٍ كانت من سجيّة الإنسان اتّقوا الله ولا تكونوا من الغافلين... لا تقبّلوا الأيادي ولا تنحنوا حين الورود إنّه يأمركم بالمعروف وهو الآمر المجيب... قد حرم عليكم التّقبيل والسّجود والانطراح والانحناء كذلك صرفنا الآيات وأنزلناها فضلاً من عندنا وأنا الفضّال القديم. إنّ السّجود ينبغي لمن لا يُعرف ولا يُرى إنّه ممن شهد له الكتاب المبين ليس لأحد أن يسجده والّذي سجد له أن يرجِع ويتوب إلى الله إنّه له التّواب الرّحيم. قد ثبت بالبرهان بأنّ السّجدة لم تكن إلاّ لحضرة الغيب اعرفوا يا أهل الأرض ولا تكونوا من المعرضين...
آثار قلم أعلى ج2، ص 81 – 82... ويعزّيكم الله بفضل من عنده إنّه لهو المعزّي العليم الحكيم، لا تحزن في أبيك إنّه صعد إلى الله وكان متضوّعًا منه عَرْف حبّي العزيز، ينبغي أن تُكَدّروا لمن غفل لا لمن فاز بذكري الحكيم، قد غفره الله قبل صعوده وبعد صعوده أدخله في مقام يعجز عن ذكره قلم العالمين، كبّر من قبلي على من سمّي بعليّ قل إيّاك أن تحزن في أيّامي وإيّاك أن يكدّرك شيء أن انظر بحر عناية ربّك وكن من المفرحين، قد كنت أصغر منك إذ صعد أبي إلى الله وكان يعزّيني بعض العباد وأنت يعزّيك الله بلسانه المقدّس العزيز البديع، فأنصف هل ينبغي الحزن بعد ذلك لا وجمالي المشرق من هذا الأفق المبين، هذه كلمة نزّلناها بالفضل لئلاّ يحزنك ما يظهر في الأرض إنّ ربّك لهو المبيِّن العليم، ليس هذا يوم الكدورة والبكاء بل ينبغي لك وللّذين آمنوا بأن يفرحوا في أيّام ربّهم الغفور الكريم، إنّه يكفيكم بالحقّ وهو أشفق من ألف أبٍ وهذا في حدّ الإنشاء وإلا تعالى أن يحدَّ صفاته بالحدود أو ينتهي بالقلم والمداد...
لئالئ الحكمة ج3، ص 148 – 149قل يا قوم لا تنظروا إليّ إلاّ بعيني إن تريدُنّ أن تعرفُنّ الله وقدرته ومن دون ذلك لن تعرفوني ولن تفكّروا في أمري بدوام الملك وتنظرون الأشياء ببقاء الله الملك القادر الباقي الحكيم كذلك بينّا الأمر لعلّ النّاس يستشعرون في أنفسهم ويكوننّ من العارفين وإنّك فانظر شأن هؤلاء بعد الّذي شهدوا كلّهم بأنّي فديت نفسي وأهلي في سبيل الله وحفظًا لإيمانهم وكنت بين الأعداء في أيّام الّتي اضطربت كلّ النّفوس وستروا وجوههم عن الأحباب والأعداء وكانوا بحفظ أنفسهم من المشتغلين وأظهرنا الأمر وبلّغناه إلى مقام كلّ اعترفوا بسلطنة الله وقدرته إلاّ الذّين كان في صدورهم غلّ الغلام وكانوا من المشركين ومع هذا الظّهور الّذي أحاط الممكنات وهذا الإشراق الذّي ما سمعوا شبهه في الآفاق اعترضوا على ملإ البيان... إذًا أشكر في بثّي وحزني الّذي خلقني وأرسلني وأحمده في قضاياه وفي وحدتي ثمّ ابتلائي بين هؤلاء الغافلين وصبرت وأصبر في الضّرّاء متّكلاً على الله...
منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، ص 175 – 176يا أهل العبر أين ما عبر من أيّامكم وأين ما غبر أن اغتنموا هذا اليوم الّذي فيه أضاء الوجه أمام البصر هل يبقى الإنسان أو ما تراه في الإمكان وربّك الرحمن كلّ من عليها فان والمُلك لله العزيز المنّان، أين الجبابرة والفراعنة قد أرجعناهم إلى الهاوية إنّ ربّك لشديد العقاب، هل العاقل يتمسّك بما يفنى لا ومظهر الأسرار، كم من عباد غرّتهم الدّنيا على شأن كفروا بالله واعترضوا على سفرائه قد أمهلناهم أيّامًا معدودات حكمة من لدنّا إلى أن أتى الميقات إذًا أخذناهم وتركناهم في النّيران، إنّ الّذين يهرعون إلى الطّاغوت معرضًا عن الجبروت أولئك ليس لهم من لدنّا من واقٍ، قد خسر الذين بدّلوا أمر الله بأهواء أنفسهم وأنكروا حقّ الله بعد الّذي أتى بسلطان العظمة والاقتدار، قل يا قوم أتدحضون الحقّ بما عندكم فانظروا في الّذين كانوا قبلكم من الأحزاب، قد أرسلنا إليهم رسلاً وكذّبوا بأمرنا إذًا أخذناهم وتركناهم عبرة لأولي الأبصار.
لئالئ الحكمة ج3، ص 212 – 213... ألا إنّ بكم... غنّ عندليب البهاء ونادت الأشياء بما شهد الله موجدكم وخالقكم وسلطانكم ومبدئكم ومبدعكم ومحييكم ومميتكم وأوّلكم وآخركم ومظهركم وملهمكم ومؤيّدكم ومعرّفكم أنتم حروفات الكلمة الأولى والطّراز الأوّل في ملكوت الإنشاء ومظاهر العدل في الجبروت الأعلى أنتم الكتاب المسطور والرّمز المشهور والرّقّ المنشور والبيت المعمور بكم ارتفعت رايات العدل ونصبت أعلام النّصر وبكم تضوّعت رائحة القميص وظهرت آية التّقديس وبكم فتح باب الكرم على وجه الأمم وهطلت من سحاب العرفان أمطار عناية الرّحمن طوبى لكم ولمن تقرّب بكم إلى الله ولمن تشبّث بأذيالكم وتمسّك بحبالكم ونطق بذكركم وويلٌ لمن أنكر حقّكم وأعرض عنكم واستكبر عليكم وجاحد عناية الله فيكم يشهد كلّ شيء بعزّتكم وارتفاع مقامكم وربحكم في الآخرة والأولى وخسارة الّذين كفروا بالله إذ أتى بآياتٍ مشرقاتٍ وبيّناتٍ واضحاتٍ وأنوارٍ ساطعاتٍ*.
آثار قلم أعلى ج2، ص 92 – 93يا قلمي اسمع ندائي ما لي أسمع حنينك وصريخك مرّة أراك متحيّرًا في الذّكر والبيان وأخرى أشاهدك كالموله الباهت فيما ورد على مولاك من كلّ جاهل وكلّ ظالم عنيد، دع ما عند القوم وما تراه اليوم. بشّر النّاس بما أشرق ولاح من أفق الله ربّ العالمين، قل تالله قد فتح باب السّماء وأتى من كان موعودًا في كتب الله العزيز الحميد، لا ينفعكم ما عندكم يشهد بذلك من عنده كتاب مبين، يا أصحاب الآذان اسمعوا نداء الله مالك الأسماء وفاطر السّماء إنّه يدعوكم بما يقرّبكم إليه يشهد بذلك لسان العظمة فيهذا المقام المنيع، إنّا ما أردنا إلاّ نجاة الأمم وإصلاح العالم ولكنّ القوم أعرضوا عنّا وارتكبوا ما تفرّقت به أركان الكلمة الأولى كذلك سوّلت لهم أنفسهم ألا إنّهم من الأخسرين في كتاب الله مالك يوم الدّين، قل يا ملأ الأرض ضعوا كتب القوم وخذوا كتاب الله المقتدر العليم الحكيم، هذا يوم لا ينفعكم شيء من الأشياء إلاّ بهذا الكتاب المبين...
لئالئ الحكمة ج3، ص 122 – 123يا من جعل النّقطة طراز الجمال في لوح الظّهور، وعلّق خيوط الظّلمة على كرة النّور، بحيث زيّن صفحة النّور بظلمة الدّيجور، وجرى عين السّلسال في مكمن النّار، وقدّر معين الحيوان على مخزن النّيران، وألّفت بينهما على قدْر الّذي لن يفارقا في أزل الآزال، فتفكّروا في بدائع صنع بارئكم يا أولي الإفضال، فسبحانك اللّهمّ يا إلهي لمّا شهدت هذا الصّنع البديعة من قدرتك الأزليّة أسئلك باسمك الّذي به كنت قيّومًا على مظاهر أسمائك بأن تؤلّف بين عبادك كما ألّفت بين النّور والظّلمة والنّار والماء، ثم اجتمعهم على شاطئ بحر أعظمك كما جمعتهما على شاطئ كوثر فمك وإنّك أنت المقتدر العزيز الكريم.
لئالئ الحكمة ج3، ص 74أن يا هذا الهيكل فابسط يدك على من في السّموات والأرض ثمّ خذ زمام الأمر بقبضة إرادتك إنّا جعلنا في يمينك ملكوت كلّ شيء أن أفعل ما شئت ولا تخف من الّذينهم لا يعرفون ثم ارفع يدك إلى اللّوح الّذي أشرق من أفق إصبع ربّك وخذه على شأنٍ بأخذك تأخذه أيادي من في الإبداع كذلك ينبغي لك إن أنت من الّذينهم يفقهون وبارتفاع يدك إلى سماء فضلي ترتفع أيادي كلّ شيء إلى الله المقتدر العزيز الودود. سوف نبعث من يدك أيادي القوّة والقدرة والاقتدار ونظهر بها قدرتي لمن في ملكوت الأمر والخلق ليعرفَنّ العباد أن لا إله إلاّ أنا المهيمن القيّوم وبها نعطي ونأخذ ولا يعرف ذلك إلاّ الّذينهم ببصر الرّوح ينظرون...
كتاب مبين، ص 13... قل يا ملأ الأرض هذا يوم الذّكر والثّناء وهذا يوم النّداء كيف أنتم لا تسمعون. هذا يوم فيه أنار الأفق الأعلى بأنوار ظهور مالك الأسماء كيف أنتم لا تنظرون. لعمري هذا يوم البيان وأنتم صامتون. وهذا يوم أنزل الله ذكره في كتبه ولكن القوم أكثرهم لا يشعرون... قل يا ملأ الأرض هذا يوم فيه تنطق الأشياء كلّها الملك لله مالك الملوك. إنّه قد ظهر بالحقّ بسلطان لا تقوم معه جنود العالم ولا تخوّفه مدافع الأمم ينطق بأعلى النّداء بين الأرض والسّماء تالله قد أتى المقصود بسلطان مشهود. قم بالاستقامة الكبرى على أمر مالك الورى ثمّ اخرق الأحجاب باسم ربّك سلطان الغيب والشّهود إيّاك أن تمنعك حجبات الأمم عن الاسم الأعظم انظر ثمّ اذكر إذ أتى محمّد رسول الله أنكره علماء العصر وإذ أتى الرّوح أعرض عنه علماء اليهود. لو ينصف أحد أقلّ من سُمّ الإبرة يقوم ويصيح بين العباد بهذا الاسم الّذي به سرع الموحّدون إلى ظلّ رحمة ربّهم العزيز الغفور.
آثار قلم أعلى ج2، ص 162 – 163إنّا نوصيك والّذين آمنوا بالأمانة والصّداقة وما يرتفع به أمر الله ربّ ما كان وما يكون. اجهد ليظهر منك ما يثبت به ذكرك في لوح محفوظ. كن ناطقًا لوجه ربّك وعاملاً بما أمرت به من لدى الله العزيز الودود. ينبغي لكلّ اسم آمن بالله أن يعمل بما أمر به في الكتاب الأقدس الّذي نزّل من لدى الحقّ علاّم الغيوب. يا عليّ قبل محمّد... تمسّك بكتاب الله إنّه يكفيك بالحقّ يشهد بذلك من توجّه إليك من بيته المعمور. قل هذا يوم فيه ينادي الصّور قد أتى مالك الظّهور وينطق مكلّم الطّور إنّه لا إله إلاّ أنا العزيز المحبوب. قد شهدت الأشياء لمالك الأسماء ويصيح الميزان في قطب الإمكان تالله قد أتى الرّحمن ولكنّ القوم عنه معرضون. طوبى لقلبٍ أقبل ولوجهٍ توجّه ولعينٍ فازت بالمقام المحمود. قوموا يا أحبّائي على ذكر الله وثنائه ثمّ اعملوا بما يرتفع به مقامكم وتعلو أسماؤكم في عوالم الغيب والشّهود...
آثار قلم أعلى ج2، ص 165... ذكْر من لدنّا إلى الّذي أقبل إلى المسجون وكان من المهتدين، قل هذا لبَرّ الله الّذي نطق به الرّوح وإنّ هذا لناموس الأكبر وإنّ هذا لاسمه المكنون قد ظهر بالحقّ بملكوت الله المقتدر العزيز الحكيم، لولاه لم يثبت ما نطقت به صحائف الله، به ظهر ما هو المستور ولاح جمال القدم بين الأمم ولكنّ النّاس في حجاب عظيم، هذا لأفق الّذي منه أشرقت شموس الأسماء والرّبيع الّذي به زيّنت حدائق قلوب العارفين، وهذا لفجر الهداية بين البريّة وسراج الأحديّة لمن في السّموات والأرضين، بندائه نادت الأشياء وبحزنه ناح أهل ملإ الأعلى وصاح الرّوح الأمين، إنّ هذا لكتاب الّذي لا ريب فيه ونور الله لمن أقبل إليه وشهاب ناره للشّياطين، وهذا لبرهان الله لمن في الإمكان وحجّته الباقية لمن في العالمين، به فاحت نفحة الرّحمن في الأكوان ونادت الذّرّات القدرة لله المقتدر العليّ القدير، به خرقت الأحجاب وظهر ما سطر في لوحٍ حفيظ، لو نفصّل آيات الظّهور لتنفد البحور وعزمي الثّابت القديم...
لئالئ الحكمة ج3، ص 208 – 209... يا قوم إنّي قد كنت راقدًا في البيت وصامتًا عن الذّكر هبّت عليّ نسمات الله وأحيتني بالحقّ وأنطقني بثناء نفسه وجعلني هدًى وذكرًى للعالمين وكلّما أريد أن أصمت روح القدس ينطقني بالحقّ وروح الأعظم يهتزّني وروح البقاء يحرّك قلم البهاء إن أنتم من العارفين. يا قوم خافوا عن الله ثمّ استحيوا عن جماله ولا تتكلّموا بما يلعنكم به كلّ الذّرّات وعن ورائها لسان الله الملك الصّادق الأمين. وليس هذا من عندي بل من عنده لو أنتم من الشّاعرين. فو الله لو كان الأمر بيدي لسترت نفسي عن أبصاركم وما ألقيت كبدي تحت مخاليب ذئاب الأرض وكان الله على ما أقول شهيد. إيّاكم يا قوم أن تمنعكم النّفس والهوى عن الصّعود إلى مقرّ الأقصى فانظروا بطَرْف الإنصاف إلى حجج النّبيّين والمرسلين. تالله إن هذا لغلام الرّحمن قد أظهره الله بين ملإ الأكوان واصطفاه من بين بريّته وأظهره بطراز نفسه بين العالمين...
كتاب بديع، ص 129 – 130... ويقول في كلّ حين مخاطبًا إلى ملإ اليهود أن يا ملأ العنود تالله قد جائكم الموعود وإن هذا لهو الرّوح إن تريدوا أن تصلبوه فافعلوا ما شئتم ولا تكونُنّ من الصّابرين. ثم يخاطب ملأ الإنجيل ويقول إن تريدوا أن تجادلوا محمدًا رسول الله إنّ هذا لمحمّد بينكم فافعلوا ما أردتم لأنّه أنفق روحه في سبيل الله المهيمن العزيز القدير. ثمّ يخاطب أهل الفرقان ويقول يا ملأ الطّغيان إن تشائوا أن تعلّقوا مظهر نفسي الّذي سمّي بعليّ في الهواء تالله إن هذا لعليّ قد حضر تلقاء وجوهكم يا ملأ الذئاب ثمّ يا شرذمة الخنازير فافعلوا به ما شئتم ولا تصبروا أقلّ من حين لأنّه ما اتّخذ لنفسه معينًا ولا نصيرا وعلّمه الله بالحقّ ما ورد عليه ويرد يا جنود الشّياطين. ثمّ يخاطب ملأ البيان ويقول يا ملأ الطّغيان والكفران قد جائكم الموعود الّذي وعدتم به في كلّ الألواح فوجماله إنّه قد ظهر بالحقّ وما حفظ نفسه في سبيل الله الملك المتعالي العزيز الحميد. وكان بين يديّ الأعداء في كلّ الّليالي والأيّام ونصر أمر ربّه بنفسه المتعالي العزيز الجميل وورد عليه ما لا يذكر بالبيان وما اطّلع به أحد إلاّ الله الّذي بعثه بالحقّ وأرسله على العالمين. أنتم إن تريدوا أن تقتلوه كما قتلتموه فافعلوا ما شئتم لأنّه ينتظر ما وعد به في كلّ الألواح إن أنتم من العارفين...
كتاب بديع، ص 130 – 131... اسمع ما تلقيك حمامة الفراق حين الّذي يسافر عن شطر العراق وهذا من سنّة الله الّتي قضت على المرسلين، وإنّك أنت لا تحزن بذلك وتوكّل على الله ربّك وربّ آبائك الأوّلين، سيفنى الملك وما أنت تشهد ويبقى الأمر لله ربّ العالمين، وإنّ الّذين أوتوا بصائر الرّوح لن يُغنوا بشيء عمّا خلق ويخلق ويشهدون أسرار الأمر عن خلف حجبات عظيم، قل يا أحبّاء الله لا تخافوا من أحد ولا يحزنكم شيء وكونوا على الأمر لراسخين، فوالله إنّ الذّينهم شربوا حبّ الله العزيز المنير لن يخافوا من نفس ويصبرون في البلايا كاصطبار المحبّ في رضاء الحبيب ويكون البأساء عندهم أحلى عن لقاء المعشوق في مذاق العاشقين، قل يا ملأ الأشقياء فسوف يُرفع أمر الله بالحقّ وتنعدم رايات المشركين ويدخلون النّاس في دين الله الملك المتعالي القديم، فهنيئًا للّذينهم سبقوا في حبّ الله وكانوا من نفحات القدس لمن المستبشرين، والبهاء عليكم يا ملأ الموّحدين...
لئالئ الحكمة ج3، ص 5 – 6... قد ماج بحر الفضل بما هاجت أرياح مشيّة ربّكم الحميد، كم من عبدٍ أقبل إليه وكم من عبدٍ أعرض عنه كلٌّ يعمل على شاكلته إنّ ربّك له العليم الخبير. لا ينفعه إقبال المقبلين ولا يضرّه إعراض المعرضين إنّما يدعُ النّاس لوجهه المشرق العزيز المنير، إنّ الّذي فاز في أيّام الله إنّه من جوهر الخلق لدى الحقّ والّذي توقّف إنّه من الميّتين، أن افرحوا يا أهل البهاء بظهور ربّكم مالك الأسماء ثمّ استقيموا على الأمر على شأنٍ لا تزلّكم شبهات المريبين كونوا رايات الاستقامة بين البريّة وأدلاّء الإيقان لمن في الإمكان هذا ينبغي لكم لو أنتم من العارفين، إيّاكم أن تأخذكمُ الأحزان هذا ربّكم الرّحمن أن افرحوا بطلوع النّيّر الأعظم من هذا الأفق المبين، لا تحسبُنّ الّذين غفلوا اليوم أحياء وهم أموات في كتاب ربّكم المقتدر القدير، أن اجتمعوا على الأمر ثم انصروا الرّحمن بالحكمة والبيان هذا ينبغي لمن تمّسك بهذا الحبل المتين...
لئالئ الحكمة ج3، ص 203 – 204... أن يا أيّها الملوك قد قضت عشرين من السّنين وكنّا في كلّ يوم منها في بلاء جديد وورد علينا ما لا ورد على أحد قبلنا إن أنتم من السّامعين بحيث قتلونا وسفكوا دماءنا وأخذوا أموالنا وهتكوا حرمتنا وأنتم سمعتم أكثرها وما كنتم من المانعين بعد الّذي ينبغي لكم بأن تمنعوا الظّالم عن ظلمه وتحكموا بين النّاس بالعدل ليظهر عدالتكم بين الخلائق أجمعين. إنّ الله قد أودع زمام الخلق بأيديكم لتحكموا بينهم بالحقّ وتأخذوا حقّ المظلوم عن هؤلاء الظّالمين وإن لن تفعلوا بما أمرتم في كتاب الله لن يذكر أسماؤكم عنده بالعدل وإن هذا لغبن عظيم أتأخذون حكم أنفسكم وتدعون حكم الله العلي المتعالي القادر القدير دعوا ما عندكم وخذوا ما أمركم الله به ثمّ ابتغوا الفضل من عنده وإنّ هذا لسبيلٌ مستقيم.
سورة الملوك، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرؤساء، ص 111
2 شهر الرّحمة 25 حزيران/يونيو... أي ربّ لماذا أودعتني بين الّذين هم كفروا بنفسك وإلى متى لا تستجيب دعائي، كلّما أقول أي ربّ فأصعدني إليك وخلّصني من طغاة خلقك بعد الّذي تشهد ضرّي وبلائي تقول إِي فونفسي أشهد وأرى كلّما ورد عليك ورد على نفسي، وإنّي أنفقتك في سبيلي أتحبّ ما لا أحبّ أتريد ما لا أريد، أقول نفسي فداك مرادي ما أنت أردته ومحبوبي ما أنت أحببته، فوعزّتك أحبّ أن يكون لي في كلّ حين ألف روح وأفديها في سبيلك ولكن عزيز عليّ بأن أكون باقيًا وأرى الّذين هتكوا حرمتك وظلموا على مظهر نفسك بعد علمي بأنّهم خلقوا من كلمة أمرك لذا تضطرب نفسي وتذرف عيني وينوح سرّي وتقشعرّ جلدي أنت تقول إِي فونفسي أعلم ما في نفسك وأرى ما ترى اصبر كما صبرت، إنّي كتبت لك ما لم أكتب لدونك ورضيت لك ما لم أرضَ لغيرك...
أدعية حضرت محبوب، ص 9 – 11... أن يا أهل البهاء أنتم نسائم الرّبيع في الآفاق بكم زيّنّا الإمكان بطراز عرفان الرّحمن وبكم ابتسم ثغر العالم وأشرقت الأنوار، تمسّكوا بحبل الاستقامة على شأن تنعدم منها الأوهام، أن اخرجوا من أفق الاقتدار باسم ربّكم المختار، وبشّروا العباد بالحكمة والبيان بهذا الأمر الّذي لاح من أفق الإمكان، إيّاكم أن يمنعكم شيء عمّا أمرتم به من القلم الأعلى إذ تحرّك على اللّوح بسلطان العظمة والاقتدار، طوبى لمن سمع صريره إذ ارتفع بالحقّ بين الأرضين والسّموات، إنّك يا أيّها النّاظر إلى الوجه أن أقبل بكلّك إلى الله معرضًا عن الّذين كفروا بالمعاد، هذا يوم فيه أشرقت شمس الفضل ولاح أفق الإحسان نعيمًا لمن فاز بمراد الله بعد الّذي غفل عنه كلّ مشرك مرتاب...
لئالئ الحكمة ج2، ص 153 – 154... وأنت تعلم يا إلهي بأنّ البهاء لا يجزع عمّا ورد عليه في سبيلك بل أجد كلّ أعضائي وجوارحي يشتاق البلاء لإظهار أمرك يا مالك الأسماء، من ماء حبّك استبقى البهاء في ملكوت الإنشاء ومن نار ذكرك اشتعل البهاء بين الأرض والسّما، طوبى لي ولهذه النّار الّتي تسمع من زفيرها لا إله إلاّ أنت المحبوب في صدر البهاء والمذكور في قلب البهاء، فوعزّتك لو يجتمعُنَّ من في السّموات والأرض على أن يمنعُنَّ البهاء عن ذكرك وثنائك لا يستطيعنَّ ولا يقدرنَّ لو يقتلونني المشركون إذًا دمي ينطق بإذنك ويقول لا إله إلاّ أنت يا مقصود البهاء، ولو يطبخونني في قدر البغضاء قتار الّذي يفوح من لحمي يتوجّه إليك وينادي أين أنت يا مولى العالمين ومقصود العارفين، ولو يحرقونني بالنّار فوعزّتك رمادي ينطق ويقول قد فاز الغلام بما أراد من ربّه العزيز العلاّم، والّذي كان كذلك هل يخوّفه اجتماع الملوك على ضرّه في أمرك لا فونفسك يا مالك الملوك...
لئالئ الحكمة ج3، ص 113... أن يا رئيس قد ارتكبْتَ ما ينوح به محمّد رسول الله في الجنّة العليا وغرّتك الدّنيا على شأن أعرضتَ عن الوجه الّذي بنوره استضاء الملأ الأعلى تجد نفسك في خسران مبين... هل ظننت أنّك تقدر أن تطفئ النّار الّتي أوقدها الله في الآفاق لا ونفسه الحقّ لو أنت من العارفين، بل بما فعلتَ زاد لهيبها واشتعالها فسوف يحيط الأرض ومن عليها، كذلك قضي الأمر ولا يقوم معه حكم من في السّموات والأرضين، فسوف تبدّل أرض السّرّ وما دونها وتخرج من يد الملك ويظهر الزلزال ويرتفع العويل ويظهر الفساد في الأقطار وتختلف الأمور بما ورد على هؤلاء الأسراء من جنود الظّالمين... قل قد جاء الغلام ليحيي العالم ويتّحد من على الأرض كلّها فسوف يغلب ما أراد الله وترى كلّ الأرض جنّة الأبهى، كذلك رقم من قلم الأمر على لوح قويم...
لوح الرّئيس، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 65 – 66
6 شهر الرّحمة 29 حزيران/يونيو... فاعلم بأن النّفس الّتي يشارك فيها العباد إنّها تحدث بعد امتشاج الأشياء وبلوغها كما ترى في النّطفة إنّها بعد ارتقائها إلى المقام الّذي قدّر فيها يُظهر الله بها نفسها الّتي كانت مكنونة فيها إنّ ربّك يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، والنّفس الّتي هي المقصود إنّها تبعث من كلمة الله وإنّها لهي الّتي لو اشتعلت بنار حبّ ربّها لا تخمدها مياه الإعراض ولا بحور العالمين، وإنّها لهي النّار المشتعلة الملتهبة في سدرة الإنسان وتنطق بأنّه لا إله إلاّ هو والّذي سمع نداءها إنّه من الفائزين، ولمّا خرجت عن الجسد يبعثها الله على أحسن صورة ويدخلها في جنّة عالية إنّ ربّك على كلّ شيء قدير، ثمّ أعلم بأنّ حياة الإنسان من الرّوح وتوجّه الرّوح إلى جهة دون الجهات إنّه من النّفس فكّر فيما ألقيناك لتعرف نفس الله الّذي أتى من مشرق الفضل بسلطانٍ مبين...
لوح الرّئيس، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 70 – 71
7 شهر الرّحمة 30 حزيران/يونيو... أتزعمون يا ملأ الأرض بأنّا لو نُصعد أحدًا إلى السّدرة المنتهى إذًا تعزل عنه قدرتي وسلطاني لا ونفسي بل لو نشاء لنرجعنّه إلى التّراب في أقلّ من حين. فانظروا في الشّجرة إنّا نغرسها في الجنان ونسقيها من ماء عنايتنا فلمّا ارتفعت في نفسها وتورّقت بالأوراق الخضراء وأثمرت بالأثمار الحسنى إذًا نرسل عليها قواصف الأمر وندعها على وجه الأرض كذلك كنّا فاعلين... ولا يعلم حكمة ذلك إلاّ الله المقتدر العزيز الحكيم أتنكرون يا قوم ما ترونه ويلٌ لكم يا ملأ المنكرين. والّذي لن يتغيّر هو نفسه الرّحمن الرّحيم إن أنتم من المبتصّرين... يا قوم لا تتكلّموا في أمري لأنّكم لا تبلغون إلى حكمة ربّكم ولن تنالوا بعلمه العزيز المحيط. ومن ادّعى عرفان ذاته هو من أجهل النّاس يكذّبه كلّ الذّرّات ويشهد بهذا لساني الصّادق الأمين...
كتاب مبين، ص 26... أن يا رئيس اسمع نداء الله الملك المهيمن القيّوم، إنّه ينادي بين الأرض والسّماء ويدعُ الكل إلى المنظر الأبهى ولا يمنعه قباعك ولا نباح من في حولك ولا جنود العالمين، قد اشتعل العالم من كلمة ربّك الأبهى، وإنّها أرقّ من نسيم الصَّبا قد ظهرت على هيئة الإنسان وبها أحيى الله عباده المقبلين، وفي باطنها ماء قد طهّر الله به أفئدة الّذين أقبلوا إلى الله وغفلوا عن ذكر ما سواه وقرّبهم إلى منظر اسمه العظيم، وقد رشّحنا منه على القبور وهم قيام ينظرون جمال الله المشرق المنير... تالله هذا يوم فيه تنطق النّار في كلّ الأشياء قد أتى محبوب العالمين، وعند كلّ شيء من الأشياء قام كليم الأمر لإصغاء كلمة ربّك العزيز العليم، إنّا لو نخرج من القميص الّذي لبسناه لضعفكم ليفديَنّ من في السّموات والأرض أنفسهم لنفسي وربّك يشهد بذلك ولا يسمعه إلاّ الّذين انقطعوا عن كلّ الوجود حبًّا لله العزيز القدير...
لوح الرئيس، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 65
9 شهر الرّحمة 2 تمّوز/يوليو... ذكّر من لدنّا لقوم يعلمون واستقاموا على الأمر على شأن بها انجذبت الأفئدة والعقول. بالاستقامة تظهر مقاماتكم بين البريّة وترتفع مراتبكم عند الله المهيمن القيّوم. تالله من لا استقامة له لا دين له إنّه من المريبين في لوح مكنون. قد وصّينا العباد في كلّ الألواح بالاستقامة على الأمر وإذا ظهر عجْلٌ أقبلوا إليه ألا إنّهم في هيماء الضّلال يسرعون ولا يشعرون. نسأل الله بأن يبعث رجالاً من عنصر الاقتدار لينصروا هذا الدّين القويم ويجعلهم من حفّاظ أمره على شأن لا يقتدر أن يدّعي كلّ كاذب مريب لعمري هذا يوم ينبغي للكلّ العبوديّة لله الحقّ كذلك قضي الأمر من إصبع إرادة ربّكم العليم الخبير. أن اغتنموا يا أحبّائي فضل هذه الأيّام وكونوا من الرّاسخين كذلك زيّنّا أفق الحكم بنيّر الأمر من لدن مقتدر قدير. طوبى لمن فاز بما أمر به من لدن ناصح أمين.
آثار قلم أعلى ج6، ص3... أيقن بأنّ المؤمن في كلّ الأعهاد لم يكن إلاّ كالكبريت الأحمر وهذا ما نزّل حينئذٍ من سماء الرّوح على أفئدة الأبرار. قل يا قوم إن تملكوا خزائن الأرض كلّها وتحكموا على ما تطلع الشّمس عليها وتأكلون كلّ ما ظهر عن الأشجار من الأثمار وتلبسون كلّ ما نسج في الأرض من الحرر والألباس وتصرفون كلّ الأبكار، فوالله لن ينفعكم في شيء حين الّذي يأتيكم ملائكة الموت من مدبّرٍ قهّار، وينقطعكم عن كلّ ذلك أقلّ من اللّمحة كأنّكم ما خلقتم في الملك وهذا من حقّ الّذي رقّم في الأسطار من عند الله المقتدر العزيز الجبّار، وكذلك شرعنا لكم شريعة النّصح وأشهدناكم مناهج القدس وعلّمناكم سبل الفردوس وألقيناكم حكمة الأمر ليقرّبكم إلى العزيز القدّار. قل يا ملأ الأرض فمن شاء فليتّخذ هذا النّصح لنفسه سبيلاً إلى الله فمن شاء فليعرض فيرجع إلى مقرّه في لهب النّار...
لئالئ الحكمة ج3، ص 13 – 14... أيّ درع ما أصابها سهم الرّدى وأيّ فُود ما عرّته يد القضاء وأيّ حصن منع عنه رسول الموت إذا أتى؟ وأيّ سرير ما كسر؟ وأيّ سدير ما قفر؟ لو علم النّاس ما وراء الختام من رحيق رحمة ربّهم العزيز العلاّم لنبذوا الملام واسترضوا عن الغلام، وأمّا الآن حجبوني بحجاب الظّلام الّذي نسجوه بأيدي الظّنون والأوهام، سوف تشقّ يد البيضاء جيبًا لهذه اللّيلة الدّلماء ويفتح الله لمدينته بابًا رتاجًا، يومئذٍ يدخلون فيها النّاس أفواجًا ويقولون ما قالته اللاّئمات من قبل ليظهر في الغايات ما بدا في البدايات، أيريدون الإقامة ورجلهم في الرّكاب؟ وهل يرون لذهابهم من إياب؟ لا وربّ الأرباب إلاّ في المآب، يومئذٍ يقوم النّاس من الأجداث ويسألون عن التُّراث، طوبى لمن لا تسومه الأثقال في ذلك اليوم الّذي فيه تمرّ الجبال ويحضر الكلّ للسّؤال في محضر الله المتعال إنّه شديد النّكال...
لوح السّلطان، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 38
12 شهر الرّحمة 5 تمّوز/يوليو... قل لا يُرى في ظهوري إلاّ ظهور الله ولا في قدرتي إلاّ قدرة الله لو أنتم من العارفين. قل مثل خلقي كمثل الأوراق على الشّجر إنّها قد كانت ظاهرة بوجودها وقائمة بنفسها ولكن غافلة عن أصلها كذلك مثّلنا لعبادنا العاقلين لعلّ يصعدنّ عن رتبة النّبات ويبلغنّ إلى مقام البلوغ في هذا الأمر المبرم المتين. قل إنّ مثلهم كمثل الحوت في الماء إنّ حياته به وإنّه لم يعرف ممدّ حياته من لدن عزيز حكيم. وكان محتجبًا عنه بحيث لو يسئل عن الماء وصفاته لن يعرف كذلك نلقي الأمثال لعلّ النّاس يقبلن إلى قبلة من في السّموات والأرضين...
كتاب مبين، ص 28... أن اقرؤا آيات الله بألحان الفطرة لعمري إنّها تجذبكم إلى مقام كريم قد قدّر في كلّ واحد منها ما انجذب به قلب العالم ولكنّ النّاس في حجابٍ غليظٍ سوف يتبهون ويسرعون ولكن سبقهم الّذين آمنوا اليوم وفازوا بعناية الله العزيز الحميد... طوبى لقويّ خرق الأحجاب باسم ربّه العزيز الوهّاب وقام على نصرة هذا الأمر البديع ينبغي لكلّ نفس أن يدَعَ ما عنده مقبلاً إلى العليم الخبير طوبى لمن توجّه إلى المنظر الأكبر منقطعًا عن الخلائق أجمعين لو يعرفون النّاس قدر اليوم ليقومنّ بين العباد ويصيحنّ بهذا الأمر الّذي أشرقت من أفقه شمس جمال ربّك الغفور الكريم. طوبى لمن يسمع في كلّ الأحيان نداء الرّحمن من هذا المقام الّذي استوى القديم على عرش اسمه العليّ العظيم...
آثار قلم الأعلى ج6، ص 4 – 5... يا ملك قد رأيتُ في سبيل الله ما لا رأت عينٌ ولا سمعت أذن، قد أنكرني المعارف وضاق عليّ المخارف قد نضب ضحضاح السّلامة واصفرّ ضحضاح الرّاحة، كم من البلايا نزلت وكم منها سوف تنزل، أَمشي مقبلاً إلى العزيز الوهّاب وعن ورائي تنساب الحباب، قد استهلّ مدمعي إلى أن بلّ مضجعي وليس حزني لنفسي تالله رأسي يشتاق الرّماح في حبّ مولاه، وما مررت على شجر إلاّ وقد خاطبه فؤادي يا ليت قطعت لاسمي وصلب عليك جسدي في سبيل ربّي بل بما أرى النّاس في سكرتهم يعمهون ولا يعرفون، رفعوا أهوائهم ووضوعوا إلههم كأنّهم اتّخذوا أمر الله هزوًا ولهوًا ولعبًا، ويحسبون أنّهم محسنون وفي حصن الأمان هم محصنون، ليس الأمر كما يظنّون، غدًا يرون ما ينكرون...
لوح السّلطان، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 37
15 شهر الرّحمة 8 تمّوز/يوليوفي حفظ وصيانة مقامات عباد الله. يجب على أهل البهاء أن لا يحيدوا عن الحقّ في كلّ الأمور وأن يتكلّموا بالحقّ والصّدق ولا ينكروا فضل أحد. ويحترموا أرباب الفنون. ولا يدنّسوا ألسنتهم كالطّوائف السّابقة ببذيء الكلام. قد ظهرت اليوم شمس الصّناعة من أفق سماء الغرب وتفيض أنهار الفنون من بحور تلك الأقطار. يجب على الجميع أن يتكلّموا بالإنصاف ويقدّروا النّعمة قدرها. لعمر الله إنّ كلمة الإنصاف كشمس ساطعة الأنوار. نسأل الله أن يستنير الكل من أنوارها. إنّه على كلّ شيء قدير وبالإجابة جدير. إنّا نرى الاستقامة والصّدق في هذه الأيّام واقعين تحت مخالب الكذب، والعدل معذّبًا بسياط الظّلم. وأحاط العالم دخان الفساد بحيث لا يُرى من الجهات إلاّ الصّفوف ولا يسمع من الأرجاء إلاّ صليلُ السّيوف. نطلب من الحقّ أن يؤيّد مظاهر قدرته على ما هو سبب إصلاح العالم وراحة الأمم.
لوح الطّرازات، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 55
16 شهر الرّحمة 9 تمّوز/يوليو... هذا يوم فيه انتهت آية القبل بيوم يقوم النّاس لربّ العرش والكرسي المرفوع وفيه نكست رايات الأوهام والظّنون وبرز حكم إنّ لله وإنّا إليه راجعون... وفيه ارتفع نحيب البكاء من كلّ الجهات ونطق لسان البيان الحزن لأولياء الله وأصفيائه والبلاء لأحبّاء الله وأمنائه والهمّ والغمّ لمظاهر أمر الله مالك ما كان وما يكون. يا أهل مدائن الأسماء... وأصحاب الوفاء في ملكوت البقاء بدّلوا أثوابكم البيضاء والحمراء بالسّوداء بما أتت المصيبة الكبرى والرّزيّة العظمى الّتي بها ناح الرّسول وذاب كبد البتول وارتفع حنين الفردوس الأعلى ونحيب البكاء من أهل سرادق الأبهى وأصحاب السّفينة الحمراء المستقرّين على سرر المحبّة والوفاء آهٍ آهٍ من ظلم به اشتعلت حقائق الوجود وورد على مالك الغيب والشّهود من الّذين نقضوا ميثاق الله وعهده وأنكروا حجّته وجحدوا نعمته وجادلوا بآياته...
لوح زيارة سيّد الشهداء حسين بن علي، مجموعة ألواح مباركة، ص 203 – 204
17 شهر الرّحمة 10 تمّوز/يوليو(... إنّ الهدف ممّا جرى ويجري من قلم القدر بالتّكرار في مقام النّصر والانتصار هو تحذير الأحبّاء من الأعمال الّتي تؤدّي إلى الفتن والفساد. على الجميع أن يكونوا في صدد نصرة أمر الله كما ذكر آنفًا. وذلك فضل من الله يختصّ به أحبّائه حتّى يفوزوا بمقام) [من أحيا نفسًا فقد أحيا النّاس جميعًا] (ولم تزل الغلبة الظّاهرية تكون في ظلّ هذا المقام وله ميعاد مقرّر في كتاب الله) [إنّه يعلم ويظهر بسلطانه إنّه لهو القويّ الغالب المقتدر العليم الحكيم...]
لوح سيّد مهدي دهجي، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 167 (معرّب)
18 شهر الرّحمة 11 تمّوز/يوليو... سبحانك اللّهم يا إلهي كم من رؤوس نصبت على القناة في سبيلك وكم من صدور استقبلت السّهام في رضائك وكم من قلوب تشبّكت لارتفاع كلمتك وانتشار أمرك وكم من عيون تذرّفت في حبّك، أسألك يا مالك الملوك وراحم المملوك باسمك الأعظم الّذي جعلته مطلع أسمائك الحسنى ومظهر صفاتك العليا بأن ترفع السّبحات الّتي حالت بينك وبين خلقك ومنعتهم عن التّوجّه إلى أفق وحيك، ثمّ اجتذبتهم يا إلهي بكلمتك العليا عن شمال الوهم والنّسيان إلى يمين اليقين والعرفان ليعرفوا ما أردت لهم بجودك وفضلك ويتوجّهوا إلى مظهر أمرك ومطلع آياتك...
لوح السّلطان، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 10 - 11
19 شهر الرّحمة 12 تمّوز/يوليوهو العلوم والفنون والصّنائع. العلم هو منزلة الجناح للوجود ومرقاة للصّعود. تحصيله واجب على الكلّ. ولكن العلوم الّتي ينتفع منها أهل الأرض وليس تلك الّتي تبدأ بالكلام وتنتهي بالكلام. إنّ لأصحاب العلوم والصّنائع حقًا عظيمًا على أهل العالم. يشهد بذلك أمّ البيان في المآب نعيمًا للسّامعين. إنّ الكنز الحقيقي للإنسان هو في الحقيقة علمه، وهو علّة العزّة والنّعمة والفرح والنّشاط والبهجة والانبساط، كذلك نطق لسان العظمة في هذا السّجن العظيم.
لوح التّجليات، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 69
1 شهر الكلمات 13 تمّوز/يوليو... سبحانك اللّهمّ يا إلهي أشهد بلساني وقلبي بأنّ نعمتك البديعة أحاطت كل الذّرّات عمّا خلق بين الأرضين والسّموات بحيث ما بقي من شيء إلاّ وقد تمّت عليه حجّتك ولاح له برهانك وبلغت به كلمتك وظهر له سلطانك ونزلت إليه آياتك وبدت له آثار فيضك. إذًا يا إلهي انقطعت عن كل ما سواك وقمت لدى خيام مجدك وخباء فضلك بحيث طهرّت قلبي ولساني عن حبّ غيرك وذكر دونك. إذًا يا إلهي فأدخلني في ظلّ شجرة فردانيّتك وسدرة عزّ سلطان وحدانيّتك ثم ارزقني حلاوة آياتك وما ستر فيها من لئالئ علمك عمّا أردته لعبادك ولا تحرمني يا إلهي عن نفحات قدسك الّتي تهبّ على هيئة المبشّرات عن شطر لقائك وعلى صور الآيات عن منبع إفضالك وإنّك أنت المقتدر على ما تشاء وإنّك أنت المعطي العزيز الرّحيم. ثمّ استقمني يا إلهي على أمرك الّذي لا يقوم عليه أحد إلاّ الّذينهم انقطعوا عن كلّ ما في السّموات والأرض ثمّ اجعل لي يا إلهي قدم صدق على حبّك ومقعد عزٍّ عند ظهور أنوار وجهك ثمّ ألحقني بعبادك المخلصين...
آثار قلم أعلى ج4، ص 57 – 58... قل يا قوم هذا عبد الله وخادمه في الملك ما يريد إلاّ إصلاح أنفسكم ويشهد بذلك عباد مكرمون، إذًا قوموا عن فراش الغفلة ثمّ انصروه بقلوبكم وأنفسكم وأرواحكم وأبدانكم وبكلّ ما قدّر لكم إن أنتم تريدون أن تنصرون، وإن لن تنصروه فاعلموا بأنّه ينصر نفسه بذاته ويرفع أمره بالحق وهذا من أمر يعجز عن عرفانه كلّ العالمون، قل يا قوم فانظروا في قرون الماضية وفيما قضي عليهم بحيث كانوا أكثر منكم قوّة وأكبر منكم عزّة وأعلى منكم شأنًا وكلّهم ذهبوا إلى مواقعهم ودفنوا بأعمالهم ورجعوا إلى التّراب كما بُدؤا أوّل مرّة وهذا لهو حقّ المعلوم، وأنتم سترجعون إليهم وتسئلون عمّا اكتسبت أيداكم وعمّا سمعت أذناكم ولاحظت عيناكم ولكلّ ما أنتم عملتم في الحياة الباطلة وهذا ما سطر بالحقّ على ألواح عزٍّ مكنون...
لئالئ الحكمة ج3، ص 39 – 40... إذًا توجّه وجه الله إلى وجه الّذي استشهد في سبيله وخاطبه تعال وكلْ ما حضر بين يديك من آلاء الله ونعمائه إنّه تكلّم بين يدي الله بخضوع وخشوع وصريخ وإنابة وقال أريد من بديع مواهبك بأن ترزقني من نعمائك الرّوحانية إذًا اشتعل وجه الرّوح ثمّ قال تعال يا عبد وأُمر بجلوسه أمام وجهه ثمّ تكلّم لسان الله بكلمات يترشّح منها رشحات المعاني على كلّ ما كان وما يكون وإنّي لم أقدر أن أصفها أو أذكرها ولم أدرِ ما أنفق عليه يد العناية من نعمائه المكنونة الرّوحانية بحيث استُجْذِبت منها نفسه وروحه وكينونته وذاته وأخذته غلبات الشّوق على شأن غفل عن نفسه وعن كلّ من في السّموات والأرضين فتوجّه بسرّه وجهره إلى محبوب العالمين إلى أن انتهى المجلس ورجع الرّوح إلى مقرّه ولكن إنّه بعد استماع كلمات الله وما ذاق عمّا أراد ما شهد أحد في نفسه سكونًا وقرارًا وقضت عليه أيّام معدودات وفي كلّ حين يزداد شوقه ويشتدّ شغفه بالله بارئه إلى أن حضر في فجر يوم من الأيّام وكنس بعمّامته فناء البيت ورجع وأخذ سكّينًا وتجنّب عن العباد وخرج عن المدينة إلى أن ورد شاطئ الشّطّ قام مقبلاً إلى البيت بيدٍ أخذ لحاه وبيدٍ آخر قطع حنجره حبًّا لله المقتدر المهيمن القيّوم...
كتاب بديع، ص 368 – 369يا أيّتها الملكة في اللّوندرة أن أستمعي نداء ربّك مالك البريّة من السّدرة الإلهية إنّه لا إله إلاّ أنا العزيز الحكيم، ضعي ما على الأرض ثمّ زيّني رأس الملك بإكليل ذكر ربّك الجليل... قد بلغنا أنّك منعت بيع الغلمان والإماء هذا ما حكم به الله في هذا الظّهور البديع، قد كتب الله لك جزاء ذلك إنّه موفّي أجور المحسنين... إنّ الأعمال تقبل بعد الإقبال من أعرض عن الحقّ إنّه من أحجب الخلق كذلك قدّر من لدن عزيزٍ قدير، وسمعنا أنّكِ أودعتِ زمام المشاورة بأيادي الجمهور نِعْمَ ما عملتِ لأنّ بها تستحكم أصول أبنية الأمور وتطمئنّ قلوب من في ظلّكِ من كلّ وضيعٍ وشريف، ولكن ينبغي لهم بأن يكونوا أمناء بين العباد ويرون أنفسهم وكلاء لمن على الأرض كلّها... وإذا توّجه أحد إلى المجمع يحول طرفه إلى الأفق الأعلى ويقول يا إلهي أسألك باسمك الأبهى بأن تؤيّدني على ما تصلح به أمور عبادك وتعمّر به بلادك... طوبى لمن يدخل المجمع لوجه الله ويحكم بين النّاس بالعدل الخالص ألا إنّه من الفائزين...
لوح الملكة فيكتوريا، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 59 – 60
5 شهر الكلمات 17 تمّوز/يوليوقد ظهر ما هو المستور في كنز العلم ونزّل ما كان مكنونا في خزائن العرفان، قد أنزلنا من سماء العرفان ما كان كوثر الحيوان للإمكان، إنّا أنزلنا الآيات وأظهرنا في المُلْك ما لا اطّلع به إلاّ الله مظهر الإبداع، ليس الفضل لمن أقرّ واعترف بل لمن عمل في الله سلطان الأحكام، إنّه حكم كيف شاء ويحكم كيف يشاء لا إله إلاّ هو العزيز المنّان، قد نزّلت النّعمة وتّمت الحجّة وظهرت البيّنة ولكن القوم في مُرْية ونفاق، يستدلّون في إثبات ما هم عليه بالآيات ويكفّرون من أنزلها كذلك قُضِي الأمر في الكتاب، إنّي ما أردت منهم من شيء إنّما نذكّر العباد لوجه الله ربِّ الأرباب...
لئالئ الحكمة ج3، ص 59 – 60... (لذا كلمات أهل منظر أكبر مزيّن آست بطراز أدب) نسئل الله بأن لا يجعلنا عريًّا من هذا الثّوب الّذي به يظهر قدر الإنسان بين ملأ الأكوان وامتيازه عن الحيوان ثمّ نسئله بأن يقرّبنا إليه وينقطعنا عن دونه ويطهّرنا عن روائح الوهم والتّقليد ويجعلنا من الّذين قالوا الله ربّنا ثم استقاموا وما منعهم استهزاء الخلائق أجمعين ولا شماتة الغافلين اللّهمّ يا إلهي فافتح أبصار هؤلاء ليروك ظاهرًا بين خلقك ومشرقًا في مملكتك وإنّك يا إلهي لو فتحت أبصارهم ما ابتليت باستهزائهم وأحجار ظنونهم وسهام أوهامهم كما فتحت أبصار أحبّائك وعرّفتهم ما لا عرفته دونهم وإنّك لو كشفت الحجبات لهم كما كشفت عن وجوههم ما احتجبوا وما اعترضوا فلمّا سترت عن هؤلاء وكشفت لأحبّائك لذا ارتفع ضجيج الغافلين من بريّتك وصريخ المتوهّمين من أهل مملكتك إذًا أسئلك بنفسك بأن تكشف لهم حجبات الّتي منعتهم عن عرفانك وعرفان مظهر نفسك ليُجمَعنّ كلّ على شاطئ بحر توحيدك ومقرّ عزّ تقديسك وتفريدك وإنّك أنت على ما تشاء قدير...
كتاب بديع، ص 383 – 384... في الأمانة إنّها باب الاطمئنان لمن في الإمكان وآية العزّة من لدى الرحمن من فاز بها فاز بكنوز الثروة والغَناء... أنا الزّينة الكبرى لأهل البهاء وطراز العزّ لمن في ملكوت الإنشاء. وأنا السّبب الأعظم لثروة العالم وأفق الاطمئنان لأهل الإمكان... يا أهل البهاء إنّها أحسن طراز لهياكلكم وأبهى إكليل لرؤسكم خذوها أمرًا من لدن آمرٍ خبير.
لوح الطّرازات، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 53 – 55
...ثم اعلم بأنّ المفسّرين الّذين فسّروا القرآن كانوا صنفين صنف غفلوا عن الظّاهر وفسّروه على الباطن. وصنف فسّروه على الظّاهر وغفلوا عن الباطن... فاعلم من أخذ الظّاهر وترك الباطن إنّه جاهل. ومن أخذ الباطن وترك الظّاهر إنّه غافل. ومن أخذ الباطن بإيقاع الظّاهر عليه فهو عالمٌ كامل. هذه كلمة أشرقت عن أفق العلم فاعرف قدرها واغلِ مهرها.
مجموعة ألواح مباركة، ص 11... والصلوة والسّلام والتّكبير والبهاء على أيادي أمره الّذين ما منعتهم ضوضاء الأنام عن التّقرّب إلى الله ربّ الأرباب نبذوا ما سواه وأقبلوا إليه باستقامة انكسر بها ظهر الأشرار ما منعهم إعراض المعرضين واعتراض المشركين الّذين يتكلّمون بأهوائهم ليصدّوا النّاس عن سواء الصّراط قل إنّه اتى بما يجذبكم إلى الأفق الأعلى ويقرّبكم إلى مقام تنّور بأنوار بيان ربّكم مولى الأنام... قل اعلم بعلم اليقين بأن الله أمر الكلّ بتبليغ أمره وما ترتفع به كلمته المطاعة بين البريّة... قل اعلم إنّا أمرنا الكلّ بالتّبليغ وأنزلنا في شرائط المبلّغين ما ينصف بها كلّ بصير على فضل هذا الظّهور وعزّه وعطائه ومواهبه وألطافه ينبغي لكلّ نفس أراد أن يتوجّه إلى الأفق الأعلى أن يطهّر ظاهره وباطنه عن كلّ ما نهي في كتاب الله ربّ العالمين وفي أوّل القدَم يتمسّك ويعمل بما أنزله الرّحمن في الفرقان بقوله "قل الله ثمّ ذرهم في خوضهم يلعبون". ويرى ما سوى الله كقبضة من التّراب كذلك أشرق نور الأمر في المآب...
اقتدارات، ص 3 – 10... قل يا ملأ الغرور أتروْن أنفسكم في القصور وسلطان الظّهور في أخرب البيوت؟ لا لعمري أنتم في القبور لو تكوننّ من الشّاعرين، إنّ الّذين لن يهتزّ من نسمة الله في أيّامه إنّه من الأموات لدى الله مالك الأسماء والصّفات، قوموا عن قبور الهوى مقبلين إلى ملكوت ربّكم مالك العرش والثّرى لترَوا ما وُعِدتم به من قبل من لدن ربّكم العليم، أتظنّون ينفعكم ما عندكم سوف يملكه غيركم وترجِعون إلى التّراب من غير ناصرٍ ومعين، لا خير في حياة يأتيه الموت ولا لبقاء يدركه الفناء ولا لنعمة تتغيّر، دعوا ما عندكم وأقبلوا إلى نعمة الله الّتي نزّلت بهذا الاسم البديع...
لوح ملك الرّوس، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 54 – 55
10 شهر الكلمات 22 تمّوز/يوليو... قل للقسّيس قد أتى الرّئيس أن اخرج عن خلف الحجاب باسم ربّك مالك الرّقاب وبشّر النّاس بهذا الظّهور الأكبر العظيم. قد جاء روح الحقّ ليرشدكم إلى جميع الحقّ إنّه لا يتكلّم من عند نفسه بل من لدن عليم حكيم. قل هذا الّذي مجّد الابن ورفع أمره... قدّسوا آذانكم وتوجّهوا بقلوبكم لتسمعوا النّداء الأحلى الّذي ارتفع من شطر السّيناء مقرّ ربّكم الأبهى... قل يا ملأ القسّيسين دعوا النّواقيس ثم اخرجوا من الكنائس ينبغي لكم اليوم بأن تصيحوا بين الأمم بهذا الاسم الأعظم أتختارون الصّمت بعد الّذي كلّ حجر وشجر يصيح بأعلى النّداء قد أتى الرّب ذو المجد الكبير... قل إنّه قد أشرق من جهة الشّرق وظهر في الغرب آثاره تفكّروا فيه يا قوم ولا تكونوا كالّذين غفلوا إذ جائتهم الذّكرى من لدن عزيزٍ حميدٍ... قل يا ملأ الأساقف أنتم أنجم سماء علمي، فضلي لا يُحِبّ أن تتساقطوا على وجه الأرض ولكنّ عدلي يقول هذا ما قضي من لدى الابن ولا يتغيّر ما خرج من فمه الطّاهر الصّادق الأمين...
كتاب مبين، ص 140 – 141... إنّا بعثناك باسمنا الّذي به استقام كلّ ذي استقامة وبكلّ اسم من أسمائه الحسنى بين السّموات والأرضين. سوف نبعث منك أرجلاً مستقيمة يقومُنَّ على الصّراط ولا يزلُّنّ عنه ولو يحارب معهم جنود يعادل جنود الأولين والآخرين... قم على الأمر بقدرة من لدنّا وسلطان من عندنا ثمّ ألق العباد ما ألقاك روح الله الملك الفرد العزيز العليم. قل يا قوم أتدعون الحقّ عن ورائكم وتدعون الّذي خلقناه بكفٍّ من الطّين. هذا ظلم منكم على أنفسكم إن أنتم في آيات ربّكم لمن المتفكّرين. قل يا قوم طهّروا قلوبكم ثمّ أبصاركم لعلّ تعرفون بارئكم في هذا القميص المقدّس اللّميع. قل إنّ هذا فتًى إلهيٌ قد استقرّ على عرش الجلال وظهر بسلطان القدرة والاستقلال ويصيح بين الأرض والسّماء بندائه الأبدع الأحلى يا أهل الأكوان لِمَ كفرتم بربّكم الرّحمن وأعرضتم عن جمال السّبحان تالله هذا لغيب المستور قد طلع من مشرق الإمكان وهذا لجمال المحبوب قد أشرق من أفق هذا الرّضوان بسلطنة الله المهيمن العزيز الغالب القدير...
كتاب مبين، ص 23... اسمعي ما يغنّ جمال الظّهور في هذا الطّور على هذه البقعة المباركة الّتي ارتفعت عن يمين العرش بأنّه لا إله إلاّ هو وأنّ نقطة الأوليّة الّتي فصّلت في السّتّين إنّها لكلمة الله وسلطانه وحكمة الله وبرهانه وأمر الله وبهاؤه وفيها اتّحد الحبيب والمحبوب وإنّها لكلمة منها فصّلت الحروفات بقوله كن فيكون، وإنّها لنقطة الّتي منها ظهرت الحروفات والكلمات وبها ظهر كلّ علم مكنون، وبها أُلّف الكاف بالنّون وطلع كلّ أمر مبرم محتوم، وإنّها لكتاب الله الّذي رقم فيه علم ما كان إن أنتم تعرفون، وإنّها لميزان الله وحكمه وصراط الله وأمره وبه فصّل كلّ موحّد عن كلّ مشرك مردود، وبقربه ظهر حكم الجنّة ومن بعده حكم النّار إن أنتم تعقلون، وبها غنّت الورقاء على الأفنان وظهرت صوت الرّحمن عن وراء حجبات السّتر والكتمان بأنّه هو لا إله إلاّ هو العزيز المقتدر المهيمن القيّوم...
لئالئ الحكمة ج3، ص 63 – 64... نسأل الله بأن يؤيّد الملوك على الصّلح إنّه لهو القادر على ما يريد... لمّا نبذتم الصّلح الأكبر عن ورائكم تمسّكوا بهذا الصّلح الأصغر لعلّ به تصلح أموركم والّذين في ظلّكم على قدرٍ يا معشر الآمرين، أنْ أصلحوا ذات بينكم إذ لا تحتاجون بكثرة العساكر ومهمّاتهم إلاّ على قدر تحفظون به ممالككم وبلدانكم، إيّاكم ان تدعوا ما نصحتم به من لدن عليم أمين، أن اتّحدوا يا معشر الملوك به تسكن أرياح الاختلاف بينكم وتستريح الرّعيّة ومن حولكم إن أنتم من العارفين، إن قام أحد منكم على الآخر قوموا عليه إنْ هذا إلاّ عدلٌ مبين...
لوح الملكة فكتوريا، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 61
14 شهر الكلمات 26 تمّوز/يوليو... أن استمع لما يوحى من شطر ربّك الأبهى في ملكوت الأسماء من الشّجرة الحمراء الله لا إله إلاّ أنا العزيز الحكيم. قد خلقناك لخدمتي وأظهرناك لنفسي إنّ ربّك لهو الحاكم على ما يريد. أن استمع النّداء وتوجّه بالقلب الأطهر إلى المنظر الأكبر الّذي ينطق فيه مالك القدر ومصوّر الصّور بأنّي أنا الغفور الكريم. قم على خدمتي وثنائي بين عبادي أن اخرج عن خلف حجاب الصّمت باسم ربّك الرّحمن بالحكمة والبيان... لا ينفعكم اليوم شيء لو تتمسّكون بمن في السّموات والأرضين. لا عاصم لكم اليوم من أمر الله أن انقطعوا من أنفسكم ثمّ أقبلوا بالقلوب إلى جهة عرش رحمة ربّكم الرّحمن الرّحيم. طهّروا أنفسكم بهذا الماء الّذي جرى من كوثر فم إرادة ربّكم الرّحمن عن يمين الرّضوان لعلّ ترَوْن جمال الكبرياء في قميص اسمه الأبهى وتعرفون الّذي دعوتموه في الصّباح والمساء...
كتاب مبين، ص 124... يا قوم إيّاكم أن يمنعكم مظاهر الجلال عن مطلع الجمال كسّروا الأصنام بقوّة الله المقتدر المهيمن القيّوم، إنّه يأمركم بالحقّ ولكن النّاس لا يفقهون، قل يا قوم إنّ الأسماء خلق بأمر من عنده أنِ اخرقوا الأحجاب ولا تكوننّ من الّذين هم مشركون، قل إن هذا لهو المقصود تلك آياته نزّلت بالحقّ وعن يمينه خمر الحيوان هنيئًا للّذين هم يشربون، إنّك أنت يا عبد لا تحزن من شيء فتوكّل على الله إنّه يكفيك بالحقّ وإنّه لعليم بما في الصّدور، إنّ الّذين منعوا عن هذا الفضل أولئك لا يفقهون، بلّغ أمر ربّك ولا تصمت عن ذكره إنّ بذكره تحيى قلوب الّذين هم يقبلون إلى شطر الله المقتدر العزيز المحبوب، وبذكره تشتعل قلوب الأبرار وتغرّد ورقاء الظّهور، من فاز بذكره وكان ثابتًا في حبّه إنّه فاز بكلّ الخير كذلك قدّر من لدى الله العزيز الودود...
لئالئ الحكمة ج3، ص 67 – 68... يا سلطان إنّي كنت كأحدٍ من العباد وراقدًا على المهاد مرّت عليّ نسائم السّبحان وعلّمني علم ما كان ليس هذا من عندي بل من لدن عزيز عليم، وأمرني بالنّداء بين الأرض والسّماء وبذلك ورد عليّ ما تذرّفت به عيون العارفين، ما قرأت ما عند النّاس من العلوم وما دخلت المدارس فاسأل المدينة الّتي كنت فيها لتوقن بأنّي لست من الكاذبين، هذه ورقة حرّكتْها أرياح مشيّة ربّك العزيز الحميد هل لها استقرار عند هبوب أرياح عاصفات؟ لا ومالك الأسماء والصّفات بل تحرّكها كيف تريد، ليس للعدم وجود تلقاء القدم قد جاء أمره المبرم وأنطقني بذكره بين العالمين، إنّي لم أكن إلاّ كالميت تلقاء أمره قلّبتني يد إرادة ربّك الرحمن الرّحيم، هل يقدر أحد أن يتكلّم من تلقاء نفسه بما يعترض به عليه العباد من كلّ وضيع وشريف؟ لا فوالّذي علّم القلم أسرار القِدَم إلاّ من كان مؤيّدًا من لدن مقتدرٍ قدير...
لوح سلطان، ألواح بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 8
17 شهر الكلمات 29 تمّوز/يوليو... يا أصحاب المجلس في هناك وديارٍ أخرى تدبّروا وتكلّموا في ما يصلح به العالم وحاله لو أنتم من المتوسّمين، فانظروا العالم كهيكل إنسان أنّه خلق صحيحًا كاملاً فاعترته الأمراض بالأسباب المختلفة المتغايرة وما طابت نفسه في يوم بل اشتدّ مرضه بما وقع تحت تصرّف أطبّاء غير حاذقة الّذين ركبوا مطيّة الهوى وكانوا من الهائمين، وإن طاب عضو من أعضائه في عصر من الأعصار بطبيب حاذق بقيت أعضاء أخرى في ما كان، كذلك يُنْبئكم العليم الخبير، واليوم نراه تحت أيدي الّذين أخذهم سكر خمر الغرور على شأنٍ لا يعرفون خير أنفسهم فكيف هذا الأمر الأوعر الخطير، إن سعى أحد من هؤلاء في صحّته لم يكن مقصوده إلاّ بأن ينتفع به اسمًا كان أو رسمًا لذا لا يقدر على برئه إلاّ على قدرٍ مقدور، والّذي جعله الله الدّرياق الأعظم والسّبب الأتّم لصحّته هو اتّحاد من على الأرض على أمرٍ واحدٍ وشريعةٍ واحدةٍ، وهذا لا يمكن أبدًا إلاّ بطبيبٍ حاذقٍ كاملٍ مؤيّدٍ لعمري هذا لهو الحقّ وما بعده إلاّ الضّلال المبين...
لوح الملكة فكتوريا، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 60
18 شهر الكلمات 30 تمّوز/يوليو... يا ملك الأرض اسمع نداء هذا المملوك إنّي عبد آمنت بالله وآياته وفديت نفسي في سبيله يشهد بذلك ما أنا فيه من البلايا الّتي ما حملها أحد من العباد وكان ربّي العليم على ما أقول شهيدًا... كلّما أمطرت سحاب القضاء سهام البلاء في سبيل الله مالك الأسماء أقبلتُ إليها ويشهد بذلك كلّ منصفٍ خبير، كم من ليالٍ فيها استراحت الوحوش في كنائسها والطّيور في أوكارها وكان الغلام في السّلاسل والأغلال ولم يجد لنفسه ناصرًا ولا معينًا... والذّين يفسدون في الأرض ويسفكون الدّماء ويأكلون أموال النّاس بالباطل نحن براء منهم ونسأل الله بأن لا يجمع بيننا وبينهم لا في الدّنيا ولا في الآخرة إلاّ بأن يتوبوا إليه إنّه هو أرحم الرّاحمين، إنّ الّذي توجّه إلى الله ينبغي له بأن يكون ممتازًا في كلّ الأعمال عمّا سواه ويتّبع ما أمره به في الكتاب كذلك قٌضي الأمر في كتابٍ مبين...
لوح السّلطان، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 7
19 شهر الكلمات 31 تمّوز/يوليوشهد شعري لجمالي بأنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا، قد كنتُ في أزل القدم إلهًا فردًا أحدًا صمدًا باقيًا قيّومًا. أن يا اهل البقاء اسمعوا ما يظهر من أطوار هذا الشّعر المولّهة المضطربة المحرّكة على سيناء النّار في بقعة النّور هذا العرش الظّهور، الله لا إله إلاّ أنا، قد كنت في قدم الأقدم ملِكًا سلطانًا أحدًا أبدًا وترًا دائمًا قدّوسًا. أن يا ملأ السّموات والأرض لو تصفّوا آذانكم لتسمعوا من شعراتي بأنّه لا إله إلاّ هو، كان واحدًا في ذاته وفي ما ينسب إليه، ومع ذلك كيف يعترضون على هذا الجمال بعد الّذي أحاط فضله كلّ من في لجج الأمر والخلق، إذًا فأنصفوا في أنفسكم على دين القيِّم في حبّ هذا الغلام الّذي ركب على ناقة البيضاء بين الأرض والسّماء وكونوا على الحقّ قائمًا مستقيمًا.
لئالئ الحكمة ج3، ص 68 – 69... قل يا مظاهر أسمائي أنتم لو تجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وتعبدون الله بعدد رمول الأرض وقطرات الأمطار وأمواج البحار وتعترضون على مظهر الأمر حين الظّهور لا يُذكر أعمالكم عند الله وإن تركتم الأعمال وآمنتم به في تلك الأيّام عسى الله أن يكفّر عنكم سيِّئاتكم إنّه لهو العزيز الكريم. كذلك يعلّمكم الله ما هو المقصود لعلّ لا تستكبرون على الّذي به ثبت ما نزّل في أزل الآزال طوبى لمن تقرّب إلى المنظر الأكبر وسحقًا للمعرضين كم من عبادٍ ينفقون أموالهم في سبيل الله ولكن في حين الظّهور نراهم من المعرضين وكم من عبادٍ يصومون في الأيّام ويعترضون على الّذي بأمره حقّق حكم الصّوم ألا إنّهم من الجاهلين. وكم من عبادٍ يأكلون خبز الشّعير ويقعدون على ما ينبت من الأرض ويحملون الشّدائد حفظًا لرياساتهم... أولئك يحملون الشّدائد رثاء النّاس لإبقاء أسمائهم بعد الّذي لن يبقى إلاّ بما يلعنهم به من في السّموات والأرضين...
كتاب مبين، ص 32قل يا قوم قد جاء الرّوح مرّة أخرى ليتمّ لكم ما قال من قبل كذلك وُعدتم به في الألواح إن أنتم من العارفين إنّه يقول كما قال وأنفق روحه كما أنفق أوّل مرّة حبًّا لمن في السّموات والأرضين ثمّ اعلم بأنّ الابن حين الّذي أسلم الرّوح قد بكت الأشياء كلّها ولكن بإنفاقه روحه قد استعدّ كل شيء كما تشهد وترى في الخلايق أجمعين كلّ حكيم ظهرت منه الحكمة وكلّ عالم فصِّلت منه العلوم وكلّ صانع ظهرت منه الصّنايع وكلّ سلطان ظهرت منه القدرة كلّها من تأييد روحه المتعالي المتصرّف المنير ونشهد بأنّه حين الّذي أتى في العالم تجلّى على الممكنات وبه طُهِّر كلّ أبرصٍ عن داء الجهل والعمى وبُرِّأ كلّ سقيم عن سقم الغفلة والهوى وفتحت عين كلّ عَمِيّ وتزكّت كلّ نفس من لدن مقتدر قدير وفي مقام تطلق البرص على كلّ ما يحتجب به العبد عن عرفان ربّه والّذي احتجب إنّه أبرص ولا يذكر في ملكوت الله العزيز الحميد وإنّا نشهد بأن من كلمة الله طهر كلّ أبرص وبرأ كلّ عليل وطاب كلّ مريض وإنّه لمطهّر العالم طوبى لمن أقبل إليه بوجهٍ منير ...
مائدة آسماني ج7، ص 130 – 131... سوف تسمعون نداء ناعق لا تلتفتوا إليه دعوه بنفسه مقبلين إلى قبلة الآفاق، قد تمّت الحجّه بهذه الحجّة التي ظهرت بالحقّ وانتهت الأنوار إلى هذا الأفق الّذي منه أشرقت شمس العظمة والاقتدار، طوبى لنفسٍ تربّي العباد بحدود الله الّتي نزّلت في الزّبر والألواح، قل لو يظهر في كلّ يوم أحد لا يستقرّ أمر الله في المدن والبلاد. هذا لظهور يُظهر نفسه في كلّ خمسمأة ألف سنة مرّة واحدة، كذلك كشفنا القناع وأرفعنا الأحجاب طوبى لمن عرف مراد الله، من عرفه يفرح قلبه ويستقيم على الأمر على شأن لا يزلّه من في الإبداع، قد كشفنا في هذا اللّوح سرًّا من أسرار هذا الظّهور وسترنا ما هو المكنون لئلاّ ترتفع ضوضاء الفجّار...
لئالئ الحكمة ج1، ص 65 – 66... وإنّك لمّا اشتعلت بنار الحسد والبغضاء ما رضيت بأن الّذي خلق بأمره ملكوت الأسماء ينسب إلى نفسه اسمًا منها وهذا من ظلم الّذي ما ظهر شبهه في الإبداع وإذًا ينوحنّ قبائل مداين البقاء من ظلمكم يا ملأ المغّلين قل إنّه لهو الّذي يفتخر الأسماء بعبد من عباده لو تنسب إليه أو يسمّى بها وإنّك ما استشعرت في نفسك وكنت من المبعدين قل تالله إنّي لعليّ في ملكوت البقاء ومحمّد في جبروت الأسماء ثمّ الرّوح في مدائن البقاء ثمّ بالحسين في هذا الظّهور الكبرى ولنا أسماء أخرى في ممالك القدم الّتي ما اطّلع بها أحد إلاّ الله الفرد العالم الخبير مُت بغيظك يا أيّها الغافل إنّ شرافة الّتي قدّرت للأسماء إنّها كانت لنسبتها إلى نفسي العزيز العليم وما ارتفع اسم في الملك إلاّ بتوجّهه إلى شطري المقدّس المتعالي العزيز المنيع فونفسي كلّ اسمٍ خيرٍ يرجع إلى نفسي وكلّ ذكر بديع ينتهي إلى جمالي إن أنت من الموقنين ولو تُسمّى دوني بكلّ الأسماء لن يصدق عليه بل أنّ حقائق تلك الأسماء يلعنك حين الّذي تخرج من فمك ويفرّنّ منك ويرجعنَّ إلى مقرّ الأقصى هذا المقام المقدّس الممتنع الرّفيع...
كتاب بديع، ص 214 – 215... وإنّ بمثل ذلك نزّلنا القرآن من قبل ولكنّكم كنتم عن مرادي محتجبون ذلك ما طاف اللّيل والنّهار عليه ثمانية واحد وأنتم به في العبادة تتوحّدون وكنتم عن سرّه بعدما قضى لمحتجبون ذلك ميزان الهدى في البيان أنتم به مؤمنون إلى حين ما يشرق شمس البهاء ذلك ظهور الله إن تعملُنَّ به لمؤمنون وأنتم في الرّضوان خالدون وإلاّ أنتم فانيون... من أوّل ما تطلع شمس البهاء إلى أن تغرب خير في كتاب الله عن كل اللّيل إن أنتم تدركون ما خلق الله من شيء إلاّ ليومئذ إذ كلّ للقاء الله ثمّ رضائه يعملون... فاستحي عن الله ولا تجعل له شريكا في الملك إنّه كان واحدًا في ذاته وكان الله على ما أقول شهيد... طهّر نفسك عن الدّنيا ولا تقل ما لا علمته ولا تذكر ما لا عرفته فاعرف حدّك ومقدارك ولا تجاوزْ عن شأنك...
كتاب بديع، ص 219 – 221أن يا زين المقرّبين فلمّا حضر بين يديّ العرش كتابك وسألت فيه ما سألت عن الله ربّك وربّ العالمين في الّذين هم اسْتُشْهِدوا في سبيل الله ووفّوا بميثاقهم وكانوا من المستشهدين وقد استجبنا لك ما سألت عن الله ربّك وربّ آبائك الأوّلين ونزّلنا لكلّ واحد منهم آيات محكمات ومشرقات الّتي لن يعادل بحرف منها كل ما خلق في الإبداع وذوّت في الاختراع إن أنت من العارفين وقدّرنا لكلّ واحد منهم في الرّفيق الأعلى مقام عزّ رفيع تالله الحقّ إذا تشهدهم عين الله ويُنزِل عليهم في كلّ حين رحمةً بعد رحمة ثمّ فضلاً من بعد فضل كذلك يُنزل الله بدايع الفضل على الّذين استشهدوا في سبيله ويبعثهم بالحقّ مرّة أخرى، ويجعلهم أئمّة على الخلايق أجمعين أولئك يتوارثون الملك من لدى الله المقتدر العزيز القدير ويحكمون على الأرض بأمر من لدى الله ربّك وينطقون بما ينطق الرّوح في صدورهم الممرّد المنير...
مائدة آسماني ج8، ص 166 – 167... أن يا أحمد لا تنسى فضلي في غيبتي ثمّ ذكر أيّامي في أيامك ثمّ كربتي وغربتي في هذا السّجن البعيد وكن مستقيمًا في حبّي بحيث لن يحوّل قلبك ولو تضرب بسيوف الأعداء ويمنعك كلّ من في السّموات والأرضين وكن كشعلة النّار لأعدائي وكوثر البقاء لأحبّائي ولا تكن من الممترين وإن يمسّك الحزن في سبيلي أو الذّلّة لأجل اسمي لا تضطرب فتوكّل على الله ربّك وربّ آبائك الأوّلين لأنّ النّاس يمشون في سبل الوهم وليس لهم من بصر ليعرفوا الله بعيونهم أو يسمعوا نغماته بآذانهم وكذلك أشهدناهم إن أنت من الشّاهدين...
لوح أحمد، نسائم الرّحمن، ص26 – 27... وإنّا أرجعناك إلى محلّك فضلاً على أمّك لأنّا وجدناها في حزن عظيم إنّا وصّيناكم في الكتاب بأن لا تعبدوا إلاّ الله وبالوالدين إحسانا كذلك قال الحقّ وقضي الحكم من لدن عزيز حكيم ولذا أرجعناك إليها واختك لكي تقرّ عينها وتكون من الشّاكرين قل يا قوم عزّزوا أبويكم ووقّروهما يذلك ينزل الخير عليكم من سحاب رحمة ربّكم العلي العظيم إنّا لمّا اطّلعنا بحزنها لذا أمرناك بالرّجوع رحمة من لدنّا عليك وعليها وذكرى للآخرين إيّاكم أن ترتكبوا ما يحزن به آبائكم وأمّهاتكم أن أسلكوا سبيل الحقّ وإنّه لسبيل مستقيم وإن يخيّركم أحد في خدمتي وخدمة آبائكم وأمّهاتكم أن اختاروا خدمتهم ثمّ اتّخذوا بها إليّ سبيل كذلك نصحناك وأمرناك أن اعمل بما أمرت من لدن ربّك العزيز الجميل...
مائدة آسماني ج8، ص 185 – 186... يا معشر العلماء أنتم لو تجتنبون الخمر وأمثالها عمّا نهيتم عنه في الكتاب هذا لم يكن فخرًا لكم لأنّ بارتكابها تضيع مقاماتكم عند النّاس وتبدّل أموركم وتهتك أستاركم بل الفخر في إذعانكم كلمة الحقّ وانقطاعكم في السّر والجهر عمّا سوى الله العزيز القدير. طوبى لعالم ما جعل العلم حجابًا بينه وبين المعلوم وإذا اتى القيّوم أقبل إليه بوجه منير. إنّه من العلماء يستبركنّ بأنفاسه أهل الفردوس ويستضيئنّ بنبراسه من في السّموات والأرضين. إنّه من ورثة الأنبياء من رآه قد رأى الحقّ ومن أقبل إليه أقبل إلى الله العزيز الحكيم. أن يا مطالع العلم إيّاكم أن تتغيّروا في أنفسكم لأنّ بتغييركم يتغيّر أكثر العباد. إنّ هذا ظلم منكم على أنفسكم وعلى العباد ويشهد بذلك كلّ عارفٍ خبير. مثلكم كمثل عين إذا تغيّرت تتغيّر الأنهار المنشعبة منها اتّقوا الله وكونوا من المتّقين...
كتاب مبين، ص 33... يا محمد قبل رضا تالله الحقّ قد ظهر الوعد وأتى الموعود وينطق في قطب العالم إنّه لا إله إلاّ أنا المهيمن القيّوم. قد خلقت الخلق لهذا اليوم وبشّرتهم بهذا الظّهور الّذي فيه نطقت الحصاة الملك لمنزّل الآيات وهدر العندليب على الأغصان العظمة لله ربّ ما كان وما يكون. من النّاس من جادل بآيات الله وأنكر برهانه ومنهم من افترى عليه من دون بيّنة ولا كتاب معلوم. ومنهم من أفتى عليه كذلك نطق لسان الوحي اذ كان في هذا السّجن الممنوع. كم من عالم منع عن المعلوم بما اتّبع الظّنون وكم من أمّيّ سرع وفاز برحيقي المختوم. هذا يوم فيه ينطق لسان الظّهور وظهر ما أخبر به الله بلسان الرّسول يوم يقوم النّاس لربّ الغيب والشّهود. دع الأذكار كلّها وتمسّك بهذا الذّكر العزيز المحبوب...
آثار قلم أعلى ج6، ص188... فكّر في نفسك أقل من آن هل سمعت ظهورًا أعظم من هذا أو من آيات أكبر عمّا نزلت بالحقّ إذًا فانطق على الصّدق الخالص وكن من الّذينهم توجّهوا إلى المنظر الأكبر في يوم الّذي انقلبت فيه وجوه الخلائق أجمعين وإن تخاف من إيمانكم خذ هذا اللّوح ثم احفظه في جيب توكّلك وإذا دخلت موقف الحشر في يوم الّذي فيه يبعث كلّ الممكنات تلقاء وجه ربّك من نفحاته البديع المنيع ويسئلك الله بأيّ حجّة آمنت بهذا الظّهور اذًا فأَخرج اللّوح وقل بهذا الكتاب المنزل المبارك القديم ثم اقرأ ما نزّل فيه تلقاء وجه ربّك مقرّ الّذي تشهد فيه كلّ النّبيين والمرسلين تالله إذا تمدّ أيادي الكلّ إليك ويأخذُنّ اللّوح ويضعُنّه على عيونهم شوقًا للقائي وشغفًا لحبّي ويجدُنَّ منه روائح قدسي العزيز المنيع كذلك فصّلنا لك الآيات لتطمئنّ في نفسك وتكون من المطمئنّين...
كتاب بديع، ص 31 – 32... كلّ هالك إلاّ الّذينهم تمسّكوا بفُلْك القدم في هذا الظهور الأعظم وإنّهم لأهل سفينة القدس عند الله المقتدر العلي العظيم ومن تمسّك بهذا الفلك فقد نجى ومن أعرض فقد غرق وإنّ هذا لتنزيلٌ من لدن عليم خبير قوله جلّ إجلاله وعظم استقلاله يا ملأ الأنوار إنّا نحن تالله الحقّ ما ننطق عن الهوى وما ننزل حرفًا من ذلك الكتاب إلاّ بإذن الله الحقّ اتّقوا الله ولا تشكُّوا في أمر الله فإنّ سرّ هذا الباب مستورًا تحت عماء السّطر ومرقومًا فوق حجاب السّتر بأيدي الله ربِّ السّتر والسّطر ولقد خلق الله في حول ذلك الباب بحورًا من ماء الأكسير محمرّ بالدّهن الوجود وحيوانًا بالثّمرة المقصود وقدّر الله له سفنًا من ياقوتة الرّطبة الحمراء ولا يركب فيها إلا أهل البهاء بإذن الله العلي وهو الله قد كان عزيزًا وحكيمًا هنالك عرش الله ملائكة العماء في الأنفس الثّمان وقد كان الحكم في أمّ الكتاب مشهودا...
كتاب بديع، ص 223 – 224... يا أحبائي إذا سمعتم رزايائي الّتي لا مثل لها في الإبداع لا تحزنوا لأنّا خُلقنا للبلايا وجعلها الله دهنًا لهذا المصباح فهنيئًا لمن يعرف لحن القول ويأخذه نفحات كلمات هذا الغلام الّذي كان هدفًا لسهام الأنام في سبيل الله قل إنّ هذا غلام لو يغرقونه في البحر يسبح مع الحيتان ولو ينصبون رأسه على السّنان ليذكر بين العباد ربّه الرّحمن ولو يقطعون أعضائه كلّ عضو منه ينادي قد فزت بما هو أملي ورجائي. أنتم يا أحبّائي لا تحزنوا ثمّ اسلكوا على أثري وتمسّكوا بعروة الله. لو يكشف الغطاء لتفدون أنفسكم لاستماع كلمة الّتي يخرج من فم المحبوب ويأخذكم جذب الاشتياق على شأن لا يمنعكم السّلاسل وضوضاء أهل النّفاق عن التّوجّه إلى نيّر الآفاق...
آثار قلم أعلى ج6، ص49 – 50... بأنّا كنّا موقنًا معترفًا مذعنًا ناطقًا ذاكرًا قائلاً مناديًا مضجًّا مصرخًا مصحًّا متكلّمًا مبلّغًا معجًّا بأعلى الصّوت بأنّه هو ربّ الأعلى وسدرة المنتهى وشجرة القصوى وملكوت العلى وجبروت العماء ولاهوت البقاء وروح البهاء وسرّ الأعظم وكلمة الأتمِّ ومظهر القدم وهيكل الأكرم ورمز المنمنم وربّ الأمم والبحر الملتطم وكلمة العليا ودرّة الأولى وصحيفة المكنون وكتاب المخزون جمال الأحديّة ومظهر الهُويّة ومطلع الصّمديّة لولاه ما ظهر الوجود وما عُرِف المقصود وما برز جمال المعبود تالله باسمه قد خلقت السّماء وما فيها والأرض ومن عليها وبه موّجت البحار وجرت الأنهار وأثمرت الأشجار وبه حقّقت الأديان وظهر جمال الرّحمن فوالله لو نصِفُه إلى آخر الّذي لا آخر له لن يسكِّن فؤادي من عطش حبّ ذكر أسمائه وصفاته فكيف نفسه المقدّس العزيز الجميل...
كتاب بديع، ص 43 – 44أن يا رحيم (تالله) قد بقيْتُ وحيدًا ثمّ فريدًا وإذا أكون في فم الثّعبان ويشهد بذلك لسان الرّحمن إن أنت بذلك عليمًا وورد عليّ في كلّ حين ما اصفرّت عنه وجوه المقرّبين ولو أريد أن أذكره لن يجري من القلم وكان الله على ما أقول شهيدًا وإنّك انت فاستقم على حبّك مولاك بحيث لا يزلّك وساوس الشيطان لأنّه قد ظهر بجنود الشّرك وكذلك كان الأمر في ألواح القضاء من قلم الإمضاء مسطورًا. قم على الأمر بإذْن من لدنّا ثمّ انقطع عن العالمين جميعًا.
آثار قلم أعلى ج6، ص 320 – 321سبحانك الّلهمّ يا إلهي لا تأخذْنا بما اكتسبت أيدينا ثمّ اغفر عنّا خطيّاتنا ثمّ اعفُ عنّا وارحمنا إنّك أهل الجود والجبروت وأهل الفضل والملكوت تعلم خافية كلّ نفس وإنّك أنت الحقّ علاّم الغيوب ولا تحرمنّا يا إلهنا عن نفحات قدسك ثمّ ثبّتنا على أمرك ثمّ اجعل لنا قدم صدق عندك وهَب لنا من لدنك رحمة وألحقنا بعبادك الّذينهم بجناحين العزّ في هواء القدس يطيرون أي ربّ لا تحرمنا عن أمرك ولا تُيأسنا عن روحك ثمّ وفّقنا يا إلهي على عرفانك في هذه الكلمة المستور.
آثار قلم الأعلى، مجموعة مناجات ج1، ص 20 – 21... فانظروا إلى الحجر الأسود الّذي جعله الله مقبل العالمين. هل يكون هذا الفضل من نفسه لا ونفسي وهل يكون هذا العزّ من ذاته لا وذاتي الّذي عجز عن عرفانه من في العالمين. كذلك فانظر في المسجد الأقصى والأماكن الّتي جعلناها مطاف من في الأطراف والأقطار لم يكن شرفها منها بل بما تنسب إلى مظاهرنا الّذين جعلناهم مطالع وحينا بين العباد إن أنتم من العالمين. وفي كلّ ذلك لحكمة لا يعلمها إلاّ الله أن اسئلوه ليبيّن لكم ما أراد إنّه بكلّ شيءٍ عليم... قل يا قوم إنّا أمرناكم في الألواح بأن تقدّسوا أنفسكم حين الظّهور عن الأسماء وعن كلّ ما خلق بين الأرض والّسماء لينطبع فيها تجلّي شمس الحقّ من أفق مشيّة ربّكم العزيز العظيم. وأمرناكم بأن تطهّروا نفوسكم عن حبّ من على الأرض وبغضهم لئلاّ يمنعكم شيء عن جهة ويضطرّكم إلى جهة أخرى وكان هذا من أعظم نصحي لكم في كتابٍ مبين...
كتاب مبين، ص 34... بك إرتفع علم الاستقلال على أعلى الجبال وتموّج بحر الإفضال يا وله العالمين. بوحدتك أشرقت شمس التّوحيد وبغربتك زيّن وطن التّجريد أن اصطبر يا غريب العالمين. قد جعلنا الذّلة قميص العزّة والبليّة طراز هيكلك يا فخر العالمين. ترى القلوب ملئت من البغضاء ولك الإغضاء يا ستّار العالمين. إذا رأيت سيفًا أن أقبل إذا طار سهمٌ أن استقبل يا فداء العالمين. أتنوح أو أنوح بل أصيح من قلّة ناصريك يا من بك ارتفع نوح العالمين قد سمعتُ نداءك يا محبوب الأبهى إذًا أنار وجه البهاء من حرارة البهاء وأنوار كلمتك النّوراء وقام بالوفاء في مشهد الفداء ناظرًا رضاءك يا مقدّر العالمين...
لوح الاحتراق، أبواب الملكوت، ص 58سبحانك الّلهم لأشهدنّك وكلّ شيءٍ على أنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت لم تزل كنت مقدّسًا عن ذكر شيءٍ وبذلك تكون بمثل ما قد كنت من قبل لا إله إلاّ أنت وإليك المصير أسألك الّلهمّ يا إلهي بأن تحفظ حامل تلك الورقة البيضاء من شرٍّ وبلاءٍ وطاعون ووباء وإنّك من تشاء فإنّك أحطت كلّ شيءٍ علمًا أودعت نفسي تحت حفظك وحمايتك فاحفظه يا حفاّظ العالمين.
أبواب الملكوت، ص 63... أوصيكم يا أحبّائي بالإستقامة الكبرى أن اذكروا إذ قال الرّسول إنّها شيّبتني كذلك يذكّركم النّاصح الأمين كم من ذئب يظهر بلباس الإنسان أن اعرفوا ولا تتّبعوا كلّ مكّار أثيم، إنّ الّذي استقام على الأمر إنّه من أهل البهاء في لوحٍ عظيم إنّ الأمر عظيم عظيم والنّفس أمّارة أمّارة، نسأل الله بأن يحفظ الكلّ من لهيبها إنّه على كلّ شيءٍ قدير. أن انظر ثمّ اذكر إذ دخل نقطة الأولى والّذين معه في السّجن أنكره عدّة معدودات جهرة من الّذين آمنوا إلاّ من طلع من أفق الاستقامة واستشهد مع مولاه عليه بهائي وبهاء من في السّموات والأرضين ما وفى بالميثاق إلاّ أحد منهم كذلك ورد على محبوب العالمين...
آثار قلم أعلى ج6، ص 13 – 14سبحانك الّلهم يا إلهي ترى كيف أحاطت البلايا عبادك في كلّ الأطراف وكلّ قاموا عليهم بالاعتساف، فوعزّتك لو يجتمع علينا أشقياء الأرض كلّهم ويحرقوننا بأشدّ ما يمكن في الإبداع لا يحوّل أبصارنا عن النّظر إلى أفق اسمك العليّ الأعلى ولا يقلّب قلوبنا عن التّوجّه إلى منظرك الأبهى، فوعزّتك إنّ السّهام في سبيلك ديباجٌ لهيكلنا والرّماح في حبّك حريرٌ لأبداننا، فوعزّتك لا ينبغي لأحبّائك إلاّ ما سطر من قلم تقديرك في هذا اللّوح العزيز العظيم، والحمد لنفسك في كلّ الأحوال وإنّك أنت العليم الحكيم.
أدعية مباركة، ص 98 – 99وإنّك إن لا تعرفنا نحن نعرّفك أنفسنا لتطّلع وتكون من العالمين نحن عباد الّذين جعل الله أبصارنا حديدًا وعرفناه بنفسه وانقطعنا عن العالمين وما منعنا منع مانع ولا مكر ماكر ولا خدع خادع ولا ريب قلوب المغلّين نحمد الله بما عرّفنا نفسه الّذي كان موعودًا في ألواحه المقدّس المحكم البديع وما منعنا عن عرفانه حجبات الّذينهم كفروا بالله ثمّ سبحات الّذينهم أشركوا بنفسه الواحد الفرد العزيز الحميد... إذا ظهر الشّطّ هل يليق لأحد أن يلتفت إلى ماء الغدير إذًا فأنصف يا أيّها الغافل الّذي بغفلتك ناح كلّ شيء ولو أنّك أنت في حجاب غليظ وإذا تموّج بحر الأعظم هل يتوجّه العاقل إلى سراب بقيعة لا فوربّنا الرّحمن الرّحيم ولكن أنت لن تجد ما نذكر لأنّ قلبك صار محرومًا من نفحات الله المقتدر العليّ الحكيم...
كتاب بديع، ص 335... تالله الحق لو يغسل أحد أرجل العالم ويعبد الله على الأدغال والشّواجن والجبال والقنان والشّناخيب وعند كلّ حجرٍ وشجرٍ ومدرٍ ولا يتضوّع منه عرف رضائي لن يُقبل أبدًا هذا ما حكم به مولى الأنام. كم من عبدٍ اعتزل في جزائر الهند ومنع عن نفسه ما أحلّه الله له وحمل الرّياضات والمشقّات ولم يُذكر عند الله منزل الآيات. لا تجعلوا الأعمال شرك الآمال ولا تحرموا أنفسكم عن هذا المآل الّذي كان أمل المقرّبين في أزل الآزال. قل روح الأعمال هو رضائي وعلّق كلّ شيءٍ بقبولي اقرأوا الألواح لتعرفوا ما هو المقصود في كتب الله العزيز الوهّاب. من فاز بحبّي حقّ له أن يقعد على سرير العقيان في صدر الإمكان والّذي مُنع عنه لو يقعد على التّراب إنّه يستعيذ منه إلى الله مالك الأديان...
كتاب الأقدس، ص 11... قل قد ارتفع نداء الرّحمن وعن ورائه نداء الشّيطان فطوبى لمن سمع نداء الله وتوجّه إلى جهة العرش منظر قدسٍ كريم ومن كان في قلبه أقلّ من خردل حبّ دوني لن يقدر أن يدخل ملكوتي. وبرهاني ما يظهر من أناملي المقدّس العليم الحكيم. قل اليوم يوم الّذي فيه ظهر فضل الأعظم ولم يكن شيءٌ لا في السّموات العُلى ولا في الأراضي الأدنى إلاّ وقد ينطقنَّ بذكرى ويغردنَّ على ثناء نفسي إن أنتم من السّامعين. أن يا هيكل الظّهور فانفخ في الصّور ثمّ أن يا هيكل الأسرار قرّب أنامل القدس بالمزمار على اسمي المختار ثمّ أن يا حوريّة الفردوس أن اخرجي من غرف القدس ثمّ أخبري طلعات الأنس بأنّ الله قد ظهر محبوب العالمين ومقصود العارفين ومعبود من في السّموات والأرض ومسجود الأوّلين والآخرين...
آثار قلم الأعلى ج4، ص 300... كنت نائمًا في ليلة البلماء بعد عفراء إذا رأيت بأن اجتمعت في حولي النّبيّون والمرسلون وهم قد جلسوا في أطرافي وكلّهم ينوحون ويبكون ويصرخون ويضجّون وإنّي تحيّرت في نفسي فسألت عنهم إذا اشتدّ بكاؤهم وصريخهم وقالوا لنفسك يا سرّ الأعظم ويا هيكل القدم وبكوا على شأن بكيت ببكائهم وإذًا سمعت بكاء أهل ملإ الأعلى وفي تلك الحالة خاطبوني وقالوا قد عظم بلاؤك يا سدرة المنتهى وكبر قضاؤك يا سرّ الآخرة والأولى عليك بالصبّر يا آية الكبرى وظهور نقطة الأولى ثمّ عليك بالصّبر يا شجرة القصوى وظهور القضاء في ملكوت الإمضاء فسوف ترى بعينيك ما لا رآه أحد من معشر النّبيّين وتشهد ما لا شهده أحد من العالمين وتسمع ما لا سمعه أذن الأصفياء والأودّاء فصبرًا صبرًا يا سرّ الله المكنون ورمز المخزون وكلمته المحتوم وكتابه المختوم وكنت معهم في تلك اللّيلة خاطبتهم وخاطبوني إلى أن قرب الفجر وأرفعت رأسي عن النّوم وكنت متفّكرًا في نفسي ما بلاء الذّي ما شهده أحدٌ في الإبداع...
كتاب بديع، ص 323 – 324... قل قد حرم عليكم الزّنا والّلواط والخيانة أن اجتنبوا يا معشر المقبلين تالله قد خلقتم لتطهير العالم من رجس الهوى هذا ما يأمركم به مولى الورى إن أنتم من العارفين، من ينسب نفسه إلى الرّحمن ويرتكب ما عمل به الشّيطان إنّه ليس منّي يشهد بذلك كلّ النّواة والحصاة وكلّ الأشجار والأثمار وعن ورائها هذا اللّسان النّاطق الصّادق الأمين... إيّاكم أن تبدّلوا خمر الله بخمر أنفسكم لأنّها يخامر العقل ويقلّب الوجه إلى وجه الله العزيز البديع المنيع وأنتم لا تتقرّبوا بها لأنّها حرّمت عليكم من لدى الله العلي العظيم أن اشربْن يا إماء الله خمر المعاني من كؤوس الكلمات ثمّ اتركْن ما يكرهه العقول لأنّها حرّمت عليكُنّ في الألواح والزّبرات... أن اسكرْنَ بخمر محبّة الله لا بما يخامر به عقولكُنّ يا أيّتها القانتات إنّها حرّمت على كلّ مؤمنٍ ومؤمنة...
الحياة البهائية، ص 90... يا أهل البهاء قوموا على الثّناء بين الأرض والسّماء ثمّ انطقوا بما نطقت سدرة المنتهى إنّه لا إله إلاّ هو المقتدر العزيز القدير. تقرّبوا إلى النّار الّتي أوقدناها من إصبع الاقتدار لتحدِث في قلوبكم حرارة ذكر اسمي البديع إنّها لحرارة لا تطفيها برودة الإشارات ولا همسات المذنبين طوبى لرِجْلٍ استقام في هذا الأمر المنيع وللسانٍ نطق في ذكر الله منقطعًا عن العالمين. قل إيّاكم أن تبطلوا أعمالكم بما يأمركم أهواؤكم أن اتركوا ما تنكره عقولكم ثمّ اتّبعوا ما أمرتم به من لدن ربّكم العزيز القدير. طوبى لمن فاز بالعقل وعرفه عمّا دونه ويل لمن نبذه عن وراه ألا إنّه من الجاهلين...
آثار قلم أعلى ج6، ص 12 – 13... حينئذٍ يقول يا ملأ البيان إنّ هذا رأسي قد كان عريًّا بين السّموات والأرض وكان منتظرًا لأسيافكم اذًا فاضربوه كيف شئتم ولا تكوننّ من المتوقّفين وإنّ هذا صدري مشتاقًا لسهام البغضاء إذًا فاضربوه كيف أردتم يا ملأ المفترين وإنّ هذا حنجري يشتاق خنجركم أن اقطعوه لأنّا أنفقناه في سبيل محبوبي ومحبوب العالمين ونشكره في كلّ ذلك ونحمده وإنّه لمقصود روحي وما ظهر ويظهر من عنده قد كان مقصودي لو أنتم من الشّاعرين... خف عن الله الّذي خلقك وكلّ شيءٍ ولا تكن من المفترين على أنبياء الله وأمنائه وأصفيائه فوالّذي نفسي بيده كلّ واحدٍ منهم في كلّ يوم ينادي ربّه ويقول يا ليت لي ألف روحٍ وألف جسدٍ وألف نفسٍ لأفديها في سبيلك يا محبوب العالمين ويا مقصود المشتاقين ويا وله صدور العاشقين...
كتاب بديع، ص 303 – 304 ، 306كتاب الصّدق نزّل بالحقّ من لدن عالم خبير إنّه لرسول الصّدق إلى البلاد ليذكّر النّاس إلى مقامه الرّفيع ويعرّفهم شأنه الأعلى ومقرّه الأبهى ويريهم جماله الأبدع ومقامه الأرفع وسلطانه الأمنع الأعزّ البديع، لعمر الله إنّه يمشي وعن يمينه يمشي الإقبال وعن يساره الإطمئنان وعن أمامه أعلام العزّة وعن ورائه جنود الوقار يشهد بذلك مجري الأنهار إنّه بكلّ شيء عليم، إنّه ينادي ويقول يا معشر البشر إنّي جئتكم من لدى الصّدق الأكبر لأعرّفكم علوّه وسموّه وجماله وكماله ومقامه وعزّه وبهائه لعلّ تجدون سبيلاً إلى صراطه المستقيم، تالله إنّ الّذي تزيّن بهذا الطّراز الأوّل إنّه من أهل هذا المقام المنير، إيّاكم يا قوم أن تدعوه تحت مخالب الكذب، خافوا الله ولا تكونوا من الظّالمين مثله مثل الشّمس إذا أشرقت من أفقها إذًا أضاءت بها الآفاق وأنارت وجوه الفائزين، إنّ الّذي منع عنه إنّه في خسران مبين...
الحياة البهائيّة، ص 42... قلنا يا كرمل احمدي ربّك قد كنت محترقة بنار الفراق إذًا ماج بحر الوصال أمام وجهك بذلك قرّت عينك وعين الوجود وابتسم ثغر الغيب والشّهود طوبى لكِ بما جعلكِ الله في هذا اليوم مقرّ عرشه ومطلع آياته ومشرق بيّناته طوبى لعبد طاف حولكِ وذكر ظهوركِ وبروزكِ وما فزتِ به من فضل الله ربّك خذي كأس البقاء باسم ربّك الأبهى ثمّ اشكريه بما بدّل حزنكِ بالسّرور وهمّكِ بالفرح الأكبر رحمةً من عنده إنّه يحبّ المقام الّذي استقرّ فيه عرشه وتشرّف بقدومه وفاز بلقائه وفيه ارتفع نداؤه وصعدت زفراته يا كرمل بشّري صهيون قولي أتى المكنون بسلطانٍ غلب العالم وبنورٍ ساطع به أشرقت الأرض ومن عليها إيّاكِ أن تكوني متوقّفًا في مقامك أسرعي ثمّ طوفي مدينة الله الّتي نزّلت من السّماء وكعبة الله الّتي كانت مطاف المقرّبين والمخلصين والملائكة العاليْن وأحبّ أن أبشّر كلّ بقعة من بقاع الأرض وكلّ مدينة من مدائنها بهذا الظهور الّذي به انجذب فؤاد الطّور ونادت السّدرة الملك والملكوت لله ربّ الأرباب...
لوح الكرمل، منتخباتي أز آثار حضرت بهاء الله، ص 18 – 19
13 شهر الأسماء 1 أيلول/سبتمبر... إنّك أيقن بأنّ ربّك في كلّ ظهور يتجلّى على العباد على مقدارهم مثلاً فانظر إلى الشّمس فإنّها حين طلوعها عن أفقها تكون حرارتها وأثرها قليلة وتزداد درجة بعد درجة ليستأنس بها الأشياء قليلاً قليلاً إلى أن يبلغ إلى قطب الزّوال ثمّ تنزل بدرايج مقدّرة إلى أن يغرب في مغربها... وإنّها لو تطلع بغتةً في وسط السّماء يضرّ حرارتها الأشياء كذلك فانظر في شمس المعاني لتكون من المطّلعين فإنّها لو تستشرق في أوّل فجر الظّهور بالأنوار الّتي قدّر الله لها ليحترق أرض العرفان من قلوب العباد لأنّهم لن يقدرُنّ أن يحملُنّ أو يستعكسُن منها بل يضطربُنَّ منها ويكونُنَّ من المعدومين...
منتخباتي از آثار حضرة بهاء الله، ص 63... ولو يعذّبك الله بما آمنت بآياته في هذا الظّهور فبأيّ حجّة يعذّب الذينهم ما آمنوا بعليّ من قبل ومن قبله بمحمد رسول الله ومن قبله بعيسى ابن مريم ومن قبله بالكليم ومن قبله بالخليل إلى أن ينتهي الظّهورات إلى البديع الأوّل الّذي خُلق بإرادة ربّك القادر المريد. أن يا اسمي إنّ الأمر أظهر من أن يُخفى وأبين من أن يُستر ويستضيء كالشّمس في قطب الزّوال. وإنّك لو تخلّص نفسك عن الحجبات لتصلُ إليه أقرب من أن يرتدّ بصرك إلى نفسك وإن هذا لحقٌّ يقين. اسمع قول من ينطق بالحقّ ولا تجادل بآيات الله بعد إنزالها ولو يأمرك بذلك كلّ العباد ولا تمنع نفسك عن فضله ولو يمنعك عن ذلك كلّ الثّقلين. فانظر أمر ربّك ببصرك ثمّ اعرفه بنفسك وروحك لأنّ عرفان غيرك لم يكن دليلاً لك وإعراض ما سواك لم يكن حجّة عليك. إيّاك أن تحتجب عن الّذي لو تحتجب عنه أقلّ من آن لتحبط أعمالك ويصدّقني في ذلك كلّما نزل من قبل من صحايف الله الملك المنزّل القدير...
كتاب بديع، ص 32 – 33... أن يا قلم القدم واذكر للأمم ما ظهر في العراق إذ جاء رسول من معشر العلماء وحضر تلقاء الوجه وسأل من العلوم أجبناه بعلم من لدنّا إنّ ربّك لعلاّم الغيوب قال نشهد عندك من العلوم ما لا أحاطه أحد إنّه لا يكفي المقام الّذي ينسبونه النّاس إليك فأْتِنا بما يعجز عن الإتيان بمثله من على الأرض كلّها كذلك قضي الأمر في محضر ربّك العزيز الودود فانظر ماذا ترى إذا انصعق فلمّا أفاق قال آمنت بالله العزيز المحمود اذهب إلى القوم فاسألوا ما شئتم إنّه له المقتدر على ما يشاء لا يعجزه ما كان وما يكون قل يا معشر العلماء أن اجتمعوا على أمر ثمّ اسألوا ربّكم الرّحمن إن أظهر لكم بسلطانٍ من عنده آمنوا ولا تكونُنّ من الّذينهم يكفرون قال الآن طلع فجر العرفان وتمّت حجّة الرّحمن قام ورجع إلى القوم بأمر من لدى الله العزيز المحبوب قضت أيّام معدودات وما رجع إلينا إلى أن أرسل رسولاً آخر أخبرنا بأنّ القوم أعرضوا عمّا أرادوا وهم قوم صاغرون كذلك قضي الأمر في العراق إنّي شهيدٌ على ما أقول...
منتخباتي أز آثار حضرت بهاء الله، ص 90 – 91... فاعلم بأن الله تبارك وتعالى لن يظهر بكينونته ولا بذاتيّته لم يزل كان مكنونًا في قدم ذاته ومخزونًا في سرمديّة كينونته فلمّا أراد إظهار جماله في جبروت الأسماء وإبراز جلاله في ملكوت الصّفات أظهر الأنبياء من الغيب إلى الشّهود ليمتاز اسمه الظّاهر من اسمه الباطن ويظهر اسمه الأوّل عن اسمه الآخر ليكمل القول بأنّه هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو بكلِّ شيءٍ محيط وجعل مظاهر تلك الأسماء الكبرى وهذه الكلمات العليا في مظاهر نفسه ومرايا كينونته إذًا ثبت بأنّ كلّ الأسماء والصّفات ترجِع إلى هذه الأنوار المقدّسة المتعالية...
آثار قلم أعلى ج3، ص 40 – 41... أن أذكري ما ظهر من أمّ الأشرف الّذي فدى نفسه في أرض الزّاء ألا إنّه في مقعد صدقٍ عند مقتدرٍ قدير إذا أراد المشركون أن يقتلوه بالظّلم أرسلوا إليه أمّه لتنصحه لعلّ يتوب ويتّبع الّذين كفروا بالله ربّ العالمين إذا حضرت تلقاء وجه ابنها تكلّمت بما ناحت به قلوب العشّاق ثمّ أهل الملإ الأعلى وربّك على ما أقول شهيدٌ وعليم قالت ابني ابني أنِ افدِ نفسك في سبيل ربّك إيّاك أن تكفر بالّذي سجد لوجهه من في السّموات والأرضين يا بنيّ أن استقم على أمر ربّك ثمّ أقبل إلى محبوب العالمين عليها صلواتي ورحمتي وتكبيري وبهائي وإنّي بنفسي لأكون ديّة ابنها واذًا في سرادق عظمتي وكبريائي بوجه تستضيء منه الحوريات في الغرفات ثمّ أهل الفردوس وأهل مدائن القدس لو يراه أحد يقول إنّ هذا إلاّ ملك كريم...
منتخباتي أز آثار حضرت بهاء الله، ص 92 – 93بلبل الفراق على غصن الآفاق ينادي هذا الفراق يا ملأ الاشتياق وطير الوفاء يتغنّ على دوحة البقاء بان هذا الفراق يا ملأ الإشتياق وورقاء الهجر يرنّ على أفنان سدرة الفراق بأن جاء الفراق يا ملأ الإشتياق قل تمّ زمان الوصل وجاء الفصل عن خلف القضاء وهذا الفراق يا ملأ الاشتياق قد جرت الدّموع عن عيون أهل البقاء في ملأ الأعلى بهذا الفراق يا ملأ الاشتياق وقد انقطعت نسائم السّرور عن رضوان السّناء بهذا الفراق يا ملأ الاشتياق تالله قد اصفرت وجوه أهل الغرفات بهذا الفراق يا ملأ الاشتياق وتبدّلت عيش كلّ شيءٍ بين الأرض والسّماء بهذا الفراق يا ملأ الاشتياق ويكحلنّ الحوريات من دم الحمراء بما سمعْنَ نداء الفراق يا ملأ الاشتياق ولن يزيّنُنّ هياكلهُنّ من عَرْف البقاء بما سمعْنَ نداء الفراق يا ملأ الاشتياق وهذا الحزن لن يقاس بحزنٍ في جبروت العماء بما هبّت نسيم الفراق يا ملأ الاشتياق.
آثار قلم أعلى ج4، ص 324... هذا قيام لا يتبعه القعود لو يكون ثابتًا في أمر الله مالك الرّقاب لعمري لا يأخذه النّوم ولو ينام ولكنّ القوم في غفلةٍ وحجاب. إذا رقد نطق لسان سرّه قد أتى الوهّاب في ظلل السّحاب. واذا قام أشار بإصبع اليقين إلى شطر المعبود وقال هذا مطلع آيات ربّكم العزيز النّوار. كم من ناطقٍ إنّه صامتٌ وكم من صامتٍ إنّه ممّن نطق بالحقّ كذلك شهد الرّحمن إنّه لهو العزيز العلاّم. من نطق بهذا الذّكر الأعظم إنّه لهو النّاطق بين الأمم والّذي أنكره إنّه ناعق ولو يكون من أفصح الفصحاء... إيّاك أن يمنعك البلايا عن ذكر ربّك فاطر الأرض والسّماء أن اتّبع مولاك في كلّ شأنٍ كذلك أُمرت في الزّبر والألواح. إنّه إذا ورد السّجن أراد أن يبلّغ الملوك رسالات ربّه ليعلم الكلّ أنَّ البلاء ما منع الاسم الأعظم إذ أتى من سماء الأمر بقدرةٍ وسلطان... أن استعن بالله في كلّ الأحوال سوف يرون الموحّدون أعلام الظّهور في كلّ الأشطار...
لوح الأحباب، كتاب مبين، ص 97... قد رأينا من ملإ البيان ما لا رأت عين النّقطة من ملإ الفرقان ولا عين الرّوح من ملإ اليهود قد تبرّأ منهم البيان وهم لا يشعرون غضب الله عن ورائهم وهم يفرحون. هل هم أهل الإيمان لا وربّي الرّحمن يلعنهم البيان وهم منصعقون. طوبى لمن نبذ الهوى وأخذ التّقوى إنّه من أهل البهاء في لوح محفوظ. قل الله يدعوكم إلى البقاء وأنتم في التّيه هائمون. ذروا وزر الهوى مقبلين إلى الله العليّ الأبهى... هل الهوى ينفعكم لا وربّكم العزيز المحبوب... تنوح حور المعاني في قصور الألفاظ وأنتم تضحكون... قد اصفرّت أوراق السّدرة من هبوب أرياح الإعراض وأنتم في تيه الضّلال تسرعون... هل يُعادَل بآية من آياته ما نزّل من قبل لا ومظهر الفضل... أخذتم الهوى ونبذتم الهدى ما لكم لا تتفكّرون. لو تتوجّهون بسمع الفطرة لتسمعون من كلّ الذّرّات قد أتى مالك الصّفات بملكوت الآيات أنتم عنه معرضون...
كتاب مبين، ص 164... أن يا قلم الأعلى أن اكتب على الورقة البيضاء ما تناديك به سدرة المنتهى على البقعة الحمراء إنّه لا إله إلاّ أنا العزيز الكريم، لو يتوجّه كلّ الوجود من الغيب والشّهود إلى المعبود ليسمعُنّ ما سمع الكليم أن لا إله إلاّ أنا العليم الحكيم، هذا يومٌ فيه زيّن من أقبل بطراز الوجه والّذي أعرض إنّه من الأخسرين هذا يومٌ فيه تبسّم ثغر الوجود بما أتى الموعود ولكنّ المقصود في حزنٍ مبين، هذا يومّ فيه صليت القلوب بنار وجه المحبوب واحتقرت لئالئ البحور إذ تكلّم مطلع الظّهور بين عباده المقرّبين، إنّ الّذين فازوا بأنوار اليوم أولئك من أهل البهاء في لوح البقاء والّذين منعوا هم في ضلال عظيم، ينبغي لكلّ نفس أن تقوم على نصرة المظلوم ولكلّ لسان أن ينطق بهذا الذّكر البديع...
لئالئ الحكمة ج2، ص 193 – 194... اتّقوا الله يا أيّها الملوك ولا تتجاوزوا عن حدود الله ثمّ اتّبعوا بما أمرتم به في الكتاب ولا تكوننّ من المتجاوزين، إيّاكم أن لا تظلموا على أحدٍ قدر خردلٍ واسلكوا سبيل العدل وإنّه لسبيلٌ مستقيم ثمّ أصلحوا ذات بينكم وقلّلوا في العساكر ليقلّ مصارفكم وتكوننّ من المستريحين، وإن ترتفعوا الاختلاف بينكم لن تحتاجوا إلى كثرة الجيوش إلاّ على قدر الّذي تحرسون بها بلدانكم وممالككم اتّقوا الله ولا تسرفوا في شيء ولا تكوننّ من المسرفين، وعلمنا بأنّكم تزدادون مصارفكم في كلّ يومٍ وتحملُّونها على الرّعيّة وهذا فوق طاقتهم وإنّ هذا لظلمٌ عظيم، اعدلوا يا أيّها الملوك بين النّاس وكونوا مظاهر العدل في الأرض وهذا ينبغي لكم ويليق لشأنكم لو أنتم من المنصفين... ثمّ اعلموا بأن الفقراء أمانات الله بينكم إيّاكم أن لا تخانوا في أماناته ولا تظلموهم ولو تكوننّ من الخائنين... وإن لن تمنعوا الظّالم عن ظلمه ولن تأخذوا حقّ المظلزم فبأيّ شيء تفتخرون بين العباد وتكوننّ من المفتخرين...
سورة الملوك، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 108 – 109
4 شهر العزّة 11 أيلول/سبتمبر... قل هل ينبغي الارتياب بعد الّذي ترَوْن الوهّاب راكبًا على السّحاب ما لكم تنظرون وتنكرون. هل بقي لأحدٍ من عذرٍ قل تبيّنوا يا قوم قد كفروا وغشتهم قترة الدّخّان وهم لا يبصرون. إذا تتلى عليهم الآيات تراهم يلعبون. وإذا ظهرت القدرة قالوا قد ظهر مثلها في القرون كذلك يداوون جرح الصّدور ولا يعرفون... هذا ربّكم الرّحمن إلى من تهربون. هذا لسلطان البيان إلى من تُهرعون قل لمن أعرض بعد الإقبال ألقِ نفسك ثمّ تعال كذلك يأمرك مطلع الجمال... إنْ منعتك خشية الإملاق إنّا نوفي لك الكيل إنّ ربّك لهو المقتدر على ما أراد بقوله كن فيكون. لو تخاف من إيمانك أن اقرأ البيان منقطعًا عمّا سمعت ثمّ انظر بعين الإنصاف ما نزّل من سماء الإيقان وربّك الرحمن إذًا ترى شمس ذكر ربّك مشرقة من أفق الحجّة والبرهان وتقول لك الحمد يا سماء الجود ومربّيَ الوجود...
كتاب مبين، ص 165... ثمّ اذكر يا عبد ما رأيت في المدينة حين ورودك ليبقى ذكرها في الأرض ويكون ذكرًى للمؤمنين، فلمّا وردنا المدينة وجدنا رؤساءها كالأطفال الّذين يجتمعون على الطّين ليلعبوا به وما وجدنا منهم من بالغ لنعلّمه ما علّمني الله ونلقي عليه من كلمات حكمة منيع ولذا بكينا عليهم بعيون السّرّ لارتكابهم بما نُهوا عنه وإغفالهم عمّا خُلقوا له وهذا ما أشهدناه في المدينة وأثبتناه في الكتاب ليكون تذكرةً لهم وذكرًى للآخرين، قل إن كنتم تريدون الدّنيا وزخرفها ينبغي لكم بأن تطلبوها في الأيام الّتي كنتم في بطون أمّهاتكم لأنّ في تلك الأيّام في كلّ آن تقرّبتم إلى الدّنيا وتبعّدتم عنها إنْ كنتم من العاقلين، فلمّا ولدتم وبلغ أشدّكم إذًا تبعّدتم عن الدّنيا وتقرّبتم إلى التّراب فكيف تحرصون في جمع الزّخارف على أنفسكم بعد الّذي فات الوقت عنكم ومضت الفرصة فتنبّهوا يا ملأ الغافلين...
سورة الملوك، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص115
6 شهر العزّة 13 أيلول/سبتمبريا مشارق العدل والإنصاف ومطالع الصّدق والألطاف إنّ المظلوم يبكي ويقول، ينوح وينادي: إلهي إلهي زيّن رؤوس أوليائك بإكليل الانقطاع وهياكلهم بطراز التّقوى. ينبغي لأهل البهاء أن ينصروا الرّبّ ببيانهم ويعظوا النّاس بأعمالهم وأخلاقهم. أثر الأعمال أنفذ من أثر الأقوال. يا حيدر قبل عليّ عليك ثناء الله وبهاؤه. قل إنّ الإنسان يرتفع بأمانته وعفّته وعقله وأخلاقه ويهبط بخيانته وكذبه وجهله ونفاقه. لعمري لا يسمو الإنسان الزّينة والثّروة بل بالآداب والمعرفة.
الكلمات الفردوسيّة، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 75
7 شهر العزّة 14 أيلول/سبتمبر... فانظروا يا ملأ الغفلاء كيف اشتعلت نار محبّة الله في صدر الحسين من قبل إن أنتم من المتفرّسين، وزادت هذه النّار إلى أن أخذ الشّوق والاشتياق عنه زمام الاصطبار وأخذه جذب الجبّار وبلّغه إلى مقام الّذي أنفق روحه ونفسه وكلّ ما له ومعه لله ربّ العالمين، فوالله هذا المقام عنده لأحلى عن ملك السّموات والأرضين، لأنّ العاشق لن يريد إلاّ معشوقه وكذلك الطّالب مطلوبه والحبيب محبوبه واشتياقهم إلى اللّقاء كاشتياق الجسد إلى الرّوح بل أزيد من ذلك إن أنتم من العارفين، قل حينئذٍ اشتعلت النّار في صدري ويريد أن يفدي هذا الحسين نفسه كما فدى الحسين نفسه رجاءً لهذا المقام المتعالي العظيم، وهذا مقام فَناء العبد عن نفسه وبقائه بالله المقتدر العليّ الكبير... قل إنّ اشتياق المخلصين إلى جوار الله كاشتياق الرّضيع إلى ثدي أمّه بل أزيد إن أنتم من العارفين، أو كاشتياق الظّمآن إلى فرات العناية أو العاصي إلى الغفران كذلك نبيّن لكم أسرار الأمر ونلقي عليكم ما يغنيكم عمّا اشتغلتم به لعلّ أنتم إلى شطر القدس في هذا الرّضوان لتكوننّ من الدّاخلين...
سورة الملوك، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص 117
8 شهر العزّة 15 أيلول/سبتمبر... واذكر ما نزّل في أرض السّرّ في السّنة الأولى لعبدنا المهديّ وأخبرناه به فيما يرد على البيت من بعد لئلاّ يحزنه ما ورد من قبل من الّذي اعتدى وسرق عند ربّك علم السّموات والأرضين. قلنا وقولنا الحقّ ثمّ اعلم بأنّ ليس هذا أوّل وهنٍ نزل على بيتي وقد نزل من قبل بما اكتسبت أيدي الظّالمين وسينزل عليه من الذّلّة ما تجري به الدّموع عن كلّ بصرٍ بصيرٍ كذلك ألقيناك بما هو المستور في حجب الغيب وما اطّلع به أحد إلاّ الله العزيز الحميد. ثمّ تمضي أيّامٌ يرفعه الله بالحقّ ويجعله علمًا في الملك بحيث يطوف في حوله ملأ عارفون. هذا قول ربّك من قبل أن يأتي يوم الفزع قد أخبرناك به في هذا اللّوح لئلاّ يحزنك ما ورد على البيت بما اكتسبت أيدي المعتدين والحمد لله العليم الحكيم.
كتاب مبين، ص 176يا ابن الإنسان لو تكون ناظرًا إلى الفضل ضع ما ينفعك وخذ ما ينتفع به العباد وإن تكن ناظرًا إلى العدل اختر لدونك ما تختاره لنفسك. إنّ الإنسان مرّة يرفعه الخضوع إلى سماء العزّة والاقتدار. وأخرى ينزله الغرور إلى أسفل مقام الذّلّة والانكسار. يا حزب الله (إنّ اليوم عظيم والنّداء مرتفع. وفي لوح من الألواح نزّلت هذه الكلمة العليا من سماء المشيّة ولو بدّلت قوّة الرّوح بتمامها بالقوّة السّامعة لأمكن أن يقال إنّها لائقة لإصغاء هذا النّداء المرتفع من الأفق الأعلى. وإلاّ فهذه الآذان المدنّسة لم تكن لائقة لإصغائها ولن تكون) طوبى للسّامعين وويلٌ للغافلين.
الكلمات الفردوسيّة، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص82 (معرب)
10 شهر العزّة 17 أيلول/سبتمبرأن يا بابا أخرق الأحجاب قد أتى ربّ الأرباب في ظلل السّحاب وقضي الأمر من لدى الله المقتدر المختار... إنّه قد أتى من السّماء مرّة أخرى كما أتى منها أوّل مرّة إيّاك أن تعترض عليه كما اعترض عليه الفرّيسيّون من دون بيّنةٍ وبرهان... أسكنتَ في القصور وسلطان الظّهور في أخرب البيوت دعها لأهلها ثم أقبِل إلى الملكوت بروْح وريحان... إيّاك أن تمنعك العلوم عن سلطان المعلوم أو الدّنيا عمّن خلقها وتركها قم باسم ربّك الرّحمن بين ملإ الأكوان وخذ كأس الحيوان بيد الاطمئنان أن اشرب منها أوّلاً ثمّ اسقِ المقبلين من أهل الأديان... أن اذكر إذ أتى الرّوح أفتى عليه من كان أعلم علماء عصره في مصره وآمن به من يصطاد الحوت فاعتبروا يا أولي الألباب إنّك من شموس سموات الأسماء أن احفظ نفسك لئلاّ تغشّيها الظّلمة وتحجبك عن النّور...
لوح البابا، كتاب مبين ص38، 39... إنّا نوصيك وأحبّائنا بتقوى الله والانقطاع عمّا سواه ليظهر منهم ما ينجذب به أفئدة العالم إنّ هذا لصراط ربّك بين السّموات والأرضين. أن اشكر الله بما دخلتَ مقامًا جعله الله مطاف الملائكة المقرّبين. ودخلت بقعة الله بإذن من لدنّا وخرجتَ بأمر من عندنا إنّ ربّك يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. لا تحزن عن الخروج فاسئل الله بأن يجعلك هادم أبنية يأجوج وهذا أعظم الأعمال عند الغنيّ المتعال... دع الأبنية الظّاهرة إنّا قصدنا أبنية القلوب... قل يا قوم لا تفسدوا الأرض ولا تتّبعوا كلّ جبّارٍ عنيدٍ. ينبغي لأحبّائي بأن يدعوا النّاس بالحكمة والبيان إلى ربّهم الرّحمن قد منع الجدال في هذا الظّهور العزيز العظيم. قد منع النّاس من أحجاب أنفسهم لو عرفوا لنبذوا ما عندهم وأقبلوا إلى شطر الله الّذي فيه أشرق جمال القدم بسلطانٍ مبينٍ... لا تنظر إلى الّذين ظلموا أحبّائي إنّهم غفلوا لو عرفوا لفدوا أنفسهم في سبيلي سوف يأتي يوم فيه يضعون أناملهم بين أنيابهم ويبكون على أنفسهم كذلك قضي الأمر من لدن مقتدرٍ قديرٍ...
كتاب مبين، ص198أن يا حكماء المدينة وفلاسفة الأرض لا تغرنّكم الحكمة بالله المهيمن القيّوم، فاعلموا بأنّ الحكمة هي خَشية الله وعرفانه وعرفان مظاهر نفسه وهذه لحكمة الّتي لن ينالها إلاّ الّذينهم انقطعوا عن الدّنيا وكانوا في رضى الله هم يسلكون... إنّ الله لا يسألكم عن صنائعكم بل عن إيمانكم وأعمالكم تسئلون، أأنتم أعظم حكمةً أم الّذي خلقكم وخلق السّموات وما فيها والأرض ومن عليها؟ سبحان الله ما من حكيم إلاّ هو له الخلق والأمر يعطي الحكمة على من يشاء من خلقه ويمنع الحكمة عمّن يشاء من بريّته وإنّه لهو المعطي المانع الكريم الحكيم... أوصيكم في آخر القول بأن لا تتجاوزوا عن حدود الله ولا تلتفتوا إلى قواعد النّاس وعاداتهم لأنّها لا يُسمن ولا يُغنيكم بل بسنن الله أنتم فانظرون...
سورة الملوك، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص130، 131
13 شهر العزّة 20 أيلول/سبتمبر... تالله الحقّ لو يحرقونه في البرّ إنّه من قطب البحر يرفع رأسه وينادي إنّه إله من في السّموات والأرض ولو يلقونه في بئر ظلماء يجدونه في عُلَى الجبال ينادي قد أتى المقصود بسلطان العظمة والاستقلال ولو يدفنونه في الأرض يطلع من أفق السّماء وينطق بأعلى النّداء قد أتى البهاء بملكوت الله المقدّس العزيز المختار ولو يسفكون دمه كلّ قطرة منه تصيح وتدعو الله بهذا الاسم الّذي به فاحت نفحات القميص في الأشطار إنّا تحت سيوف الأعداء ندعو العباد إلى الله فاطر الأرض والسّماء وننصره على شأن لا تمنعنا جنود الّذين ظلموا ولا سطوة الفجّار...
لوح البابا، كتاب مبين، ص42(... أيّها الأحبّاء ينبغي لكم أن تنتعشوا وتنشطوا من شآبيب نيسان الإلهيّ في هذا الرّبيع الرّوحانيّ. لقد سطع شعاع شمس العظمة وأورف ظلّ سحب العطاء. هنيئًا لمن لم يحرِم نفسه وعرف الحبيب في هذا القميص. قل إنّ الشّياطين مترصّدون في كمائنهم. انتبهوا وحرّروا أنفسكم من الظّلمة بنور الاسم البصير. ولتكن نظرتكم شاملة للعالم لا أن تنحصر في نفوسكم. إنّ الشّياطين هم أناس يمنعون العباد من إعلاء شؤونهم ويحولون دون ارتقاء مقاماتهم. اليوم من الواجب واللاّزم على الجميع أن يتمسّكوا بما هو السّبب لعلوّ شأن الدّولة العادلة ورفع مستوى الأمّة. وقد فتح القلم الأعلى في كلّ آية من آياته أبواب المحبّة والاتّحاد. قلنا وقولنا الحقّ) عاشروا مع الأديان بالرّوح والرّيحان...
لوح الدّنيا، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص104 (معرب)
15 شهر العزّة 22 أيلول/سبتمبر... ص والنّبأ العظيم قد أتى الرّحمن بسلطانٍ مبينٍ. ووضع الميزان وحشر من على الأرض أجمعين. قد نفخ في الصّور إذًا شاخصت الأبصار واضطرب من في السّموات والأرضين... هذا يوم فيه تحدّث الأرض بما فيها والمجرمون أثقالها لو أنتم من العارفين. وانشقّ قمر الوهم وأتى السّماء بدخانٍ مبينٍ. نرى النّاس صرعى من خشية ربّك المقتدر القدير. نادى المناد وانقعرت أعجاز النّفوس ذلك قهرٌ شديدٌ. إنّ أصحاب الشّمال في زفرةٍ وشهيقٍ. وأصحاب اليمين في مقامٍ كريم. يشربون خمر الحيوان من أيادي الرّحمن ألا أنّهم من الفائزين. قد رجّت الأرض ومرّت الجبال ونرى الملائكة مردفين. أخذ السّكر أكثر العباد نرى في وجوههم أثار القهر كذلك حشرنا المجرمين. يهرعون إلى الطّاغوت قل لا عاصم اليوم من أمر الله ذلك يومٌ عظيم. نريهم الّذين أضلاّهم ينظرون إليهما ولا يشعرون. قد سكّرت أبصارهم وهم قوم عمون. حجّتهم مفتريات أنفسهم وإنّها داحضة عند الله المهيمن القيوم...
كتاب مبين، ص 205، 206... يا ملأ الأرض قد أرسلنا إليكم من سميّ بيوحنّا ليعمّدكم بالماء لكيّ يطهّر أجسادكم لظهور المسيح وإنّه غسّلكم بنار الحبّ وماء الرّوح للاستعداد لتلك الأيّام الّتي فيها أراد الرّحمن أن يغسّلكم بماء الحيوان من أيادي الفضل والإحسان هذا لهو الوالد الّذي أخبركم به إشعيا والمعزّي الّذي أخذ عهده الرّوح أن افتحوا الأبصار يا ملأ الأحبار لتروا ربّكم جالسًا على عرش العزّة والإجلال. قل يا أهل الأديان لا تكونوا كالّذين اتّبعوا الفرّيسيّين وبذك احتجبوا عن الرّوح إن هم إلاّ في غفلة وضلال. قد أتى جمال القدم باسمه الأعظم وأراد أن يُدخل العالم في ملكوته الأقدس ويروَنَّ المخلصون ملكوت الله أمام وجهه أن أسرعوا إليه ولا تتّبعوا كلّ مشركٍ كفّارٍ. لو يخالف في ذلك عين أحد ينبغي له أن يقلعها كذلك رقم من قلم القدم من لدن مالك الإمكان. إنّه قد أتى مرّة أخرى لخلاصكم يا أهل الإنشاء أتقتلونه بعد الّذي أراد لكم الحيوة الباقية اتّقوا الله يا أولي الأبصار...
لوح البابا، كتاب مبين، 44(... يا حزب الله أصغوا بأُذن الرّوح إلى وصايا المحبوب الفريد. إنّ الكلمة الإلهيّة بمثابة غرسة مقرّها ومستقرّها أفئدة العباد. يجب تعهّدها بكوثر الحكمة والبيان حتّى تثبت جذورها وتمتدّ فروعها إلى الأفلاك. يا أهل العالم إنّ فضل هذا الظّهور الأعظم هو أنّنا محونا من الكتاب كلّ ما هو سبب الاختلاف والفساد والنّفاق وأبقينا كلّ ما هو علّة الألفة والاتّحاد والاتّفاق نعيمًا للعالمين. كنّا وما زلنا نكرّر وصيّتنا للأحبّاء وهي أن يتجنّبوا عن كلّ ما تُشتشمّ منه رائحة الفساد بل يفرّوا من فرارًا. إنّ العالم منقلب وإنّ أفكار العباد مختلفة). نسأل الله أن يزيّنهم بنور عدله ويعرّفهم ما ينفعهم في كلّ الألواح إنّه هو الغنيّ المتعال...
لوح الدّنيا، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص111 (معرب)
18 شهر العزّة 25 أيلول/سبتمبر... قل يا ملك الباريس نبّئ القسّيس بأن لا يدقّ النّواقيس تالله الحقّ قد ظهر النّاقوس الأفخم على هيكل الاسم الأعظم وتدقّه أصابع مشيّة ربّك العليّ الأعلى في جبروت البقاء باسمه الأبهى، كذلك نزّلت آيات ربّك الكبرى تارّةً أخرى لتقوم على ذكر الله فاطر الأرض والسّماء في تلك الأيّام الّتي فيها ناحت قبائل الأرض كلّها وتزلزلت أركان البلاد وغشت العباد غبرة الإلحاد إلاّ من شاء ربّك العزيز الحكيم، قل قد أتى المختار في ظلل الأنوار ليحيى الأكوان من نفحات اسمه الرّحمن ويتّحد العالم ويجمعهم على هذه المائدة الّتي نزّلت من السّماء، إيّاكم أن تكفّروا نعمة الله بعد إنزالها هذا خيرٌ لكم عمّا عندكم لأنّه سيفنى وما عند الله يبقى إنّه لهو الحاكم على ما يريد...
لوح نابليون الثّالث، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرؤساء، ص43
19 شهر العزّة 26 أيلول/سبتمبر... قل يا قوم لا تفسدوا في الأرض ولا تدخلوا البيوت إلاّ بعد الإذن هذا ما أمرتم به في الألواح إنّه على كلِّ شيءٍ شهيد. إيّاكم أن تأكلوا أموال النّاس بالباطل أن اتّبعوا سنن الله ودينه ولا تكوننَّ من الّذين تمسّكوا بالأقوال ونبذوا الأعمال ألا إنّهم في ضلال بعيد. أن استمعوا نصح قلمنا الأعلى ولا تتّبعوا خطوات الشّياطين. إنّا أمرناكم بما يقرّبكم إلى الله ويبعدكم عن الهوى هذا من فضلي عليكم إن أنتم من العارفين. كلّ ما أمرتم به إنّه ينفعكم وما نهيتم عنه يضرّكم في الدّنيا والآخرة... إنّا حملنا الشّدائد لرخائكم والبلاء لنجاتكم يا معشر الرّاقدين. قوموا باسمي عن فراش الغفلة والهوى وكسّروا أصنام البغي والفحشاء هذا خيرٌ لكم ويشهد بذلك من نوّر قلبه بنور اليقين. إن جائكم فاسقٌ بنبإٍ لا تصدّقوه كم من عبادٍ يتكلّمون بالهوى ولا يخافون الله موجد الأسماء تنطق ألسنتهم بما تأمرهم أنفسهم إنّ ربّك لهو العليم الخبير...
كتاب مبين، ص215... وقد أرى يا إلهي عبادك الّذين نزّلت عليهم البيان وخلقتهم لنفسي أحجب من ملل القبل كلّها بحيث يفتخرون بخاتمك ويضربونه على الألواح لإثبات رياساتهم بعد الّذي إنّي أرسلته إليهم لعلّ يستشعرون. لا وعزّتك لم يكن خاتمك إلاّ في إصبعي ولا يفارق مني أبدًا ولن يقدر أحد أن يأخذه منّي. طوبى لمن يقرأ ما نقش فيه من أسرارك المستورة وآياتك الأحديّة وسجاياك المستودعة إذًا لم أدرِ يا إلهي أنت تذكرني أو أنا أذكرك. قد ارتفع الفصل وحقّق الوصل. ذكري أيّاك ذكرك نفسي وذكرك أيّاي ذكري نفسك. قد نسخ البعد من آية القرب وحكم الظّنّ من آية اليقين وأشرق جمالك المبين من هذا الأفق المنير...
أدعية حضرت محبوب، ص35، 36... قد قام علينا أهل الفرقان من دون بيّنة وبرهان وعذّبونا في كلّ الأحيان بعذاب جديد ظنّوا بأنّ البلاء يمنعنا عمّا أردنا فباطل ما هم يظنّون... ما مررت على شجرٍ إلاّ وخاطبه فؤادي يا ليت قطعت لاسمي وصلب عليك جسدي هذا ما نزّلناه في كتاب السّلطان ليكون ذكرًى لأهل الأديان... إنّك لا تحزن بما فعلوا إنّهم أمواتٌ غير أحياء دعهم للموتى ثمّ ولِّ وجهك إلى محيي العالمين... قل طوبى لراقدٍ انتبه من نسماتي طوبى لميتٍ حُيَّ من نفحاتي طوبى لعينٍ قرّت بجمالي طوبى لقاصدٍ قصد خباء عظمتي وكبريائي طوبى لخائفٍ هرب إلى ظلّ قبابي طوبى لعطشانٍ سرع إلى سلسبيل عنايتي طوبى لجائعٍ هرع إلى الهوى لهوائي وحضر على المائدة الّتي نزّلتها من سماء فضلي لأصفيائي طوبى لذليلٍ تمسّك بحبل عزّي ولفقيرٍ استظلّ في سرادق غنائي طوبى لجاهلٍ أراد كوثر علمي ولغافلٍ تمسّك بحبل ذكري...
لوح الأقدس، كتاب مبين، ص143... قد أتى الآب والابن في الوادِ المقدّس يقول لبّيك اللّهم لبّيك والطّور يطوف حول البيت والشّجر ينادي بأعلى النّداء قد أتى الوهّاب راكبًا على السّحاب طوبى لمن تقرّب إليه وويلٌ للمبعدين... قل هذا نبأٌ استبشرت به أفئدة النّبيّين والمرسلين، هذا لهو المذكور في قلب العالم والموعود في صحائف الله العزيز الحكيم، قد ارتفعت أيادي الرّسل للقائي إلى الله العزيز الحميد، يشهد بذلك ما نزّل في الألواح من لدن مقتدرٍ قدير، منهم من ناح في فراقي ومنهم من حمل الشّدائد في سبيلي ومنهم من فدى نفسه لجمالي إن أنتم من العارفين، قل إنّي ما أردت وصف نفسي بل نفس الله لو أنتم من المنصفين، لا يُرى فيّ إلاّ الله وأمره لو أنتم من المتبصّرين، قل إنّي أنا المذكور بلسان إشعيا وزيّن باسمي التّوراة والإنجيل... قل ما نزّلت الكتب إلاّ لذكري يجد منها كلّ مقبلٍ عرف اسمي وثنائي والّذي فتح سمع فؤاده يسمع من كلّ كلمة منها قد أتى الحقّ إنّه لمحبوب العالمين...
لوح ملك الرّوس، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرؤساء، ص53، 54
4 شهر المشيئة 30 أيلول/سبتمبر... يا ملأ الأرض... فاعلموا أنّ الشّرائع قد انتهت إلى الشّريعة المنشعبة من البحر الأعظم أن أقبلوا إليها أمرًا من لدنّا إنّا كنّا حاكمين، فانظروا العالم كهيكلٍ إنسان اعترته الأمراض وبرئه منوط باتّحاد من فيه أن اجتمعوا على ما شرّعناه لكم ولا تتّبعوا سبل المختلفين... إنّ ربّكم الرّحمن يحبّ أن يرى من في الأكوان كنفسٍ واحدةٍ وهيكلٍ واحدٍ أن اغتنموا فضل الله ورحمته في تلك الأيّام الّتي ما رأت عين الإبداع شبهها طوبى لمن نبذ ما عنده ابتغاءً لما عند الله نشهد أنّه من الفائزين...
لوح نابليون الثّالث، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرؤساء، ص49، 50
5 شهر المشيئة 1 تشرين الأوّل/أكتوبر... طوبى لروحٍ بُعث من نفحتي ودخل ملكوتي. طوبى لنفسٍ هزّتها رائحة وصلي واجتذبتها إلى مشرق أمري. طوبى لأذنٍ سمعت وللسانٍ شهدت ولعينٍ رأت وعرفت نفس الرّب ذي المجد والملكوت وذي العظمة والجبروت طوبى للفائزين. طوبى لمن استضاء من شمس كلمتي طوبى لمن زيّن رأسه بإكليل حبّي. طوبى لمن سمع كربي وقام لنصرتي بين شعبي. طوبى لمن فدى نفسه في سبيلي وحمل الشّدائد لاسمي. طوبى لمن اطمئنّ بكلمتي وقام بين الأموات لذكري. طوبى لمن انجذب من نغماتي وخرق السّبحات بقدرتي طوبى لمن وفّى بعهدي وما منعته الدّنيا عن الورود في بساط قدسي. طوبى لمن انقطع عن سوائي وطار في هواء حبّي ودخل ملكوتي وشاهد ممالك عزّي وشرب كوثر فضلي وسلسبيل عنايتي واطّلع بأمري وما سترته في خزائن كلماتي وطلع من أفق المعاني بذكري وثنائي إنّه منّي عليه رحمتي وعنايتي ومكرمتي وبهائي.
لوح الأقدس، كتاب مبين، ص144... يا ملأ الرهبان قد تضوّعت نفحات الرّحمن في الأكوان طوبى لمن نبذ الهوى وأخذ الهدى إنّه ممّن فاز بلقاء الله في هذا اليوم الّذي فيه أخذت الزّلازل سكّان الأرض وفزع من عليها إلاّ من شاء الله مالك الرّقاب. أتزيّنون أجسادكم وكان قميص الله محمرًّا بدم البغضاء بما ورد عليه من أولي الإغضاء. أن اخرجوا من أماكنكم ثم أدخلوا العباد في ملكوت الله مالك يوم التّناد. قد ظهرت الكلمة الّتي سترها الابن إنّها قد نزّلت على هيكل الإنسان في هذا الزّمان تبارك الرّبّ الّذي هو الآب قد أتى بمجده الأعظم بين الأمم توجّهوا إليه يا ملأ الأخيار. قل يا ملأ الأديان نراكم هائمين في تيه الخسران وكنتم حيتان هذا البحر لِمَ مُنعتم عن مبدئكم إنّه يتموّج أمام وجوهكم أن أسرعوا إليه من كلّ الأقطار... قد أتى الآب وكمل ما وعدتم به في الملكوت...قد حبس جسدي لعتق أنفسكم وقبلنا الذلّة لعزّكم أن اتبعّوا الرّبّ ذا المجد والملكوت... جسدي يشتاق الصّليب ورأسي ينتظر السّنان في سبيل الرّحمن ليطهّر العالم عن العصيان كذلك أشرقت شمس الحكم من أفق أمر مالك الأسماء والصّفات...
لوح البابا، كتب مبين، ص41... أن استمع النّداء من شاطئ البقاء في البقعة الحمراء من السّدرة المنتهى إنّه لا إله إلاّ أنا العزيز المختار. طوبى لك بما فزت بعيد الرّضوان في الرضوان إذ تجلّى الرّحمن على من في الإمكان... قل ليس اليوم يوم الوقوف – طوبى لمن سمع النّداء من الأفق الأعلى وقال لبّيك يا ربّي الرّحمن. قل النّداء جناح لمن أراد أن يطير في هذا الهواء ومصباح لأهل الإنشاء وفرات رحمة ربّك لمن في الأكوان. إنّه لشفاء للمفئود وحياة للموؤد طوبى لمن سمعه بأذن القلب مقبلاً إلى قبلة الآفاق أن يا قلم الأقدس أن اذكر الشّمس الّذي أقبل إلى شمس وجه ربّه العزيز الوهّاب... قل يا قوم قد أتى اليوم هذا ما وعدتم به في الألواح به ظهرت الصّيحة ونادت الصّخرة الملك لله الواحد الجبّار... قد نزّلنا لكلّ واحد من رؤساء الأرض ما عميت به عيون الّذين كفروا وقرّت به أبصار عبادنا الأخيار قد خلقنا البديع بروح القدرة والاقتدار وأرسلناه بلوح ربّك المختار الّذي من أفقه لاحت شمس الأسماء بقوّة وسلطان...
كتاب مبين، ص144، 145... أن اثبت يا أيّها النّاظر إلى الله في أمر مولاك تالله الحق قد ظهرت فتنةٌ انصعقت عنها كلّ من في السّموات والأرض إلاّ الّذين أخذ الله أياديهم بأيادي الفضل ونجّاهم من القوم الظّالمين، ونصرهم بالحقّ وأنزل على قلوبهم سكينة من عنده وانقطعهم عن المشركين، لكنّ الفتنة فتنة للّذين ما استقرّوا على الأمر ومن استقرّ على سرير الإيقان وعرف الله بنفسه لن يحرّكه عواصف الامتحان ولا قواصف الافتتان وإنّهم لن يحوّلوا أبصارهم عن منظر قدسٍ كريم، أولئك مرّوا عن الدّنيا وما فيها ولو يشتغلنّ في الظّاهر بآلائها لأنّ الله جعل قلوبهم مطهّرًا عن ذكر دونه واختصّهم لذكره الأبدع البديع، أن استقم على الأمر بشأن لو يعترض عليك كلّ من في السّموات والأرض لن تضطرب في نفسك وتكون من الرّاسخين...
لئالئ الحكمة ج3، ص115، 116... يا أهل البهاء سخّروا مدائن القلوب بسيوف الحكمة والبيان، إنّ الّذين يجادلون بأهواء أنفسهم أولئك في حجابٍ مبينٍ، قل سيف الحكمة أحرّ من الصّيف وأحدّ من سيف الحديد لو أنتم من العارفين، أن أخرجوه باسمي وسلطاني ثمّ افتحوا به مدائن أفئدة الّذين استحصنوا في حصن الهوى كذلك يأمركم ربّكم الأبهى إذ كان جالسًا تحت سيوف المشركين، إن اطّلعتم على خطيئة أن استروها ليستر الله عنكم إنّه لهو السّتّار ذو الفضل العظيم. يا ملأ الأغنياء إن رأيتم فقيرًا لا تستكبروا عليه تفكّروا فيما خُلقتم منه قد خلق كلّ من ماءٍ مهين. عليكم بالصّدق به تزيّن هياكلكم وترفع أسماؤكم وتعلو مراتبكم بين الخلق ولدى الحقّ لكم أجرٌ عظيمٌ...
لوح نابليون الثالث- ألواح حضرة بهاء الله الى الملوك والرؤساء ص48 -49
10 شهر المشيئة 6 تشرين الأوّل/أكتوبر... قد كتب الله لكلّ نفسٍ تبليغ أمره والّذي أراد ما أُمر به ينبغي له أن يتّصف بالصّفات الحسنة أوّلاً ثمّ يبلّغ النّاس لتنجذب بقوله قلوب المقبلين، ومن دون ذلك لا يؤثّر ذكره في أفئدة العباد كذلك يعلّمكم الله إنّه لهو الغفور الرّحيم... قل قد قدّرنا التّبليغ بالبيان إيّاكم أن تجادلوا مع أحد والّذي أراد التّبليغ خالصًا لوجه ربّه يؤيّده روح القدس ويلهمه ما يستنير به صدر العالم وكيف صدور المريدين...
لوح نابليون الثّالث، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرؤساء، ص 48
... قل يا قوم إنّ اليعقوب قد ارتدّ بصيرًا بما عرف قميص اسم من الأسماء وأرسلنا إليكم ما تضوّعت به رائحة الرّحمن... قل يا معشر العلماء أن اذكروا إذ أتى محمّد رسول الله أعرض عنه من يرى نفسه أعلم النّاس وآمن به من يرعى الأغنام ليس الفخر بالعلوم بل بعرفان المعلوم تفكّروا يا أولي الأحجاب...
كتاب مبين، ص146… كلّما ازداد البلاء زاد البهاء في حبّ الله وأمره بحيث ما منعني ما ورد عليّ من جنود الغافلين، لو يسترونني في أطباق التّراب يجدونني راكبًا على السّحاب وداعيًا إلى الله المقتدر القدير، إنّي فديت نفسي في سبيل الله وأشتاق البلايا في حبّه ورضائه يشهد بذلك ما أنا فيه من البلايا الّتي ما حملها أحدٌ من العالمين، وينطق كلّ شعر من شعراتي ما نطق شجر الطّور وكلّ عرق من عروقي يدعو الله ويقول يا ليت قطعت في سبيلك لحيوة العالم واتّحاد من فيه، كذلك قضي الأمر من لدن عليم خبير…
لوح نابليون الثّالث، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرؤساء، ص46، 47
12 شهر المشيئة 8 تشرين الأوّل/أكتوبر… ثمّ احترموا العلماء بينكم الّذين يفعلون ما عُلِّموا ويتّبعون حدود الله ويحكمون بما حكم الله في الكتاب فاعلموا بأنّهم سرج الهداية بين السّموات والأرضين. إنّ الّذين لن تجدوا للعلماء بينهم من شأنٍ ولا من قدرٍ أولئك غيّروا نعمة الله على أنفسهم…
سورة الملوك، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرّؤساء، ص116
… قل قد أضرمنا نار الاشتياق في الآفاق وهذا لهو المعشوق يا ملأ العشّاق… قل قد انتهت الظّهورات إلى هذا الظّهور الأعظم ومن يدّعي بعده إنّه مفترٍ كذّاب نسأل الله بأن يوفّقه على الرّجوع إن تاب، إنّ ربّك لهو التّوّاب. وإن أصرّ على ما قال يبعث عليه من لا يرحمه إنّه لهو المقتدر القهّار. أن انصحوا الّذين اتّخذوا أمر الله لهوًا ولعبًا لعمري إنّهم في غفلةٍ وضلالٍ لو كان الأمر كما يقولون كيف يستقرّ ما أردناه بين العباد وتفكّروا يا أولي الأنظار كم من ناعقٍ ينعق هذا ما أخبركم به ربّكم العزيز العلاّم…
كتاب مبين، ص147… أن اتّحدوا في كلمة الله ثمّ ذكّروا العباد بالحكمة الّتي نزّلت في الزّبر والألواح، قولوا يا قوم توجّهوا إلى أفق الفضل تالله أنار من شمس ذكر اسم ربّنا العزيز الوهّاب، نوصيكم بالتّقديس والتّنزيه وما يرتفع به أمر الله في الدّيار، كونوا مصابيح الهدى بين الورى ومطالع الخير لمن في الإبداع، لا تحزنوا من شيءٍ إنّه معكم ويقدّر لكم ما ينفعكم بدوام الله مالك الإيجاد، أن استبشروا في هذا اليوم تالله إنّه يوم الله ولكن القوم في غفلة وضلال، أن اقرؤوا آيات الله بها تنجذب قلوب الأبرار، إنّها لكوثر الحيوان لأهل العرفان والرّحيق المختوم لمن أقبل إلى العزيز المختار، ستفنى الدّنيا وما فيها ويبقى ما قدّر لكم من لدن مسخّر الأرياح…
لئالئ الحكمة ج3، ص152، 153… هذا يوم فيه أنار أفق الفضل وظهر القيّوم وبيده رحيقه المختوم ويقول تعالوا تعالوا ولا تكونوا من المتوقّفين، هذا يوم بشّرت به كتب الله مالك يوم الدّين، قل يا ملأ البيان لعمر الله ينوح منكم نقطة الفرقان ونقطة البيان في الفردوس الأعلى اتّقوا الله ولا تكونوا من الظّالمين، لو تنكرون هذا الفضل الأعظم بأيّ برهان يثبت ما عندكم أنصفوا يا قوم ولا تكونوا من الصّاغرين، قد فتح باب السّماء وأتى مالك الأسماء برايات الآيات اشكروا ربّكم بهذا الفضل الأعظم الّذي أحاط من في السّموات والأرضين، قل قد جرى فرات البيان من قلم ربّكم الرّحمن أقبلوا ثمّ اشربوا منه باسم ربّكم العزيز البديع الّذي قام أمام الوجوه ودعا الكلّ إلى الفرد الخبير، كذلك نطق البحر الأعظم بين الأمم وارتعدت به فرائص الّذين كفروا بالله المقتدر القدير…
لئالئ الحكمة ج3، ص85، 86هذا كتاب من لدنّا إلى الّذي كسر صنم الوهم بسلطان ذكر ربّه مالك الرّقاب… قد اسودّت الوجوه واضطّربت النّفوس إذ أتى الله بملكوت الآيات قال قائلٌ لِمَ أتى قل رغمًا لأنفك يا أيّها المشرك المرتاب وقال الآخر هل أتى الميقات قل بلى ومنزّل الأمطار إنّما الميقات نفسه أن اعرفوا يا أولي الألباب من المشركين من قال هل يأتي الرّحمن قبل ظهور خلق البيان قل فانظر بطرْفِه أتى من سماء الأمر بقدرةٍ وسلطانٍ… منهم من قال ما كمُل ما قدّر في الكتاب قل بظهوري يكمل كلّ شيء… لولا ذكري ما نزّل البيان ولولا ظهوري ما كمُل خلقه… بتصديقي ثبت كلّ أمر ويكمل كلّ ما ذكر في الألواح قل إنّا لو نسخنا ما شرّع في البيان ليس لأحدٍ أن يقول لِمَ أو بِمَ كذلك نزّل في الألواح من لدن فالق الإصباح… بظهوري ارتفع سماء البيان وثبت ما نزّل فيه إنّ الّذين أنكروا أولئك في غفلةٍ وضلالٍ…
كتاب مبين، ص 154، 155… هل يحسب الّذين كفروا أنّهم في عزّ لا ونفسه الحقّ إنّ العزّة كلّها لله وللّذينهم اعترفوا بسلطانه إذ أتى بجبروته العزيز المنيع، سوف يُظهر الله عزّ الّذين آمنوا بمطلع الوحي إذًا يرون المشركون أنفسهم في خسرانٍ مبينٍ، طوبى لك بما شربت رحيق الوحي وفزت بحبّ الله العزيز الحميد، قل إنّ حبّه ماءٌ في أثره ونارٌ في طبيعته مجذبٌ بحرارته الرّطوبات الّتي منعت النّاس عن الصّعود إلى هواء عرفان ربّهم المقتدر القدير، قد نزّل في هذه الآية علّة الحركة والسّكون طوبى لمن عرف وطار بقلبه إلى مقامٍ عجزت عن ذكره الأقلام ثمّ ألسن المتكلّمين، مرّةً تراه ماء الحيوان لأنّ به أحيينا أفئدة العارفين، ومرّةً تراه النّار وبها احترقت حجبات الأوهام وتوجّهت القلوب إلى وجه ربّهم العزيز المنير…
لئالئ الحكمة ج3، ص157… قل يا قوم أن اعرفوا الله بالله لأنّ ما سواه يعرف به وهو لا يعرف بدونه سبحانه وتعالى عمّا يعرف بخلقه إنّه ما من إله إلاّ هو له الخلق والأمر كلّ عنده كعبدٍ ذليلٍ. قل يا أهل البهاء لا تحزنوا عمّا ورد علينا ثمّ اصبروا في البأساء وتوكّلوا على ربّكم الرّحمن الرّحيم ثمّ اركبوا على السّفينة الحمراء باسمي الأبهى وسيروا في بحور الكبرياء ولا تلتفتوا إلى أهل الأرض والسّماء تالله كلّكم هلكوا في في غمرات الفناء إلاّ من تمسّك بهذا الفُلك المقدّس المحكم العزيز المتين…
آثار قلم أعلى ج4، ص131، 132… أن استمع نداء الله الأبهى من بئر ظلماء أن انصروني يا أهل البهاء بسيف الحكمة والبيان، قل إنّ البئر بيتي والسّجن قصري والبلاء إكليل البهاء أن اعرفوا يا أولي الأبصار، من أفق الذّلّة أشرقت شمس اسمي العزيز أن انظروا يا أهل الأعراف، قد جعل الله البئر قصرًا من الياقوت واستقرّ فيه هيكل الظّهور بقدرةٍ وسلطانٍ، إنّا تركنا القصور واخترنا أخرب البيوت وزيّناه بطراز الملكوت تعالى هذا القصر الّذي جعله الله مظهر القدر والمنظر الأكبر وفيه استوى القديم على عرش اسمه العظيم بسلطان العظمة والإجلال…
لئالئ الحكمة ج3، ص184، 185… قد فتح باب البيان وظهر غلام المعاني وكان في يده اليمنى كأس في سلسبيل رحمة ربّكم العليّ العظيم مرّةً تجد عمّا فيها أثر النّار بما تحترق منه أحجاب العالمين، وطوْرًا تجد منه أثر النّور وبه تستضيء أفئدة العارفين وتارّةً تراه ماء الحيوان لأنّ به أحيى الله كلّ عظمٍ رميمٍ. طوبى لمن أخذها باسم ربّه وشرب بذكري العزيز الحكيم أن اتّحدوا في أمر الله بذلك يرفع أمره بين العباد إنّه لهو العالم الخبير عليكم بالتّقوى في دين الله لعمري إنّه قميصي طوبى لمن فاز بهذا القميص المنير. إنّ ربّك لا يشغله شيءٌ عن شيءٍ ولو يحكم على السّماء حكم الأرض ليس لأحدٍ أن يعترض عليه ولو يتصرّف فيما على الأرض ليس لأحدٍ أن يقول لِمَ أو بِمَ قد نطق كلّ شيءٍ بأنّه هو الحاكم على ما يريد… إنّ الّذين تجاوزوا عمّا حدّد في الكتاب ويعملون بغير ما أذن الله لهم أولئك من الخائنين والّذين ارتكبوا ما نُهوا عنه إنّهم من الغافلين. تخلّقوا بما أمرناكم به في الألواح ليظهر تقديس أمر ربّكم بين العباد بذلك تستضيء وجوه المقرّبين…
لوح سيّد محمّد بن وحيد، قلم آثار قلم أعلى ج4، ص358، 359
1 شهر العلم 16 تشرين الأوّل/أكتوبر… أن يا حوريّة المعاني أن اخرجي من غرفات الكلمات بإذن الله مالك الأرضين والسّموات ثمّ اظهري بطراز اللاّهوت ثم اسقي خمر الجبروت بأنامل الياقوت لعلّ أهل النّاسوت يطّلعنّ بما أشرقت من أفق الملكوت شمس البقاء بطراز البهاء ويقومنّ على الثّناء بين الأرض والسّماء في ذكر هذا الفتى الّذي استقرّ على عرش اسمه المنّان في قطب الجنان ومن وجهه ظهرت نضرة الرّحمن وعن لحظه لحظات السّبحان ومن شؤونه شؤونات الله المهيمن القيّوم وإن لن تجدي أحدًا أن يأخذ من اليد البيضاء الخمر الحمراء باسم ربّك العليّ الأعلى الّذي ظهر مرّة بعد أولى باسمه الأبهى لا تحزني دعي هؤلاء بأنفسهم ثمّ ارجعي إلى خلف سرادق العظمة والكبرياء إذًا تجدي قومًا تستضيء أنوار وجوههم كالشّمس في وسط الزّوال وهم يهلّلون ويسبّحون ربّهم بهذا الاسم الّذي قام على مقرّ الاستقلال بسلطان العزّ والإجلال…
سورة الهيكل، كتاب مبين ص10كلّما يخرج من فمه إنّه لمحيي الأبدان لو أنتم من العارفين كلّما أنتم تشهدون في الأرض إنّه قد ظهر بأمره العالي المتعالي المحكم البديع إذًا استشرق عن أفق فمه شمس اسمه الصّانع بها تظهر الصّنايع في كلّ الأعصار وإنّ هذا لحقّ يقين ويستشرق هذا الاسم على كلّ ما يكون وتظهر منه الصّنايع بأسباب الملك لو أنتم من الموقنين كلّما تشهدون ظهورات الصّنعية البديعة كلّها ظهر من هذا الاسم وسيظهر من بعد ما لا سمعتموه من قبل كذلك قدّر في الألواح ولا يعرفها إلاّ كلّ ذي بصرٍ حديدٍ...
منتخباتي أز آثار حضرت بهاء الله، ص-96-97… وأمّا ما سألت عن الفطرة فاعلم بأنّ كلّ النّاس قد خلقوا على فطرة الله المهيمن القيّوم وقدّر لكلّ نفس مقادير الأمر على ما رقم في ألواح عزّ محفوظ ولكن يظهر كلّ ذلك بإرادات أنفسكم كما أنتم في أعمالكم تشهدون مثلاً فانظر فيما حرّم على العباد في الكتاب من شيءٍ كما أنتم في البيان تنظرون بحيث أحلّ الله فيه ما أراد بأمره وحرّم ما شاء بسلطانه قل كلّ ذلك في الكتاب أفلا تشهدون ولكنّ النّاس بعد علمهم عمّا نُهوا عنه هم يرتكبون هل ينسب هذا إلى الله أو إلى أنفسهم إن أنتم تنصفون قل ما من حسنة إلاّ من عند الله وما من سيّئة إلاّ من أنفسكم أفلا تعرفون وهذا ما نزّل في كلّ الألواح إن أنتم تعلمون…
منتخباتي آز آثار حضرت بهاء الله، ص101وأمّا سألت من العوالم فاعلم بأنّ لله عوالم لا نهاية بما لا نهاية لها وما أحاط بها أحدٌ إلاّ نفسه العليم الحكيم تفكّر في النّوم وإنّه آية الأعظم بين النّاس لو يكوننّ من المتفكّرين مثلاً إنّك ترى في نومك أمرًا في ليلٍ وتجده بعينه بعد سنة أو سنتين أو أزيد من ذلك أو أقلّ ولو يكون العالم الّذي أنت رأيت فيه ما رأيت هذا العالم الّذي تكون فيه فيلزم ما رأيت في نومك يكون موجودًا في هذا العالم في حين الّذي تراه في النّوم وتكون من الشّاهدين مع أنّك ترى أمرًا لم يكن موجودًا في العالم ويظهر من بعد إذًا حقّق بأنّ عالم الّذي أنت رأيت فيه ما رأيت يكون عالمًا آخر الّذي لا له أوّل ولا آخر...
منتخباتي آز آثار حضرت بهاء الله، ص102، 103بسم المولود الّذي جعله الله مبشّرًا لاسمه العزيز الودود
لوح من لدنّا إلى ليلة فيها لاحت السّموات والأرض من نيّر به أنار من في العالمين، طوبى لكِ بما ولد فيكِ يوم الله الّذي جعلناه مصباح الفلاح لأهل مدائن الأسماء وأقداح النجاح لمن في ميادين البقاء ومطلع الفرح والابتهاج لمن في الإنشاء، تعالى الله فاطر السّماء الّذي أنطقه بهذا الاسم الّذي خرقت حجبات الموهوم وسبحات الظّنون وأشرق اسم القيّوم من أفق اليقين... أن يا ملأ الأرض والسّماء إنّها اللّيلة الأولى قد جعلها الله آية لليلة الأخرى الّتي فيها ولد من لا يعرف بالأذكار ولا يوصف بالأوصاف، طوبى لمن تفكّر فيهما إنّه الظّاهر طبق الباطن ويطّلع بأسرار الله في هذا الظّهور الّذي به ارتعدت أركان الشّرك وانصعقت أصنام الأوهام وارتفعت راية إنّه لا إله إلاّ هو المقتدر المتعالي الواحد الفرد المهيمن العزيز المنيع...
الأيّام التّسعة ص19، 20فاعلم بأنّك كما أيقنت بأنّ لا نفاد لكلماته تعالى أيقن بأنّ لمعانيها لا نفاد أيضًا ولكن عند مبيّنها وخزنة أسرارها والّذين ينظرون الكتب ويتّخذون منها ما يعترضون به على مطلع الولاية إنّهم أمواتٌ غير أحياء ولو يمشون ويتكلّمون ويأكلون ويشربون فآهٍ آهٍ لو يظهر ما كنز في قلب البهاء عمّا علّمه ربّه مالك الأسماء لينصعق الّذين تراهم على الأرض كم من معانٍ لا تحويها قمص الألفاظ وكم منها ليست لها عبارة ولم تعطِ بيانًا ولا إشارة وكم منها لا يمكن بيانه لعدم حضور أوانها كما قيل (لا كلّ ما يُعلم يُقال ولا كلّ ما يُقال حان وقته ولا كلّ ما حان وقته حضر أهله) ومنها ما يتوقّف ذكره على عرفان المشارق الّتي فيها فصّلنا العلوم وأظهرنا المكتوم…
منتخباتي آز آثار حضرت بهاء الله، ص116، 117أما ما ذكرت في الإلهين إيّاك إيّاك أن لا تشرك بالله ربّك لم تزل كان واحدًا أحدًا فردًا صمدًا وترًا باقيًا دائمًا قيّومًا ما اتّخذ لنفسه شريكًا في الملك ولا وزيرًا ولا شبيهًا ولا نسبةً ولا مثالاً ويشهد بذلك كلّ الذّرّات وعن ورائها الّذينهم كانوا في الأفق الأبهى على منظر الأعلى وكانت أسماؤهم حينئذٍ لدى العرش مذكورًا أن اشهد في نفسك بما شهد الله بذاته بأنّه لا إله إلاّ هو وأنّ ما سواه مخلوقٌ بأمره ومنجعلٌ بإذنه ومحكومٌ بحكمه ومفقودٌ عند شئونات عزّ فردانيّته ومعدومٌ لدى ظهورات عزّ وحدانيّته وإنّه لم يزل ولا يزال كان متوحّدًا في ذاته ومنفردًا في صفاته وواحدًا في أفعاله وأنّ الشّبيه وصف خلقه والشّريك نعت عباده...
منتخباتي أز أثار حضرت بهاء الله ص126، 127(يجب على العاصي أن يطلب العفو والمغفرة حينما يجد نفسه منقطعًا عمّا سوى الله. ولا يجوز الاعتراف بالخطايا والمعاصي عند العباد لأنّ ذلك لم يكن ولن يكون سببًا للغفران أو العفو الإلهيّ بل الاعتراف لدى الخلق سبب للذّلّة والهوان. ولا يحبّ الحقّ جلّ جلاله ذلّة عباده). إنّه هو المشفق الكريم. (ينبغي للعاصي أن يطلب الرّحمة من بحر الرّحمة فيما بينه وبين الله ويسأل المغفرة من سماء الكرم…)
لوح البشارات، مجموعة ألواح حضرة بهاء الله، ص40، 41 (معرّب)
9 شهر العلم 24 تشرين الأوّل/أكتوبر… قم على خدمة الأمر ثمّ اذكره بالحكمة والبيان بحيث تنجذب به الأفئدة والقلوب، إيّاك أن تمنعك ضوضاء العباد أو حجبات الّذين كفروا بالشّاهد والمشهود، قل تالله قد خرقت الأحجاب وأتى الوهّاب في المآب بأمر لا تقوم معه الصّفوف والجنود، قل هذا يوم وعدتم به في كتب القبل وبشّركم به محمّد رسول الله بقوله يوم يقوم النّاس لمالك الملكوت، إنّا نزّلنا الآيات وأظهرنا البيّنات والقوم أكثرهم لا يفقهون، هذا يوم الإقبال ولكنّ القوم عنه معرضون، وضعوا إلههم واتّبعوا أهوائهم ألا إنّهم لا يشعرون، كفروا بنعمة الله بعد ظهورها وأنكروا آياته بعد إنزالها يشهد بذلك لسان العظمة في الأفق الأعلى ولكنّ القوم هم لا يسمعون…
لئالئ الحكمة ج3، ص240هو الخشية عن الله عزّ ذكره والمخافة من سطوته والوجل من مظاهر عدله وقضائه.
أصل كلّ الخير، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص132
رأس الإيمانهو التقلّل في القول والتّكثّر في العمل، ومن كان أقواله أزيد من أعماله فاعلموا أنّ عدمه خيرٌ من وجوده وفناءه أحسن من بقائه.
نسائم الرّحمن، ص86… يا أيّها الطّائر في هواء العرفان من عرف الجاري المنجمد والطّائر السّاكن والظّاهر المستور والمشرق المحجوب يأخذه جذب الإشراق على شأنٍ يطير بأجنحة الاشتياق في هواء القرب والقدس والوصال، وما ذكرت حضرتك في الظّلام نشهد أنّه أحاط الأنام، طوبى لمن أضاء بنور المُشرق من أفق رحمة ربّه الأقدس، إنّ الظّلام هو الأوهام وبها منع الأنام عن التّوجّه إلى الملكوت إذ ظهر بأمر الله مالك الجبروت، وأمّا ذكرت أنّ فلانا ظنّ أنْ لا اختلاف بيننا من جهة الرّوح، هذا حقّ لأنّ الرّوح مقدّس من أن تعتريه الاختلافات أو تحويه الإشارات…
لئالئ الحكمة ج3، ص218، 219أشهد أنّه شهد لذاته أنّه لا يعرف بما سواه ولا يدرك بدونه قد ارتفع باسم منه راية إنّه لا إله إلاّ هو على طور الوجود من الغيب والشّهود، وباسم آخر نصب سرادق إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا على هذا المقام المحمود، يشهد كلّ الأشياء لنفسي وكلّ الأسماء لسلطاني وأشهد أنّهم ما عرفوني ويرجع ما عندهم إلى مظهر من مظاهري الّذين خُلقوا من قلمي من فاز بهذه الشّهادة وشهد بما شهد الله في هذه الورقة يجعله الله مستغنيًا عن شهادة العالمين، يا إلهي أسئلك بمحبوبيّتك بأن تجعل هذه الشّهادة سراج قلبي وضياء وجهي ونور صدري في الدّنيا والآخرة إنّك أنت على كلّ شيءٍ قديرٍ.
لئالئ الحكمة ج3، ص215قل خلّصوا أنفسكم يا قوم ثمّ طهّروها عن التّوجّه إلى غيري وبذكري يطهّر كلّ شيءٍ إن أنتم من العارفين قل اليوم لو يُخَلَّصنّ كلُّ الأشياء عن حجبات النّفس والهوى ليُلبس الله كلّها قميص يفعل ما يشاء في ملكوت الإنشاء ليظهر آية سلطانه في كلّ شيءٍ فتعالى من هذا السّلطان المقتدر المهيمن العزيز القدير أن اقرأ يا عبد ما وصل إليك من آثار الله بربوات المقرّبين لتَسْتَجْذِب بها نفسك وتَسْتَجْذِب من نغماتك أفئدة الخلائق أجمعين ومن يقرأ آيات الله في بيته وحده لينشر نفحاتِها الملائكةُ النّاشرات إلى كلّ الجهات وينقلب بها كلّ نفسٍ سليمٍ ولو لن يستشعر في نفسه ولكن يظهر عليه هذا الفضل في يوم من الأيّام كذلك قدّر خفيّات الأمر من لدن مقدِّر حكيم…
منتخباتي آز آثار حضرت بهاء الله، ص189(… يا أهل البهاء كنتم ولا زلتم مشارق محبّة الله ومطالع عنايته. فلا تدنّسوا اللّسان بسبّ أحدٍ ولعنه. غضّوا أبصاركم عمّا لا يليق بها أظهروا للنّاس ما عندكم فإن قبل فبها وإلاّ فالتّعرض غير جائز). ذروه بنفسه مقبلين إلى الله المهيمن القيّوم. (ولا تكونوا سببًا لحزن أحدٍ فضلاً عن الفساد والنّزاع. عسى أن تتربّوا في ظلّ سدرة العناية الإلهيّة وتعملوا بما أراده الله. كلّكم أوراق شجرةٍ واحدةٍ وقطرات بحرٍ واحدٍ).
لوح البشارات، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص43، 44 (معرّب)
15 شهر العلم 30 تشرين الأوّل/أكتوبر… إنّ العلم من النّعم الكبرى الإلهيّة ويجب على الكلّ تحصيله. وهذه الصّنائع المشهودة والأسباب الوجودة كلّها من نتائج العلم والحكمة الّتي نزّلت من القلم الأعلى في الزّبر والألواح. إنّ القلم الأعلى هو القلم الّذي ظهر وبرز من خزائنه لئالئ الحكمة والبيان وصنائع الإمكان. وقد انكشفت اليوم أسرار الأرض أمام الأبصار وفي الحقيقة إنّ الصّحف السّيّارة مرآة العالم. تُظهر أعمال الأحزاب المختلفة، وتُري أفعالهم وتُسمعها في آنٍ واحدٍ فهي مرآةٌ ذات سمعٍ وبصرٍ ولسانٍ وهي ظهورٌ عجيبٌ وأمرٌ عظيمٌ. ولكن ينبغي لمحرّرها أن يكون مقدّسًا عن أغراض النّفس والهوى ومزيّنًا بطراز العدل والإنصاف ويتحرّى الأمور بقدرٍ مقدورٍ حتّى يطّلع على حقائقها ثمّ ينشرها…
لوح الطّرازات، الطّراز السّادس، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص56
16 شهر العلم 31 تشرين الأوّل/أكتوبر... قل أن افتحوا الأبصار يا أولي الأحبار لمشاهدة الجمال وإنّه أشرق عن أفق الجلال ولا يعترض عليه إلاّ كلّ مشركٍ مرتابٍ، إنّ الّذي ما فاز به إنّه ليس من أهل البصر كذلك حكم منزّل الكتاب، قل يا قوم إنّا خلقنا البصر لعرفان هذا الجمال والّذي ما عرفه إنّه عميّ ويشهد بذلك أولوا الألباب، إن كان بصركم ضعيفًا أن استبصروا من عيني وبها فانظروني يا أولي الأنظار، إيّاكم أن تجعلوا أنفسكم محرومًا عن هذا الفضل الّذي رزقتم به من دون سؤال وجواب، قل يا قوم إنّ هذا لهو الّذي مات في حسرته قرون الأولى وأنتم لمّا وجدتموه من غير تعبٍ غفلتم فسوف تنوحون وتبكون يا أصحاب الحجاب...
لئالئ الحكمة ج3، ص213، 214(إنّ دار التّعليم في الابتداء يجب عليها أن تعلّم الأطفال شرائط الدّين ليمنعهم الوعد والوعيد المذكوران في الكتب الإلهيّة عن المناهي ويزيّناهم بطراز الأوامر. ولكن بمقدار لا ينتهي إلى التّعصّب والحميّة الجاهليّة. وما لم يكن منصوصًا من الحدود في الكتاب صراحة يجب على أمناء بيت العدل التّشاور فيه وإجراء ما يستحسنونه). إنّه يلهمهم ما يشاء وهو المدبّر العليم. (من قبل قلنا إنّ التّكلّم مقدّر بلسانين. ويجب بذل الجهد حتّى ينتهي إلى لسانٍ واحدٍ وكذلك خطوط العالم لكيلا تضيع حياة النّاس في تحصيل الألسن المختلفة باطلاً حتّى يصبح جميع الأرض مدينةً واحدةً وإقليمًا واحدًا).
الكلمات الفردوسيّة، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص86، 87 (معرّب)
18 شهر العلم 2 تشرين الثّاني/نوفمبر... تبارك الّذي أنزل الآيات وجعلها بيّنات لمن على الأرض إنّه لهو المقتدر المهيمن العزيز الحكيم، قد أنزل المائدة الأبديّة من سماء المشيّة على هيكل الإنسان تبارك الرّحمن الّذي ظهر بالحقّ بهذا الاسم العظيم، طوبى لمن تقرّب إليها وتنعّم منها إنّه من المخلصين في كتابٍ مبينٍ؛ والّذي منع عنها إنّه من الميّتين في لوحٍ كريمٍ، أن استمعوا يا أهل البهاء هذا النّداء الأحلى تالله به انجذبت الأشياء واهتزّ كلّ عظمٍ رميمٍ، أن اشربوا خمر البيان في أيّام ربّكم الرّحمن رغمًا للّذين كفروا بالله إذ أتى بهذا الظّهور البديع، أن استقيموا على حبّ الله على شأنٍ ترون الورى عن ورائكم هذا ينبغي لمن تشبّث بهذا الذّيل المنيع، كذلك نزّلت الآيات وظهرت البيّنات طوبى لمن فاز بهذا اليوم البديع.
لئالئ الحكمة ج3، ص 177قل يا ملأ المغلين موتوا بغيظكم قد أشرقت شمس العظمة عن أفق الأمر واستضاء يضيائها كلّ الوجود وأنتم غفلتم عنها وكنتم من الغافلين إذًا فارحموا على أنفسكم ولا تكفروا بالذي آمنتم به ولا تكوننَّ من المسرفين تالله الحقّ إن تكفروا بهذا الأمر فقد يضحك عليكم كلّ الملك لأنّكم استدلتم بينهم في إثبات أمركم بآيات الله المهيمن المقتدر العزيز العليم فلمّا نزّلت مرّة أخرى بسلطنةٍ عظمى إذًا كفرتم بها فويلٌ لكم يا ملأ الغافلين أظننتم في أنفسكم بأنّكم مكسف الشّمس وضيائها لا فونفسي لن تقدرنّ ولن تستطيعنّ ولو يجتمع عليها أنتم وما دونكم عمّا خلق بين السّموات والأرضين…
منتخباتي أز آثار حضرت بهاء الله، ص165… أن يا قلم القدس ذكّر التّراب ليتذكّر في نفسه ويقبل إلى وجه ربّه ويكون من المنقطعين قل يا عبد قم عن التّراب وعمّا يخرج منه لِتستطيعَ أن تعرف ربّك العليّ الأولى وتكون من الفائزين. تالله الحقّ اليوم لم يكن لأحدٍ مفرٌّ ولا مستقرٌّ إلاّ في ظلّ وجهي العزيز المنير. وعلى باب هذا الرّضوان ملائكة الأمر لموقوفون على اسمي الحافظ السّميع العليم وإن يجدنّ من أحد روائح الدّنيا وعمّا ظهر بين السّموات والأرض يمنعه عن الدّخول في هذا الرّضوان وعن الوقوف بين يديّ ربّك المنّان القديم كذلك يعلّمك الورقاء والّذينهم آمنوا بالله العزيز المتوحّد الفريد…
سورة القميص، آثار قلم أعلى ج4، ص55… أن يا قلم الأمر أن اذكر من أقبل إلى المنظر الأكبر لتجذبه نفحات الآيات إلى الله مالك الأسماء والصّفات، فانظر الّذين يحملون الشّدايد لاسمي فلمّا جئتهم بسلطان الأمر كفروا بالله مظهر الظّهورات، من النّاس من يعبد الأسماء وإذا ظهر المسمّى باسمه الأبهى كفر بربّ الأرباب، إذا رأوا ما أرادوا من الاقتدار قالوا هذا ساحرٌ كذّاب، وإذا تليت عليهم الآيات قالوا هذا مفترٍ مرتاب، قد طوينا سموات الأوهام وحدّثت الأرض أخبارها وهم في سُكرٍ عُجاب، قد أخذ الزّلازل كلّ القبائل إلاّ من أخذه سُكر السّرور من رحمة ربّه الرّحمن، إذا قيل لهم بمن آمنتم يقولون بمحمّد رسول الله قل سحقًا لكم ولمن اتّبعكم من الأحزاب، إنّه ينوح ويقول إن آمنتم بظهوري لِمَ أعرضتم عن الّذي أرسلني بالعلامات، تالله هذا لهو الّذي سمعتُ ندائه وما رأيت جماله إذا أتى الميقات شقّ سبحات الجلال وفتح باب الوصال أعرضتم يا أهل النّفاق...
لئالئ الحكمة ج3، ص146... قل يا قوم هذه لصفيحة المختومة المحتومة الّتي كانت مرقومةً من إصبع القدس ومستورةً خلف حجب الغيب وقد نزّلت بالفضل من لدن مقتدرٍ قديم وفيها قدّرنا مقادير أهل السّموات والأرض وعِلم الأوّلين والآخرين لن يعزب عن علمه شيءٌ ولن يعجزه أمرٌ عمّا خلق ويخلق إن أنتم من العارفين قل قد جائت كرّةً الأخرى وبسطنا يد الاقتدار على كلّ من في السّموات والأرض وأظهرنا من سرّنا الأعظم على الخلق الخالص سرًّا أقلّ عمّا يحصى إذًا ماتت الطّوريّون عند مطلع هذا النّور الحمراء على بقعة السّيناء وكذلك جاء جمال الرّحمن على ظلل البرهان وقضي الأمر من لدى الله العزيز الحكيم...
منتخباتي أز آثار حضرت بهاء الله، ص180... يذكرك المظلوم من شطر السّجن ويبشّرك بما نزّل لك من القلم الأعلى افرح وقل لك الحمد يا مالك الأسماء أنت الّذي أظهرت نفسك لحيوة العالم ودعوت الكلّ إلى مشرق العطاء إنّ الّذين أعرضوا أولئك ليس لهم نصيب من هذا البحر الأعظم يشهد بذلك أمّ الكتاب في أعلى المقام. طوبى لوجهٍ توجّه إلى وجه الله ولقلبٍ أقبل إليه في يوم فيه زلّت الأقدام... استمع النّداء من سدرة المنتهى خلف قلزم الكبرياء إنّه لا إله إلاّ أنا المقتدر المختار. قد جئتُ من مشرق الإيقان برايات العرفان من النّاس من أقبل ومنهم من أعرض والّذي أعرض إنّه من أصحاب النّار...
آثار قلم أعلى ج2، ص170… تبارك الّذي أقامني على الأمر إذ كنت قاعدًا وأنطقني بذكره إذ كنت صامتًا وأظهرني بعد ما كنت ساترًا نفسي نشهد أنّه لهو المقتدر على ما يشاء وهو المهيمن القيّوم. وإذ قمنا نادينا الكلّ إلى الله إذًا شقّت السّماء وزلزلت الأرض ومرّت الجبال ونادى لسان العظمة الملك لله الواحد الفرد العزيز المحبوب. وأسمعْنا العالم ما أمرنا به على شأن ما منعتنا سيوف الآفاق ولا نعاق أهل النّفاق تعالى الله مالك الملك والملكوت. قد أخذ الاضطّراب سكان الأرض إلاّ من شاء الله كذلك قضي الأمر ولكنّ القوم لا يفقهون. قد أخذ المخلصين سكرُ رحيق الوحي على شأن أنفقوا أرواحهم لهذا الاسم الّذي به أنار الوجود. قد اشتعل العالم من كلمة مالك القِدَم ولكنّ النّاس أكثرهم لا يعلمون…
آثار قلم أعلى ج2، ص180… نشهد أنّ لا إله إلاّ هو لم يزل كان ولم يكن معه من شيءٍ ولا يزال يكون كما كان، قد انقطع السّبيل إلى عرفان ذاته وقصر الدّليل عن البلوغ إلى إدراك كنهه، السّبيل مسدودٌ والطّلب مردودٌ دليله آياته وظهوره إثباته الغنيّ عن ذكر دونه والمستغني عن وصف ما سواه، قد أرسل الرّسل وأنزل الكتب وجعلهم مظاهر آياته ومطالع أسمائه وصفاته ليشهدنّ الكلّ بما شهد لذاته قبل خلق سمائه وأرضه بأنّه لا إله إلاّ هو كان إلهًا واحدًا أحدًا فردًا وترًا دائمًا أبدًا قيّومًا، وقد انتهت الرّسل بهادي السّبل إنّه لبالمنظر الأعلى وينطق من ذلك المقام الأسنى والأفق الأبهى، طوبى لكم بما فزتم في هذا العيد الأعظم بخلع العرفان وآمنتم بربّكم الرّحمن وبما جاء به فخر الأكوان وسلطان الإمكان الّذي به جدّدت الأديان ومرّت نفحات الغفران على أهل العصيان...
لئالئ الحكمة ج3، ص80، 81... تبارك الّذي أنزل الكلمة وفصل بها بين البريّة إنّه لهو المفصّل الحكيم. وجعلها خمر الحيوان لأهل الإمكان وكوثر البقاء لمن في السّموات والأرضين. إنّ الّذي فاز بها قد فاز بما أراد مولاه الكريم، والّذي استكبر إنّه من أهل الخسران يشهد بذلك لسان الرّحمن في هذا المنظر المنير. قل هذا يوم فيه ظهر الدّليل وأوضح السّبيل وتمّت الحجّة وكملت النّعمة طوبى لمن أقبل وويلٌ للغافلين. من المشركين من ظنّ أنّه يسبق أمر الله قل لا ونفسه الحقّ إنّه لهو المقتدر على ما يشاء قد سبقت قدرته العالمين. يفعل في الملك ما يشاء يعطي ويمنع إنّه لهو المقتدر القدير. قد ضلّ سعي الّذين كفروا سوف يرون أنفسهم في عذابٍ أليم. إنّا نشكر الله في كلّ الأحيان ونصبر فيما ورد علينا في هذا السّبيل المستقيم. ونحكم بين الخلق كيف نشاء وندعوهم إلى ما ينفعهم في الآخرة والأولى إنّه لهو الشّاهد العليم. كن ذاكرًا باسمي وناطقًا بهذا الذّكر الّذي منه ظهر كلّ أمر حكيم.
آثار قلم أعلى ج2، ص184، 185... قل يا قوم لا يمنعكم الدّنيا وزخرفها ولا يسدّكم ما نزّل عليكم من كلّ متكبّر مرتاب ولا تخافوا عن الّذين ما سلّطهم الله إلا على أبدانكم في أيّام معدودة ليبلوكم أيّكم كان في الملك من مصطبرٍ صبّار، وما نزّل كلّ ذلك عليكم إلاّ بما قدّر في لوح محفوظ على قدرٍ ومقدار، وسيمضي كلّما مسّتكم من القضايا أقلّ من أن ترتدّ إليكم الأبصار، اتّقوا الله وخافوا عن الّذي كان مقتدرًا عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم ولا يمنعه أحد في أمره يفعل ما يشاء ولا يسئل عمّا شاء وهو العزيز المختار، قل إنّ الّذينهم صبروا في الأرض فسوف يجزيهم الله أحسن جزاء ويركبون على براق الحمراء ويمرّون في كلّ حينٍ عن كلّ أشطارٍ وأقطار، قل يا قوم هذه ناقة الله ترعى ما أنبت الله لها في أرض الفردوس وتسقيكم من لبن الّذي تحيى به الأرواح والأبدان ويا قوم لا تمسّوها بسوء أنفسكم ولا تتّبعوا هواكم فاتّبعوا الّذي يدعوكم إلى الله ثمّ اذكروه في قلوبكم في اللّيالي والأسحار...
لئالئ الحكمة ج3، ص10، 11... أن يا ملأ الغيب والشّهود أن افرحوا في أنفسكم ثمّ استبشروا في ذواتكم بما ظهر ليل الّذي فيه حشرت الأكوار ودوّرت الأدوار وبعثت اللّيالي والأنهار وميقات الأمر من لدن مقتدرٍ قدير... فيا بشرى لهذا اللّيل الّذي استضاء منه كلّ الأيّام ولا يعقل ذلك إلاّ كلّ موقن بصير وقد طافت في حوله ليالي القدر ونزّلت الملائكة والرّوح بأباريق الكوثر والتّسنيم وفيه زّين كلّ الجنان بطراز الله المقتدر العزيز المنّان وبعثت كلّ ما كان وفيه سبقت الرّحمة كلّ العالمين... فيا حبّذا من هذا الفجر الّذي فيه استوى جمال القدم على عرش اسمه الأعظم العظيم وفيه وُلد من لم يلد ولم يولد فطوبى لمن يتغمّس في بحر المعاني من هذا البيان ويصل إلى لئالئ العلم والحكمة الّتي كنّزت في كلمات الله الملك المتعالي المقتدر القدير فيا حبّذا لمن يعرف ويكون من العارفين...
رسالة الأيّام التّسعة، ص48، 51... يا ملأ الأرض خافوا الله ولا تتّبعوا الّذين أعرضوا عن وجه به أنار ملكوت الله العزيز العظيم. تالله من حركة قلمي تحرّك القلم الأعلى ومن ندائي ارتفع النّداء من مكمن الكبرياء ولكنّ الناّس أكثرهم من الغافلين... قل يا ملأ الفرقان قد أتى الرّحمن بسلطان مشهود. إيّاكم أن تمنعكم شئونات الخلق عن الحقّ دعوا أهوائكم خذوا ما أمرتم به من لدى الله مالك الغيب والشّهود. قل يا ملأ الإنجيل قد فتح باب السّماء وأتى من صعد إليها وإنّه ينادي في البرّ والبحر ويبشّر الكلّ بهذا الظّهور الّذي به نطق لسان العظمة قد أتى الوعد وهذا هو الموعود... إن يأتكم فاسق بكتاب السّجّين دعوه ورائكم مقبلين إلى الله العزيز المحبوب. سوف تنتشر ألواح النّار في الدّيار كذلك يخبركم من عنده علم ما كان وما يكون...
آثار قلم أعلى ج2، ص25، 26… سبحان الّذي أظهر الكلمة بسلطان من عنده إنّها تنطق بين أهل الإمكان إنّه لا إله إلاّ هو العزيز المنّان، لو يتوجّه إليها أحد بأذن الفطرة ليطير إلى هواء محبّة ربّه الرّحمن بالرّوح والرّيحان، قل إنّها لنارٌ لِمَن أعرض عن المختار ونورٌ للأبرار بها فصّل بين المقبل والمعرض وإنّها لميزان الأعمال وإنّها لصراط الأمر لمن في السّموات والأرض وكوثر الحيوان لمن في الإمكان، طوبى لمن أقبل إليها وتمسّك بهذا الاسم الّذي جعله الله مهيمنًا على الآفاق، قد غلبت شقوة الّذينهم كفروا بأيّام الله الّتي فيها أشرق الأمر من أفق الأسرار، قد أخذنا الّذينهم كفروا بالله وظلموا بمطالع الوحي إنّ ربّك شديد العقاب، منهم من أخذناه بقهرٍ من لدّنا ومنهم من أهلكناه بصيحةٍ واحدةٍ ومنهم من أغرقناه في البحر ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أحرقناه بلهيب النّار ومنهم من أمطرنا عليه الأحجار كذلك نزّلنا قصصهم في الألواح إنّ ربّك لهو العزيز العلاّم…
لئالئ الحكمة ج3، ص96، 97… قد ظهرت العلامات وبرزت البيّنات وأتى الموعود باسمه المهيمن القيّوم. إنّه لهو الكنز المخزون والسّرّ المكنون قد ظهر من أفق العالم ويدْعُ الأمم إلى الله مالك القدم ولكنّ النّاس هم لا يسمعون. قد غشتهم أهواؤهم على شأنٍ لا يسمعون نداء الله ولا يرون مقامه المحمود. طوبى لكم يا أهل البهاء بما خرقتم الأحجاب رغمًا لأهل الإنشاء الّذين أنكروا نعمة الله بعد إنزالها واتّبعوا ما عندهم من الأوهام والظّنون. إنّا نريهم أفق اليقين وهم يعرضون عنه ونسمعهم هدير الورقاء وهم لا يستمعون. قد يذكّرهم قلم الوحي في كلّ الأحيان وهم لا يتذكّرون. يتّبعون الجهلاء ويسمّونهم بالعلماء ألا إنّهم لا يفقهون. إنّ الّذين لا يميّزون اليمين عن الشّمال يدّعون العلم وبه استكبروا على الحقّ علاّم الغيوب. قل ومالك الإبداع أنتم همجٌ رعاعٌ تبْرأ منكم جوارحكم وأركانكم وأنتم لا تشعرون…
آثار قلم أعلى ج3، ص180كتاب نزّل بالحقّ لقومٍ يفقهون ويأمر النّاس بالعدل والتّقى يمنعهم عن البغي والفحشاء لعلّ النّاس هم ينتبهون قل يا قوم أن اعملوا ما أمرتم به في الألواح ولا تتّبعوا ظنون المفسدين الّذين يرتكبون الفحشاء وينسبونه إلى الله المقدّس العزيز المنيع قل إنّا قبلنا الضّرّاء والبأساء لتنزيه أنفسكم ما لكم لا تكوننّ من المتفكّرين تالله من تفكّر من ضرّنا ليذوب من نار الحزن وربّك على ما أقول شهيد إنّا حملنا البلايا لتطهير أنفسكم وأنتم من الغافلين قل ينبغي لكلّ من تشبّث بهذا الذّيل بأن يكون مقدّسًا عمّا يكرهه أهل الملإ الأعلى كذلك قضي الأمر من لدن ربّك الأبهى في هذا اللّوح المبين قل أتدّعون حبّي وترتكبون ما يحزن به قلبي ما لكم لا تفقهون ما نزّل من لدن عليم حكيم إنّا نرَيكم في أعمالكم إذا وجدنا منها الرّائحة المقدّسة الطيّبة نصلّي عليكم وبذلك ينطق لسان أهل الفردوس بذكركم وثنائكم بين المقرّبين تشبّث بذيل الله وتمسّك بحبله المتين إيّاك أن يمنعك ضجيج الّذين كفروا بهذا النّبأ العظيم بلّغ ما أُمرت به في اللّوح ولو يعترض عليك العباد إنّ ربّك لهو القويّ الحفيظ والبهاء عليك وعلى من معك من أحبّائي ألا إنّهم من الفائزين.
منتخباتي أز آثار حضرت بهاء الله، ص197… فسبحانك الله من هذا الخيط النّاري وهذا الحبل الرّبّاني، مرّة أشاهد أنّه نار لأنّ بها تحترق قلوب المخلصين، ومرّة أشاهد بأنّه أرياح لأنّ به اهتزّ أفئدة الموحّدين، وفي وقت يظهر منه صوت كأنّه نغمات تُجْتَذب منها قلوب العاشقين، فسبحان الله من هذا الرّوح المتحرّك اللّميع.
… أظهرتُ ماء الحيوان من كوثر فمي كما سترت شمس الحيوان خلف شعري، أي في ظلمات شعري أخفيت أنوار جمالي ليكون ظاهره ظلمةً وباطنه نورًا على نورٍ فوق كلّ نور، كذلك ظهر الأسرار من قلم المختار.
لئالئ الحكمة ج3، ص76، 77… يا ملأ الأرض اعلموا أنّ أوامري سرج عنايتي بين عبادي ومفاتيح رحمتي لبريّتي كذلك نزّل الأمر من سماء مشيّة ربّكم مالك الأديان لو يجد أحدٌ حلاوة البيان الّذي ظهر من فم مشيّة الرّحمن لينفق ما عنده ولو يكون خزائن الأرض كلّها ليثبت أمرًا من أوامره المشرقة من أفق العناية والألطاف…
الكتاب الأقدس، ص3... قل يا قوم دعوا ما عندكم ثمّ ادخلوا في ظل ربّكم الرّحمن هذا خيرٌ لكم عمّا عملتم أو تعملون. خافوا عن الله ولا تحرموا أنفسكم من نفحات أيّام الله مالك الأسماء والصفات، ولا تبدّلوا كلمة الله ولا تحرِّفوها عن مقرّها اتّقوا الله وكونوا من الّذينهم يتّقون. قل يا قوم هذه يد الله التي لم تزل كانت فوق أيديكم إن أنتم تعقلون. وفيها قدّرنا خير السّموات والأرض بحيث لا يظهر من خيرٍ إلاّ وقد يظهر منها كذلك جعلناها مطلع الخير ومخزنه فيما كان وما يكون...
سورة الهيكل، كتاب مبين، ص14... قل هذا يوم فيه نزّل أمّ الكتاب لو أنتم تعلمون. وأتى أمّ البيان يشهد بذلك من عنده لوح محفوظ. قل يا ملأ البيان اتّقوا الرحمن ولا تعرضوا عن الذي به أنار أفق العرفان وتغرد العندليب على الأغصان إنّه لا إله إلا هو الحقّ علاّم الغيوب. تالله قد نزّل البيان لذكري والكتاب لاسمي والألواح لهذا الأمر المحتوم. قل لا تمنعني ضوضاؤكم ولا ضوضاء من على الأرض أنادي أمام وجوه العالم وأنطق بما أمرت به من لدن مالك القدم يشهد بذلك عملي وندائي ولكنّ القوم لا يفقهون... قد أتى الكتاب خذه بقوّة من لدنّا ولا تتّبع الذين نقضوا ميثاق الله وعهده وكفروا بما نزل من لدن مقتدر علام... طوبى لوجهٍ توجّه إلى الله ولقلبٍ أقبل إليه في يومٍ فيه زلّت الأقدام...
آثار قلم أعلى ج2، ص 169-170... قل يا قوم اتقوا الله وآمنوا به ولا تختلفوا في أمره ولا تكوننّ من المفسدين، فاتبعوا أمر الله وهاجروا إليه بقلوبكم وإذا سمعتم آيات الروح خُرُّوا لها ساجدين، ولا تتّبعوا الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم ما سمعوه وهم في وادي الشرك لسائرين، قل يا قوم قد أتى أمر الله على غمام من الرّوح والملائكة في حوله وأشرقت شمس الجمال وطلع الوجه عن خلف الحجاب بسلطانٍ مبين، والمؤمنون حينئذٍ يفرحون بفرح الله ويستجذبون من نغمات الرّوح وأنتم على فراش الغفلة لراقدين، قل يا قوم فاعرفوا قدر تلك الأيّام ولا تحرموا أنفسكم عن ثمرات الفردوس ولا تكونُنَّ من الغافلين، هذا ما ينصحكم العبد في كتابه ويؤيِّدكم بالروح ويبلِّغكم رسالات ربه ويذكِّركم بذكر الله العزيز المنير...
لئالىء الحكمة ج3، ص 23 - 24... قل تالله الحق إنّ هذا لفتى أنفق روحه لله ربِّك وربِّ العالمين، ولو لم يكن ناظرًا إلى حكم الكتاب ليقبِّل أيدي من يقتله في سبل الله المهيمن العزيز القدير، قل إن الّذينهم اطّلعوا بمواقع الأمر من لدن سلطان عزٍّ مكين لن يخافوا من أحدٍ ولو يجتمع عليهم كلُّ المنافقين، وفيكلِّ حين ينتظرون البلايا حبًّا لمولاهم القديم، ويشتاقون الرزايا كاشتياق الرَّضيع إلى ثدي أمِّه وكفى بالله على ما أقول شهيد... فوالله لو يعرفون أحباء الله ما قُدِّر لهم في رضوان قربٍ منيع ليفدون أنفسهم وأموالهم فيكلّ آنٍ وحين، ولكن احتجبوا عن ذلك بما التفتوا إلى زخارف الملك ولذا يصعب عليهم البلايا في سبل بارئهم وإنّ هذا لغفلةٌ مبين، إذًا يا إلهي فارزقهم من خمر فضلك وإفضالك حتّى لا يشتغلوا بغيرك ولا يرغبوا إلى دونك وإنّ هذا لفضلٌ عظيم، ثم ثبِّتهم على حبِّك بحيث لا يلتفتون إلى الّذينهم يتحرّكون فيهواء الغفلة ويدَّعون في أنفسهم ما لا قدِّر لهم من لدن حكيمٍ خبير...
لئالىء الحكمة ج3، ص 7 - 8... أن ادخلوا يا قوم مصر الإيقان مقرّ عرش ربّكم الرّحمن هذا ما يأمركم به قلم السّبحان فضلاً من عنده عليكم إن أنتم في أمره لا تختلفون ومن المشركين من كفر في نفسه وقام بالمحاربة وقال هذه الآيات مفتريات كذلك قالوا من قبل العباد الذين مضَوا وإذا في النار هم يستغيثون قل ويلٌ لكم بما يخرج من أفواهكم إن كانت الآيات مفتريات فبأيّ حجَّة آمنتم بالله فأتوا بها إن أنتم تفقهون كلما نزّلنا عليهم آيات بيِّنات كفروا بها وإذا رأوا ما عجزت عن الإتيان بمثلها كلُّ الورى قالوا هذا سحرٌ ما لهؤلاء القوم يقولون ما لا يعلمون كذلك قالت أمَّة الفرقان حين الذي أتى الله بأمره ألا إنَّهم قومٌ منكرون ومنعوا الناس عن الحضور بين يدي جمال القدم والأكل مع أحبائه وقال قائل منهم لا تقربوا هؤلاء إنّهم يسحرون النّاس ويضلُّونهم عن سبيل الله المهيمن القيوم...
سورة الهيكل، كتاب مبين – ص 20... هذا يوم فيه فاز الكليم بأنوار القديم وشرب زلال الوصال من هذا القدح الّذي به سجّرت البحور قل تالله الحقّ إنّ الطّور يطوف حول مطلع الظّهور والرّوح ينادي من الملكوت هلمّوا وتعالوا يا أبناء الغرور. هذا يوم فيه سرع كوم الله شوقًا للقائه وصاح الصّهيون قد أتى الوعد وظهر ما هو المكتوب في ألواح الله المتعالي العزيز المحبوب...
الكتاب الأقدس، ص23... قد حرّم عليكم بيع الإماء والغلمان ليس لعبدٍ أن يشتري عبدًا نهيًا في لوح الله كذلك كان الأمر من قلم العدل بالفضل مسطورًا. وليس لأحدٍ أن يفتخر على أحدٍ كلّ أرقّاء له وأدلاّء على أنّه لا إله إلاّ هو إنّه كان على كلّ شيءٍ حكيمًا. زيّنوا أنفسكم بطراز الأعمال والذي فاز بالعمل في رضاه إنّه من أهل البهاء قد كان لدى العرش مذكورًا. انصروا مالك البريّة بالأعمال الحسنة ثمّ بالحكمة والبيان كذلك أمرتم في أكثر الألواح من لدى الرحمن. إنّه كان على ما أقول عليمًا. لا يعترض أحدٌ على أحدٍ ولا يقتل نفسٌ نفسًا هذا ما نهيتم عنه في كتاب كان في سرادق العزّة مستورًا. أتقتلون من أحياه الله بروح من عنده إنَّ هذا خطأٌ قد كان لدى العرش كبيرًا...
الكتاب الأقدس، ص21أنّ الله أحبّ الوصل والوفاق وأبغض الفصل والطّلاق عاشروا يا قوم بالرّوح والرّيحان لعمري سيفنى من في الإمكان وما يبقى هو العمل الطّيب وكان الله على ما أقول شهيدًا. يا عبادي أصلحوا ذلت بينكم ثمّ استمعوا ما ينصحكم به القلم الأعلى ولا تتّبعوا جبّارًا شقيًّا. إيّاكم أن تغرّنّكم الدّنيا كما غرّت قومًا قبلكم اتّبعوا حدود الله وسننه ثمّ اسلكوا هذا الصّراط الذي كان بالحقّ ممدودًا. إنّ الذين نبذوا البغيّ والغوى واتّخذوا التّقوى أولئك من خيرة الخلق لدى الحقّ يذكرهم الملأ الأعلى وأهل هذا المقام الذي كان باسم الله مرفوعًا...
الكتاب الأقدس، ص20 - 21... يا معشر الملوك قد نزّل النّاموس الأكبر في المنظر الأنور وظهر كلّ أمر مستتر من لدن مالك القدر الّذي به أتت الساعة وانشقّ القمر وفصّل كلّ أمرٍ محتوم. يا معشر الملوك أنتم المماليك قد ظهر المالك بأحسن الطّراز ويدعوكم إلى نفسه المهيمن القيّوم. إيّاكم أن يمنعكم الغرور عن مشرق الظّهور أو تحجبكم الدّنيا عن فاطر السّماء قوموا على خدمة المقصود الذي خلقكم بكلمةٍ من عنده وجعلكم مظاهر القدرة لما كان وما يكون. تالله لا نريد أن نتصرّف في ممالككم بل جئنا لتصرّف القلوب. إنّها لمنظر البهاء يشهد بذلك ملكوت الأسماء لو أنتم تفقهون... دعوا البيوت ثمّ أقبلوا إلى الملكوت هذا ما ينفعكم في الآخرة والأولى يشهد بذلك مالك الجبروت لو أنتم تعلمون...
الكتاب الأقدس، ص23 – 24... قل قد انشعب بحر القدم من هذا البحر الأعظم فطوبى لمن استقرّ في شاطئه ويكون من المستقرّين. وقد انشعب من سدرة المنتهى هذا الهيكل المقدّس الأبهى غصن القدس فهنيئًا لمن استظلّ في ظلّه وكان من الرّاقدين. قل قد نبت غصن الأمر من هذا الأصل الذي استحكمه الله في أرض المشيئة وارتفع فرعه إلى مقام أحاط كلّ الوجود فتعالى من هذا الصّنع المتعالي المبارك العزيز المنيع... قل يا قوم فاشكروا الله لظهوره لأنّه لهو الفضل الأعظم عليكم ونعمته الأتمّ لكم وبه يحيى كلّ عظمٍ رميم، من توجّه إليه فقد توجّه إلى الله فمن أعرض عنه فقد أعرض عن جمالي وكفر ببرهاني وكان من المسرفين. إنّه لوديعة الله بينكم وأمانته فيكم وظهوره عليكم وطلوعه بين عباده المقرّبين... وإنّا قد بعثناه على هيكل الإنسان فتبارك الله مبدع ما يشاء بأمره المبرم الحكيم. إنّ الذين هم منعوا أنفسهم عن ظلّ الغصن أولئك تاهوا في العراء وأحرقتهم حرارة الهوى وكانوا من الهالكين...
سوره الغصن، الأيّام التّسعة، ص214 – 215... يا أرض الطّاء لا تحزني من شيءٍ قد جعلكِ الله مطلع فرح العالمين. لو يشاء يبارك سريركِ بالذي يحكم العدل ويجمع أغنام الله التي تفرّقت من الذّئاب إنّه يواجه أهل البهاء بالفرح والانبساط ألا إنّه من جوهر الخلق لدى الحقّ عليه بهاء الله وبهاء من في ملكوت الأمر في كلّ حين. افرحي بما جعلكِ الله أفق النّور بما ولد فيكِ مطلع الظهور وسميّتِ بهذا الاسم الذي به لاح نيّر الفضل وأشرقت السّموات والأرضون. سوف تنقلب فيكِ الأمور ويحكم عليكِ جمهور الناّس إنّ ربّك لهو العليم المحيط. اطمئني بفضل ربّكِ إنّه لا تنقطع عنكِ لحظات الألطاف سوف يأخذكِ الاطمئنان بعد الاضطراب كذلك قضي الأمر في كتابٍ بديع...
الكتاب الأقدس، ص27... والذي تملّك مئة مثقال من الذّهب فتسعة عشر مثقالاً لله فاطر الأرض والسّماء إيّاكم يا قوم أن تمنعوا أنفسكم عن هذا الفضل العظيم. قد أمرناكم بهذا بعد إذ كنّا غنيًّا عنكم وعن كلّ من في السّموات والأرضين. إنّ في ذلك لحكمٌ ومصالح لم يحط بها علم أحدٍ إلاّ الله العالم الخبير. قل بذلك أراد تطهير أموالكم وتقرّبكم إلى مقامات لا يدركها إلاّ من شاء الله إنّه لهو الفضّال العزيز الكريم. يا قوم لا تخونوا في حقوق الله ولا تصرَّفوا فيها إلاّ بعد إذنه كذلك قضي الأمر في الألواح وفي هذا اللّوح المنيع. من خان الله يُخان بالعدل والّذي عمل بما أمر ينزل عليه البركة من سماء عطاء ربّه الفيّاض المعطي الباذل القديم. إنّه أراد لكم ما لا تعرفونه اليوم سوف يعرفه القوم إذا طارت الأرواح وطويت زرابيّ الأفراح كذلك يذكّركم من عنده لوح حفيظ...
الكتاب الأقدس، ص 27 – 28... ولكن أنت طهّر النّظر عن حدودات البشر ولا ترتدّ البصر عن هذا المنظر المنير، وهبَّ عليهم من روائح الفضل لعلّ تخلّصهم عن ظنونهم وتقلّبهم إلى الله العزيز الحكيم، وتطهّر قلوبهم عن هواهم وتبلّغهم إلى وطن قدسٍ بديع، ولعلّ تحترق بذلك حجبات التّقليد ويستشرق جمال التّوحيد في مشكوة أفئدةٍ لطيف، ولا تزن العباد بميزان الله لأنّهم يزنون في كلّ حين ويكوننّ من الزّانين، فاعفُ عنهم وتجاوز عن جريراتهم لأنّك أنت الكريم ذو الفضل العميم...
لئالىء الحكمة ج1، ص14... تالله يا حبيب إنّك لو تفحص في جسد البهاء لن تجد فيه محلاًّ إلاّ وقد وقع عليه سهم القضاء من أولي البغضاء وبذلك بكت عيون أهل البقاء على سرادق عزّ مستورًا، يقتلون نفس الله بأسياف غلّهم ثمّ يقرؤون آياته قل ما لكم اليوم في محضر الله من ذكرٍ ولو تأتون بعمل العالمين مجموعًا... وإن وجدت نفسك وحيدًا في حبّي لا تحزن لأنّ هذا من أمر الّذي لن يقدر أن يحمله إلاّ من كان منقطعًا عن كلّ من في السّموات والأرض وكذلك طهّر الله ذيل التّقديس عن مسّ كلّ مشركٍ مردودًا، آنس بربّك ثمّ انسَ ما سواه ثم بلّغ النّاس بما تعلّمك الرّوح من لدن مهيمنٍ قيّومًا. ثمّ اعلم بأنّ غلام الرّوح قد وقع في بئر البغضاء ولم يكن سيّارة البقاء ليدلي دلو الوفاء إلاّ نفسه العليّ الأعلى فسوف يرفعه بالحقّ وينصره بأمر الّذي كان على العالمين محيطًا...
لئالىء الحكمة ج1، ص43 - 44... طوبى لمن توجّه إلى مشرق الأذكار في الأسحار ذاكرًا متذكّرًا مستغفرًا وإذا دخل يقعد صامتًا لإصغاء آيات الله الملك العزيز الحميد. قل مشرق الأذكار إنّه كلّ بيت بني لذكري في المدن والقرى كذلك سمّي لدى العرش إن أنتم من العارفين. والّذين يتلون آيات الرحمن بأحسن الألحان أولئك يدركون منها ما لا يعادله ملكوت ملك السّموات والأرضين. وبها يجدون عرف عوالمي الّتي لا يعرفها اليوم إلاّ من أوتي البصر من هذا المنظر الكريم. قل إنّها تجذب القلوب الصّافية إلى العوالم الرّوحانيّة التي لا تعبّر بالعبارة ولا تشار بالإشارة طوبى للسّامعين...
الكتاب الأقدس، ص31 – 32... قد انتهت الأعياد إلى العيدين الأعظمين أمّا الأوّل أيّام فيها تجلّى الرّحمن على من في الإمكان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا والآخر يوم فيه بعثنا من بشّر النّاس بهذا الاسم الذي به قامت الأموات وحشر من في السّموات والأرضين. والآخرين في يومين كذلك قضي الأمر من لدن آمرٍ عليم. طوبى لمن فاز باليوم الأوّل من شهر البهاء الذي جعله الله لهذا الاسم العظيم. طوبى لمن يظهر فيه نعمة الله على نفسه إنّه ممّن أظهر شكر الله بفعله المدلّ على فضله الذي أحاط العالمين. قل إنّه لصدر الشّهور ومبدئها وفيه تمرّ نفحة الحياة على الممكنات طوبى لمن أدركه بالرّوح والرّيحان نشهد أنّه من الفائزين. قل إنّ العيد الأعظم لسلطان الأعياد اذكروا يا قوم نعمة الله عليكم إذ كنتم رقداء أيقظكم من نسمات الوحي وعرّفكم سبيله الواضح المستقيم...
الكتاب الأقدس، ص31... يا ملأ الأرض سارعوا إلى مرضاة الله وجاهدوا حقّ الجهاد في إظهار أمره المبرم المتين. قد قدّرنا الجهاد في سبيل الله بجنود الحكمة والبيان وبالأخلاق والأعمال كذلك قضي الأمر من لدن قويّ قدير، ليس الفخر لمن يفسد في الأرض بعد إصلاحها اتّقوا الله يا قوم ولا تكونوا من الظّالمين...
لوح ابن الذّئب، (كتاب الشّيخ) ص18... عاشروا مع الأديان بالرّوح والرّيحان ليجدوا منكم عرف الرّيحان إيّاكم أن تأخذكم حميّة الجاهليّة بين البريَّة كلّ بدء من الله ويعود إليه إنّه لمبدء الخلق ومرجع العالمين... قد منعتم في الكتاب عن الجدال والنّزاع والضّرب وأمثالها عمّا تحزن به الأفئدة والقلوب. من يحزن أحدًا فله أن ينفق تسعة عشر مثقالاً من الذّهب هذا ما حكم به مولى العالمين. إنّه قد عفا ذلك عنكم في هذا الظّهور ويوصيكم بالبرّ والتّقوى أمرًا من عنده في هذا اللّوح المنير. لا ترضوا لأحد ما لا ترضونه لأنفسكم اتقُّوا الله ولا تكوننّ من المتكبّرين. كلّكم خلقتم من الماء وترجِعون إلى التّراب تفكّروا في عواقبكم ولا تكوننّ من الظّالمين...
الكتب الأقدس، ص39 – 40... يا أهل البهاء تمسّكوا بحبل العبوديّة لله الحقّ بها تظهر مقامتكم وتثبت أسماؤكم وترتفع مراتبكم وأذكاركم في لوحٍ حفيظ... فانظروا في النّاس وقلّة عقولهم يطلبون ما يضرّهم ويتركون ما ينفعهم ألا إنّهم من الهائمين. إنّا نرى بعض النّاس أرادوا الحرّيّة ويفتخرون بها أولئك في جهلٍ مبين. إنّ الحرّيّة تنتهي عواقبها إلى الفتنة الّتي لا تخمد نارها كذلك يخبركم المحصي العليم. فاعلموا أنّ مطالع الحرّيّة ومظاهرها هي الحيوان و للإنسان ينبغي أن يكون تحت سننٍ تحفظه عن جهل نفسه وضرّ الماكرين. إنّ الحرّيّة تخرج الإنسان عن شؤون الأدب والوقار وتجعله من الأرذلين. فانظروا الخلق كالأغنام لا بدّ لها من راعٍ ليحفظها إنّ هذا لحقّ يقين. إنّا نصدّقها في بعض المقامات دون الآخر إنّا كنّا عالمين. قل الحرّيّة في اتّباع أوامري لو أنتم من العارفين... قل الحرّيّة التي تنفعكم إنّها في العبوديّة لله الحقّ والذي وجد حلاوتها لا يبدّلها بملكوت ملك السّموات والأرضين...
الكتاب الأقدس، ص33 – 34... اتلوا آيات الله في كلّ صباحٍ ومساءٍ إنّ الذي لم يتلُ لم يوفِ بعهد الله وميثاقه والّذي أعرض عنها اليوم إنّه ممّن أعرض عن الله في أزل الآزال اتقن الله يا عبادي كلّكم أجمعون. لا تغرّنّكم كثرة القراءة والأعمال في اللّيل والنّهار لو يقرأ أحد آية من الآيات بالرّوح والرّيحان خيرٌ له من أن يتلو بالكسالة والأحزان صحف الله المهيمن القيوم. اتلوا آيات الله على قدرٍ لا تأخذكم الكسالة والأحزان لا تحمّلوا على الأرواح ما يكْسلها ويثْقلها بل ما يخفّها لتطير بأجنحة الآيات إلى مطلع البيّنات هذا أقرب إلى الله لو أنتم تعقلون. علّموا ذرّيّاتكم ما نزّل من سماء العظمة والاقتدار ليقرءوا ألواح الرّحمن بأحسن الألحان في الغرف المبنيّة في مشارق الأذكار. إنّ الّذي أخذه جذب محبّة اسمي الرّحمن إنّه يقرأ آيات الله على شأنٍ تنجذب به أفئدة الرّاقدين...
الكتاب الأقدس، ص40... يا أهل المجالس في البلاد اختاروا لغة من اللّغات ليتكلّم بها من على الأرض وكذلك من الخطوط إنّ الله يبيّن لكم ما ينفعكم ويغنيكم عن دونكم إنّه لهو الفضّال العليم الخبير. هذا سبب الاتّحاد لو أنتم تعلمون. والعلّة الكبرى للاتّفاق والتّمدّن لو أنتم تشعرون. إنّا جعلنا الأمرين علامتين لبلوغ العالم الأوّل وهو الأسّ الأعظم نزّلناه في ألواح أخرى والثّاني نزّل في هذا اللّوح البديع. قد حرّم عليكم شرب الأفيون إنّا نهيناكم عن ذلك نهيًا عظيمًا في الكتاب والذي شرب إنّه ليس منّي اتّقوا الله يا أولي الألباب.
الكتاب الأقدس، ص49 – 50... قد اضطّرب النّظم من هذا النّظم الأعظم واختلف التّرتيب بهذا البديع الّذي ما شهدت عين الإبداع شبهه اغتمسوا في بحر بياني لعلّ تطّلعون بما فيه من لئالىء الحكمة والأسرار. إيّاكم أن توقَّفوا في هذا الأمر الذي به ظهرت سلطنة الله واقتداره أسرعوا إليه بوجوهٍ بيضاء هذا دين الله من قبل ومن بعد من ارتد فليقبل ومن لم يرد فإنّ الله لغنيّ عن العالمين. قل هذا لقسطاس الهدى لمن في السموات والأرض والبرهان الأعظم لو أنتم تعرفون. قل به ثبت كلُّ حجّة في الأعصار لو أنتم توقنون. قل به استغنى كلّ فقير وتعلّم كلّ عالم وعرج من أراد الصّعود إلى الله إيّاكم أن تختلفوا فيه كونوا كالجبال الرّواسخ في أمر ربّكم العزيز الودود...
الكتاب الأقدس، ص48... هذا كتاب من لدى الله مالك الأسماء لأهل البهاء الذين لا يتكلّمون إلاّ بما نطق لسان العظمة والكبرياء ولا يتعقّبون كلّ مدّعٍ كذّاب، أولئك شربوا رحيق الاستقامة من عناية ربّهم العزيز المختار، سوف تسمعون نداء ناعق لا تلتفتوا إليه دعوه بنفسه مقبلين إلى قبلة الآفاق، قد تمّت الحجّة بهذه الحجّة التي ظهرت بالحقّ وانتهت الأنوار إلى هذا الأفق الذي منه أشرقت شمس العظمة والاقتدار، طوبى لنفس تربّي العباد بحدود الله التي نزّلت في الزّبر والألواح، قل لو يظهر في كلّ يومٍ أحدٌ لا يستقرّ أمر الله في المدن والبلاد، هذا لظهور يُظهر نفسه فيكلّ خمسمأة ألف سنةٍ مرّةً واحدةً، كذلك كشفنا القناع وأرفعنا الأحجار طوبى لمن عرف مراد الله، من عرفه يفرح قلبه ويستقيم على الأمر على شأن لا يزلُّه من في الإبداع...
لئالىء الحكمة ج1، ص65 – 66... فافتح أذنك لتسمع من كلّ حرف من آيات ربّك أنّه لا إله إلاّ أنا أن يا كلّ شيءٍ قد خلقتم بنفسي لنفسي إيّاكم أن تنكرون. ولو تطهّر بصرك لتشهد كلّ كلمات ربّك على هيكل الرّوح وينطقنّ بأنّه لا إله إلاّ أنا المقتدر المهيمن العزيز المحبوب. قل فاستغفر عمّا ارتكبت يا إيّها الغافل لأنّ ما عندك لن يذكر عند الله وما عرفته يرجع إليك. كذلك كان الأمر ولكن أنت لا تكون من الشّاعرين...
كتاب بديع، ص96 – 97... فانظر المشركين وما يخرج من أفواههم يقولون إنّا آمنّا بالله وآياته قل هذا سلطانه قد ظهر بالحقّ أنتم أعرضتم وكنتم من الهائمين. اتّخذتم الأجاج عذبًا والزّجاج ياقوتًا لأنفسكم لعمري ما ربحت تجارتكم سوف تعلمون إذا أتيتم يه إلى البصير قل لو تسألون بأيّ شيءٍ أعرضتم عن الّذي دعاكم إلى الله ما تقولون إذًا تسودّ وجوههم من خشية المختار وتغشيهم غبرة النّار ألا أنّهم من أصحاب السّعير. أيفرحون بما عندهم من زخارف الدّنيا سوف نجعله هباءً ونترك أموالهم لقومٍ الآخرين. قل تفكّروا في القرون الّتي خلت قبلكم أمرناهم بالتّقوى هم اتّبعوا الهوى أخذناهم بذنبهم وجعلناهم تذكرةً للعالمين. كذلك فعل عباد قبلهم الّذين جحدوا أمر الله بعد ظهوره أخذناهم بما فعلوا وتركناهم للجحيم...
كتاب مبين، ص126... تلك جنّة ترى الشّمس مشرقةً من مشرقها وهي وجه ربّك الأبهى ونور قمرها من جبين الله مالك المآب، يسمع من خرير مائها أنّه لا إله إلاّ أنا البديع ومن حفيف أشجارها أنّه لا إله إلاّ أنا المليح ومن هزيز أرياحها لا إله إلاّ أنا العزيز العلاّم، كلّ ما خلق فيها حيوان من روح الله ينطق إنّي لله ربّ الأرباب، من ذاق ثمرًا من أثمارها يجد حلاوة ما في الفردوس وما دونه من الجنان، سبحان الله كلّ ذلك في مقام الوصف وإنّها في مقام انقطعت عنه الأذكار، قل إنّها مقام لا يجول فيه طرْف الطّرْف ولا يطرأ إليه طيور الأوهام، قد جعله الله مقدّسًا عن ذكر الخلق و منزّها عن عرفان من على الأرض يشهد بذلك كلّ عارفٍ بصّار، وسدرة منها تنادي قد شهد الله لمن ظهر أنّه لا إله إلاّ هو وهو الكنز المخزون والسّرّ المكنون والبحر الحيوان ومطلع الرّحمن، وبه ظهر توحيد ذاتي وتقديس نفسي عن الأمثال، وبه ظهرت الأسماء والصّفات ونطقت الأشياء الملك والملكوت ثمّ القدرة واللاّهوت ثمّ القوّة والجبروت لله مشرق الآيات، وأخرى تنطق شهد الله لمن ظهر أنّه لا إله إلاّ هو به أشرقت شمس الكرم وتزيّن العالم بأنوار القِدَم وبه ارتفع كلّ سماءٍ وهاج كلّ عرفٍ وماج بحر العلم والعرفان...
لئالىء الحكمة ج2، ص215 – 216... لا تجزعوا في المصائب ولا تفرحوا ابتغوا أمرًا بين الأمرين هو التّذكّر في تلك الحالة والتّنبّه على ما يردّ عليكم في العاقبة كذلك ينْبئُكم العليم الخبير... تمسّكوا باللّطافة في كلّ الأحوال لئلاّ تقع العيون على ما تكرهه أنفسكم وأهل الفردوس والذي تجاوز عنها يحبط عمله في الحين. وإن كان له عذر يعفُ الله عنه إنّه لهو العزيز الكريم... من ابتلي بمعصيةٍ فله أن يتوب ويرجع إلى الله إنّه يغفر لمن يشاء ولا يسئل عمّا شاء إنّه لهو التّوّاب العزيز الحميد...
الكتاب الأقدس، ص14 - 15قل يا قوم أن اتّبعوا ما يوحى إليكم من شاطئ البحر الأعظم في البقعة النّوراء من السّدرة القصوى ولا تلتفتوا إلى دوني إنّه خلق بقولي... قل إيّاكم أن تحتجبوا بالإشارات عن مالك الأسماء والصّفات هذا هو الذي قد أخذ نقطة البيان عهده في ذرّ البيان ومحمّد رسول الله في ذرّ الفرقان والرّوح في ذرّ الإنجيل والكّليم في ذرّ التّوراة والخليل في ذرّ الأمر...
كتاب مبين، ص129... فادع النّاس إلى البحر الأعظم الذي تموّج باسمك العليّ المحمود، ثمّ بلّغ الناس ما نزّل في البيان ولا تصبر أقلّ من آن ثم اءمر بالعرف وأعرض عن الّذينهم إلى وجهك لا يتوجّهون، قل أنا جمال الله في الأرض وحجّته بين عباده وبرهانه في خلقه ودليله في مملكته وسبيله بين بريّته إن أنتم تعلمون، قل من أعرض عنّي فقد أعرض عن الله في أزل الآزال ومن نظر إليّ فقد نظر إلى الله الكريم الغفور. قل لن يتمّ إيمان أحد إلاّ بالدّخول في ظلّي وهذا ظليّ قد أحاط السّموات والأرض ودخل فيه المقدّسون الّذينهم سكنوا في رفارف الخلد وما اطّلع بهم أحد إلاّ الله العزيز المحمود، قل يا قوم خافوا عن الله ثمّ ارحموا على أنفسكم ولا تبعدون عن مقام الذي يرفع فيه اسم الله في كلّ حينٍ وآن وفي كلّ عشيٍّ وبكور، قل لن يقبل اليوم من أحدٍ من شيءٍ إلاّ بعد إذني إن أنتم تفقهون...
لئالىء الحكمة ج2، ص38... قل يا قوم لا يأخذكم الاضطراب إذا غاب ملكوت ظهوري وسكنت أمواج بحر بياني إنّ في ظهوري لحكمةٌ وفي غيبتي حكمةٌ أخرى ما اطّلع بها إلاّ الله الفرد الخبير. ونراكم من أفقي الأبهى وننصر من قام على نصرة أمري بجنودٍ من الملإ الأعلى وقبيلٍ من الملائكة المقرّبين... هل تعرفون من أيّ أفق يناديكم ربّكم الأبهى وهل علمتم من أيّ قلم يأمركم ربّكم مالك الأسماء لا وعمري لو عرفتم لتركتم الدّنيا مقبلين بالقلوب إلى شطر المحبوب وأخذكم اهتزاز الكلمة على شأن يهتزّ منه العالم الأكبر وكيف هذا العالم الصّغير...
الكتاب الأقدس، ص16 – 17... قل يا ملأ الأرض لا تقاسوا خلق الآيات بخلق شيءٍ ولا ظهورها بظهور شيءٍ إن أنتم تعرفون، قل إنّ الآيات بنفسها مرآت الله لأنّ فيها انطبعت صفات الله إن أنتم تشعرون، وإنّها هي أوّل خلق حكت عن الله في ظهور أسمائه وصفاته إن أنتم تفقهون، وبها خلق الله خلق ما كان وما يكون إن أنتم تشهدون، قل إنّها لصُورُ الأمر ينفخ روح الحيّ الحيوان في هياكل الّذينهم إلى وجه القدس يتوجّهون، وإنّها لحجّة الّتي بها ثبت أمر الله من قبل القبل ويثبت إلى آخر الذي لا آخر له إن أنتم فيها تتفكّرون، إنّ الذين يكفرون بآيات الله ويلعبون بها أولئك كفروا بالله في أزل الآزال وأولئك هم الذين بنار الله لا يصطلون، قل يا قوم قد شرّعنا لكم شرائع الأمر وصرَّفنا الآيات لعلّ أنتم بها تهتدون، قل إنّ الله يمتحن الذين هم يدّعون الإيمان في أنفسهم وهذا ما رقم في ألواح عزٍّ مكنون...
لئالىء الحكمة ج2، ص40... قد رقم عليكم الضّيافة في كلّ شهرٍ مرّةً واحدةً ولو بالماء إنّ الله أراد أن يؤلّف بين القلوب ولو بأسباب السّموات والأرضين. إيّاكم أن تفرّقكم شئونات النّفس والهوى كونوا كالأصابع في اليد والأركان للبدن كذلك يعظكم قلم الوحي إن أنتم من الموقنين. فانظروا في رحمة الله وألطافه إنّه يأمركم بما ينفعكم بعد إذ كان غنيًّا عن العالمين. لن تضرّنا سيّئاتكم كما لا تنفعنا حسناتكم إنّما ندعوكم لوجه الله يشهد بذلك كلّ عالمٍ بصيرٍ...
الكتاب الأقدس، ص17... قل يا ملأ الابن أاحتجبتم باسمي عن نفسي ما لكم لا تتفكّرون كنتم ناديتم ربّكم المختار باللّيل والنّهار فلمّا أتى من سماء القدم بمجده الأعظم ما أقبلتم وكنتم من الغافلين فانظروا في الذين أعرضوا عن الرّوح إذ أتاهم بسلطان مبين كم من الفرّيسيّين اعتكفوا في الهياكل باسمه وكانوا أن يتضرّعوا لفراقه فلمّا فتح باب الوصال وأشرق النّور من مشرق الجمال كفروا بالله العليّ العظيم وما فازوا بلقائه بعد الذي وعدوا به في كتاب إشعيا...
لوح الأقدس، كتاب مبين، ص138... اسمعوا يا قوم نداء الله عن هذا الغصن المبارك الذي غرس في جنّة الخلد بيد الله السّلطان الغالب الظّاهر المستور المشهود، بأنّه لا إله إلاّ أنا المهيمن القيّوم قد خلقت الممكنات جودًا من عندي والموجودات فضلاً منّي وأنا المقتدر على ما أشاء وأنا الملك المعبود، وقد أرسلت عليهم رسلاً بالحقّ ليبلّغهم رسالات الله ويهديهم إلى ساحة قدس مبروك، ومن النّاس من غفل وأعرض عن نغمات الله وكفر بآياته وفرّ عن لقائه كحُمُر مفرور عن قسورة الله العليّ العالي الكريم المقصود، ومنهم من أقبل إلى الله وانقطع عمّا سواه وبلغ في القرب إلى مقام بدعٍ مرفوع، وشرب كوثر الفضل عن ساقي الرّوح ودخل باسم الله في لجّة بحرٍ مسجور...
لئالىء الحكمة ج2، ص42 – 43... ثمّ اعلم بأنّ للشّمس التي نزّلت في السّورة المباركة إطلاقات شتّى. وإنّها في الرّتبة الأوّليّة... سرٌّ من سرّ الله وحرزٌ من حرز الله... لأنّ في ذلك المقام إنّها هي نفس المشيّة الأوّليّة وإشراق الأحديّة. تجلّت بنفسها على الآفاق واستضاء منها من أقبل إليها... ثمّ في مقام تُطلق على أنبياء الله وصفوته لأنّهم شموس أسمائه وصفاته بين خلقه لولاهم ما استضاء أحدٌ بأنوار العرفان... وفي مقام تُطلق على أولياء الله وأودّائه لأنهم شموس الولاية بين البريّة لولاهم لأخذت الظّلمة من على الأرض كلّها إلاّ من شاء ربّك... وفي مقام تُطلق على الأسماء الحسنى بحيث كلّ اسمٍ من أسمائه تعالى يكون شمسًا مشرقةً على الآفاق... ثمّ اعلم بأنّه تبارك وتعالى أقسم لنبيّه بشمس الألوهيّة. وشمس الولاية. وشمس المشيّة. وشمس الإرادة. وشمس الأسماء وأنوار هذه الشّموس وإشراقهنّ وتجلّياتهنّ وظهوراتهنّ وتأثيراتهنّ. وبالشّمس الظّاهرة المشرقة عن أفق هذه السّماء المرتفعة...
تفسير سورة والشّمس، المجموعة الكبيرة، ص6 – 12هو الاقرار بالافتقار والخضوع بالاختيار بين يديّ الله الملك العزيز المختار.
رأس القدرة والشّجاعةهو إظهار العبد بما أنعمه الله وشكره في كلّ الأحوال وجميع الأحيان.
رأس التّجارةهو حبّي. به يستغني كلّ شيءٍ عن كلّ شيءٍ وبدونه يفتقر كلّ شيءٍ عن كلّ شيءٍ وهذا ما رقم من قلم عزٍّ منير.
لوح "أصل كلّ خير"، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص134 – 136
12 شهرالمسائل 23 كانون الأوّل/ديسمبر... يا أيّها السّائل فاعلم بأنّ النّاس يفتخرون بالعلم ويمدحونه لكنّ العبد أشكو منه. لولاه ما حبس البهاء في سجن عكّاء بالذّلّة الكبرى وما شرب كأس البلاء من يد الأعداء. إنّ البيان أبعدني، وعلم المعاني أنزلني، وبذكر الوصل انفصلت أركاني، والإيجاز صار سبب الإطناب في ضرّي وبلائي، والصّرف صرفني عن الرّاحة، والنحو محا عن القلوب سروري وبهجتي، وعلمي بأسرار الله صار سلاسل عنقي. مع ذلك كيف أقدر أن أذكر ما سألت في الآيات التي نزّلت من جبروت العزّة والعظمة وعجزت عن إدراكها أفئدة أولي النّهى، وما طارت إلى هواء معانيها طيور قلوب أولي الحجى. قد قرض جناحي بمقراض الحسد والبغضاء. لو وجد هذا الطّير المقطوعة القوادم والخوافي جناحًا ليطير في هواء المعاني والبيان ويغرّد على أفنان دوحة العلم والتّبيان بما تطير به أفئدة المخلصين إلى سماء الشّوق والانجذاب بحيث يرون تجلّيات ربّهم العزيز الوهّاب...
تفسير سورة والشّمس، المجموعة الكبيرة، ص5 – 6... واذكر إذا أفتى على قتله من كان أعلم علماء مصره في عصره وآمن به من كان يصطاد الحوت فاعتبر وكن من المتذكّرين. كذلك فانظر في هذا الزّمان كم من الرّهبان اعتكفوا في الكنائس ويدعون الرّوح فلمّا أتى بالحقّ ما تقرّبوا إليه وكانوا من المبعدين. طوبى لمن تركهم وأقبل إلى مقصود من في السّموات والأرضين. يقرأون الإنجيل ولا يقرّون للرّبّ الجليل بعد الذي أتى بملكوته المقدّس العزيز الجميل. قل إنّا جئنا لكم وحملنا مكاره الدّنيا لخلاصكم. أتهربون من الذي فدى نفسه لحياتكم اتّقوا الله يا ملأ الرّوح ولا تعقبوا كلّ عالمٍ بعيد... أن افتحوا أبواب قلوبكم إنّ الرّوح قائم خلفها ما لكم أن تبعدوا من أراد أن يقرّبكم إلى مقرٍّ منير. قل إنّا فتحنا لكم أبواب الملكوت هل أنتم تغلقون على وجهي أبواب البيوت إنْ هذا إلاّ خطأٌ كبير...
لوح الأقدس، كتاب مبين، ص 139... قل قد جاء الأب وكمل ما وعدتم به في ملكوت الله هذه الكلمة التي سترها الابن إذ قال لمن حوله أنتم اليوم تحملونها فلمّا تمّ الميقات وأتى الوقت أشرقت الكلمة من أفق المشيّة إيّاكم يا ملأ الابن أن تدعوها عن ورائكم تمسّكوا بها... قد قضت السّاعة الّتي سترنا علمها عمّن على الأرض كلّها وعن الملائكة المقرّبين... إنّا في بحبوحة البلاء ندعُ النّاس إلى الله مالك الأسماء، قل أن استبِقُوا إلى ما وعدتم به في كتب الله ولا تسلكوا سبيل الجاهلين. قد حُبس جسدي لعتق أنفسكم أن أقبلوا إلى الوجه ولا تتّبعوا كلّ جبّارٍ عنيد. إنّه قد قبل الذّلّة الكبرى لعزّكم وأنتم في وادي الغفلة تحبرون إنّه في أخرب البيوت لأجلكم وأنتم في القصور قاعدون. قل أما سمعتم صوت الصّاروخ الذي كان أن ينادي في برّيّة البيان ويبشّركم بربّكم الرّحمن ألا إنّه قد أتى بالحقّ في ظلل التّبيان بالحجّة والبرهان والموحّدون يرون الملكوت أمام وجهه طوبى لمن أقبل إليه وويلٌ لكلّ منكرٍ مريب...
لوح الأقدس، كتاب مبين، ص140... قل إنّا نريد من أراد ربّه ونتوجّه إلى من توجّه إلى الله بالرَّوْح والرّيحان، قل تمسّكوا بالعدل الخالص وبما أمرتم به في الكتاب، إنّه أمركم بالبرّ والتّقوى يشهد بذلك قلمه الأعلى وعن ورائه منزّل الآيات، نوصيكم بتقوى الله وما يرتفع به أمره بين العباد، عاشروا مع العباد بالرّوح والرّيحان وذكّروهم بالحكمة بما ينفعهم في المبدإ والمآب، ليس لأحدٍ أن يتوجّه إلى المظلوم إنّه يدعُ الله أن يكتب لمن أراده أجر من فاز برضاء ربّه مالك الأنام، لا تحزنوا من الدّنيا وشدائدها قد خلق الرّخاء لكم وكلّ اليسر يطوف حولكم وسوف يظهر لكم ما أراد، إنَّا قلنا من قبل يدخل من خرج ويخرج من دخل قد ظهر من أردناه في الظّاهر وما أردناه من الباطن الأوّل نخبرك به لتكون على علمٍ من لدن ربّك العزيز العلاّم...
لئالئ الحكمة ج1، ص237... قل البلايا دهنٌ لهذا المصباح وبها يزداد نوره إن كنتم من العارفين. قل إنّ الإعراض من كلّ معرضٍ منادٍ لهذا الأمر وبه انتشر أمر الله وظهوره بين العالمين...
يا ذبيحي الرّوح لك ولمن أنس بك ووجد منك عرفي وسمع منك ما يُطهّر به أفئدة القاصدين. اشكر الله بما وردتَ في شاطئ البحر الأعظم واسمع نداء كلّ الذّرّات هذا لمحبوب العالم ويظلمه أهل العالم ولا يعرفون الّذي يدعونه في كلّ حين... قل إنّه لو يتكلّم بكلمةٍ تكون أحلى عن كلمات العالمين. هذا يوم لو أدركه محمّد رسول الله لقال قد عرفناك يا مقصود المرسلين. ولو أدركه الخليل ليضع وجهه على التّراب خاضعًا لله ربّك ويقول قد اطمأنّ قلبي يا إله من في ملكوت السّموات والأرضين. وأشهدتني ملكوت أمرك وجبروت اقتدارك أشهد بظهورك اطمأنّت أفئدة المقبلين. لو أدركه الكليم ليقول لك الحمد بما أريتني جمالك وجعلتني من الزّائرين...
لوح الرّئيس، المجموعة الكبيرة، ص92 – 94... لو يعرف أحد حكم البِدع في هذا الظّهور ليطير من الشّوق إلى الله الواحد الفرد الخبير، قل هذا لذكر الذي لا يقترن به الأذكار وهذا لبديع الذي لا تحويه الأفكار كذلك قضي الأمر من قلم ربّكم المختار الّذي جعلناه مبشّرًا لهذا الاسم العظيم، والّذين انقطعوا عمّا سواه أولئك لهم حظّ من عرفان هذا المقام الأمنع الأعزّ الأعظم البديع، طوبى لمن نظر إلى أمري بعيني ألا إنّه من العارفين، من كان ناظرًا إلى دوني أو متمسّكًا بما عند بريّتي إنّه بَعُد عن قربي ومُنع عن عرفاني ألا إنّه من الهالكين، عليكم يا أحبّائي بكفّ الصّفر عمّا في أيدي النّاس كذلك أمرتم في الألواح من لدن عليمٍ حكيم، قد خلقت الآذان لإصغاء ندائي والقلوب للإقبال إلى كعبة عرفاني والعيون للنّظر إلى أفقي المشرق المنير...
لئالئ الحكمة ج2، ص157 – 158... هل يقوم مع أمره من شيءٌ أو يعجزه ظلم الّذين ظلموا لا ونفسي الحقّ. سوف يرون الموحّدون أعلام الأمر على أعلى الأعلام إنّ ربّك كان على كلّ شيءٍ قديرًا. قل يا ملأ العشّاق اليوم يومكم بما طلع نيّر الآفاق أن أقبلوا إليه بقلبٍ كان بأنوار العرش منيرًا. قد تزيّن رأس البهاء بأكليل البلاء كذلك قضي الأمر في لوح كان بخاتم الله مختومًا. إيّاك أن يمنعك البلاء عن ذكر ربّك مالك الأسماء. دع الكائنات عن ورائك إنّه يكفيك بالحقّ إنّه كان على كلّ شيءٍ حكيمًا لا تيأس من روح الله ورحمته طوبى لمن انقطع واتّخذ إليه سبيلاً. من المشركين من اعترض على الله واتّخذ الشّيطان لنفسه خليلاً... هذا سراج الرّحمن لمن في الأكوان واسمه الأعظم بين الأمم طوبى لمن أقبل إليه واستظلّ في ظلّ سرادق كان باسم الله مرفوعًا...
كتاب مبين، ص135... وفدى أحد من الأحبّاء بنفسه وقطع حنجره بيده حبًّا لله هذا ما لا سمعناه من قرون الأوّلين. هذا ما اختصّه الله بهذا الظّهور إظهارًا لقدرته إنّه هو المقتدر القدير. والذي قطع حنجره في العراق إنّه لمحبوب الشّهداء وسلطانهم وما ظهر منه كان حجّة الله على الخلائق أجمعين. أولئك أثّرت فيهم كلمة الله وذاقوا حلاوة الذّكر وأخذتهم نفحات الوصال بحيث انقطعوا عمّن على الأرض كلّها وأقبلوا إلى الوجه بوجهٍ منيرٍ. ولو ظهر منهم ما لا أذن الله لهم ولكن عفا عنهم فضلاً من عنده إنّه هو الغفور الرّحيم. أخذهم جذب الجبّار بحيث أخذ عن كفّهم زمام الاختيار إلى أن عرجوا إلى مقام المكاشفة والحضور بين يديّ الله العزيز العليم...
لوح الرّئيس، الجموعة الكبيرة، ص91 – 92... نوصيكم يا عباد الرّحمن بالأمانة والصّدق والوفاء وبتقوى الله العزيز الحكيم... عليكم بالاستقامة ثمّ عليكم بالاستقامة لئلاّ تزل أقدامكم عن صراطٍ مستقيم، قل هذا أعظم وصيّتي وأكبر أمانتي لكم وبينكم أن احفظوها ثمّ اجعلوها أمام عيونكم والله على ما أقول وكيل، إنّا وصّينا أحبّائي الّذين طاروا في هوائي وشربوا رحيق بياني بالاستقامة الكبرى في لوحي وورقتي وزبري وصحفي وكتبي يشهد بذلك قلمي ومدادي وإصبعي ويدي وعضدي وأذني وبصري وشعراتي وجوارحي ولساني النّاطق الأمين...
لئالئ الحكمة ج1، ص113 – 114... طوبى لك يا صادق بما وفّيت بميثاقي وما نسيت عهدي وما نبذت ذكري، أقبلتَ إلى وجهي وذقت حلاوة ذكري وثنائي إلى أن صرتَ أسيرًا في حبّي ومسجونًا في سبيلي ومطرودًا في هوائي وغريبًا في البلاد لاسمي وعظمة أمري، فونفسي لكم الجنان كلّها سوف ترون أنفسكم في عزّةٍ وسلطانٍ مبين. فونفسي الحقّ لو ينظر أحد بعيني من الّذين طافوا حول سرادقي ومسّتهم المكاره لاسمي يرى الورى عن ورائه... قد كنّا معك إذ أخذت وحبست وخرجت من وطنك، إيّاك أن يحزنك ما ورد عليك إنّ أمري عظيم عظيم. قل يا أحبّائي دعوا ما تتفرّق به الكلمة وخذوا ما تجتمع به القلوب وتستريح به صدور المخلصين. واذكر إذ دخلت في العراق وكسر الله بك شوكة المعتدين. طوبى لأمّك إذ دخلت بيت ربّها وبها اضطربت أفئدة المشركات وقلوب المشركين...
كتاب مبين، ص367...قم على خدمة مولاك القديم بقلبك وبصرك وسمعك ولسانك وكلّ أركانك، كذلك أمرك من كان جالسًا على قطب البلايا والرّزايا، اجعل رجليك من الحديد في أمري، ولسانك سيفًا ذا فمين في ذكري وثنائي، وبصرك ناظرًا إلى شطري، وقلبك متوجّهًا إلى جمالي المشرق المنير، قم بين الأخيار والأشرار باسم ربّك العزيز المختار، ثمّ أضرم في قلوبهم نار ذكري وثنائي ليزداد به الأوّل ويتوجّه به الآخر...
اقتدارات، ص296... يا أمتي فاعلمي أنّا بعثنا العناية على هيكل اللّوح وأرسلناه إليك لتفتخري به بين العالمين. إنّا وردنا بيتك حين غفلتك عنه وما استنشقنا منه رائحة القدس، كذلك ينبّئك الخبير. نظّفوا يا قوم بيوتكم وغسّلوا لباسكم عمّا يكرهه الله، كذلك يعظكم العظيم. إنّا نحبّ اللّطافة في كلّ الأحوال إيّاكم أن تتجاوزوا عمّا أمرتم به في كتاب الله العزيز الحميد. زيّنوا هياكلكم بلباس التّقوى إنّه لم يكن من الخرقة الخلقة ولا من الصّوف والقطن البالية، بل إنّه من اللّطافة والحجى الذي يمنعكم عن الهوى هذا لهو الحقّ لو أنتم من العارفين. كونوا في غاية اللّطافة، إنّ الذي ليس له لطافة لن يجد نفحات الرّحمن ولا يستأنس معه أهل الرّضوان اتّقوا الله ولا تكونن من الجاهلين. غسّلوا ما يكرهه الفطرة السليمة كذلك أمرتم من قبل... أن اتّبعوا ما أمرناكم به في الألواح إيّاكم أن تتّبعوا الغافلين...
كتاب مبين، ص369... قل يا أرض الطّاء قد جئتِ من شطر العظمة والجلال بنبأ الله المقتدر العزيز الحميد. قد تضوّع عرف الرّحمن في الإمكان، أقبلوا بالقلوب النّوراء ولا تكوننّ من المتوقّفين. أنتِ الذي جعلك الله مشرق ظهوره ومطلع آياته ومعدِن حكمته ومخزن لئالئ بيانه البديع. طوبى لكِ ولمن سكن فيكِ ونعيمًا لكِ ولمن فاز بلقائكِ واتخذ لنفسه مقامًا فيكِ ...
مائدة آسماني ج8، ص169 – 170... كتاب نزّل بالحقّ لقوم يفقهون. ويأمر النّاس بالعدل والتّقى ويمنعهم عن البغي والفحشاء لعلّ النّاس هم ينتهون... قل يا قوم أن اعملوا ما أمرتم به في الألواح ولا تتّبعوا ظنون المفسدين الذين يرتكبون الفحشاء وينسبونه إلى الله المقدّس العزيز المنيع. قل إنّا قبلنا الضّرّاء والبأساء لتنزيه أنفسكم ما لكم لا تكوننّ من المتفكّرين. تالله من تفكّر في ضرّنا ليذوب من نار الحزن... إنّ حمّلنا البلايا كلّها لتطهير أنفسكم وأنتم من الغافلين... قل ينبغي لكلّ من تشبّث بهذا الذّيل بأن يكون مقدّسًا عمّا يكرهه الملأ الأعلى... قل أتدّعون حبّي وترتكبون ما يحزن به قلبي ما لكم لا تفقهون... إنّا نراكم في أعمالكم إذا وجدنا منها الرّائحة المقدّسة الطّيّبة نصلّي عليكم وبذلك ينطق لسان أهل الفردوس بذكركم وثنائكم بين المقرّبين...
كتاب مبين، ص373... أمّا ما سألت في المعاد، فاعلم بأنّ العود مثل البدء كما أنت تشهد البدء كذلك فاشهد العود وكن من المشاهدين. بل فاشهد البدء نفس العود وكذلك بالعكس لتكون على بصيرةٍ منير. ثمّ اعلم بأنّ كلّ الأشياء في كلّ حين تبدأ وتعود بأمر ربّك المقتدر القدير. وأمّا عود الذي هو مقصود الله في ألواحه القدسيّ المنيع وأخبر به عباده هو موعود الممكنات في يوم القيامة، وهذا أصل العود كما شهدت في أيّام الله وكنت من الشّاهدين. وإنّه لو يعيد كلّ الأسماء في اسمٍ وكلّ النّفوس في نفسٍ ليقدر... وهذا العود يتحقّق بأمره فيما أراد وإنّه لهو الفاعل المريد. وإنّك لا تشهد في الرّجع والعود إلاّ ما حقّق به هذان وهو كلمة ربّك العزيز العليم مثلاً لو يأخذ كفًّا من الطّين هذا لهو الذّي اتّبعتموه من قبل هذا لحقّ بمثل وجوده وليس لأحدٍ أن يعترض عليه لأنّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد...
مائدة آسماني ج1، ص10 – 11... وأمّا ما سألت في فرق القائم والقيّوم فاعلم بأنّ الفرق بين الاسمين ما يرى بين الأعظم والعظيم وهذا ما بيّنه محبوبي من قبل وإنّا ذكرناه في كتابٍ بديع وما أراد بذلك إلاّ أن يخبر الناس بأنّ الّذي يظهر إنّه أعظم عمّا ظهر وهو القيّوم على القائم وهذا لهو الحقّ يشهد به لسان الرّحمن في جبروت البيان اعرف ثمّ استغن به عن العالمين وإذا ينادي القائم على يمين العرش ويقول يا ملأ البيان تالله هذا لهو القيّوم قد جائكم بسلطانٍ مبينٍ وهذا لهو الأعظم الذي سجد لوجهه كلّ أعظم وعظيم وما استعلى الاسم الأعظم إلاّ لتعظيمه عند ظهورات سلطنته وما غلب القيّوم إلاّ لفنائه في ساحته كذلك كان الأمر ولكنّ النّاس هم محتجبون...
اقتدارات، ص60 – 61... قد ماج بحر البلاء وأحاطت الأمواج فُلك الله المهيمن القيّوم. أن يا ملاّح لا تضطرب من الأرياح إنّ فالق الإصباح معك في هذه الظّلمة التي أحاطت العالمين. توكّل على الله في كلّ الأحوال ولا تخف من هبوب عواصف البغضاء، أن استعذ بالله ربّك المقتدر العليم. إنّه يحفظ من يشاء بسلطانٍ من عنده إنّه لهو العليم الحكيم. في بحبوحة الظّلمة كان مشرقًا بضياءٍ أحاط من في السّموات والأرضين. إنّا في تلك الحالة ندعو البريّة إلى الله ولا يخوّفنا اجتماع الذينهم كفروا بالله إذ أتى بأمرٍ بديع. قد سرق السّارق ما نزّل من لدى العرش وأحضره لدى الّذين يحكمون على العباد كذلك فعل ذاك المشرك البعيد. قل مت بغيظك يا أيّها الجاهل، هل تظنّ أنّك تسبقنا، لا واسمي الذي به فاحت نفحات الرّوح على كلّ صغيرٍ وكبير...
لوح الاستنطاق، مائدة آسماني، ج4، ص239... من النّاس من يقعد صفّ النّعال طلبًا لصدر الجلال قل من أنت يا أيّها الغافل الغرّار ومنهم من يدّعي الباطن وباطن الباطن قل يا أيّها الكذّاب تالله ما عندك إنّه من القشور تركناها لكم كما تترك العظام للكلاب... قل يا أيّها الموهوم إنّ الباطن وباطن الباطن والباطن الذي جعله الله مقدّسًا عن الباطن والظاهر إلى ما نهاية لها يطوف حول هذا الظّاهر الذي ينطق بالحقّ في قطب العالم قد ظهر الاسم الأعظم ومالك الأمم وسلطان القدم ليس لأحدٍ مفرّ ولا مستقرّ إلاّ لمن تمسّك بهذه العروة النّوراء التي بها أشرقت الأرض والسّماء ولاح العرش والثّرى وأضاء ملكوت الأسماء وأنار الأفق الأعلى اتّقوا يا قوم ولا تتّبعوا أهواء الذين اتّبعوا الهوى ولا أوهام الذين قاموا على المكر في ملكوت الإنشاء توجّهوا بوجوهٍ بيضاء وغررٍ غراء إلى مطلع آيات ربّكم مالك الآخرة والأولى كذلك قضي الأمر في اللّوح الذي جعله الله أمّ الألواح ومصباح الفلاح بين السّموات والأرضين...
اقتدارات، ص184 – 186... أن أبسطْ يدَ الوجود على الممكنات وأصابع الكرم على الكائنات هذا ينبغي لك ولكن النّاس لا يعقلون. من أقبل إليك هذا من فضلك ومن أعرض إنّ ربّك لهو الغنيّ عمّا خلق في الإمكان يشهد بذلك عبادٌ مخلصون. سوف يبعث الله بك أيادي غالبة وأعضاء قاهرة يخرجنّ عن خلف الأستار وينصرنّ نفس الرّحمن بين الإمكان ويصيحنّ بصيحة تتميّز منها الصّدور كذلك رقم في لوح مسطور ويظهرنّ بسطوة يأخذ الخوف سكّان الأرض على شأنٍ كلّهم يضطربون. إيّاكم أن تسفكوا الدّماء أن أخرجوا سيف اللّسان عن غمد البيان لأنّ به تفتح مدائن القلوب إنّا رفعنا حكم القتل عن بينكم إنّ رحمتي سبقت الممكنات إن أنتم تعلمون ثمّ انصروا ربّكم الرّحمن بسيف التّبيان إنّه أحدُّ من البيان وأغلى منه لو أنتم في كلمات ربّكم تنظرون...
سورة الهيكل، كتاب مبين ص – 16... يا ضياء كن في البأساء صابرًا، وفي الأمور راضيًا، وفي الحقّ موقنًا، وفي الخير سارعًا، وفي الله قانتًا، وعلى النّاس ساترًا، وعن الهوى معرضًا، وإلى الحقّ راكضًا، وللعباد سحابًا، وعند الخطإ عطوفًا، ولدى العصيان غفورًا، وفي العهد قائمًا، وعلى الأمر مستقيمًا، كذلك يوصيك المظلوم ثمّ بتقوى الله ثمّ يوصيك بالأمانة والصّدق عليك بهما ثمّ عليك بهما طوبى لك ولمن أحبّك لوجه الله وويل لمن أبغضك وأعرض عمّا أمر به في الكتاب.
آثار قلم أعلى ج2، ص24... أن يا هذا الهيكل قد جعلناك آية عزّي بين ما كان وما يكون، وجعلناك آية أمري بين السّموات والأرض بقولي كن فيكون. أن يا هاء الهويّة في هذا الاسم قد جعلناكِ مخزن مشيّتي ثمّ مكمن إرادتي لمن في ملكوت الأمر والخلق. فضلاً من لدن مهيمن قيّوم. أن يا ياء اسمي القدير قد جعلناكِ مظهر سلطاني ومطلع أسمائي وأنا المقتدر على ما أقول. أن يا كاف اسمي الكريم قد جعلناكِ مشرق كرمي بين بريّتي ومنبع جودي بين خلقي. أنا المقتدر بسلطاني لن يعزب عن علمي شيءٌ عمّا خلق بين السّموات والأرض وأنا الحقّ علاّم الغيوب.
سورة الهيكل، كتاب مبين، ص15... فلّما سمعنا خرجنا عن البيت بسلطانٍ مبينٍ وقلنا يا محمّد خرج الرّوح عن مقرّه وخرجت معه أرواح الأصفياء ثمّ حقايق المرسلين إنّك إذًا فاشهد أهل منظر الأعلى فوق رأسي ثمّ في قبضتي حجج النّبيّين فافتح عيناك هذا لعليّ ثمّ محمّد رسول الله قد طلع عن أفق البيت بسلطانٍ مبينٍ... قل لو يجتمع كلّ من على الأرض من العلماء والعرفاء ثمّ الملوك والسّلاطين إنّني لأحضر تلقاء وجوههم وأنطق بآيات الله الملك العزيز الحكيم أنا الّذي لا أخاف من أحدٍ ولو يجتمع عليّ كلّ من في السّموات والأرضين قد خضعت الآيات لوجهي وخشعت الأصوات لنغماتي الأبدع البديع...
لوح المباهلة، مائدة آسماني ج4، ص278 – 279... إنّ النّاس أكثرهم يسترضعون اليوم من ثدي الغفلة والجهل وما جائتهم أيّام فطامهم فكيف بلوغهم لذا لا تؤثّر فيهم الكلمة لأنهم لا يفقهون ولا يشعرون. وإنّك فاشهد هؤلاء الخلق كأغنام يُذهبهم صبيّ من الصّبيان كيف يشاء كذلك نزّل من قبل ولكنّ النّاس هم لا يعرفون...
كتاب بديع، ص2 – 3...أن يا ملاّح القدس فأحضر سفينة البقا في ملإ الأعلى فسبحان ربّي الأبهى، ثمّ أمسكه على بحر القدم ببديع من الأسماء سبحان ربّي الأبهى. ثمّ أركب عليها هياكل الرّوح باسم الله العليّ الأعلى فسبحان ربّي الأبهى. إذا فأطلق زمام الفُلك ليجري على قلزم الكبرياء ليصل أهلها إلى مواقع القرب في مكمن البقاء فسبحان ربّي الأبهى. وإذا وصّلتهم إلى شاطئ القدس ساحل بحر الحمراء فسبحان ربّي الأبهى. إذًا فأخرجهم عن الفُلك في هذا المقام الألطف الأخفى فسبحان ربّي الأبهى. وهذا مقام الّذي فيه تجلّى الله بنار الجمال في سدرة البقاء فسبحان ربّي الأبهى. وفيه خلعوا هياكل الأمر نعل النّفس والهوى فسبحان ربّي الأبهى. وفيه يطوف موسى العزِّ بجنود البقاء فسبحان ربّي الأبهى. وهذا مقام الّذي لن يحرّك فيه سفينة الأمر ولو يقرء عليها كلّ الأسماء فسبحان ربّي الأبهى...
لوح ملاّح القدس، طبع لجنة الآثار الأمريّة لانكنهاين، ألمانيا
17 شهر الشّرف 16 كانون الثّاني /يناير... فسبحان الذي نزّل الآيات بالحقّ وينزّل بأمره كيف يشاء لا إله إلاّ هو العزيز المقتدر القدير... قل تالله إنّ الرّوح الأمر قد ظهر بالحقّ وأشرق جمال الأحديّة عن مشرق القدس بسلطانٍ مبينٍ وبه امتحن الله كلّ من في ملكوت الأمر والخلق وإنّه لميزان الله بين السّموات والأرضين... بلّغ نفسك ثمّ بلّغ النّاس بما طلع الوجه عن خلف السّبحات بأنوار عزٍّ عظيم ثمّ ذكّر النّاس بما أمرت من لدى الله ولا تَأخّر فيه أقلّ من حينٍ... فاعلم بأنّ ربّك عالمٌ بكلّ شيءٍ وعنده علم السّموات والأرض وغيب ما في جبروت الأمر والخلق وإنّ هذا لحقّ إن أنت من العارفين...
آثار قلم أعلى ج4، ص192 – 194... هذا شهرٌ فيه ولد الاسم الأعظم الذي به ارتعدت فرائص العالم واستبرك بقدومه الملأ الأعلى وأهل مدائن الأسماء هلّلوا وكبّروا وتسبّحوا بالرّوح والرّيحان تالله هذا شهر به استضائت الشّهور وفيه ظهر الكنز المخزون والغيب المكنون ونادى بأعلى النّداء بين الورى الملك لهذا المولود الذي به ابتسم ثغر الإمكان وتمايلت الأشجار وماجت البحار وطارت الجبال ونطق الفردوس وصاحت الصّخرة. ونادت الأشياء يا ملأ الإنشاء أنْ أسرعوا إلى مشرق وجه ربّكم الرّحمن الرّحيم هذا شهر فيه زيّنت الجنّات بأنوار وجه ربّها الرّحمن وهدرت الورقاء على السّدرة المنتهى وانجذبت أفئدة المقرّبين ولكنّ النّاس أكثرهم من الغافلين طوبى لمن أدركه وعرف الّذي كان موعودًا في كتب الله العزيز الحميد وويلٌ لمن أعرض عن الّذي توجّهت إليه وجوه الملإ الأعلى وانصعق كلّ مشركٍ رجيم.
مائدة آسماني ج4، ص342... يا ملأ الأرض لعمر الله ما أردت لكم إلاّ نجاتكم وما أريد إلاّ تقرّبكم إلى الله العزيز الحميد. لا تمنعوا أنفسكم عمّا ظهر بالحقّ ضعوا ما عند القوم وخذوا ما أمرتم من لدى الله ربّ هذا السّبيل المستقيم. يا حزب الله في الدّيار اعلموا إنّا أردنا لكم نورًا تمشون به في ظلمات الأرض ويكون معكم في عوالم ربّكم المهيمن على كلّ صغير وكبير. طوبى لنفسٍ فازت بكلمة الله وشهدت بما شهد الله قبل خلق الأشياء إنّه هو الله لا إله إلاّ هو له العظمة والكبرياء وله العزّة والاقتدار لا تمنعه حوداث الدّنيا ولا تخوّفه نار الوغى قد حكم بالحقّ وبما ترتفع به مقامات الإنسان إذ استوى على العرش أمام وجوه المقرّبين...
إشراقات، ص174قل لا يُرى في هيكلي إلاّ هيكل الله ولا في جمالي إلاّ جماله ولا في كينونتي إلاّ كينونته ولا في ذاتي إلاّ ذاته ولا في حركتي إلاّ حركته ولا في سكوني إلاّ سكونه ولا في قلمي إلاّ قلمه العزيز المحمود. قل لم يكن في نفسي إلاّ الحقّ ولا يرى في ذاتي إلاّ الله إيّاكم أن تذكروا الآيتين في نفسي تنطق الذرّات إنّه لا إله إلاّ هو الواحد الفرد العزيز الودود لم أزل كنت ناطقًا في جبروت البقاء إنّني أنا الله لا إله أنا المهيمن القيّوم... قل إنّ الرّبوبيّة اسمي قد خُلِقت لها مظاهر في الملك إنّا كنّا منزّهًا عنها إن أنتم تشهدون والألوهية اسمي قد جعلنا لها مطالع يحيطنّ العباد ويجعلنّهم عباد الله إن أنتم توقنون كذلك فاعرفوا كلّ الأسماء إن أنتم تعرفون...
سورة الهيكل، كتاب مبين، ص17... وأمّا ما سألت في أوامر الله فاعلم بأنّ كلّما حدّد في الكتاب حقّ لا ريب فيه وعلى الكلّ فرض بأن يعملوا بما نزّل من لدن منزّلٍ عليم. ومن يتركه بعد علمه به إنّ الله بريءٌ عنه ونحن بُرءاء منه. لأنّ أثمار الشّجرة هي أوامره ولن يتجاوزعنه إلاّ غافل بعيد. وأمّا الجنّة حقّ لا ريب فيه وهي اليوم في هذا العالم حبّي ورضائي ومن فاز به لينصره الله في الدّنيا وبعد الموت يدخله في جنّة أرضها كأرض السّموات والأرض. ويخدمنّه حوريّات العزّة والتّقديس في كلّ بكورٍ وأصيل. ويستشرق عليه في كلّ حينٍ شمس جمال ربّه ويستضيء منها على شأنٍ لن يقدر أحدٌ أن ينظر إليه كذلك كان الأمر ولكنّ النّاس هم في حجابٍ عظيم. وكذلك فاعرف النّار وكن من الموقنين...
سورة الوفا، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص177-178
3 شهر السّلطان 21 كانون الثّاني /ينايراليوم يوم نصرتك ربّك. مرّ على البلاد بنفحات ربّك مالك الأسماء لعلّ يقومنّ النّاس من الأجداث كذلك أمرت من لدن مقتدرٍ قديرٍ إنّا نسمع نداء العجل من بعض البلاد قل يا قوم اتّقوا الله ولا تكوننّ من المفسدين قل من يدّعي قبل إتمام ألف سنةٍ كاملةٍ إنّه كفر بالله ربّ العرش العظيم لعمري إنّ النّاس في غفلة وهو اليوم من الميّتين ما عرفوا الله ولو عرفوا الّذي ظهر تذوب أكبادهم من الشّوق كذلك نبّأك العظيم إنّ الطّاء في ولجٍ ومن أرض الفاء قد ظهر مبشّري إنّه لمحبوب العالمين ظهر منها نورها أن اسأل الله ربّك بأن يحفظها عن النّار... قد أخذت الفتنة أكثر العباد وهم اليوم ينصعقون فانفخ فيهم نفحات ذكر مالك الصّفات بأمرٍ من لدنّا إنّ ربّك لهو الحاكم على ما يريد...
كتاب مبين، ص264 – 265...(إنّه وإن كان الأفق الأعلى خالٍ من زخرف الدّنيا ولكنّنا تركنا في خزائن التّوكّل والتّفويض ميراثًا مرغوبًا لا عدل له للوارثين. إنّنا لم نترك كنزًا ولم نزد في المشقّة والعناء. إنّ لفي الثّروة وأيم الله خوفًا مستورًا وخطرًا مكنونًا). انظروا ثمّ اذكروا ما أنزله الرّحمن في الفرقان. ويلٌ لكلّ همزةٍ لمزةٍ الذي جمع مالاً وعدّده. ليس لثروة العالم وفاء وكلّ ما يدركه الفناء وقابل للتّغيير ما كان مستحقًّا للاعتناء به ولن يكون إلاّ على قدْرٍ معلوم. كان مقصود هذا المظلوم من تحمّل الشّدائد والبلايا وإنزال الآيات وإظهار البيّنات إخماد نار الضّغينة والبغضاء. عسى أن تتنوّر آفاق أفئدة أهل العالم بنور الاتّفاق وتفوز بالرّاحة الحقيقيّة...)
كتاب عهدي، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص197، (معرّب)
5 شهر السّلطان 23 كانون الثّاني /يناير... إنّا نوصيكم والّذين آمنوا بما ترتفع به مقاماتكم بين الأحزاب إنّه هو المشفق الآمر العليم. ينبغي للإنسان أن يظهر منه ما يكون ذكره باقيًا ببقاء الملك والملكوت ويستضيء به الوجوه في كلّ عالم من عوالم ربّها المقتدر القدير... إيّاكم يا أوليائي أن تعترضوا على أحد توكّلوا على الله في كلّ الأمور إنّه مع أحبّائه في كلّ الأحوال لا يعزب عن علمه من شيءٍ يشهد ويرى وهو المقتدر البصّار... قد حرّم في الكتاب حكم الجدال يشهد بذلك أمّ الكتاب في أعلى المقام طوبى لفقيرٍ أقبل بقلبه إلى بحر الغناء ولعليلٍ أراد الشّفاء ولقاعدٍ قام على خدمة أمر الله بخضوعٍ وأنابٍ...
إشراقات، ص175 – 177(... يا أهل العالم أوصيكم بما يؤدّي إلى ارتفاع مقاماتكم تمسّكوا بتقوى الله، وتشبّثوا بذيل المعروف. الحقّ أقول إنّ اللّسان قد خلق لذكر الخير فلا تدنّسوه بالقول السّيّء. عفا الله عمّا سلف. ويجب على الجميع بعد الآن أن يتكلّموا بما ينبغي، وأن يجتنبوا اللّعن والطّعن وما يتكدّر به الإنسان فإنّ مقام الإنسان لعظيمٌ ومنذ مدّة ظهرت هذه الكلمة العليا من مخزن القلم الأبهى. إنّ هذا اليوم يوم عظيم ومبارك وكلّ ما كان مستورًا في الإنسان فإنّه قد ظهر وسيظهر من بعد. إنّ مقام الإنسان عظيم إذا تمسّك بالحقّ والصّدق وثبت على الأمر ورسخ . إنّ الإنسان الحقيقيّ مشهود بمثابة السّماء لدى الرّحمن فالشّمس والقمر سمعه وبصره والنّجوم أخلاقه المنيرة الفاضلة ومقامه أعلى المقام وآثاره مربّية لعالم الإمكان. كلّ مقبلٍ وجد في هذا اليوم عرف القميص وتوجّه بقلبٍ طاهرٍ إلى الأفق الأعلى مذكورٌ من أهل البهاء في الصّحيفة الحمراء). خذ قدح عنايتي باسمي ثمّ اشرب منه بذكري العزيز البديع...
كتاب عهدي، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص198، (معرّب)
7 شهر السّلطان 25 كانون الثّاني /ينايرسوف نفتح على وجوه الذين استقاموا أبوابًا إذا دخلوا يرون أنفسهم سلاطين الوجود.
مائدة آسماني ج4، ص29فاعلم بأنّا جعلنا قلوب الّذين هم انقطعوا عن الدّنيا وتوجّهوا إلى شطر اسمي الأبهى زبر الحديد بحيث لن يخافنّهم شيءٌ عمّا خلق بين السّموات والأرض وهم قسورة أجام القدرة والقوّة وقد سلسلهم الله بسلاسل العصمة ولو شاء ليطلقهم بأمرٍ من عنده ويسخِّر بهم كلّ من في السّموات والأرض وإنّه لعلى كلّ شيءٍ قدير.
مائدة آسماني ج4، ص29... قد أخذ الميثاق حين الإشراق من الّذين آمنوا أن لا يعبدوا إلاّ الله ولا يفسدوا في الأرض منهم من فاز بالهدى ومنهم من اتّبع الهوى ألا إنّه من الغافلين ليس حزني سجني ولا ذلّتي ابتلائي بين أيدي الأعداء لعمري إنّها عزٌّ قد جعلها الله طراز نفسه إن أنتم من العارفين بذلّتي ظهرت عزّة الكائنات وبابتلائي أشرقت شمس العدل على العالمين بل حزني من الّذين يرتكبون الفحشاء وينسبون أنفسهم إلى الله العزيز الحميد. ينبغي لأهل البهاء أن ينقطعوا عمّن على الأرض كلّها على شأنٍ يجدنّ أهل الفردوس نفحات التّقديس من قميصهم ويرون أهل الأكوان في وجوههم نضرة الرّحمن ألا إنّهم من المقرّبين أولئك عبادٌ بهم يظهر التّقديس في البلاد وتنتشر آثار الله العزيز الحكيم... لنا عبادٌ لو تعرض عليهم خزائن السّموات والأرض لا يعتنون إليها ولا يرجعون النّظر عن المنظر الأكبر إلا إنّهم في سرادق عصمتي يستبركنّ بهم أهل حظائر القدس...
كتاب مبين، ص273... الحمد لله الذي جعل العصمة الكبرى درعًا لهيكل أمره في ملكوت الإنشاء. وما قدّر لأحد نصيبًا من هذه الرّتبة العليا والمقام الأسنى. إنّها طراز نسجته أنامل القدرة لنفسه تعالى. إنّه لا ينبغي لأحد إلاّ لمن استوى على عرش يفعل ما يشاء. من أقرّ واعترف بما رقم في هذا الحين من القلم الأعلى إنّه من أهل التّوحيد وأصحاب التّجريد في كتاب الله مالك المبدإ والمآب...
لوح الإشراقات، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص6... قل اليوم لو يخلص كلّ الأشياء من حجبات النّفس والهوى ليُلبس الله كلّها قميص يفعل ما يشاء في ملكوت الإنشاء ليظهر آية سلطانه في كلّ شيءٍ فتعالى من هذا السّلطان المقتدر المهيمن العزيز القدير أن اقرأ يا عبد ما وصل إليك من آثار الله بربوات المقرّبين لتَسْتَجْذِب بها نفسك وتَسْتَجْذِب من نغماتك أفئدة الخلائق أجمعين ومن يقرأ آيات الله في بيته وحده لينشر نفحاتِها الملائكةُ النّاشرات إلى كلّ الجهات وينقلب بها كلّ نفسٍ سليمٍ ولو لن يستشعر في نفسه ولكن يظهر عليه هذا الفضل في يوم من الأيّام كذلك قدّر خفيّات الأمر من لدن مقدِّر حكيم…
مائدة آسماني ج4، ص45... أحسبتم يا ملأ البيان ومن في الأرض بأنّكم آمنتم بالله ولا تفتنون من بعد. كلاّ بل يفتنكم الله بأمره ليظهر منكم من كان على حقّ من عند الله ويكون في دين الله لمن الرّاسخين. سيفني الله أجسادكم ويمحو آثاركم وأسماءكم وكلّما اشتغلتم به وجمعتموه على أنفسكم وخزّنتموه في بيوتكم ويرجعكم في يوم الّذي يأتي فيه سلطان البقا بسلطنةٍ مبينٍ. إذًا تعرفون كلّ ما فعلتم في أيّامكم وتقولون واحسرتًا علينا فيما تمسّكنا به وأعرضنا عن مولى العالمين ولا ينفعكم النّدم ولا الحسرة يا ملأ الغافلين. اتّقوا الله ثمّ اسمعوا قولي ثمّ أقبلوا إلى الله بإقبالٍ منيع وتوبوا إليه ثم فوّضوا أموركم بسلطانه وتوكّلوا عليه وكونوا من المتوكّلين. وقولوا في كلّ حين فوّضنا الأمر إليك وإنّك أنت مولى العالمين.
مائدة آسماني ج4، ص97... هذا يومٌ عجابٌ نرى القوم صرعى والأشجار منقعرة من الأعجاز. كلّ أخذوا بنواصيهم من خشية ربّك الواحد القهّار. هذا يوم نزّلناه في الفرقان ثمّ في البيان أن اعتبروا يا أولي الألباب. إنّ المشركين يهرعون إلى الطّاغوت قل إنّه في أسفل النّيران. قد أريناهم من أضلّهم عن سواء الصّراط ليعرفوه ويتّخذوا لأنفسهم إلى الله مناصٍ إنّهم اتّخذوه ربًّا لهم قد حقّت لهم كلمة العذاب... قل إلى من تهربون ليس لكم اليوم من والٍ. قد أتى الجبّار والملك لله الواحد المختار... بالبلاء ربيّنا الأمر في القرون الماضية سوف تجد الأمر مشرقًا من أفق العظمة بقدرةٍ وسلطان. أن استقم على حبّ مولاك وذكّر الناس في هذا اليوم الّذي فيه أخذ السّكر من في الآفاق قل إلى من تهربون. ليس لكم اليوم من الله من واقٍ. أن أقبلوا إليه ولا تجعلوا أنفسكم مستحقّات للعذاب...
كتاب مبين، ص329 – 330... أن أسرعوا إلى منظر الله ومقرّه ولا تتّبعوا الشّيطان في أنفسكم إنّه يأمركم بالبغي والفحشاء ويمنعكم عن الصّراط الّذي نصب في العالم... قل قد ظهر الشّيطان بشأنٍ ما ظهر شبهه في الإمكان وكذلك ظهر جمال الرّحمن بالطّراز الذي ما أدركت مثله عيون الأولين قد ارتفع نداء الرّحمن وعن ورائه نداء الشّيطان طوبى لمن سمع نداء الله وتوجه إلى جهة العرش منظر قدسٍ كريم من كان في قلبه أقلّ من خردل حبّ دوني لن يقدر أن يدخل ملكوتي وبرهاني ما طرز به ديباج كتاب الوجود... قل اليوم يوم الّذي فيه ظهر الفضل الأعظم ولم يكن شيءٌ لا في السموات العُلى ولا في الأراضي السّفلى إلاّ وينطقنّ بذكري ويغردنّ بثناء نفسي إن أنتم من السّامعين أن يا هيكل الظهور أن انفخ في الصّور باسمي ثم أن يا هيكل الأسرار تنفّس في المزمار بذكر ربّك المختار ثم أن يا حوريّة الفردوس أن اخرجي من غرف الجنان ثم أخبري أهل الأكوان تالله قد ظهر محبوب العالمين ومقصود العارفين ومعبود من في السموات والأرضين ومسجود الأوّلين والآخرين.
سورة الهيكل، كتاب مبين، ص37... وأما العصمة الكبرى لمن كان مقامه مقدّسًا عن الأوامر والنّواهي ومنزّهًا عن الخطإ والنّسيان. إنّه نورٌ لا تعقبه الظّلمة وصوابٌ لا يعتريه الخطأ. لو يحكم على الماء حكم الخمر وعلى السّماء حكم الأرض وعلى النّور حكم النّار حقّ لا ريب فيه وليس لأحدٍ أن يعترض عليه أو يقول لِمَ وبِمَ. والّذي اعترض إنّه من المعرضين في كتاب الله ربّ العالمين. إنّه لا يسئل عمّا يفعل وكلّ عن كلّ يُسئلون. إنّه أتى من سماء الغيب ومعه راية يفعل ما يشاء وجنود القدرة والاختيار. ولدونه أن يتمسّك بما أمر به من الشّرائع والأحكام لو يتجاوز عنها على قدر شعرةٍ واحدةٍ ليُحبط عمله. انظر ثمّ اذكر إذ أتى محمّد رسول الله قال وقوله الحقّ (ولله على النّاس حجّ البيت) وكذلك الصّلوة والصّوم والأحكام التي أشرقت من أفق كتاب الله مولى العالم ومربّي الأمم. للكلّ أن يتّبعوه فيما حكم به الله والّذي أنكره كفر بالله وآياته ورسله وكتبه إنّه لو يحكم على الصّواب حكم الخطأ وعلى الكفر حكم الإيمان حقّ من عنده. هذا مقام لا يُذكر ولا يوجد فيه الخطأ والعصيان...
لوح الإشراقات، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص9إنّ الذي آمن بالله في هذا الظّهور الأعظم لا يفقده الموت لعمر الله إنّه حيٌّ باقٍ في ملكوت الله العزيز المنيع طوبى لمن صعد إلى الله ووجد منه الملأ الأعلى عرف هذا القميص الذي به تضوّع عرف الله بين العالمين.
مائدة آسماني ج8، ص21... يا أيّها المتوجّه إلى أنوار الوجه قد أحاطت الأوهام على سكّان الأرض ومنعتهم عن التّوجه إلى أفق اليقين وإشراقه وظهوراته وأنواره. بالظّنون مُنعوا عن القيوم يتكلّمون بأهوائهم ولا يشعرون. منهم من قال هل الآيات نزّلت قل إيْ وربّ السّموات وهل أتت الساعة بل قضت ومُظهر البيّنات. قد جاءت الحاقّة وأتى الحقّ بالحجّة والبرهان. قد برزت السّاهرة والبريّة في وجلٍ واضطراب. قد أتت الزلازل وناحت القبائل من خشية الله المقتدر الجبّار. قل الصّاخّة صاحت واليوم لله الواحد المختار. وقال هل الطّامة تمّت قل إي وربّ الأرباب. وهل القيامة قامت بل القيّوم بملكوت الآيات. هل ترى الناس صرعى بلى وربّي العليّ الأبهى. هل انقعرت الأعجاز بل نسفت الجبال ومالك الصّفات. قال أين الجنّة والنّار قل الأولى لقائي والأخرى نفسك يا أيّها المشرك المرتاب...
لوح الإشراقات، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص16
17 شهر السّلطان 4 شباط / فبراير... قد ناحت أرض السّرّ واستبشرت أرض السّجن تلك تنوح لفراق المحبوب وهذه تفتخر على الأرض للقاء مولاها فيا عجبًا من ذلك الحزن وهذا السّرور المبين قد اختار الله الأراضي التي ورد عليها محبوب العالمين طوبى لمن ورد فيها ووجد عرف قميص ربّه العليّ العظيم... يا عبد إنّ الغلام يذكرك في هذا السجن البعيد حبًّا لنفسك بما آمنت بالله العزيز القدير كن من الّذي وفّى بعهده أن اذكر ربّك ولا تكن من الغافلين في مثل تلك الأيّام ينبغي أن يدعو الغلام كلّ الأنام إلى ربّهم الرحمن... أن اذكروه في بيوتكم إنّه يذكركم في السّجن حين الّذي يكون منقطعًا عن العالمين فانظر في الدّنيا وتغييرها إيّاك أن تطمئنّ بها أن اطمئنّ بفضل ربّك الغفور الرحيم. إنّها تنقضي في يومٍ وما أراد الله لك إنّه يبقى ولا يفنى وكان ربّك على ما أقول شهيدًا...
كتاب مبين، ص361(هو الاستقامة على أمر الله وحبّه جلّ جلاله. وهذا لا يتحقّق إلاّ بالمعرفة الكاملة ولا تتحقّق المعرفة الكاملة إلاّ بالإقرار بكلمة يفعل ما يشاء المباركة. كلّ نفس تمسّك بهذه الكلمة العليا وشرب من كوثر البيان المودع فيها، شاهد نفسه مستقيمًا على شأنٍ لا تمنعه كتب العالم عن أمّ الكتاب). حبّذا هذا المقام الأعلى والرّتبة العليا والغاية القصوى. (يا عليّ قبل أكبر فكّر في ضعة مقام المعرضين. ينطق الكلّ بكلمة) إنّه هو محمود في فعله ومطاع في أمره. (مع ذلك فإنّهم يعرضون إن ظهر لهم على قدر سُمّ إبرةٍ ما يخالف نفسهم وهواهم. قل ما من أحد يعلم مقتضيات الحكمة البالغة الإلهيّة)، إنّه لو يحكم على الأرض حكم السّماء ليس لأحدٍ أن يعترض عليه، هذا ما شهد به نقطة البيان فيما أنزله بالحقّ من لدى الله فالق الإصباح.
لوح التجلّيات، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص68 – 69
19 شهر السّلطان 6 شباط / فبرايرأشهد أنّك المنظر الأكبر والمقرّ الأطهر ومنك مرّت نسمة السّبحان على من في الأكوان وفرحت قلوب المخلصين في غرفات الجنان... قد ورد عليك ما ورد على التّابوت الذي كانت فيه السّكينة... طوبى للّذين يستنشقون منك نفحات الرّحمن ويعرفون قدرك ويحفظون حرمتك. ويراعون شأنك في كلّ الأحيان نسأل الله أن يفتح بصر الذين غفلوا عنك وما عرفوا قدرك لعرفانك وعرفان من رفعك بالحقّ... طوبى لمن أقبل إليك ويزورك وويلٌ للّذين أنكروا حقّك وأعرضوا عنك وضيّعوا قدرك وهتكوا حرمتك. يا بيت الله إن هتك المشركون ستر حرمتك لا تحزن قد زيّنك الله بطراز ذكره بين الأرض والسّماء وإنّه لا يهتك أبدًا إنّك تكون منظر ربّك في كلّ الأحيان ويسمع نداء من يزورك ويطوف حولك ويدعوه بك...
لوح زيارة بيت بغداد، أدعية محبوب، ص101 – 104... قل يا ملأ الرهبان لا تعتكفوا في الكنائس والمعابد أن اخرجوا بإذني ثم اشتغلوا بما تنتفع به أنفسكم وأنفس العباد... أن اعتكفوا في حصن حبّي هذا حقّ الاعتكاف لو أنتم من العارفين، من جاور البيت إنّه كالميْت ينبغي للإنسان أن يظهر منه ما ينتفع به الأكوان، والّذي ليس له ثمرٌ ينبغي للنّار... تزوّجوا ليقوم بعدكم أحدٌ مقامكم إنّا منعناكم عن الخيانة لا عمّا تظهر به الأمانة... لولا الإنسان من يذكرني في أرضي وكيف تظهر صفاتي وأسمائي... إنّ الّذي ما تزوج إنّه ما وجد مقرًّا ليسكن فيه أو يضع رأسه عليه بما اكتسبت أيدي الخائنين، ليس تقديس نفسه بما عرفتم وعندكم من الأوهام بل بما عندنا أن اسئلوا لتعرفوا مقامه الذي كان مقدّسًا عن ظنون من على الأرض كلّها طوبى للعارفين...
لوح نابليون الثالث، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرؤساء، ص44 – 45
2 شهر الملك 8 شباط / فبراير(... يا حزب الله إنّ العلماء الراشدين الذّين هم منكبّون على هداية العباد وصائنون أنفسهم ومحافظون عليها من وساوس النّفس الأمّارة هم من أنجم سماء العرفان لدى مقصود العالمين ويجب احترامهم. وهم عيونٌ جاريةٌ وكواكبُ مضيئةٌ وأثمار السّدرة المباركة وآثار القدرة الإلهيّة وبحور الحكمة الصّمدانيّة). طوبى لمن تمسّك بهم إنّه من الفائزين في كتاب الله ربّ العرش والثّرى عليكم يا أهل البهاء وأصحاب السّفينة الحمراء وعلى الّذين سمعوا نداءكم الأحلى وعملوا بما أمروا به في هذا اللّوح العزيز البديع.
لوح الدّنيا، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص113 – 114 (معرب)
3 شهر الملك 9 شباط / فبراير... قل إنّ الّذي لم تنتشر منه نفحات قميص ذكر ربّه الرّحمن في هذا الزّمان لن يصدق عليه اسم الإنسان إنّه ممّن اتّبع الهوى سوف يجد نفسه في خسرانٍ عظيم. قل يا قوم هل ينبغي لكم أن تنسبوا أنفسكم إلى الرّحمن وترتكبوا ما ارتكبه الشّيطان لا وجمال السّبحان لو أنتم من العارفين. قدّسوا قلوبكم عن حبّ الدّنيا وألسنكم عن الافتراء وأركانكم عمّا يمنعكم عن التّقرّب إلى الله العزيز الحميد. قل الدّنيا هي إعراضكم عن مطلع الوحي وإقبالكم بما لا ينفعكم وما منعكم اليوم عن شطر الله إنّه أصل الدّنيا أن اجتنبوا عنها وتقرّبوا إلى المنظر الأكبر هذا المقرّ المشرق المنير، طوبى لمن لم يمنعه شيءٌ عن ربّه إنّه لا بأس عليه لو يتصرّف في الدّنيا بالعدل لأنّا خلقنا كلّ شيء لعبادنا الموحدّين...
لوح نابليون الثالث، ألواح حضرة بهاء الله إلى الملوك والرؤساء ص 47 – 48
4 شهر الملك 10 شباط / فبراير... قل يا قوم دعوا الرّذائل وخذوا الفضائل كونوا قدوةً حسنةً بين النّاس وصحيفةً يتذّكر بها الأناس. من قام لخدمة الأمر له أن يصدع بالحكمة ويسعى في إزالة الجهل عن بين البريّة. قل أن اتّحدوا في كلمتكم واتّفقوا في رأيكم واجعلوا إشراقكم أفضل من عشيّكم وغدكم أحسن من أمسكم. فضل الإنسان في الخدمة والكمال لا في الزّينة والثّروة والمال. اجعلوا أقوالكم مقدّسة عن الزَّيغ والهوى وأعمالكم منزّهة عن الرّيب والرّياء. قل لا تصرفوا نقود أعماركم النّفيسة في المشتهيات النّفسيَّة ولا تقتصروا الأمور على منافعكم الشّخصيّة...
لوح الحكمة، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 117 - 118
5 شهر الملك 11 شباط / فبراير... يا من أردت أثري فاعلم أثري أحاط السّموات والأرض وفي مقام كلّ شيءٍ أثري لو أنت من العارفين إنّ السّماء أثر رفعتي والأرض أثر سكوني والسّاعة التي أخذت داهيتها العباد إنّها أثر قدرتي المهيمنة على العالمين والسّحاب أثر حركتي والأرياح مرسلات من كلمتي والآيات بأمري البديع تالله إنّ الشّمس أثر وجهي المشرق المنير والسّكر الّذي ترى الناس فيه إنّه من أثر خشيتي الّذي أحاط الخلق... والخلق أثر مشيّتي وأواعي حبّي لهم كشفت جمالي وأظهرت سلطاني الّذي غلب العالمين هل ترى غيري لتعرف قربي إليه قل سبحان الله كلّ عدم تلقاء القدم ليس المُلك إلاّ لله الواحد الأحد الفرد القدير...
كتاب مبين، ص228... اشرب كوثرالسّرور من قدح بيان مطلع الظّهور الذي يذكرك في هذا الحصن المتين. وأفرغ جهدك في إحقاق الحقّ بالحكمة والبيان وإزهاق الباطل عن بين الإمكان. كذلك يأمرك مشرق العرفان من هذا الأفق المنير. يا أيّها النّاطق باسمي انظر النّاس وما عملوا في أيّامي إنّا نزّلنا لأحدٍ من الأمراء ما عجز عنه من على الأرض وسألناه أن يجمعنا مع علماء العصر ليظهر له حجّة الله وبرهانه وعظمته وسلطانه. وما أردنا بذلك إلاّ الخير المحض، إنّه ارتكب ما ناح به سكّان مدائن العدل والإنصاف وبذلك قضي بيني وبينه إنّ ربّك لهو الحاكم الخبير. ومع ما تراه كيف يقدر أن يطير الطّير الإلهيّ في هواء المعاني بعدما انكسرت قوادمه بأحجار الظّنون والبغضاء وحبس في سجن بني من الصّخرة الملساء. لعمر الله إنّ القوم في ظلمٍ عظيم...
لوح الحكمة، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص119... أن اخرجوا من مدائن الظّنون والأوهام ثمّ اقصدوا البيت الحرام الذي جعله الله قبلة من في السّموات والأرضين... قد أتت السّماء بدخان القضاء وغشت النّاس حجبات الإشارات إلاّ من نبذ الدّنيا عن ورائه وأقبل إلى وجه الله المشرق المنير. قل العرفان إنّه عرفاني والصّراط سبيلي الواضح المستقيم. قل إيّاكم أن تحتجبوا بالهوى عن مالك الأسماء أن اتّبعوا ما أمرتم به في الكتاب ولا تكونوا كالّذين إذا جائهم البرهان من لدى الرّحمن نقضوا الميثاق وكفروا بالله ربّ العالمين... يا قوم أن اعتصموا بحبل الله ورحمته إنّه يحفظكم وينصر الّذين توجهوا إليه إنّه قريب بالمحسنين... يا قوم تخلّقوا باخلاقي وزيّنوا هياكلكم بأثواب العلوم والآداب وكونوا شهداء بين عباده كذلك قضي الأمر من لدن ربّكم...
كتاب مبين، ص223 – 224... لو عرفت هذا الظّهور وكان عندك ملء السّموات والأرض من الذّهب والفضّة لأنفقتها لتدخل في ظلّه وتسمع نغمة من نغماته ولكن لما احتجبت عن ذلك صرت محرومًا عن نفحات الله المهيمن القيّوم. أن يا أخي تالله الّذينهم كفروا اليوم قد كان لهم غبنٌ بعد غبنٍ وخسران بعد خسرانٍ وذلّةٌ بعد ذلّةٍ ونقصان بعد نقصانٍ ولكن هم لا يفقهون إلاّ حين الّذي يأتيهم ملائكة العذاب ويتحرّك عيونهم عن سطوات الموت إذ يجزعون ويقولون هل لنا من سبيل. إذًا تضرب على فمهم بأيادي القهر وترجعهم إلى مثواهم في قعر النّار. كذلك قضي الأمر من لدى الله المقتدر القهّار. وإنّك فامحُ ما عندك ثم أثبت ما عند الله على لوح صدرك لتجده ممرّدًا منيرًا بأنوار شموس الحكمة والمعاني. كذلك يعظك هذا العبد لعلّ تكون من السّامعين...
كتاب بديع، ص59 – 60... قال قائل بكُم فاحت نفحات الوحي في البلاد وانقلبت بها العباد إلى العزيز الحكيم. وقال الآخر بكُم أضاء سراج الذّكر وأردنا إخماده إن كان هذا جرمي فأنا أذنب الثّقلين،إننّي براء منكم وأنتم برءاء قد قضي الأمر بيننا وبينكم إنّه خير الفاصلين. قالوا قد جئت بيدٍ بيضاء وصحائف نوراء الّتي لا تهوى بها أنفسنا إن أنت إلاّ من المفسدين... كلّما تلونا عليهم آيات بيّنات قالوا إنّها مفتريات وإذا أظهرنا لهم ما عجزت عنه أمثالهم قالوا هذا سحرٌ مبين لم ندرِ بأيّ حديث تستقرّ أنفسهم ألا إنّهم من المغرقين... واذكر إذ دخل النّبيل مع أخويه مقبلاً إلى الله ربّ العالمين. أُخذوا لدى الباب بما أوحى الدجّال في صدور الظّالمين لمّا دخلوا مقرّ الحكم قيل نجد منكم نفحة الرّضوان ومن وجوهكم نضرة الرّحمن ليس لكم مقرٌّ عندنا أن اخرجوا في الحين. قال أما سمعتم أكرموا الضّيف فبهت الّذي ظلم قال أخرجوه من المدينة كذلك أُمرنا من رئيس الفاسقين...
كتاب مبين، ص 233 – 234... قل يا ملأ الأرض إيّاكم أن يمنعكم ذكر الحكمة عن مطلعها ومشرقها تمسّكوا بربّكم المعلّم الحكيم. إنّا قدّرنا لكلّ أرضٍ نصيبًا ولكلّ ساعةٍ قسمةً ولكلّ بيانٍ زمانًا ولكلّ حالٍ مقالاً. فانظروا اليونان إنّ جعلناها كرسيّ الحكمة في برهةٍ طويلةٍ فلمّا جاء أجلها ثلّ عرشها وكلّ لسانها وخبت مصابيحها ونكّست أعلامها كذلك نأخذ ونعطي إنّ ربّك لهو الآخذ المعطي المقتدر القدير. قد أودعنا شمس المعارف في كلّ أرض إذا جاء الميقات تشرق من أفقها أمرًا من لدى الله العليم الحكيم. إنّا لو نريد أن نذكر لك كلّ قطعة من قطعات الأرض وما ولج فيها وظهر منها لنقدر إنّ ربّك أحاط علمه السّموات والأرضين...
لوح الحكمة، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 128... فاعلم بأنّ المشركين جعلوا أهلي وأحبّتي أسارى من العراق وأدخلوهم في ديار أخرى وما سكنت بذلك نار البغضاء في صدورهم ثمّ توجّهوا بوجوه سوداء إلى وجوه نوراء وأخرجونا من أرض السّرّ وأدخلونا في عكّاء وإنّها أخرب مدن الدّنيا كلّها فلمّا دخلنا السّجن أخذ بابه عبادٌ ما وجدوا رائحة الإيمان من مصر الإيقان... قد قضت ثلاثة أشهر متواليات وما دخلنا الحمّام كذلك ورد على الغلام من الّذين كفروا بنعمة الله بعد إنزالها... أين سرير من بنى السّدير وأين من أراد أن يرتقي إلى الأثير أين الفراعنة وأين الملوك الماضية أين جنّاتهم المعروشة وبيوتهم المفروشة أين من شرب الزّلال وتطوف حوله ذوات الجمال أين أسرتهم وتيجانهم وشوكتهم وسلطانهم قد نزلوا من معاقلهم إلى مقابرهم فوعمري لو يسمع الناس كلّهم صريخ أحدٍ منهم ليتركنّ الدّنيا ويتوجهنّ إلى الأفق الأعلى...
كتاب مبين، ص235 – 236(... تفضل سيّد الوجود قائلاً: أنظر إلى الإنسان بمثابة معدنٍ يحوي أحجارًا كريمةً تخرج بالتّربية جواهره إلى عرصة الشّهود وينتفع لها العالم الإنسانيّ. إذا نظر أحدٌ في الكتب المنزّلة من سماء الأحديّة بعين البصيرة وتفكّر فيها أدرك أنّ المقصود هو أن يعتبر النّفوس كلّها نفسًا واحدًا حتى ينطبع في جميع القلوب نقش خاتم (المُلك لله) وتحيط الكلّ شموس العناية وإشراقات أنجم الفضل والرّحمة. إنّ الله جلّ جلاله ما أخذ شيئًا لنفسه. فلا طاعة العالم له تجديه نفعًا ولا عدم طاعته له يلحق به نقصًا. ينطق طير ملكوت البيان في كلّ آنٍ بهذه الكلمة: أردت الكلّ لك وأردتك لنفسك. لو سمح علماء هذا العصر لمن على الأرض حتّى يجدوا رائحة المحبّة والاتّحاد لأدرك العارفون عندئذٍ الحرّيّة الحقيقيّة ووجدوا الرّاحة كلّ الرّاحة والطّمأنينة كلّ الطّمأنينة. إذا تنوّرت الأرض بأنوار شمس هذا المقام) إذًا يصدق أن يُقال [لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا]...
لوح المقصود، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص142(معرّب)
13 شهر الملك 19 شباط / فبراير... إنّ الّذين أتوا بصائر من الله أولئك يعرفون الحقّ ولا تمنعهم سبحات المشركين يرون أنوار الملكوت كما يرون الشّمس في وسط السّماء ألا إنّهم من المقرّبين. طوبى لمن نبذ الدّنيا وركب السّفينة الحمراء بسلطان الأسماء إنّه من أهل البهاء كذلك نزّل بالحقّ من لدن منزّل البيان ويشهد بذلك من أنصف في أمر الله... قد أرسلنا عليًّا وبشّركم قدّام الوجه بالملكوت وناداكم في برّيّة الأحديّة ودعاكم إلى الله المقتدر العليّ العظيم... أتدّعون الأسماء وتدعون موجدها إنْ هذا إلاّ خطأٌ كبيرٌ قوموا لنصرة أمر الله ثمّ ادعوا النّاس إلى هذا المنظر الكريم قل أتخوّفكم سطوة الّذين ظلموا بعد الّذي ترون قدرة ربّكم العزيز الحميد أن اقتدوا ربّكم الرّحمن إنّه في البليّة الكبرى يدعوا النّاس إلى الحقّ وما منعه ظلم الّذين ظلموا ولا ضرّ المشركين إنّ ربّكم الرّحمن يحفظ من يشاء ولو يكون في فم الثّعبان لعمري لن تتحرّك ورقة إلاّ بعد إذنه إنّه لهو المقتدر القدير...
كتاب مبين، ص 237(... أيّها الأحبّاء قد ارتفعت خيمة الاتّحاد لا ينظر بعضكم إلى بعض كنظرة غريبٍ إلى غريبٍ. كلّكم أثمار شجرةٍ واحدةٍ وأوراق غصنٍ واحدٍ. الأمل أن يسطع نور الإنصاف بمشيئة الله ويُقدَّس العالم من الاعتساف. فلو أنّ الملوك والسّلاطين الّذين هم مظاهر اقتدار الحقّ جلّ جلاله شدّوا الهمّة وقاموا بما ينتفع به من على الأرض لعمّت العالم شمس العدل ونوّرته... إنّ خباء نظم العالم يقوم ويرتفع على عمودين: المجازاة والمكافاة...) للعدل جندٌ وهي مجازاة الأعمال ومكافاتها بهما ارتفع خباء النّظم في العالم وأخذ كلّ طاغٍ زمام نفسه من خشية الجزاء... يا معشر الأمراء ليس في العالم جند أقوى من العدل والعقل. (الحقّ أقول إنّه لم يكن في الأرض جند أقوى من العدل والعقل ولن يكون...)
لوح مقصود، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 144 (معرّب)
15 شهر الملك 21 شباط / فبرايريا حزب الله إنّا نوصيكم بما وصّى الله عباده أن لا تشركوا بالله ربّ العالمين ضعوا مطالع الأوهام متمسّكين بحبل الإيقان... إيّاكم أن تحزنكم حوادث العالم وما ظهر من الأمم توكّلوا في كلّ الأحوال على الله العزيز الحميد إنّه معكم يسمع نداءكم ويرى أعمالكم... زيّنوا هياكلكم بطراز التّقوى وقلوبكم بالنّور الّذي أشرق ولاح من أفق سماء قلمي الأعلى... إيّاكم أن تبدّلوا القرب بالبعد والإقبال بالإعراض إنّا نحبّ أن نراكم على استقامةٍ تضطرب بها أفئدة القوم وتزلّ بها أقدام المشركين... يا قوم قد أتى القيّوم وجرى بأمره السّلسبيل طوبى لمن أقبل وسرع وشرب وويلٌ للمعرضين الّذين نقضوا عهدي وميثاقي ونبذوا ورائهم نبإي العظيم الّذي كان مذكورًا في الفرقان ومن قبله في كتب الله المقتدر القدير...
إشراقات، ص 206-207(... يلتمس هذا الفاني من أهل الأرض الإنصاف كي يطهّروا الأذن اللّطيفة الرّقيقة المحبوبة – الّتي خلقت لإصغاء كلمة الحكمة – من السّبحات والإشارات والظّنون والأوهام الّتي لا تسمن ولا تغني حتّى يُقبل النّاصح على إظهار ما هو علّة بركة العالم وخير الأمم إنّ نور الإصلاح مخمودٌ ومطفئ اليوم في أكثر البلدان ونار الفساد ظاهرةٌ ومشتعلةٌ... ليس الاعتساف شأن الإنسان. فينبغي له في كلّ الأحوال أن يكون ناظرًا إلى الإنصاف ومزيّنًا بطراز العدل. اطلبوا من الله تعالى أن يطهّر نفوسًا بأيادي العناية والتّربية من دنس النّفس والهوى حتّى يقوموا لله ويتكلّموا لوجهه عسى أن تمحو آثار الظّلم وتحيط العالم أنوار العدل. النّاس غافلون ولا بدّ من مبيّن...)
لوح مقصود، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 150-151(معرّب)
17 شهر الملك 23 شباط / فبراير... قل يا عبد اسمع قولي تالله الحقّ لن تجد لنفسك ناصحًا أنصح منّي لا توقّف على الصّراط ثمّ مرّ عنه كمرّ السّحاب كذلك أمرناك من قبل ونأمرك حينئذٍ وإنْ لن تقبل منّي فسوف نأمرك بذلك من بعد ومن بعد بعد إلى أن تمرّ عنه بسلطاني الغالب المقتدر الحكيم. شقّ حجبات الأوهام بذكري ثمّ اسمي ودع كلّ ما يمنعك عن ورائك ثمّ اظهر بغتةً بظهور ربّك ولا تكن من الصّابرين. إيّاك أن تمنعك الرّياسة عن ذكر ربّك تالله الحقّ لو يسجدك كلّ من في السّموات والأرض ولم تكن في ظلّي لا ينفعك وبذلك يشهد روحك لو تكون من السّامعين. أتحبّ بأن تكون من الّذين منعتهم الرّياسة في أيّام الّتي شقّت فيها سماء الأمر وأتى على ظلل القدس شمس جمال ربّك العليّ العظيم. واشتغلوا برياساتهم وكفروا بالله خالقهم ومبدعهم إلى أن أفتوا على قتله بعد الّذي جائهم بحجّةٍ من لدى الله وبرهانٍ عظيم. تالله يا أيّها العبد ما كان مقصودي إلاّ تطهيرك عن كلّ ما لا ينبغي لك وكلّما أصمت في ذكرك لسان الله ينطق على لساني ويأمرني بالتّبليغ عليك وما عليّ إلا البلاغ المبين...
كتاب بديع، ص 30 – 31... طوبى لأرضٍ ارتفعت فيها ذكر الله ولآذان فازت بإصغاء ما نزّل من سماء عناية ربّك الرّحمن. وصِّ العباد بما وصّيناك ليمنعوا أنفسهم عمّا نُهوا عنه في أمّ البيان. إنّ الّذين يرتكبون ما يحدث به الفتنة بين البريّة إنّهم بعدوا عن نصر الله وأمره ألا إنّهم من المفسدين في لوح جعله الله مطلع الألواح. قل إنّا لو نريد لننصر الأمر بكلمة من عندنا إنّه لهو المقتدر القهّار. لو أراد الله ليُخرج من عرين القوّة غضنفر القدرة ويزأر زئيرًا يحكي هزيم الرّعود القاصفة في الجبال. إنّه لمّا سبقت رحمتنا قدّرنا تمام النّصر في الذّكر والبيان ليفوز بذلك عبادنا في الأرض. هذا من فضل الله عليهم إنّ ربّك لهو الغنيّ المتعال...
لوح مهدي دهجي، مجموعة من ألواح حضرة بهاء الله، ص 164-165
19 شهر الملك 25 شباط / فبراير... تمسّك بحبل رحمة ربّك وتشبّث بهذا الذّيل المنير ذكّر النّاس بالحكمة والبيان. إيّاك أن يخوّفك ظلم الّذين كفروا بالله العليّ العظيم حدّث النّاس بما عرفت ورأيت إذ كنت حول العرش كذلك يأمرك ربّك العزيز الحميد. إنّا كنّا معك واطّلعنا على ما ورد عليك في سبيل الله وسمعنا ما تكلّمت به في حبّه ورضاه. إنّ أجرك عليه إنّه موفي أجور المخلصين طوبى لك بما وفيت بميثاقي وأعرضت عن الّذين كفروا بالله. ألا إنّك من الفائزين... يا محمّد إذا خرجت من ساحة العرش اقصد زيارة البيت من قبل ربّك وإذا حضرت تلقاء الباب قف وقل يا بيت الله الأعظم أين جمال القدم الّذي به جعلك الله قبلة الأمم وآية ذكره لمن في السّموات والأرضين. يا بيت الله أين الأيّام الّتي كنت فيها موطئ قدميه وأين الأيّام الّتي ارتفعت منك نغمات الرّحمن في كلّ الأحيان وأين طرازك الّذي منه استضاء من في الأكوان. أين الأيّام الّتي كنت مصباح الفلاح بين الأرض والسّماء...
لوح زيارة بيت بغداد، أدعية محبوب، ص 98-100... سبحان الّذي أظهر نفسه كيف أراد إنّه لهو المقتدر المهيمن القيّوم هذه أيّام الهاء وأمرنا الكلّ أن ينفقوا فيها على أنفسهم وعلى الّذين توجهوا إلى هذا المقام المرفوع أن اذكروا الله فيها ثمّ اعرفوا قدرها لأنّها تحكي عن هذا الاسم الذي به سخّر الله الغيب والشّهود إنّا جعلناها قبل الصّيام فضلاً من عندنا وأنا المقتدر على ما كان وما يكون طوبى لمن عمل بما أمر من لدى الله وويل لكلّ غافل مردود إنّا نزّلنا الآيات وأرسلناها إليك في هذا اليوم المقدّس المحمود لتشكر الله ربّك وتذكره بذكرٍ يتنبّه به أهل الرّقود.
تسبيح وتهليل، ص203 – 204يا إلهي وناري ونوري قد دخلت الأيّام التي سميّتها بأيّام الهاء في كتابك يا مالك الأسماء وتقرّبت أيّام صيامك الّذي فرضته من قلمك الأعلى لمن في ملكوت الإنشاء أي ربّ أسألك بتلك الأيّام والّذين تمسّكوا فيها بحبل أوامرك وعروة أحكامك بأن تجعل لكلّ نفسٍ مقرًّا في جوارك ومقاماً لدى ظهور نور وجهك أي ربّ أولئك عبادٌ ما منعهم الهوى عمّا أنزلته في كتابك قد خضعت أعناقهم لأمرك وأخذوا كتابك بقوّتك وعملوا ما أمروا به من عندك واختاروا ما نزّل لهم من لدنك أيّ ربّ أشربهم من يد عطائك كوثر بقائك ثمّ اكتب لهم أجر من انغمس في بحر لقائك وفاز برحيق وصالك أسألك يا مالك الملوك وراحم المملوك أن تقدّر لهم خير الدّنيا والآخرة ثم اكتب لهم ما لا عرفه أحدٌ من خلقك ثم اجعلهم من الذين طافوا حولك ويطوفون حول عرشك في كلّ عالم من عوالمك إنّك أنت المقتدر العليم الخبير.
تسبيح وتهليل، ص204 – 205قد تشرّفت الأيّام يا إلهي بالأيّام التي سميّتها بالهاء كأنّ كلّ يوم منها جعلته مبشّرًا ورسولاً ليبشّر الناس بالأيّام التي فيها فرضت الصّيام على خلقك وبريّتك ليستعدّ كلّ نفس للقائها ويعيّن في قلبه محلاًّ لها ويطهّره باسمك لنزولها عليه فيا إله الوجود والمقتدر على كلّ شاهد ومشهود أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا ومظاهر أمرك في ملكوت الإنشاء ومطالع وحيك في جبروت البقاء بأن تمطر على من صام في حبّك أمطار سحاب رحمتك وفيوضات سماء عنايتك أي ربّ لا تمنعهم عمّا عندك جزاء ما عملوا في حبّك ورضائك أسألك يا مالك الأسماء وفاطر الأسماء وخالق الأسماء وسلطان الأسماء ورافع السماء وحافظها بأن تفتح على وجوه الّذين خضعوا لأمرك أبواب فضلك ورحمتك وغنائك...
تسبيح وتهليل، ص197 – 198... أي ربّ هم الذين احترقوا بنار محبّتك في ديارك وشاهدوا كلّ مكروهٍ في سبيلك وذاقوا كلّ مرٍّ آملين شهد العطاء من سماء جودك. أي ربّ هم الّذين حملوا في حبّك ما لا حملوه عبادك وخلقك أي ربّ قد احترق المخلصون من نار فراقك أين كوثر لقائك ومات المقرّبون في بيداء هجرك فأين سلسبيل وصالك أتسمع يا إلهي حنين عاشقيك وهل ترى يا محبوبي ما ورد على مشتاقيك إِي ونفسك تسمع وترى وأنت السّميع البصير أنت الذي يا إلهي بشّرت الكلّ بأيّامي وظهوري وجعلت كلّ كتاب من كتبك منادياً باسمي بين الأرض والسّماء ومبشّرًا بظهور جمالك الأبهى فلمّا تزيّن العالم بأنوار الاسم الأعظم تمسّك كلّ حزب باسم من أسمائك وبه غفل من بحر علمك وشمس حكمتك وسماء عرفانك فيا إلهي وإله الأشياء ومربي الأسماء أسألك باسمك الظّاهر المكنون وجمالك المشرق المخزون بأن تزيّن أحبائك بقميص الأمانة بين البريّة ولا تحرمهم عن هذا المقام الأعلى وهذه الصّفة الأقدس الأعظم الأبهى لأنّك جعلتها شمسًا لسماء قضائك وديباجةً لكتاب أحكامك...
تسبيح وتهليل، ص199 – 200أي ربّ فأنزل على أحبّتك من سماء فضلك ما يطهّرهم عن ذكر دونك ثم ارزقهم كأس الاستقامة من أيادي جودك وكرمك لئلاّ تمنعهم الإشارات عن شطر ظهورك... وعزّتك يا نار العالم ونور الأمم إنّ اللّسان والقلب يناديان ويعترفان بعفوك وغفرانك ولو تعذّبني بدوام سلطنتك إنّ الّذي ما أقرّ بذلك كيف يعترف بأنّك أنت المحمود في فعلك والمطاع في أمرك أي ربّ ترى نار حبّك أحاطني وأخذ كلّ مأخذٍ في قلبي وحشائي أي ربّ ارحم من تمسّك بحبل عطائك وتشبّث بذيل كرمك وآنس بذكرك وطاف حول إرادتك وصام في حبّك وأفطر بأمرك وهرب عن نفسه معتصمًا بحصن حفظك يا إلهي وسيّدي وسندي نوّر قلوب عبادك بنور عرفانك وأيّدهم على العمل في رضائك وعرّفهم يا إلهي جزاء أعمالهم الّذي قدّرته في ملكوتك وجبروتك... أي ربّ أنا القائم لدى بابك والنّاظر إلى أفقك الأعلى راجيًا فضلك لأحبّائك وآملاً عنايتك لأصفيائك قدّر يا إلهي لكلّ عبدٍ من عبادك ما يجعله راضيًا عنك ومقبلاً إليك ومستقيمًا على أمرك وشاربًا رحيق الوحي بيد عطائك...
تسبيح وتهليل، ص200 – 202فلمّا خيّبتهم بسلطانك كتبوا في حقّي ما يلعنهم به أقلامهم وأناملهم ومدادهم وألواحهم وحقايق كلّ شيء إذًا يا إلهي فابتعث قلوبًا صافيةً وأبصارًا حديدةً ليتفرّسوا في أمرك وما ورد عليك... فآهٍ آهٍ قد تكدّر ذيل التّقديس من غبار مفتريات أعدائك وتشبّكت أفئدة المقرّبين بما ورد على محبوب العارفين من طغاة بريّتك فيا إلهي هذا أوّل يومٍ فيه فرضت الصّيام لأحبّائك أسألك بنفسك والّذي صام في حبّك ورضائك لا لهواه وبأسمائك الحسنى وصفاتك العليا بأن تطهّر عبادك عن حبّ ما سوائك وقرّبهم إلى مطلع أنوار وجهك ومقرّ عرش أحديّتك ونوّر قلوبهم يا إلهي بأنوار معرفتك ووجوههم بضياء شمس الّتي أشرقت من أفق مشيّتك... ثمّ وفّقهم يا إلهي على نصرة نفسك وإعلاء كلمتك ثمّ اجعلهم أيادي أمرك بين عبادك ثمّ أظهر بهم دينك وآثارك بين خلقك لتملأ الآفاق من ذكرك وثنائك وحجّتك وبرهانك وإنّك أنت المعطي المتعالي المقتدر المهيمن العزيز الرّحمن.
تسبيح وتهليل، ص45 – 46سبحانك اللّهم يا إلهي هذه أيّام فيها فرضت الصّيام لكلّ الأنام ليزكى بها أنفسهم وينقطعنّ عمّا سوائك ويصعد من قلوبهم ما يكون لايقًا لمكامن عزّ أحديّتك وقابلاً لمقرّ ظهور فردانيّتك أي ربّ فاجعل هذا الصّيام كوثر الحيوان وقدّر فيه أثره وطهّر به أفئدة عبادك الّذين ما منعتهم مكاره الدّنيا عن التّوجّه إلى شطر اسمك الأبهى... آمنت بك بعد الذي عرّفتني نفسك... أنا الّذي يا إلهي أكون مقرًّا بوحدانيّتك ومعترفًا بفردانيّتك... وآمنت به وبما نزّل عليه من بدائع أحكامك وأوامرك وصمت بحبّك واتّباعًا لأمرك وأفطرت بذكرك ورضائك أي ربّ لا تجعلني من الّذينهم صاموا في الأيّام وسجدوا لوجهك في اللّيالي وكفروا بنفسك وأنكروا آياتك وجاحدوا برهانك وحرّفوا كلماتك... فلك الحمد يا إلهي بما وفّقتنا على الإقرار به والتّصديق بما نزّل عليه وشرّفتنا بلقاء من وعدّتنا به في كتبك وألواحك...
تسبيح وتهليل، ص29 – 31... أسألك يا إلهي بأن تنزّل من سماء إرادتك وسحاب رحمتك ما يُذهب عنّا روائح العصيان يا من سميّت نفسك بالرّحمن... أي ربّ لا تطرد من أقبل إليك ولا تبعد من تقرّب لك ولا تخيّب من رفع أيادي الرّجاء إلى شطر فضلك ومواهبك ولا تحرم عبادك المخلصين عن بدايع فضلك وإفضالك... أي ربّ هل دونك من مهربٍ لنهرب إليه أو سواك من ملجإٍ لأسرع إليه لا فو عزّتك لا عاصم إلاّ أنت ولا مقرّ إلاّ أنت ولا مهرب إلاّ إليك... فألهمني من بدايع ذكرك لأذكرك بها ولا تجعلني من الّذين يقرؤون آياتك ولا يجدون ما قدّر فيها من نعمتك المكنونة التي تُحيى بها أفئدة بريّتك وقلوب عبادك أي ربّ فاجعلني من الّذين أخذتهم نفحات آياتك على شأن أنفقوا أرواحهم في سبيلك وسرعوا إلى مقرّ الفداء شوقًا لجمالك وطلبًا لوصالك وإذا قيل لهم في الطّريق إلى أيّ مقرٍّ تذهبون قالوا إلى الله الملك المهيمن القيّوم...
تسبيح وتهليل، ص32 – 34... أولئك عباد يصلّينَّ عليهم أهل ملإ الأعلى ويكبّرنّ أهل مداين البقاء ثمّ الّذينهم رُقم على جبينهم من قلمك الأعلى هؤلاء أهل البهاء وبهم ظهرت أنوار الهدى... فيا إلهي كبّر عليهم وعلى الّذين طافوا في حولهم في حياتهم ومماتهم ثمّ ارزقهم ما قدّرته لخيرة خلقك... أي ربّ لا تجعل هذا الصّوم آخر صومنا وآخر عهدنا ثمّ اقبل ما عملناه في حبّك ورضائك... وكبّر اللّهم يا إلهي على النّقطة الأوليّة والسّرّ الأحديّة والغيب الهويّة ومطلع الألوهيّة ومظهر الرّبوبيّة الّذي به فصّلت علم ما كان وما يكون وأظهرت لئالئ علمك المكنون وسرّ اسمك المخزون وجعلته مبشّرًا للّذي باسمه ألف الكاف بركنه النّون وبه ظهرت سلطنتك وعظمتك واقتدارك ونزّلت آياتك وفصّلت أحكامك ونشرت آثارك وحقّقت كلمتك وبعثت قلوب أصفيائك وحشرت من في سمائك وأرضك الّذي سميّته بعليٍّ قبل نبيل في ملكوت أسمائك وبروح الرّوح في ألواح قضائك وأقمته مقام نفسك ورجعت كلّ الأسماء إلى اسمه بأمرك وقدرتك...
تسبيح وتهليل، ص34 – 35فو عزّتك لو يجتمعنّ عليّ من على الأرض بالظّلم والاعتساف لينطق لساني بينهم بذكرك وثنائك ولو يقطعون لساني ينطق قلبي بما ألهمتني بجودك وإحسانك ولو يقطعون قلبي ليذكرك حشائي وأركاني وشعري يصيح وينادي أي ربّ هذا بهائُك بين طغاة خلقك فانظره بلحظات عنايتك أي ربّ هذا هو الّذي كان مذكورًا في صحائفك وكتبك وألواحك وهذا لهو الّذي نزّلت البيان لعلوّ شأنه وسموّ قدره وإعلاء كلمته وارتفاع أمره... لولاه ما نزّلت البيان وقلت قولك الحقّ كلّ ذكر خيرٍ نزّل في البيان ما كان مقصودي إلاّ نفسه وجماله إذًا فانظروه مطروحًا بين أيدي أهل البيان يا منزّل البيان... فيا إلهي ترى بأنّ قلبي ذاب في حبّك على شأن لو يصبّ عليه بحور العالمين لا يخمد أبدًا لأنّ كينونتي ونفسي وروحي وجسدي وجسمي كلّها قد خلقت بحبّك وحبّك باقٍ لا يفنى...
تسبيح وتهليل، ص37 – 38... فيا إلهي تشهد وترى أنّ الّذين هتكوا حرمتك وضيّعوا أمرك ونقضوا عهدك وحرّفوا آياتك وكلمتك ونبذوا أحكامك وتركوا أوامرك واعترضوا على هذا العبد الّذي أنفق روحه في سبيلك وبه اشتهر أمرك ورفع ذكرك ولاح وجهك واسترفع فسطاط حكمك وخباء مجدك وبني بيت أمرك وحرم قدسك وكعبة جلالك وأنت تعلم يا إلهي إفكهم ومفتريات أنفسهم وبعد ما ارتكبوا في دينك ما ناح به سكّان مدائن البقاء وأهل الملإ الأعلى كتبوا بأنامل الشّركيّة في حقيّ ما يلعنهم به كلّ الذّرّات ثم مظاهر التّوحيد ومطالع التّفريد ومكامن وحيك ومخازن إلهامك وبلغوا في الشّقوة إلى مقام كتبوا بأنّه نسخ البيان بعد الّذي بنفسي ظهر حكم البيان وأشرقت شمس التّبيان وبذكري حقّق ذكره وبنفسي فسّرت كلماته وكشفت أسراره وبقيامي فصلت حروفاته وظهرت كنوزه وبرز ما خزن فيه من لئالئ علمك وجواهر علمك...
تسبيح وتهليل، ص38 – 37... كنت في أزل الآزال إلهًا واحدًا أحدًا فردًا صمدًا وترًا باقيًا دائمًا قائمًا قيومًا ما اتّخذت لنفسك شبيهًا ولا شريكًا ولا نظيرًا أرسلت سفرائك إلى عبادك وجعلتهم مهابط وحيك ومخازن علمك وأنزلت إليهم كتبك وشرّعت فيها شرايع أمرك وأحكامك إلى أن انتهت الكتب إلى البيان والرّسل بالّذي سميّته بعليّ في جبروت القضاء وملكوت الأسماء وإنّه أظهر نفسه بأمرك ودعى النّاس إلى نفسك وبشّرهم بالّذي بشّرته في محكم آياتك ومتقن كلماتك وبه قدّرت مقادير أمرك وأحكامك وبه فصّلت كلّ شيء تفصيلاً من عندك ومنعت فيها العباد عن سفك دماء الّذين آمنوا بك ودخلوا في حصن أمرك وحمايتك وكذلك حرّمت أزواج رسلك على الأمم وهذا من أحكامك المحكمة وحدوداتك المتقنة بحيث نزّل في ألواحك وكتبك وزبرك...
تسبيح وتهليل، ص41 – 42... سبحانك يا إلهي كلّما أريد أن أنتهي ذكرك أشاهد أنّ حبّي لا ينتهي فلمّا أنه لا ينتهي كيف ينتهي ندائي وذكري وضجيجي وحنيني وإنّك يا إلهي قدّرت المناجات لمن في حولي وجعلت الآيات بيّناتٍ لنفسي وظهوراتٍ لأمري ولكن إنّي أحبّ بأن أذكرك من قبل العالمين وبما عندهم من ذكرك وثنائك يا من في قبضتك ملكوت ملك السّموات والأرضين أي ربّ فانصرني ببدائع نصرك وإنّ نصرك نفسي وعنايتك إيّاي هو ارتقائي إلى الرّفيق الأعلى وخروجي عن بين هؤلاء الأشقياء الّذين ما كان بينهم إلاّ ضغينة وبغضاء. أي ربّ فأصعدني إليك يا من بحركةٍ قلمك خلق ملكوت الإنشاء وما كان مقصودي يا إلهي فيما نطقت به بين يديك إلاّ ليظهر عبوديّتي بين بريّتك ويشهد كلّ بأنّي أنا السّائل وإنّك أنت المسؤول وإنّي أنا الدّاعي وإنّك أنت المجيب...
تسبيح وتهليل، ص46 – 47... ويا أيّها الناطق بلسان البهاء إذًا يقول محبوب البهاء تالله لولا البهاء ما غرّدت ورقاء الذّكر يا ملأ البغضاء أن ارحموا البهاء منكم ومن ظلمكم انفطرت السّماء وشقّ ستر الوفاء ويقول البهاء رضيت بقضائك يا إله العالمين ومقصود القاصدين وما أردت إلاّ ما أنت أردْته لنفسي وما أريد إلاّ ما أنت تريد فوعزّتك إنّي أكون خجلاً من بدايع فضلك وما اختصصتني به بين بريّتك... إذًا يا إلهي أسألك بك وبهذا المظلوم الّذي ما شهد عين الإبداع شبهه بأن تنزّل من سماء الإبداع ما ينبت به في قلوب المشتاقين نبات حبّك وعرفانك وإنّك أنت المقتدر على ما تشاء لا إله إلاّ أنت المهيمن القيّوم...
تسبيح وتهليل، ص48 – 49... بظهوري فصّلْت بين الممكنات وأخذت منها جواهر خلقك وسواذج بريّتك وأنطقتني يا إلهي بكلمة من عندك وجعلتها سيفًا ذا ظبّتين بقدرتك واقتدارك بظبّةٍ منها فصّلت وفرّقت عبادك وخلقك الّذينهم استكبروا عليك وتوقّفوا في أمرك الّذي ما أظهرت أمرًا أعظم منه وبظبّةٍ أخرى جمعت ووصلت وبلغت وربطْت وألّفت بين الّذين أقبلوا إلى وجهك وآمنوا بآياتك الكبرى وانقطعوا عمّا خلق في الأرض والسّماء شوقًا لجمالك وطلبًا لرضائك وإقبالاً لحضرتك وإظهارًا لنعمتك وإنّك جعلتهم أيادي أمرك بين بريّتك وبهم أظهرت ما أظهرت من شئونات أحديّتك وظهورات فردانيّتك طوبى لمن أقبل إليهم خالصًا لحبّك وسمع منهم آياتك وبيّناتك الّتي عجزت عن الإيتان بمثلها من في السّموات والأرضين...
تسبيح وتهليل، ص48 – 49... يا إله الرّحمن والمقتدر على الإمكان ترى عبادك وأرقّائك الّذين يصومون في الأيّام بأمرك وإرادتك ويقومون في الأسحار لذكرك وثنائك رجاء ما كنز في كنائز فضلك وخزائن جودك وكرمك... فارحم يا إله العالم ومالك القدم وسلطان الأمم عبادك الّذين تمسّكوا بحبل أوامرك وخضعوا عند ظهورات أحكامك من سماء مشيّتك أي ربّ ترى عيونهم ناظرةً إلى أفق عنايتك وقلوبهم متوجّهةً إلى بحور ألطافك وأصواتهم خاشعةً لندائك الأحلى الّذي ارتفع من المقام الأعلى باسمك الأبهى أي ربّ فانصر أحبّتك الّذين نبذوا ما عندهم رجاء ما عندك وأحاطتهم البأساء والضّرّاء بما أعرضوا عن الورى وأقبلوا إلى الأفق الأعلى أي ربّ أسألك بأن تحفظهم من شئونات النّفس والهوى وتؤيّدهم على ما ينفعهم في الآخرة والأولى... أي ربّ فاكتب لنا من قلمك الأعلى ما يُبقي به أرواحنا في جبروتك وأسمائنا في ملكوتك وأجسادنا في كنائز حفظك وأجسامنا في خزائن عصمتك... فاكتب لنا ولآبائنا وأمّهاتنا كلمة الغفران... إنّك أنت المقتدر المتعالي الفرد الواحد الغفور العطوف.
تسبيح وتهليل، ص50 – 53... يا إلهي هذه أيّام فيها فرضت الصّيام على عبادك وبه طرّزت ديباج كتاب أوامرك بين بريّتك وزيّنت صحائف أحكامك لمن في أرضك وسمائك واختصصت كلّ ساعة منها بفضيلة لم يحط بها إلاّ علمك الّذي أحاط الأشياء كلّها... واختصصت كلّ ورقة منها بحزبٍ من الأحزاب وقدّرت للعشّاق كأس ذكرك في الأسحار يا ربّ الأرباب أولئك عباد أخذهم سكر خمر معارفك على شأن يهربون من المضاجع شوقًا لذكرك وثنائك ويفرّون من النّوم طلبًا لقربك وعنايتك... سبحانك هذه ساعةٌ فيها فتحت أبواب جودك على وجه بريّتك ومصاريع عنايتك لمن في أرضك أسألك بالّذين سفك دماؤهم في سبيلك وانقطعوا عن كلّ الجهات شوقًا للقائك وأخذتهم نفحات وحيك على شأنٍ يسمع من كلّ جزء من أجزاء أبدانهم ذكرك وثنائك بأن لا نجعلنا محرومًا عمّا قدّرته في هذا الظّهور الّذي به ينطق كلّ شجرةٍ بما نطق سدرة السّيناء لموسى كليمك ويسبّح كلّ حجر بما سبّح به الحصاة في قبضة محمّد حبيبك...
تسبيح وتهليل، ص53 – 55... أي ربّ هؤلاء عبادٌ دخلوا معك في هذا السّجن الأعظم وصاموا فيه بما أمرتهم في ألواح أمرك وصحائف حكمك فأنزل عليهم ما يقدّسهم عمّا يكرهه رضاؤك ليكونوا خالصًا لوجهك ومنقطعًا عن دونك... فيا إلهي ترى ما ورد على أحبّائك في أيّامك فوعزّتك ما من أرضٍ إلاّ فيها ارتفع ضجيج أصفيائك ومنهم الّذين جعلهم المشركون أسارى في مملكتك ومنعوهم عن التّقرّب إليك والورود في ساحة عزّك... أي ربّ هذه ساعة جعلتها خير السّاعات ونسبتها إلى أفضل خلقك. أسألك يا إلهي بك وبهم بأن تقدّر في هذه السّنة عزًّا لأحبّائك ثم قدّر فيها ما يستشرق به شمس قدرتك عن أفق عظمتك ويستضيء بها العالم بسلطانك. أي ربّ فانصر أمرك واخذل أعدائك ثمّ اكتب لنا خير الآخرة والأولى إنّك أنت الحقّ علاّم الغيوب لا إله إلاّ أنت الغفور الكريم.
تسبيح وتهليل، ص55 – 57... اللّهمّ إنّي أسألك بضياء غرّتك الغرّاء وإشراق أنوار وجهك من الأفق الأعلى أن تجذبني من نفحات قمصيك وتُشربني من رحيق بيانك... اللّهمّ إنّي أسألك بشعراتك التي يتحرّك على صفحات الوجه كما يتحرّك على صفحات الألواح قلمك الأعلى وبها تضوّعت رائحة مسك المعاني في ملكوت الإنشاء أن تقيمني على خدمة أمرك على شأن لا يعقبه القعود ولا تمنعه إشارات الذين جادلوا بآياتك وأعرضوا عن وجهك... اللّهمّ إنّي أسألك بجمالك المُشرق من أفق البقاء الّذي إذا ما ظهر سجد له ملكوت الجمال وكبّر عن ورائه بأعلى النّداء بأن تجعلني فانياً عمّا عندي وباقياً بما عندك... اللّهمّ إنّي أسألك بحفيف سدرة المنتهى وهزيز نسمات آياتك في جبروت الأسماء أن تُبعدني عن كلّ ما يكرهه رضاؤك وتقرّبني إلى مقامٍ تجلّى فيه مطلع آياتك.
تسبيح وتهليل، ص58 – 61... اللّهمّ إنّي أسألك بالحرف التي إذا خرجت من فم مشيّتك ماجت البحار وهاجت الأرياح وظهرت الأثمار وتطاولت الأشجار ومحت الآثار وخرقت الأستار وسرُع المخلصون إلى أنوار وجه ربّهم المختار أن تعرّفني ما كان مكنوناً في كنائز عرفانك ومستوراً في خزائن علمك... اللهمّ إنّي أسألك بنار محبّتك التي بها طار النّوم من عيون أصفيائك وأوليائك وقيامهم في الأسحار لذكرك وثنائك أن تجعلني ممّن فاز بما أنزلته في كتابك وأظهرته بإرادتك... اللّهمّ إنّي أسألك بنور وجهك الذي ساق المقرّبين إلى سهام قضائك والمخلصين إلى سيوف الأعداء في سبيلك أن تكتب لي من قلمك الأعلى ما كتبته لأمنائك وأصفيائك... اللّهمَّ إني أسألك... أن تكتب لمن أقبل إليك وصام بأمرك أجر الذين لم يتكلّموا إلا بإذنك وألقوا ما عندهم في سبيلك وحبّك... أي ربِّ أسألك بنفسك وبآياتك وببيّناتك وإشراق أنوار شمس جمالك وأغصانك بأن تكفّر جريرات الذين تمسّكوا بأحكامك وعملوا بما أمروا به في كتابك...
تسبيح وتهليل، ص61 – 64... سبحانك اللّهمّ أسألك بالّذي أظهرته وجعلت ظهوره نفس ظهورك وبطونه نفس بطونك... ولولاه ما هدرت الورقاء وما غنَّ عندليب الثّناء في جبروت القضاء وأشهد بأنّ من أوّل كلمةٍ خرجت من فمه وأوّل نداءٍ ارتفع منه بمشيّتك وإرادتك انقلبت الأشياء كلّها والسّماء وما فيها والأرض ومن عليها... وبذلك النّداء بشّرت العباد بظهورك الأعظم وأمرك الأتمّ فلمّا ظهر اختلفت الأمم وظهر الانقلاب في الأرض والسّماء واضطربت أركان الأشياء وبه ظهرت الفتنة وتمّت الكلمة وبها ظهر الامتياز بين كلّ ذرّةٍ من ذرّات الأشياء وبها سعّرت الجحيم وظهر النّعيم طوبى لمن أقبل إليك فويلٌ لمن أعرض وكفر بك وبآياتك في هذا الظّهور الّذي فيه اسودّت وجوه مظاهر النّفي وابيضّت وجوه مطالع الإثبات يا مالك الأسماء والصّفات وفي قبضتك زمام الموجودات...
تسبيح وتهليل، ص22 – 24... أي ربِّ أنت الّذي عرّفتني نفسك في أيّام فيها غفل عبادك الّذين بانتسابهم إلى نفسك حكموا على من على الأرض وافتخروا على الأمم وإنّي يا إلهي لو حكمت على شرق الأرض وغربها وملكت خزائنها كلّها وأنفقت في سبيلك ما بلغت إلى هذا المقام إلاّ بحولك وقوّتك ولو أشكرك يا إلهي بدوام عزّ أحديّتك وبقاء سلطنتك واقتدارك لا يعادل بذكرٍ من أذكار الّتي علّمتني بفضلك وأمرتني بأن أدعوك وأذكرك به فلمّا كان شأن ذكرٍ من أذكارك هذا فما مقام من عرف نفسك وفاز بلقائك واستقام على أمرك وإنّي بعين اليقين رأيت وبعلم اليقين أيقنت بأنّك لم تزل كنت مقدّسًا عن ذكر الموجودات ولا تزال تكون متعاليًا عن وصف الممكنات... وإنّك لم تزل ولا تزال مقدّسًا عن الشّبه والمثل ومتعاليًا عن الكفو والعدل...
تسبيح وتهليل، ص25 – 26... أشهد يا إلهي بأنّك لا تزال ما نزّلت على عبادك إلاّ ما يصعدهم إلى سماء قربك ومقرّ عزّ توحيدك ووضعت الحدود بينهم وجعلتها مطلع عدلك ومظهر فضلك بين خلقك وحصن حمايتك بين بريّتك لئلاّ يظلم أحد أحدًا في أرضك طوبى لمن نهى النّفس عن الهوى واتّبع ما رقم من قلمك الأعلى حبًّا لجمالك وطلبًا لرضائك إنّه ممّن فاز بكلّ الخير واتّبع الهدى أي ربِّ أسئلك باسمك الّذي به عرّفت نفسك عبادك وبريّتك واجتذبت أفئدة العارفين إلى مقرّ عزّ وحدانيّتك وأفئدة المقرّبين إلى مطلع ظهور فردانيّتك بأن توفّقني على الصّيام خالصًا لوجهك يا ذا الجلال والإكرام ثمّ اجعلني يا إلهي من الّذين تمسّكوا بسنّتك وحدوداتك خالصًا لوجهك من دون أن يكونوا ناظرًا إلى غيرك أولئك كانت خمرهم ما خرج من فم مشيّتك الأولى ورحيقهم ندائك الأحلى وسلسبيلهم حبّك وجنّتهم وصلك ولقائك...
تسبيح وتهليل، ص26 – 27... سبحانك اللّهمّ يا إلهي أسألك بعظمتك الّتي منها استعظم كلّ شيءٍ وبأنوار وجهك الّذي منه استضاء كلّ شيءٍ وببدايع أسمائك الّتي منها فصّلت بين كلّ شيءٍ وباسمك الّذي جعلته قائمًا على كلّ شيءٍ وبسلطانك الّذي به استعليت على كلّ شيءٍ وبآياتك الّتي منها استجذبت حقايق الأشياء وبكلمتك الّتي منها فزع من في الأرض والسّماء وبندائك في برّيّة القدس الّذي به اشتعل قلب العالم وبه هديت المخلصين إلى شاطئ بحر أحديّتك وطيّرت العاشقين في هواء قربك ولقائك واستجذبت أفئدة المقرّبين إلى يمين عرش رحمانيّتك بأن تقبل منّا ما عملنا في حبّك ورضائك فيا إلهي وسيّدي ومحبوبي إنّ الّذين ذاقوا حلاوة ندائك وسرعوا إلى ظلّ مواهبك وجوار ألطافك واتّبعوا ما أمرتهم به حبًّا لنفسك وابتغاءً لوجهك أولئك لا يتحرّكون إلاّ بإرادتك ولا يتكلّمون إلاّ بعد أمرك...
تسبيح وتهليل، ص230 – 231